"هنا قائد الفريق الثاني. تم التحقق من الهدف الثانوي. تم تأمين محرك المانا."
[هنا القائد. تم التأكيد. على الفريق الثاني الترقب أمام الهدف الثانوي، والاستعداد لتفجيره فورًا في حال فشل الفريق الأول.] "حسنًا."
تم إعداد خطة التأمين. الآن حان دور الفريق الأول للتحرك. راقب القائد عبر المنظار تدفق الحشود حول العجلة الدوارة.
[ندخل الآن.] صدر الأمر. خرج عشرة أشخاص ملثمين من فتحة تهوية تحت الأرض في حديقة خلفية مهجورة خلف العجلة الدوارة، ثم سرعان ما تفقدوا محيطهم.
"تم رصد سحر الحماية، نعمل على تعطيله." "تم رصد سحر الاستشعار، نعمل على تعطيله." "تم إبطال حجر المانا الذي يشكل نواة السحر الأمني."
كانت حركاتهم دقيقة ومتناسقة كالتروس داخل ساعة متقنة الصنع، لا مجال للأخطاء.
"الجهة الثالثة نظيفة." "الجهة الثانية عشرة نظيفة." "الجهة التاسعة نظيفة." "الجهة السادسة نظيفة."
أومأ القائد برأسه. كان سحر التمويه المفروض على كل فرد يعمل بفعالية. إلا إذا كان هناك شخص ذو حواس خارقة، فلن يتمكن أحد من اكتشافهم.
[الفريق الأول، تقدموا نحو الهدف الأساسي.] بمجرد تلقيهم الأمر، قفز الفريق الأول داخل العجلة الدوارة، متنقلين بين هياكلها برشاقة تحاكي قفزات الإلف. في لمح البصر، وصلوا إلى محور العجلة.
"هنا قائد الفريق الأول، تم تأكيد الهدف الأساسي. وصلنا إلى وصلات المحور، القائد." [هنا القائد. أحسنتم. تموضعوا كما تدربتم مسبقًا.]
تمركز ثمانية أفراد حول الوصلات بمجموعتين لكل نقطة، فيما بقي الاثنان الآخران في وضع الحراسة تحسبًا لأي طارئ، وإن كان حدوث ذلك مستبعدًا.
"هل نبدأ فورًا؟" [انتظروا. العميل يريد أن تنفصل العجلة عن محورها، تتدحرج في أرجاء المدينة، ثم تصطدم ببوابة الدخول لتسقط متسببة في دمار هائل.] "ههه، طلبات غريبة." [عملنا هو التنفيذ فقط.] "حسنًا."
أخذ القائد يجري الحسابات وفقًا لحجم العجلة ووزنها وعدد المقصورات والركاب والتضاريس المحيطة. استغرق ذلك ثلاثين دقيقة.
[هنا القائد. اقطعوا الوصلات وفق الجدول الزمني. ابدؤوا بالجهة اليسرى، ثم بعد 1.5 ثانية، انتقلوا إلى الجهة اليمنى.] "يجب أن نبدأ الآن إذا كنا سنلتزم بالجدول، نبدأ؟" [نعم.]
فور صدور الأمر، اشتعلت الشرارات عند نقاط الفصل الأربع، وبدأت أصوات التقطيع تتردد في المكان. أبلغ قائد الفريق الأول بهدوء:
"هاه، لم يكن الأمر صعبًا." [مهمة رتيبة.]
وضع القائد منظاره جانبًا. لا داعي للمراقبة، فبعد النجاح في التسلل والبقاء غير مكشوفين لدقيقة، تعتبر المهمة منتهية فعليًا.
العميل الذي كلفهم بهذه العملية كان الماركيز "جودميلّا"، بدافع بسيط ووضيع: الحقد على ثروة وقوة "إليريدور". لم يكن هناك دافع أعمق.
نحن منظمة تعمل بالمال فقط، ولا شيء غيره. المصالح تقاطعت، وهكذا تمت الصفقة.
آه، عندما دفع الماركيز العربون، تمتم ببعض الهراء، مدعيًا أن هذه المهمة كانت في الأصل من نصيب "الأميرة الذهبية" وفريق فرسانها السري، لكن الأميرة نكثت بوعدها فجأة، ما اضطره إلى الاستعانة بنا كخيار ثانٍ، لكنه مع ذلك مستعد لدفع مبلغ كبير.
"كم هو أحمق."
يبدو أنه يظن أن "الأميرة الذهبية" و"فرسان الظل" مجرد أسماء عشوائية. هذه الصفقة ستكون الأخيرة بيننا وبينه.
"ربما الانضمام إلى الأميرة سيكون ممتعًا أكثر."
قبل سنوات، شاع أن الأميرة "أديلا" أصيبت بالجنون بعد أن فقدت فارسها المخلص في صراع العرش.
بناءً على ذلك، فمن غير المرجح أن تكون ملكة صالحة، بل على الأغلب ستصبح طاغية.
"وإذا تمكنت الأميرة من السيطرة على عالم الجريمة أيضًا؟"
فرسان الظل موالون لها بالفعل. مع القوة الكافية، يمكنها تجاوز "الأمير الأول كازاركس".
"قد تصبح الإمبراطورة!"
حتى إن فشلت، يمكننا ببساطة العودة إلى الظلام والاختفاء.
"هاه، نحن بالفعل أقوياء بما يكفي لنلعب بمصير الإمبراطورية!"
كان جميع أفراد مجموعتهم البالغ عددهم 21، بما في ذلك القائد وقادة الفرق، أيتام حرب نشأوا في الفوضى، يكرهون الإمبراطورية والممالك الأخرى على حد سواء. عاشوا من خلال النهب والقتل، حتى أصبحوا أقوى فرقة نخبة في العالم السفلي، وربما يمكن مقارنتهم بفرسان الظل.
لم يكن للحياة معنى، سوى الاستمتاع بمشهد سقوط الإمبراطورية.
كان هذا تفكيرًا سعيدًا، لولا الصرخة التي اخترقت قنوات الاتصال.
[أاااه!!] [هنا قائد الفريق الأول! تعرضنا لهجوم!] "الفريق الأول! ما الذي يحدث؟ من أين جاء الهجوم؟ حجم القوة؟!"
رفع القائد منظاره بسرعة، ليرى أفراد فريقه في حالة من الفوضى، فيما سقط ثلاثة قتلى بالفعل.
[ل-لا نعلم! لا توجد أي علامات على الهجوم، لكن رؤوس أفرادنا تنفجر فجأة!]
لم يكن هناك أي أثر للعدو، ومع ذلك، قُتل ثلاثة آخرون.
"افحصوا الإصابات!" [فعلنا! كل إصابة مختلفة عن الأخرى! لكن يبدو أن أغلبها يأتي من اتجاه الساعة الرابعة…!]
الساعة الرابعة؟ نظر القائد عبر منظاره إلى تلك الجهة. كانت المنطقة مليئة بالمباني العالية، مما جعل تحديد موقع القناص مستحيلًا.
"أنشئوا حاجزًا سحريًا!"
على الرغم من المخاطرة بكشفهم، شيدوا حاجزًا أزرق شفافًا، لكن في لمح البصر، اخترقته رصاصة غامضة، لتثقب رأس أحد أفرادهم.
[القائد، الحاجز لا يجدي…!]
حدق القائد بصمت في المشهد، متشككًا في أن رجاله ربما يتظاهرون بالموت، لعدم تصديقه ما يحدث.
"….!"
[….]
"قائد الفريق الأول؟"
[….]
"قائد الفريق الأول!!"
[….]
غير معقول. لم يمر سوى عشر ثوانٍ، أو ربما أقل. ومع ذلك…
رفع منظاره مجددًا، ليجد جثثهم تتدلى بلا حياة من الوصلات.
إبادة تامة. الفريق الأول بأكمله قُضي عليه.
لا أعرف كيف تمكن المركيز أرنولد من اكتشاف خطة الهجوم، لكن المؤكد أن الهدف الرئيسي أصبح الآن مستحيل التحقيق.
اتخذ القائد قرارًا سريعًا وأعاد تشغيل جهاز الاتصال السحري.
"إلى الفريق الثاني، فجّروا محرك المانا. وعند الهروب، لا تستخدموا التخفّي، بل التنكّر، فخصومنا يمتلكون وحدة رماة بارعين قادرين على كشف السحر ورؤية الأهداف من مسافات بعيدة جدًا."
في هذه الحالة، الخيار البديل هو تفجير محرك المانا ومسح المنطقة المجاورة لمسافة 100 متر. قد يكون ذلك أكثر تدميرًا من الخطة الأصلية، لكنه يظل ضروريًا، وكل هذا بسب… المركيز أرنولد.
[…] "…الفريق الثاني؟"
شعر بقشعريرة تسري في جسده. ماذا يحدث بحق السماء؟
أخذ القائد منظاره بسرعة وانتقل إلى موقع محرك المانا عبر أنفاق التهوية.
[…]
رائحة الدماء الكثيفة ملأت المكان. الفريق الثاني بأكمله كان ممددًا على الأرض، صامتًا بلا حراك.
جميعهم كانوا مقاتلين مهرة على مستوى الفرسان الفضيّين، ومع ذلك قُضي عليهم جميعًا؟
"هل يمكن أن يكون مجرد قنّاص قد تمكن من هزيمتهم جميعًا في هذا المكان الضيق؟"
هذا مستحيل. هذا يتجاوز حدود المنطق. إن كان الأمر كذلك، فإن الخصم لا بد أن يكون على مستوى الفرسان الذهبيّين من الدرجة الأعلى.
كان هناك أكثر من شخص، لا شك في ذلك. لا بد أن هناك على الأقل أربعة من أبرع القناصين، إضافة إلى…
توقف القائد عن التفكير فجأة. كانت هناك ثقوب واضحة في جباه جميع الجثث. لم تكن هذه نتيجة طعن بسيف أو لكمات، ولم تكن حتى سهامًا.
هذا…
"…رصاص؟"
سمع صوت طلقة رصاصة تُجهّز. رفع رأسه فورًا.
أمامه، كان رجل يرتدي عباءة بيضاء بالكامل، واقفًا في هدوء، يضم يديه إلى صدره ويدير ظهره.
حتى في ظلام المكان، كان يشعّ نورًا، فلماذا لم يلاحظه إلا الآن؟
لا شك أن هذا هو العدو.
"الآن!"
في اللحظة التي أدرك فيها ذلك، قذف القائد كل ما لديه من خناجر: اثنين في يده، اثنين في أكمامه، وثمانية كان يخفيها في ملابسه.
اثنا عشر خنجرًا، جميعها مشبعة بطاقة المانا، ذات قوة اختراق كافية لاختراق الفولاذ.
لكن…
استدار الرجل ذو العباءة البيضاء، ورفع مسدسيه الفضيين، ثم أطلق النار.
دوى صوت الطلقات النارية بشكل متتابع، صوت يصمّ الآذان.
كم مرة أطلق؟ ثلاث عشرة مرة.
سقطت جميع الخناجر الاثني عشر على الأرض.
والمسدسان كانا موجّهين نحوه مباشرة.
كانت هذه آخر صورة رآها القائد.
– لقد منعتَ الهجوم الإرهابي الذي كان سيقع في أرض الإمبريوم! لم يدرك أحد ما حدث، لكنك كنت السبب في ذلك.
حولتُ زيّ "صانع السلام" إلى سوار على معصمي، ثم خرجتُ بهدوء وأبلغت السلطات دون الكشف عن هويتي.
بعدها، هرعت مسرعًا إلى متجر المثلجات.
من بعيد، رأيت "لوري" وهي تحمل مثلجاتها ببرود، تنتظرني. وعندما رأتني، صرخت بصوت عالٍ:
"مارتن! كيف تجرؤ على ترك سيدة تنتظر؟ أشعر بخيبة أمل كبيرة!"
"آسف، حدث أمر طارئ."
انتفخت وجنتاها وهي تمدّ لي مثلجات الشوكولاتة.
"إذاً، عليك تعويضي اليوم! أريد قضاء يوم ممتع!"
"حسنًا، طالما أن ذلك يعني مجرد التجول معك."
"نعم! هذا كافٍ!"
أمسكت بيدي، ثم قادتني إلى مكان ما، تأكل مثلجات الفانيليا بسعادة.
في الأفق، أضاءت الألعاب النارية سماء الليل فوق أرض الإمبريوم، كأن شيئًا لم يحدث.
تلألأت الألوان، تلوّن الليل بسحر الطفولة البريء، وتحت تلك السماء، ابتسمت لوري بسعادة.
ربما، ولو لليلة واحدة، يمكنني نسيان المصير المظلم والاستمتاع باللحظة.
"مارتن! دعنا نذهب إلى بيت الأشباح!"
"أوه…"
ذلك… ليس خيارًا جيدًا.
بعدما غادر "القديس" في رحلته للبحث عن إرث "نيتشر فايف" ورفاقه، عدتُ إلى حياتي اليومية. أخيرًا، يمكنني الاستيقاظ في الصباح براحة.
"سيدي، استيقظتَ؟"
فتحت عيناي مع ضوء الشمس الذي تسلل عبر النافذة، ليسقط على وجه "لايلاك".
كانت تبتسم لي، وإشراقة الشمس تجعلها تبدو كزهرة حقيقية.
"إنها الصباح، عليك تناول الفطور."
بدت ملامحها أكثر نضارة من المعتاد، ربما لأنني نمت لوقت متأخر اليوم.
"حسنًا، سأخرج حالًا."
أغلقت لايلاك الباب وغادرت الغرفة، لكني شعرت بالذنب. في كل مرة أعود فيها، أكون مليئًا بالجروح، مما يسبب لها قلقًا شديدًا.
ليس هذا فقط، بل حتى عندما كنت أتلقى تدريبات القديس، كنت أستيقظ قبل الفجر وأعود في وقت متأخر، وكانت لايلاك دائمًا مستيقظة، تدعمني بصمت.
"سيأتي يوم أرد لها كل ذلك."
أريد على الأقل أن أجعل حياتها مريحة وسعيدة.
لكن…
أتذكر تلك الليلة عندما أصبت بشدة، وبكت لايلاك بحرقة. منذ ذلك اليوم، بدا أنها تتصرف معي بتحفظ غريب.
"عليّ إصلاح ذلك…."
بعد الاستحمام، خرجتُ من الغرفة، فوجدت "نيرجين"، و"بيانكا"، و"سابو" جالسين حول الطاولة، في انتظاري.
"صباح الخير، سيد مارتن."
رحّب بي نيرجين بابتسامة. بدا أنه استمتع بإقامته هنا، فقد أصبح أكثر إشراقًا.
"لم تبدأوا بالأكل بدوني؟"
"لا يمكن للضيف أن يأكل قبل المضيف."
في الواقع، كان هذا المنزل مِلكًا لنيرجين. منزلي الأصلي قد دُمر في حادثة هجوم "هارين"، والآن أنا الضيف هنا.
لكن في قوله كان هناك معنى آخر… وكأنه يعترف بي كقائد للمجموعة.
ما إن جلست، حتى بدأت لايلاك تقديم الطعام.
"سيدي، أعددتُ لك اليوم فطيرة اللحم وسلطة الحديقة."
"أوه!"
كل طعامها لذيذ، لكن فطيرة اللحم من أفضل خمسة أطباق تتقنها.
[ووف!]
"أعلم، سباستيان، لديك نصيبك أيضًا."
بعد أن قدّمت الطعام حتى لـ"سباستيان"، بدأنا تناول الفطور، وتبادلنا الحديث حول المتجر والأحداث الأخيرة.
كانت بيانكا أكثر من قاد المحادثة، تخبرنا عن الإشاعات والقصص المخيفة التي تنتشر في العاصمة.
اليوم، ذكرت شيئًا مثيرًا للقلق:
"هل تعلم، سيد مارتن؟ القصر الإمبراطوري بدأ بجمع الوحوش من جميع أنحاء البلاد."