....السنة 197 (ب) من تاريخ مملكة بارادايس.

والمكان هو قلعة أسرة غانزو الشرقية. الساحة الرئيسية. حيث تتعالى آهات المصابين بالمعركة. ممدين علي الأرض ومنتظرين العلاج.

" كانت معركة اليوم قوية للغاية. كدت ألقي حدفي."

قال أحد الجنود محاوراً زميلا له.

" لا أعرف حتي كيف نجوتَ هاها, لكننا نجونا بجروح تقبل المعالجة. لكني أظن أن ذلك الفتي لن ينجوا. ليس لوقت طويل"

" أجل أوافقك الرأي, بجروح كهذه فإنه في عِداد الموتي"

وبينما يتحدثان قاطعهما الإبن الثالث لأسرة غانزو سي يون.

" لا تُقللا من مهارة أولائك المعالجين من نقابة النور. تلك الجدة ومن معها من الفتيات المعالجات وعلي رأسهم أختي ميري حتما قادرون علي فعل شيء ما! "

تحدث سي يون ببطء بينما يمسك كتفه المجروح بيده. ونظر له الشابان بينما يتذكران المرة السابقة عندما حدث شيء مماثل.

"صحيح ما تقول سيدي. فالسيدة ميري قد قامت بعمل مذهل المرة السابقة"

"أجل. أتذكر ذلك. فقد كانت تعالج المصابين بسرعة كبيرة. ولم تقف عقبة أمامها أطلاقا"

عقب الجنديان علي كلام سي يون بموافقته. فقد كان ما يقوله صحيحا بالفعل. فللمعالجين قدرة هائلة علي استعمال الجايبو في أساليب طبية لها عظيم الأثر في علاج الإصابات والشفاء للعديد من الأسقام.

******

وفي الطريق المؤدى لقلعة أسرة غانزو سارت عربة تحمل داخلها المتدربات من نقابة النور كُنَّ قد طُلب منهن القدوم لعلاج المصابين فالحملة الصغيرة التي قامت بها أسرة غانزو خارج حدود المملكة حيثُ البربر.

وداخل العربة دار حديثٌ بين ميرى وليلي.

"لا ترتبكي هكذا ليلي! كَونُ هذه أول مهمة لك لا يعني أن ترتبكي لهذه الدرجة"

"ل-لست مرتبكة. لست مرتبكة علي الإطلاق"

قالتها ليلي بينما ضحك الجميع إذ كانت ليلي ترتجف قليلا حين قالت ذلك.

" لا ترتبكي وإلا لن تكون أمامك الفرصة لإظهار قدراتك الحقيقية."

قالت ميري ذلك لكنًّ ليلي مازالت مرتبكة قليلا. حينها رفعت ميري سبابتها للأعلي وقالت بعين متسعة وبسمةٍ لطيفة:

"صحيح! اليوم أعرفكِ علي أخى جين. إنه أصغر إخوتي وأعتقد أنه بمثل سنك. سيساعدك كثيرا فجين يملك الكثييييير من المعلومات"

كانت ليلي نصفَ منصتة لميرى إذ كانت تنظر من شباك العربة الصغير فقد لفت انتباهها أعلي سور القلعة فتى يجلس بين يديه كتاب يقرأه.

فقالت ليلي في نفسها.

"جين ها؟ أتسائلُ أيُّ شخصية يكون"

وبينما لاحظ الفتي عربة النقابة تقترب من القلعة أشار إلي أحد الجنود بفتح البوابة.

دُقت ما تشبه الطبول إيذانا بوصول النقابة ثم فُتحت البوابة.

وفي الداخل منتظرين وقف الأخ الأكبر ماني وأخويه لاستقبالهم.

"شكرا لكم علي تلبية طلبنا بسرعة مناسبة أيتها الجدة."

تقدم ماني مستقبلا السيدة العجوز رئيسة النقابة.

فأجابته الجدة بوجه ساخر متحركة بجانبه دون النظر إليه " أحمق أنا لازت في ريعان شبابي "

سحب ماني يده التي قد مدها ليسلم علي الجدة وفرك بها رأسه قائلا:

" يالي من أحمق حقيقي "

وضحك الجميع ثم علقت ميري التي مرت بجانب ماني مرتبة بيدها علي كتفه : " هيا هيا يا زعيم المستقبل لا تقف هكذا"

" معك حق "

"هوى ميرى! من تكون صديقتك الفاتنة؟" قال غاربي ممسكا بليلي " هيا ادخلى. لم كل هذا الاستحياء؟"

هرعت ميرى نحو ليلي ووقفت خلفها ممسكة إياها من كتفيها وهمست لها:

" ليلي قدمي نفسك "

انحنت ليلي ورفعت فستانها قليلا وقدمت قدما أمام الأخرى ثم قالت

" سررت بمعرفتكم. أنا ليلي. ليلي لايونهارت. "

" أنا ماني الإبن الأكبر وهذان غاربي وسي يون. سررنا بلقائك."

"شعرها جميل للغاية!"

علق سي يون متحمسا. "شعرها لونه أزرق كشعر أمى!"

"أليس كذلك؟ دائما ما يخبرها الجميع بأن شعرها رائع. كما يليق بلون عينيها"

وبينما تقف ليلي مستمعة لثنائهم لفت نظرها الفتي الذي رأته قبل قليل وقد بدا أنه مهتم بم سمع. وحين تلاقت عيناهما كان جين أول من يصرف نظره ثم سمعت ليلي الجدة تقول:

"هلا تركنا شعر ليلي وركزنا فيم قد أتينا لأجله؟"

انصرف الجميع. كلٌ لمكان عمله. وتناست ليلي الفتي وذهبت أيضا للمساعدة.

***

مر نصف اليوم و العلاج مازل يُقدَّم للجنود حين تسللت ليلي التي كانت مرتبكة أول اليوم تسللت وبدأت تستكشف أرجاء القلعة ثم عادت ناحية السور, سور القلعة وإلي المكان الذي شاهدت فيه الفتي أول مرة. استأذنت أحد الحراس فأذن لها بالصعود. كان قلبها ينبض بتسارع لسبب مجهول لها لكنها تجرأت وصعدت إليه.

جالسا علي كرسي له وأمامه عده كتب يقرؤها فتيً ذو شعر فضي وعين رمادية جذابة. رأته ليلي شديد التركيز في قراءة صفحات كتاب ما ثم هب نسيم عذب حرّك فستان ليلي فأصدر صوتا سمح له بأن ينتبه لوجودها.

ممسكا بكتابه نظر إليها.

ملاحقة خصلات شعرها التي انسابت مع نسيم الهواء نظرت إليه.

وتلاقت أعينهما. معلنة اللقاء المصيرى

انتهى

2019/03/08 · 328 مشاهدة · 709 كلمة
Odacchi
نادي الروايات - 2024