وابل من السهام ينهمر كانهمار المطر من السماء مرة آخرى، بحركة سريعة أرجح سيفه أمامه ثم مال بجسده ليتفاداهم وما أن نجح حتى اندفع دون توقف ولو للحظة نحو العدو الماثل أمامه حرك سيفه وتجاوز اثنين من فرسان العدو المندفعين نحوه بقطعه إياهم.
لا تسقط.
لا تستسلم.
أمض وقاتل...
يدفع نفسه بمزيد من الصراخ لنفسه في داخله
اليوم لن يكون اليوم الأخير لسيكريتيا
غشى عينيه هذه الفكرة عن كل احداث المعركة حوله حتى ما عاد يميز شيئا ويقطع كل ما حوله بغضب يملأ فؤاده
فاندفع إليه قائد الأعداء بمهارة تجنب كل ضربات سيفه المنهك، سأله قائد الأعداء في لحظة بها ابتعدا عن بعضهما قليلا
- اما اسمك؟
فأجاب بينما يندفع بشراسة نحو العدو
- لا اتذكره، انا مجرد سيف يخدم الملك تيشيس
ناور العدو بمهارة فأطلق العنان لقوته اكثر حتى انكسر سيفه بيده فابتسم العدو الذي تراجع خطوتين إلى الخلف مبتعدا عنه
- هذا السيف،... أنت الأمير بيرن، لطالما تمنيت رؤية سيفك في المعركة
بدلا من الرد أخرج بيرن سيفا أخر واندفع نحو العدو الذي لم يكلف نفسه عناء تجنبه وبدلا من ذلك أطلق رمحا من جليد نحو بيرن...
لم يستطع تجنبه،
لم يستطع ايقافه
في هذه اللحظة كل ما يسمعه هو انفاسه المنهكة
ونبض قلبه المضطرب وصوت العدو ينساب بهدوء إليه
- انا قائد جيش كايريس قسم السحر، أرسين هيرتز، نلت شرف مقاتلتك ولن انساك أيها الأمير بيرن سيكريتيا، لقد قاتلت ببسالة
رفع عينيه لعنان السماء بينما يهمس وقد انطلق نحوه وابل من السهام يطعن جسده
- جلالة الملك، أخي العزيز، اسف لأني خذلتك...
لا زال يسمع صوت العدو يرن في إذنيه خاله صوت أخيه يحدثه بحنانه
- لذا الآن، استرح...
غاب عن ناظريه الحياة لم يعد يرى شيئا سوى ضوء ساطع غشى بصره حتى ظنه الموت...
بهذه الحادثة أغمض بيرن أمير سيكريتيا وفارس الملك ليفتح عينيه في تاريخ ما قبل عشر سنين من الحرب في جسد هزيل شاحب ناعم
وما هذا الجسد إلا للأمير الثالث كاليان رين كايريس أمير مملكة العدو الذي اشعل الدمار في وطنه،
امير بجسد هزيل ذو شخصية ضعيفة لا يملك أي نفوذ او قوة مصيره الموت حتى قبل أن يبلغ الخامسة عشر موتا وحيدا باردا
امام المرآة سأله انعكاسه
- إذا ما الذي ستفعله؟
ليجيب ببسمة
- بطبيعة الحال، لابد لي من العيش أولا، ثم...