في رواق فارغ كان هاك يقرأ رسالة ويل التي كان مضمونها أنه أرسل يالفعل المسحوق الذي طلبته الأنسة الغامضة و أن التجهيزات لأول مزاد معلومات له قد إنتهت و قد تم توزيع الدعوات للزبائن المهتمين بالموضوع. حسب تقدير هاك فسيتطلب الأمر أربعة أشهر حتى تنهي ما طلبه منها رغم أن الأمر محبط أنه كان بعد حفلة المبعوثين لكن لا يوجد ما يقدر على فعله حول هذا رغم أنه قد وضع مخططات خيالية عديدة لإستعماله في هذه الفرصة القيمة. إصتدام فجأة بأحد مما جعله يعود لأرض الواقع و عندما نظر للشخص الذي إصتدم به كان إليزابيث

«المعذرة اوه أنت هاك صحيح ؟» _إليزابيث_

رد هاك بنبرة مندهشة ساخرة

«اوه يا الهي لأول مرة منذ تعرفي على الأميرة استطاعت التفرقة بيني و بين أخي» _هاك_

أحنت إليزابيث ظهرها حتى تجمع الأوراق التي أسقطتها من الإصتدام و ردت بلا مبالاة تشبه لحد كبير كلاود

«أجل أجل أنت من نصحني بالتميز بينكما بالزي المدرسي نسيت ؟» _إليزابيث_

إنحنى هاك أيضاً حتى يجمع معها الأوراق لكنها أوقفته

«اوه كلا لا بأس سأجمعها بنفسي» _إليزابيث_

«سموك أنت أميرة ملكية و لا شيء يجعل الأميرة تحني ظهرها مقابل شخص أقل منها مكانة في الحالات الطبيعية أليس من المفترض أن أكون من يجمع ما سقط منك _تغيرت نظرة هاك إلى نظرته المدروسة التي تتفحص أسرار من يواجهه_ إلا لو كان هناك ما لا تريدين مني التطفل عليه»

«....عن ماذا تتحدث كل ما سقط مني هي ملاحظات أخذتها من دروس الكيمياء » _بادلته إليزابيث بنظرة ثاقبة توقفه عند هذا السؤال الفضولي_

«بما أنك تدرسين في صف الكيمياء هل رأيت طالبة شعبة شاملة ماهرة شقراء و على الأغلب هي من عائلة ارستقراطية» _كلاود_

«كلا لا أذكر شخصا بهذه المواصفات ؟» _إليزابيث_

«يالها من إجابة سريعة» _هاك_

«هذا لأن موصفات أرستقراطية شقراء ستكون شيئا نادرا و بارزا في الشعبة الشاملة كما تعلم. أأنت متأكد أنها في شعبتنا ؟» _إليزابيث_

«همم أنا متأكد من هذا بالفعل.» _هاك_

«حسنا ربما سيكون من الأفضل سؤال كلاود مباشرة فلن يكون مستغربا لو كان يتذكر كافة طلاب الأكادمية بموصفاتهم» _إليزابيث_

«ها ها ها بالفعل لكن للأسف يبدو أنه هو أيضاً لا يذكر شخصا كهذا رغم أنه حريص على تذكر زملاء شعبته الأصغر سنا» _هاك_

«لا عجب فلا يوجد زملاء كبار له غير من تخرجوا في صفه. لذا من تكون الفتاة التي تبحث عنها سيكون أكثر دقة لو أخبرتني بإسمها» _إليزابيث_

«للأسف لا أعرف إسمها لكنها فتاة تعمل لصالحي لذا علي معرفة هويتها بما أنها في مقام مرؤوسي» _هاك_

«....إنتبه لمعاملاتك للفتيات سيد هاك أو ستبقى عازبا » _إليزابيث_

«و هذا هو المطلوب أن أكون عازب وسيم يدير كازينو. سأستقطب السيدات بهذه الطريقة ألا تعتقدين هذا سموك ؟» _هاك_

«لا أعلم بشأن وصف نفسك بالوسيم لكن إذا كانت الفتيات سيدخلن كازينو من أجل رجل فسيجلبن المجوهرات الجميلة معهن و ليس المال » _إليزابيث_

«ها ها ها أعتقد أن كلامك صحيح. لهذا أنستي الغامضة مميزة فهي شخص يجلب السموم لتهديدي في الكازينو» _هاك_

«أنستك الغامضة ؟» _إليزابيث_

«إنسي ذلك إنسي ذلك. ماذا عنك جلالتك هل أنت مهتمة بالعلاقات؟ » _هاك_

«أفكر في شيء كهذا لإبعاد حثالة الفرانسيس عني و لكنني لست مهتمة بالدخول في علاقة دون مشاعر متبادلة » _إليزابيث_

«هذه شجاعة رائعة بالنسبة لمنظور الملكة عنك كعقد لمملكة أخرى سموك» _هاك_

«هذه وقاحة بالغة تجاه أميرة ملكية سيد هاك» _إليزابيث_

«أعتذر لم أقصد الإهانة سموك » _هاك_

«لا بأس لقد وضحت بالفعل رأي بهذا الشأن لذا لن أعيد كلامي» _إليزابيث_

«ألن يكون هذا شبه مستحيل» _هاك_

«حتى لو كان مستحيلا بالكامل فسأظل عند كلمتي إعذرني الآن علي الإسراع قبل بدأ الحصة» _إليزابيث_

ذهبت إليزابيث في طريقها بعد ذلك تنظر بقلق للأوراق التي في يدها و يملأها هاجس غريب

'كان ذلك للحظة فقط لا يمكن أن يقرأها في لحظة....أمل أنه لم يفعل' _إليزابيث_

و في نفس الوقت كان هاك ينظر إلى الإتجاه الذي غادرت الأميرة نحوه يتساءل في نفسه

'خطوبة الأميرة امسياس بأمير مملكة أوميجا ترى أأضعها في المزاد أم لا ' _هاك_

باللمحة الأولى يبدو ذلك تصرفا حقيرا من هاك. الأميرة التي بمقام الأخت الكبرى لصديقه المقرب شخص يمكن وصفه بصديق و رفيق كذلك فوق كل هذا شخص بظروف مؤسفة مثلها و مع ذلك يتساءل إذا كان سيضع معلوماتها في المزاد أم لا. لهذا السبب كانت الأميرة حذرة منذ قليل فهي تعلم بالفعل نوع الأشخاص يكون هاك إديسون فهو مثل أخيه لا يعترف بالأمور الشخصية عندما يتعلق الأمر بالعمل ربما تكون هذه أيضاً صفة موروثة في الإديسون لكن المهم فيها هي أن هاك لن يتردد في إستعمال المعلومات و القوة التي يحتاجها كازينو اللوتس للإرتفاع إذا كان يضر هذا شخصا عزيزا عليه في هذه الحالة سيتصرف لكن ما لم يحدث شيء فعلى هذا الشخص العزيز أن يحجز معلوماته قبل أن تصل للمزاد هكذا يعمل هاك إديسون و هكذا تعمل اللوتس

في مكان آخر كانت أيريس تقرأ بهدوء في غرفتها حتى سمعت صوت طرق الباب لقد وصلها نبأ من اللورد لوسكار أن تابعه الصغير سيتولى المسؤولية في ما يتعلق بالتجارة بدأ من اليوم و نظرا لأنه تاه في أول لقاء به توقعت الأميرة الأرشيدوقية أن تراه مع اللورد لكن عندما فتحت الباب وجدته وحيداً يحمل بصعوبة حقيبة أثقل من سابقتها كانت تنوي مساعدته لكن ذكراها السابقة عن مدى سوء ردة فعله تجاه هذا جعلها تتراجع فأدخلته و أجلسته على الأريكة و دخلت لإعداد الشاي و إعطائه وقتا للإستراحة بعد أن جلبت له كأسا ساخنا إبتسم رايفين بإحراج و شكرها على ضيافتها. نظر إلى كأس الشاي مليا ثم شم رائحته و ببطئ شرب القليل منه لكن ردة فعله بدت غريبة

«ألم يعجبك ؟» _أيريس_

«كلا إنه لذيذ لكني أتساءل ما هذا ؟ طعمه مألوف لكنني لا أذكر» _رايفين_

«إنه شاي طبي نشربه كثيراً في مقاطعتنا» _أيريس_

«أهذا شاي! طعمه مختلف عن الشاي الذي شربته منذ مدة » _رايفين_

«ها ها ها إنه شاي بالفعل. تذوقت الشاي لأول مرة مؤخرا صحيح ؟» _أيريس_

«أجل أعطتني رئيسة الخدم في قصرنا القليل عندما وجدتني فضوليا نحوه. لكن كيف علمت؟» _رايفين_

«هذا بدهي فالأطفال الذين يشربون الشاي لأول مرة مثلك لا يعلمون بوجود العديد من أنواع الشاي في العالم. أظن أن رئيسة الخدم هناك شرحته لك كيف تصنع الشاي ؟» _أيريس_

«رأيتها تصنعه. لقد وضعت العشب في ماء مغلي فأصبح لونه مختلفا و عندما صبت كأسا لي وضعت فيه السكر الحلو و العسل فأصبح شايا» _رايفين_

إبتسمت الأميرة بعفوية لشرح رايفين و أكملت بعده

«صحيح لكن كما تعلم هناك الكثير من أنواع العشب الذي يمكن وضعه في الشاي و هناك أنواع لا تصلح لذلك فقد تتسبب بالمرض لك لذا الشاي الذي صنعته لك يختلف عن الشاي الذي شربته من قبل بسبب الإختيار المختلف للعشب المستعمل» _أيريس_

نظر رايفين إلى كأسه فأخذ رشفة صغيرة ثم قال مبتسما

«لو كان سيدي هنا لقال شيئا رائعاً بشأن هذا» _رايفين_

«أيقول سيدك كلمات رائعة دائماً ؟» _أيريس_

«إنه يرشدني و يعلمني بطريقة رائعة. أيمكنك أنت قول شيء رائع بشأن هذا أنسة هلترز ؟» _رايفين_

«همم لنرى....الناس من حولك يشبهون الشاي كثيراً بعضهم مر جداً و بعضهم لذيذ الطعم بعضهم سامون قد يكون مستحيلا إكتشافهم منذ البداية لكن بالممارسة ستعرف أي نوع تلتقطه و أي نوع تفضله لذا إنتبه لنصائح من حولك قبل أن تختار فالكبار قد تذوقوا كل الأنواع بالفعل. أعتذر أكلامي صعب بالنسبة لك ؟» _أيريس_

«على الإطلاق أنت تملكين كلمات رائعة مثل سيدي» _رايفين_

«سعيدة بذلك و أتمنى أن تجد نوع الشاي الحلو في حياتك » _أيريس_

«هي هي الأنسة هلترز لطيفة حقاً. لا يخبرني سيدي بنصائح كثيرة حول التعامل مع الناس فقط يخبرني بتعليمات حاسمة لكي لا أواجه المشاكل لذا أنا ممتن لك» _رايفين_

«حسنا بصفتي زهرة المجتمع فأعتقد أن نصائح الإجتماعية عندي ستكون أكثر فائدة من اللورد لوسكار. لكن لا تخبره هذا إتفقنا ؟» _أيريس_

«أليس سيئا أن أخفي سرا عن سيدي » _رايفين_

«انا لم أقل أنني سأغزو اللوسكار أو ما شابه إنه فقط مزحة سرية بيننا» _أيريس_

«هكذا إذا. اوه كدت أنسى ما أتيت من أجله » _رايفين_

فتح رايفين حقيبته و بدأ يخرج الجواهر واحدة تلو الأخرى و يرصفها بحذر على الطاولة أمام الأميرة هلترز

«هذه هي المنتج الأولي للحلي التي سنتاجر بها» _رايفين_

«إنها مبهرة حقاً. كما أنني أرى أنها مميزة » _أيريس_

رفعت أيريس قلادة بها جوهرة حمراء لتراها عن كثب فقال رايفين

«إسم هذه الجوهرة هي الفينيكس المنجم الذي أستخرجت منه كان مسكنا سابقا لعنقاء لذا الحجارة هناك لديها ميزة نارية كما أن الحجارة تتجدد في كل مرة نأخذ الكثير» _رايفين_

«تتجدد هاه....كما هو متوقع من مسكن سابق لعنقاء و إسم فينيكس مناسب لهذه الجوهرة» _أيريس_

«الأسماء قد تم تقريرها من قبل الوصي الذي إعتنى بالمناجم قبل أن يأخذها سيدي حسب ما أعلم» _رايفين_

«هكذا إذا _أمسكت أيريس بقرطين _ ماذا عن هاذين؟»

«إسمها نجمة القمر كانت حجرا غريباً قبل تحوليها لجوهرة بالكيمياء و لديها خاصية الإنارة في الظلام» _رايفين_

«يبدو أنك تعلم كل شيء بشأن هذه الحلي» _أيريس_

«تقول رئيسة الخدم أن من يقوم بعمل عليه إتقانه. و بما أني المسؤول عن ما يخرج من مخزوننا فعلي معرفة ما يلزم» _رايفين_

«اذا ماذا عن هذه» _أيريس_

أشارت أيريس إلى القلادة التي يرتديها رايفين رغم أن ما رأته ليس سوى سلسلة القلادة لكن بما أنها أشارت نحوها فقد أظهرها لها كانت قلادة دائرية بحجر رمادي قاتم مرسوم عليه صورة غراب

«هذه القلادة أعطاها لي سيدي عند مجيئي إلى اللوسكار و قال لي أن علي المحافظة عليها و عدم خلعها لأنها تبرز أنني من اللوسكار أنظري إلى الغراب في القلادة إنه يشير إلى كونتسيتنا» _رايفين_

ربتت أيريس على رأسه مع إبتسامة عريضة و قالت

«يبدو أنك مميز بالنسبة إلى اللورد ليعطيها لك » _أيريس_

بدى رايفين سعيداً و فخورا بما قالته الأميرة هلترز لكنها كانت في غيمة من الشكوك و الأفكار السلبية بسبب تلك القلادة. قبل ثلاث سنوات عندما إكتشفت أيريس أن قوة كلاود كانت مختومة بدأ فضولها كساحرة في البحث في علم الختم و أدواته و كما قال اللورد لوسكار وقتها كانت أغلب هذه الأدوات موجودة في اللوسكار لسبب ما و تلك القلادة التي يرتديها هذا الطفل البريء هي أيضاً أداة ختم إكتشفتها و ليست أي أداة عادية فهي من النوع الذي يختم القوة التي تتجاوز فهم البشر في هذه الأجيال الجاهلة لكن يمكن للأذكياء منهم وصفها باللعنات. بعد أن شرح رايفين كل أسماء و خاصيات كل حلي جلبها تركها عند الأميرة و غادر ليكمل المهمة الرئيسية التي أتى من أجلها

إنتظر رايفين أمام الباب الأكادمية يسير ذهابا و ايابا في مسافة تقارب خمسة خطوات ينظر بين الفينة و الاخرى من خلال القضبان الحديدية للبوابة ثم يعود إلى السير بوجه فارغ من التعبير. إلى أن فتحت البوابة و خرج منها كلاود فإندفع رايفين نحوه بحماسة و قال

«أخيرا أتيت يا سيدي. ما رأيك لم أسبب أي مشكلة أثناء مجيئي إلى هنا» _رايفين_

ربت كلاود على رأس رايفين ثناءا عليه ثم قال

«الان أنهينا كل التجهيزات لبدأ العمل» _كلاود_

«اذا سنعود إلى المنزل معاً الآن صحيح ؟» _رايفين_

«نعود ؟ كلا أنا من سيعود وحدي أما أنت ستسكن هنا من اليوم » _كلاود_

«سأسكن هنا ؟ سيدي أتتخلى عني ؟» _رايفين_

«لا تكن ضيق الافق رايفين. لما سأتخلى عنك و أنا مازلت بحاجة لمساعدتك في هذه العملية » _كلاود_

«اوه معك حق. لكن سيدي ما معنى ضيق الأفق ؟» _رايفين_

تفاجئ كلاود بسؤال رايفين. طوال السنة التي قضاها كلاود مع رايفين إستمع لمختلف الأسئلة عن حياة البشر و عادتهم و أمور النبلاء المعقدة و كان هذا بدهيا لهجين عاش أربعة قرون في غابة بدائية كرايفين لكن كانت هذه المرة الأولى التي يسأل فيها سؤالا لغويا. بالنسبة لوضع رايفين كان من الطبيعي أن يمتلك مشكلة كبيرة في النطق هذا إذا تمكن من الكلام في المقام الأول لكن هذا لم يكن الحال فقد كان طفل الرابعة المزعوم متحدثا طليقا مما أثار ريبة الخدم في الواقع. لم يتعب كلاود نفسه بسؤاله عن سبب طلاقة حديثه لأنه يستطيع أن تخيل العديد من الإحتماليات الممكنة لذا هذه الحقيقة ليست لغزا يدعو للفضول في النهاية. أدرك كلاود من خلال هذا السؤال أن رايفين لم يحضى بمناقشة محتدمة مع أحد من قبل بما أنه لا يعلم معنى كلمة ضيق الأفق و التي تستعمل كثيرا في هذا النوع من المنقاشات. هز كلاود رأسه بعد تبرير هذا الموقف في عقل بعدم وجود شخص عاقل سيقوم بالفعل بالنقاش مع وحش الكوارث و الفوضى و يخبره أنه ضيق الأفق إلا لو كان يبحث عن موت سريع ، بالطبع رايفين ليس من هذا النوع من الوحوش لكن النتيجة نفسها و هي الخوف و الرعب منه ، راقب كلاود رايفين الذي بدى مرتبكا من صمت سيده الطويل ثم قال

«ضيق الأفق هو الشخص الذي يضع حدودا لتفكيره فيصل لنتائج غير صحيح في أغلب الوقت. هذا النوع من الناس يكونون سجناء أفكارهم السطحية دون محاولة التفكير بشكل أوسع و سليم..لذا رايفين حاول أن تفكر دائماً لا تتخذ أي كلام يقال بنية سيئة و لا تتخذه بنية جيدة بل حاول أن تعرف المقصد منه. نقل المشاعر و الأفكار من خلال الكلمات أمر صعب أحياناً لذا عدم تلقي هذه الكلمات بكل معانيها هو إهانة للطرف الأخر. و هذا ليس في الحديث فقط بل أيضاً في كل ما تراه في الحياة التفكير المحدود سيتسبب بدمار حياتك لذا إحذر منه. المحارب دائماً يفكر في كل الإحتمالات الممكنة في أرض المعركة هذا إذا لم يرد أن يطير رأسه» _كلاود_

«علي أن أفكر في جميع الإحتمالات الممكنة ؟...» _رايفين_

«عندما أقول الإحتمالات الممكنة عليك أن تركز على الجانب المنطقي أيضاً ما تستطيعه أنت قد لا يستطيع فعله البشر أو الإيلف أو أي نوع من الوحوش لذا فكر دائماً في قدرات من حولك» -كلاود-

«الان يا رايفين علينا التركيز على المهمة التي أتيت بك من أجلها. حصلت على معلومات جديدة في قضية الإيلف الشخص المتسبب بإختطافهم كان عصابة لذا ماذا تتوقع أننا سنفعل» _كلاود_

«سنذهب إلى هناك و نبرحهم ضربا حتى يعطونا الإيلف صحيح ؟» _رايفين_

«خطأ تذكر جيداً يا رايفين المشاكل لا تحل أبدا بالقوة حتى أثناء إستخدامها فأنت تختار بعقلك متى و أين تستعمل القوة فهمت ؟» _كلاود_

«أعتقد» _رايفين_

كان من الواضح أن رايفين يوافق على الكلام فقط لأنه قادم من سيده لكن كلاود يشك في أنه فهم شيئا منه مع هذا لم يتعب نفسه بشرح ذلك أكثر فهذا شيء سيتعلمه هذا الصغير بتجربته الخاصة و ربما يحالفه الحظ بإستلهام خطة كلاود الآن في تعلم هذا

«ما سنقوم به الآن هو استراتجية تسلل مثالي و أنت ستكون الطعم» _كلاود_

ركب كلاهما عربة حيث شرح كلاود لرايفين السبب الذي جعله الطعم المثالي و الذي كان مشابها لما قاله للتوأم قبل أيام مضت و عندما إنتهى حديث أخذ لمحة خلف ستارة نافذة العربة و قال دون النظر إلى رايفين

«الان أريد منك إلتزام الصمت رايفين» _كلاود_

أمسك رايفين بفمه بقوة و بقي ساكنا لا يتحدث فقال له كلاود

«يمكنك التنفس فقط لا تتكلم» _كلاود_

توقفت العربة في وسط زقاق يملأه صوت الشحاذين المتألمة و الراجية و فجأة طرق الباب بإيقاع غريب و مألوف بعض الشيء ففتح كلاود الباب بزاوية حادة بالكاد يرى وجهه من خلالها و قال

«هل أنهيتم كل الأهداف الحالية ؟» _كلاود_

جاء صوت أجش من الخارج و كانت طريقة كلام المخيفة آتية من رجل عصابة

«مازال هناك واحدة» _الرجل_

«ظننت أن هذه المهلة كافية لكم. إذا من المتبقي ؟» _كلاود_

حسب شرح كلاود السابق كان رايفين يعرف أنهم في عربة أحد أتباع المسؤول عن الإختطاف و الذي يتواصلون مع العصابة من خلاله و قد تم الإمساك به من قبل الأورانوس و بعد إستجوابه بتهذيب تم معرفة مكان و وقت اللقاء التالي لذا أتى كلاود و رايفين اليوم في مكان ذلك التابع

«الفارسة المتدربة في الأكادمية الملكية » _الرجل_

سحب كلاود مغلفا مغلقا من حقيبته و مرره من الباب

«أعطوا إمساك هذا الهدف الأولوية تلك الفارسة ستعود إلى ديارها في العطلة يمكنكم إنتظار حتى يحين ذلك الوقت» _كلاود_

«هاه؟ و ما المميز في الهدف الجديد حتى نهتم به» _الرجل_

رغم أن صورة الطرف الثاني في هذه المحادثة كانت محجوبة لكن صوت قلب الأوراق التي كانت داخل المغلف صنعت إبتسامة على وجه كلاود الذي يعرف تماماً ما هي ردة فعل القادمة لذلك الرجل

«هو هو هو هو هكذا إذا إنه هدف مناسب تماماً أليس كذلك ؟ لا بأس لا داعي لتدخلكم بعد الآن نحن سنتكفل بالباقي» _الرجل_

أغلق كلاود الباب فإتخذ السائق صوت الإغلاق كإشارة إنطلاق و غارت العربة من تلك المنطقة المشبوهة

«سيدي أريد أن أعرف لماذا نتكبد عناء إنتحال شخصية موزع المهام ؟» _رايفين_

«حتى أمرهم بالقيام بالمهمة التي أريدها أنا» _كلاود_

«تقصد التي في المغلف بالمناسبة لماذا بدى سعيداً بعد قراءة الورقة ؟» _رايفين_

«لذا أنت أدركت بالفعل أنه قرأ ما داخل المغلف إذا» _كلاود_

بدى كلاود سعيداً أن قدرات رايفين الإستنتاجية بدأت بالتقدم و لو بشيء بسيط كهذا الإستنتاج الصغير لكن إجابة رايفين كانت مخيبة لأمال كلاود البريئة فقد قال

«هذا لأنني رأيته وهو يفتحه» _رايفين_

أدار كلاود وجهه إلى النافذة ليخفي وجهه المحبط و تخيل الموقف الذي مكن رايفين من رؤية الرجل الستارة كانت مغلقة تماماً لذا ربما عندما فتح الباب وجد فتحة تسللت عيونه الفضولية من خلالها فأجاب على سؤال رايفين بدل الإحباط من تلقاء نفسه

«الورقة التي قرأها الرجل كانت عنك بالنسبة لمختطفين لتجارة العبيد فأفضل الأهداف ستكون الأطفال مثلك و لكن إذا كنا نتحدث عن الإيلف فهم سيفضلون هجينا مثلك بمواصفات نادرة مثل عيونك الذهبية و الغير موجودة للبشر و لا الإيلف يمكنك القول أن عيونك الوحشية أثارت فضول جشع البشر القبيح» _كلاود_

«لهذا قلت أنني الطعم المثالي لأنني شخص أملك شيئا يريدونه. لكن ألا يستطيعون أن يطلبوا بأدب إذا كان كل ما يريدونه هو عيني» _رايفين_

«و كأن شخصا سيقدم عينيه لأحدهم بإبتسامة. لا تقل لي أنك ستفعل» _كلاود_

«و لما لا يجب على المحاربين أن يكونوا كرماء صحيح ؟» _رايفين_

«كلا يا رايفين. صحيح أن على المحارب يكون كريما و يقدم المساعدة لمن يحتاجها لكن عليه أيضاً أن يقدر ما يملك و يعرف ماهو الثمين بالنسبة له. حتى الأشخاص البعيدين عن القتال مثل هؤلاء الإيلف المحتجزين يدركون تماماً ماهو الثمين بالنسبة لهم فهم لن يعطوا شخصا ما عينهم مقابل الذهب و لا قلوبهم مقابل المجد لكن الأهم هم لن يعطوا حريتهم مقابل كل كنوز و ثروة العالم. هم يقدرون ما لديهم و ممتنون لمن قدمه لهم بدون مقابل و هذا ما عليك تذكره جيداً قد أكون متساهلا مع أي شيء آخر لكن ما أقوله الآن مهم لدرجة أنني سأكرره حتى تفهم بكل جوارحك» _كلاود_

«لكن شخص مثلي....» _رايفين_

«لا يهم من تكون و لا يهم مدى قوتك و عظمتك التي أنا لا أفهمها أحياناً. عدم تقدير النعم التي لديك الآن سيتسبب بفقدانها لذا فكر كل يوم في أهمية ما لديك ما. الذي جعلك قادرا على حمل ذلك المنجل و مقاتلة العديد من المحاربين في غابتك لأربعمائة سنة شهدت فيها لحظات جميلة و سيئة تحدثت مع أشخاص غيروا حياتك. كل شيء فعلته في حياتك كان بفضل شيء ما تملكه لكنك لا تعلم أهميته بالنسبة لك حتى الآن» _كلاود_

توقفت العربة مرة أخرى هذه المرة كانت في حي هادئ يسكنه القليل من الناس قدم كلاود أوراق لرايفين الذي لا يزال في حالة شرود من حديث كلاود المؤثر فقال له ليرجعه إلى الواقع

«هنا سنتنزل يا رايفين ذلك الكوخ الصغير المهترئ سيكون مسكنك من الآن فصاعدا و هذه الأوراق تحوي مهامك للأسبوع القادم و سيكون هناك شخص سيتبعك سرا فتجاهله إذا إكتشفت أمره» _كلاود_

«ح.حاضر» _رايفين_

نزل رايفين من العربة و نظر إلى الكوخ ذو المظهر القاتم كانت رائحة الخشب المحترق مهتاجة من جدران ذلك الكوخ ، لا يمكن لرايفين أن يخطئ هذه الرائحة التي أصبح معتاد على شمها في كل مرة يحاول القرويين إحراق الغابة المشؤومة للتخلص منه ، كانت هناك شقوق كثيرة تملئ الكوخ عند النظر بكثب لذا للإختصار كان الكوخ كمكان يتسلل إليه لاجئ من المطر مضطراً. لم يهتم رايفين برفاهية معيشته فهو في النهاية عاش في ظروف أكثر صعوبة في الغابة لقرون لكنه تساءل لما سيده الذي يعتني بمرؤوسيه جيداً في العادة سيتركه في هذا المكان عندما أدار رأسه ليسأل كلاود لم يجد العربة فشعر كأنه قد تم هجره بالفعل حينها لكنه تذكر كلام سيده عن ضيق الأفق و طرد تلك الأفكار من عقله

عاد كلاود إلى اللوسكار بعد ذلك و سارع إلى مكتبه دون تفكير. دخل أديل معه و وقف بجانبه مثل الظل الوفي

«لم تتسنى لي فرصة الترحيب بعودتك بشكل صحيح كما تعلم يا سيدي أليس عليك الراحة بما أنك عدت للتو ؟ » _أديل_

لم يكن كلاود مركزا على الإطلاق مع ما يقوله أديل فقدم له ورقة بدأ بكتابتها للتو و قال

«هنا أخبر أجيناس أن يراقب رايفين الذي سيسكن في هذا العنوان. و لقد قلت سابقا أن سيدريك سيتولى أمر غرفة القلعة من أجلنا صحيح ؟»

تنهد أديل بيأس لإصرار سيده على العمل ثم أجابه

«أجل حسب تقريره فهو يقوم بتحركاته في الليل بمساعدة حلفاء له من فرسان و الخدم» _أديل_

«ظننت أننا أخذنا كل حلفاء سيدريك لكنه صنع المزيد بسرعة» _كلاود_

«هذه قوة رئيس الخدم يا سيدي لدى الأنسة جوناثان تأثير كهذا أيضاً أليس كذلك ؟» _أديل_

«بذكر الأنسة فيونا أتساءل إلى متى ستظل في منصب رئيسة الخدم هنا » _كلاود_

«من المحتمل أن تبقى هنا دائماً فهناك دائماً عادة أخذ رئيس عائلة تابعة أو فرعية كرئيس خدم» _أديل_

إبتسم كلاود بفخر و قال

«سعيد أنك تؤمن بمقدرتها على رئاسة عائلة جوناثان مثلي » _كلاود_

«جميع من في قصر اللوسكار يحبون و يدعمون الأنسة جوناثان لكن الوضع مختلف في دوائر الإجتماعية الجنوبية تعلم هذا جيداً سيدي » _أديل_

«أعلم رغم أنني أدعمها و لكن الجميع ينظرون لها كأنسة جنوب متذللة عملت كخادمة للإقتراب مني. لهذا السبب أفكر في إذا كان عملها هنا أمرا جيداً» _كلاود_

«لقد كان إختيار الأنسة و أنت وافقت عليه لأن كلاكما يعلم كم هي مميزات هذا العمل لأجل مستقبلها» _أديل_

«أمل ذلك» _كلاود_

«بالنسبة للبارون جوناثان فهو لا يملك الوقت للتفكير في وريثه . إنه أكثر قلقا الآن في نقل تجارته من الحدود إلى العاصمة كي لا يسحب مستثمري فونغوليا التجارة لهم حتى أنه أخذ فرقة من الأورانوس لحماية عربة البضائع من قطاع الطرق الذي قد يرسلهم أتباع فونغوليا» _أديل_

«اوه تذكرت إذا لهذا قدم البارون مطلبا لإستعارة بعض فرسان الأورانوس. يبدو أنكم قمت بعمل رائع في غيابي » _كلاود_

«هذا واجبنا. لكن كل ما فعلناه ليس سوى للمماطلة حتى قدومك لذا ماذا تنوي القيام به بشأن التجارة سيدي ؟» _أديل_

«سنبدأ بعد شهر و نصف لكن الآن علينا أن نسحق الأعداء حولنا» _كلاود_

2024/08/15 · 29 مشاهدة · 3507 كلمة
نادي الروايات - 2024