مرت خمسة أيام منذ إفتراق رايفين عن سيده في العاصمة حسب كلامه كان من المفترض أن يأتي حارس شخصي. و قد شعر بالفعل منذ أول صباح له بنظرات تراقبه لم يتوقع أن يصل بهذه السرعة لكن أصبح عدد المراقبين أكثر يوماً بعد يوم و بما أن الحارس الذي أرسله اللورد لوسكار لم يتصرف فتجاهل رايفين تلك الأعين و إستمر بأداء واجباته و التي كانت أساساً الذهاب إلى الأكادمية لتفقد عمل لويس مع الحلوى ، و قد كان رايفين متذوقا جيداً ، التحدث مع الأميرة حول خاصية مادة منجمية بشكل كامل في كل يوم ، رغم أنه قام فقط بقراءة أو تسليم المستندات المفصلة لها في الحقيقة ، و سؤال عدد معين من الناس عن إيلف تتجاوز الأربيعين بشعر فضي و عينان خضروان. "من تكون هذه المرأة على أي حال ؟" هذا كان سؤال رايفين الذي سئم نفس الإجابة المخيبة للأمال حتى أن الفضول بدأ يتملكه عن تلك المرأة و لما سيده يبحث عنها. اليوم لدى رايفين مهمة مختلفة و صعبة تتجاوز حدود الراحة الشخصية له و تلك المهمة التي يقف أمامها الآن تحمل لافتة اللوتس. نظر إلى المدخل بإرتياب يتقدم خطوة ثم يتراجع خطوتين حتى لاحظ أحد ندلاء الكازينو تصرفه و تقدم للحديث معه
«أتنتظر أحدهم هنا يا صغير ؟» _النادل_
«انا هنا لأجل أخذ المعلومات التي طلبها اللورد لوسكار لذا رجاءا إجلبها هنا» _رايفين_
كان النادل متفهما السبب وراء عدم رغبة رايفين في الدخول فهذا المكان بعد كل شيء كازينو إنه ليس مكان يدخل له الأطفال مثل رايفين و الذي يمتلكون فكرة عن الكازينوات كمكان يجتمع فيه الأشرار و الأشخاص السيئين ، رغم أنهم ليسوا مخطئين حقاً ، لكن إذا كان يرغب في أخذ المعلومات التي تم شراءها فلا خيار آخر غير ادخاله فهذا النوع من المبادلات محال أن تقام أمام مدخل الكازينو
«لذا دعنا نأخذك إلى السيد ويل مساعد المدير» _النادل_
«أيرافق هذا المساعد المدير دائماً» _رايفين_
كان ذلك سؤالا غريباً و غير متوقع لكن النادل أجاب دون قلق
«ليس دائماً فهو يتركه وحده أحياناً ليراقب الزبائن و يشرف علينا. لكن إذا لم نجده فنحن تذهب بالفعل إلى مدير و سنجده رفقته.» _النادل_
«إذا أنا أرفض الذهاب إليه» _رايفين_
«إيه ؟ لكن لماذا ؟ إذا كنت هنا من أجل المعلومات فهو من المفترض أن يساعدك» _النادل_
«هناك شخص لا تروق لي فكرة لقائه لذا لما لا تجلب ذلك المساعد إلى هنا ؟» _رايفين_
«هل الشخص الذي لا تريد رؤيته هو أنا » _هاك_
ظهر هاك من الخلف و باغته بهذه الكلمات فقفز رايفين من مكانه من المفاجئة و إبتعد خمس خطوات عن هاك الذي كان يضحك من ردة فعل رايفين المتوقعة
«لذا أنت هنا لأجل المعلومات صحيح ؟» _هاك_
أومئ رايفين موافقا فوجهه هاك إلى المدخل و قال
«بما أنك إلتقيت بالفعل بمن لا ترغب في لقائه فلا مشكلة في إستضافتك في مكتبي الآن صحيح ؟» _هاك_
همهم رايفين لبضعة ثواني ثم سار أمام هاك وصولا إلى مكتبه لكن بدل جلب المعلومات على عجل بدأ مدير الكازينو بالثرثرة
«لكن كلاود قاس حقاً لإرسالك الي. استمع جيداً هذا المكان ليس للأطفال» _هاك_
«إعتقدت أن ذوي الخمسة عشر سنة أطفال حسب قواعد المملكة» _رايفين_
«هذا ليس مكانا للأطفال الصغار جداً لذا لا تتبع الكبار الذي يخبرونك بالدخول إلى الكازينوات» _هاك_
«لكنك أدخلتني» _رايفين_
«أخبرتك أن لا تتبع الكبار ألم تقل منذ قليل أنني طفل ؟» _هاك_
«لكن ما الذي سيحصل لو تبعتهم ؟» _رايفين_
«حسنا قد تختبر أشياء سيئة مثل الخطف أو الحبس و ما شابه» _هاك_
«هكذا إذا. لذا أعتقد أنني سأغادر من هنا بأسرع ما يمكن بعد الحصول على المعلومات من فضلك» _رايفين_
«حسنا حسنا ، ويل في مخزن المعلومات بالفعل إصبر قليلاً. أنت محظوظ بالفعل لأننا نعطي طلبكم الأولوية على حدثنا المزدحم اليوم. تشعر بالفضول صحيح ؟» _هاك_
«حدث ؟» _رايفين_
«أجل لأننا بعد يومين سنقوم بأول مزاد معلومات لنا» _هاك_
«مزاد معلومات ؟ علمني سيدي بعض المصطلحات التجارية و قال أن المزاد هو مكان حيث يتم شراء مواد ثمينة مثل الجواهر ، اللوحات و التحف بسعر أكثر من سعرها الحقيقي. لكن هذه أول مرة أسمع بمزاد المعلومات» _رايفين_
«هذا لأنه شيء إخترعته بنفسي فقط في اللوتس يمكن للناس أن يزايدوا بالمعلومات أيضاً» _هاك_
دخل ويل و قدم لهاك مجموعات من الأوراق ففصل بعضها و وضعها في مغلف أسود مختوم بختم صنعه هاك حديثا لعنقاء تحمي زهرة اللوتس بجناحيها ثم رماه على الطاولة أمام رايفين
«هاهي ذي المعلومات التي طلبها كلاود» _هاك_
«لذا يتم تسليم المعلومات بالورق» _رايفين_
أمسك رايفين المغلف و قلبه بين يده
«أجل لكن هذا المغلف الذي وضع فيه و الختم ليسا عاديان حاول فتحه المغلف _قدم هاك سكين الرسائل إلى رايفين الذي نظر إليها بتعجب _ آه قم بتمرير السكين في الجزء الملتصق بالشمع الذي عليه رمز اللوتس»
رايفين طفل صغير لذا لا عجب في أنه لا يعلم طريقة النبلاء في فتح رسائلهم. أطاع الطفل كلمات هاك و حاول فتحه كما أرشده لكنه لم يستطع تقطيعه بتاتاً فظن بطبيعة الحال أن محاولته الأولى باءت بالفشل لكن في نفس الوقت أعطاه هاك رسالة عادية من الكومة التي على الطاولة و أشار له لإعادة المحاولة ففتح الرسالة بسهولة فائقة
«هذا سهل جداً» _رايفين_
«هكذا من المفترض أن يكون فتح الرسائل لكن هذا المغلف سحري بحيث إذا تم إغلاقه جيداً بالشمع فلن يفتح إلى بيد الشخص الذي كتب إسمه أسفل المغلف أو بسكين رسائل سحرية يتم تقديمها للزبائن الدائمين الأعزاء أما بالنسبة للختم المعلومات التي يتم ختمها برمز اللوتس سيتم مراقبتها للتأكد من وصولها إلى أيدي أو منزل الزبون دون السرقة إذا إكتشفنا ثلاثة محاولات فاشلة لفتح المغلف فسيتم حرق المعلومات تلقائياً و تعويض الزبون بالمعلومات الضائعة. ما رأيك في مقدار حرصنا على عملنا ؟» _هاك_
لم يجب رايفين على ثرثرة هاك و إستمر في النظر إلى المغلف بصمت ثم غمغم بكلمات لنفسه
«لا يوجد مجال للنظر إلى المعلومات أيضاً» _رايفين_
«أجل هذا بدهي إذا كانت المغلفات سحرية» _هاك_
«بما أن سيدي يقوم بالعمل على إنقاذ الإيلف فهل هذه المعلومات ستساعده ؟» _رايفين_
«لا أعلم بهذا الشأن أنا فقط اعطيه ما طلبه و هو من يقرر إذا كانت تساعده أم لا. لكن إذا كنا نتحدث عن كلاود فحتى المعلومات الغير مفيدة ستكون مساعدة جيدة في خططه» _هاك_
وقف هاك من مقعده و نظر إلى النافذة قليلاً
«يبدو أن لديك بعض الرفقة هل تريد أن أهتم بهم من أجلك ؟» _هاك_
«كلا أحدهم حارس شخصي أرسله سيدي لي ما لم يتحرك الحارس الشخصي فسأتجاهلهم. أه قبل أن أنسى أخبرني سيدي أن أعطيك هذه الرسالة لقد تم جلبها اليوم من قبل أحد أتباع سيدي في الأكادمية » _رايفين_
أمسك هاك الرسالة و نظر إلى ختم اللوسكار عليها
«اذا لما لم يجلب ذلك التابع الرسالة لي مباشرة ألست طالبا هناك ؟» _هاك_
«سألت نفس السؤال و لكنه قال أن تلك أوامر سيدي لذا لا إعتراض عليها»_رايفين_
قدم هاك الرسالة إلى رايفين مع السكين و كأنه يخبره أن بمقدوره تحربة فتح الرسالة مرة أخرى فقام رايفين الذي بدى مستمتعا بهذا بفتحها و تقديمها إلى هاك بينما نظر ويل نظرة شفقة لكومة الرسائل التي بالإنتظار فوق المكتب لكن لا عجب في هذا إذا كانت رسالة قادمة من كلاود و ليس غيره فيمكن لويل تخيل هاك يلقي ببقية الرسائل في موقد نار بسعادة كانت صداقتهم قوية لهذه الدرجة. أخرج هاك الرسالة و قرأها بهدوء و قد ظهرت إبتسامة واسعة على محياه عند نهايتها و قال لرايفين
«لا عجب أنه أرسلك شخصيا لجلبها لي. فهي متعلقة بزيارتك اليوم» _هاك_
أصبح رايفين فضوليا عندما ذكر إسمه لكنه في ذات الوقت يريد الخروج من هنا بسرعة لكن هاك الذي فهم ذلك بالنظر إلى وجهه قام بإيقافه قائلا
«لذا أيمكنك إرسال هذه الرسالتين إلى كلاود إنها مني و من أخي» _هاك_
أظهر رايفين تعبيرا حازما أمام هاك و لم يكن صعبا لهاك قراءته إذا كان يصرح بعقله "أنا لا أخدم أحدا سوى سيدي". لذا قام هاك بمبادلة لأجل هذه الخدمة
«هذا هو طلبي مقابل مساعدتك في المهمة التي أوكلها لك سيدك في الرسالة التي قرأتها الآن» _هاك_
«مهمة ؟ أي مهمة» _رايفين_
«قال كلاود لنا أن نقوم بتمثيلية صغيرة أمام مراقبيك لذا أستأخذ رسالتي و رسالة أخي أم لا؟ » _هاك_
نظر رايفين إلى ويل و أشار إلى الرسائل التي بيد هاك و قال بأدب
«أيمكنك إيصالها إلي سيدي ؟» _رايفين_
فأخذ ويل الرسائل من سيده و أعطاها إلى رايفين الذي خبأها في ثنيات لباسه. صحيح أن ويل لم يفكر كثيراً في الأمر عند تلبية هذا الأمر الغريب بما أن طفلا طلبه بأدب لكن هاك كان في حيرة من الشعور بالقسوة من تصرف طفل في الرابعة يتجنب حتى لمسه أو الإقتراب منه أو المقارنة بين تصرف هذا الخادم الصغير الذي أبى طاعة أمر أحد غير سيده و تصرف خادمه الوفي ويل الذي شارك في طلب شخص يهين سيده بقسوة
كان هناك سبعة أشخاص ينتظرون خروج رايفين من الكازينو يتساءلون في أنفسهم لما دخل طفل إلى هذا النوع من الاماكن مؤخرا يرونه يدخل و يخرج من الاكادمية و الآن هنا بدأت الشكوك تعتريهم بالفعل عن هذا هجين الايلف ذاك لكن فجأة رأوا رجلا يرتدي ملابس حسنة و كأنه أحد الادارين في الكازينو ، و الذي كان ويل ، يخرجه بالقوة رغم أنه لم يلقي به بعنف إلا أن علامات المقاومة واضحة على رايفين
«مهلا رجاءا دعني أتحدث مع مديرك أكثر. أنا متأكد أنني أستطيع إقناعه» _رايفين_
«و أنا أخبرك الآن نحن لا نوظف الأطفال ما مشكلة أهلك حتى يرسلوك إلى مثل هذه الأماكن. ثم ألم تقل بالفعل أنك تعمل كساعي بريد لأحد الطلاب النبلاء في الأكادمية هذا كافي ليشبع معدتك حسب ما أعتقد» _ويل_
«أبي و أمي غير موجودين و أنا أتيت إلى هنا بملئ إرادتي لأن النقود التي أحصل عليها كساعي بريد لا تكفيني رجاءا أنا فقط أريد العودة إلى دياري في الجنوب أحتاج المال الكافي للسفر» _رايفين_
كان صوت كلا الطرفين عالياً بما يكفي لجعل الناس تتجمهر حولهم البعض نظر إلى رايفين بشفقة لحاله و البعض أدرك سريعا أنه من الإليف و يحدقون فيه بغرابة. نظر ويل حوله و عندما تأكد أن كل العيون عليه قدم بطاقة لرايفين و قال
«صحيح أن المدير لا يستطيع توظيفك هنا لكن كل ما نقدر على فعله هو توجيهك إلى مكان مناسب لعمل الأطفال» _ويل_
نظر رايفين إلى البطاقة بسعادة ثم إنحنى لويل شاكرا و غادر كان المتجمعون راضين بنهاية هذا العرض البسيط لطفل بريء بينما أنهى كل شكوك المراقبين بتعريف قصة ذلك الهجين الصغير الضائع في العاصمة الملكية وحده. بعد ذلك إتجه رايفين بسرعة إلى الأكادمية للقاء لويس و الأميرة هلترز و قرر ترك رسائل التوأم لنهاية اليوم
في هذا الوقت كان كلاود في حفلة شاي مفتوحة لم يتوقع أحد مجيئه لها فهو كما يعرف الجميع طالب أكادمية و رغم أنه اللورد لوسكار الخروف الأسود للدم الملكي إلا أن مجيئه هنا مرتديا زيه الأكادمي تم تعريفه كرئيس مجلس الطلبة. فقاد الفضول المعتاد للنبلاء أقدامهم لكلاود و تجمع عدد لا بأس به من الناس
«مضت مدة لورد لوسكار يبدو أنك بخير » _أحد النبلاء_
«هذه أول مرة ألتقي بحضرتك أيها اللورد لا أصدق أنني قادر على رؤية السيد كلاود لوسكار شخصيا لا تعلم مدى شهرتك مؤخرا» _نبيل آخر_
«لم أعلم أن لدي شهرة من الأساس» _كلاود_
«ها ها لا عجب فكل الحديث متعلق بإنجازاتك الأكادمية مؤخرا نظام الأكادمية الجديد ، مبارزتك مع ولي العهد و أشياء نادرة كهذه » _النبيل_
«فهمت ، يبدو أن الأكادمية تأخذ كل وقتي لذا لم أكن أعلم أنني سأبرز كثيراً خارجها» _كلاود_
«أعتقد أن ولي العهد و الملكة معحبان بمهارات المبارزة لديك كثيراً حتى يسمحوا لك بالإستعراض» _احد النبلاء _
«صحيح ، سمعت أن قبل عشرين عاما كانت الملكة السابقة تضم أي شخص يهزم أحد حراسها إلى كتيبة الفرسان الملكيين. ألست محظوظا أيها اللورد بما أنك تعيش في مملكة يحكمها سلف هذه الملكة ؟» _نبيل آخر _
«بالمناسبة أليس الأمر صعبا بالنسبة إلى النائب و الطلاب النبلاء فحسب نظامك هم من سيتولون بمفردهم تجهيز الحفلة الشتوية» _نبيل الأول _
«ماهي مهمتك على أي حال لورد لوسكار ؟» _النبيل الثاني _
هكذا كان و سيبقى المجتمع الراقي الذي يكرهه و يتجنب كلاود في لحظة يغمرونك بكلمات التملق و في لحظة أخرى يدوسون عليك حتى تصل إلى حضيض. حيث وضعوا إنجازات كلاود لوسكار موضوعا لمحادثتهم و ثم قلبوا الكلمات من إنبهار بمهارت مبارزته إلى تذكيره من الأشخاص الذي على هذه المهارات أن تخدمهم و من ثناء لعمله الجيد كرئيس مجلس لوصفه بمتهرب كسول يختار المهام السهلة لنفسه. لكن هذا في النهاية لا شيء بالنسبة إلى كلاود لوسكار
«آه بالنسبة إلى مهمتي فهي الحراسة الليلية سأكون مرتاحا إذا كان كل الطلاب الذين يثقون و يعتمدون علي كرئيس للمجلس ينامون بأمان لذا إخترت شيئا يتناسب مع مهارتي في المبارزة التي أشاد بها الجميع بعد كل شيء ستكون أنانية مني إذا إحتكرت سيفي لكونتسيتي وحدها رغم أنها الأولى بها لكن ما قيمة الفارس إذا لم يختر لمن يوجه نصله و من يحميه به؟ ألا تتفقون معي على هذا ؟ رغم هذا نحن مشغولون مؤخرا فقررت التطوع للقيام بتبليغ مؤسف لأولياء طلابنا شخصيا بإلغائنا لحفلة الشتاء هذا العام» _كلاود_
«ماذا لماذا ستلغى الحفلة ؟» _أحد النبلاء _
«و ما المشكلة في إلغاء حفلة قبل العطلة للأكادمية إنها ليست بأهمية حفل التتويج الشتوي» _نبيل آخر_
«للأسف هذه الحفلة ستلغى أيضاً بما أن العائلة الملكية و طلاب تجهيز الحفلات من شعبة الارستقراطية ، الفنون و الشاملة سيكونون أكثر إنشغالا بتجهيز أكبر حدث لهذا العام. أنتم تعرفون عن ماذا أقصد صحيح ؟» _كلاود_
أخذ كلاود رشفة من الشاي الذي يمسكه منذ مدة متجاهلا نظراتهم المحتارة لبعضهم البعض و ثم عندما إنتهى منه و وضعه على الطاولة و إلتفت إليهم مدعيا دهشته من حقيقة جهلهم
«اوه لم أكن أعلم أنكم لم تعرفوا عنه بعد رغم أن الملكة الأم و الأميرة الأولى منخرطين في هذا الحدث و قد أجلنا حفلتين لأجله بالفعل و لا يوجد طالب في الأرجاء لا يتحدث عن ذلك في النهاية لا يبدو أن نبلاء مهمين مثلكم سمعوا به. »
بدأ النبلاء بالشعور بالضياع في كلمات اللورد لوسكار بعضهم بدأ في تشكيك في مصدقية كلامه حتى بما أنه لم يذكر ماهو ذلك الحدث حتى الآن
«هل أنت واثق من وجود حدث كهذا لورد لوسكار أكاد أجزم أنك تصف إحتفالية مولد أمير جديد أو ما شابه» _قال نبيل بسخرية على كلام كلاود_
«حسنا لا عجب في ذلك ففي مملكتنا أمسياس نرحب بضيوفنا جيدة و سنرحب بهم بشكل مثالي عندما يكونون بداية تقدم و تطور مملكتنا السياسي الذي لم تصل اليه أي مملكة أخرى في القارة من قبل.» _كلاود_
«تقول تطور لم تصل اليه أي مملكة أخرى في القارة ؟» _نبيل_
«من سيأتون إلى أكادميتنا هم ضيوف المملكة و مبعوثين من مملكة أوميغا من القارة الشرقية ألا يستحق ذلك إلغاء الحفلتين؟» _كلاود_
أصبحت الأجواء أكثر صخبا بعد بضع ثوان من هذا التصريح بالكاد إستطاع كلاود الهروب بعد إعطاء الكلمات التي أراد قولها و العودة إلى العربة. عندما أيقن أنه لوحده نزع ربطة العنق الخانقة تلك و أطلق تنهيدة طويلة و هو يفكر في مدى رغبته في العودة بسرعة لكن للأسف سيستغرق الوصول إلى اللوسكار من العاصمة يوماً و نصفا إذا كانوا مستعجلين إستمر كلاود في النظر إلى المقعد الفارغ أمامه لقد كانت هذه العربة نفسها التي ركبها مع رايفين قبل أيام ، وهي عربة بدون رمز عائلة يستعملها كلاود عندما لا يريد جلب الإنتباه له ، تذكر عندما نظر إلى المقعد تلك المحادثة التي دارت بينهما و كان هناك شيء أثار إهتمام كلاود من وقتها فأدار جسده بأكمله و جلس في المقعد نفسه الذي كان رايفين فيه و فتح باب العربة بنفس الزاوية التي فتحها في ذلك اليوم و نظر بكثب ليجد أي ثغرة تطل عما خارج العربة لكن دون جدوى حتى في حالة العربة المتحركة هذه لم يكن هنا أي مكان يستطيع به رايفين إستراق النظر للرجل من ذلك اليوم و معرفة أنه قرأ المستندات التي قدمها له كلاود. أغلق كلاود الباب من جديد و بدأ يراجع ما حدث في ذلك اليوم مرارا و تكرارا في رأسه فلم يجد سوى إحتماليتين اما أن رايفين نجح بالفعل في إستنتاج أن الرجل قرأ المستندات كما تمنى كلاود أو أن رايفين حقاً وحش ذو قوة غير قابلة للتفسير و يستطيع رؤية من خلال الجدران حتى