الفصل الأول

_________________________

اياد الخادمات مشغولة بالحركة

فُتحت الستائر السميكة فانسل نور الفجر الساطع عبر النافذة واضاءت الغرفة القاتمة

فتقدم الخادم الخاص للأمير على الفور ووقف بجانب السرير الذي يرقد فيه صبي ذو محيا سكين

من القوانين أنه يُحرم لمس أفراد العائلة المالكة عند إيقاظهم وكذلك يُمنع إصدار أي ضجيج عالي

لذلك نادى الخادم الخاص بصوت حذر

- سمو الأمير، إنه وقت الاستيقاظ.

الأمير الذي دائما ما كان يستيقظ لمجرد صوت الباب لم يفعل اليوم ذلك بل لم يستيقظ حتى بعد نداء الخادم له، فوقف الخادم بوجه حائر وسأل نفسه معللا السبب في سؤال

ربما يكون مرهقا وما ذلك؟

بدد أفكاره وهو يأخذ جرسا صغيرا من الخادم الذي يقف وراءه ثم قرع الجرس بخفة ليكسر صمت الغرفة برنينه اللطيف المناسب لهذا الصباح الهادئ

رمش الأمير لوهلة وما أن استوعب عينيه النور نهض فزعا جالسا على سريره ولحركته المفاجئة تراجع الخادم الخاص خطوة إلى الخلف مرتابا من فزع الأمير فتحدث لكسر الصمت لعل الأمير يستعيد ادراكه السليم لما حوله

- أ كان نومك هنيا يا صاحب السمو؟

لم ينتظر الخادم جوابا، وأخذ الخادم كوب الشاي وقدمه للأمير حتى قبل ان يغتسل لأجل تنشيط عقله برائحة الشاي القوية وطعمه

" منذ متى وانا اشرب الشاي فور استيقاظي؟"

سأل الأمير نفسه بينما يمتد يده دون وعي منه وأمسك بقدح الشاي لكنه توقف عن الحراك بعد أن لمح يديه

يديه اللتان كانتا خشنتين مليئتين بالندوب ناعمتان رقيقتان،... جدا ؟! فاستذكر أمرا بينما ينظر لذراعه اليسرى الذي ليس فيه ولا حتى ندبة واحدة! ساعد نحيل أبيض ناعم تماما؟

لا، ليست المشكلة هنا، ذراعه اليسرى هو واثق تماما، فتمتم بلهجة معقدة بصوت خافت

- قطعت ذراعي...

قطع كلماته على هذا الصوت الذي قال كلماته، هذا ليس صوته.

شد سمعه قول الخادم له بأسى

- يا له من شيء مروع تقوله ايها الأمير، هل كان لديك كابوس؟

كابوس...

عند هذا السؤال أجاب الأمير في خلده

" دمار مملكته سيكريتيا، ما الذي يمكن أن يكون اسوأ من ذلك؟"

لم يرد على سؤال الخادم واستمر غارقا بأفكاره

لما التصق ذراعه المبتورة ودون ترك حتى ندبة؟ ليس هذا مهما الأن، فيمكنه السؤال عن هذا لاحقا.

ما يحتاج لتأكيده الأن مصير اخيه، ملكه تيشيس، فسأل بيرن خادمه بتعبير غريب وعاجل

- أين أخي؟

فرد الخادم بريبة اكبر

- كلاهما لا زالا في غرفتيهما

" اثنين؟..."

بيرن لديه اخ واحد فقط تيشيس...

قاطع الخادم أفكاره وهو يكمل جوابه لسؤال أميره

- يجب أن يكون الأمير راندال قد ارتدى ملابسه بالفعل، وكذلك الأمير فرانز

راندال وفرانز

اسمان غير مألوفان في حياته اليومية لكن مألوفان بطريقة أخرى، خاصة الاسم الثاني كيف ينساه، وفي نفسه بغض شديد لشخص يحمل مثل هذا الإسم

كايريس

ملك مملكة كايريس، فرانز. شخص لن يبرد لهيب غضبه عليه حتى لو مزّقه بيديه.

الخادم الذي يراقب شرود الأمير همس بهدوء وترقب

- أيها الأمير، من الأفضل أن تستعد

"ربما لا يزال لم يستيقظ كاملا"

حدّث الخادم الخاص نفسه ثم أشار للخادمات بأن يقتربن ويضعن حوض الماء ثم أخذ الماء ليصبه بنفسه في الحوض

بيرن الذي كان يراقب المشهد بصمت تمتم كما لو يحادث نفسه

- يان...

- نعم سمو الأمير؟

عندما ذُكر اسمه نظر الخادم إليه ولبى ندائه منتظرا مراده منه؟

ذراع متجدد، وخادم جديد ثم أخيرا مملكة العدو كايريس

بيرن فقد الكلمات في هول موقفه، خادم لم يره من قبل لكن عرف اسمه، حتى أنه عرف اسماء الخدم الذين برفقة هذا الخادم

أي جحيم هذا؟

هذا هراء،

هذا جنون بالكامل

في ظل ارتباكه لم ينتبه أنه يراقب بعينيه الخادم الخاص الذي يصب الماء في الحوض أمامه

هذا كابوس،...

التفسير المنطقي الوحيد للوضع أمامه حتى الأن ما هو إلا انه في حلم مضحك سخيف، وما ان انتهى الخادم وتراجع خطوة إلى الخلف مال بجسده نحو الحوض الفضي اللامع المليء بالماء وقبض بيديه على اطرافه ينظر لملامح وجهه المنعكس على وجه الماء بدهشة وهو يتابع بنظره العيون الحمراء، هذه لم تكن عيناه لم يكن هو...

بغض النظر عن مدى كون الواقع مرعبا وجحيميا لم يكن من النوع الذي يلجأ لمثل هذا الخيال المجنون، مثل هذا الهراء المضحك،... لم يكن كذلك قط، تحدث بيرن بصوت منخفض ناعم أقرب للهمس

- مرآة

- اتقصد مرآة يا أميري؟

بيرن لم يجب للخادم الذي سرعان ما تدارك خطأه فأسرع بالاعتذار

- أسف سأحصل عليها على الفور

ثم وضع يده خلف ظهره وأشار لخادمة تقف خلفه أن تحضر مرآة ولأنه لم يكن في غرفة الأمير أي مرآة أسرعت الخادمة على عجل إلى الخارج لتحضر واحدة، ولم يمض سوى بضع لحظات حتى عادت وسلمت المرآة للخادم الخاص يان الذي أخذها ثم وجّهها نحو وجه بيرن الذي نزل عليه سكون مريب وهو يتابع ملامح وجهه بنظره في المرآة

صبي صغير ناعم شاحب البشرة ذو شعر أسود وعينان بلون الدم الأحمر، وبعد أن امعن النظر في وجهه رفع بصره لأعلى المرآة وفقط عندها لمح شعار مملكة كايريس محفور

- أيها الأمير؟

حينه فقط ولنداء الخادم الخاص انتبه لللقب الذي يُنادى به

الأمير؟

"كلا أنا الآن فارس"

الخادم الصامت عاد ونادى الأمير مرة آخرى قلقا من شرود الأمير في حين نظره في المرآة

- الأمير كاليان؟

اراد النطق لكن كل ما فعله هو النكر في نفسه وكأنه يصرخ بنفسه غير راغب بفقدان هويته فيذكر نفسه بإسمه ولقبه

" كلا أنا الفارس الملكي بيرن"

ثم تحدث بصوت مسموع إلى الخادم

- كلا اسمي...

ودون وعي منه نطق اسما طويلا حتى هو بنفسه لم يكن حافظا له

- كاليان رين كايريس...

عبس بيرن لما تلفظ به للتو فسأل الخادم الخاص بدهشة مخفية

- ماذا قلتُ اسمي؟

ابتسم يان بوجهه بلطف حتى ظنه بيرن مزحة او ما شابه فتحدث يان بفخر يجيب سؤال بيرن

- سموكم الأمير كاليان رين كايريس.

ثم أكمل الخادم محاولا استعجال الامير الذي له وقت طويل يتصرف بشيء من الغرابة

- ثم أنا الخادم الخاص يان الذي يجب أن يآخذك إلى الافطار الآن.

ثم كما لو كان ينتظر إجابة يان، تدفقت ذكريات مبهمة في رأس بيرن

القصر الملكي في كايريس، الدروس، الطقس، الجدول الزمني، ركوب الخيل، حديقة زهور، سحر، ملك، وأخيرا شقيقان...

يان محق، لا يجب التأخر على الإفطار

كانت ذاكرته تصرخ به

" انهض الأن، لا تتأخر عن الأميرين الآخرَين"

فسأل بهدوء الأن بعد لحظات الصمت

- ما هو تاريخ اليوم؟

- نحن في الـ 28 من أبريل سمو الأمير.

أخذ كاليان لحظة للنظر حوله، هذا السكون العام، وهذه النفوس المطمئنة، كيفما نظر للأمر لم يشعر بأجواء الحرب في انفاس من حوله ولا مظهر المكان

ولهذا السبب سأل مرة أخرى

- أي سنة؟

- نحن في عام 522 في تقويم كايريس سموكم

فاتسعت عيون كاليان، إذا كانت 522 في تقويم كايريس إذا فهي 525 في تقويم سيكريتيا، هذا لم يكن العام الذي اغلق فيه عينيه آخر مرة

هذا

' قبل عشر سنوات'

عشر سنوات، وثلاث امراء كايريسيين

الذكريات عن الآميرين الاخرين تستمر في التدفق في رأسه يحثه على الاسراع لمغادرة السرير وفي الوقت نفسه يان الذي نفذ صبره مد ذراعه نحو كاليان الساكن في مكانه بلا حراك يحثه للحركة، ولمده ذراعه استجاب كاليان دون قصد بأن ضرب على ذراع يان الممتد نحو فصُبغ راحة يده باللون الأحمر الطفيف، فيد كاليان رقيقة بشكل مزعج و لم يتم استخدامه بهذه الطريقة قط مما تسبب في هذا الضرر لكفّه

سأل الخادم الخاص يان بدهشة من رد فعل الأمير

- لماذا فعلتم هذا سموكم؟

- أوه، انا اسف، لقد اخطأت...

اجاب كاليان بارتباك بينما يمسك بيده اخرى راحة يده المتألمة

تحدث يان مرة آخرى يحث كاليان على النهوض ويحذره

- كلا، سمو الأمير، عليك النهوض والاسراع لقد تأخرت بالفعل اليوم، أن لم تسرع...

هز كاليان رأسه فقطع يان كلماته

كاليان مستذكرا الذكريات المتدفقة في رأسه والصارخة بأن لا يتأخر على إخوته فقرر التحرك أولا وفي رأسه أفكار بالتخلص من هذا الخادم الخاص لاحقا نظرا لكم كونه مزعجا جدا.

فأولا ليغتسل اغطس رأسه كاملا في الماء ثم رفع رأسه فتناثر شعره المبلل حول أذنيه ووجهه وعلى رقبته بفوضوية لم يبالي كاليان ثم رفع يديه ضرب بكفيه على وجنتيه لعله يستوعب ما حوله

" سأكون جاهزا."

فأخذ نفسا ثم تحدث إلى يان

- انت محق، لا،... سأكون جاهزا، أنا اسف

أجابه الخادم وهو يتحرك على الفور بالنظام المعتاد مع الخادمات

- سأحضر لك ملابسك

وما انت انتهى من قوله حتى اتين الخادمات وبيدهن بعض الملابس الأنيقة ليختار الأمير منها

وتماما كخلية نحل منتظمة بدأن عملهن بدقة ونظام بصمت حتى اقتربت احداهن من كاليان وبدأت تمشط شعره

لاحظ طريقة تسريحها لشعره وكثير من الخصلات السوداء انسدلت على جبهته البيضاء الشاحبة حتى أحجبت عينيه

في الأصل لطالما أحب كبيرن أن يربط شعره الأزرق الطويل ويزيحه عن وجهه فلهذا لم يعجبه هذه التسريحة المزعجة لكن كتم اعتراضه حين بدا له ذكريات من ذكريات كاليان

"فالأمير فرانز لا يحب رؤية عينيه الحمراوتين"

اخوه الغير الشقيق الأكبر والثاني بين الامراء

الأمير فرانز الذي لطالما كان من الذين يكرهون هذين العينين الحمراوين ولإرضاء هذا الأمير المتغطرس غطى صاحب الجسد عينيه بشعره هكذا

عبس كاليان دون الانتباه لملامح وهو يلوم صاحب الجسد في نفسه

" لا أصدق انك تعصب عينيك فقط لأنك خائف"

ثم لان ملامحه حين تنبه عقله لأمر

" فرانز كره هذه العيون"

" ذاك الملك المجنون، الد أعدائه"

لا فرانز الأن مجرد أمير، الأن قبل عشر سنوات من ذلك الحين عن كونه ملكا

كان هو الذي اعلن الحرب وقاده ضد سيكريتيا

"فرانز اللعين ،... أنا ارتجف غضبا فقط من علمي بأنك تتنفس"

لم يستطع نطق هذه الكلمات، ليس وهو في القصر الملكي لكايريس

وإن بدا كحلم مجنون يتقلب فيه بيرن وكيفما كان عليه تقبل انه الأن كاليان رين كايريس الأمير الثالث لمملكة كايريس

وعليه ولهذا السبب كرر كاليان لنفسه في ذهنه عشرات المرات محاولا ضبط نفسه

" إذا رأيته لا تغرس شوكة في نحره بيرن، تحمله... "

سواء اكان هذا حلما او امرا مجنونا كأن عاد إلى الماضي وصار بجسد امير كايريسي

وإن كان الأمر هو الثاني خاصة فلا داع لأن يتدحرج رأسه ككاليان لأنه فقط قام بحركة غبية كمحاولة قتل أمير آخر

الخادمات حوله لم يحملن ادنى فكرة عما يصول ويجول برأس اميرهن اللطيف وتأكدن فقط أن كل شيء مثالي حقا كمظهر امير على الأفطار

ورغم معاناته من كل هذا الهراء لمظهره اخيرا صار كل شيء جاهز فتنهد بأسى لنفسه ثم خرج من الباب وسار كأمير مثالي نزل من درج غير مألوف وسار في مسار غير مألوف حتى لاح له غرفة طعام غير مألوفة في أقصى يمين القصر

مهما فكر في الأمر ونبش في ذاكرته الجديدة لم يستطع التذكر كم هو عمر هذا الجسد! فهل عاش صاحب هذا الجسد دون حساب عمره حتى؟! وبعد كل شيء قرر كاليان سؤال يان

- يان

- نعم أمير؟

- كم عمري؟

توقف يان للسؤال الغريب من الأمير، فمنذ ان استيقظ تصرفات الأمير غريبة سواء بأسئلته أو افعاله!، لكنه أكمل السير خلف كاليان وهو يحيب على السؤال

- سموك تبلغ اربعة عشر عاما وثمان اشهر، لم يبقى سوى اربعة اشهر لتصبح بالغا

- نعم...

بطريقة ما بدى الأمر غريبا لكاليان لكنه فقط اومأ برأسه إماءة مفادها أن المعلومة قد وصلت وبعد لحظات صمت سأل يان بقلق ظاهر علاماتها على وجهه

- سموك، هل قرأت كتاب الفرسان الليلة الماضية؟

نبرته بسؤاله عن كتاب الفرسان كان مختلفا عن نبرته المعتادة فتذكر كاليان أن صاحب الجسد كان شخصا جبانا يخشى ركوب الخيل وفي النظر لجدوله لديه غدا درس ركوب الخيل، فمن هذا تنبه كاليان لسبب قلق يان فقد كان يخشى من عدم مقدرة كاليان لمتابعة الفصل ولهذا كان قد ناوله كتاباً عن الفرسان

فهز كاليا رأسه بالنفي وهو يدخل غرفة الطعام

- لا تهتم.

وقف كاليان عند المدخل وهو يجول بنظره في المكان، لم يكن في هذه الصالة الكبيرة سوى الخدم يقفون كعمدان ولم يكن قد حضر أي أمير بعد سواه، فأمال شفتيه بعبوس مستنكرا اضطراب يان في هذا الصباح واستعجاله له فراوده شكوك ربما كان مجرد كذبة كل هذا الاستعجال لأجل أن يتحرك مذ أنه كان يتكاسل طوال الوقت.

يتوسط الغرفة طاولة طعام مستديرة حوله ثلاث من الكراسي مخصص للأمراء الثلاث، وهذا النظام ليس لأن بينهم ألفة أو مودة أو ما شابه المقصد نظام الافطار مع بعضهم لبعض ولكنه أمر أُجبروا عليه من الملك نفسه لجمعهم كل صباح، وكما أن هذا المكان هو اسوأ مكان لصاحب هذا الجسد به كان يستفتح كل صباحه

فلوصوله قرب الطاولة أسرع أحد الخدم وسحب كرسيا له فعلم كاليان أن هذا هو مكانه الخاص فجلس عليه بلا مبالاة ووجّه وجهه نحو النافذة يراقب المشهد الغير المألوف للحديقة التي يطل عليها غرفة الطعام فعبر عن اعجابه بكلمات في نفسه

" يا له من منظر مبهر كما سمعت عنه"

فمع كونه واحدا من أكبر أربع دول في قارة سيستيريا

اشتهر القصر الملكي في كايريس ايضا بحجمه الهائل، على غرار القصر الملكي في سيكريتيا، والذي كان يتكون من قصر واحد ومبنيين كبيرين بجانبه

عاشت العائلة الملكية الكايريسية في ست مباني كلهم قصور، وكانت المباني والحدائق والبحيرات الاصطناعية الاخرى المحيطة بالقصور بالغة في الترف والجمال

ومن القصور كان قصر تشيرميل هو القصر المخصص للأمراء، رغم أنها كانت متواضعة بالمقارنة مع القصر الملكي إلا أن البحيرات الاصطناعية أمامه وحوله وكذلك الحديقة الواسعة خلفه كانت تعطي رونقا خاصا لهذا القصر.

يتسلل ضوء الشمس من النافذة بلطف على الغرفة مما يعطي جوا ساكنا ومريحا للمقيم في هذه الغرفة، فغارقا بأفكاره لم ينتبه كاليان للوقت الذي مر فبعد عشر دقائق من حضوره حضر الأمير الأول راندال وبعد ثلاثين دقيقة أخرى وصل الأمير الثاني فرانز وعند دخوله اندهش كاليان وفتح عينيه على وسعهما في منظر هذا الأمير وتحدث لنفسه ملعقا بصدمة لمظهر فرانز

" ما هذا الهراء؟"

" أي مسخرة هو هذا؟"

ودون ان يتحكم بملامحه عبس كاليان بشدة مشمئزّا من هذا المنظر الذي أمامه للأمير فرانز....

_______________________

سيتم رفع باقي الفصول بعنوان جديد

" كيف تعيش كأمير العدو محدث"

لكون هذه الصفحة مليئة بالفصول المكررة وفوضوية جدا.

2021/08/21 · 226 مشاهدة · 2150 كلمة
نادي الروايات - 2025