مع اقتراب موعد انتخابات رئيس مجلس الطلاب، أصبح الجو داخل الأكاديمية أكثر توتراً.
يبدو أن هناك بالفعل إجماع عام بين الطلاب حول من هم الطلاب الذين سيعلنون ترشحهم. ومن بينهم، ارتفع الاهتمام بالأميرة بينيا إلى عنان السماء. حتى الطلاب الذين لم يكونوا مهتمين بأي شيء آخر غير الواجبات المدرسية كانوا ينتظرون إعلانها للترشح.
"اعتبارًا من هذا الصباح، أعلنت لورتيل كهلاند أنها ستترشح لمنصب رئيس مجلس الطلاب."
الأخبار التي جلبتها كلير، الفارسة المرافقة لها، قد فاجئت الأميرة بينيا إلى حد كبير.
"شركة إلت... لورتيل كهلاند...؟ هل قالت ذلك بنفسها؟"
"نعم."
أمالت الأميرة بينيا رأسها وهي تظهر دهشتها.
كانت لورتيل كهلاند شخصية ذات نفوذ تعمل تحت الماء. لم تكن من النوع الذي يبحث عن منصب على السطح.
أيضًا، كانت لورتيل مشغولة بالفعل في الاهتمام بالأعمال التجارية لشركة إلت. من المستحيل أن تتمكن من شغل مقعد رئيس مجلس الطلاب بسبب عبء العمل الثقيل الذي جاء معه. إذا حصلت حقًا على مثل هذا المنصب، فمن الآمن القول إنها بالكاد سيكون لديها الوقت للإهتمام بالعمل في شركة إلت.
من خلال معرفتها بشخصية لورتيل، لم تكن تعتقد أنها ستتخذ مثل هذا الخيار.
ولكن من المستحيل أن تكون المعلومات التي قدمتها كلير خاطئة. كانت دائمًا تختار بعناية ما يجب إحضاره، وتتأكد من التحقق منها مرتين وثلاث مرات.
"الأمر ليس غريبًا في الواقع... ما هو مؤكد هو أنه، نظرًا لأنها تسيطر بالفعل على المنطقة التجارية بشكل كامل، فإذا أصبحت رئيسة مجلس الطلبة... فستكون قادرة على حكم سيلفينيا مثل الملك. بقدر ما قد أستطيع... أريد أن أوقفها."
"ولكن كأميرة..."
"مع ذلك... ما زلت لا أعتزم أن أصبح رئيسة مجلس الطلاب."
قطعت الأميرة بينيا كلمات كلير بسرعة.
بعد أن وضعت فنجان الشاي الخاص بها فوق الطاولة الفاخرة في غرفتها الخاصة في المسكن الملكي... وبعد التفكير للحظة، توصلت بينيا أخيرًا إلى استنتاجها.
"أحتاج ألى الذهاب ورؤية الآنسة تانيا في غرفة الضيوف."
* * *
"هذا ليس وضعًا يمكنكِ فيه الاختباء إلى الأبد، آنسة تانيا."
على الرغم من أنه كان الطابق الأول من المسكن الملكي، إلا أنه سيتعين عليك السير طول الطريق في الردهة والمرور بعدة منعطفات فقط للوصول إلى غرفة الضيوف.
لقد كانت مساحة منعزلة، حيث لم يكن لدى أي شخص باستثناء موظفي التنظيف أي سبب لزيارتها.
نظرًا لجغرافية جزيرة آكين، التي كانت تقع على مشارف الإمبراطورية، فقد كان من النادر أن يأتي ضيف من النبلاء ويقيم فيها. لذا، تم بناء غرفة الضيوف وفقًا للاتفاقيات المعمارية ولكن لم يكن من المفترض استخدامها حقًا.
مع ذلك، في الوقت الحالي كانت بمثابة منزل لـ تانيا، التي كانت هاربة. لذا وبالتفكير في الأمر، لم يكن الحصول عليها مضيعة بالكامل.
عندما دخلت الأميرة بينيا الغرفة، كانت تانيا تجلس بهدوء على الطاولة وهي ترتجف.
"أميرة بينيا..."
"لا أعرف نوع العلاقة التي كانت بين إد روثستايلور ولورتيل كهلاند عندما كان على قيد الحياة، ولكن.... في كل الأحوال، بدا أن تلك التاجرة مصممة على الإيقاع بكِ يا آنسة تانيا."
كانت صورة لورتيل وهي تدعم إد روثستايلور بشكل دائم بمثابة ذكرى واضحة للأميرة بينيا.
لا توجد طريقة لمعرفة نوع العلاقة التي كانت تربطهما بالضبط، لكنها تمكنت على الأقل من استنتاج أن لورتيل كانت تفكر بـ إد بصفته شخصًا ذا معنى كبير بالنسبة لها.
"على أية حال، مهما كان القرار الذي ستتخذينه في النهاية يا آنسة تانيا، فإن أول شيء عليكِ فعله هو التخلص من التهم الموجهة إليكِ بكونكِ الشخص الذي يقف وراء وفاة إد روثستايلور."
"لكن... بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر، مع كل الأدلة الظرفية، فمن الواضح أنني أبدو وكأنني أنا الجاني. هذا... هذا ليس جيدًا."
"...إذن، ليس لدي خيار سوى أن أسالكِ عن رأيكِ."
قامت الأميرة بينيا بسحب شعرها البلاتيني اللامع إلى جانب واحد وهي تجلس على الطاولة مقابل تانيا.
عند النظر إلى الفتاة ذات الشعر الأشقر المتوهج وملامحها الشبيهة بإد روثستايلور، تذكرت الرجل الذي مات فجاةً بشكل عبثي قبل أن تتاح لها الفرصة للتعويض عن أخطائها معه.
على الرغم من أنه لم يعد في هذا العالم، إلا أنها وعدت بعدم تكرار نفس الخطأ مرتين.
"إذا لم تكن الآنسة تانيا هي التي أمرت بقتل إد روثستايلور، فمن تعتقدين أنه الشخص الذي فعل ذلك؟"
كان هذا السؤال مرتبطًا بالشكوك التي كانت الأميرة بينيا تحملها لفترة طويلة الآن.
كان ظلام عائلة روثستايلور مجهولاً بالكامل. لو أمكن العثور حتى على جزء منه... إذن، لن يكون تقديم المساعدة إلى تانيا أمرًا عديم الجدوى.
"هذا..."
خفضت تانيا نظرتها وهي تتردد.
كان كاديك ونوكس، المتهمان بالقتل، خادمان لعائلة روثستايلور منذ فترة طويلة.
امتلاكهما لمثل هذه المرتبة يعني أنهما لم يعودا يعتبران فردين مستقلين. وبدلًا من ذلك، كان هذا يعني أنهما يحملان هيبة العائلة على ظهورهم. تم تعليمهما أن يكونا حذرين في كل تصرفاتهما، حتى لا يشوها اسم العائلة.
إذًا، ما هي احتمالات ارتكاب لمثل هذا الشخص جريمة قتل لم يكن للعائلة نفسها أي مصلحة فيها؟
برغم أنهما جاؤوا على طول الطريق إلى جزيرة آكين كمساعدين مرسلين، فقط ليقوموا بطعن وقتل السيد الذي كانا يخدمانه في الماضي... من المستحيل أن يكون ذلك باكمله أمرًا تعسفيًا.
أصبحت خططهم متشابكة، مما أدى إلى ظهور جرائمهم للعلن، ولكن في كل الاحوال... لا يزال هناك ستار أسود وراء الكواليس والذي أمر بالأغتيال.
"هـ-هذا... ربما كان..."
عرفت تانيا أيضًا ذلك. بصرف النظر عنه... لم يكن هناك الكثير ممن يمكنهم أن يأمروا كاديك ونوكس باتخاذ مثل هذا الإجراء المتطرف.
بدأت تفكر فيه باعتباره المشتبه به الأكثر احتمالًا.
وكان هو... الأب الذي كانت تحترمه بشدة. كريبن روثستايلور.
لا يمكن لأي شخص آخر أن يأمر كاديك ونوكس بقتل إد روثستايلور.
"......"
بالنظر إلى تردد تانيا، تمكنت الأميرة بينيا من استنتاج من يقف وراء ذلك. في المقام الأول، كانت أيضًا لديها بالفعل شكوكها الخاصة حول الجانب العميق المخفي من كريبن روثستايلور.
حتى مع ذلك، لم تضغط عليها أكثر. حقيقة أن والدها، الذي آمنت به واتبعته طوال حياتها، فعل مثل هذا الشيء دون تفكير... بالنسبة لـ تانيا، ستكون هذه الحقيقة شيء يصعب عليها قبوله.
"...سبب قدوم كاديك ونوكس إلى سيلفينيا... مساعدتي كانت مجرد ذريعة... في الواقع، ربما كان ذلك من أجل قتل أخي الكبير، إد."
فجأةً، كما لو أنها انتهت من تنظيم أفكارها، تحدثت تانيا ببطء.
"آنسة تانيا..."
"أنا... كنت مجرد دمية."
خفضت تانيا رأسها وهي تتحدث بهدوء.
إذا نظرنا إلى الوراء، كانت حياة تانيا بأكملها بهذا الشكل.
كم مرة قامت فيها بتحقيق شيء ما بحكمها الخاص؟
أثناء نشأتها، كل ما فعلته هو الجلوس ساكنة وتحمل الألم تحت طغيان إد.
ثم، بعد وصولها إلى سيلفينيا... الشيء الوحيد الذي فعلته هو رفع ذقنها عالياً، والتجول في الارجاء تحت مجد روثستايلور كما لو أنها أنجزت شيئًا بنفسها.
كان من المستحيل إنجاز أي شيء في حياة تانيا بدون اسم روثستايلور. بخلاف حقيقة أنها كانت ابنة ولدت في عائلة رائعة، فهي كانت مجرد فتاة في سن مبكرة درست كثيرًا.
وكأن هذه الحقيقة علقت برأسها مرة أخرى، استنشقت ورأسها منخفض.
لكنها لم تذرف أي دموع عديمة الفائدة. بعد لحظة، نظرت الى الاعلى نحو بينيا والمظهر الخائف الذي كانت عليه قد اختفى نوعًا ما, تأثرت بينيا بشدة عند رؤيتها وهي تحاول حبس دموعها، وتجبر تعبير قوي على الظهور على وجهها.
كان كل فرد في عائلة روثستايلور متعجرفًا وجشعًا بشكل لا يصدق.
بينيا، التي كانت تؤمن بمثل هذا التحيز، أرسلت إد بعيدًا. لكن عند رؤية تانيا هكذا... شيئًا فشيئًا، بدأ التحيز النفسي الذي كانت تحمله ضد عائلة روثستايلور في الانهيار.
"سوف... سوف أترشح لمنصب رئيس مجلس الطلاب، أميرة بينيا."
"لن يكون الأمر سهلاً. ففي نهاية المطاف، لقد تم اتهامكِ بجريمة قتل."
"هذا صحيح، لن يكون الأمر سهلاً... لكن بالتفكير في أولئك الذين ساعدوني عندما كان ظهري مستندًا على الزاوية، لا أستطيع الجلوس مكتئبةَ هكذا."
أمسكت تانيا طرف تنورتها بإحكام وهي تومئ برأسها.
"والدي، الذي لم يعر أبدًا أي اهتمام لأخي الأكبر إد. ربما كان السبب وراء اتخاذه لمثل هذا الإجراء المتطرف فجأةً هو... لأنني كتبت عن أخي في رسالة أرسلتها إليه عن حياتي اليومية."
"...إذن، هذا يعني..."
"نعم، هذا صحيح. بشكل ما... أنا من أوصل أخي إلى هذه النهاية المروعة."
بالطبع، لم يكن شيئا يمكن اعتباره جريمة. لم ترسل تانيا سوى أخبارًا عن حياتها، كالعادة.
لم يكن بإمكانها توقع أن ذلك سيؤدي إلى وفاة إد.
برغم ذلك، فقد انتهى الوضع على هذا النحو.
"بعد مجيئي إلى سيلفينيا، أدركت شيئًا. على الرغم من أن أخي الأكبر لم يعد في هذا العالم، أثناء وجوده هنا في سيلفينيا، أرض التعلم، تغيرت أشياء كثيرة عنه. وحتى يوم وفاة أخي، لم أستطع التخلي عن الشكوك التي كنت أحملها ضده... الآن فقط يمكنني الأعتراف بذلك."
تذكرت الوقت الذي ذهبت فيه إلى مخيم إد وتم تقديم الشاي لها.
أصبحت مستاءة من حقيقة أنها لم تستطيع الوثوق بقلب الصبي المسمى إد. وحقيقة أنها لم تستطع التخلص من الشبهات التي حملتها ضده.
بعد مجيئه إلى سيلفينيا، وتكريس نفسه لدراساته، ومقابلة العديد من الأشخاص، بدأ إد أخيرًا في التصرف مثل شخصيته الأصلية بعد فترة طويلة من الزمن. كان الأمر مفاجئًا لدرجة أنها لم تستطع الاعتراف بذلك. ولهذا السبب، لم تتمكن أبدًا من إظهار ابتسامة محبة لـ إد، الذي عاملها بلطف.
إذا كان سبب وفاته حقا بسبب أفعالها، فليس أمامها خيار سوى أن تحمل ذلك على ظهرها.
الطريقة الوحيدة للتكفير عن وفاته هي التأكد من أن موته لم يذهب سدى. ومواصلة العيش مع تحمل مثل هذا الوزن.
بدأ الدافع يعود إلى عيون تانيا. وبدأ ضوء جديد في التوهج من عيناها الخاويتان.
"سأقف على قدم المساواة مع لورتيل وسأصل إلى مكان لن تستطيع فيه التأثير علي بسهولة. على الأقل هنا في جزيرة آكين... لن تكون قادرة على تهديدي بتهور."
"الترشح لمجلس الطلاب في ظل الوضع الحالي... أنتِ في وضع غير مؤاتِ تمامًا. وأهم من أي شيء آخر، أنتِ ما تزالين قيد التحقيق من قبل الأكاديمية بتهمة القتل."
"لا يزال الأمر مجرد 'اشتباه' وأنا مجرد 'مشتبه به محتمل'. لم يتم تأكيد التهم ضدي، لذلك من الناحية الفنية لست مجرمة حتى الآن. لا يوجد أي سبب يمنعني من الترشح لمنصب رئيس مجلس الطلاب طالما اتوقف عن العيش في الخفاء وأتعاون مع التحقيق. بالإضافة إلى ذلك، فإن كاديك ونوكس يبقيان أفواههما مغلقة حاليًا، لذا من الآمن القول إن التهم الموجهة إلي لن يتم تأكيدها حتى تظهر أدلة جديدة."
بالطبع، لم يكن أمرًا سينتهي اعتمادًا على ما اذا كان من المسموح لها الترشح لمنصب رئيس مجلس الطلاب أم لا بموجب اللوائح.
الاتهام بالقتل سيمثل نقطة ضعف مضرة بشدة لأي مرشح خلال الانتخابات. كان هناك احتمال أن ينظر الناس إليها على أنها غطرسة شديدة أن تترشح لمنصب رئيس مجلس الطلاب بمثل نقطة الضعف هذه.
ولكن, كان التصميم مكتوبًا على وجه تانيا.
عند رؤية تانيا هكذا، ابتسمت الأميرة بينيا ابتسامة ناعمة.
"إذن... سأدعمكِ رسميًا يا آنسة تانيا."
من المستحيل ألا تعرف تانيا أهمية الحصول على دعم رسمي من الأميرة بينيا.
لكن العبء السياسي الكبير الذي ستواجهه الأميرة بينيا اثناء القيام بذلك... كان واضحًا أيضًا.
عندما فتحت تانيا عينيها المستديرتين ونظرت نحو بينيا، خفضت بينيا نظرتها، كما لو كانت تطلب منها ألا تقلق بشأن ذلك.
"لدي أيضًا دين لم ادفعه لـ إد روثستايلور عندما كان على قيد الحياة."
أغمضت عينيها وفكرت في الأسباب المختلفة.
الأول هو أنها لا تستطيع الجلوس ساكنة ومشاهدة الأكاديمية بأكملها يتم الاستيلاء عليها من قبل مثل تلك التاجرة القاسية.
والسبب الثاني هو أنها لم تستطع ترك تانيا، التي كانت تسند ظهرها على الزاوية، بمفردها.
وأخيرًا، شعور الندم والدين لعدم قدرتها على الاعتذار لـ إد روثستايلور حتى النهاية... رفعت بينيا يدها، وأمسكت بيد تانيا.
من كان يمكن أن يتصور شيئًا كهذا في أي وقت مضى؟ تحالف بين بينيا إلياس كرويل وتانيا روثستايلور.
* * *
[هـ-هل يمكنني التحدث معه الآن؟]
[من فضلك فقط اتركه وشأنه. ماغ، لو كان الأمر يخصك، لكان قد استدعاك.]
[لكن... لقد كان يجلس على الصخرة لمدة ساعتين دون أن يتحرك. قريبًا سيصبح المد مرتفعًا، لذا ألا يجب عليه أن يبدأ في العودة إلى الكهف؟ ]
[هل تعتقد أن السيد الشاب إد أحمق؟ عندما يأتي الماء، سوف يتحرك. ]
كنت أسمع لاسيا وماغ يتجادلان ذهابًا وإيابًا مع بعضهما البعض.
هل كان ذلك لأنني كنت جالسًا في تفكير عميق لبعض الوقت الآن، بحيث بدأت الأرواح تعتقد أن شيئًا ما كان غريبًا؟
الأرواح لا تظل دائمًا بالقرب من الفرد. تميل الأرواح السائلة إلى التجول، بينما تقوم الأرواح رفيعة المستوى المستقلة تمامًا بأعمالها الخاصة... كانت الأرواح التي تلتصق حولك لفترة طويلة من الزمن أقل شيوعًا بكثير مما قد تعتقد.
مع ذلك، استمر ماغ ولاسيا في البقاء حولي، كما لو أنه ليس لديهما مكان آخر يذهبان إليه.
لذا، كلما ظنوا أن شيئًا ما كان غريبًا، كانوا يتذمرون لبعضهم البعض بهذا الشكل. من ناحية أخرى، ميريلدا كانت بالكاد تقضي أي وقت بالقرب مني. كانت تتجول في الجزيرة بأكملها كما لو كانت ملكًا لها، ولكن عندما يحدث شيء مهم، فإنها ستظهر في لمح البصر. لذلك لم يكن الأمر مهماً حقاً.
"همم..."
الشيء الذي كنت أفكر فيه أثناء جلوسي على الصخرة هو المحادثة التي أجريتها مع لورتيل.
"سأبيع مقعد رئيس مجلس الطلاب."
"لن تكون مهمة سهلة، لكن العائد سيكون عظيما بقدر الجهد المبذول."
<سياف سيلفينيا الفاشل> الأرك 3 الفصل 2. ما قبل انتخابات مجلس الطلاب.
إذا كنت ذاكرتي صحيحة... فقد كانت تلك الحلقة مجرد مقدمة قبل القضاء على الزعيم الأوسط في الأرك 3، 'الخيميائي الكارثي، كلاود.'
قصة غيرت تكوين الشخصيات الموجودة حول الشخصية الرئيسية، تايلي.
ستستمر الشريرة تانيا روثستايلور في التنافس ضد الأميرة بينيا حتى النهاية... وفي نهاية المطاف ستتم هزيمتها.
على الرغم من أنها تم تقديمها كزعيم، إلا أنها لم يكن لديها حقًا أي تسلسل قتالي. وذلك لأن انتخاب رئيس مجلس الطلاب في حد ذاته لم يكن أكثر من مجرد معركة على السلطة داخل الأكاديمية.
كان من المفترض أن تدعم الشخصية الرئيسية تايلي الأميرة بينيا بنشاط. وذلك كله بسبب تعرض تايلي للتنمر من قبل إد روثستايلور في بداية العام الدراسي. لقد كانت حقيقة لا مفر منها أن تايلي سيكون دائمًا معاديًا تجاه أفراد عائلة روثستايلور.
كانت معاملته تجاه تانيا روثستايلور هي نفسها. في المقام الأول، تانيا كانت أيضًا شخصية تم تصويرها على أنها شريرة متعجرفة.
في كلتا الحالتين، كان تايلي إلى جانب بينيا، مع هدف محاولة إقناع الطلاب. بالطبع، في القصة الرئيسية لم يكن من الممكن له إقناع الأكاديمية بأكملها. إن إجبار اللاعب على القيام بشيء ممل للغاية من شأنه أن يؤدي إلى انهيار اللعبة.
لذا، كانت مهمة تايلي في القصة هي مقابلة الطلاب الأعلى لكل مرحلة وإقناعهم بدعم بينيا. من الناحية المنهجية، فإن الحصول على دعم الطلاب الأعلى في كل مرحلة يمكن أن يشكل الفارق في ما إذا كان المرشح سيتم انتخابه أم لا.
طالما تتمكن من إقناع خمسة من الطلاب الثمانية، فسيتم انتخاب بينيا، وستُهزم تانيا بطريقة غير سارة بعد الاستمرار في المقاومة حتى النهاية.
أثناء محاولة إقناع كل طالب، سيتم تقديم أسئلة فرعية مختلفة تطرحها كل شخصية. وكانت شروط المهمة المطلوبة من كل طالب مختلفة. تذكرت أنني عانيت من صداع كبير بسبب هذا الجزء.
"أعلم أن دعم الطلاب الأعلى مهم للغاية..."
تمتمت لنفسي وأنا أحك ذقني عدة مرات.
ولما كان الأمر معقولاً فإن عدد الطلاب الذين يمكن إقناعهم في كل صف هو اثنان.
أفضل طالب في قسم السحر في السنة الأولى جوزيف وأفضل طالب في قسم الخيمياء كلاود.
أفضل طالب في قسم القتال في السنة الثانية كليفيوس، وأفضل طالبة في قسم الخيمياء إلفيرا.
أفضل طالب في قسم القتال في السنة الثالثة دريك، وأفضل طالبة في قسم الخيمياء أتالانتا.
افضل طالب في قسم القتال في السنة الرابعة دوك، وأفضل طالبة في قسم السحر ترايكانا.
كان الحصول على دعم خمسة من الطلاب الأعلى الثمانية شرطًا أساسيًا للفوز في الانتخابات.
كان واد، الطالب الأعلى في قسم القتال في السنة الأولى، يدعم الأميرة بينيا بالفعل، وكانت دوروثي، الطالبة الأولى في قسم الخيمياء في السنة الرابعة، تدعم تانيا بالفعل. لذا، كان الاثنان غير واردين مسبقًا.
بالإضافة إلى ذلك، في نهاية المطاف قررت أفضل طالبة سحر في السنة الثانية لوسي وأفضل طالبة سحر في السنة الثالثة ينكار عدم الإدلاء بصوتهما. كانت لوسي منزعجة من كل ذلك وكانت ينكار محايدة تمامًا.
"همم..."
إذا كان كل شيء يتبع الجدول الزمني الأصلي تمامًا، فهكذا كانت ستكون الأمور. بالطبع، في واقع الأمر, مع تقدم القصة بالطريقة التي حدثت، أصبح كل شيء في حالة من الفوضى.
ظهرت الشقوق شيئًا فشيئًا في الأرك 1، ولكن بحلول الأرك 3، كان الوضع قد خرج تمامًا عن نطاق السيطرة. وكان من المستحيل تصور كيف تغير هيكل الانتخابات برمته.
مع ذلك، عندما يتعين علينا القتال ضد كريبن لاحقًا، على الأقل آمل أن نظل نحظى بدعم الأميرة بينيا والقوة التي تتمتع بها. آمل أن يظل هذا الجزء من القصة على الأقل كما هو.
حتى لو لم أتمكن من التأكد من أن كل جوانب القصة هي نفسها، فطالما أن كل شيء قد تم بحيث تكون الصورة الأكبر في المستقبل هي نفسها، فسيكون ذلك عظيمًا.
لكن... لا أستطع نسيان الكلمات التي قالتها لورتيل.
"أولاً، سأجعل تانيا رئيسة مجلس الطلاب. وبأي وسيلة ضرورية."
مع اصطدام أمواج الشاطئ الصغيرة في الخلفية، قامت بالجلوس على صخرة بنية فاتحة واحتضنت ركبتيها وابتسمت.
كان من الواضح أنه في داخل رأس وحش شركة إلت، لابد أن يكون مليئًا بالكامل بالحيل والأساليب الماكرة لتحقيق كل ما تريده.
عندما سألتها عن سبب رغبتها في جعل تانيا رئيسة مجلس الطلاب، أجابت تمامًا كما اعتقدت أنها ستفعل.
"لأنها أختك الصغرى."
تلك الإجابة التي جمعتها لورتيل داخل رأسها لم تكن أقل من مثالية.
كلما بدأت أعتقد أن هذه كانت نهاية مخططها، سيكون هناك قسم أعمق.
ولهذا السبب لم أتمكن من الجلوس وعدم القيام بأي شيء.
لكن... من الصعب التفكير في الإجراءات التي يمكنني اتخاذها بالضبط. أولاً، كنت ما أزال أعتبر رسميًا 'ميتًا'.
بمجرد أن أتخلص بسرعة من الاضطرار بلا جدوى إلى تزييف موتي، فإن اتخاذ الإجراءات المختلفة سيصبح أسهل بكثير.
* * *
"لقد جمعت كل الوثائق والمقالات المتعلقة بالموضوع. أنتِ حقًا ستترشحين لمنصب رئيس مجلس الطلاب، نائبة الرئيس لورتيل."
"يا إلهي، شكرًا لكِ إيتها السكرتيرة لينا. يمكنكِ تركه هنا."
كما لو كانت في مزاج جيد، واصلت لورتيل الهمهمة وهي تعطي تعليمات موجزة للسكرتيرة الظريفة ذات الشعر الأحمر.
على الرغم من أن لورتيل تعاملت مع معظم عملها بشكل مباشر، دون الحاجة إلى سكرتيرة، إلا أن لينا، وهي موظفة صغيرة في متجر إلت التابع لفرع سيلفينيا، لم تفكر بالأمر كثيرًا بعد حصولها على الوظيفة. من المؤكد أنه مع اضطرار لورتيل إلى تولي العمل لانتخابات مجلس الطلاب، أصبح عبء عملها أكبر من أن تعتني به بنفسها.
والغريب أنها كانت تعلم هذه الحقيقة بوضوح، ومع ذلك استمرت في الترشح لرئاسة مجلس الطلاب. هل كانت تخطط حقًا لترك الشركة إذا فازت؟
"آنسة لورتيل. أنا..."
"لا تسأليني أي أسئلة عديمة الفائدة."
كما لو كانت تعرف ما كانت تتساءل عنه لينا، لم تتوقف لورتيل عن تقليب المستندات أثناء ردها.
"على أية حال... ليس لدي أي نية لأن أصبح رئيسة مجلس الطلاب."
"عذرا؟ إذن، المستندات..."
فجأةً، توقفت يد لورتيل التي كانت تتراقص على الأوراق. وانتشر الحبر ببطء تحت الريشة غير المتحركة.
"هل يمكنكِ أن تسأليني فقط عن الأشياء الضرورية؟"
على الرغم من أن ابتسامتها بدت وكأنها أجمل شيء وأكثره حبًا في العالم، إلا أن لينا أصيبت فجأةً بالقشعريرة وهي تعتذر. ثم سرعان ما أغلقت أبواب المكتب وهي تغادر.
"في كلتا الحالتين... أنا أعرف كل ما سيحدث..."
كانت تانيا روثستايلور خائفة من لورتيل. لأنه الآن، على السطح، يبدو كما لو أن لورتيل تعتقد أن تانيا هي التي قتلت إد.
مع الحفاظ على هذا الموقف والتلميح علنًا عن الانتقام، أصبحت لورتيل 'السوط' الذي يدفع تانيا.
من ناحية أخرى، سواء كانت بينيا أو تانيا... فأن كلاهما كان لديهما شعور غريب بالذنب والدين تجاه إد روثستايلور المتوفى رسميًا.
الدين النفسي الذي نشأ من عدم اعترافهم بصدقه، ومعاملته بقسوة، وتجاهله حتى يوم وفاته... لن يختفي أي منه بسهولة.
من خلال ترك الأشياء كما هي ودفع اسم إد روثستايلور باستمرار إلى وعيهم، فإنه سيتطور ويصبح بمثابة ملاذ من نوع ما لا يمكن لمسه أبدًا.
ثم، وبمجرد عودة إد روثستايلور إلى الحياة، فإن كل الديون المتراكمة والشعور بالذنب التي أزهرت بداخلهم ستحول تصرفات إد روثستايلور وآرائه إلى 'الجزرة'. الطعم الذي سيكون من الصعب على الاثنين رفضه.
من خلال القيام بذلك، طالما تستمر في إثارة شعورهم بالذنب والدين تجاه إد روثستايلور، فسيصل الأمر في النهاية إلى النقطة التي يقعون فيها جميعًا في راحة يد إد. كلما تم دفع الشخص عقليًا إلى الزاوية، كلما كان التغيير أكثر تطرفًا ذلك الذي سيمر به. وكل ذلك جعل لورتيل نفسها هي السوط.
فن السيطرة والتحكم بشيء ما في كف يد المرء من خلال فكرة خيبة الأمل والاعتراف. ستكون قادرة على التحكم بهما كيفما ترغب.
كانت تحمل السوط والجزرة في يديها، ويمكنها ببطء اختيار رئيس مجلس الطلاب التالي بين يديها. مثل محرك الدمى الذي يتحكم في دمية.
لقد أمضت نصف حياتها في العمل جنبًا إلى جنب مع الأشخاص الذين يعيشون في عالم الأعمال. الآن، أصبح الصراع القذر على السلطة أمرًا طبيعيًا مثل التنفس بالنسبة الى لورتيل.
* * *
"هل تعلمين, بيل."
"بقي 24 يوم و 3 ساعات"
"......"
عند هذه المرحلة، بدأت بيل في نطق الإجابة مثل جهاز آلي.
ومع ذلك، فإن الوقت لم ينخفض.
جلست لوسي على كرسي في غرفتها الخاصة وهي تثني ركبتيها ذهابًا وإيابًا بينما تحاول موازنة الكرسي بزاوية معينة.
تحطم!
فقدت توازنها فجأةً وسقطت. انهارت على الأرض وهي تنظر إلى السقف، لكن العالم كان ما يزال بلا حراك.
"اقتليني..."
"لا أستطيع فعل ذلك."
"اقتليني...!!!"
ندمت ووعدت أنها لن تنجرف مرة أخرى في عواطفها، وتفقد عقلها، وتتسبب بأعمال شغب. ولكن ثلثا الثمن ما يزال يتعين عليها دفعه.
صمت.
"......"
وجه رئيسة الخادمة بيل، التي وقفت بأناقة في مكان قريب، اشرق كما لو أنها شعرت بارتياح كبير.
من ناحية أخرى، كان وجه لوسي بائسًا وتعيسًا بالكامل.