"ماذا… هذا ليس مفاجئًا حتى. كنت أتوقع شيئًا كهذا تقريبًا."
"سننتقل الآن إلى الفصل الذي تم استدعاؤه إليه."
ولكن هناك شيء واحد.
'ماثيو ليس هنا.'
ليس لأنه لم يكن في الفصل A. بل، في الواقع، لم يكن حتى في الأكاديمية حاليًا. نظرتُ إلى مكتبه. لم تكن هناك أي زهور تشير إلى تأبينه. …ومع ذلك، لم يكن صاحب المقعد موجودًا أيضًا.
"…"
"فلننتقل الآن فورًا."
بأمر هايلي، تفرق أعضاء الفصل A القديم… وبدأ الفصل A الجديد بالدخول.
"همف، مليء بالوجوه المزعجة."
"أوه، فصل جديد!"
"…أنا لا أحب هذا…."
وكما هو متوقع، كان هناك أفراد من فصيل الأمير كاجاكس. جلس كاجاكس بتعبير متوتر في أي مقعد متاح. بينما ألقى مولر نظرة خاطفة حوله قبل أن يجلس. أما شوغا، فقد شهق عندما رأني ثم اختبأ خلف الأمير كاجاكس.
"هُوُو."
"حتى الأجواء هنا مختلفة."
كان هناك أيضًا بعض الطلاب القادمين من الفصلين C وD. لم يكونوا في مستوى الشخصيات الرئيسية مثل إليسيا، بورد، ماري، ولينا، لكنهم كانوا مواهب موعودة بالنمو.
"مارتن!"
وبالطبع، كانت لوري هناك أيضًا. في الواقع، كانت مهاراتها في مستوى ما بين الفصلين B وA.
[همم، إذن هذا هو الشخص الذي كانت تتحدث عنه بلا توقف.]
ربما كان السبب في ذلك الطائر الناري الصغير الجالس على كتفها.
'ملك أرواح النار.'
في الحقيقة، لم تظهر الأرواح مطلقًا في القصة الأصلية. لقد تم ذكرها فقط، مثل قصص قديمة تتحدث عن التنانين والأرواح التي كانت تحمي القارة في الماضي.
'الآن بعد أن رأيته بعيني، فهمت الأمر.'
إنه قوي. قوته كافية لطرد أحد ملوك الشياطين. بالطبع، مدى قوته يعتمد على قدرة لوري، ولكن في الوقت الحالي، قد يكون قادرًا على التفوق على الجميع هنا باستثنائي أنا وفريق البطل.
عقدت أديلّا، التي كانت تجلس بجانبي في السابق، حاجبيها بغضب.
"تش، أنتِ مجددًا؟ لوري من إلِيدور، وجودك مزعج للغاية، لذا ارحلي فورًا."
"إيه، لا أريد! إذا كان هناك من سيرحل، فيجب أن تكوني أنتِ، أديلّا. أما أنا، فسأبقى بجانب مارتن!"
كانت أديلّا في مستوى مشابه للوري، لكن السبب في ضمها إلى الفصل A كان التاج الذهبي الذي كان يطفو قليلًا فوق رأسها.
'تاج الصحراء.'
لم تكن لدي أي مخاوف بشأن لوري. لكن أديلّا… كان هناك ما يقلقني بشأنها.
على أي حال، في القصة الأصلية، كان من المفترض أن ينتهي تاج الصحراء بين يدي الإمبراطورة أديلّا.
"…؟ لماذا تحدق بي هكذا؟ إن كان بسبب جمالي، فالأجدر بك أن تنحني أولًا وتثني عليَّ كما ينبغي، أليس كذلك؟"
رؤية ابتسامتها الساخرة جعلتني أشعر أن الأمور لن تنحرف إلى مسار شرير معها. يبدو أنها بالفعل في صف الخير، تمامًا كما أشار النظام.
"حسنًا، انتبهوا جميعًا~ سنبدأ الحصة الأولى فورًا!"
قادَت هايلي الطلاب بثقة كونها الآن مُدرسة رسمية.
أول درس كان قتال الوحوش العملاقة. كان تدريبًا تقليديًا ولكن فعالًا، حيث يتم دخول ساحة تدريب اصطناعية لمواجهة وحوش عملاقة حسب المستويات المتقدمة تدريجيًا.
"لا يوجد مستبعدون في المرحلة الأولى! ننتقل إلى المرحلة التالية!"
لأنها كانت نخبة الفصل A، بدأ الإقصاء من المرحلة الخامسة.
"حسنًا، لنشاهد إعادة المشاهد الآن! ملك غوريلا الغابة الكبرى سريع ورشيق مثل القرد، لذا الوقوف بلا حراك في مكان واحد كان أكبر خطأ ارتكبتموه. هذا هو السبب الرئيسي للهزيمة. بما أن هذا كان بسبب نقص المعرفة المسبقة، تأكدوا من وضع استراتيجيات مسبقة!"
في المرحلتين السادسة والسابعة، سقط العديد من الطلاب، وكان الإمبراطور أَنيت من بين المُستبعدين أيضًا.
"تبا."
"آه!"
إليسيا، بورد، لينا، ماري، بالإضافة إلى مولر وشوغا من فصيل كاجاكس، سقطوا في المرحلة الثامنة.
تذمرت إليسيا قائلة:
"أرغ! كيف يمكن لشخص واحد أن يهزم أوغرًا ذو رأسين يبلغ طوله 10 أمتار؟ هل نحن فرسان ذهبيون أم ماذا؟"
أما الذين نجحوا في تجاوزها فكانوا: أنا، جيلبرت، كاجاكس… بالإضافة إلى لوري وأديلّا.
'مثير للإعجاب.'
المرحلة التاسعة كانت "ملك الوايفرن"، وهو قائد هذه المخلوقات التي تُعرف بأمراء السماء.
"آه، هذا مستحيل~!"
"مستحيل أن أهرب من مجرد تنين زائف!"
مع ذلك، لم تكن لوري وأديلّا بارعتين بعد في استخدام قوتهما الجديدة، لذا تم إقصاؤهما في هذه المرحلة. أما كاجاكس، فقد هُزِم شر هزيمة، لأنه بالكاد تمكن من تجاوز المرحلة الثامنة.
'هذا مذهل.'
لكن، رغم ذلك، لا يسعني إلا أن أُعجب بتقدمه، فقد أصبح أقوى بعدة مرات مما كان عليه في القصة الأصلية.
'هل هذا بسبب مصيره؟'
كاجاكس… كان منافس جيلبرت. لذا، كلما أصبح جيلبرت أقوى، أصبح كاجاكس كذلك.
وأخيرًا، المرحلة العاشرة. لم يتبقَّ سوى شخصين: أنا وجيلبرت.
"الوحش الذي ستواجهونه في المرحلة العاشرة هو العقبة الأولى للوصول إلى مرتبة الفارس البلاتيني. يمكن القول إنه وحش لا يجرؤ حتى المعلمون على تحديه بسهولة."
هذه معلومة جديدة. لم أكن أعلم أن اجتياز المرحلة العاشرة هو أول شرط ليصبح المرء فارسًا بلاتينيًا.
عندما قامت هايلي بتنشيط الآلية، ظهر أمامنا…
[كيييييييك─!]
كان ذلك "لورد الدرايك"، مخلوق يشبه التنانين لدرجة أن البعض يعتقد أن لديه نسبة ضئيلة من دم التنانين. إنه وحش يُطلق عليه أحيانًا "السحلية الحمقاء" بسبب ذكائه المحدود… ولكن…
"أوه!"
"…!"
كان قويا بلا شك.
في النهاية، لم نتمكن أنا وجيلبرت من تجاوز حاجز "لورد الدرايك".
بالرغم من أنني لم أستخدم قوتي الكاملة، إلا أنني حتى لم أستطع خدش قشوره.
"لا يوجد شيء يمكن للمعلمة قوله عن تحدي مارتن وجيلبرت للمرحلة العاشرة. كلاكما بالفعل يتمتع بمستوى يقارب مستوى الفرسان الذهبيين. في الواقع، اجتياز المرحلة العاشرة يعني أنك في الطبقة المتوسطة أو العليا بينهم."
"هل كان من المفترض حقًا أن نتمكن من هزيمته؟"
في ذلك الوقت، سأل أحد طلاب الفصل D:
"هل ربما فاتنا وجود شرط سري أو تفعيل معين لم نلاحظه؟"
"قطعًا لا."
أجابت هايلي بحزم.
"كان هناك شخص واحد فقط تمكن من ذلك. إنه الأستاذ هيكتيا، الذي اجتاز المستوى العاشر عندما كان في السنة الثالثة. لكنه الآن في المستشفى."
كما هو متوقع، إنه الأستاذ هيكتيا. لم يكن مفاجئًا، فلطالما اعتُبر شخصية عظيمة. ربما لأنه واجه الـ"دريك لورد" من قبل.
لكن طلاب الأكاديمية لم يكونوا يركزون عليه، بل كانت أعينهم موجهة نحو غيلبرت ومارتن فقط.
"لهذا السبب، غيلبرت ومارتن مميزان للغاية. لم يتمكن أي طالب في السنة الأولى من تجاوز المستوى التاسع في تاريخ الأكاديمية. لكن من يدري؟ لا يزال لديكم الوقت، لذا اجتهدوا في اللحاق بالطلاب المتفوقين."
صفّقت المعلمة هايلي بمرح وأنهت حديثها قائلة:
"حسنًا! انتهت الدروس الصباحية! استمتعوا بوجبة الغداء، ونلتقي في الدرس المسائي! بالمناسبة، سيكون درس هذا المساء تدريبًا عمليًا على البقاء، لذا عليكم التوجه إلى ميدان المحاكاة الاصطناعية!"
ثم لوّحت بيديها كالأزهار المتمايلة وهي تبتسم قائلة: "إلى اللقاء~!"
نعم، هذا هو أسلوب المعلمة هايلي المعتاد.
"همم."
جلست في مقعدي واستعدت في ذهني أحداث المعركة ضد الوحش العملاق. أكثر ما كان مفاجئًا أنني تمكنت من قتل "ملك الوايفرن". أما "دريك لورد"، فلم أكن أتوقع مواجهته أصلًا.
"يبدو أنني أصبحت أقوى بالفعل."
ملك الوايفرن كان معروفًا بأن قشوره وأجنحته أشد صلابة من الفولاذ. حتى مستخدمو "الأورا"، الذين يمكنهم تغليف سيوفهم بالطاقة، كانوا يجدون صعوبة في اختراق دفاعاته.
"الأسلحة النارية كانت تعاني دائمًا من نقص في القوة التدميرية."
لكن الآن، لم يقتصر الأمر على زيادة سعة المانا التي يمكنني استخدامها، بل حتى إضافة القليل من "القوة المقدسة" إلى هجماتي زاد من قوتها التدميرية بشكل لا يُقارن بما كانت عليه سابقًا.
"ومع ذلك، من حيث القوة التدميرية الخالصة، تظل القوة المقدسة أقوى."
كلما زادت نسبة القوة المقدسة مقارنة بالمانا، زادت القوة التدميرية. وفي حال كان الخصم من "قوى الشر"، فإن التأثير يزداد بمعدل ثلاثة إلى خمسة أضعاف.
"بأي حال، هذا مذهل."
أن يصل هذا "الفاشل" إلى مستوى يمكنه من قتل ملك الوايفرن وحده… كل هذا بفضلي.
بعد الغداء، وقفت المعلمة هايلي أمام طلاب الفئة A وأعلنت:
"هناك تغيير كبير في المنهج الجديد!"
ظهرت مشاهد عبر الهولوغرام السحري، تعرض طلابًا يدخلون إلى "زنزانة الفوضى الزمنية".
"في السابق، كان هذا التدريب متاحًا فقط لطلاب السنة الثالثة عند التخرج، ولكن تم اتخاذ قرار بالسماح لطلاب السنة الأولى والثانية بالمشاركة أيضًا! هذا بفضل قرار جريء من السيد المدير، الذي يُعتبر ساحرًا عظيمًا."
بدأ الطلاب بالهمهمة والدهشة.
"هل سنذهب حقًا إلى زنزانة الفوضى الزمنية؟"
"لم أتخيل ذلك أبدًا…"
حتى المجموعة التي مرت بتجارب كثيرة بدت متوترة رغم قلة ردود أفعالها.
أما أنا… فقد كنت مذهولًا.
"هذه فرصة!"
ولكن ليس لنفس السبب الذي فكر فيه الآخرون.
"يمكنني الآن تسريع خطتي."
تقع معظم "زنازين الفوضى الزمنية" عند حدود إمبراطورية كوزموس. وحتى تلك التي تنشأ داخل القارة يتم تنظيمها بإحكام، مما يجعل دخولها مستحيلًا لمن لا يمتلك التصريح المناسب.
ما لم تكن مخفية في مجاري تحت الأرض أو حدائق بيئية سرية، فإن الوصول إليها يكون مقيدًا للغاية.
"لكن الآن، يمنحوننا تصريح الدخول؟"
إذا كانت الفرصة متاحة بهذا الشكل، فلا يوجد سبب للتردد. يجب أن أتحرك فورًا.
"حسنًا، لنرَ…"
أخذت أفكر في أفضل زنزانة يمكنني استهدافها. من بين كل الزنازين التي ظهرت في القصة الأصلية، هناك واحدة يجب التعامل معها بأسرع وقت ممكن.
"زنزانة الفوضى الزمنية في جزيرة الضباب."
هذا العالم مقسم إلى قارتين رئيسيتين: الأولى تضم إمبراطورية إمبيريوم والعديد من الدول الأخرى، والثانية هي القارة التي كانت تحت سيطرة إمبراطورية كوزموس قبل دمارها.
وفي القطب الشمالي، تسيطر مجموعة من مستحضرِي الأرواح على الجليد الأزلي، بينما في مكان ما على هذا الكوكب، لا تزال أعشاش التنانين القديمة قائمة.
"لكن هذا ليس ما يهمني الآن. هناك شيء أكثر إلحاحًا."
إلى الجنوب من القارتين، توجد جزيرة صغيرة. في الماضي، كانت هذه الجزيرة مصدرًا لبعض المنتجات الفريدة التي ساعدت في ازدهار جنوب القارة، رغم أنها لم تكن غنية بالمعادن أو المحاصيل.
كان ما يميزها شيئًا آخر تمامًا…
"شجرة العالم، وبناتها، الجنيات والإلف."
في الرواية الأصلية، "ولي عهد إمبراطورية كوزموس المنهارة" ، كانت هذه الجزيرة أول مكان ظهر فيه عرق مختلف عن البشر.
"وهنا، أنا متأكد تمامًا مما سيحدث."
واصلت المعلمة هايلي شرحها:
"سيتم تحديد مستوى زنزانة الفوضى التي يُسمح لكم بدخولها بناءً على أدائكم في الدروس القادمة. إذا أحرزتم نتائج جيدة، فستتاح لكم فرصة دخول زنازين ذات مستوى أعلى…"
ثم نظرت إليّ مباشرة بنظرة حادة.
"لكن تذكروا! هذه ليست محاكاة! دخول زنزانة ذات مستوى مرتفع بلا استعداد جيد قد يعني الموت الحقيقي!"
كانت نظراتها القوية، مع عينيها الورديتين التي اتسعت قليلاً، تشعرني بالخوف… لكن هذا لن يوقفني.
"زنزانات الفوضى الحقيقية ليست مثل الزنزانات الاصطناعية! بمجرد دخولها، لا يمكنكم المغادرة حتى يتم إكمال الغارة. ولن يتم إرسال أي تعزيزات حتى يتم تأمين منطقة آمنة وبناء جسر للوصول إليها!"
أشعر بالأسف تجاه المعلمة هايلي… لكنني سأفعل ذلك على أي حال.
"والآن، فلنبدأ الحصة التالية! موضوع هذا الدرس هو البقاء في البيئات القاسية! عليكم تعلم كيفية النجاة في الصحارى، والأنهار الجليدية، والمناطق البركانية، والغابات الكثيفة، والتعامل مع جميع أنواع الكوارث الطبيعية!"