قبل الدخول للفصل بشير لنقطة وهو عن سحبتي للاسبوعين الماضيين
فالاسبوعين الماضيين كنت مريضة بشدة ولهذا السبب ما كان عندي القدرة على الترجمة.
لازلت ما تعافيت بالكامل ولهذا السبب ما راح يكون التنزيل منتظم لفترة فاصبروا علي اشوي ...
_________________
منذ ان تم القبض على هيل لاتران كان لينون بريسن مرتبك للغاية حتى لدرجة انه كان يفكر في بيعه لبعض املاكه والتجهز للهرب من المملكة في حالة لو ان كُشفت علاقته بهيل لاتران الذي كان في السجن حاليا ومع ذلك هذا لم يؤثر عليه ولم يذكر للان احد اسمه حتى ولو من باب الاشتباه.
ولأنه لينون بالطباع لم يكن يريد الانجرار في هذا الفشل ابتعد كليا وتماما عن اراضي لاتران حتى مع تغيير لورده من باب الحذر، فعلى كل حال حتى لو قطع علاقته مع لاتران لا تزال في المملكة الكثير من الاقاليم التي يمكن العبث بها والربح من خلال التلاعب بكمية اللوازم الاساسية وعلى الرغم من ان بسبب اختفاء شريكه لاتران الذي كان بمثابة اقتصاص احد اجنحته ومع ذلك لا زال بإمكانه الربح واضافة لذلك وصل خبر ان كهنة تينسل قام لاتران بتسليم كل الادلة التي عنهم بكل امانة لذلك سيكون من الافضل له بهذا عدم المخاطرة بأي حال من الأحوال في الاقتراب من لاتران.
لكن لم يكن هذا وحده ما يقلقه، عض اظافره على اهماله إذ نسي الاستجابة لطلب الامير راندال لقاءه بسبب الاحداث السابقة عن لاتران وهذا جعله يضطرب اكثر فماذا لو ارتاب الأمير الاول منه واكتشف انه لا يزال متواصلا مع الامير الثاني؟ هذا بالتأكيد سيتسبب في زعزعة ثقة الامير الأول فيه بل قد يفضحه عنده لو نقب في الأمر...
تقدم لينون ووقف امام النافذة لتوقفه عن التفكير بمشاكله تذكر الامير كاليان وعبثه في الجوار متظاهرا بأنه بطل الأمة يحاول ايقاف حرب اهلية...
ماذا بإمكانه فعله هذا الغر الصغير؟
لم يسعه إلا ان يضحك من تحركات هذا الأمير الذي يحسب نفسه بطل قصة لذلك تحدث بصوت عالي بينما يكشر عن انيابه بخبث
- لذ دعني ارى ما بإمكانك فعله، بخصوص الحرب،... وبخصوص المواد الغذائية ايها الطفل العامي؟
لينون الذي ادار ظهره للنافذة ليتحرك توقف في مكانه مستغربا تجمع فرسان بافيل الحرس الخاصة بقصره امامه بنوايا شريرة لا ود ولا احترام فيها، فغريزيا تراجع حتى اصطدم على الجدار ولامس بيده النافذة في قلق ثم تحدث بغضب
- ماذا تظنون انفسكم فاعلين ايها الفرسان؟....
لكن قبل ان يكمل تهجيده اندفع اثنان من الفرسان نحوه ودس احدهم قطعة قماش في فمه وبينما انطلق الاخر متزامنا مع الأول وقيد يديه خلف ظهره وضربه حتى افقده وعيه دون ان يكون امام لينون مجال حتى ليقاوم او يفهم ما يجري
وعندما فتح عينيه لينون مرة اخرى كان في اعمق ظلام مكان بدا كقبو لكن كان فارغا، ومظلما وباردا...
___________________________...
وبتلك الحادثة انتهى امر لينون تماما
ثم ومن بعد ذلك كان ما بقي كان بعض الأعمال الخفيفة والوين انجز ما عليه بيسر دون حدوث أي مشاكل قد يعرقله
وفي مكالمة مع كاليان تحدث الوين
- سنشرع مباشرة في تحويل نقابة بريسن تحت صلاحيات البارون ميلبير
- نعم، رجاءا افعل ذلك،...
- شيء اخر، لقد اخبرتهم ارسلت البضائع الذي طلبته الى المنطقتين التين ذكرتهما مع وفد لعقد الصفقة ويجب ان يكون على الطريق الان، لذا وبإنتهائنا من هذه اذا كان هناك اي شيء اخر فيرجى ابلاغي بذلك سموك
- لا أعتقد اني سأمر بمشاكل كبيرة فاظن ان الامر سيتم حله بمجرد ان التقي باللوردين قريبا، على اي حال شكرا على عملك الشاق
- نعم ايها الأمير
بفضل حكمة الوين ومساعدة الملك ثم استخدام ميليبر انتهت القضية دون وقوع مشاكل كبيرة حسنا حتى لو كان هنا وهناك بعض العوالق فسيكون ذلك شأن الملك لا شأنه فبالتالي من فوره ارسل كاليان رسالتين متطابقتين للوردات ستينج ونيريكا يستدعيهم فيها إلى قرية الجان وما ان حل صباح اليوم التالي كان قد بدأ اجتماع الصلح في قرية الجان وشارك كاليان بذلك ايضا لإنهاء النزاع تماما وعند ذلك وبعد انتهاء العمل مع اللوردات واخماد شرارة الحرب الأهلية الذي كاد ان يعصف بالمنطقتين لم يعد لدى كاليان أي سبب للبقاء في قرية الجان وبالطبع للمغادرة وبما أنه انجز اكثر مما طُلب منه وقام بتضيع الكثير من الوقت فقد استحق ان يستخدم طريق الغابة وفي طريقهم للخروج من القرية تحدث يان بفخر بإنجاز اميره
- سموك، لقد قمت بعمل مذهل حقا
- حسنا، لم اقصد الذهاب إلى هذا البعد، على أي حال لم يكن ذلك شيئا كبيرا
- ومع ذلك، اشعر بالفخر سموك
بالنسبة لكاليان لم يكن حقا من ضمن خططه ان يضم
نقابة تجارية لقوته، ربما فكر حقا في غضب في التخلص من لينون فقد كان كالسرطان في المملكة يعبث بذا وذاك دون أي حساب لحيوات الاخرين، خرج من عمق افكاره وهو ينظر لحجر اسود وضع على كف يده فسال مبتسما
- ما يكون هذا؟
لقد كان حصاة سوداء تلك التي سرقتها شيا وها هي الان تعيده لكن للأمير.
بعد لحظات من فحص الحصاة عبس كاليان بينما يقلبه باصابعه على كفه عندما لاحظ الاختلاف الذي احدثته على شيا بعد تسليمها الحجر له،
لقد اختفت قدرتها على النطق الصحيح
بدا لكاليان شيئا عجيبا كيف ان هذه القطعة الصغيرة من الحجر قادرة على فعل ذلك فاعاد كاليان الحصاة لشيا التي كانت تسير بجانبه ترشده عبر الغابة فتحدثت بشكل طبيعي نسبيا كان شيئا غريبا بحق، فاستعاد الحصاة ينظر فيها، لم يكن فيها اي شيء مميز كانت مجرد حصاة سوداء منقوشة بأحرف ذهبية، علاوة على ذلك لم يتأثر بها احد غير شيا
سأل ارسين كاليان بينما ينظر إلى الحجر الذي يعمل على اصلاح نطق شيا
- اليس من الأفضل الحذر منه سموك؟
اجاب كاليان بعد لحظة صمت
- لا اعلم، ما رأيك انت؟
بينما كان الاثنان مندمجان في تفسير الحصاة اثناء مشيهم كان يوران يرمق ارسين وكاليان عابسا، فهو كذلك لم يكن راضيا من أخذ الأمير لشيء مجهول يفوح منه رائحة دم بهذه اللامبالاة.
فأجاب ارسين بينما ينظر للحجر الأسود الصغير بغير رضى
- بالنسبة لي فيبدو خطرا، إذ يفوح منه رائحة دم
رائحة الدم...
لم تكن مجرد رائحة دم متعفن بل بدا وكأنه تم سكب دم شخص سليم فيه، كانت هذه الطاقة هي التي شعر بها كاليان من الحجر وذلك من كونه سيد سيف، مع ذلك لقد بدت وكأن حيوية الدم تجمدت داخل الحجر مما يعني ان صاحب الحجر ليس على قيد الحياة وبل على الأرجح مقتول
- هل تتذكرين وجه او معلومات الشخص الذي سرقتي منه الحجر؟
اومأت شيا رأسها بالنفي مما يعني انها لم تنتبه من كان
فتنهد كاليان، من الواضح بأن من قتل الصاحب الأصلي للحجر لم تكن هذه الجنية، فهل سرقتها من احد اخذه كغنيمة قتل؟
على أي حال لم يكن يستطيع ان يفهم ماهية هذا الحجر بسؤال الجان دام انه يعود لممتلكات بشرية، ولا يمكنه محاسبة شيا بتهمة السرقة او يحتجزها حتى يحقق ويصل لصاحب الحجر وذلك لأن الجان لم يكونوا خاضعين لحكم البشر او قوانينهم فلهذا ان التفكير الان بالحجر ليس سوى مضيعة للوقت...
لم يمض كثير من الوقت حتى ظهر جيرار مقابل موكب الامير ثم تحدث إلى الأمير
- لقد طلبت من الشجرة الأم ان تفتح الطريق لكم لذا يجب ان تكونوا قادرين على بدء رحلتكم بسهولة، وكذلك الطريق آمن تماما فلا داع لأي قلق يزعجكم طول رحلتكم.
سكت جيرار وهو يختلس النظر الى شيا وكاليان فبعد ان جرب مزاج الأمير المتقلب والسيء كان خائفا من ان يسحب كاليان سيفه في اخر المطاف ويؤرجحه نحوه أو نحو شيا التي سرقت من البشر وكذلك بسبب ما فعله هو من محاولته خداع الأمير، فالأمير لم يعلن صريحا عفوه عن محاولته الخداع او صفحه عن شيا، وما مساعدته لهم إلا كما قال سابقا لغاية في نفسه، لكن على خلاف قلق جيرار بدل ارجحة السيف اخذ كاليان الحجر الأسود ورماه باتجاه شيا ثم تحدث مفسرا
- اولا اذا كنتِ سترافقيني فنحن بحاجة إلى التواصل
فأخذته شيا نظرت إلى كاليان في لحظات صمت طويلة ثم تحدثت بعد أن وضعت الحجر في جيبها
- نعم امير، سوف اعيده عندما نصل لوجهتك.
- نعم.
وقبل الانطلاق لسلك طريق الغابة جاء اللوردان لتوديع الأمير واظهار احترامهم له فتحدث كاليان اليهما بتحذير وإعلام غير مبال بموقفهما بإظهار الاحترام بغرور.
- نقابة بولون التجارية ستكون هنا قريبا لعقد الصفقة فتأكدا من أن لا تتسببا بالمشاكل حتى ذلك الحين وحتى بعده.
لم يكن لكاليان أي مصلحة باقية منذ الأن وعلى أي حال بعد استئناف الصفقة وإكمالها لن يتبقى لذا المنطقتين أي سبب للقتال، بالطبع لم يكن منذ البداية تدخل كاليان في القضية إلا لأنه كان غاضبا فقط من لينون بريسن إذ تجاوزت افعاله المعقول وكان يزعج كاليان بنفسه ناهيك عن المناطق والأهالي في المملكة. ومع ذلك لم يعلم اللوردان بالطبع غاية او نوايا الأمير هما فقط احبا كيف ان نقابة بريسن انضمت لنقابة بولون وانتهى عهد كونهم تحت سلطة ابن الماركيز الذي كان يستغل حاجتهم. فلهذا قدما شكرهما بصدق ووعدا بعدم التسبب بأي نوع من الازعاج
وهذا كان كل شيء.
بالنسبة لكاليان حفظ لسانه من قول التراهات حول التعايش السلمي او التقارب بين المقاطعات، وهذا لأن الديوان الملكي في طبيعة الحال لا يتدخل بمعارك اللوردات او مقاطعاتهم، فلهذا هذا بحد ذاته كانت نقطة حساسة في نظام كايريس فالسلطة الممنحوة للنبلاء هنا كبيرة وهذا يعطيهم الفرصة اذا ما تقاربوا كثيرا من بعضهم البعض بأن يوجهوا سيوفهم نحو البلاط الملكي فلهذا سيكون جيدا ان يكون علاقتهم مجرد علاقة مصلحة حفاظ على الأمن ولا بأس ببعض المشاحنات الطفيفة هنا وهناك بل يستحسن ذلك.
لكن في فضول عندما لفت نظره جيرار سأل كاليان اللوردان
- هل لديكما أي تعامل مع الجان؟
فأجاب احد اللوردان باحترام مستغربا السؤال المفاجئ
- نعم سموك، في بعض الأحيان نشتري بعض الخضار التي يصعب العثور عليها في مكان قريب
- اتساءل فقط من باب الفضول لا أكثر، كيف هي مبادئ التجارة بينكما؟
- هذا،... لا استطيع القول بأنه جيد سموك...
ولم يكمل اللورد كلامه ولم يكن هناك حاجة لذلك فبالنظر الى اللوردان الذان كانا عابسان وجيرار الذي كان يحمر خجلا كان من الواضح بأن جيرار كان يستغل بدوره ايضا حاجة المنطقتين ويبيع المحاصيل بمبالغ مضاعفة
فرفع كاليان رأسه بغرور ونظر بطرف عينه نحو جيرار ثم تحدث بجفاء
- انت ايها الشيخ انت حقا تجاوزت توقعاتي بغشك وخداعك.
لم يجبه جيرار فالتفت كاليان إلى اللوردان ثم تحدث
- كأمير ملكي لا استطيع التجاوز عن كسر القوانين العامة للمملكة، لهذا عندما يأتي وفد نقابة بولون يرجى منكما ذكر هذا ووضع قائمة باللوازم الاساسية المفقودة في المنطقة، وأي شيء اخر ناقص ويرجى عدم التعامل بتاتا مع اولئك الذين لا يلتزمون بالحد المقرر في القانون الملكي لأسعار السلع في التجارة سيكون هذا تحذير للمنطقيتين ايضا وإلا سأشهد ضدكما بأنكما متعاونان مع تجارة غير قانونية بأسعار احتيالية.
كان هذا تقريبا امر من الأمير بقطع التجارة مع الجان لهذا لم يستطع جيرار البقاء صامتا فتحدث مندفعا
- ايها الأمير الضرر الحاصل لم يكن كبيرا على البشر....
سكت عندما نظر الأمير إليه بنظرات مليئة بالغضب والشر ثم ارتجف في خوف اكبر حين تحدث كاليان غاضبا
- كم تعتقد اني املك من الصبر والحلم؟، لقد تجاوزت بالفعل عما فعلته، وعن ما قامت به شيا فلا انصحك بأن تجرب حظك ثالثا معي لن تكون النتائج محمودة لك ايها الجني.
ثم أكمل بينما يركب حصانه يحادث الثلاثة
- فقط تأكدوا من ان تعيشوا بهدوء دون ان تزعجوا المملكة بفوضاكم
اراد كاليان ان يعطي الأمر بالتحرك لكن جيرار الذي كان لازال خائفا لكن قلقا من ان يتم عزلهم من التجارة تقدم ونادى
- ايها الأمير ارجوك فقط لنتحدث أولا.
- ليس لدي المزيد لقوله.
تمتم كاليان بضجر ثم تقدم بخيله منغمسا في طريق الغابة ومع تحركه تحرك فرسانه حوله وخلفه تاركين اللوردان السعيدان ثم زعيم عشيراة الجان الذي كان لازال في صدمة وينتحب في داخله لخسارته الكبيرة
_________________________....
كان مسار الغابة حقا طريقا سهلا ولطيفا، والسماء لم تكن مرئية بسبب الاشجار الكثيفة
ممتطيا رافين كان كاليان غارقا بأفكاره يسترجع شكل الحصاة السوداء لذلك ولأنهم في الاساس كانوا صامتين لم يستطع كاليان تمالك فضوله لهذا استعاد الحجر ينقب فيه اكثر ويقلبه لعله يرى فيه شيئا مميزا لكن دون جدوى، لكن في هذه اللحظة تباطأ حصان يوران الذي كان متقدما الأمير حتى صار بجانبه ثم تحدث بحذر طالبا الاذن
- سموك، هل تأذن لي بقول شيء ما؟
بدل الجواب همهم كاليان بقبول بينما يتفحص الحجر فتحدث يوران
- رائحة الدم في الحصاة، انها تتلاشى رويدا رويدا
لملاحظة يوران ابتسم كاليان لكن ابتسامته كانت من النوع الذي يقول أعلم. فهذا جعل يوران يرتاب فسأل متعجبا
- لم اتوقع ان يلاحظ الأمير ذلك بدقة، فتحديد نوع رائحة الدم وتحليله شيء وحدهم الفرسان يتقنونه سموك!
لم يجبه كاليان بينما كان لازال مبتسما ثم بعد لحظات صمت طويلة جدا تحدث كاليان بفضول بشيء اخر متجاهلا ملاحظة يوران
- على أي حال سيكون حماقة رميه لأن رائحة دم عالقة فيه فقط، لكن... مهما نظرت اليه رغم انه يبدو مجرد حجر عادي لكن فقط مقدرته على اصلاح نطق شيا يجعله شيئا غير طبيعي
مع تجاهل الأمير لملاحظته لم يعاند يوران ولا مصلحة لديه بفعل ذلك على كل حال لذلك شارك الأمير بملاحظاته عن الحجر وتخميناته
- إذا، هل هو حجر يمنح بعض القدرات المفقودة او ما شابه؟
- لا استطيع الحكم تماما، ما رأيك انت؟
- لست واثقا، ليس لدينا أي دليل دامغ على ما سألت.
بعد جواب يوران عاد الصمت المطبق، فورد فكرة برأس كاليان في لحظة تفكير فارغة
" محور الزمان"
بالنظر لتأثيره المجهول فقط على هذه الجنية بطريقة مجهولة، هذا جعله يتذكر ذاك الجهاز الغريب القابع في قصر سيكريتيا الملكي، لقد كان شيئا شيئا مجهولا تماما مهما نظرت اليه مثل هذا الحجر تماما.
فعند تذكره لمحور الزمان ابتسم كاليان بينما تمتم بصوت منخفض للغاية
- لو كان مرتبطا به لن يكون شيئا بسيطا، لذا حتى لو كان يحمل رائحة كريهة علينا تحمله
______________________