______________________________

ينظر كاليان لوجه هيل العبوس فتحدث متلاعبا مدعيا البراءة

- الكونت لا يبدو بخير

هيل الذي كان على محياه تعابير القلق من أن يُكشف بيعه للمعلومات للطائر الأزرق اسرع لإخفاء هذه التعابير بابتسامة بشوشة مزيفة يجيب لكاليان

- كلا سموك، انا فقط غاضب جدا من الرجل الذي هاجم الامير، لذلك احب ان يكون لي عون في قيادة التحقيق فبعد كل شيء الهجوم كان على اراضيي سموك اليس لدي الحق بذلك؟

نظر هيل لوجه كاليان الذي كان يبدو على وجهه تعابير الاقتناع بسخرية بينما يحدث نفسه

" مجرد طفل متكبر"

ظنا منه أنه لن يكتشف كاليان ما يخفيه، وبعد لحظات قليلة من الصمت اومأ كاليان برأسه موافقا يعطي اشارات مخالفة لما يفكر فيه

- افهم

بعد اجابة قصيرة استمر كاليان في تناول وجبته دون كلمة اخرى وبدوره هيل كذلك التزم الصمت، وبعد فترة قصيرة دخل يوران غرفة الطعام اقترب من يان وهمس له بشيء ثم توقف باحترام بجانب الجدار اما يان فاقترب من الأمير ثم انحنى وهمس بإذن كاليان ما جاء به يوران فرفع كاليان حاجبا وعيناه تتجهان بنظراتهما نحو هيل بينما يسمع ما يقول يان له.

تركز نظرات هيل على كاليان يراقب تصرفاته منذ دخول يوران يترقب الاخبار ويحاول تخمين ما جاء به يوران فقطع تركيزه على الوضع صوت كاليان البارد

-هممممممم يقول المسمى نورتون ان لديه ما يقوله لي بنفسه

وبعد ما قال ازاح كاليان المنديل ووضعه على الطاولة ونهض فأسرع هيل بدوره بالنهوض رغم أنه لم يأكل شيئا، فجفل على صوت كاليان الذي توقف وحادثه

- سأذهب، هل ستأتي معي؟

اخفى هيل رغبته الشديدة بمرافقته وسأل بقلق

- هل سيذهب الأمير بنفسه الى السجن؟.

نظر للحظات صامتة كاليان بهيل ثم اجاب بنبرة هادئة خالية من أي مشاعر محددة

- هذا صحيح

- لكن ألا يوجد هناك يوجد السجناء؟

- بطبع يوجد، فالسجن كيف يكون سجنا دون سجناء

- ليس هذا ما اعنيه سموك...

كاد هيل ان يفصح ما بخاطره بمنع كاليان من الذهاب للسجن واعطاءه الاذن ليذهب هو وحده لكنه استدرك أنه بفعل هذا سيجلب الشبهات لنفسه فليتم ما كان قد تفوه بنصفه لكي لا يكون مريبا أكمل هيل

- سموك لما لا تأمر باحضار السجين إليك وتلتقي به؟

- هذا أنت ايها الكونت، فأما انا فأحب أن افعل كل شيء بمكانه الخاص

- لا، امير....

اراد قول شيء لكنه توقف عن قول المزيد خشية أن يتراجع كاليان عن منحه رفقته إلى لقاء نورتون

هيل لم يزر سجنا منذ كان صغيرا لكن لازال يستطيع بوضوح تذكر اجساد السجناء الملطخة بالدماء اثر التعذيب، المكان القذر الذي ارضيته فرشت بالقش وفتات، والان بعد سير وقت وصلا حيث السجن وما ان فُتح الباب كان وكأنه عالم آخر، مظلم، قذر، ذو رائحة كريهة يثير الغثيان فوضع هيل يده على فمه وأنه بينما يسير خلف كاليان شاكر بأنه لم يأكل الافطار والا كان سيستفرغه هنا، في ممر مظلم سارا حتى وصل لزنزانة يقبع داخله المدعو نورتون يجلس بذات الطرسقة وينظر بذات النظرات نحو كاليان الذي وقف بعيدا قليلا ثم نظر نحو مالكولم بنظرات اخرى بينما يسأل

- ماذا يفعل الكاهن هنا؟

عض هيل شفتيه بقوة، فقط لو كان الذي بجانبه شخص غير فرد ملكي ما كان ليأبه للتقجم وحز رقبة نورتون لكنه يعلم أن فعله هذا سيؤكد عليه التهمة اكثر مما لو وشى به نورتون، وحتى أن سبب ابقاء كاليان لنورتونحي حتى هذه اللحظة هو لأخذ المعلومات

نظر هيل نحو كاليان الذي كان بتعابيره اللامبالية دون ادنى مشاعر وهذا ازعجه اكثر لكن أنّى له الغضب أمام أمير ولهذا احتفظ بغيظه في قلبه يكاد أن يغلي احشاؤه منها

نظر نورتون نحو كاليان إذ لم يجب مالكولم على سؤاله ولا يستطيع الجواب في الاساس لأنه لم يأذن له الأمير بالكلام.

فتحدث نورتون الى كاليان

- اريد ان اقول ما لدي مباشرة لسموك

اومأ كاليان برأسه ثم تحدث بنبرة ثقيلة

- تحدث

نظر نورتون الى هيل ومالكولم للحظة ثم بعد ذلك نظر إلى فرسان كاليان وإلى الجدران والنوافذ التب عليه قضبان بنظرات خاطفة قبل أن يعود نظره لكاليان ثم تحدث

- الشخص المدعو بالطائر الأزرق انه جندي سيكريتاوي مكرم

عبس هيل وهو يلعن بداخله بينما القى نورتون نظرة خاطفة على هيل ثم عاد ينظر الى كاليان فتحدث هذه المرة بصوت منخفض كأنه يخبر سرا

- وإلى جانبه شخص اخر يدعى الطائرة الورقية وهو تابع لسيكريتيا كذلك، وانا كنت تحت امرة الطائرة الورقية ومهمتي كانت اجراء صفقة كالتالي شراء معلومات عن كايريس مقابل بيع بعض الاشياء لم اعرف ما مكنونها، ومكان اللقاء هو اراضي الكونت لاتران

ادار نورتون فمه في ابتسامة وهو يسترق النظر إلى هيل الذي كان يتعرق خلف كاليان ومضطرب بشدة وعلى صوت كاليان نظر نوترون نحوه

- لكن أليس هذا غريبا بعض الشيء، حتى لو كنت مجرد تابع لتلك الطائرة الورقية، من ما قلت نستنتج أنه يثق بك لتجري هذه الصفقة، اليس من الغريب أن لا تعرف نصف محتويات الصفقة؟ تعرف ما اشتريتم لكنك تنكر ما بعتم!

هذا كان كل شيء

ما فعله نورتون كان ما امره به كاليان فعله الليلة الماضية

`فقط اعترف بنصف الاشياء `

`تريدني ان اكذب؟ `

'انها ليست كذبة، فقط لنتلاعب بالكلام والمعلومات قليلا بكشف النصف امامه وهو سيسزودنا اكثر بكثير مما لدينا

- رغم اني قد اكون اخذت منك ذراعك لكني لست شخصا ينحث بوعده افعل ما امرتك به وستنال ما وعدتك به.

- المباع لم اكن قد استلمت عنها أي شيء بعد عندما تم القبض علي لهذا لا ادري ماهيته

استدار كاليان فجأة نحو هيل بوجه فضولي متحمس لرد فعل هيل يسأله

- ما قولك إذا كونت لاتران؟

نظر لاتران الى كاليان بوجه شاحب لم يفهم مغزى سؤال كاليان الذي وضح له بينما يتلاعب بأعصابه

- ماذا الم تسمع ما قلته لك على الافطار؟

- اعذرني سموك لست افهم ما تشير اليه

- يا الهي، اتحدث عن المتهم سيتم ارساله الى العاصمة، هل لديك أي اسئلة تثير فيك الريبة وتريد ان تسأله عنه، لن يكون بإمكانك ذلك كما تعلم بعد أن ياتي فرسان الملك

- فهمت، كلا سموك ليس لدي اي اسئلة

لقد ادرك هيل في هذه اللحظة، كاليان لم يكن مجرد راقص مبتدئ في المسرح، ليس مجرد مغرور متباه بلقب الأمير، إنه شيطان مرعب يلتهم ضحيته حتى قبل أن يدرك الضحية أنه وقع بين كفي الوحش

فنظر هيل حوله جون وعي للرائحة الخانقة للسجن، والظلام القاتم، هذا المكان القذر جعلت قشعريرة يسري بجسده متخيلا نفسه خلف احدى هذه القضبان، فانتابه قلق شديد من ما هو فيه في هذه اللحظة، حتى لو لم يؤخذ بشهادة نورتون أن المعتاقد لقد تم الكشف عن اسماء الذين كان يتعةمل معهم ولن يكون مستحيلا الوصول بعد ذلك لأدلة ملموسة ضده هذا خارج عن سيطرته ليس فيه اخفاء اثاره من مقرات شبكة سيكريتيا

لمس هيل بأنامله نحره فزعا

" سيُقطع رقبتي..."

عقوبة الخيانة لن تنتهي بأقل من الاعدام فأخذ الاذن من الامير بالانصراف لانعدام راحته وقبل الأمير ذلك فأسرع يخؤج من السجن ال غرفته بينما يصرخ لنفسه

" علي الاسراع والاتصال بالماركيز بريسن، علي طلب المساعدة منه حالا"

فتمتم كاليان وهو ينظر لأثرهما هيل ومالكولم بوجه لطيف ماكر

- اسرع أيها الكونت، تحرك بأكبر قدر من السرعة وضم لك الآخرين اسحبهم معك لقعر الجحيم،.... اسعر واحضر لي مزيدا من الأدلة هيل لاتران

_______________________....

بعد زيارة السجن عاد كاليان لغرفته فتفاجأ بوجود هينا وشيا في غرفته، شيا تقف بمكانها كانت تنظر في زخرفة الغرفة وتحولت نظراتها الى كاليان عند دخوله فقامت بتحيته بينما كانت هينا منشغلة مع الطائر ولم تنتبه لدخوله

فاعتذرت شيا فورا عن اقتحامهما غرفة الأمير

- جاءت هينا بغية التنظيف فرافقتها لكنها اعجبت بالطائر فغفلت ارجوا ان تعذرنا

- لم اسأل ولم أحاسب لهذا لا داع للتبرير ولا الاعتذار.

كان بحاجة الى التحدث لارسين لكنه ليس هنا الان فجلس على الأريكة بينما يتابع بنظراته من حوله كالعادة غارقا بأفكاره.

قالت الطائر الازرق انها ستتوقف عن مطاردة شيا لكن ليس كاليان من يخفظ حذره لمثل هذه الوعود الشفوية، لهذا لم يستظع ارسال شيا إلى الغابة وحدها فبقيت في القصر

" اتسأل ان كان بإمكاني التعود على طريقة حديثها إلى حين موعد مغادرتنا لأراضي لاتران"

لم يسقط كاليان عينيه عن شيا وهو يدير برأسه فكرة طريق الغابة وهو يتذكر قولها

`نعم، طريق الغابة انه اسرع بكثير من سلك الطرق البشرية '

فعبس كاليان وشحب وجهه بينام يفكر في الرحلة الطويلة التي امامه حتى يصل لدوقية سيغفريد عندما تذكر بقية كلامها عن طريق الغابة

' أشجار الأم لا تفتح الغابة للبشر ولهذا لا يستطيع البشر إستخدام طريق الغابة

- انها قاتلة...

2021/08/29 · 658 مشاهدة · 1319 كلمة
نادي الروايات - 2025