________________________
تنهد كاليان بينما يخرج طريق الغابة من افكاره وليس أمامه سوى ااطريق الملكي حتى يصل الى سيغفريد وعليه في تلك اللحظة نظرت شيا إلى هينا التي كانت مرتبكة من حضور كاليان الصامت الذي لم يكن ينظر نحوهما واستطاعت فهم ما تريد لهذا التفتت الى كاليان وتحدثت اليه
- اسف، نريد المغادرة هل تأذن لذلك؟
وما ان همهم كاليان موافقا حتى اسرعت شيا وخرجت من الغرفة اولا ثم بدأت هينا بحزم ادوات التنظيف على عجل حتى لا تزعج كاليان بالتنظيف اثناء وجوده في غرفته لكنها لم تكن قادرة على منع نفسها من استراق النظر نحو الطائر فضحك كاليان على حركتها وتصرفاتها الطفولية ازاح عن نفسه الكأبة التي كان يشعر بها منذ دخوله لهذه القلعة، بدت لطيفة جدا.. فتحدث إليها عن الطائر
- هذا الطائر سيغادر الليلة
فأومأت برأسها وعلى وجهها ظهرت خيبة أملها فأكمل كاليان ما يقوله لها
- ليست لي لهذا لا استطيع الاحتفاظ به، لكن أعدك بأنه فور رجوعنا للقصر سأشتري لك واحدة
اتسعت عينا هينا بسعادة فأومأت برأسها بلطافة وراحت تفكر أين ستضع القفص حينه، فقد تزعج ميرلين لو وضعتها في غرفتهما المشتركة...
ازاح كاليان عينه عنها ثم نظر نحو النافذة، تمطر بغزارة موحشة لدرجة أنه لم يتبين حتى ما الوقت الان نظرا للسماء الرمادية فعاد يتحدث إلى هينا بهدوء بينما لا تزال نظراته تراقب قطرات المطر الملتصقة على النافذة
- بعد أن اخرج للعشاء افتحي باب القفص والنافذة كذلك
فأومأت هينا برأسها مستجيبة لأمره
_________________________...
لأول مرة يرحب رومين بزيارته او هذا ما اعتقده الوين من طريقة استقبال رومين له دون تجهم لأول مرة كأنه كان ينتظره، ربما يكون كذلك بل يجب ان يكون كذلك وخاصة ان ابنه مغناطيس المشاكل يتعامل مع شيء كبير في الوقت الحالي فمن الطبيعي أن يترقب أي خبر أو حدث وبالنسبة لأخبار كاليان لا احد افضل من الوين بايصاله له لكونه مع اتصال مباشر معه لهذا السبب فضل الوين الدخول مباشرة في الموضوع دون أي مقدمات لا داعي لها
- لاتران يسير نحو الفخ بنجاح ليس إلا مسألة وقت حتى يقع اسماء المذنبين بين ايدينا من الذين يبيعون معلومات كايريس الى الدول الاخرى، اضافة إلى المتورطين مع الجماعة التي هاجمت الأمير
رومين استمع بهدوء وهو كان قد بدأ التحضير بدوره فقد قام مسبقا حتى قبل وصوله الوين باستدعاء قائد الفرسان كيرا ولأن الوين كان قد شاهد قائد الفرسان في القصر ينتظر قام بسؤال رومين
- هل سترسل الفرسان ايضا الى لاتران؟
- اخطط لفعل ذلك، هل من مشكلة؟.
- ليس هذا لكنني انصح بأن لا ترسل فرقة حرس الملك هذا لن يكون جيدا للأمير كما تعلم، فكيرا من المفترض لهم ان يكونوا الى جانبك جلالتك، اقترح استدعاء فرسان اخرين
عقد رومين حاجبيه لاقتراح الوين، هل يطلب منه ان يرسل فرسان سيليكا لحماية كاليان ومساعدته ؟
اصافة لذلك، مهاجمة فرد ملكي يُعتبر جريمة كبيرة لهذا لن يكون من الغريب ارسال فرقة حرس الملك فرسان كيرا! فسأل رومين بغير فهم
- هل تريد مني ان ارسل للصبي سيف سيليكا بينما هو في الاساس في وكر الخونة؟
لم يكن معقولا قط ان يساعد فرسان بريسن كاليان هناك، مع ذلك ابتسم الوين بلطف لسؤال رومين وهو يجيب
- لا تزال النظرات نحو سيليكا إن حدث شيء لكاليان بينما فرسان بريسن هناك هذا سيسقطها مباشرة من منصبها لهذا ستحاول ان تحمي كاليان في مثل هذا الموقف، حتى لو تركنا هذا على جنب فنحن نتعامل الان مع خونة يبيعون المعلومات لدول اخرى فأي تصرف ضد الأمير الذي يقود هذه المهمة الأن سيكون كمن يحاول اخفاء تورطه فسيقع ضمن دائرة الشبهة فبريسن بالتأكيد ستحاول تجنب ذلك لهذاا سيكون كل شيء على ما يرام
لم يكن لدى رومين أي سبب ليرفض الأن اقتراح الوين، فإرسال حرس الملك وإن كان بظاهره شيئا طبيعيا لكن هذا سيضع كاليان بموقف محرج امام اخويه والنبلاء ويتحول النظرات نحوه بشكل قد يعرض حياته للخطر لهذا رضخ لاقتراح الوين
- إذا سأرسل فرسان كارين التي يقودها بريسن
- قرار صائب، وهل يمكنك من فضلك إرسال بعض الاشخاص الى قصر الكونت لاتران الذي في العاصمة
رغم أن هذا غير وارد باحتمال كبير ان يتواجد الأدلة في العاصمة مع ذلك لا ضرر من النظر هنا ايضا.
اومأ رومين بالايجاب فهو ايضا كان يفكر بالفعل في تفتيش بعض الأماكن من ضمنها قصر لاتران الذي في العاصمة فتحدث بكلمة واحدة
- نعم سأفعل
- شكرا لك
نظر الوين الى شاي الليمون على الطاولة، حتى في الصيف او أي فصل يقال أن رومين يستمتع بشرب الشاي ولهذا متى ما ستأتي إليه ستجد امامه الشاي هذه احدى العاجات المشهورة لملك كايريس،...
نظر الوين إلى رومين ثم تحدث وهو يتذكر ما طلبه منه كاليان
- لدي خدمة اطلبها منك جلالتك
نظر رومين اليه دون ان يجيب ينتظر منه ان يقول مطلبه، فابتسم الوين ابتسامة لطيفة مؤذية وهو يطلب طلبه
- اريد الذهاب لمكان ما، ارجو من جلالتك ان تغض الطرف عني فقط تكون خطواتي صاخبة قليلا....
________________...
بعد مغادرة هينا كان على كاليان البدء في الجد، لا وقت لديه للراحة والاسترخاء في مثل هذه اللحظات، لهذا أسرع باستدعاء كيري وبعض من فرسانه وفي الخفاء امرهم للذهاب الى قرية هانسون، فهو كان قلقا من ان قد يقبص هيل على زوجة نورتون ليهدده بها، وبالتأكيد لم ينسى احتمالية اذية هيل لنورتون نفسه لهذا تأكد من تنبيه حراس السجن الذين هم من فرسانه أن يكونوا حذرين ويقظين وأن لا يتخلوا عن حراسة نورتون مهما حدث. هو لم يبالي بهذه اللحظات من خفض حراسته الى لا شيء دام أن الملف وصل للملك فلا خطر على حياته نسبيا، وهو بذاته ليس ضعيفا. ما عليه الان فعله هو تشديد الحماية على الشهود والحصول على الأدلة قبل أن يتم اتلافهم.
وفور تلقيه الاتصال من الوين الذي خرج من مقابلة الملك استجاب فتحدث الى الوين في تردد بينما ينقر باصبعه على مسند اريكته
- معلم، لا اعتقد انه يجب عليك الذهاب الى نقابة بريسن التجارية
سأله الوين مستجوبا
- هل تم تأكيد شيء اخر؟
لم يجب كاليان بينما غرق بأفكاره
هو كان يبحث في الأساس ليعلم إن كان علاقة هيل مع بريسن نقابة بريسن أو مع عائلة بريسن، في هذه اللحظات شعر أن الموقف معقد قليلا، ثم بالتأكيد الوين الذي هو معلم كاليان الذي هو عدو سيليكا بريسن، فبريسن لن تستقبل الوين بفرح ولهذا هذه الخطوة ستكون صاخبة قليلا هذه لم تكن المشكلة، كاليان بحاجة تأكيد علاقة هيل مع بريسن فسيكون هناك فرق كبير لو كان تعامل هيل مقصور على النقابة أو أن عائلة الماركيز بأكمله متورط معه.
توقف كاليان عن النقر باصبعه وهو يتذكر ما حدث بعد مغادرته السجن قبل قليل، كان مالكولم كبير خدم لاترن وخادم هيل الشخصي يلاحقه في عودته لغرفته وعلى وجهه علامات الارتباك والقلق، على الرغم من أن مالكولم هو تابع لمبعد تينسل الا انه كان لديه الكثير من السلطات في قلعة لاتران وهذا بالتأكيد شيء غريب غير منطقي للوهلة الأولى،
حتى ذلك الحين كاليان وضع كل الاحتمالات من كون أن مالكولم شريك جريمة الى كونه مجرد ضحية يتم تهديده او أن ربما هيل يحتفظ بنقطة ضعف مالكولم
ولهذا كان يفكر ان كان بمقدوره استغلال مالكولم للحصول على شيء كدفتر حسابات او أي عهود او ما شابه للتأكيد على الصفقة التي كان يجب أن يتم في البارحة، وبالفعل قبل ان يدخل كاليا غرفته ركع مالكولم خلفه وهو ينادي بصوت منخفض برجاء يكاد كاليان فقط من يسمعه
- أيها الأمير ارجوك انقذني
في النهاية كان الأمر أن فعلا مالكولم تحت سيطرة هيل وذلك لأنه كان يدين لهيل بمبلغ كبير، لكن هذا لم يكن سببا كافيا ليتحول مالكولم لكلب هيل.
نظر اليه كاليان وكان مالكولم جالس على الأرض منحني عند قدميه، فتحدث كاليان اليه معطيا اياه العلم دون طرح رغباته باستغلاله له ليفهم الوضع تماما
- لا داع للقلق بشأن الدين، لأن كايريس يعيد الكهنة المفقودين الى تينسل فور عثورهم عليهم وملككم سيتكفل بمثل هذه الأمور
فراح مالكولم بغير تهذيب وهو يرفع رأسه بهلع
- اعلم، لكن هذه ليست مشكلتي، إذا تم اثبات خيانة الكونت فعلا سيُكشف بأني كنت متورط معه في شبكة سيكريتيا في بيوعهم، لهذا انا اعلم بأني سوف اعدم بمجرد وصولي إلى تينسل
بهذا تبين أن الضغط الذي على هيل أثار خوف مالكولم اكثر وهذا لأن هيل خلفه عوائل نبيلة أما هو فيسكون مجرد لقمة سائغة في ظل هذه الأحداث... لكن بهذا تعقد الوضع أكثر مع كلمات مالكولم لهذا سأل كاليان بينما يعقد حاجبيه مستغربا من الوضع
- اعلم أنك اشتريت شيئا ما من شبكة سيكريتيا، فهل تقصد أن ما اشتريته لم تكن لأجل تينسل؟ ألم ترسل أي شيء الى تينسل؟
ما يعلمه كاليان أن هيل بتعامله مع الطائر الازرق تواصل مع راندال الذي بدوره اخذه الى تينسل ومن هناك رافقه مالكولم! لكن على ما يقوله مالكولم الأن فإن تينسل وراندال بريئان من هذه اللعبة واجاب مالكولم بالايجاب وهو يعود ويحني رأسه مرة اخرى
- انا لم ارسل أي شيء إلى تينسل
هل بإمكانه الثقة بما يقوله هذا الكاهن؟ اليس يكذب لمجرد حماية بلده وأميره من التورط في هذه القصية بالتضحية بنفسه؟ بدت لكاليان شيء مثير للاهتمام حقا ويستحق النظر فيه، ما الذي يريده مالكولم الأن؟ لهذا تحدث إليه كاليان بأمر
- تحدث حتى تقنعني بما لديك، إن لم تقنعني سأتجاهل طلبك واعتبره دليل ضدك سأدلي به إلى جلالة الملك كشهادة تثبت تورط الأمير راندال ومملكة تينسل بهذه القضية
- اولا الكونت ليس لديه وصول مباشر مع عائلة تيسنل الملكية وليس لديه حتى علاقة وثيقة مع الأمير راندال كل شيء كان خدعة منه للتلاعب بالأميرين فرانز وراندال لكنه بالتأكيد بزيارته لتينسل فقد ثقة الامير فرانز، لكنه بطريقة ما وجد سبيلا لاستعادة هذه الثقة، وبهذا خسر الامير راندال.
الأمر كالأتي إذا...، على ما يبدو أن هيل كان يبحث عن طريقة بها يمسك بالأمير راندال الى جانبه اضافة الى الامير فرانز لكن مع زيارته إلى تينسل اضطربت علاقته مع فرانز الذي يملك اقوى قوة بين الامراء حاليا في كايريس إذ أن اغلب النبلاء حلفاء له اضافة لوالدته التي هي الملكة وثم قوتي الفرسان وفقط مشكلته الوحيدة هي بكونه الأمير الثاني. لهذا خشي لاتران على مستقبله فراندال رغم انه الأمير الأول لكنه ليس ولي العهد. لهذا قرر لاتران استعادة فرانز وبفعله هذا لم يستطع الوصول الى راندال الذي رغم هدوئه الا أنه بالتأكيد متطلع على الوضع ومن هنا لم يستطع هيل لا مقابلة راندال ولا العائلة الملكية في تينسل
ففي النهاية اللعب مع اثنين من الأمراء الاشداء ذوا القوة المتساوية ليس شيئا سهلا يمكن لأحمق كـ هيل فعله
رفع مالكولم رأسه قليلا لأخذ لمحة عن تعابير كاليان فخاب أمله حين وجد البرودة على وجه كاليان الذي لم يكن متفاجئا، فتهديد كاليان له خطير إذ فشل باقناعه ناهيك عن نفسه فهو سيجر تينسل وراندال كذلك لهذا الوحل، لهذا شد على قبضته ثم قرر الانتقال للقصة الثانية لعل يقنع هذا الأمير المخيف الذي كان على خلاف ما يوحي اليه عمره
" إنه خطير وذكي، ثم في المقام الأول أنه حذر "
- لقد تم رشول الطائر الازرق من قبل الكونت كنت املك بعض المعلومات عن كايريس ونسخ من وثائق خاصة بكايريس وقمت ببيع ما لدي إلى الكونت، وبعد ان اشتراها الكونت مني قام ببيعها بدوره الى شبكة سيكريتيا، كنت انوي شراءها مرة اخرى من سيكريتيا بهوية مزيفة لكني كنت متأخرا فقد تم بيعها لشخص آخر، لهذا بدوري لم اقم بتسليم اي وثائق الى تينسل.
- لمن؟ هل تتبعت ذلك؟
- نعم أيها الأمير، تم بيعه إلى لينون بريسن الشقيق الأكبر للملكة سيليكا، اللورد الذي يقود نقابة بريسن التجارية، وايضا من خلال مراقبتي له علمت أنه تخلى عن الأمير فرانز بتسلميه لتلك المعلومات إلى الأمير راندال
ابتسم كاليان بسخرية وهو يحدث نفسه
" همممم، يبدو أن الماركيز فشل بتربية ابنه..."
لينون بريسن الذي ادار ظهره للماركيز بريسن وشقيقته الملكة سيليكا لأجل المال ثم في النهاية اخيرا قرر أن يخون فرانز الذي يكون ابن اخته من لحمه ودمه لصالح راندال!
استيقظ كاليان من الذكرة وهو يبتسم فتحدث بغموض إلى الوين الذي ينتظر جوابه
- يبدو أني وجدت الطريق إلى الاعصار الثاني، ماذا يجب أن افعل؟
لم يتمكن الساحر الحكيم الوين مانسيل من فهم طلاسم تلميذه العابث، لكن ما يستطيع تأكيده أن تلميذه هذا وجد طريقا لمشاكل اخرى يمتع به نفسه فضعط على صدغه من صداع داهمه منبئا عن المشاكل التي ستأتي مع السير لهذه العاصفة التي تحدث عنها كاليان.
فأوقف الوين عربته يفكر هل يعود إلى الملك ليخبره بأنه ابنه الأصغر اوقعه بفخ؟ مبديا رغبته بالقبض على ارنب لكنه بالتأكيد ما يخطط له هو القبض على بعض الثعالب
لو اخبر رومين بذاك او لا.
عليه العودة الان للملك ليناقش اخر الاخبار قبل القيام بأي حركة اخرى.
_________________________.....
بعد عشاء طويل مسلي لكاليان وثقيل لهيل عاد كاليان لغرفته مستمتعا، رغم اضافة لينون إلى القائمة لكن الان يأتي اصطياد هيل أولا ولهذا
"لندع لينون جانبا الأن ونمضي بما بين ايدينا"
تذكر كاليان الطائر كان قد طلب من هينا أن تفتح القفص عند ذهابة إلى وجبة العشاء إن كانت قد فعلت ذلك في وققتها، بحلول هذا الوقت يجب أن يكون الطائر الجميل قد وصل لصاحبه الأن، لهذا يجب أن يكون الأن لديه بعض الضيوف المتلهفين للقاءه، ولهذا وقف كاليان أمام الباب الخالي من أي حراس امامها لكونه ارسل كل فرسانه فيي مهام مختلفة. دون أن يفتحها وحادث يان بنبرة لطيفة مستمتعة
- احضر لي الشاي عزيزي
- نعم أيها الأمير، سأتي به على الفور.
انحنى يان باحترام ثم غادر دون ان يشعر بأي شك، لم يتوقع جنونا من كاليان الى حد استدعاء بعض الضيوف المريبين لغرفته بعد كل شيء، وما ان ابتعد يان قليلا فتح كاليان الباب ببطء ثم دخل ودون ان يدير ظهره اغلق الباب بنفس الهدوء
كما توقع تماما...
قفص فارغ، ثم نافذة مفتوحة، وبدلا من طائر أبيض جميل في الغرفة، تجلس الطائر الأزرق الحسناء على احدى الكراسي المقابلة لأريكة الأمير وفي وجهها تعابير جادة، وقد سُحر كاليان بأناقتها في التسلل إذ كيف تجاوزت كل فرسانه وفرسان لاتران ثم وصلت إلى قلب غرفة أمير ملكي دون أن يلاحظها أي أحد.
ابتسم لها كاليان ثم سأل
- ارى انك هنا اتيتِ اسرع مما توقعت.
الطائر الأزرق لم تكن براحتها التي كانت قبل في الحانة بل كانت متصلبة وزاد تصلبها أكثر بدخول كاليان وحده دون احد إلى جانبه رغم علمه بقدومها!
نهضت الطائر الأزرق من مقعدها وهي تجيب بابتسامة مزيفة
- لقد تأثرت برسالتك. لهذا لم يسعني التأخر
' اذا كنت لا تريد كشف حقيقة انك ساعدت في تصعيد الصراع السياسي في كايريس، تعال لمحل اقامتي'
هذا ما كان قد ورد في رسالة كاليان
رد كاليان بينما لازال مبتسما
- هذا ما اعتقدته كذلك
فلا يسعها إلا ان تحضر مسرعة إلى كاليان وذلك لأنها خالفت القواعد وتدخلت في كايريس على خلاف ماهم مأمورون به فانتهكت القوانين وهذا بحد ذاتها يضع شبكتهم في خطر الكشف وإذا وصل فعلتها هذا إلى المصلح الأبيض سيُرسل الخبر فورا إلى سيكريتيا وهذا ما سيجعلها ملاحقة لبقية حياتها وإن قُبض عليها سيتم قتلها فورا، فكيف لها ان تتجاهل رسالة بمثل هذا المحتوى الخطر
عبست لموقفها الشديد ثم سألت
- ماذا تريد؟
- دليل على تعاملات هيل لاتران هنا وهناك، اعني اثبات أنه باع معلومات كايريس.
- لماذا تريدها مني انا؟
وفقا لمالكولم لم يترك هيل أي دليل على الصفقة، فهو كان حذرا منذ البداية من خطر كشفه، بالطبع أن كاليان لم يصدق كل ما قاله مالكولم ولذلك كان عليه البحث فمجرد أن قيل أنه لا ادلة لا يعني له ان يقعد دون ان يفعل شيء بعد ان افتعل كل هذه الفوضى حتى أنه اوصل الخبر للملك، ومع ذلك ليس عليه الكفاح الصعب دائما ما توجد طرق اخرى لفعل الشيء. إن لم يستطع الوصول إلى الادلة عن طريق هيل فعليه فقط ان يفعل ذلك من خلال الطرف الأخر للصفقه وعليه تواصل فورا مع الطائر الأزرق مرة اخرى
ضحك كاليان على سؤال الطائر الازرق، بكل الاحوال هو لا يجب عليه ان يشارك الطائر الازرق بكل اسبابه، ولهذا تجاهل سؤال الطائر الازرق وهو يشير الى ختم القسم الموضوع على الطاولة مثله مثل الذي استخدمه عندما عقد صفقة مع سيليكا
- اولا ذلك، الصفقة بسيطة سلمي لي الادلة فثم سأحفظ سرك، تعلمين ان الملف بيدي فأستطيع تقديم أي معلومة اريدها وأي اخرى اريد اخفائها عن الملك والمحكمة.
كانت تنظر لورقة التعهد بينما تضرب على الأرض بقدمها تفكر بين ما يديها من خيارات وأيها افضل، بهذا التعهد لن تقلق على سرها لكن هل هي مضطرة؟ كاليان وحده امامها لا فرسان برفقته ولا سحرة إذا...
هل عليها تسليمه الأدلة ثم المغادرة بصمت؟
أم قتله لإسكاته؟ ثم لن يعلم أحد بالحقيقة والمتهم سيكون هيل ويُغلق الملف.
توقفت عن النقر على الأرض للحظة ثم رمقته بنظرات ملئية بنية القتل، فسأل كاليان عن نظراتها بخيبة أمل منها
- هل هذا هو جوابك؟
- اليس افضل من انشاء علاقة مزعجة تكون قيدا على رقبتي في المستقبل؟
ابتسم كاليان ابتسامة حزينة وهو يجيب عليها
- لو علمتي بغاياتي لما قلتي ذلك يا آنسة
فابتسمت له ثم بسرعة البرق رفعت يدها وتطاير ثلاث رصاصات سحرية مصنوعة من النار باتجاه كاليان
وعلى الرغم من الهجوم المباغت الا أن كاليان سرعان ما نشر ذرعه حوله وتجنب الرصاصات الثلاث بمهارة فاصطدمت الرصاصات على الجدار مما جعلت المبنى بأكملها تهتز على توالي مع الانفجارات الثلاث ثم ملأت الغرفة الضباب ما يعيق رؤيتهما،
وقف كاليان بهدوء امام النافذة وهو يسأل بنبرة باردة خالية من المشاعر كمن اعتاد على مثل هذه الامور
- هل انتِ هنا لقتلي؟
تلك الرصاصات مكلفة للغاية إذا كانت قد أتت إلى هنا مجهزة بمثلها الا يعني هذا انها لم تكن تنوي عقد الصفقة منذ البداية مع كاليان؟
فابتسم كاليان بينما ينفض الغبار من ثيابه
" كنت مستعدا للهجوم لكنني لم اتوقع رصاصات سحرية،"
- ظننتكِ مستخدمة سكاكين وسيوف، لما قنابل سحرية الأن اذا؟
عبس كاليان بينما ينادي بها يسألها، هو كان فارسا يتعامل مع السيف حتى في معركة عاصمة سيكريتيا عندما واجه سحرة كايريس لم يرسلوا نحوه قنابل أو رصاصات سحرية، لهذا هو في طبيعية الحال هذه معركته الأولى مع قنابل سحرية.
وفي هذه اللحظة تذكر ذكرى من الماضي كان قد نسيه
بالطبع...
كان بيرن هو الذي نصح الطائر الأزرق بأن تطور مهاراتها باستخدام السيوف ولهذا كانت في السابق تستخدمها وقد قبلت نصيحته حتى دون ان يلتقيا وجها لوجه. على خلافها الأن إذ أن بيرن ليس موجودا لينصحها بتلك النصيحة فتمتم
- مزعج
لم يطل الوقت حتى جاوبت لكاليان لكن ليس بالكلمات بل من خلال تلك الشعلة الحمراء التي انطلقت مخترقة الضباب الأبيض في ظلام الغرفة نحو كاليان
كانت مجموعة اخرى بأربع رصاصات السحرية راوغهن كاليان فاصبن الجدار خلفه ما تسبب بانهيارها فانكشفت المناظر التي كانت تطل عليها نافذة كاليان فضحك كاليان ثم قال ساخرا
- هذا افضل من النافذة...
سكت على صوت الباب الذي فُتح كان يان وبعض من الفرسان معه فصرخ بهم كاليان بغضب
- غادروا،...
قبل ان ينهي كلماته انطلقت رصاصة من يد الطائر الازرق نحو الباب فأسرع كاليان بسرعة البرق نحو الباب ثم سحب سيفه مواجه للرصاصة السحرية وجها لوجه، هذا القصر مختلف عن القصر الملكي ربما رصاصة اخرى قد يجعل المنبى ينهار فأسرع، ضرب الباب بجسده فُغلقت ثم أحاط سيفه بذرعه السحري فدوي انفجار هائل وقع مرة اخرى لكن الرصاصة التي اصابت سيف كاليان المزود بدرع سحري ارتدت نحو الجدار المقابل التي كانت قد انهارت فطارت الرصاصة وانفجرت خارج القصر
اقتربت الطائر الازرق خطوة نحو كاليان وتعابيرها مشددة فهمهم كاليان بنبرة مليئة بالانزعاج
- أي شيء أخر؟
استلت الطائر الأزرق سيفها ثم ردت على سؤال كاليان
- لاشيء مميز.
في اللحظة اللتي اندفعت بها بسرعة نحو كاليان مستهدفة بنصلها رقبة كاليان لكن السيفان تصادمتا ببعض واصدرا صليلا عاليا، السيف الذي كان بيد كاليان كان سيف كيري المصنوع من الفولاذ وقد استخدمه كاليان سابقا لكنه لا يستطيع تاكيد إذا ما كان هذا السيف سيتحمل هالته، فلهذا السبب بدلا من تزويد سيفه بالهالة قام بتزويد جسده بذلك مما عزز قوته الجسدية فاندفع بقوة هائلة نحو الطائر الازرق التي فوجئت من هالته لكنها لم تميزها كهالة فظنته نوع من السحر وبالكاد كانت قادرة على الدفاع، رغم انها ليست بسيد سيف لكنها ماهرة باستخدام السيف مع ذلك تبدو كجرو امام وحش في مواجهة سيف كاليان! في ظل ارتباكها طار سيفها من يدها واختفى كاليان من امامها استدارت لاستعادة سيفها لكنها وجدته بالفعل بيد كاليان الذي رمى سيفها من الجدار المحطم إلى الخارج، ثم طار نصل سيفه نحوها فبغريزتها بالكاد تجاوزته لكن ذرعها تكسرت من قوة ضربة كاليان، فتناولت مسرعة من جيبها رصاصات سحرية ورمتها الى الأعلى
رفع كاليان سيفه مرة أخرى مستعدا للهجوم ثم تمتم لها
- أنتِ مزعجة بحق، لكن لا فائدة
رغم أنه لم يكن لديه المساحة الكافية للتخلص من الرصاصات لكنه لديه هالته ولهذا نشر هالته على السيف وأضاء ضوء ازرق باهت بنصل السيف وامتد لأطول من طول النصل، فلوح كاليان بسيفه وقطع الرصاصات السحرية التي كانت على السطح
الرصاصات السحرية المتوهجة باللون الأحمر بدأت تتساقط على الأرض منقطعة الى نصفين دون ان تنفجر بفعل هالة كاليان، وما تبقى في الهواء كان الضوء الأزرق الباهت الذي تلاشى بهدوء.
لم يكن هناك اي انفجارات ومع ذلك قطع الصمت صوت تصدع النصل الذي بيد كاليان وسرعان ما تحطم لقطع
عبس كاليان من تحطم سيف كيري بيده فوضع يده على وجهه نحو عينيه وجبهته وتحدث بغضب من انكسار السيف الذي كان خاصا بكيري
- أنتِ،... سحقا ماذا افعل...
نظر كاليان إلى الطائر الأزرق بعيون قاتلة كعيون بيرن للحظة وهو يصرخ بوجهها بنبرة غاضبة باردة خاصة بقاتل
- ايـــــــــــــــلا....
لم تنتبه الطائر الازرق حتى أن كاليان يناديها باسمها الأن، فقط كانت تنظر لآثار السيف الذي تحطم إلى شظايا وعيناها تنظران إلى ذلك بخوف شديد، وكيف لا ويقف الأن امامها
" سادس سيد سيف في القارة بأكملها"
__________________________