الفصل السابع عشر: المواجهة الأخير
ةخرج جون من المخبأ السري، متجهاً نحو المكان الذي كان البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي ويون-هي وهاي-جين يفتحون فيه البوابة. كان يعرف أن ما كان على وشك فعله كان خطيراً، ربما انتحارياً، لكنه لم يرَ خياراً آخر.كان الليل قد حل على الغابة، والقمر يلقي ضوءه الفضي بين الأشجار. كان جون يتحرك بحذر، محاولاً عدم إصدار أي
صوت قد يكشف وجوده.بعد حوالي عشر دقائق من المشي، بدأ يرى ضوءاً أزرق يتوهج بين الأشجار أمامه. كان ضوء البوابة، التي كانت تتوسع وتصبح أكثر سطوعاً مع مرور الوقت.اقترب بحذر، متوقفاً خلف شجرة كبيرة لمراقبة المشهد. كان البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي ويون-هي وهاي-جين يقفون في دائرة حول البوابة، أيديهم مرفوعة، وأعينهم تتوهج بلون أزرق غريب.كانت البوابة نفسها عبارة
عن دائرة من الضوء الأزرق، تتموج وتنبض كما لو كانت حية. وداخلها، كان جون يستطيع رؤية أشكال غامضة تتحرك - الكيانات من الأبراج، تنتظر لحظة دخولها إلى عالمه.كان المشهد مرعباً ومهيباً في نفس الوقت. كان جون يشعر بالخوف يتصاعد
في صدره، لكنه كان مصمماً على المضي قدماً.تنفس بعمق، محاولاً تهدئة قلبه المتسارع. كان عليه التركيز على قدرته - الصدى الأسود - إذا كان يأمل في إبطاء البوابة.خرج من خلف الشجرة، متقدماً نحو البوابة بخطوات ثابتة. لم يلاحظه أحد في البداية، حيث كانوا جميعاً مركزين على البوابة.لكن عندما اقترب أكثر، رفعت يون-هي رأسها فجأة، عيناها تلتقيان بعينيه."جون!" صرخت، مما جعل الآخرين
يلتفتون."مرحباً." قال جون بهدوء، متوقفاً على بعد بضعة أمتار من البوابة. "يبدو أنني وصلت في الوقت المناسب للحفلة.""جون كيم." ابتسم البروفيسور كانغ ابتسامة باردة. "كم أنا سعيد برؤيتك هنا. كنت آمل أن تنضم إلينا.""لم آتِ للانضمام إليكم." قال جون بحزم. "أتيت لإيقافكم."ضحك سونغ-هو لي ضحكة مستهزئة.
"إيقافنا؟ وكيف تخطط لفعل ذلك، أيها الفتى؟ أنت وحيد هنا، ونحن أربعة. ونحن جميعاً أقوى منك.""ربما." اعترف جون. "لكنني سأحاول على أي حال.""جون." قالت يون-هي، متقدمة خطوة نحوه. "لا تفعل هذا. انضم إلينا. يمكننا أن نكون معاً في العالم الجديد."كان هناك شيء في صوتها - توسل، رجاء - جعل جون يتردد للحظة.
كانت يون-هي جميلة ومثيرة للاهتمام، وجزء منه كان يتساءل ما إذا كان بإمكانه إنقاذها من الكيان الذي كان يسكنها.لكنه كان يعرف أن ذلك كان مستحيلاً. كانت يون-هي قد اختارت طريقها، وكان عليه أن يختار طريقه."آسف، يون-هي." قال بهدوء. "لكنني لا يمكنني الانضمام إليكم. لا يمكنني السماح لكم بتدمير
عالمي.""إذن ستموت." قالت هاي-جين بقسوة، عيناها تتوهجان بلون أزرق غاضب."ربما." اعترف جون. "لكنني سأحاول أخذكم معي."ثم، بحركة سريعة، ركض نحو البوابة، يداه ممدودتان نحوها. كان يركز على قدرته، شاعراً بها تستيقظ داخله."أوقفوه!" صرخ البروفيسور كانغ، مرسلاً موجة من الطاقة الزرقاء نحو
جون.لكن جون كان سريعاً. تفادى الموجة، واستمر في الركض نحو البوابة. وصل إليها، ووضع يديه عليها.كان هناك شعور فوري بالألم والبرد، كما لو أن يديه كانتا تغوصان في جليد حارق. لكنه تجاهل الألم، مركزاً على قدرته.الصدى الأسود. امتصاص الطاقة وعكسها. كان يشعر بطاقة البوابة تتدفق إلى جسده، قوية وباردة
وغريبة."ماذا يفعل؟!" صرخ سونغ-هو لي بغضب."إنه يمتص طاقة البوابة!" قال البروفيسور كانغ بذهول. "إنه يحاول إغلاقها!""أوقفوه!" صرخت هاي-جين، مرسلة موجة أخرى من الطاقة نحو جون.لكن هذه المرة، لم يتفادَ جون الموجة. بدلاً من ذلك، امتصها أيضاً، مضيفاً طاقتها إلى الطاقة التي كان يمتصها من البوابة.كان يشعر
بالطاقة تتراكم داخله، تصبح أقوى وأقوى. كان الألم شديداً، كما لو أن جسده كان على وشك الانفجار.لكنه استمر، مصمماً على إبطاء البوابة، على منح أصدقائه الوقت لإكمال الجهاز."توقف!" صرخت يون-هي، راكضة نحوه. "ستقتل نفسك!"تجاهلها جون، مركزاً على مهمته. كان يشعر بالبوابة تبدأ في التقلص، تصبح
أصغر وأقل سطوعاً."لا!" صرخ البروفيسور كانغ بغضب. "لا يمكنك فعل هذا! لا يمكنك إغلاق البوابة!"لكن جون كان يفعل ذلك بالفعل. كان يمتص طاقة البوابة، يعكسها، يجبرها على التقلص.كان الألم لا يطاق الآن، وكان يشعر بوعيه يبدأ في التلاشي. لكنه استمر، مصمماً على إنهاء مهمته."جون!" سمع صوتاً يناديه من بين
الأشجار.نظر ليجد سو-يون تقف هناك، عيناها تتوهجان بلون أخضر مخيف. كانت تبدو متعبة ومجروحة، لكنها كانت على قيد الحياة."سو-يون!" صرخ، شاعراً بالارتياح."استمر!" صرخت. "أنا قادمة لمساعدتك!"ثم، بحركة سريعة، أرسلت موجة من الطاقة الخضراء نحو البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي وهاي-جين، مما جعلهم يطيرون بعيداً عن البوابة.ركضت نحو جون، واضعة يديها على البوابة بجانب يديه.
"معاً." قالت بحزم. "سنغلقها معاً."شعر جون بقوة سو-يون تنضم إلى قوته، تساعده على امتصاص طاقة البوابة وعكسها. كانت قوية جداً، وكان يشعر بالبوابة تتقلص بشكل أسرع الآن."لا!" صرخت يون-هي، راكضة نحوهما. "لن أسمح لكما بفعل
هذا!"أرسلت موجة من الطاقة الزرقاء نحوهما، لكن سو-يون كانت مستعدة. بحركة سريعة من يدها الحرة، أرسلت موجة من الطاقة الخضراء لمواجهة موجة يون-هي، مما أدى إلى تصادمهما في الهواء وإحداث انفجار من الضوء."استمر، جون!" صرخت سو-يون. "أنا سأتعامل معهم!"استمر جون في امتصاص طاقة البوابة، بينما كانت سو-يون تقاتل يون-هي والآخرين. كانت المعركة شرسة، مع موجات من الطاقة
الزرقاء والخضراء تتطاير في كل مكان.كان جون يشعر بقوته تتلاشى، وكان يعرف أنه لن يتمكن من الاستمرار لفترة أطول. لكنه كان مصمماً على إبطاء البوابة قدر الإمكان، على منح أصدقائه الوقت الذي يحتاجونه.فجأة، سمع صوتاً آخر يناديه من
بين الأشجار."جون! ابتعد عن البوابة!"نظر ليجد مين-آه وتاي-هو وجين-هو يقفون هناك، يحملون الجهاز الذي كانوا يعملون عليه."الجهاز!" صرخ، شاعراً بالأمل يتجدد. "هل هو جاهز؟""نعم!" صرخت مين-آه. "ابتعد عن البوابة الآن!"تردد جون للحظة، غير
متأكد مما إذا كان يجب أن يترك البوابة. كان يخشى أنها قد تبدأ في التوسع مرة أخرى إذا توقف عن امتصاص طاقتها."افعل ما تقوله!" صرخت سو-يون، لا تزال تقاتل يون-هي والآخرين. "الجهاز سيغلق البوابة بشكل دائم!"أومأ جون برأسه، ثم سحب يديه من البوابة بسرعة. كان هناك شعور فوري بالارتياح، حيث توقف تدفق الطاقة
إلى جسده.ركض نحو أصدقائه، متعثراً قليلاً بسبب الإرهاق. وصل إليهم، وساعدهم في وضع الجهاز على الأرض، موجهاً إياه نحو البوابة."كيف يعمل؟" سأل، لاهثاً."إنه يعمل مثل قدرتك." شرحت مين-آه بسرعة. "يمتص طاقة البوابة ويعكسها، مما
يؤدي إلى إغلاقها. لكنه أقوى بكثير من قدرتك وحدها.""وكيف نشغله؟" سأل جون."نحتاج إلى طاقتك." قالت مين-آه. "الجهاز يعمل على طاقة الصدى الأسود. يجب أن تضع يديك على هذين المقبضين، وتركز على قدرتك."أشارت إلى مقبضين معدنيين على جانبي الجهاز. وضع جون يديه عليهما، شاعراً بالطاقة تبدأ في التدفق من
جسده إلى الجهاز."الآن!" صرخت مين-آه، ضاغطة على زر في وسط الجهاز.كان هناك وميض من الضوء، ثم انطلق شعاع من الطاقة السوداء من الجهاز، متجهاً نحو البوابة. اصطدم الشعاع بالبوابة، وكان هناك صوت انفجار هائل."لا!" صرخ البروفيسور
كانغ بغضب، محاولاً الركض نحو الجهاز.لكن سو-يون كانت في طريقه. بحركة سريعة، أرسلت موجة من الطاقة الخضراء نحوه، مما جعله يطير بعيداً.كانت البوابة تتقلص بسرعة الآن، تصبح أصغر وأقل سطوعاً مع كل ثانية. كان الكيانات داخلها تصرخ بغضب
وخوف، محاولة الهروب قبل إغلاق البوابة."إنه ينجح!" صرخت مين-آه بفرح. "البوابة تغلق!"كان جون يشعر بالطاقة تتدفق من جسده إلى الجهاز، ومن الجهاز إلى البوابة. كان الألم شديداً، لكنه كان يعرف أنه كان يفعل الشيء الصحيح."لا يمكنكم فعل
هذا!" صرخ سونغ-هو لي بغضب. "لا يمكنكم إغلاق البوابة!""شاهدنا." قال تاي-هو بتحدٍ.كانت البوابة تتقلص أكثر فأكثر، حتى أصبحت بحجم كرة القدم. كان الكيانات داخلها تصرخ بصوت أعلى الآن، محاولة يائسة للهروب."يون-هي!" صرخ سونغ-هو لي. "افعلي شيئاً!"ركضت يون-هي نحو الجهاز، يداها تتوهجان بلون أزرق غاضب. لكن
قبل أن تتمكن من الوصول إليه، اعترضتها سو-يون."ليس اليوم، أختي." قالت سو-يون بحزم."أنت لست أختي!" صرخت يون-هي بغضب. "أنت خائنة! خائنة لنوعك!""أنا لست خائنة." قالت سو-يون بهدوء. "أنا حارسة. وأنا أحمي هذا العالم من كيانات
مثلك."ثم، بحركة سريعة، أرسلت موجة من الطاقة الخضراء نحو يون-هي، مما جعلها تطير بعيداً وتصطدم بشجرة.كانت البوابة تتقلص أكثر فأكثر، حتى أصبحت بحجم كرة التنس. كان الكيانات داخلها تصرخ بصوت أضعف الآن، مدركة أن نهايتها كانت
وشيكة."لا!" صرخ البروفيسور كانغ، محاولاً الركض نحو البوابة. "لا يمكنكم إغلاقها! لا يمكنكم!"لكنه كان متأخراً جداً. مع وميض أخير من الضوء، اختفت البوابة تماماً، تاركة فراغاً في الهواء حيث كانت موجودة.كان هناك لحظة من الصمت المطلق، ثم صرخة غاضبة من البروفيسور كانغ."ماذا فعلتم؟!" صرخ، عيناه تتوهجان بلون أزرق
جنوني. "ماذا فعلتم؟!""لقد أنقذنا العالم." قال جون بهدوء، مبتسماً رغم الألم والإرهاق."سأقتلكم جميعاً!" صرخ البروفيسور كانغ، مرسلاً موجة من الطاقة الزرقاء نحوهم.لكن سو-يون كانت في طريقه مرة أخرى. بحركة سريعة، أرسلت موجة من الطاقة الخضراء لمواجهة موجته، مما أدى إلى تصادمهما في الهواء وإحداث
انفجار من الضوء."انتهى الأمر، أخي." قالت سو-يون بحزم. "البوابة مغلقة. لا يمكنك فتحها مرة أخرى.""هذا ما تعتقدينه." قال البروفيسور كانغ بغضب. "سنجد طريقة أخرى. سنفتح بوابة أخرى.""لا، لن تفعلوا." قالت سو-يون بهدوء. "لأنني سأوقفكم. أنا
والحراس الآخرون."ثم، بحركة سريعة، أرسلت موجة أخرى من الطاقة الخضراء نحو البروفيسور كانغ. هذه المرة، لم يتمكن من تفاديها. اصطدمت الموجة به، مرسلة إياه يطير بعيداً ويصطدم بشجرة.سقط على الأرض، فاقداً للوعي."البروفيسور!" صرخت هاي-جين، راكضة نحوه.لكن سو-يون كانت أسرع. بحركة سريعة، أرسلت موجة
من الطاقة الخضراء نحو هاي-جين أيضاً، مما جعلها تسقط على الأرض، فاقدة للوعي."سونغ-هو!" صرخت يون-هي، محاولة النهوض. "يجب أن نهرب!"لكن سونغ-هو لي كان قد بدأ بالفعل بالركض نحو الغابة، تاركاً ابنته خلفه."والدي!" صرخت يون-هي بصدمة. "لا تتركني!"لكنه كان قد اختفى بالفعل بين الأشجار، غير مبالٍ بمصير ابنته.نظرت يون-هي إلى جون، عيناها مليئتان بالألم والخيانة. "جون..." همست،
متوسلة.لكن قبل أن يتمكن من الرد، كانت سو-يون قد أرسلت موجة من الطاقة الخضراء نحوها أيضاً، مما جعلها تسقط على الأرض، فاقدة للوعي."انتهى الأمر." تنهدت سو-يون براحة. "لقد فعلناها. لقد أغلقنا البوابة."نظر جون إلى أصدقائه - مين-آه وتاي-هو وجين-هو - الذين كانوا يبتسمون رغم الإرهاق. ثم نظر إلى سو-يون، التي كانت تبدو متعبة لكن راضية."شكراً لك." قال بصدق. "لولاك، لما تمكنا من
فعل ذلك."ابتسمت ابتسامة صغيرة. "لا شكر على واجب. أنا فقط... أقوم بواجبي كحارسة.""وماذا سيحدث الآن؟" سأل جون. "ماذا سيحدث للبروفيسور كانغ وهاي-جين ويون-هي؟ وماذا عن سونغ-هو لي؟""سنجد سونغ-هو لي." قالت سو-يون بحزم. "لا
يمكننا السماح له بالهروب. أما بالنسبة للآخرين... سنأخذهم إلى مكان آمن، حيث يمكننا محاولة فصلهم عن الكيانات التي تسكنهم.""هل ذلك ممكن؟" سأل جون بأمل. "هل يمكن إنقاذهم؟"ترددت سو-يون. "لا أعرف. لم يتم محاولة ذلك من قبل. لكننا سنحاول."أومأ جون برأسه، شاعراً بالأمل والقلق في نفس الوقت. كان يأمل أن
يتمكنوا من إنقاذ البروفيسور كانغ وهاي-جين ويون-هي، لكنه كان يعرف أن ذلك قد يكون مستحيلاً."وماذا عنك؟" سأل سو-يون. "ماذا ستفعلين الآن؟"ابتسمت ابتسامة حزينة. "سأبقى هنا، في هذا العالم. سأواصل حمايته من الكيانات التي قد تحاول الدخول. وسأواصل البحث عن سونغ-هو لي وأي كيانات أخرى قد تكون
موجودة هنا.""وهل ستبقين في الأكاديمية؟" سأل جون. "كـ... سو-يون؟"أومأت برأسها. "نعم. سو-يون هي هويتي الآن. وأنا... أحب الأكاديمية. أحب التعلم، والتدريس، ومساعدة الطلاب."ابتسم جون، شاعراً بالارتياح. كان سعيداً أن سو-يون
ستبقى في الأكاديمية، أنه سيتمكن من رؤيتها مرة أخرى."وماذا عنكم؟" سألت سو-يون، ناظرة إلى جون وأصدقائه. "ماذا ستفعلون الآن؟""سنعود إلى الأكاديمية." قال تاي-هو. "سنواصل دراستنا، ونتظاهر بأن كل شيء طبيعي.""وسنواصل مراقبة أي نشاط غير عادي." أضاف جين-هو. "في حالة ظهور أي كيانات أخرى.""وسنواصل
العمل على فهم قدرة جون." قالت مين-آه. "الصدى الأسود. قد تكون مفيدة في المستقبل، إذا واجهنا أي تهديدات أخرى."أومأ جون برأسه، موافقاً على خططهم. كان يعرف أن الخطر لم ينتهِ تماماً، أن سونغ-هو لي كان لا يزال حراً، وأن هناك ربما كيانات أخرى في العالم.لكنه كان يشعر أيضاً بالأمل. لقد نجحوا في إغلاق البوابة،
ومنع غزو الكيانات. وكانوا الآن أقوى وأكثر استعداداً لمواجهة أي تهديدات مستقبلية."حسناً." ابتسم. "دعونا نعود إلى الأكاديمية. أعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى بعض النوم."ضحك الجميع، موافقين على اقتراحه. كانوا جميعاً متعبين ومرهقين، لكنهم كانوا أيضاً راضين ومرتاحين.بدأوا بالسير عبر الغابة، متجهين نحو الأكاديمية. كان الليل هادئاً الآن، مع نسيم خفيف يهز أوراق الأشجار.كان جون يسير بجانب مين-آه، التي كانت تبدو متعبة لكن مبتهجة."شكراً لك، جون." قالت بهدوء. "لإنقاذي من
البروفيسور كانغ. لولاك، لكنت الآن... شيئاً آخر."ابتسم ابتسامة صغيرة. "لا شكر على واجب. أنت كنت ستفعلين الشيء نفسه من أجلي.""نعم." أومأت برأسها. "كنت سأفعل."كان هناك لحظة من الصمت بينهما، ثم قالت: "جون... هناك شيء يجب أن أخبرك به.""ما هو؟" سأل، فضولياً.ترددت للحظة، ثم قالت: "أنا... أنا أهتم بك. كثيراً. وأنا... أنا أخشى أنني قد أصبح... مهووسة بك، بطريقة ما."كان جون مفاجأً بصراحتها.
كان يعرف أن مين-آه كانت تهتم به، لكنه لم يكن يعرف أن مشاعرها كانت قوية إلى هذا الحد."مين-آه..." بدأ، غير متأكد مما يجب أن يقوله."لا تقلق." قاطعته بسرعة. "أنا لا أتوقع منك أن تشعر بنفس الشيء. أنا فقط... أردت أن تعرف. بعد كل ما حدث،
أعتقد أنه من المهم أن نكون صادقين مع بعضنا البعض."أومأ جون برأسه، مقدراً صدقها. "شكراً لإخباري." قال بهدوء. "وأنا أيضاً أهتم بك، مين-آه. ربما ليس بنفس الطريقة، ليس بعد. لكنني أهتم بك كثيراً."ابتسمت ابتسامة صغيرة. "هذا يكفي بالنسبة لي. على الأقل، في الوقت الحالي."واصلا السير في صمت مريح، كل منهما
غارق في أفكاره.كان جون يفكر في كل ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية. كيف انتقل من كونه طالباً عادياً إلى شخص يمتلك قدرة نادرة، ويقاتل كيانات من عالم آخر، وينقذ العالم.كان يفكر أيضاً في البطلات المهووسات به - يون-هي، التي كانت مهووسة به بطريقة مظلمة ومخيفة؛ هاي-جين، التي كانت تتظاهر بالاهتمام به
بينما كانت في الواقع تتجسس عليه؛ سو-يون، التي كانت تحميه وتساعده، رغم أنها كانت كياناً من الأبراج؛ ومين-آه، التي كانت تهتم به بصدق وإخلاص.كان يتساءل ما الذي كان ينتظره في المستقبل. هل ستكون حياته طبيعية مرة أخرى؟ أم هل كانت هذه مجرد بداية لمغامرات ومخاطر جديدة؟لكنه كان يعرف شيئاً واحداً - أنه لم يكن
وحيداً. كان لديه أصدقاء يهتمون به ويدعمونه، وكان ذلك يكفي في الوقت الحالي.وصلوا أخيراً إلى حافة الغابة، ورأوا الأكاديمية أمامهم، مضاءة بأضواء خافتة في الليل. كانت تبدو هادئة وسلمية، كما لو أن كل الأحداث المروعة التي حدثت كانت مجرد حلم سيء."حسناً." ابتسم جون لأصدقائه. "دعونا نعود إلى المنزل."في مكان ما في الغابة، بعيداً عن الأكاديمية، كان سونغ-هو لي يركض، محاولاً الابتعاد قدر الإمكان. كان غاضباً ومحبطاً، لكنه كان مصمماً على النجاة."لن ينتهي الأمر هكذا."
همس لنفسه، أو ربما للكيان الذي كان يسكنه. "سنجد طريقة أخرى. سنفتح بوابة أخرى."توقف للحظة، ناظراً إلى السماء المرصعة بالنجوم. كان هناك شيء غريب في السماء - نجم كان يتوهج بلون أزرق غريب، أكثر سطوعاً من النجوم الأخرى.ابتسم ابتسامة باردة. "نعم." همس. "سنجد طريقة أخرى."ثم واصل الركض، متوغلاً أعمق
في الغابة، متجهاً نحو مصيره المجهول.في غرفته في الأكاديمية، كان جون مستلقياً على سريره، محدقاً في السقف. كان متعباً جداً، لكنه لم يكن بإمكانه النوم.كان يفكر في كل ما حدث، وفي كل ما كان ينتظره في المستقبل. كان يعرف أن الخطر لم ينتهِ تماماً، أن سونغ-هو لي كان لا يزال حراً، وأن هناك ربما كيانات أخرى
في العالم.لكنه كان يشعر أيضاً بالأمل. لقد نجحوا في إغلاق البوابة، ومنع غزو الكيانات. وكانوا الآن أقوى وأكثر استعداداً لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.وكان لديه أصدقاء يهتمون به ويدعمونه - مين-آه، التي كانت تهتم به بصدق؛ تاي-هو وجين-هو، اللذان كانا يقفان إلى جانبه في المعارك؛ وسو-يون، التي كانت تحميه
وتساعده.ابتسم لنفسه، شاعراً بالرضا والسلام. كان يعرف أن المستقبل كان غير مؤكد، لكنه كان مستعداً لمواجهته.مع هذه الأفكار، أغلق عينيه أخيراً، واستسلم
للنوم.وبينما كان ينام، كان هناك شيء يتوهج بلون أسود خفيف في صدره - قدرته، الصدى الأسود، التي كانت تنمو وتتطور، استعداداً للمعارك القادمة.النهاية... أو ربما، مجرد بداية.