كانت إمبراطورية مينغ العظمى و السهول الوسطى المركزية مع بعض القوى الخارجية ، تشكل عالم فنون القتال و تتصارع فيما بينها على السيادة ، حيث يحق للأقوى أخذ كل شيء . و رغم أنها قاعدة تسري على الكل إلى أنها لم تطبق في الحقيقة .
كانت القوى الكبرى سالفة الذكر تجسد التوازن ، و الجدار المنيع الذي يمنع تسرب فوضى الوادي العظيم إليها. في عالم حيث التحالف الصالح و المسار الأبيض هو الطريق الوحيد ، كان لأباطرة وادي الفوضى رأي أخر فيه .
. . .
أمي أريد المزيد من الزلابية رجاء .
و لكنك أخذت ما يكفي بالفعل يا صغيري .
هل سمعت عن الظهير الاخير للعائلة الوسطى ؟
بلى ، كات فحواه صادما للغاية ، كيف له أن يقتل أخاه و والده بالتبني ؟
لا تشغل بالك ، هكذا هم سكان الوادي الأوغاد، يعضون اليد التي أطعمتهم .
وسط أجواء سوق هوي-يان الصاخبة و ثرثرة الناس المعتادة ، شق نفر من الرجال ذوي الملابس السوداء طريقهم مخترقين زحمة الحشود نحو مسرح المدينة الكبير ، حيث إجتمع الناس من القرى المجاورة لمشاهدة عرض لإحدى الاساطير الشائعة عن وادي الفوضى . كان الراوي جالسا وسط الخشبة حاملا بين يديه قيثارة خشبية ، يتدلى من رأسها ميدالية يشم أخضر ، نقشت عليها ثلاث كلمات تحمل في طياتها معنى غريب .
الحزن .. اليأس .. البؤس
كانت كلمات لا تتناسب مع جو البهجة و السرور الذي ساد أنذاك ، و ذلك ما زاد من حيرة الجمهور أكثر ، فإضافة إلى الميدالية بدى الراوي شابا في أوائل عقده الثاني ذو ملامح تدل على النبل رغم الحرق الذي غطى نصف وجهه . هدأت الضجة بعد أن إنتهى توافد الناس ، و بدأ الراوي الشاب في الحكي مع لحن جميل قديم يصدر من قيثارته ، تنساب عليها أصابعه النحيلة بخفة ، و صوت جميل رغم نبرته الخشنة. لحن يعود بك إلى ما قبل المسار الصالح ..
"كان يو لين شي رجلا طموحا قرر في أحد الايام مغادرة قريته الفقيرة بحثا عن حلمه ، و منذ أن وطأت قدمه خارجها ، شعر بالحماس لاكتشاف العالم . و هكذا جاب السهول الوسطى و تعلم مختلف فنون القتال الطاوية التي ترسخ المبادئ و القيم الأرثدكسية ، و بلغ من التنوير و العلم ما جعل علماء جيغال يعترفون بفطنته و بلاغته، حتى إنتشرت سمعته الحسنة في كامل الارجاء وأصبح معروفا ب"شبح السيف" بسبب إتقانه لفن سيف وودانغ السامي و تدربه على يد زعيم الطائفة بنفسه ، و قد كان التحالف الصالح مدينا ليو لين شي كثيرا بفضل ما قدمه من إنجازات .
و في أحد الأيام، بين ليلة وضحاها أختفى شبح السيف ، لا أحد يعلم كيف ، كل ما هو معلوم هو أنه إختفى فقط ، يقال أن طائفة وودانغ و عشيرة جيغال تعاونوا فيما بينهم لإيجاده لكن دون جدوى ، حتى حصلوا على تقرير من أخر ناجي من بعثة البحث التي ذهبت للبحث عنه في وادي الفوضى ، كان فحوى الرسالة يقول أنه تم العثور على بقايا رفات في قلعة الرمال المهجورة هناك يشتبه أنها لشبح السيف مع صندوق صغير .."
فجأة قام أحد الرجال السود بطعن أحدهم مما قطع العرض و تسبب في إنتشار حالة من الهرج و المرج ، و تحرك باقي الرجال لقتل أكبر عدد من المدنيين و إضرام النار في المباني .. في اللحظة التي تليها إبتسم الراوي و قال :
_"كان في الصندوق الصغير قصيدة تحكي عن بداية الكارثة التي ستكتب أخر سطور عصر التحالف الصالح و تخط مكانها بريشة من الدم مقدمة لبداية السيطرة على جيانغ-هو ، و استقبال موجة من فوضى الوادي بعد إنهيار السد المنيع .."
كان سوق هوي-يان هو بداية غرق السهول الوسطى في الصراعات أدت في النهاية إلى قيام حرب عظمى لم يشهد لها عالم فنون القتال مثيلا .