____________________________

في قصر الملكة سيليكا دفيئة كبيرة بحجم غرفتين ملكيتين، دفيئة ذات جدران وأسقف زجاجية مزينة بأوراق الرينيري وعلى عكس رائحة سيليكا السميكة لم يكن هناك رائحة قوية في الدفيئة وذلك لأن زهور رينيري البيضاء الغامضة تتفتح يوما واحدا فقط في السنة

داخل الدفيئة كانت هناك طاولات وكراسي بيضاء وعلى احدى الكراسي كانت سيليكا تجلس بمظهر الملكة الأنيقة فبدت بين الزهور كزهرة شريرة بنظراتها الحادة وجمالها الساحر

جفل لينون عندما رأى نظراتها الشرسة

- يبدو أنك لست على ما يرام اختاه

حسنا كيف لها أن تكون على ما يرام حين خرج ابنها الوحيد إلى ساحة الميدان في ظهور رسمي بحالة سكر؟

هذا وحده سيجعل من سيليكا تنفجر غضبا لكن كان هناك امر اخر، فحقيقة أن ظهور كاليان غطى على خطأ فرانز كان لها اهانة اكبر تمنت لو تلقت ابنها حتى ولو كان التوبيخ والشتم لكن لم ينظر احد حتى نحوه!

اصبح قلب لينون ثقيلا برؤيتها بهذا الغضب، كان ينوي ان يخبرها بأن الوين مانسيل في كايريس مع الملك الان لكنه تراجع خوفا من رد فعلها في قول لنفسه انها ستعرف ذلك سواء اكان منه او من غيره لذا سيكون افضل له ان لا يواجه غضبها لهذا قرر ان يعطيها الحذاء فقط ويغادر

نظر لينون الى خادمه الشخصي الذي كان يحمل صندوقا به الحذاء المطلوب واشار له فقام خادمه بتسليم الصندوق لخادمة الملكة والتي بدورها اتجهت به نحو الملكة ووقفت بجانبها فتحدثت سيليكا الى اخيها

- ما هذا؟

كان لينون متأكد بأنها تعلم جيدا ما بداخل الصندوق فلم يعجبه حركتها بالتظاهر فتحدث لها

- لقد اخبرتك عنه، لقد اكتشفت منجم الماس في اخر رحلتي الى تنسيل وهذا الحذاء صنع مرصعا بماسات من تلك المنجم، ما رأيك به؟

فتحت الخادمة الصندوق فظهرت الحذاء الاصفر الشاحب الذي يتماشى مع لون عيونها ثم ماسة كبيرة مدمجة في الوسط مع قطع ذهب مزخرفة بشكل انيق جدا كان بإمكان لينون رؤية الإعجاب في عيني سيليكا ولهذا ابتسم برضى مع ذلك لم يطل ابتسامته ورضاه، حين ادارت سيليكا عينيها عن الحذاء واشارت الخادمة بأن يبعدها، ثم ارتشفت رشفة من الشاي وهي تجيب له بثقل كأنه لم ينل إعجابها هديته الفاخرة

- ليس سيئا

- هذا جيد، لذا ما اخطط للقيام به....

قاطعت سيليكا لينون دون ان تستمع حتى لما كان يقول

- على فكرة...

سكتت وهي تنظر الى لينون الذي كان يقف بإحراج من مقاطعتها له هي لم تعطي حتى الثناء الذي يستحقه لهديته الثمينة مع ذلك لم يكن امامه سوى السكوت، أما سيليكا التي قاطعت كلماته دون ان تقول ما تريد اشارت لخادمتها بأن تأخذ الجميع ويتركها وحدها مع اخيها لهذا تم طرد الجميع من الدفيئة سوى لينون.

فأكملت ما كانت تقول له

- لقد مر شهران؟ لما لم يحدث شيء بعد؟؟

سألت بينما تضرب بقوة قبضتها على الطاولة فتدفق صوت ضربها في الدفيئة الهادئة، مع ذلك لم يتفاجأ لينون بتغييرها المفاجئ في سلوكها من الرزانة إلى الهياج فهو خير من يعرف طبيعتها المجنونة، لهذا ابتسم لها محاولا تهدئة اعصابها وهو يجيب

- من المحتمل أن هذا بسبب هبة سيسبانية للعائلة الملكية

- سحقا ما هذه الهبة المزعجة التي لا فائدة منها تتدلى من الامراء الثلاث ، اعتقدت انك قلت انك اخذت الهبة في الحسبان في اعدادك لكمية السم الذي ترسله لذاك الطفل.

ابتلع لينون لعابا جافا من غضبها الذي يغلي، ولم يجب عليها فتحدثت كمجنونة تماما فوجود كاليان بالفعل يفقدها صوابها

- زد من كمية السم المعطاه له

-!... مهلا،.. الن يكون ذلك خطيرا؟ اقترح استخدام اشياء اخرى لجانب السم لتسريع موته اخشى ان يتم كشفنا لو فعلت.

مع ما كان لينون يصرخ به نهضت سيليكا من مقعدها ثم بدأت في المغادرة دون ان تستمع له وهي تشير بيدها له أن ينقلع من امامها كما لو كانت تطرد حشرة مقرفة

لم يكن امامه سوى مغادرة الاقامة الملكية بوجه شاحب من تهور شقيقته والعمل المهول الذي يجب عليه القيام به...

_____________________...

نظر رومين إلى الوين بعيون حادة محاولا فهم نواياه فسأل

- مكان للإقامة في العاصمة؟

بالطبع من الجيد رؤية الوين في كايريس، بل حتى أن رومين نفسه يتوق لإسم كإلوين في صفه لقمع قوة سيليكا

لكن عندما أتى الطلب من الوين لم يسعه إلا الشك في نواياه، فأجابه الوين بابتسامة لطيفة

- رأيت قطة حمراء العينين في الساحة، ثم أعجبني فقلت لنفسي لما لا اقوم بتربيته وتعليمه، مع ذلك تذكرت أنه لا مكان لي للإقامة فيه في كايريس..

علم رومين مقصد الوين بالقطة ذات العيون الحمراء لكن مع ذلك... لم يفهم.. لذا فقط سأل

- ماذا عساك أن تعلم كاليان؟

- يبدو طفلا ممتعا اليس كذلك؟

قال الوين ذلك بينما يأخذ قطعة من الكوكيز كسرها الى نصفين ثم رمى نصفه في فمه، ومنتظرا رد رومين فقط التزم الصمت وهو يأخذ الشاي ويشرب منه، لكن عندما لم يجبه رومين رد دون عبث عن سبب اهتمامه بكاليان

- شعر أسود، وعيون حمراء، وسحر

رفع رومين حاجبا وهو يسأل متعجبا

- إذاً،.... هل تقول انك تريد البقاء في كايريس لتعليم الأمير كاليان السحر؟

- ليس ذلك فحسب، ارغب بصنع بيئة يحبها ذاك القط، ولكن من اجل القيام بذلك احتاج الى مساعدة الملك

لقد فهم رومين ذلك، المقصد من صورة المعلم ما إلا مظهر خارجي والغاية الحقيقية هي تقليص قوة الملكة لدفع كاليان للمقدمة، بالطبع لم يكن هناك ما يضر رومين في هذا فبالتالي ذاك الأمير الصغير ابنه وحتى أنه يحمل الحق المشروع لو كان جيدا في الجلوس على العرش في المستقبل، وفي المقابل سيليكا ما إلا سرطان ألم بالعائلة الملكية

لهذا سأل عن مدى استعداد الوين لمساعدة الأمير

- كما تعلم، هذا المنزل في حالة من الفوضى العارمة، هل يمكنك التعامل معها؟

- لم احاول ابدا رفع شيء قد يسحقني تحته.

ابتسم رومين بعد توضح له غاية الوين تماما ثم سأل محدثا نفسه

- معلم وتلميذ إذا...

العذر الذي لا يمكن لأحد ان يحتج عليه او يتدخل بسببه بعلاقة الوين مع كاليان

بالطبع لو اراد الأمير تعلم السحر من تلقاء نفسه لتم سحق رغبته تحت سلطات بريسن وسيليكا، مع ذلك الخصم الأن سيكون الوين مانسيل نفسه بدفع الملك

- من اراد تدريب الأمير هو انا في المقام الأول، لذلك لن تحتاج للدفاع عنه ضد بريسن او النبلاء الاخرين، حتى مع اني شخص لا يستطيع منح كاليان وقته كاملا، لكن مجرد حملي لقب معلم له كافٍ لانتصاره في هذه المعركة الصغيرة، لن يستطيع احد التدخل بعد هذا بتعلم الأمير للسحر.

اومأ رومين برأسه موافقا ولم يعلق بشيء على كلام الوين لكنه فقط منحه الاذن بكل ما سبق بقول واحد

- نعم، سأعطيك مكانا مناسبا فترة اقامتك هنا، مهما كان لن يكون الوضع اسوء لذاك القط من هذا الوضع الفوضوي الحالي.

شكره الوين بنبرة لطيفة مبتسما، لكن المحادثة لم تنتهي بعد...

سأل رومين بفضول لا زال لم يفهم سبب اهتمام الوين بهذا الطفل

- لكن مع ذلك... لازلن اتساءل لماذا؟، لماذا تعطيه كل هذا الاهتمام؟، لطالما قيل لي أنه لا شيء مميز فيه!

- لا شيء مميز فيه؟

سأل الوين بدهشة من غفلة الملك عن أميره! ثم تحدث مبتسما

- مخطئ تماما جلالتك، بدلا من ذلك... لقد واجهت صعوبة في العثور على أي شيء لم يكن مميزا في الأمير كاليان

لم يستطع فهم رومين ذلك! ما المميز في ذاك الطفل؟ فتحدث محاولا العثور على صحة ما يقول الوين

- سمعت انه طفل يخاف من كل شيء حتى انه كان يخاف من الخيول، لا اعلم ما الذي جرى له ليلاحقك هكذا

استغرب الوين بكلمات رومين وشعر بعدم تجانس غريب فيه، هو يتذكر جيدا كيف كان كاليان يقود الخيل بمهارة عالية، ليس هذا فحسب بل أن كاليان كان بارعا في التعامل مع الخيل لدرجة أنه كان يتعامل مع حصانه كرفيق اكثر من مجرد حيوان، تذكر كيف عندما تألم هرع اليه الخيل في عجل وهو استند اليه براحة! لم يفهم سبب قول رومين ذلك عن الامير!

في المقابل رومين نفسه استشعر الغرابة في الموقف وفي كلامه. لطالما سمع عن أن راندال مثل المياه العميقة الهادئة، وفرانز كالأمواج الهائجة، ثم كاليان... لا يعلم بالتحديد، الصورة الوحيدة لكاليان في رأسه صورة لأمير صامت بلا عيب لكن دون مميزات.

لماذا الان يبدو هذه الصورة النمطية في رأسه غريبا كأن هناك شيء خاطئ؟

هل هذا الخطأ في معرفته لشخص ابنه كان لأنه لم ينظر لكاليان بعيون الأب بل بعيون الملك فقط؟ هو بدوره لا زال عاجزا عن فهم اهتمام هذا الساحر الكبير بابنه، الساحر الذي للأن لم يتخذ تلميذا بالتأكيد لن يأخذ مجرد امير بلا مميزات كتلميذ لنفسه عبثا. لذلك سأل

- اذا كان هناك شيء خاص به لكان قد تم نقله لي، لذا في الواقع أنا مندهش قليلا ولا ازال لم أفهم.

سعل الوين بينما كان يشرب الشاي، إلى أي مدى هذا الملك جاهل بإبنه؟

اغضبه ذلك...

فترك كوب الشاي من يده ثم نهض من مكانه واتجه نحو النافذة نظر للخارج إلى الحديقة المفتوحة بذلك شعر بأن عليه أن يثقف هذا الأب المهمل عن ماذا يعني أن يكون ابا

- تزوجت مبكرا، مثلك تماما لذا لدي بالفعل حفيدة، انها حفيدة تشبه الثعلب

جفل رومين لهذه الحقيقة، واستغرق الامر بضع ثوان منه ليستوعب ان هذا الرجل الذي يبدو اصغر منه بكثير يتحدث عن حفيدة، ومع ذلك لم يفهم رومين مقصد الوين بحديثه عن حفيدته بينما كان كلامهم عن كاليان.

رفع الوين يده لمستوى معين وهو يكمل الحديث

- اخر مرة رأيتها فيه كان رأسها يصل حتى خصري، ربما بهذا القدر، من الممكن انها الان اطول من هذا، حسنا هذا كل ما في الأمر.

انزل الوين يده ثم التفت نحو رومين وسأل سؤاله

- جلالتك هل تعرف ارتفاع الامراء؟ عندما وقفوا اخر مرة بجانبك إلى أي مدى وصل ارتفاعهم لك؟

لم يجب رومين، لأنه ببساطة لم يكن يعلم، لم يلاحظ ذلك!

نظر الوين بعيدا إلى المكتب المليئة بالملفات والمستندات فعاد يتحدث لأنه يعلم ان الملك لا يملك جوابا لسؤاله السابق فلهذا لم ينتظر ردا في الأساس

- اعلم ان الانتباه احيانا يتحول إلى سم، وأن اللامبالاة دواء في بعض الأحيان، مع ذلك ما تفعله يسمى بالإهمال جلالتك. لا تستطيع ان تتعذر بالانشغال، الم تكن مع الأمراء البارحة؟ الم تقف بجانبهم؟ الم تمشي سويا معهم؟ الم تجلس بذات الطاولة معهم لتناول العشاء؟ كيف لا تعرف احوالهم جلالتك؟

كان الهدوء هو ما بعيني رومين الذي شعر بأن الوين يحاول التدخل في شؤونه الخاصة كأب بعيدا عن شخصه كملك لذلك تحدث مع بقاء الهدوء في نبرته

- اللورد مانسيل، ناهيك عن الصداقة وأمثاله نحن لم نلتقي قط قبل هذا اليوم، لذا طريقتي في تربيتي لأطفالي ليس شيئا تقيسه بمعاييرك الخاصة، لا يهمني كيف ترى الامر من الخارج لكني اهتم بالامراء فهم ابنائي العزيزين على نفسي.

- هل تعتقد ذلك حقا؟

كان رومين يحاول البقاء هادئا قدر الامكان مع ذلك كان جواب الوين استفزازيا جدا لهذا رغب بأن ينهي هذه المحادثة بأسرع وقت ممكن

- بالنسبة لي خاصة ذاك الطفل، كاليان هو بالنسبة لي اغلى ما املك.

- ها.....!!

نطق الوين بدهشة، ثم لم يسعه إلا ان يضحك بصوت عالي ساخر، لقد كان احتقارا مباشرا ضد الملك خرج من فمه

مع ذلك الملك لم يكن من النوع المنفعل، ولم يفهم في الاساس سبب اصرار الوين الذي جاء منذ يومين على قوله له انه يهمل اطفاله؟! لذلك فقط بقي هادئا بتعابير غير مبالية ينظر إلى الوين الذي توقف عن الضحك ثم تحدث بوجه جاد معاتب

- جلالتك، ارجوك توقف عن الاستماع من الاخرين لاخبار ابنائك والقي نظرة بنفسك اليهم، انظر بعينيك نحوهم.

بدأت المحادثة تأخذ منحنى مزعج جدا وقلق، لم يفهم رومين ما الذي يجب عليه القاء نظرة عليه بنفسه؟!! لطالما حاول ان يعطي ابناؤه ما يستطيع أي نقص عن احدهم كان يصل لمسمعه كان يسرع الى الامر في سد النقص او ملء الرغبة سواء اكان بالمال او اي شيء لم يهتم مهما كان كبيرا

- لا اصدق انك حقا لا تعرف أي شيء جلالتك. واصلت الاستماع فقط لدرجة أنك فقدت قيمة بصرك

- لورد مانسيل فقط قل ما تريد قوله باعتدال بعيدا عن الغازك.

سار الوين حتى وقف خلف رومين وهو يتذكر تفاصيل لقاءه مع كاليان، فتحدث هذه المرة بنبرة بدت غاضبة وحزينة

- بشرته شاحبة كالموتى، تحت اظافره توهج ازرق كما لو كان على وشك التعفن، شفاهه جافة باهته، حول عينيه سواد، وكلما وقف من جلسته توقف لوهلة مغمضا عينيه كما لو كان يشعر بالدوار، انفاسه خشنة وحادة كما لو كان يعاني صعوبة في التنفس. بدلته رغم انها كانت انيقة لكن لو امعنت النظر فيه كانت فوضوية جدا، من الواضح انه تم اصلاحها على عجلة بتصغير حجمه، بالمناسبة، ما الوقت الذي يبدأ فيه التحضير للازياء قبل المناسبات الرسمية؟... شهر؟

شحب وجه رومين ببطء مع كلمات الوين، كان يعلم عن من يتحدث الوين، لم يقل شيئا وبذلك استمر الوين بالكلام خلفه

- اه،... اذا كنت تسأل كيف علمت كل هذا، كان بإمكاني ملاحظته على الفور، أي شخص مر مرة واحدة بمثل هذا الموقف يستطيع على الفور ملاحظة هذه العلامات، جلالتك الم تمر بهذا من قبل؟

....

سكت الوين لكن رومين لم يتحدث لهذا أكمل بنبرة قست من تلقاء نفسها مع استمراره في الكلام

- حتى لو لم تمر عليك هذن الاعراض من قبل، التغيير الكبير في الحجم خلال شهر واحد لدرجة ان احتاج الأمر إلى اعادة تصليح الملابس بأكمله سيكون ذلك واضحا خلال لمحة واحدة لملك الأمة، حتى لو لم تعرف ارتفاعه، وحتى لو لم تنظر ليديه او شحوب وجهه لمحة فقط نحوه كان سيكون بإمكانك ان تلمح نحول جسده، الا ترى ان الطفل يستحق ان يكون والده أول من يرى ألمه وليس مجرد ساحر اجنبي يلتقيه على قارعة الطريق للمرة الأولى؟

مع انتهاء الوين لم يسع رومين إلا ان يرتجف، سرت قشعريرة بجسده من حقيقة ان ابنه كان يسير ببطء إلى الموت امام عينيه دون حتى ان يرى ذلك! فانحنى للأمام وغطى وجهه بيديه يعرف ماذا يعنيه تلك العلامات على جسد ابنه، فنطق به بثقل مؤكدا ذلك لنفسه في ذهول من حماقته

- سم...

ابنه يتم تسميمه بهدوء وبطء، لم يتحرك ولم يتحدث بشيء اخر، فسمع صوت الوين الذي تحدث بينما يسير من خلفه الى جانبه

- نعم، فبيدك امسح الألم من ذاك الطفل الذي تقول بأنك تحبه كثيرا جلالتك.

نظر الوين إلى رومين، كان بإمكانه تخيل الوجه القاتم المختبئ خلف تلكما اليدين الخشنتين، فتحدث ولازال على وجهه تعابير عابسة

- لا تظهر هذا الوجه جلالتك... دعنا نتظاهر بأنك لا تعرف شيئا عن هذا حاليا، هذا افضل حتى نستطيع اجراء الاجراءات المناسبة لكي لا يهرب المجرم منا، ليس اني لا اهتم بما يعانيه الامير الأن من ألم. لكن لنقل باني لا اريد ان يحدث هذا مجددا في المستقبل، فثم سامحني على وقاحتي معك جلالتك. وانا الان استأذنك بالمغادرة.

انتهى الوين من كلامه وعندما لم يجد جوابا من رومين غادر المكتب بصمت تاركا الملك غارقا في مشاعر الندم والحزن والغضب من نفسه.

__________________________

2021/09/07 · 672 مشاهدة · 2291 كلمة
نادي الروايات - 2025