«نيل؟ لماذا شحب وجهك هكذا؟ هل تشعرين بتوعّك؟»

«هل آلمك بطنك من الكعكة التي تناولتها؟»

«هل نذهب إلى غرفة الاستراحة؟ أو هل تريدين الجلوس قليلًا؟»

نظرتُ إلى أفراد أسرتي الذين أحاطوا بي بقلق، وجوههم ممتلئة بالاهتمام.

في الرواية، استطاعت ليلي النجاة من الكارثة التي حلّت بدار الكونت لأنها غيّرت اسم عائلتها بعد الزواج.

لكن أخويَّ الاثنين، مع زوجتيهما وأطفالهما، قُتلوا على يد البطل المساعد.

أخي الأكبر مات بضربة خنجر واحدة لأنه لم يكن فارسًا.

أما أخي الأصغر فقتل قتلةً شنيعة بينما كان يحاول الفرار حاملًا حلم إعادة بناء أسرة هوارد.

جميعهم قُتلوا على يد البطل المساعد الذي كان يطاردهم بلا رحمة.

«هل يؤلمك حقًا؟»

«لا… لا يؤلمني شيء.»

هززتُ رأسي بسرعة.

نعم… كل هذا في الرواية فقط، قصة لم تحدث بعد!

«أوه، لِمَ تهزّين رأسك بهذه القوة؟ انتبهي حتى لا تسقط الأزهار!»

«هذا لن يحدث، لقد ثبّتتها ليلي بنفسها، أليس كذلك؟»

«بالطبع. وإن كنت قلقًا، فهل ترغب بتجربتها بنفسك يا أليكس؟»

«لا… أفضل الانسحاب.»

تراجع أخي الأصغر خطوة كأنه يتخيّل رعب العبث بتسريحة ليلي.

ثم تحدث خطيب ليلي، بنيامين، الابن الثاني لماركيز ثيورد:

«إن احتجتِ سحر الاستشفاء في أي وقت، فقط أخبريني يا نيل.»

«أقدّر لطفك، لكنني بخير حقًا.»

بعد أن قلت ذلك، حدّقتُ في بنيامين بهدوء.

كونه الابن الثاني، سيرث لقب نائب الماركيز، ويقضي أيامه في قلعة صغيرة يدرس فيها السحر مع زوجته.

لاحقًا، عندما يموت أخوه الذي ورث مرتبة الماركيز من دون وريث، يعود إلى أسرة ثيورد ويرث اللقب.

وبعد سقوط أسرة هوارد، يحاول اغتيال البطل المساعد دعمًا لزوجته…

لكنّه يموت وهو يحميها.

وليلي، التي فقدت صوابها كليًّا، تطلق لعناتها على البطل المساعد بكل ما تبقى من طاقتها السحرية وحياتها، ثم تموت إلى جانب زوجها.

«آنستي… هل على وجهي شيء؟»

«لا… فقط الآن حين أنظر إليك، أدرك كم تبدوان منسجمَين أنت وأختي ليلي.»

«أهـ… أحقًا؟»

واحمرّ وجهه خجلًا.

بشرته وشَعره وأعينه بألوان باهتة… كنت أخشى على حياة ليلي مستقبلًا لأنه يمتلك شخصية رقيقة للغاية…

«طالما أن ليلي وحدها هي زوجتك.»

«صهري…»

«نعم؟»

«أرجوك اعتنِ بأختي ليلي.»

«بالطبع، آنستي! اثقي بي!»

«هاه؟ عن ماذا تتحدثان وجعلتما وجه خطيبي أحمر هكذا؟»

«ليلي!»

استدار بنيامين نحو ليلي، واحمرّ وجهه حتى بدا كالتفاحة الحمراء.

في الماضي، كنتُ أستغرب أي نوع من الرجال يخجل هكذا، لكن الآن أراه لطيفًا…

وبصراحة، اللطف ميزة جميلة في الرجال.

«حين أنظر إليكما الآن، أرى كم أنتما مناسبان حقًا. كُنتُ أتحدث عن ذلك.»

«أه، هل بدأت أخيرًا تُدركين؟»

«نعم، عرفت ذلك لأنه جاء اليوم. صهري هو زهرة ليلِك تفتحت وسط الأعشاب.»

«ماذا تقصدين…؟»

«نيل… ما الذي تقولينه لخطيبي؟»

وبينما يتذمر أخي الأكبر، نظرت إليه ليلي ضاحكة وهي تقول: «ما مشكلتك؟»

فضحكتُ أنا وبنيامين ذو الوجه الأحمر.

— صرير!

«لقد وصل دوق خالد. سيبدأ الحفل الآن.»

«نيل، تأكدي… هل بطنك لم يبرز؟»

«لا تتحدث إليّ، فأنا أحاول السيطرة عليه!»

بعد تحية دوق خالد، قُدّمَت الشابات والشبان الذين يدخلون المجتمع لأول مرة، وبدأت مراسم الحفل.

صعدتُ إلى المنصة وحيّيتُ الناس بقلب مرتجف، ثم أمسكتُ يد أخي الأكبر وتقدمتُ معه إلى وسط القاعة.

في هذا الحفل الذي يتزامن مع حفلة الظهور الاجتماعي، يُسمح فقط للوافدين الجدد إلى المجتمع بأداء الرقصة الأولى.

«هل علمَ والد البطل المساعد بوجودي لأول مرة هنا؟»

لا أعرف التفاصيل لأن الرواية لم تذكرها،

لكن ما أعلمه يقينًا أنه لم يمضِ أكثر من خمسة عشر يومًا بين معرفته بوجودي وتقدّمه لخطبتي.

«لا يجب أن ألفت الانتباه… سأستمتع بهدوء.»

«نيل، أأنتِ حقًا تشدّين بطنك؟»

«هل ستفعل الشيء نفسه يا أخي؟»

انفجر أخي الأكبر ضاحكًا، وبدأت الموسيقى.

رفعتُ طرف فستاني الأبيض الذي زيّنته ليلي بيديها وأمسكتُ يد أخي، ولنا خطواتنا تنسجم مع اللحن.

---

بعد بدء الحفل، لا يُنادى أحد ذو رتبة أعلى من المضيف.

وحيث إن الدوق خالد هو المضيف، فلا أحد يتقدم عليه سوى العائلة الملكية، والتي لم تحضر.

وهكذا، تعمّد ماركيز أجياس الحضور متأخرًا كي لا يُحدث ضجة.

«صدقًا أيها القائد، أنت مضحك. لماذا يدخل الرجل الذي جاء ليبحث عن زوجة بهذه السرّية؟»

«هل تُريدُني أن أصرح علنًا أنني جئت لأبحث عن زوجة؟»

«ولِمَ لا؟ حتى لو لم تكن جذابًا، سيتقدّم العشرات!»

«لا أريد ذلك. فهي ستكون أمّ نواه، أليس كذلك؟ أريد أن أراها عن قرب.»

كان عدد الفتيات والفتيان الذين يظهرون لأول مرة في المجتمع هذا العام قليلاً، ومن المؤكد أنهم عاشوا لحظات مليئة بالحماس والفرح… وهو ليس قاسي القلب ليأتي ويخرب هذا عليهم."

«قائد… لدي سؤال جدي.»

«نواه هو وريثي.»

أجاب قبل أن يطرح الفارس سؤاله، وكأنه يعرفه مُسبقًا.

تنهد روبرت بخفة.

«سيدي نواه لا يُشبهك شكلًا، لذا لن يشك أحد بأنه ابن غير شرعي… لكن هل ستقبل أي أسرة بإنجاب ابنتها لمن يصرّ على توريث طفل مجهول الأصل؟»

«إن بحثت قليلًا، ستجد أسرة توافق. أسرة مُستعدة لإعطاء ابنتها.»

«لكن… لماذا تُصرّ على جعل نواه وريثًا؟»

*** قبل خمس سنوات ***

حين اختفى ماركيز أجياس فجأة، ثم عاد بعد أسبوع حاملًا طفلًا، أصيب الجميع بالصدمة… وبالارتياح أيضًا.

فالأهم أنه عاد سالمًا.

لكن حين أعلن في اليوم التالي أنه سيجعله وريثًا له… انقلبت أجياس رأسًا على عقب.

كان عمره آنذاك عشرين عامًا فقط.

فكيف يُعقل أن يختار وريثًا قبل حتى أن يخطب فتاة مناسبة؟

---

«أخبرتكم مسبقًا. نواه يحمل دم أجياس.»

«نعم، وإذا تزوجتَ وأنجبت طفلًا، فسيحمل هو أيضًا دم أجياس.»

«روبرت.»

بنبرة صارمة، فرك روبرت عينيه بقبضته…

«أنا فقط متأثر… قرارك قاسٍ كخدش في ماسة زرقاء ستُعرض في المزاد.»

«أكان قسمك بالولاء لي كذبًا؟ كيف تجرؤ على مُقارنتي بماسة؟»

«إنها ماسة زرقاء فقط، سامحني.»

«حسنًا، سامحتك.»

وصل السيد وفارسه، يتبادلان المزاح، إلى باب قاعة الحفل.

تحقق الخادم من الدعوة ثم فتح الباب بصمت.

لم يلتفت أحد نحو دخول ماركيز أجياس؛

فالعينان كانتا معلقتين بالراقصين.

«همم، يبدو أن الرقصة الأولى انتهت.»

«الرقصة الأولى؟»

«نعم. أولئك الواقفون في الوسط هم الشابات والشبان الذين ظهروا لاول مرة في المجتمع هذا العام.»

انتهت موسيقى الأوركسترا، وانطلقت تصفيقات الحاضرين.

بعد الرقصة، انحنى الشبان والشابات لبعضهم بخفة، ثم حيّوا الحاضرين.

ابتعد روبرت قليلًا إلى ناحية أقل ازدحامًا، وقال:

«يبدو أن زهرة الملك لهذا العام قد حُددت بالفعل.»

«زهرة الملك؟»

«نعم. ألم يُعطونا الورود عند دخولنا؟ ليهدوها لمن رقص أجمل رقصة. لكن…»

توقف روبرت فجأة وهو يرمش بدهشة.

لم يلحظا بداية الرقصة، لكن الكثير من الحضور شاهدوا الشابة ذات الشعر الوردي الفاتح والمزيّن بزهور حقيقية.

ومع ذلك، كانت معظم الورود تتكدس بين يدي الشابة الشقراء…

بينما لم تحصل الشابة ذات الشعر الوردي سوى على أربع ورود فقط.

باقي الشابات حصلن على عدد قليل أيضًا، لكن بفضل الورود التي تنازلن عنها لبعضهن، لم يظهرن بشكل مخجل.

لكن الشابة ذات الشعر الوردي… لم تحصل على شيء إضافي.

والغاضبون حقًا كانوا أفراد أسرتها الذين أدركوا ما حدث.

أما الشابة نفسها، التي كان يفترض أن تكون أكثر المُتضررين… فقد بدت أقل غضبًا مما هو متوقع.

«روبرت.»

«الآن بعد أن أفكّر…»

«ما الأمر؟»

«تلك الشابة… لا تبدو شبيهة بأسرتها.»

«إن كان حدسي صحيحًا، فهي على الأرجح الابنة الصُغرى لكونت هوارد. أخّرت ظهورها الاجتماعي طويلاً، لكنها حضرت هذا العام.»

«إذن هذا هو السبب.»

«أتقصد أنها كانت تعرف أنها لن تتلقى ورودًا؟»

«نعم. فهي أيضًا… مُتَبناة.»

«متَبناة؟»

«نعم.»

الشابة الشقراء التي فازت بلقب «زهرة الملك» تقدّمت نحو وسط القاعة وسط تصفيق الجميع.

سلّمَت ما بين يديها من ورود إلى الخادم،

وستعود لاحقًا لتجدها باقة جميلة مهداة لها.

ثم تقدّم دوق خالد ليُرافقها في رقصة منفردة—ويا لها من فخر لا يناله المرء بسهولة، خاصة في قاعة مزدحمة كهذه، ومع الدوق نفسه.

«تلك الشابة الجميلة أظهرت رقصة رفيعة بقدر جمالها، لكنها لا تنال ما تستحقه لأنّها فقط… مُتَبناة.»

«إن أصبح نواه الوريث… سيدي! إلى أين؟ سيدي!»

هرب روبرت مرتعبًا حين رأى ماركيز أجياس يتقدّم بسرعة نحو الفتاة الصُغرى من أسرة هوارد، التي كانت تقف في مكان غير بعيد.

موضوع التبنّي… لا ينبغي أن يُثار.

2025/12/13 · 11 مشاهدة · 1203 كلمة
ايسا
نادي الروايات - 2025