»» اليكس بوف

كنت على بُعد خطوات قليلة، أراقب المشهد أمامي. في البداية، لم يكن لدي أي نية للتدخل. كان هذا المشهد يبدو كما في القصص الكلاسكية، الشرير يضايق البطلة، والبطل يتدخل ليظهر شجاعته. البطل، بعينيه المتوهجتين بالغضب، كان ينهال على البدين بالضربات، والضربات تتوالى بلا رحمة. كان البدين، يتلوى من الألم، وصراخه الخافت بالكاد يُسمع وسط العراك.

"تبا، إنه قاسي جدًا." همست لنفسي، وعيني تتبع كل ضربة وكأنها تُسمع في أذني. كان واضحًا أن البطل يكاد ان يقتله. كنت على وشك مغادرة المكان، غير راغب في التورط، لكن صرخات موهان المفزعة جعلتني أتوقف. صوته كان ممتلئًا بالذعر، مما جعلني ألتفت لأرى ما يحدث بوضوح.

"لعنة، سيقتله هكذا." فكرت، بينما بدأت أشعر بأن الأمور تتجه إلى كارثة. على الرغم من عدم رغبتي في التدخل، كان هناك شيء ما في المشهد جعلني أقرر أن أتقدم. رأيت البطل يواصل الضرب، وعيناي لم تفارق موهان، الذي بدا يائسًا بشكل مرعب. شعرت بأنني لا أستطيع الوقوف مكتوف اليدين.

""يكفي!""

صرخت بصوت حازم، محاولة قطع صمت المكان. نظرات الطبيبة المتوترة تلاقت مع نظراتي، لكنني لم أكترث بها. كان كل اهتمامي منصبًا على البطل، الذي كان لا يزال ينزل ضرباته على موهان. اقتربت بسرعة، وسحبت قبضته من على موهان، ممسكًا بها بقوة.

"من أنت؟" سأل البطل، صوته مليء بالعدوانية.

"لا يهم من أنا، ولكن أنصحك بالتوقف الآن، لأنك ستقتله بهذه الطريقة."

توقف البطل عن الضرب، وسحب يده بقوة، لكن نظراتي كانت ثابتة، واضحة في إصراري على عدم التزحزح. "هههه، هل أنت أحد كلاب هذا السمين؟"

"لا."

"إذا، ما الذي يجعلك تتدخل دفاعًا عنه؟"

"لنفس السبب الذي جعلك تدافع عن تلك السيدة."

"هل تمازحني؟ أنا دافعت عن سيدة تتعرض للتهديد. ماذا عنك، هل تدافع عن شخص آثم؟"

"أعتقد أن دفاعك تجاوز الحدود وأصبح تطرفًا. أنت تحاول قتل شخص بطريقة وحشية. هذا ليس مكانًا للوحوش."

كان صوتي هادئًا، لكن توتر الكلمات كان ملموسًا. شعرت بأن الجو متوتر بشكل غير عادي، وكأن كل شيء على وشك الانفجار في أي لحظة.

" هل تصفني بالوحش الآن، انا امبرطور الحرب يتجرأ شخص ما بوصفي بالوحش "

»» منظور الشخص الثالث

أليكس، الذي كان واقفًا بتركيز، ألقى نظرة سريعة على البطل، عينيه مليئتين بالاصرار والقوة . "أنا فقط أصف ما أراه. أنت تتصرف كالحيوان، تعتقد أن كل شيء حولك هو مجرد لعبة." ردّ ببرود، لكن كلماته كانت كألسنة النار التي تثير غضب البطل.

وفي لحظة حرجة، انطلقت ضربة قوية من يد البطل نحو أليكس، مشتعلة بالغضب والإصرار. الحركة كانت سريعة ومباشرة، هدفها واضح... إيقاع أليكس أرضًا. لكن أليكس، بتوقيت مذهل وبدقة متناهية، انحرف بجسمه بعيدًا عن الضربة، مستفيدًا من كل ملليمتر من سرعة البطل لمصلحته...

على الفور، وجه أليكس ضربة نحو ذقن البطل، ضربة كانت على وشك أن تنهي الصراع. ومع ذلك، تحرك البطل بسرعة، يديه تتصدى لضربة أليكس، فتمت إعاقة الهجوم في اللحظة الأخيرة.

البطل الذي كان يتوقع أن يكون القتال تحت سيطرته، شعر بصدمة حقيقية.من الضربة كانت سريعة وقوية لدرجة أنه لم يستطع تفاديها بالكامل. لهذا تراجع خطوتين إلى الوراء، وسأل بصوت منخفض لكن مليء بالتحدي: "من أنت؟"

لم يتكلم أليكس باي كلمة واخذ موقفا قتاليا كأنه يقول تعال نتكلم بالقبضات. البطل الذي رأى هذا تصاعد الغضب بقلبه كثيرا... لهذا قرر الهجوم فورا وانهاء القتال بسرعة... وبينما كان التوتر يتصاعد في الأجواء، وعلى وشك أن يتحول القتال إلى جولة أخرى من الصراع العنيف..

تدخلت امرأة فجأة إلى المشهد. كانت قد وصلت إلى الحافة بسرعة، وعينيها تتوهج بالغضب والإصرار.بصوت حاد وقوي، صرخت ""كفى! يكفي من هذا!""

لم تكن هذه المرأة سوى سيولان التي كان صوتها يقطع الهواء مثل شفرة حادة، مليئًا بالعزيمة التي لا تقبل الجدل.حيث تقدمت نحو البطل وأليكس، مدفوعةً بإحساس قوي بالمسؤولية...

وقفت بينهما بشكل حازم، يديها مرفوعتان بشكل دفاعي، وكأنها تحاول أن تمنع أي تصعيد آخر. وجهها كان مشدودًا، يعكس مزيجًا من القلق والغضب. عينيها كانت تركز على البطل، الذي بدا مندهشًا ومربكًا من تدخلها المفاجئ.

"توقفوا الآن!" أضافت بصوتها المليء بالإلحاح، بينما كانت تلتفت بين البطل وأليكس، محاولًة أن تهدئ من الوضع. كانت تنفث غضبًا واضحًا، مما جعل كل طرف يدرك أن الوقت قد حان لإنهاء المواجهة.

"هل هذا هو الحل الذي اخترتماه؟!" صرخت سيولان وهي تتنقل بنظراتها بين البطل وأليكس. "أن تتحولوا إلى وحوش، تتصارعون بلا عقل كالأطفال؟"

ثم التفتت إلى البطل، عينيها مليئتان بالعتاب: "ألم تكفِ دماء هذا اليوم؟ لماذا تستمر في هذا الجنون؟ أنت الذي كان من المفترض أن تكون أفضل من هذا!"

بعد ذلك، وجهت نظرتها نحو أليكس، الذي بدا غاضبًا من تدخلها "وأنت... هل تعتقد أنك تفعل الصواب بتصعيد الأمور؟ ماذا تتوقع أن يحدث بعد ذلك؟ هذا ليس نضالًا، هذا فقط صراع بين غرورين."

أليكس، الذي شعر بالاشمئزاز من تصرفها، لم يستطع أن يخفي استيائه. كانت كلماتها تشعره وكأنها تقلل من شأن الموقف وكأنه لا يعني شيئًا. تنهد بصوت عالٍ، ثم تجاهلها، متجهًا نحو موهان الذي بالكاد كان يستطيع التنفس."يكفي من هذا الكلام الفارغ، لو اردتي التدخل كنتي قد تدخلي قبل ان تصل الامور الى هنا، ليس ان تقفي وتستمتعين بما يحدث "

وتمتم أليكس ببرود وهو ينحني لحمل موهان المتهالك. "لذا هذا لا علاقة له بكِ."

رفع اليكس موهان عن الأرض بسهولة، رغم ثقل جسده. بدا موهان ضعيفًا ومهزومًا، وكان يتنفس بصعوبة، بالكاد يستطيع الكلام. أليكس لم يعِر انتباهًا آخر لكلمات سيولان، بينما كان يتوجه بحزم خارج المكان، حاملًا موهان بعيدًا عن المكان لعلاجه.. لكنه فوجئ بكلمات تخرج من فم مو هان قبل ان يغمي عليه تماما...

"شك.~را لك"

نظر اليكس الى مو هان الذي اغمي عليه قبل ان يغادر المكان الى مكان حيث يمكنه معالجته فيه ... تاركًا خلفه سيولان التي كانت لا تزال واقفة في مكانها، مشوشة من كلماته..

كان الصمت يحيط بالمكان بعد مغادرته، وبدأت سيولان تستعيد هدوءها تدريجيًا، لكنها شعرت بالارتباك من المشهد الذي رأته.فجأة، قطع البطل شرودها عندما اقترب منها ببطء، مظهرًا اهتمامه. وضع يده برفق على كتفها، محاولةً لتهدئتها." هل أنتِ بخير؟"

سأل بلهجة هادئة ومطمئنة، عاكسًا القلق الذي كان يشعر به تجاهها.رفعت سيولان عينيها نحو البطل، محاولةً الابتسام رغم الاضطراب الذي كان يعصف بها.

"نعم، أنا بخير... أظن أنني كنت فقط بحاجة إلى بعض الوقت لاستيعاب ما جرى"

أومأ البطل برأسه، مظهرًا تفهمه. "الأمور قد تكون فوضوية، لكن الأهم الآن هو أننا جميعًا نخرج من هذا بأمان. لا تدعي كلماته تؤثر عليكِ."

تنفست سيولان بعمق، محاولةً طرد مشاعر القلق التي كانت تحيط بها. "أشكرك، لكن لا أستطيع إنكار أن كل هذا حدث بسبي"

بابتسامة خفيفة، قال البطل: "ليس خطأك ان ترفضي شخص لا يرغب فيكي الخطأ في ذلك الشخص الذي يرغم نفسه عليك بتهديداته، هو من يحق عليه ان يشعر بالحزن وليس انت"

سيو لان التي سمعت هذا شعرت ان شعورها بالذنب قد اختفى تماما اتجاه موهان.. وابتسمت باتسامة ساحرة وهي تسأل ااشاب الذي امامها بفرح شديد...

" انا ادعى سيو لان، هل يمكنني ان اعرف اسم منقذي "

"وو كيانغ"

انحنت سيو لان نحو وو كيانغ "وو كيانغ، أشكرك من أعماق قلبي على إنقاذي"، قالت بصوت مليء بالعاطفة. "لم أكن أعتقد أنني سأجد من ينقذني في تلك اللحظة المظلمة."

رد وو كيانغ بابتسامة هادئة.وهو يمنعها من الانحناء له "لم يكن هناك ما يستدعي الشكر، سيولان. كنت أعمل فقط على حماية من يحتاج المساعدة."

لكن بينما كانت سيولان تعبر عن امتنانها، خطرت لها فكرة أخرى جعلتها تتجمد في مكانها. تذكرت فجأة كيف أساء وو كيانغ إلى موهان في المعركة، وشعرت بالقلق حيال ما يمكن أن يحدث له بعد ذلك. حاولت أن تتماسك ووجدت نفسها تتحدث بسرعة وعيونها تتألق بالقلق والخوف.

"وو كيانغ، هناك شيء يجب أن تعرفه"، قالت بصوت مرتعش. "موهان ليس مجرد شخص عادي. إنه سيد شاب في المدينة السحرية، وعائلته واحدة من العائلات الأربعة التي تتحكم في المدينة. عائلته معروفة بالبطش والتسلط، ولا تتسامح مع من يجرؤ على مواجهتها. ما فعلته اليوم قد يعرّضك للخطر."

كانت نظرات سيولان تحمل شيئًا من اليأس، ويداها ترتجفان قليلاً. تنفست بعمق محاولةً تهدئة نفسها.

رد وو كيانغ بهدوء غير متوقع، مبتسمًا بثقة. "سيولان، لا داعي للقلق. عائلة موهان قد تكون قوية، لكنهم في النهاية مجرد عائلة في مدينة من الدرجة الثالثة. لا يمكنهم أن يؤثروا علي بهذا الشكل."

تجمدت سيولان في مكانها، مذهولة من ثقة وو كيانغ وجبروته. كانت تشعر بشيء من الارتياح لكن القلق لم يختف تمامًا. نظرت إليه بعمق، وهي تعيد تقييم شجاعته.

"أنت حقًا جريء، وو كيانغ"، قالت، صوتها مليء بالإعجاب. "لم أكن أعتقد أن أي شخص يمكن أن يتحدث بهذه الثقة في مواجهة عائلة مثل عائلة مو. شكراً لك."

لم تعرف سيو لان لماذا وثقت بكلمات وو كيانغ كان هناك شعور في قلبها يقول لها انها يجب عليها تصديقه لم تعرف لماذا.. لكن لم تشعر بالنفور من هذا الاحساس ومن ثم قررت أن تقدم له دعوة صادقة من أعماقها، مدفوعةً بالامتنان والشعور بالمسؤولية.

"إذا كنت ستسمح لي، أود أن أدعوك إلى منزل عائلتي. قد لا نكون أقوياء كما عائلة مو، لكننا نود أن نقدم لك الحماية والدعم الذي تحتاجه. نحن نريد أن نرد الجميل ونعتني بك كما فعلت من أجلي."

ابتسم وو كيانغ بصدق، وشكرها على دعوتها. "سأكون ممتنًا جدًا لدعوة سيدة جميلة مثلك"

احمر وجه سيو لان وبدأ قلبها ينبض بقوة شديدة مما دفع للاستدارة بسرعة محاولة اخفاء خجلها واخبار وو كيانغ بان يتبعها لمغادرة المكان خوفا من انتقام عائلة مو....

•••••

•••••

•••••

☜ بكين ☞

»» سو مينجر بوف

" ها اين انا…؟ ألم اكن في قصر عائلة جو ؟"

استفقت من الارتباك الذي خيم علي في لحظة ، وركزت حولي لأعرف مكاني ووجدت نفسي في حديقة منزلي المألوفة. الشعور بالانتعاش الذي ملأ الجو كان يجمع بين الهدوء والجمال. كنت أحيط بالزهور المزهرة والأشجار الخضراء التي كانت تُضيء بألوان دافئة تحت ضوء الشمس.

" لماذا انا في حديقة منزلي مالذي يجري هنا..؟ "

فجأة، سمعت صوتًا صغيرًا وعذبًا يناديني: "ماما!" التفت بسرعة نحو الصوت، ووجدت أليكس، ابني الصغير، يلعب في الحديقة. كان مشهدًا رائعًا.، أليكس، البالغ من العمر أربع سنوات، يجلس على العشب الأخضر وسط مجموعة من الأسود الصغيرة التي كانت تدور حوله بفرح. لم تكن الأسود تتصرف بتوتر، بل كانت هادئة وكأنها رفقاء لطفلي.

كانت ضحكات أليكس تتردد في أذني، وابتسامته اللامعة تملأ المشهد بأكمله. كانت الأسود تتحرك حوله ببطء، وكأنه في عالم سحري خاص به. رأيته وهو يحاول مد يده لملامسة واحدة من الأسود، بينما تنبعث منه صرخات فرح تتناغم مع أجواء الحديقة.

لحظة رؤيتي لهذا المشهد، نسيت كل الارتباك الذي شعرت به. كنت أتحرك نحو ابني بخطوات خفيفة وسريعة، قلبي ينبض بالسعادة. كلما اقتربت، زادت فرحتي. كانت ضحكته وصوته الحنون يذيبان كل مخاوفي.

عندما وصلت إليه، رأيت أليكس يمد ذراعيه نحوي، وضحكته العذبة جعلتني أشعر وكأن كل همومي قد تلاشت. عندما احتضنته، شعرت بكل ذرة من حب قلبي تتجسد في تلك اللحظة.

كان بين ذراعي، صغيرًا ودافئًا، وملامسه كانت تنبض بالحياة تحت يدي. ضغطت عليه بقوة، وكأنني أخشى أن يفلت مني، وكأنني أمسك بأعظم كنز في هذا العالم. كل لحظة معه كانت أكثر من مجرد حلم؛ كانت حياة حقيقية ومليئة بالفرح.

"إذا كان هذا حلمًا، فأنا لا أريد الاستيقاظ"، همست بهدوء، وأنا أضغطه بقوة أكبر نحو صدري. كان صوتي يرتعش قليلاً من المشاعر المختلطة التي اجتاحتني. كنت أعانقه بشدة، لم أكن أستطيع أن أتركه، وكأن كل ثانية في حضنه هي نعمة أعيشها بكل كياني.عندما ضممته إلى صدري، شعرت بأن كل شيء آخر قد اختفى، فقط أنا وهو.

كان خوفًا عميقًا يملأ قلبي من أن أفقده، من أن يتبدد هذا الكنز الثمين في أي لحظة. كل همومي ومخاوفي ذابت في تلك اللحظة، فقط حب عميق وأمل يتدفقان بيننا...

حتى شعرت بلمسة باردة وغير طبيعية. نظرت إلى الأسفل، وفجأة تجمدت الدماء في عروقي. لم يكن في ذراعي طفل صغير، بل جثة أليكس، مغطاة بالدماء ومشوهة. كانت عيناه تفتقران للحياة، وجسده كان يرتجف من الألم.تملكني الرعب، وصوت أليكس جاء ضعيفًا ومليئًا بالمعاناة "لماذا قتلتني، أمي؟"

كان صوته يرن في أذني كصرخة في الظلام، وكنت أسمع كل كلمة كأنها خنجر يطعن قلبي.أمسكت بجثته، وكان الدم يتدفق من بين يديّ، مما جعلني أشعر كما لو كنت أتعامل مع كابوس مرعب. كانت الحديقة الجميلة من حولنا تتلاشى تدريجيًا، والألوان الزاهية تتبدد في ظل مميت.

الزهور تذبل وتحترق، والأشجار تصبح أشباحًا مظلمة. الضوء المشمس يتحول إلى ظلام دامس، وكأن الأرض بأسرها تتجه نحو الخراب.كنت أصرخ بقوة، محاولًة كسر قيد هذا الكابوس

""حبيبيي اليكسسسسس.. ارجووووك لا تمتتتت ارجووووك... من فعل بك هذااا من…؟ م""

كانت الكلمات تتدفق من فمي، لكن كل صرخة كانت تنغمر في الظلام، وكأنها تُخنق.أليكس نظر إليّ بعينين ميتتين وقال بصوت متهالك

"أنت السبب في قتلي ومعاناتي. انتي هي و أخيرًا سأشعر بالسلام بموتي..."

كانت كلماته كأنها طعنة في القلب، كل واحدة منها تعمق من عذابي.انا سبب موته انا سبب وفاتي ابني.. وبينما كنت أحتضن جثته، كان شعور الرعب يملأ كل جزء من كياني. كنت أصرخ بجنون: "لا، أليكس! لا تتركني! لا أستطيع أن أفقدك!"

كنت أشعر بأن جسده يتلاشى بين يدي، وكانت الدماء تتساقط بشكل متسارع، وكأنها تجرف كل أمل من أمامي.بينما كنت أضغط عليه بكل قوتي، كان الجسد يبدأ في التلاشي ببطء، ويفقد ملامحه تدريجيًا.

"أليكس، أرجوك! لا تذهب!" صرخت، ولكن الجثة كانت تتحلل، وكنت أشعر بقلبي يتمزق.أليكس، رغم الألم الظاهر في عينيه، نظر إليّ بابتسامة هادئة ومليئة بالحنان،

"ماما، الموت هو راحة لي. كنت أعاني كثيرًا، وأنت لم تفهمي. لكنني أحبك." كلماته كانت كصوت خافت في عاصفة من اليأس، وحاولت التمسك بأي جزء منه، لكن كل ما لمسته كان يتحلل أكثر."لا تقولي هذا!" كنت أصرخ، وأصابعي تتشبث بجسده المتفكك. "لماذا تقول ذلك؟ أنا لم أكن أريد أن أؤذيك، كنت أريدك أن تكون سعيدًا."

أليكس نظر إليّ بعينيه الهادئتين وقال، "كل ما عانيته كان بسبب ضيق العالم من حولي، لكنني لا ألومك. كان الألم جزءًا من مصيري. أريد فقط أن أجد السلام الآن."

كان صوته يتلاشى مع كل ثانية، وكانت ابتسامته تتلاشى أيضًا، وكأنها آخر شعاع من الأمل في هذا الكابوس.كنت أشعر بالذعر يلتهم كل جزء من كياني، والدموع تتساقط بغزارة.

.لا، لا تقول هذا!" صرخت، ويداي تتشبثان بكل جزء منه، لكن الجثة كانت تتلاشى أكثر فأكثر، وأليكس يختفي تمامًا. "لا تذهب! لا تتركني هنا!"

اختفت جثة اليكس في الهواء وشعرت بالجنون يتسلل إلى داخلي، والألم يلتهم كل شيء.في كل لحظة، كنت أشعر بالظلام يحيط بي، والحديقة الجميلة التي كانت تحيط بنا تختفي تدريجياً. كنت أصرخ بأعلى صوت: "" أليكس! أين أنت؟ لماذا تختفي؟""

كان الصرخات تتحول إلى هيستيريا، وقلبُي يتفطر من الألم.كل ما لمسته كان يتحلل إلى ظلام، وكنت أركض في المكان بلا هدف، أبحث عن أي أثر لطفلي. لكن كل شيء كان يتلاشى، وكأن العالم كله يغمره الظلام.

وأنا عالقة في وسطه.أصوات صرخاتي كانت تملأ المكان، وأنا أستمر في الصراخ والركض، عجزت عن استيعاب ما يحدث.

"لا! لا يمكن أن يكون هذا حقيقي! أليكس، أحتاجك!" كان الجنون يتسلل إلى عقلي، والدموع تتساقط بغزارة. ثم، في لحظة من الوعي، استفقت أخيرًا..

وجدت نفسي في غرفة نومي، وكل شيء هادئ حولي. كنت أتنفس بسرعة، وقلبُي ينبض بعنف، وكنت أشعر بفرح غامر لأن كل ما مررت به كان مجرد كابوس مرعب....

لكن الألم لم يختفِ تمامًا، واستمرت دموعي تتساقط، والصدمة كانت تتملك كل جزء من كياني.كانت اللحظة الأخيرة من الكابوس قد اختفت، لكن آثارها كانت عميقة ومرعبة، وأنا لا أستطيع إلا أن أتمسك بذكريات هذا الكابوس المروع، وأحاول إعادة ترتيب نفسي بعد هذا العذاب العميق...

∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆

مرحبا اتمنى ان ينال الفصل اعجابكم رغم انني اشعر ان هناك شيئ خاطئ في كتابتي للفصل اتمنى من يلاحظ الخطأ يخبرني بذلك لانني اشعر ان هناك شي غريب يمكن ان السرد ركيك لا اعلم انت كا قارئ اخبرني بذلك وشكرا

2024/08/24 · 289 مشاهدة · 2416 كلمة
BAD BOY
نادي الروايات - 2024