...نظر كل منهما للآخر للحظات وفي خاطرهما كان التساؤل واحداً
" فقط أين رأيتكِ من قبل وما هذا الحنين الذى أشعر به "
" فقط أين رأيتكَ من قبل وما هذا الحنين الذى أشعر به "
*
*
*
نهض الفتي من مكانه سريعا ووضع الكتاب الذي كان يقرؤه جانباً و سألها مباشرةً
" أأعرفكِ من قبل؟ "
قطع سؤاله الذهول الذى وقعت فيه ليلى , فأجابته سريعاً
" آسفة حقا لم أقصد مقاطعة قراءتك, لأكون صادقة أنا حقا لا أعرف لم أشعر أيضا أننا التقينا مسبقا. أُدعى ليلى. ليلى لايو-"
"وأنا جين. من أسرة غانزو." "رجاءاً تفضلي بالجلوس"
وجدت ليلى قدمها تتحرك بسرعة ويداها تمسك بالكرسى ولم تدرك إلا بعد أن جلست وأمامها جين وابتدأ أولُ حوار بين الإثنين.
الفصل الخامس
مر وقت قصير. تعرف فيه الإثنان علي بعضهما قليلا. وعرف جين أن ليلى تتدرب مع أخته ميرى في نقابة النور.
" ألا يجب أن تكونى معهم الآن. ألن يسبب وجودك معى هنا مشكلة إن علمت الجدة؟ " كان جين يحاول أن يشعر باطمئنان أكثر لتواجد ليلى معه فردت عليه :
"لا لا تقلق لقد قُسِّمت أدوارنا وبما أنني جديدة فقد كانت نصيبي قليلا نسبيا. إلا أنني أنهيته بسرعة."
ارتاح جين لسماع ذلك.
" إذا كان الأمر كذلك فلا حرج علينا إذا"
" من تحاربون؟ ولمَ ؟"
"سؤالُ جيد. لكنني أحب أن أجيب عليه من البداية؟ "
أنصتت ليلي لحديث جين الذي كان يعرف الكثير عن أشياء عديدة. ولم يبخل بمشاركتها ما يعرف بل كان مستمتعا بمحادثتها.
دار بينهما الحديث وتطرقا لعدة مواضيع.
"حسنا لنبدأ بخريطة المملكة. نحن هنا. بالشرق. أسرة غانزو. وهنا نقابتك. بالشمال تحكم أسرة ناباكو. بالغرب أسرة سييل. أما الجنوب فهو مملكة مصغرة بحد ذاته. كل جهة تحكمها أسرة واحدة رئيسية. تميل كل الأسر المجاورة للإنضمام تحت راية الأسرة الحاكمة. أما في العاصمة التي تقع في منتصف المملكة تنتشر العديد من الأسر المتقاربة في النفوذ. وبالطبع الأسرة المقدسة مقرها بالعاصمة. وهو ما يُعرف بنظام الأسر.
وفي عام 185 (ب) من تاريخ مملكة بارادايس وبينما كانت تعيش ازهي فتراتها في ظل نظام الاسر.
آخر افراد الاسرة المقدسة اختفي في حادثة غامضة علي إثرها دب النزاع فالبلاد لفترة وجيزة لكنًّ (غانزو) و (سييل) كانا احد افراد الجيش الملكي قاما باحتواء الموقف بكل الوسائل الممكنة .الي ان تم الامر.
اتفقا علي ادارة شئون المملكة بالتعاون مع باقي الاسر -عدا الجنوب الذى استقل بذاته تحت قيادة (كانتي)- محافظين علي نظام الحكم السابق ولكن بدون حاكم موحد.
المملكة تقوم علي السحر أو ما نطلق عليه اسم "الجايبو" و لكل أسرة تقنياتهم السحرية المميزة لهم. والتي تعمل بروابط الدم كأساس لها.
عامة الشعب قادرون علي استعمال السحر لكن تقنيات محدودة وغير قتالية غالبا.
تتوزع مرافق طبية علي مدي المملكة تعرف بالنقابات الطبية تستأجر كل اسرة عدد معين من النقابات ترسل لها بناتها لتعلم المدواة السحرية كما تعالج الفتيات العاملات بالنقابات الشباب الذي يتدرب والمصابين في المعارك السحرية في مسابقات المدارس السحرية. كما حدث معكم اليوم.
" مذهل. لم أكن أعرف هذا القدر من المعلومات. لكن من تحاربون؟"
" سأكمل لك حالا. أولا دعينا نتحدث قليلا عن الجايبو. هنالك تسميتان.
أولا , النايبو وهو الطاقة الداخلية.
ثانيا , الجايبو وهو نتاج تحويل النايبو إلي تقنية مستخدمة. ومنه نوعان متصل ومنفصل. هذا مهم جدا.
أما الآن فلنتحدث عن البربر. "
ثم أمسك جين بالخارطة. ورسم دائرة
" الدائرة تمثل حدود المملكة. والمعلومات التى سأخبرك بها ليست دقيقة تماما لأن بعض منها قد استنتجته بنفسى والآخر قرأته من عده مصادر. خلال الفترة من 180 (ب) إلي 185 (ب) بدأ ظهور مسمى البربر ثم اختفى ثم عاد للظهور مجددا سنة 190 (ب) وكانت الجهات الأربع تحت حصار دائم ثم اختفى مجددا وفي السنوات الأخيرة بدأنا نعرف تواجدا لجماعات معينة تحيط بحدود المملكة من الخارج. لكن الحقيقة أن لا أحد يعرف من هم ومتى وكيف ظهروا وحتي ماهدفهم. "
ثم ابتسم جين ابتسامة مشرقة محضرا كتابا امسك به لترى ليلى عنوانه.
وما أن قرأته حتى تحمست بشدة وأخذت تحرك كرسيها بالقرب منه ببطء.
" أعلم أن هذا ما سيثير اهتمامك. فنحن نمسك بكتاب سيدة الطب السيدة كوالا كانتى!! "
*
*
وبعد أن تصفح جين وليلى الكتاب ووصلا لآخر صفحة بالكتاب حينها قال جين ببعض الحزن.
"لكن يا للأسف ليس مكتملا. فمن المفترض أن هذه الصفحة الخالية تحتوى علي تقنية طبية قوية للغاية لكنها -"
"أرِني إياها"
وأمسكت ليلى الكتاب وبالفعل كانت الصفحة خالية.
" غريب. هذه الورقة تبدو مختلفة عن باقى الورق. همم.
"ثم مسحت ليلى بأصابعها من أعلي الصفحة إلي أسفلها وكأنها تتحسس ملمس الورق. وفجأة!
بدأت الكتابات تظهر شيئا فشيئا.
نظر جين وليلى لبعضهما وإلي الكتابات.
"مالذي يعنيه هذا؟!" تسائلت ليلى بين حماسة وذهول
وقرأ جين التقنية علي مسامع ليلى التي كانت تتخيل التقنية حركة حركة وتحفظها.
" لكن هذا يبدو غامضا بشكل خطير. أحقا يمكننا استخدا-" "آآآآه" صرخت ليلي فزعة من الصدمة.
ومن خلف ليلى ظهرت ميرى التي كانت قد تسللت لمكانهما ممسكة ليلى من الخلف
"هاها , انظروا ماذا لدينا هنا. أري أنكما تقضيان وقتا ممتعا بينما نحن نعمل" "أليس كذلك آنسة ليلى"
قالت ميرى بوجه مخيف وساخر في نفس الوقت.
" ل- لكننى أنهيت-"
"أنهيتي ماذا! هيا الآن. الجدة تبحث عنكِ في كل مكان" "آسفة جين. سأستعيرها منك لبعض الوقت. آسفة لإفساد موعدكما الرومانسى هاها"
" مالذى تقلولينه ميرى أنت تحرجيننى"
ثم ضحك جين ببراءة شديدة ولاحظته ميرى التي تقدمت نحوه ووضعت يدها علي رأسه مداعبة شعره.
"سعيدة حقا بأنك استعدت ابتسامتك أخيرا"
" يبدو أنكما على علاقة رائعة أختى ميرى."
"صحيح. فهذه الفتاة مسلية للغاية. " " لم لا تأتى وتشاهدنا جين. اتركت كتبك لبعض الوقت صدقني لن يحدث شيء"
ابتسم جين وقرر الذهاب معهما.
ولكن,
وفور وصولهم وجدوا الجميع ملتفين حول أحد الجرحى ويبدو أنه تلك الحالة التى تحدث عنها سي يون والبقية أول اليوم.
" لا يجدى معه أي شيء. لم أرَ شيئا مماثلا لهذا من قبل!" قالت إحدي المتدربات وتابعت أخرى:
" هذه البقع السوداء المنتشرة علي جسده. يبدو أنها تمتص قدرته علي الشفاء."
استهجن الجميع الأمر بشدة ثم همت ميرى ببعض المحاولات ولكنها لم تجدِ نفعا أيضا.
وهنا.
وضع جين يده على كتف ليلى فنظرت إليه. وأماء إليها مشيرا إلى الكتاب الذي كان ما يزال بين يديه.
فهمت ليلى أنه يريد منها أن تجرب التقنية.
تقدمت ليلى بالفعل.
" هلا سمحتِ لي ميرى. أريد أن أُجرِّب شيئاً"
نهضت ميرى بيأس وسمحت لليلى بالتقدم.
وشرعت ليلى باستخدام التقنية. وما أن بدأت حتي سطع ضوء قوى من حولها. وبدأت البقع السوداء تتحرك بسرعة هائلة من جميع أجزاء جسد الجندى ناحية موضع يدها ثم ارتدت يد ليلى بصورة عنيفة ودُفع جسدها بالكامل للوراء.
أحسَّت بأن نظرها بدأ يضعف شيئا فشيئا. وأمام عينيها ظهر كرة من الطاقة السوداء معلقة بالهواء لفترة قصيرة للغاية ثم تبخرت. وسقطت ليلى أرضا دون حراك.
انتهى.
معلومات جديدة:
شخصيات:
سيدة الطب: كوالا كانتي ؟؟؟
البربر: مجموعات غامضة تحوم حول حدود المملكة لها نشاطات غير مفسرة ولكن المعروف أنهم ليسوا بأصدقاء.
تقنيات:
التقنية الطبية المقدسة: تعرفت عليها ليلي لأول مرة في كتاب قرأته مع جين واستخدمتها لمساعدة أحد الجرحي. لكن يبدو أن لها آثارها الجانبية الشديدة.