_____________________________

يتسلل ضوء الشمس من النافذة بلطف على الغرفة مما يعطي جوا ساكنا ومريحا للمقيم في هذه الغرفة، فغارقا بأفكاره لم ينتبه كاليان للوقت الذي مر فبعد عشر دقائق من حضوره حضر الأمير الأول راندال وبعد ثلاثين دقيقة أخرى وصل الأمير الثاني فرانز وعند دخوله اندهش كاليان وفتح عينيه على وسعهما في منظر هذا الأمير وتحدث لنفسه معلقا بصدمة لمظهر فرانز

" ما هذا الهراء؟"

" أي مسخرة هو هذا؟"

ودون ان يتحكم بملامحه عبس كاليان بشدة مشمئزّا من هذا المنظر الذي أمامه للأمير فرانز....

حتى أنه لم يقم بتغيير ملابس نومه، وبإمكانك رؤية جلده بهذا اللباس الفاضح.

بغض النظر عن البلد، بأي مكان كان من المحرمات ظهور افراد العائلة الملكية بهذا المظهر المقزز من الفوضوية والتعري

لكن لحسن الحظ أنه ظهر بهذا المظهر الذي شل أفكار الأمير المحترم البريء الذي لم يشهد مثل هذا المنظر من قبل فبالتالي لم يرتكب خطاءا كرميه السكين نحو فرانز حال ظهوره

تنهد كاليان مع الحرص بأن لا يظهر للآخرين تنهده، فلطالما كان هو كبيرن أميرا مثاليا يتحكم بنفسه وبتصرفاته العامة جيدا، كأمير

أم من جهة أخرى عبس راندال قليلا على هيئة فرانز لكنه سرعان ما غض بصره وكأنه لم يرى شيئا، وكاليان لم يفوت أي من حركات راندال أبدا.

فبغض النظر عن كون راندال الأمير الأول فهو لا يتجرأ على انتقاد الأمير الثاني.

سبب هذا لا يحتاج لكثير من ارهاق للعقل فببساطة كان الأمراء الثلاث اخوة غير اشقاء، ومن بين الامراء كانت والدة الأمير الثاني الملكة سيليكا الوحيدة على قيد الحياة وهي بمنصب الملكة، ولهذا حتى لو كان راندال الأمير الأول مهما كافح لا يمكنه آن يكون متفوقا على فرانز ووالدتها التي خلفها عائلتها ذات القوة السياسية الهائلة.

اثناء التفكير بكل هذا تمتم كاليان دون صوت ساخرا من اسرة كايريس الحاكمة التي تبدو كالدمية، وهو يراقب الخدم الذين بدأو بوضع الطعام أمامهم كوجبة إفطار مثالية

شوربة معطرة وخبز مالح، بيض مخفوق حوله لحم مفروم ناعم، والسلطات وجميع أنواع الفواكه مع الخضار الطازجة

بالنسبة إليه كبيرن الذي قضى سنواته الأخيرة كفارس محارب في الصفوف الأمامية لحرب شرسة ما كان بإمكانه تخيل وجبة أفضل من هذا ولو كان بمفرده في هذا المكان الأن ما تردد بالتهام كل ما على المائدة بشراهة

لكنه رغم تفكيره هذا لم يمد يده نحو الطعام ولم يشتهيه صدقا

السبب الأول لذلك هو شوقه الشديد لأخيه تيشيس ورغبته الشديدة ولو حتى لخبر بسيط عنه أما السبب الثاني فكيف له أن يستطيع تناول شيء وعدوه امامه

الجو رغم الشمس المشرقة لكن في داخل هذه الغرفة كانت شديدة البرد كالصقيع،

"الوضع تماما كالمشي على جليد رقيق"

حدث كاليان نفسه،

فرغم أن امراء كايريس اخوة بكل تأكيد وإن لم يكونوا اشقاء، لم يجرؤ احد منهم على محادثة الآخر علما بأن أي محادثة هنا لن تنتهي بسلمية، بالتأكيد لا يمكن أن يعز سبب هذا الشرخ الكبير بينهم لكونهم غير اشقاء فحسب. فلقد كان بيرن وتيشيس أيضا إخوة غير اشقاء ومع ذلك الوقت بينهما كان دائما حيويا ومشرقا ولم يكد يخلو من الابتسام واللهو وقلّما جلسا بجانب بعضيهما بصمت! ناهيك عن مثل هذا الصمت الحاد وعلى تذكره اخيه لاح همس أخيه بلطف بذاكرته كالنعيم وذكريات يزيد شوقه

( ستصبح فارسا جديرا أعلم هذا، وسيعتمد الجميع عليك)

( بيرن، لا تحمل هما لا تستطيع التعامل معه، فلديك اخ كبير لن يتوانى عن مد يده إليك بكل حين مهما كلف الثمن)

نعم، رغم كونهم غير اشقاء لكن ملكه ملك سيكريتيا، اخوه ما كان ليتردد ولا حتى للحظة للتضحية بنفسه لأجله هكذا كان إخواتهما...

رغم أن كاليان ومع كل ذكرى عابرة له مع أخيه يزداد شوقا ويتلهف للقاءه لكن ليس باليد حيلة، فهو الأن في جسد أمير بلد آخر لا يمكنه السؤال دون حذر أو مناسبة عن أخبار أخيه...

فعند ختام أفكاره عند هذه النقطة المريرة زاد لهيب حقده وغضبه على فرانز حتى أنه لم يعي بأنه ينظر بكل الحقد المملوء بقلبه نحو فرانز وأنه لم يخفي أي من مشاعر الكره والغضب بعينيه، فتنبه حين سمع صوتا مليئا بالضحك والسخرية

- ايها الهمجي

كان صوت فرانز الرجل الذي لا تدري أيرتدي ملابسه ام هو في طور خلع ملابسه لقباحة منظره،

فرانز عندما لفت كلماته الأولى وعي كاليان أضاف مكملا كلامه

- لا أمل، دمت قد ورثت دماءا عامية همجية فما باليد حيلة

كانت سخرية مباشرة لوالدة كاليان قبل أن يكون موجهة نحو كاليان نفسه. فوالدة كاليان كانت عامية،...

كما كانت والدة تيشيس، فبتذكره لهذه الحقيقة شعر بالغضب يكاد يفجر قلبه ومع حرمانه من أهله وأرضه وأخيه، فزاد نظراته برودة حادة كالزمهرير.

دون أن يجيب لهذه النظرة الباردة المليئة بالكراهية من العيون الحمراء الدامية تغيرت تعبيرات فرانز المستأنسة إلى نظرات حادة في لحظة

لهذه الحرب الباردة الحادة كتم الخدم أنفاسهم وسرت قشعريرة عبر عمودهم الفقري رغم كل هذا كان تركيز راندال منصب على طعامه دون ان يرفع نظره حتى ولو لمرة واحدة نحو اخويه بموقف المتفرج المثالي تماما

في لحظة أزاح كاليان نظراته المليئة بالكراهية من فرانز لينظر نحو راندال باحتقار في ذلك الوقت صرخ فرانز بتهديد

- أ تجرؤ.....

عادت نظرات كاليان نحو فرانز في تلك اللحظة مجيبا لهذه الحرب الباردة التي بدأت شراراتها تقلب الجو لحرب لاهبة تحدث راندال بصوت هادئ بينما يأكل طعامه بهدوء

- توقفا كلاكما عن هذا.

لتحذير راندال الهادئ تحدث فرانز مشمئزا

- فقدت شهيتي بسبب هذه العيون الدامية المقرفة، سأذهب أولا

وحتى دون أن يكلف نفسه عناء اخذ الاذن من راندال سحب فرانز كرسيه ثم نهض وترك الغرفة بصمت

بالنسبة لكاليان الذي بالكاد كان يمسك نفسه من القفز نحو فرانز لقتاله فإجراء فرانز كان أفضل شيء حدث لكن صوت اخر قاطع أفكاره

- اهتم بجسمك، عيد ميلادك اقترب.

هذا الصوت الذي يبدو وكأنه سيكون السبب بانفجاره الأن وهو بالكاد يحافظ على صبره الذي وصل لآخر حدوده رفع كاليان بصره نحو راندال الذي لم يكلف نفسه حتى النظر نحوه وهو يصرخ بنفسه وبالكاد يمسك نفسه من الصراخ بوجه راندال

" هل جسدي هو المشكلة الأن؟، ماذا عن ذاك المعتوه النصف العاري الذي غادر للتو؟"

مع أنه في حدود نفاذ صبره لكنه يعلم يقينا فهو ليس مجنونا ليعرض نفسه للموت مباشرة بأول صباح فتح فيه عينه بعد ان كان قد اغلقهما بوضع شنيع كأن قطعت ذراعه وانهال عليه وابل من السهام.

وبالطبع لم يدرك راندال كفاح كاليان الداخلي وتصبيره نفسه بأن لا ينفجر ويردي هذين الأخوين ومع ذلك كان قد انتهى من فطوره فنهض وغادر بصمت دون حتى النظر لوجه كاليان

ما ان خلى الغرفة من الاميرين الاول والثاني وخدمهما همس يان بوجه مقتضب وصوت مليء بالغضب محادثا لفرانز الغائب

- أنت لا تفوت يوما واحدا....

لصوت يان الغاضب خلفه اتكأ كاليان على الكرسي وأخذ نفسا طويلا لتهدئة غضبه بعد ان اختفى مصدر غضبه من امامه، مع ذلك بدا هذا النفس نفسا مليئا بالبؤس لمن حوله في فكرة عن الطفل الصغير الذي تعرض للتنمر من اخيه الأكبر، ولم يخفى حزن يان عن كاليان الذي استيقظ من شروده ونهض من الكرسي.

فأسرع إليه يان يرتب ملابسه. بالنظر إليه مرة أخرى رغم كونه مزعجا جدا لكنه وخاصة أمام الآخرين مهذب وحذر جدا، ولم يفلت من كاليان أنه ورغم الإهانات اليومية التي يلقاه من فرانز والتجاهل التام من راندال، لم يعر احد كاليان هذا القدر من الاهتمام حتى من الخدم سوى يان! وانتبه كاليان لعلامة الاظفار عل كف يان دليل على أنه كان يكبت غضبه طوال الوقت بغرسه اظافره بكفه! وحتى أن عينيه يحملان غضبا اكثر مما بعيني كاليان فهمس كاليان معبرا حقا عن امتنانه

- شكرا لك.

رفع يان عينيه بدهشة إلى كاليان، فكاليان على غير العادة لم يتجمع الدموع في محجر عينيه ولا لم يكن حتى مجهما بل حتى أن كان لديه ابتسامة هادئة صغيرة على محياه

ضاع يان بهذا التعبير لكاليان حتى أنه لم يعرف كيف يرد لكلمات شكر كاليان، لكن الأخير اكمل كلامه دون الالفتات لرد فعل يان من شكره وابتسامته

- ما التالي على الجدول؟

- في غضون ساعة سيكون هناك درس تاريخ عن حرب النبلاء

- إذا، سأكون وحدي حتى ذلك الحين.

نظر إليه يان بوجه مليء بالقلق لكن كاليان تجاهل ذلك كلياً، واستغل الساعة بأن خرج من قصر تشيرميل الى المنتزه بجوار البحيرة الاصطناعية

كان مكانا هادئا لم يكن فيه احد سوى كاليان ويان الذي يتبعه على بعد مسافة مناسبة لكي لا يزعجه.

فقرب البحيرة محدقا في الماء بجانبه توقف كاليان وعيناه على تمثال وسط البحيرة، تنين أسود لامع بشكل جذاب ينشر جناحيه نحو السماء، عيناه جوهرتان حمراوتان بلون الدم القاتم فتمتم محدثا نفسه

" اعتقد انه سيسبانيا!؟"

تمثال سيسبانيا القديمة التي كانت أول ملكة لكايريس

تذكر كيف يوصف شكلها بأن كان شعرها أسودا مثل ليلة مظلمة، وعيون حمراء كالنار الملتهبة...

شعر اسود وعيون حمراء، كان الأمر ذاته مع كاليان

" عيون دامية"

فهذا كان لقبه الذي لقّبه به فرانز والذي كان يناديه به

لوهلة وقف كاليان وداهمه شعور غريب، هذا الجسد النحيل ومواجهاته مع فرانز دون ان يكون قادرا على فعل شيء نوعا ما يجعله يكاد ان يفقد عقله ويخنقه شعور بالحصار بهذا المكان

دفن كاليان هذا الشعور بتذكيره لنفسه أنه هو كان بيرن الامير الفارس الذي وقف أمام البوابة مفردا وحوله جثث رفاقه واصدقائه، حارب العدو ولم يتوقف حتى بعد أن قُطع ذراعه واخترق سهام لا حصر له جسده لم يجعله يفقد عقله

فهمس لنفسه كرثاء او موبخا نفسه او أيا كان ليبعد الشعور عن قلبه

" لا ينبغي أن افقد عقلي في هذه المرحلة"

ترك افكاره المجنونة على جنب فالسؤال هنا الأن ليس ما إذا ما كان عليه قتل فرانز او تركه، هو بحاجة معرفة كيف انتهى به المطاف هنا!...

وفي انغماسه بالتفكير تذكر ما لا يمكن نسيانه، السبب المباشر لاندلاع الحرب في ذلك الوقت بين سيكريتيا وكايريس

" محور الزمان....."

محور الزمان، ساعة رمية كبيرة ظهرت فجأة في القصر الملكي في سيكريتيا ذات يوم، وعُلم أن من خلالها يمكن الرجوع بالزمن لمرة واحدة!

في العودة بذاكرته الى ذلك الوقت، قبل اندلاع الحرب أرسل كايريس رسالة بها يطالب فرانز محور الزمن من تيشيس وبالتأكيد رفض سيكريتيا تسليمه له، فلم يكن شيئا عبثيا يتم تسليمه لملك مجنون مثل فرانز مثل هذه الاداة الخطيرة، وما ان تم رفض طلب فرانز كان جيش كايريس على ابواب سيكريتيا كما لو كان ينتظر، فناهيك عن المفاوضات وماثلاته ففرانز بجنونه تخطى حتى إعلان الحرب،

بالنظر لكيفية مآل الحرب وكيف أن سيكريتيا كانت قد بدأت فعلا بخسارة الحرب، سيكون من المنطقي ان تيشيس قد استخدم محور الزمن ليعيد الوقت...

- اعتقد انك شاهدتني وأنا اسقط...

كان تيشيس يشاهد تلك المعركة ولابد من أنه شاهد اخر فارس وأخوه بيرن على ابواب العاصمة وهو يسقط بالنهاية، بدا كاليان مقتنعا تماما لما وصل إليه من نتيجة، فمهما بدا الأمر غريبا فلم يكن تيشيس سيشاهد بيرن يسقط دون ان يفعل أي شيء.

عبس كاليان عند هذه النتيجة وتذمر

- اذا كان السبب هو محور الزمان،.... هذا يعني أن لا سبيل للعودة والخروج من هذا المكان

كان محور الزمان شيئا لا يمكن استخدامه على كل حال إلا مرة واحدة، فإذا كان الوقت ملتويا بالفعل فلن يكون هناك عودة أخرى إلى الوراء او أي تلاعب أخر بالوقت.

فتمتم كاليان بيأس

- ماذا تريد مني أن أفعل؟

في النهاية هذا لم يكن حلما، وإن كان ما توصل إليه من نتيجة أن تيشيس قد استخدم محور الزمان حقا، فما وجوده هنا إلا بسبب ذلك...

في النظر للأمر بهذه الطريقة جعل هذا وكأن حياته هذه هدية من تيشيس، شيء كتذكار من اخيه الوحيد ما قلب دفة أفكاره رأسا على عقب وزرع في نفسه لأول مرة منذ ان استيقظ فكرة للتمسك بهذه الحياة.

- بادئ ذي بدء، علينا أن نعيش أولا ثم نفكر بالآتي...

فنعم حتى لو لم يكن عندما كان بيرن يهتم بأمور السياسة فلم يفته خبرا انتشر عندما كان اميرا سيكريتيياً عن انتحار الأمير الثالث لمملكة كايريس، لم يكن شيئا لا يصل لمسمعه نظرا لأنه كان فردا في العائلة الملكية قيل في ذلك الوقت بأن كاليان فشل بتسميم الملكة سيليكا ثم قتل نفسه خوفا من العقاب

وبالطبع لم يصدق احد هذه الحكاية الرثة ولهذا انتشرت كثيرا من الشائعات والقصص تتدرج من الانتحار إلى الاغتيال، وكان ذلك لأن سيليكا شخص لديها كل الدوافع والأسباب والمواقف المثالية لتُوضع بدائرة الشبهة لمقتل كاليان

والسبب الأول والرئيسي لذلك

'فريا'

القضية كانت متصلة بوالدة كاليان، فقد اشتهرت محضية الملك الكايريسي فريا بمظهرها الجميل لكنها كانت عامية ولم تكن نبيلة، رغم نسبها إلا أن ذلك لم يكن مانعا من وقع الملك في حبها بل قيل أنه عشقها حقا، ولم يدم طويلا حتى أنجبت كاليان ثم ماتت بعد فترة وجيزة،

وقد اختلفت المقالات عن موتها وبالطبع كان في أعلى القائمة انها اغتيلت لكن الرواية الرسمية قال انها ماتت من اثار الولادة، وانتشرت قصص اخرى عن كونها كانت مصابة بمرض خطير ولم يتم الكشف عن الحقيقة ابدا

لكن كان شيئا واحدا ثابتا بكل القصص وكأنها استخدمت الاساس لكل النظريات

'فهي سقطت وصارت تتقيأ دما اسودا بعد شربها شاي الملكة'

هكذا فقدت فريا والدة كاليان حياتها أما بالنسبة لكاليان فقد كان استخفافا بالعقول القول بأنه حاول تسميم الملكة! فأي منطق هذا ان الأمير الذي لم يكن لديه أي حليف سواء داخل القصر أو خارجه ان يحاول قتل الملكة التي لها قوة يفوق قوة الملك! وعلاوة على ذلك، منذ ولادته عاش كاليان منبوذا وفي خوف دائم من الملكة سيليكا وابنها الامير الثاني فرانز! ، كاليان الذي عاش بمثل هذه البيئة كان خائفا من مجرد التنفس فما بالك بالتخطيط والمحاولة لقتل الملكة!

فحتى الحيوانات المفترسة تلعق اقدام اصحابها وتتقلب كحيوان أليف اذا كانت تتغدى على الحليب منذ الصغر!

فابتسم كاليان بمرارة وعيناه يراقبان الماء الساكن في البحيرة الاصطناعية، تمتم محدثا سيليكا بينما ينظر لانعكاس وجهه على الماء

- قتلتيه لأنك لم ترغبي برؤيته فقط!

لطالما قيل وانتشر الاقاويل بأن كاليان كان يشبه فريا شبها عجيبا باستثناء لون الشعر، فلم تستطع الملكة احتمال رؤية فريا الميتة بوجه كاليان، على اي حال تكررت القصة مرة آخرى وقتلوا كاليان مستخدمين ذات المسرحية وكالعادة تجاهلهم الملك تماما! وعند ذكر توازن القوة فلكايريس ثلاث فرق من الفرسان واحدة منها فقط بيد الملك والاثنان الاخران بيد الملكة.

تجاهل كاليان امر ميزان القوة، فليس شيئا يحتاج النظر إليه. وعاد ليحسب ويتذكر كم بقي امامه من وقت حتى ميعاد محاولة اغتياله، مما يتذكر لم يُقم لكاليان احتفال بلوغ سن الرشد فلو كان قد أُقيم كان قد علم عن ذلك حتما. فحدث نفسه خلاصة تفكيره العميق

- منذ ان عيد ميلاد كاليان الخامس عشر بعد اربعة اشهر، سياتي اي شخص لقتلي قريبا، يمكن القول ان الوقت المتبقي بين شهر وشهرين ليواجه كاليان الاغتيال شنقا باسم الانتحار

فاحتدت عينيه ذوا اللون الأحمر بحدة بنظرات مليئة بالشر يعكسها الماء فباح بنواياه بصوت مليء بالشر

- لستُ أنوي الموت بلطف بين أيديهم على كل حال...

______________________________

فرانز جون كايريس

plants june cayries

2021/08/22 · 774 مشاهدة · 2286 كلمة
نادي الروايات - 2025