_______________________
مطر وحانة
بالنسبة لكاليان وجده الحظ المثالي فإن حدث أي خطأ فقد تكون لديهم الحجة المثالية لذلك بشيء كقول بأنهم مجرد خمسة عشر رجال بائسين قطع عليهم رحلتهم المطر هذه الليلة فوجدوا حانة التجأوا إليه!، وهذا ما يبدون عليه.
لكن للمظهر الذي كان أمامه توقف كاليان للحظة وعلى وجهه تعابير الدهشة امام باب الحانة من الداخل ولا يظهر من ردائه سوى ذقنه وشفتيه، ثم تقدم كاليان في المكان الذي هو من المفترض أن يكون المكان الخاص بمجموعة الطائر الأزرق فتحدث بكلمات ملتوية وصوت هادئ
- ربما كنت غير صبور نوعا ما
قالها للمرأة التي لها شعر كلون البحر وأمواجه، تقف خلف المنضدة وهي تمسح الكؤوس الفارغة
إمرأة لا يسعك إن رأيتها إلا وأن تمدح جمالها المبهر، هي جميلة بما يكفي لألا تكون عالقة بمثل هذا البار، بطريقة ما كانت أجمل بكثير من سيليكا
لهذا السبب هذا الموقف غريب جدا
حانة تديرها امرأة جميلة كهذه وفي ليلة ممطرة كهذه
لا يوجد أحد هنا غيرهما، وهناك الكثير من الدم في كل مكان
المرأة ذات الرموش الطويلة والوجه الحسن، اخفضت كأسها ثم رفعت رأسها بهدوء تنظر لكاليان الذي استمر بالحديث مشيرا باصبعه إلى الخلف
- اوه، أولئك الذين في الخارج مجرد اتباعي لا داع للقلق منهم
- لا تقلق، لست شخصا قاسيا بما يكفي لأرفع سيفا بوجه غرباء لا صلة لهم. سيكون الأمر مزعجا
بدا الامر انها اعدت هذا الجو وكأنها كانت تنتظره، وبالفعل كانت تنتظره ولإبتسامتها نظرات كاليان صارت باردة وهو يرد على كلامها
- تبدين قاسية بما يكفي لرمي السهام نحو شاب قليل حيلة وقزم ضعيف
- كانوا مرتبطين
ابتسمت مرة آخرى وهي تجيب لكلمات كاليان الذي توجهت نظراته نحو الجثث السبعة الملقاة خلفها، شعر نوعا ما أنهم كانوا هم الذين هاجموا مجموعته، رفع كاليان نظراته نحو الحسناء التي تابعت نظرات كاليان ثم نظرات حيث كانت نظراته سابقا وهي تفسر له
- كانوا كذلك
هذه المرأة ذات الشعر الأرزق الشبيه بالبحر، هي الطائر الازرق...
_________________________...
بالنظر الى الوين الذي جاء لرؤيته في منتصف الليل، نزع رومين نظاراته بأناقة ووضعه على مكتبه وهو ينظر للملفات التي امامه بعبوس، فضحك الوين من تعابيره البارزة على وجهه من انزعاجه من مجئيه إليه بهذا الوقت المتأخر
- لدي سؤال جلالتك، ولهذا جئت لندردش قليلا وبهذا ستأخذ استراحة قصيرة انت ايضا.
- أنت...
ابتسم الوين ببشاشة بوجه رومين الذي ظهر من خلف كومة الاوراق بينما يجلس على الأريكة دون اخذ الاذن من رومين.
وقف رومين واتجه إلى الأريكة وجلس مقابلا لألوين وتجاهل عن فظاظة الوين امامه تماما وكأنه لم يرى ذلك وفقط سأل مباشرة ليدخل في لب الموضوع
- ما الذي جئت لتسأل عنه في هذه الساعة, الم يكن بإمكانك ابلاغ ما تريد لمرافقي الخاص؟ *
ليس وكأن الوين كان سعيدا بزيارته للملك في مثل هذا الوقت المتأخر لكن ليس وكأن باليد حيلة فهو اتخذ من مغناطيس المشاكل تلميذا لنفسه فعليه تحمل تبعات ذلك. فتحدث بلا مبالاة وهو يذكر ما جاء من أجله
- سافعل في المرة القادمة، تذكرت ان جلالتك كنت تبحث عن جواب لسؤالي الذي اتيت به لك مرة في الماضي لهذا اتيت اليك مباشرة، لأن هناك شخص نعرفه جيدا من الصعب رؤيته ماثلا أمامنا
في الماضي، سعى الوين خلف كاهن ما فُقد، تذكر بعض المستندات التي كانت لدى رومين تتعلق بإقامة ضريح ، وحتى أن الوين كان قد زار القصر بخصوص هذه القضية، كانت قضية غريبة ألازالت مستمرة بغرابة.
- ما اتيت لأجله يتعلق بالمعابد الخاصة بتينسل المقامة داخل حدود كايريس
عبس رومين عن هذا الموضوع المتعلق بمعابد تينسل الذي طُرح فجأة من الوين
- لا اعلم اذا ما كنت بحاجة حقيقية لتسأل عن هذا أم انك تعبث في الجوار فقط
رفع الوين حاجبا من رد رومين فقام بالسؤال التالي
- هل كان هناك أي شيء بخصوص كاهن تينسل المفقود
- لا شيء محدد ، كان مبعوثوا تينسل من يقومون بالتحقيق بالأمر
حل صمت للحظة فيه نظر الوين نحو مكتب الملك بصمت بينما تحدث رومين مرة اخرى
- هناك اربعة عشر كنيسة في كايريس الأن باستثناء الكنيسة الموجودة في القصر،
لم يكون مبعوثو تينسل يثيرون ضجة في كايريس على أي حال ولهذا لم تقم كايريس بوضع قيود شديدة عليهم...
أكمل رومين ما كان يريد قوله
- في المقام الأول لم اطلب منهم كهنة قط لكنه كان سيكون وضعا سيئا لو رفضتُ قدومهم ففي النهاية كنتُ قد اتيت بأميرة تينسل كملكة لكايريس، وحتى الكاهن المتواجد في القصر الملكي كان قد تم إرساله كنوع من العناية بآيشا أميرة تينسل.
رغم ان الجميع كان يعلم بقوة الكهنة العلاجية لكن لم شيئا كافيا لإحداث صخب كطلب الكهنة في كايريس من تينسل، فلهذا ليس وكأن كايريس تجبر كهنة تينسل على البقاء بأراضي كايريس بالقوة حتى يثيروا كل هذه المشاكل برأسه
ضحك الوين على تذمر رومين عن ما حدث مع تينسل وكيف ووضع بوضع سيء بسبب ذلك، ولوهلة بدا كطفل يشكو بأن هذا غير عادل تماما. تنهد رومين بتعب من هذا الوضع وعاد يتحدث إلى الوين
- هذا يرهقني فعلا، كلما له كلما زاد الوضع صعوبة.
- ما الذي تنوي على فعله؟
- ماذا عن اخذ كهنة تينسل جميعا وشنقهم
لم يجب الوين لرومين فالاثنان يعلمان في لحظة فعل ذلك ستبدأ الحرب مع تينسل لكن رومين اكمل كلامه كأنه يجيب على قوله السابق
- لا يمكننا بدأ الحرب فقط لأجل سبب كهذا ففي النهاية لن يستفاد من هذا الحرب إن أُعلان سوى بريسن، اردت تمرير الملف إلى راندل ليتعامل معه بحكم انه يحمل الدماء الملكية لتينسل كذلك لكنه لهذا السبب نفسه رفض استلام الملف لكون هذا سيضعه بوضع يجبره على الانحياز الكلي لكايريس.
اومأ الوين بخفة ،في النهاية لم تكن هناك جواب شامل كافي فخطر هذه القضية تكمن في انه قد يتسبب بحرب لو تم التعامل معه بشكل خاطئ، فتحدث إلى رومين موضحا سبب سؤاله عن هذه القضية لعل رومين يخبره ببعض الامور
- على أي حال جلالتك من فضلك اسمح لي ان اعرف إن كان هناك اي شيء يجب معرفته في هذه القضية فالسؤال الذي اتيتك به لم تكن مبادرة مني بل أمر من الأمير كاليان.
عقد رومين حاجبيه من ما قاله الوين فهو ايضا تلقى تقريرا عن مكان وجود كاليان! فلذلك قام بإماة بسيطة ثم سأل
- اذا كان قد وصل بالفعل لمعلومات عن المعابد والكهنة فعن ماذا يسأل بالتحديد؟ وإلى ماذا يهدف؟
في هذه اللحظة استدرك الوين ما فاته، فهو لم يسمع التفاصيل لكن طريقة تحدث كاليان إليه كان كما لو أن لم يكن هناك كهنة في الجوار، فتحدث رومين بسبب صمت الوين وكأنه يحادث نفسه
- لاتران،... قبل ان يبدأ تينسل الحرب مع الصحراء أعطى كاهنا للكونت لاتران عندما زار تينسل برفقة راندال، هناك خطأ في هذا الوضع، فلم يكن هناك اخبار عن استعادة تينسل لكاهنه بعد ذلك!
سكت رومين عند هذا غارقا في التفكير فسأله الوين
- هل هناك خطأ؟
عبس الوين ثم هز رأسه نفيا كأنه كان ينفي فكرة ما وردت في رأسه، فأجاب رومين لسؤاله
- لا، أعتقد أنك تريد أن تُرى من قبل الكاهنة الكبرى لأن جاريتها معالج
- لا ليس هذا حقا...
نظر الوين إلى وجه رومين المبتسم، لم يحب ذلك فعبس
فتحدث الوين بعبوس
- اعتقد اني حقا اخسر مصداقيتي، انت لا تصدقني!
سكت قليلا ثم تنهد بعد ذلك اجاب لقول نفسه
- حسنا، انت على حق من سيصدقني وانا اتسلل الى مكتب الملك في مثل هذه الساعة لطرح مثل هذا السؤال.
كانت نظرات رومين باردة على أعذار الوين فتحدث الأخير بصدق وقلة حيلة
- لا اعرف التفاصيل حقا، هل يمكنني العودة غدا؟ اعتقد من الأفضل اخبار الأمير بكل ما دار بيننا من حوار الأن ليأخذ حذره فيما سيفعل، على أي حال لا داع للقلق عليه فلن يتمتع الكونت لاتران أو اي شخص اخر برفاهية ايذاء امير كايريس
واضطر الوين للخروج من القصر وهذا ليكون بمقدوره الاتصال بكاليان، لم يكن باليد حيلة استطاع الوين رؤية أن رومين لم يخبره بكل شيء عن القضية حتى مع ذكره ان هذا ليس لنفسه بل للأمير.
___________________...
عندما وجد كاليان أن الطائر الأزرق وحدها من في المكان وخلفها كومة الجثث خلع ردائه ووضعه على جنب بينما هي بادرت بالحديث
- اعتقد انكَ عرفت من اكون نظرا لكونك امسكت واحدا من رجالي
- نعم، ما فعلتموه كان متهورا قليلا ولهذا قمت باستجوابه
قال كاليان ذلك وهو ينظر للجثث فاستدارت الطائر الازرق لتنظر لما ينظر اليه
يبدو أن الأمر كان من الطائر الازرق أن يتبعوا القزم، لكنهم تمادوا حين هاجموا مجموعة كاليان فانتهى الامر هكذا بسبع جثث
يستطيع كاليان تخمين ذلك... رفع عينيه نحوها ثم سأل بنبرة لا مشاعر محددة فيها
- اذا هل انا مرتبط الآن؟
سؤاله كان لمعرفة ما إذا كانت تنوي مهاجمته فأجابت بعد فترة من الصمت وكأنها كانت تبحث عن الجواب الصحيح
- كنت سأقول نعم...
مدت يدها بهدوء وبطء نحو سيفها ولاحظت سلاحا خفيا بين ملابس كاليان وان نظراته تصبح باردة وحادة مع حركتها، فابعدت يدها عن السلاح وهي تتحدث إليه لترى رد فعله لكلماتها محاولة فهم مقدار قوته
- لن يكون امرا سهلا
لكن كاليان تجاهل ما قالت دون ان يهتم وهو يسأل
- ماذا فعلتي مع الجني الذي كنتِ تطاردينه؟
- كان من الصعب مطاردة قزم كان يفر عبر الغابة، لست ادري ان كان علي مطادرته مرة أخرى ام استسلم فحسب إنه مجرد صداع، وها انا عندما عدت اجد المزيد من وجع الرأس
بينما تتحدث توجهت نظرات كاليان نحو الجثث مرة اخرى فنظرت حيث ينظر ثم تنهدت وهي تعيد نظرها نحوه تعلن له مستسلمة
- لا احب مطاردة الأمير الملكي او فرسانه، لم نتضرر على أي حال هل يمكنك فقط المغادرة؟ ثم انا سأرفع يدي عن ذاك القزم
هز كاليان رأسه بنفي وآسى مزيف بينما يسألها
- لقد عانيت طول الطريق إلى هنا لمقابلتك، وأنت ببساطة تطلبين مني المغادرة؟،.... على كل حال لدي بعض اسئلة فقط اطرحها ثم سأغادر دون قولك ذلك لي
نظرات إليه الطائر الازرق بشيء من القلق ثم اومأة وتحدثت إليه لتضع بعض الحدود
- إذا كانت اسئلتك صحيحة سأجيب عليها جوابا صحيحا
فهم كاليان من جوابها أنه لا يجب عليه طرح اسئلة مزعجة فسأل ما كان ينوي السؤال عنه
- إن لم يكن الكهنة، ما الذي بعتيه؟
- انه شيء مكلف هذه الأيام
- هل قولك يعني أنك تبيعين اشياء اخرى؟
اخذت الطائر الازرق زجاجة شراب ثم احتست منه رشفة ثم اجابت
- غالبا ما ينتابني الحزن قليلا بسبب وظيفتي
وظيفتها التي هي لعب الحيل بين الدول...
في تلك اللحظة شعر كاليان بطاقة سحرية على اصابعه، كانت ضعيفة قليلا بسبب الطائر الازرق التي قد وضعت بعض السحر في المكان مع ذلك جاء صوت الوين على الفور
- امير، الكونت لاتران لديه كاهن
-، همممم ، تقول انه لديه كاهن بالفعل؟
عندما سأله كاليان المرة الماضية عن الكاهن الأعلى كان قد اجاب ' يكون أو لا يكون' ثم أكمل كاليان محدثا الوين
- على أي حال...، بالمناسبة يا معلمي، هل يتعامل السلطات العليا كثيرا مع الكهنة؟
قاطعت الطائر الازرق محادثة كاليان والوين مشاركة في الحوار
- هم لا يفعلون ذلك مباشرة
رفع كاليان رأسه نحوها وسألها هذه المرة
- هل المبعوث في لاتران الآن؟ لم أفهم سبب للبيع في هذا الريف، وأظن ان كايريس تسهل الامور للعثور على الكهنة المفقودين
- لم يدفع احد اكثر من ذلك المشتري، وكان لدي الطائرة الورقية
- الطائرة الورقية؟ شخص من سيكريتيا!
- اعتقدت أنك شخص لا صلة له بسيكريتيا، ثم كان مجرد بيع وشراء بعض الاشياء
شخص ما باع معلومات كايريس للطائر الازرق وهو في المقابل بدلا من المعلومات يشتري عناصر اخرى
عبس كاليان للحظة وسرعان ما سأل بينما لاح له فكرة برأسه
- المشتري ذاك، هل كان الكونت هيل لاتران؟
- لا اعتقد أن هذا سؤال مناسب
رغم رفضها الاجابة كان الجواب واضح ولا يحتاج لتأكيد حتى
هيل لاتران يشتري كهنة لا قيمة لهم بثمن باهظ ولديه تواصل مع الطائرة الورقية، الوضع بأكمله غريب
وشبكة العلاقة هذه غير عادية
فاشتدت نظرات كاليان وهو يفكر بهذه اللعبة...
_________________________
كاليان راين كايريس