# الفصل الحادي والعشرون
كان صباح يوم السبت مشرقاً ودافئاً، مثالياً ليوم في المدينة. استيقظ جون مبكراً، متحمساً وقليلاً من التوتر. كان هذا أول موعد حقيقي له مع مين-آه، وكان يريد أن يكون كل شيء مثالياً.
قضى وقتاً أطول من المعتاد في اختيار ملابسه، مستقراً أخيراً على بنطلون جينز أزرق داكن وقميص أبيض بسيط وسترة زرقاء خفيفة. كان يريد أن يبدو أنيقاً لكن غير رسمي، مناسباً لزيارة معرض فني.
عندما وصل إلى البهو الرئيسي في الساعة العاشرة صباحاً تماماً، كانت مين-آه تنتظره بالفعل. كانت ترتدي فستاناً أزرق فاتح بسيطاً وسترة بيضاء خفيفة، وكان شعرها الأسود الطويل مربوطاً في ذيل حصان أنيق. بدت جميلة بشكل استثنائي، وشعر جون بقلبه يخفق بسرعة عندما رآها.
"مرحباً، جون." ابتسمت عندما رأته، عيناها تتألقان بالسعادة. "أنت تبدو رائعاً."
"شكراً." ابتسم، شاعراً بالخجل قليلاً. "أنت أيضاً تبدين جميلة جداً."
ابتسمت مين-آه، متأثرة بمديحه. "شكراً. هل أنت مستعد للذهاب؟"
"نعم." أومأ جون. "كيف سنصل إلى المعرض؟"
"يمكننا أخذ الحافلة." قالت مين-آه. "المعرض ليس بعيداً، حوالي 20 دقيقة بالحافلة."
"حسناً." أومأ جون. "هيا بنا."
غادرا الأكاديمية معاً، متجهين نحو محطة الحافلات القريبة. كان الجو لطيفاً، والشمس تشرق في سماء زرقاء صافية. كان هناك نسيم خفيف، يحمل رائحة الزهور والعشب.
"إنه يوم جميل." قال جون، محاولاً بدء محادثة.
"نعم، إنه كذلك." ابتسمت مين-آه. "مثالي ليوم في المدينة."
"ما نوع المعرض الذي سنزوره؟" سأل جون، فضولياً.
"إنه معرض للفن المعاصر." قالت مين-آه بحماس. "يعرض أعمال فنانين كوريين شباب. سمعت أنه رائع جداً."
"هذا يبدو ممتعاً." ابتسم جون. "أنا لست خبيراً في الفن، لكنني أستمتع بمشاهدته."
"أنا أيضاً لست خبيرة." ضحكت مين-آه. "لكنني أحب الفن. أحب كيف يمكنه التعبير عن أشياء لا يمكن التعبير عنها بالكلمات."
"هذا صحيح." أومأ جون. "الفن يمكنه التواصل على مستوى مختلف تماماً."
وصلا إلى محطة الحافلات، وانتظرا بضع دقائق قبل وصول الحافلة. عندما وصلت، صعدا ووجدا مقعدين بجانب بعضهما البعض بالقرب من النافذة.
أثناء رحلة الحافلة، تحدثا عن مواضيع مختلفة - دروسهما، وتدريبهما في الفصل الخاص، وأصدقائهما. كان الحديث سهلاً وطبيعياً، وشعر جون بالراحة مع مين-آه.
"هل تعلم." قالت مين-آه فجأة، صوتها أكثر جدية. "أنا سعيدة جداً أنك وافقت على الخروج معي اليوم."
"أنا أيضاً سعيد." ابتسم جون. "أنا دائماً أستمتع بقضاء الوقت معك."
ابتسمت مين-آه، عيناها تتألقان بشيء لم يستطع جون تحديده تماماً. "حقاً؟ هذا... يعني الكثير بالنسبة لي."
كان هناك شيء في صوتها - نبرة من الصدق والضعف - جعل جون يشعر بالدفء والارتباك في نفس الوقت. كان يعرف أن مين-آه كانت تهتم به، لكنه لم يكن متأكداً تماماً من عمق هذا الاهتمام.
"مين-آه." قال بهدوء. "هل يمكنني أن أسألك شيئاً؟"
"بالطبع." أومأت. "يمكنك أن تسألني أي شيء."
"عندما قلت إنك 'مهووسة بي'... ماذا كنت تعنين بالضبط؟"
ترددت مين-آه للحظة، ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة. "أعتقد أنني كنت أعني أنني... مهتمة بك جداً. أكثر مما هو طبيعي ربما."
"ما الذي تعنينه بـ 'أكثر مما هو طبيعي'؟" سأل جون، فضولياً.
تنهدت مين-آه، كما لو أنها كانت تحاول تنظيم أفكارها. "منذ اليوم الأول الذي رأيتك فيه، كان هناك شيء فيك... جذبني. ليس فقط لأنك وسيم، على الرغم من أنك كذلك بالتأكيد." ابتسمت بخجل. "ولكن هناك شيء أعمق. شيء في روحك، في جوهرك."
"وعندما اكتشفت قدرتك - الصدى الأسود - وعرفت أن أختي كانت تمتلك نفس القدرة... شعرت وكأنه كان مقدراً لنا أن نلتقي. كما لو أن هناك سبباً لوجودك في حياتي."
"وكلما قضيت المزيد من الوقت معك، كلما أصبح هذا الشعور أقوى. أصبحت... مهووسة بمعرفة كل شيء عنك، بفهمك، بالتواجد معك."
"أعرف أن هذا قد يبدو غريباً أو مخيفاً." أضافت بسرعة. "وأنا آسفة إذا كان الأمر كذلك. لكنني أردت أن أكون صادقة معك."
كان جون مندهشاً من صراحتها. لم يكن يتوقع اعترافاً بهذا العمق والصدق. وبطريقة ما، كان ذلك... مؤثراً.
"لا تعتذري." قال بهدوء. "أنا أقدر صراحتك. وأنا... أنا أيضاً أهتم بك، مين-آه. ربما ليس بنفس الطريقة أو العمق، ليس بعد على الأقل. لكنني أهتم بك، وأنا أستمتع بقضاء الوقت معك."
ابتسمت مين-آه، عيناها تتألقان بالدموع. "هذا... هذا يكفي بالنسبة لي، جون. أن تكون صادقاً معي، وأن تعطيني فرصة. هذا كل ما أطلبه."
أومأ جون برأسه، شاعراً بالارتياح والدفء. كان سعيداً بأنهما كانا صادقين مع بعضهما البعض، وكان متحمساً لاستكشاف هذه المشاعر الجديدة.
"محطتنا التالية." قالت مين-آه، مشيرة إلى النافذة. "هيا بنا."
نزلا من الحافلة، ووجدا نفسيهما في وسط المدينة. كانت الشوارع مزدحمة بالناس، والمباني العالية تحيط بهم من كل جانب.
"المعرض في تلك البناية." أشارت مين-آه إلى مبنى حديث مصنوع من الزجاج والفولاذ. "هيا بنا."
دخلا المبنى، واشتريا تذاكر للمعرض. كان المعرض في الطابق الثالث، فأخذا المصعد إلى هناك.
عندما دخلا قاعة المعرض، كان جون مندهشاً من الأعمال الفنية المعروضة. كانت هناك لوحات كبيرة ملونة، ومنحوتات غريبة، وتركيبات فنية معقدة. كان كل شيء حديثاً ومبتكراً ومثيراً للاهتمام.
"واو." قال، عيناه تتنقلان من عمل فني إلى آخر. "هذا مذهل."
"أليس كذلك؟" ابتسمت مين-آه. "هيا بنا نستكشف."
بدأا بالتجول في المعرض، متوقفين أمام كل عمل فني للتأمل والمناقشة. كانت مين-آه تعرف الكثير عن الفن، وكانت تشارك معلوماتها مع جون، مما جعل التجربة أكثر إثراءً.
"هذه اللوحة." قالت، متوقفة أمام لوحة كبيرة من الألوان الزاهية. "إنها تمثل الصراع بين التقاليد والحداثة في كوريا. انظر كيف تتصارع الألوان الدافئة والباردة، كما لو أنها في حالة حرب دائمة."
"هذا مثير للاهتمام." أومأ جون. "لم أكن لأفهم ذلك بنفسي."
"هذا هو سبب وجودي هنا." ابتسمت مين-آه. "لمساعدتك على فهم الفن."
استمرا في التجول، مستمتعين بالأعمال الفنية والمناقشات. كان جون مندهشاً من مدى معرفة مين-آه بالفن، ومن مدى شغفها به.
"كيف تعرفين الكثير عن الفن؟" سألها، فضولياً.
"والدي كان فناناً." ابتسمت بحزن. "قبل وفاته، كان يأخذني إلى المعارض الفنية كل أسبوع. كان يعلمني عن الفن، ويشرح لي المعاني والرموز. أعتقد أنني ورثت حبه للفن."
"هذا جميل." ابتسم جون. "أنا آسف لوفاة والدك."
"شكراً." ابتسمت مين-آه. "لقد مر وقت طويل. لكنني لا زلت أفتقده. خاصة في أوقات مثل هذه، عندما أكون في معرض فني."
وضع جون يده على كتفها، مطمئناً. "أنا متأكد أنه كان سيكون فخوراً بك."
ابتسمت مين-آه، متأثرة بكلماته. "شكراً، جون. هذا يعني الكثير بالنسبة لي."
استمرا في التجول، حتى وصلا إلى قسم خاص من المعرض، مخصص لفنان واحد - كيم جي-وون.
"واو." قالت مين-آه، عيناها تتسعان بالدهشة. "لم أكن أعرف أن كيم جي-وون سيكون له قسم خاص هنا. إنه أحد الفنانين المفضلين لدي."
"ما الذي يميز أعماله؟" سأل جون، فضولياً.
"إنه يمزج بين التقاليد الكورية والأساليب الغربية الحديثة." شرحت مين-آه. "أعماله دائماً ما تكون عميقة ومؤثرة، وغالباً ما تتناول قضايا اجتماعية وسياسية."
توقفت أمام لوحة كبيرة، تمثل امرأة شابة تقف على حافة جرف، تنظر إلى البحر. كانت السماء مليئة بالغيوم الداكنة، والبحر هائجاً، لكن كان هناك شعاع من الضوء يخترق الغيوم، يضيء وجه المرأة.
"هذه اللوحة." قالت مين-آه بصوت منخفض. "تسمى 'الأمل في الظلام'. إنها تمثل الصراع مع الاكتئاب والأمل في المستقبل."
"إنها جميلة." قال جون، متأثراً باللوحة. "وقوية جداً."
"نعم." أومأت مين-آه. "هذا ما أحبه في أعمال كيم جي-وون. إنها دائماً ما تثير مشاعر قوية."
استمرا في استكشاف أعمال كيم جي-وون، مندهشين من عمقها وجمالها. كان جون مفتوناً ليس فقط بالأعمال الفنية، ولكن أيضاً بشغف مين-آه وفهمها للفن.
بعد ساعات من استكشاف المعرض، شعرا بالجوع وقررا الذهاب لتناول الغداء.
"هناك مطعم لطيف بالقرب من هنا." قالت مين-آه. "يقدم طعاماً كورياً تقليدياً. هل ترغب في تجربته؟"
"بالتأكيد." ابتسم جون. "أنا جائع جداً."
غادرا المعرض، وسارا بضع دقائق حتى وصلا إلى المطعم. كان مطعماً صغيراً وبسيطاً، لكنه كان مزدحماً، مما كان علامة جيدة.
دخلا وجلسا على طاولة صغيرة بالقرب من النافذة. طلبا بيبيمباب وكيمتشي وسوجوم جوي، وكوبين من الشاي الأخضر.
"هذا كان معرضاً رائعاً." قال جون، بينما كانا ينتظران طعامهما. "شكراً لدعوتي."
"شكراً لقبول الدعوة." ابتسمت مين-آه. "أنا سعيدة جداً أنك استمتعت."
"بالتأكيد استمتعت." ابتسم جون. "خاصة بصحبتك."
ابتسمت مين-آه، متأثرة بكلماته. "أنت لطيف جداً، جون."
وصل طعامهما، وبدأا بالأكل. كان الطعام لذيذاً، والجو في المطعم دافئاً ومريحاً.
"هل يمكنني أن أسألك شيئاً، مين-آه؟" قال جون، بعد أن أكلا لبعض الوقت.
"بالطبع." أومأت. "ما هو؟"
"لماذا أنت مهتمة بي بهذا الشكل؟ أعني، أنا مجرد شخص عادي. ليس هناك شيء خاص بي."
ضحكت مين-آه ضحكة صغيرة. "أنت بعيد جداً عن كونك 'مجرد شخص عادي'، جون. أنت شخص استثنائي."
"كيف ذلك؟" سأل، مندهشاً.
"حسناً، لنبدأ بالواضح." قالت. "لديك قدرة نادرة جداً - الصدى الأسود. هذا وحده يجعلك غير عادي."
"لكن هناك أشياء أخرى أيضاً." واصلت. "أنت شجاع وذكي ولطيف. أنت تهتم بالآخرين، وتريد مساعدتهم. أنت لا تستخدم قدرتك للمنفعة الشخصية، بل لحماية الآخرين."
"وهناك أيضاً... شيء آخر." أضافت، صوتها أكثر هدوءاً. "شيء لا أستطيع وصفه تماماً. شيء في روحك، في جوهرك. شيء يجذبني إليك، كما لو أنك مغناطيس وأنا مجرد قطعة من الحديد."
كان جون مندهشاً من كلماتها. لم يكن ينظر إلى نفسه بهذه الطريقة أبداً. كان دائماً يرى نفسه كشخص عادي، مجرد طالب يحاول التعامل مع ظروف غير عادية.
"أنا... لا أعرف ماذا أقول." اعترف. "شكراً لك، مين-آه. هذا... يعني الكثير بالنسبة لي."
ابتسمت مين-آه، عيناها تتألقان بالدفء والصدق. "أنا فقط أقول الحقيقة، جون."
أكملا طعامهما، متحدثين عن مواضيع أخف - دروسهما، وأصدقائهما، وخططهما للمستقبل. كان الحديث سهلاً وطبيعياً، وشعر جون بالراحة مع مين-آه.
بعد الانتهاء من الغداء، قررا التجول في المدينة لبعض الوقت. كان الجو لا يزال لطيفاً، والشمس تشرق في سماء زرقاء صافية.
ساروا جنباً إلى جنب، مستمتعين بالمناظر والأصوات والروائح في المدينة. كانت هناك أسواق مزدحمة، ومتاجر أنيقة، ومقاهٍ صغيرة. كان كل شيء نابضاً بالحياة والطاقة.
"هل ترغب في تناول بعض الآيس كريم؟" سألت مين-آه، مشيرة إلى كشك صغير للآيس كريم.
"بالتأكيد." ابتسم جون. "يبدو لذيذاً."
اشتريا آيس كريم، واستمرا في التجول. كان الآيس كريم بارداً ومنعشاً، مثالياً ليوم دافئ.
"هذا يوم رائع." قال جون، مبتسماً لمين-آه. "شكراً مرة أخرى لدعوتي."
"شكراً لك لقبول الدعوة." ابتسمت مين-آه. "أنا سعيدة جداً أنك استمتعت."
فجأة، لاحظ جون شيئاً غريباً. كان هناك شخص يراقبهما من بعيد - شخص يرتدي معطفاً أسود وقبعة سوداء، يخفي وجهه.
"مين-آه." قال بصوت منخفض. "لا تنظري الآن، لكن أعتقد أن هناك شخصاً يراقبنا."
"ماذا؟" قالت، متوترة. "أين؟"
"على الجانب الآخر من الشارع." قال جون. "شخص في معطف أسود وقبعة سوداء."
نظرت مين-آه بحذر، ثم قالت: "أراه. من تعتقد أنه يكون؟"
"لا أعرف." قال جون. "لكنه كان يراقبنا منذ فترة."
"هل تعتقد أنه... من أتباع سونغ-هو لي؟" سألت مين-آه بقلق.
"ربما." أومأ جون. "أو ربما هو مجرد شخص عادي. لكن من الأفضل أن نكون حذرين."
"ماذا نفعل؟" سألت مين-آه.
"دعينا نتظاهر بأننا لم نلاحظه." قال جون. "ونستمر في التجول. إذا تبعنا، سنعرف أنه يراقبنا بالفعل."
أومأت مين-آه برأسها، موافقة على الخطة. استمرا في التجول، متظاهرين بأنهما لم يلاحظا الشخص الغامض.
بعد بضع دقائق، نظر جون خلفه بحذر، ورأى أن الشخص كان لا يزال يتبعهما.
"إنه لا يزال يتبعنا." قال لمين-آه بصوت منخفض. "أعتقد أننا بحاجة إلى مواجهته."
"هل أنت متأكد؟" سألت مين-آه بقلق. "قد يكون خطيراً."
"نحن في مكان عام." قال جون. "لن يحاول فعل أي شيء هنا. وإذا حاول، يمكننا استخدام قدراتنا للدفاع عن أنفسنا."
أومأت مين-آه برأسها، موافقة على الخطة رغم قلقها. "حسناً. ماذا نفعل؟"
"دعينا ندخل ذلك الزقاق." أشار جون إلى زقاق صغير بين مبنيين. "ثم نختبئ ونفاجئه عندما يدخل."
دخلا الزقاق، ثم اختبأا خلف حاوية قمامة كبيرة. انتظرا بضع ثوانٍ، ثم سمعا صوت خطوات تقترب.
عندما دخل الشخص الغامض الزقاق، خرج جون من مخبئه، مواجهاً إياه. "من أنت؟" سأل بحزم. "ولماذا تتبعنا؟"
توقف الشخص، مفاجأً. ثم، ببطء، رفع يديه ونزع قبعته، كاشفاً عن وجهه.
كانت امرأة شابة، ربما في أواخر العشرينات من عمرها. كان لها شعر أسود قصير وعينان حادتان. كانت تبدو مألوفة بطريقة ما، لكن جون لم يستطع تذكر أين رآها من قبل.
"مرحباً، جون كيم." قالت، صوتها هادئ وواثق. "ومرحباً، مين-آه بارك. أنا آسفة لإخافتكما. لم أكن أقصد ذلك."
"من أنت؟" سأل جون مرة أخرى، متوتراً. "وكيف تعرف أسماءنا؟"
"اسمي جي-يونغ لي." قالت. "وأنا أعرف الكثير عنكما. عن قدراتكما، وعن مواجهتكما مع الكيانات من الأبراج."
كان جون ومين-آه مصدومين. كيف يمكن لهذه المرأة الغريبة أن تعرف عن الكيانات والأبراج؟
"كيف تعرفين عن ذلك؟" سألت مين-آه، متوترة.
"لأنني أعمل مع منظمة تراقب وتدرس الظواهر الخارقة للطبيعة." قالت جي-يونغ. "نفس المنظمة التي تعمل معها الدكتورة جي-يونغ كيم."
"الدكتورة كيم؟" كرر جون، مندهشاً. "أنت تعرفينها؟"
"نعم." أومأت جي-يونغ. "نحن زميلات. وهي من أرسلتني لمراقبتكما."
"لماذا؟" سأل جون، مرتبكاً. "لماذا ترسل الدكتورة كيم شخصاً لمراقبتنا؟"
"لحمايتكما." قالت جي-يونغ. "نحن نعتقد أن سونغ-هو لي قد يحاول استهدافكما. خاصة أنت، جون. قدرتك - الصدى الأسود - تشكل تهديداً كبيراً لخططه."
"وكيف نعرف أنك تقولين الحقيقة؟" سألت مين-آه، متشككة. "كيف نعرف أنك لست تعملين مع سونغ-هو لي؟"
ابتسمت جي-يونغ ابتسامة صغيرة. "سؤال ذكي. يمكنكما الاتصال بالدكتورة كيم وسؤالها. أو يمكنكما الانتظار حتى الاثنين، عندما ستقدمني رسمياً للفصل الخاص."
"ستنضمين إلى الفصل الخاص؟" سأل جون، مندهشاً.
"نعم." أومأت جي-يونغ. "سأكون مدربة مساعدة، أعمل مع الدكتورة كيم وسو-يون."
كان ذلك مفاجئاً، لكنه كان منطقياً بطريقة ما. إذا كانت جي-يونغ تعمل مع الدكتورة كيم، فمن المنطقي أن تنضم إلى الفصل الخاص.
"حسناً." قال جون أخيراً. "سنصدقك... للآن. لكن سنتحقق مع الدكتورة كيم يوم الاثنين."
"هذا عادل." أومأت جي-يونغ. "وأنا آسفة مرة أخرى لإخافتكما. لم أكن أقصد ذلك. كنت فقط أحاول التأكد من أنكما بأمان."
"حسناً." قال جون. "هل يمكننا الآن العودة إلى يومنا بدون مراقبة؟"
ابتسمت جي-يونغ. "بالطبع. استمتعا بيومكما. وسأراكما يوم الاثنين."
ثم وضعت قبعتها مرة أخرى، وغادرت الزقاق، تاركة جون ومين-آه واقفين هناك، مندهشين ومرتبكين.
"هل تعتقد أنها كانت تقول الحقيقة؟" سألت مين-آه، بعد أن اختفت جي-يونغ.
"لا أعرف." قال جون. "سنعرف يوم الاثنين، أعتقد. لكن إذا كانت تعمل مع الدكتورة كيم، فهذا يعني أنها على الأرجح من الأخيار."
"أتمنى ذلك." قالت مين-آه. "لكن هذا يعني أيضاً أن سونغ-هو لي قد يحاول استهدافنا. وهذا... مقلق."
"نعم." أومأ جون. "لكننا سنكون حذرين. ولدينا الآن المزيد من الحلفاء - الدكتورة كيم، وسو-يون، وربما جي-يونغ أيضاً."
"أنت محق." ابتسمت مين-آه. "نحن لسنا وحدنا في هذا."
"بالضبط." ابتسم جون. "والآن، دعينا لا ندع هذا يفسد يومنا. ما رأيك في زيارة حديقة المدينة؟ سمعت أنها جميلة جداً في هذا الوقت من السنة."
"هذا يبدو رائعاً." ابتسمت مين-آه. "هيا بنا."
غادرا الزقاق، متجهين نحو حديقة المدينة. كانا لا يزالان متوترين قليلاً من لقائهما مع جي-يونغ، لكنهما كانا مصممين على الاستمتاع بيومهما.
الحديقة كانت جميلة بالفعل، مليئة بالأشجار والزهور والنوافير. كان هناك الكثير من الناس يستمتعون بالجو اللطيف - عائلات تنزه، وأزواج يتمشون، وأطفال يلعبون.
وجدا مقعداً فارغاً بالقرب من نافورة كبيرة، وجلسا هناك، مستمتعين بالمنظر والهواء النقي.
"على الرغم من تلك المقاطعة الصغيرة." قالت مين-آه. "هذا كان يوماً رائعاً."
"نعم." ابتسم جون. "كان كذلك بالفعل."
"شكراً لك، جون." ابتسمت مين-آه. "لقضاء هذا اليوم معي."
"شكراً لك لدعوتي." ابتسم جون. "لقد استمتعت حقاً."
كان هناك لحظة من الصمت بينهما، حيث نظر كل منهما إلى الآخر. كان هناك شيء في عيني مين-آه - دفء، اهتمام، شيء أعمق - جعل جون يشعر بالدفء والارتباك في نفس الوقت.
ببطء، مال نحوها، وقبلها برفق على شفتيها. كانت قبلة قصيرة وخجولة، لكنها كانت مليئة بالمشاعر.
عندما ابتعد، كانت مين-آه تحدق فيه، عيناها متسعتان بالمفاجأة والسعادة. "جون..." همست.
"آسف." قال بسرعة. "لم أقصد أن أكون جريئاً. لكنني فقط..."
"لا تعتذر." قاطعته، مبتسمة. "أنا سعيدة جداً."
ثم مالت نحوه، وقبلته مرة أخرى، هذه المرة لفترة أطول وبعمق أكبر. كان جون مندهشاً لكنه سعيد، وأغلق عينيه، مستمتعاً باللحظة.
عندما انفصلا أخيراً، كانا كلاهما يبتسمان، عيونهما تتألق بالسعادة.
"هذا كان... رائعاً." قال جون، شاعراً بالخجل قليلاً.
"نعم." ابتسمت مين-آه. "كان كذلك بالفعل."
أمضيا بقية اليوم في الحديقة، يتحدثان ويضحكان ويستمتعان بصحبة بعضهما البعض. كان يوماً مثالياً، على الرغم من المقاطعة الصغيرة من جي-يونغ.
عندما بدأت الشمس بالغروب، قررا العودة إلى الأكاديمية. أخذا الحافلة مرة أخرى، جالسين بجانب بعضهما البعض، أيديهما متشابكة.
عندما وصلا إلى الأكاديمية، رافق جون مين-آه إلى مبنى سكن الفتيات.
"شكراً مرة أخرى ليوم رائع." قال، مبتسماً لها.
"شكراً لك." ابتسمت مين-آه. "لقد كان يوماً مثالياً."
ثم مالت نحوه، وقبلته مرة أخرى، برفق وحنان. "سأراك غداً." همست.
"سأراك غداً." ابتسم جون.
شاهدها وهي تدخل المبنى، ثم توجه نحو مبنى سكن الأولاد، شاعراً بالسعادة والإثارة. كان هذا يوماً لن ينساه أبداً.
لكن بينما كان يسير، لم يلاحظ الشخص الذي كان يراقبه من بع
يد - شخص يرتدي معطفاً أسود وقبعة سوداء، مختلفاً عن جي-يونغ.
كان هذا الشخص يراقب جون ومين-آه طوال اليوم، متبعاً إياهما من بعيد، غير ملاحظ. وعندما رأى جون يقبل مين-آه، كان هناك وميض من الغضب في عينيه.
"استمتع بوقتك معها الآن، جون كيم." همس الشخص لنفسه. "لأنه لن يدوم طويلاً."
ثم اختفى في الظلام، تاركاً جون غير مدرك للخطر القادم.