سايمون: (لنفسه) إسمي سايمون روبنسن الإبن البكر للبارون روبنسن لدي أخت أصغر مني بسنة إسمها هايسل و أخ أصغر مني بستة سنوات إسمه إليوت لذا نحن عائلة من خمسة أفراد....ستة في الواقع صديق طفولتي يعتبر فردا فخريا في العائلة و إذا إستطعت تشجيعه أكثر ربما يتم تسجيله في العائلة كصهر لنا. الروبنسن ليسوا معروفين كثيراً لسنا عائلة فقيرة لكننا لسنا ميسوري الحال لنقل فقط أن أعمالنا التي لا تتبع تقليد عائلي خاص تكسبنا دخلا كافيا و إذا كان هناك شيء مميز عنا معروف في الإقطاعيات القريبة هو أن عائلتنا لم تنخرط يوماً في زيجات مدبرة بمعنى آخر كنا دائماً نتزوج عن حب. لا أعتقد أن هذا صحيح فمن المضحك أن عائلة نبيلة حصلت على لقبها النبيل منذ سبعة أجيال لم ينخرط أي فرد منها في السياسة و المصلحة لذا ربما لم يكن هناك مصلحة مع الروبنسن من قبل لذا إنتهى بنا الأمر بالزواج عن حب نفس النتيجة لكنها ليست شاعرية كما تبدو. لكن لا داعي لتخريب أحلام أختي الوردية بهذه الأفكار. لندعها تحلم بالزواج الجميل و السعيد. قد يكون دعمي لأيفل مستمرا لكنني لا أعتقد أن سعادة أختي ستكون معه لمجرد أنه رفيقنا منذ الصغر و هو يحبها. من جهته إذا كان لن يكافح فهو لا يستحقها لكن من جهة هايسل لا يجب أن تتبع شخصا ما لمجرد أنني أدعمه بل هي من عليها أن تختار الرجل الذي تريد أن تدعمه لبقية حياتها. تفكيري هذا بسبب تشابه هايسل مع عمتنا الكبرى ليليث في وجه الدقة هي عمة والدتي. لقد كان لعمتنا ولع شديد بالكتب و أنا شاركتها إهتمامها لذا كنت أرتاد على منزلها كلما سنحت الفرصة بما أنها إمتلكت مكتبة رائعة مليئة بأكثر الكتب المثيرة للاهتمام لكن حتى عندما كنت صغير كان لدي إدراك لمدى قدرة النبلاء المتواضعين مثلنا الوصول إليه لكن هذه المكتبة تبدو كمكتبة دوق أو ماركيز. عندما سألت عمتي قالت بنظرة حنين متألمة "من المؤسف أن أقول أنني لم أبذل جهدا للحصول على هذه الكتب لكن كل كتاب منها تحمل ندمي". لقد كنت واثقا منذ وقت مسبق أن هايسل ، باستثناء حب المطالعة ، نسخة من عمتنا ليليث لذا كنت أمل أن أحمي حياة أختي الصغرى من الندم. شيئا فشيئا بدأت أصبح أقرب لعمتي ليليث من أي أحد آخر أقرب من والدي و إخوتي و أيفل. إذا أراد أحدهم البحث عني فسيذهبون مباشرة نحو العمة. لكن سر تقربي من عمتي لم يكن توافق إهتمامتنا أو تشابهها مع أختي بل كان دعمها لي لتحقيق هدفي.

رغم أنني الإبن البكر لكنني لست مهتما أن أصبح بارونا شخصيا أنا فقط أريد تقديم السعادة ، الغضب ، الحزن ، التأثر ، الثأر ، المتعة ، الرفض و كل المشاعر الأخرى الذي قدمها لي مؤلف كل كتاب قرأته في حياتي. أول قارئ لدي كان عمتي رغم أنها مجرد خربشات طفولية لصبي في الثالثة عشر قرأتها بكل حرص من أجلي و أثنت على خيالي الإبداعي و قالت أن لدي موهبة في الكتابة حيث لا أحتاج إلى مدقق أو مصحح رغم صغر سني. ربما أكون المفضل لدى عمتي الكبرى لكنني أدرك أن ما قالته ليس مديحا عابرا مما زاد ثقتي بنفسي بدأت أطور كتاباتي أكثر فأكثر أصبح لي الكثير من الروايات للنشر لكنني لم أنشر سوى روايتي الأولى و أكثر عمل أفتخر به لثناء عمتي عليه. رغم ذلك لم ينجح كثيراً. كانت لدى عمتي هواية نسخ و توزيع الكتب الغير المشهورة حول الإمبرطورية تقول دائماً «هذه الكتب و الأحلام لم تحصل على الفرصة المناسبة لتتألق بعد ». لذا بفضلها لم يكن هناك مشكلة في التشهير المناسب للكتاب سواءا كان في الشمال حيث يوجد النبلاء ذوي الأذواق صعبة الإرضاء أو الجنوب الذي من الصعب دخوله في المقام الأول. يمكنني القول بسهولة أنني لم أحرك مشاعرهم مثل أمنيتي. بالنسبة لتجربة أولى فمن البديهي عدم نجاحها بشكل مبهر بما أنني ظهرت كمؤلف مجهول الهوية هذا ما قالته عمتي ليليث و ما قلته أنا لنفسي و ما أعتقد هايسل و أيفل سيقولنه إذا علموا بأمر هذا. كلنا نعلم أننا في مجتمع يحتاج إلى موهبة ساحقة أو مكانة تستحق التملق لتنجح في عمل ما. لكن هذا ليس الحال بالنسبة لي ، لأكون صريحا عدم شهرة روايتي جعلتني أضع بعض اللوم في ضيق معرفتي و كفائتي لذا قررت أن الشعبة التي سأقصدها في الأكادمية الملكية ، التي نجحت في اختبارها بصعوبة ،هي الشعبة الشاملة التي تحتوي على كل مجالات المعرفة الذي يهدف لها كاتب مبتدئ مثلي. أغضب هذا أبي قليلاً بما أنه رأى أنني ضيعت فرصة الدخول إلى أفاق الأكادمية بدخول هذه الشعبة. أمي رأت أن هذا انسب إختيار لي و ساعدت في إقناع أبي رغم أن قولها أن لا ضرر في رسوبي سنة أو سنتين قد خدش كبريائي لكنني لا أستطيع إنكار كلامها في النهاية. كنت أنا و زميلة أخرى أصغر من في الفصل جميعهم كانوا أكبر منا بسنتين على الأقل. لكن المميز هو كوني النبيل الوحيد لذا قبل مجيئي كانت الشعبة معروفة بإسم شعبة العامة أو الطبقة المنخفضة لذا لا عجب أن الشعبة الشاملة لم تتوافق مع الشعبة الارستقراطية و لهذا السبب كان لدي وقت عصيب في التعامل مع زملائي الذي إعتبروني نبيلا عنصريا آخر. بدأت شيئا فشيئا في إكتساب ثقتهم عندما اوضحت لهم في عدة مناسبات أنني لست متحيزا و أبرز تلك المناسبات كان رسوبنا الجماعي في إختبارات الربيع. في ذلك الوقت بدأت أفكر أن كلام أمي قد يتحقق بالفعل. لكنني لم أتزعزع لهذا كما لم يفعل زملائي فهم مازلوا صامدين في الأكادمية لسنوات فسأصمد أيضاً. إذا لم أستطع النجاح فعلي التركيز على الهدف الرئيسي لدخولي هذه الشعبة وهو التطوير من الكتابة لذا بدأت أقلل من وقت المذاكرة و أرتاد المكتبة أكثر فأكثر. و نتيجة لذلك نشرت الجزء الثاني من روايتي. بما أن الرواية الأولى حظيت بأقل من متوسط عدد القراءات المتوقعة لم أرغب في تخيل أن مشاهدات الجزء الثاني ستكون أفضل. في النهاية لم تكن جيدة إطلاقاً بل أقل من النصف حتى. إجتمعت هذه الحادثة مع رسوبي في سنتي الأولى. عندما عدت إلى المنزل لم أكن في مزاج حتى لسماع مواساة أفراد أسرتي لقد حبست نفسي في غرفتي لمدة أسبوعين أكل ، أقرأ و أنام....إلى أن زارتنا العمة ليليث ، يبدو أنهم إعتمدوا على مساعدتها بعد أن شعروا على القلق علي ، شخصيا شعرت بالفضول حول ما ستقوله عمتي جبلي الداعم بعد فشلي المستمر أمامها. لذا أدخلتها دون تردد رغم أنني لم أمتلك الشجاعة للنظر إلى وجهها

العمة ليليث: (جالسة على كرسي أمام سايمون) يبدو أن الكتاب لم يشتهر ثانية عزيزي سايمون

سايمون: هذا ما يبدو عليه الأمر

العمة ليليث: ربما كان مجرد كتاب عابر لبعض الناس النوع الذي تراه في محل كتب عادي و تشتريه لنزوة

سايمون: ها ها ها و في النهاية لا تقرأ منه سوى فصلين و تجده مملا صحيح ؟

العمة ليليث: بعض الناس لا يفهمون متعة قراءة كتاب حتى نهايته مثلنا

سايمون: أنا لا أجد ذلك ممتعا عمتي أنا فقط أفعل ذلك لأنها عادة ألصقتها بي

العمة ليليث: و من قال أنني أجمعك معنا أيها الشقي

سايمون: هوه إذا من تقصدين بمثلنا ؟

العمة ليليث:.... فقط لنقل أنني أقصدك يا صغيري

سايمون: عمتي هذا ليس مقتنعا إطلاقاً

العمة ليليث: اقناعك بكلامي ليس هدفي.

سايمون: لطالما كان لدي فكرة ألن يعتقد الناس أنه كتاب طفولي من نوع ما عندما يكون الكتاب بعنوان "فارس قلب التنين" ؟لقد بدأت كتابتها منذ كنت في الثالثة عشر لذا مهما عدلت فيها قبل النشر فستجد ذلك الطابع الطفولي

العمة ليليث: لو كانت طفولية لكانت قد حازت على إهتمام الأطفال عزيزي

سايمون: أجل لقد إحتوت على عديد المشاهد المخيفة و الدموية الغير المناسبة للأطفال

العمة ليليث: ماذا بشأن الأكادمية هل إقتديت بعمتك الكبرى جيداً في الشعبة الشاملة ؟

سايمون: عمتي أنت من الفئة النادرة و الاستثنائية من الذين نجحوا في الشعبة الشاملة و خصوصاً في فترة الحرب الاهلية من المستحيل أن أرتقي لمستواك أو توقعاتك حتى و رسوبي هو الدليل على ذلك

العمة ليليث: من قال أنه عليك الإرتقاء لمستواي أو توقعاتي ؟ عندما دخلت أنا و أنت إلى هناك لقد عرفنا أن الإرتقاء بحد ذاته مستحيل. لكن الفرق أنني إستمررت في التقدم مع الفشل إلى أن تم تمهيد طريقي دون أن أدرك. لكن أنت تجنبت الفشل بحد ذاته و قررت البحث عن مسار آخر لقد فشلت مرة أخرى لأن أفاقك في المسار الأول لم تتوسع بشكل سليم

[تقصد العمة هنا أن سايمون يأس من النجاح في الأكادمية فأهمل و ركز على الكتابة رغم ذلك فشل لأنه لم يتطور في الدراسة من الأول]

سايمون: أنت محقة بالفعل

العمة ليليث: واثقة أنك تعلم مسبقا أن هذا سبب فشلك لكن ما الذي إكتسبته ؟

سايمون: إكتشفت أن الناس أكثر أذية من ما يبدون خصوصاً مع من أضعف منهم (يتذكر متنمري شعبة الأرستقراطية) و أن جمال الحياة سيبقى صامدا حتى النهاية (يتذكر جلسته هو و زملائه تحت الشجرة المقدسة و هم يذاكرون بمرح) و أن الألم الذي تتشاركه مع الآخرين يصبح اخف وزنا عن أكتافك (يتذكر مواساة هايسل و أيفل له)

العمة ليليث: يبدو أنك تعلمت الكثير

سايمون: نوعا ما

العمة ليليث: (تنهض) أما الآن فعلي المغادرة. اوه كدت أن أنسى. ربما كتابك كان مجرد نزوة سخيفة للبعض لكن (تعطيه مجموعة قصاصات مربوطة معاً معها رسالة) ربما كان شيئا مميز لشخص ما (تغادر)

سايمون: (يفتح الرسالة و يقرأها) إلى مؤلف "فارس قلب التنين". أهو أحد القراء. كيف إستطاع الوصول إلى دار النشر ؟ المرسل هو....؟ لوسكار ؟! كلاود لوسكار ؟

الرسالة: إلى مؤلف "فارس قلب التنين" أنا أحد القراء المعجبين بأعمالك. لقد قرأت الجزء الأول و وجدت نفسي مفتونا بالقصة و الحبكة و خاصة الشخصية الرئيسية التي ألهمتني عدة مرات في مساري الشخصي في الحياة

سايمون: هذه الرسالة...هي إمتنانه و تقديره الشخصي لي (يبتسم) سعيد أنني أثرت في أحدهم إلى حد الإلهام. لكن ماذا بشأن هذه القصاصات

الرسالة: إذا كنت تتساءل بشأن القصاصات فهذه عادة عندي في كتابة رأي الشخصي في كل شيء أجده يستحق التعليق بما أنك المؤلف فإعتقدت أنه عليك معرفة بشأن آراء قارئيك شخصيا بما أنك كاتب مجهول فلا يوجد جلسة توقيع الكتاب أو ما شابه. المرسل كلاود لوسكار

سايمون: لقد أجاب على سؤالي بالفعل

[سأفسر الوضع إلى حد الآن في فصل 137 تحدث كلاود و توأم عن كتاب المفضل لكلاود و الذي هو "فارس قلب التنين" بالتالي كاتب كلاود المفضل كان سايمون في الحقيقة]

سايمون: (يفتح ربطة القصاصات و يأخذ أول قصاصة) الفصل الأول الصفحة الخامسة....لقد أرفق كل واحدة برقم الفصل و الصفحة حتى يسهل علي فهم ما يتحدث علي (يأخذ كتابه من درج مكتبه المغلق) لنرى ما الذي حصل في تلك الصفحة..اوه إنه مشهد نجاة الأخ الأصغر غيرهام من المأساة

القصاصة: أعجبتني فكرة نجاة أحد أفراد أسرة البطل أليكس من الكارثة فهذه فكرة معقولة و نظرية. لكن حدسي يجعلني أشعر أن مستقبل غيرهام سيكون الموت نظرا لما إلى تصنيف الرواية الدرامية

سايمون: هو هو هذا القارئ لديه حدس جيد لكنه ليس محقا تماماً

قصاصة: أليست فترة تدريبه قصيرة لشخص يهدف لقلب التنين؟ كوريث عائلة السيوف رقم واحد في العالم أشعر أن هذا إنتحار إلا لو كان عبقريا مثلي

سايمون: كان علي أن أجعل فترة تدريب البطل أكثر واقعية. سمعت أن وريث اللوسكار عبقري مبارزة بالفعل

قصاصة: بداية صداقة بتصادم السيوف هذا بالفعل أفضل بداية لا نهاية لها. سيد مؤلف اعترف بالفعل أنت كنت محارب أصيلا صحيح ؟

سايمون: (ينفجر ضحكا) كيف تحول الأمل إلى هذا

(خارج غرفة سايمون. أيفل و هايسل يسترقان السمع)

هايسل: (تهمس) ما الذي فعلته العمة ليليث بحق الجحيم ؟ لقد مرت ثلاثة أيام منذ زيارتها أهو بخير ؟

أيفل: (يهمس) أنا واثق أن الصراخ و القهقهة وحده في الغرفة من المستحيل أن يكون مؤشرا جيداً

سايمون: (يفتح الباب وهو يكبح ضحكته بصعوبة)

هايسل و أيفل: (يسقطان أرضا)

سايمون: هايسل ؟ أيفل ؟

هايسل: آه سايمون اخي....نحن لم نكن....

أيفل: أردنا الإطمئنان عليك لكننا لم نكن نسترق السمع

هايسل: (تضرب جانب أيفل بقوة) إخرس أيها الاحمق

سايمون: أحتاج لإستراحة من القراءة لذا لنذهب للتسكع خارجا أو ما شابه

هايسل: (لنفسها) لذا كل ذلك الضخي كان بسبب القراءة ؟.....

أيفل: في العادة يقرأ سايمون بهدوء كالأموات لذا هذا غريب....

أيفل و هايسل: (ينظران إلى بعضهما ثم يدركان ما قاله) التسكع خارجا ؟ آه! نعم نعم لنذهب و نستمتع

هايسل: لقد إنتظرنا العطلة الصيفية طويلاً لنذهب إلى البحيرة أليس كذلك ؟

أيفل: لقد وعدنا إليوت بأخذه معنا لنذهب إليه على الفور (يجر هو و هايسل سايمون إلى غرفة المعيشة حيث الأبوين و الأخ الأصغر في حالة قلق) إليوت!

إليوت: [طفل في التاسعة. شعر بني و عينان مختلفتي اللون بين الأزرق و الأخضر] آه سايمون! أخي أنت خرجت! (سعيد)

هايسل: لا يوجد وقت لهذا سنذهب إلى البحيرة كما إتفقنا في السابق

إليوت: (متفاجئ) آه أأجل! أنا سأغير ملابسي ثم....

الأم: لا بأس لا بأس تبدو جيداً بالفعل (تهمس) ماذا لو غير أخوك رأيه أثناء ذلك

سايمون: (لنفسه) يبدو أنني جعلتهم قلقين للغاية.

(في البحيرة)

أيفل: يبدو أن القوارب لا تتحمل سوى شخصين لذا لنأخذ إثنين

سايمون: (لنفسه) في العادة في مواقف كهذه كنت سأستمتع بحشر أيفل و هايسل في نفس القارب لمضايقته لكن لا شيء مثير للإهتمام يحصل حقاً فهو طبيعي معها لدرجة أنني أشك أنه معجب بها حقاً لذلك توقفت عن هذا. (يتحدث) لذا لما لا أذهب أنا مع هايسل بما أنها ضعيفة جسديا و لن تستطيع التجذيف و أنت مع إليوت بما أنه طفل

إليوت: سايمون جميعنا أطفال كما تعلم لم يبلغ أي منا سن الرشد بعد

أيفل: (يقرص خدي إليوت) لا تتذاكى علينا أيها المتحاذق

(سايمون و هايسل في القارب)

هايسل:.....إمم سايمون أنا.... أنا لن أقول أنك بذلت ما بوسعك لأنني لم أكن بجوارك و لم أشهد على ذلك و لسبب ما أشعر أن الأكادمية ليست السبب الوحيد لإكتئابك. جميعنا شعرنا بذلك لذا إستدعينا العمة ليليث قبل أيام و ذلك أشعرني بالعجز كأختك لطالما كنت مقربا من العمة أكثر من أي أحد آخر بما أنكما كنتما دائماً معاً فهذا بدهي لكن عندما وجدت نفسي في موقف لم أستطع مد يد المساعدة لك بل إنتظرتها لتفعل علمت أنك أنت من كان داعمي. سواءا في تعلم السحر أو عدم حضور حفلات تلك الفتيات المتنمرات كنت من يقف معي و يساعدني. امم لذا ما أريد قوله هو هؤلاء النبلاء الأغبياء و الأساتذة المتحيزبن من المستحيل أن يروا كم أنت رائع لذا لا تهتم بتقيماتهم السطحية لك

سايمون: (يبتسم و يتحدث معها) .......(لنفسه) لا أتذكر الكلام الذي قلته لهايسل في ذلك الوقت ربما كان مجرد أفكار عالقة في عقلي في هذه الأيام لكنني أذكر جيداً تعبيرها المنبهر من ما قلته جعلني ذلك التعبير أدرك أن حلمي في تقديم المشاعر إلى الناس ليس شيئا مرتبطا بالحبر و الورق و حسب. لكنني حسمت رأي في ذلك الوقت في مواصلة الكتابة بعد التخرج من أجل صنع كل أنواع التعابير في وجه قارئي الذي أخرجني من إكتئابي. إنقضت العطلة الصيفية بطريقة ما بين إعادة دراسة هذه السنة ، التسكع مع هايسل و أيفل و قراءة تعليقات أو قصاصات قارئي من وقت لآخر. بدأت بإستعمال قصاصته كنوع من فاصلات الكتب على كل صفحة علق حولها

قصاصة: لا لا مستحيل لماذا بحق الجحيم يتخلى على أخيه بالدم أوليفير؟ أيها المؤلف رجاءا قل أنك ستعيده في الجزء الثالث. ستفعل صحيح ؟ ثم أليس موت غيرهام مشبوه لا يوجد مشهد موت واضح كما أنه بدا شخصية مريبة بين السطور بالنسبة لي

سايمون: شديد الملاحظة كالعادة أيها القارئ هل علي أن أضايقه قليلاً في الموسم الثالث. لا يبدو هذا تصرفا مهنيا مناسبا (لنفسه) من خلال بعض المحادثات في مناسبات النبلاء علمت أن قارئي كلاود لوسكار تعرض إلى عدة مصائب مؤخرا موت الكونت و الكونتسة الذي أحبهم ، إفلاس عائلته ، إتخاذ مسبب هذه المصائب الكفالة عنه و إبعاده عن وطنه....و نظرا لتوافق إرساله هذه القصاصات إلى عمتي ليليث قد يكون بعد موت والده أو عندما كان في منزل مدمري عائلته ما جعلني متأثرا بإهتمامه لمؤلف مجهول مثلي و إرسال إمتنانه لي رغم أنه من المفترض يكون في عالم من ظلمات. جعلني أفكر إذا كانت عمتي ليليث جبلي الداعم فلقد بدا لي كزهرة الجبل في الإرتفاعات أو الإخفاضات سواءا في البرد أو الثلوج أو الرياح يمكن أن تلمحها تزهر بتألق لم تره في زهور الحديقة التي يتم رعايتها كل يوم. أنا من إكتئب بشكل مثير للشفقة بسبب فشلي الخاص مقارنة به من صمد حتى عندما فشل العالم في رؤيته يكافح هل لدي الحق في لوم نفسي و التوقف ؟ لذا هذه السنة سأكافح بكل جهدي مع هايسل و أيفل. حرصت على أن آتي معهم في فترة إختبارات القبول عندما سمعت شيئا مثيرا للدهشة دخل أحدهم إلى الأكادمية بمنحة مدرسية لأول مرة منذ تأسيس نظام المنح منذ عقد مضى و الشخص الذي فعل هذه المعجزة لم يكن سوى طفل في الثانية العشر وهو من اللوسكار لذا فإنه هو! فكرة وصوله إلى هذا الحد جعلني سعيداً لأجله. بالنسبة لهايسل و أيفل كان إنخراطهما مع زملائنا في الفصل سهلا بوجودي أنا كوسيط و عفوية هايسل معهم. فجأة دخل شخص غير متوقع

كلاود: المعذرة

سايمون: (لنفسه) كان جميعنا مندهشين رغم أن اليوم هو اليوم الأول لكن الثرثرة هنا و هناك جعلتنا نعرف من هو مسبقا و على غير العادة أول من تكلم كان أيفل

أيفل: واو أنت طفل الشائعات

سايمون: هل أدخلوا طفلا حقاً للأكادمية

هايسل: تبدو لطيفا (متحمسة) هل دخلت حقاً بمنحة ؟

كلاود: أظن من الأدب إلقاء التحية و التعريف على أنفسكم

......

كلاود: أنا كلاود لوسكار سررت بلقائكم و جوابا على سؤالك يا أنسة هايسل نعم لقد دخلت بمنحة

سايمون: (لنفسه) بطريقة أو بأخرى إلتقيت بمنقذي من اليأس لكنني شعرت بالأسى عليه عندما رأيتها يرتدي نفس الزي مثلي. لماذا ؟ لماذا إخترت هذه الشعبة ؟ على عكسنا نحن فأنت تهدد حياتك برسوبك من هنا. و ليس هذا فحسب فأنت لن تتحرر من الإزدراء الذي يتبع شعبتنا و في ذلك الوقت بالذات ظهر مثال حي على ما قلته

أناكين: كلاود لوسكار صحيح ؟لم أعلم أنهم سيجلبون الغربان القبيحة إلى أكادميتنا الراقية

كلاود: (يستفسر عن هوية اناكين من أيفل)

سايمون: (غاضب) هاي أنت لماذا تقول هذا

أناكين: لا أقصد الإهانة لكن أرى أنه من الهراء وضع طفل مثله في أكادميتنا عائلته شبه ساقطة و ذو دم مختلط قد يلوث الأكادمية بدمه القذر

سايمون: (لنفسه) لذا إستحقارك له لا علاقة له بشعبتنا. من يهتم برأي متنمر على الأطفال مثلك

هايسل: كيف تجرؤ ...

كلاود: لا بأس أقدر هذا. (ينظر إلى أناكين) أنت سأسألك سؤالا كيف أكون قذرا و أنا مجرد طفل كما قلت........أضف إلى ذلك يتم قبول الدماء النبيلة و الدماء العامة بشكل متساو فلماذا لا يتم قبول الدماء المختلطة ؟

أناكين: (عاجز عن الرد)

سايمون: (لنفسه) اوه أجل لطالما وجدته شخصا منهجيا من خلال تعليقاته حول روايتي. لكن الرد بهدوء على من أهانك إنه حقاً...

كلاود: إذا ماذا تفعل في فصل الشعبة الشاملة ؟

سايمون: (لنفسه) ألم ينتهي بعد؟

أناكين: هذا ليس من شأنك

كلاود: هذا الجواب يعني أنك شخص ضعيف و جبان (نظرة ثاقبة) هل أنت كذلك ؟

أناكين: (يفزع و يهرب)

كلاود: شكراً لمساعدتكم لي أنا أقدر هذا كثيراً

سايمون: (لنفسه) ثم بدأنا بالإجابة على أسئلته التي كانت أساساً عن وضع فصلنا و شعبتنا مما جعلني أندهش أنه سجل في الشعبة الشاملة دون معرفة عواقبها لكن ثانية اللوسكار منغلقة تماماً لذا من الطبيعي ألا يعلم الكثير بشأن الأكادمية لكن هذا الفتى.....

كلاود: (يهزم المدرب)

سايمون: (لنفسه) هذا الفتى…

كلاود: (يحل المسألة على السبورة بلا مبالاة)

أيفل: أوه لقد إستغرقتني خمسة دقائق لحلها

هايسل: كما متوقع من الزعيم ~

سايمون: (لنفسه) هذا الفتى...

كلاود: (يرهب أناكين و بقية المتنمرين بنظرته)

سايمون: (لنفسه).....مهلا مهلا هل هو حقاً ذلك القارئ ؟أعني لا تبدو هالة كالتي تخيلتها منه أثناء قراءة تعليقاته. هو الآن يبدو أكثر روعة من أليكس بطل الرواية و قد قال أنه ألهمه...لا لا. من الغرور الإعتقاد أن شخصية روايتي ألهمت مثل هذا الفتى المذهل ربما كانت مجرد عبارة مجاملة و إمتنان عابرة. لكن ربما أستعمل الزعيم كمرجع لأحد شخصيات كتاباتي القادمة (يحدق بشدة)

كلاود: سايمون أهناك مشكلة ؟

سايمون: (يبتسم) إطلاقاً

أيفل: ألم يقولوا أنه أستاذ مواظب أين هو ؟

كلاود: كن شاكر أنه أتى بعد الأستاذ الآخر بيوم

الأستاذ نيكولاس: (يدخل) هدوء (يتحدث بإزدراء حول فصل بداية النهاية)

كلاود: (يدافع عنهم بقوة وقبل أن يغادر) إذا عجز الكبار يتصرف العظماء

سايمون: (لنفسه) لاحقاً أخبرنا الزعيم عن خطته لهزيمة الأستاذ نيكولاس و شخصيا إعتقدت أننا نمتلك فرصة ضئيلة لكن....عندما قرأت كتاب الزعيم شعرت أنه لدينا حقاً فرصة للفوز. الطريقة التي جعل بها هايسل تستعمل السحر لنسخ الكتاب كانت شيئا لم أتوقعه صراحة

كلاود: عندما تجهز أول 50 نسخة قم بنشرها في الأكادمية و البقية سننشرها في خارجها عندما يصبح موضوع الكتاب شائعا

سايمون: أترك أمر النشر الخارجي لي

كلاود: هل أنت بخير مع هذا ؟ أنا لا أملك مكان معينا للنشر لكن هذه ليست بمشكلة

سايمون: (لنفسه) لقد إستسلمت بالفعل لذلك الجدار العملاق المسمى الواقع لكنك لم تفعل. إذا كانت مساهمتي هذه ستساهم في التقدم فأنا سأقدم أفضل ما لدي (يتحدث) نحن نريد النجاح بأفضل الوسائل لذا علينا إتخاذ أفضل الطرق للبروز. كما أنني سأزيد النسخ من 50 إلى 200 نسخة إذا جعلتني أتولى النشر الخارجي

كلاود: مذهل! كيف ستفعل ذلك ؟

سايمون: لدي مصادري (لنفسه) بعد أن كلفني الزعيم بالمهمة طلبت المساعدة من عمتي التي بدت فخورة بي أكثر من ما فعلت عندما نشرت روايتي الأولى أو عند دخولي الأكادمية. دون حتى قراءة الكتاب قامت ببدأ عملية النسخ و النشر و تم توزيع الكتاب على كامل الإمبرطورية قبل إنتهاء المهلة التي وضعها الزعيم مما جعلني أدرك روعة عمتي مرة أخرى. و كما توقعت كان هذا فوزنا لقد شعرت أن لدى فصلنا فرصة حقيقة عند حدوث ذلك لذلك عندما تم التصويت للزعيم كممثل للصف وجدت نفسي أترشح بالفعل كنائب كداعم له ليستمر في الإرتقا بنا و كما توقعت منذ ذلك الوقت لم نتوقف عن الإرتفاع أكثر فأكثر في الإختبارات ثم حفلة الأكادمية و معارك القوة أيضاً إستمرت إنجازات فصلنا بفضل الزعيم الذي كسر اللعنة على شعبتنا و حتى مهد الطريق إلى زملائنا المتخرجين للعمل تحت جناحه و الآن و نحن في عامنا الثالث قالت هايسل مؤخرا شيئا أخبرتها أنه طفولي بسبب الموقف لكنني أجد كلامها صحيحا في جوهره "الأشياء الجيدة تستمر في الحدوث عندما نكون جوار الزعيم". شعبتنا أصبحت شائعة مؤخرا ، لقد حصلنا بالفعل على العديد من منح العمل قبل تخرجنا بسنتين بالفعل ، نشرت أخيراً الجزء الثالث بسبب تشجيع عمتي لي مؤخرا و ردة فعل الزعيم السعيدة جعلتني راضيا حقاً بذلك

كلاود: ثم المشهد الذي ضحى أوليفر بنفسه أستطيع أن أتخيل كيف غرس ذلك الوغد سيفه في بطن أوليفر بدل أليكس

سايمون: (لنفسه) السبب الذي جعل الزعيم يتحدث بهذه الحماسة عن روايتي أمامي هو زلة لسان مني جعلتني أذكر شيء حول الرواية فتهربت من الموقف بقول أنني قارئ كذلك و الآن أصبح الزعيم يتحدث معي عن رأيه حول الجزء الثالث لسبب ما أشعر أن محادثته الآن أطول من أي محادثة بيننا من قبل كمؤلف أشعر بسعادة لكن كصديق هذا مؤلم للغاية

كلاود: أتمنى أن ينشر أعمالا أخرى غير "فارس قلب التنين"

سايمون: ألن تطلب الجزء الرابع بدلا من ذلك ؟

كلاود: اوه بالطبع سأفعل لكن بما أنه الجزء الأخير أشعر بالتردد حول المطالبة به

سايمون: أفهم قصدك تماماً (لنفسه) أكون بهذه الحالة عند إقتراب نهاية كتابي المفضل (يتحدث) لكن كونك معجبا بهذا الكتاب لا يعني أن كل أعماله ستعجبك

كلاود: كلا أنا متأكد أنه سيتفوق على نفسه في كل مرة

سايمون: لما تعتقد ذلك ؟

كلاود: (إبتسامة واثقة) فقط لنقل أنني أثق أن المؤلف سيفعل

سايمون: (يبتسم) إذا كان الزعيم يقول أنه يثق بأحدهم بمثل هذه الإبتسامة فلا يوجد شك أنه سيرتقي لثقتك به

2024/06/23 · 51 مشاهدة · 3667 كلمة
نادي الروايات - 2024