كانت هذه هي الفترة التي أعقبت انتهاء انتخابات مجلس الطلاب، حيث بدأت حكومة تانيا روثستايلور الجديدة في التبلور — إلى حد ما. وبعبارة أخرى، فقد مرت حوالي عشرة أيام منذ انتهاء الانتخابات.
"هل تواعدين إد؟"
بغض النظر عمن رآها، فإن ميلينا، أستاذة الدراسات الروحية، كان لها بالاحرى مظهر سيئ.
تم تمشيط شعرها الأسود الطويل البسيط بشكل أنيق، لكن عينيها المتعبتين وفمها المنتفخ أظهرا تعبيرًا مليئًا بعدم الرضا. حتى طريقة ارتدائها للملابس، والتي أظهرت منحنيات جسدها، جعلتها تبدو وكأنها صاحبة نزل أكثر من كونها أستاذة جامعية.
كانت تحمل أنبوبًا وتنفث الدخان. بدا من المخيف للغاية الاقتراب منها.
"...ماذا...؟"
"هل تواعدين إد؟"
قامت بمناداة ينكار لأجل مساعدتها في مراجعة واجبات الدراسات الروحية لطلاب السنة الأولى والثانية.
ولهذا السبب جاءت ينكار إلى مختبرها الخاص في المنطقة التعليمية، لكن هذا كان أول شيء سألته.
مع شخصية ينكار، لم يكن بوسعها إلا أن يحمر وجهها.
"فـ-فـ-فـ-فـ-فـ-فجأةً...؟؟ لماذا تقولين ذلك...؟"
"هل تمزحين؟ بصرف النظر عن الدراسات الروحية، فالفصل الوحيد الذي تشتركان فيه هو الدراسات العنصرية, ومع ذلك فإنكما دائمًا ملتصقان معًا. سواء ذهبتما إلى منشأة رعاية الطلاب أو كافتيريا الطلاب لتناول شيء ما، فأنتِ دائمًا عالقة معه."
"...هذا... أمم..."
"حتى لو كنتما، كرجل وامرأة، تتقابلان على نفس مستوى العين، فإنكِ ما تزالين فتاة تدور حول رأسكِ كل دوائر الحب والمواعدة. في هذه المرحلة، أليس هناك بالفعل شائعات منتشرة عنكما أنتما الاثنان؟"
ارتجفت الأستاذة ميلينا قليلاً وارتعشت أسنانها، قبل أن تنفث الدخان مرة أخرى.
"وفي هذه الأيام، كلما كان لديكِ وقت، تبدأين في اللعب باصابعكِ مع ابتسامة على وجهكِ... حتى أثناء المحاضرات، تحدقين فقط في السبورة بينما تبتسمين بخجل. أنتِ تمامًا مثل طفلة صغيرة بدأت لتوها في المواعدة. لا يسعني إلا أن أتنهد. فقط ما خطبكِ بحق الجحيم؟ ما الذي تفكرين فيه حتى تهتز زوايا فمكِ بهذه الطريقة؟ هذا ما أحاول قوله."
"لـ-ليس عليك قول هذا القدر...!"
لقد كانت بالتأكيد نقطة حادة. سواء كان ذلك همهمتها لسبب ما، أو أن كان فقط صوتها مرتفعًا وجاهلًا، بدت ينكار هذه الأيام متحمسة إلى حد ما.
كان ذلك باكمله لأن، بسبب عزلة إد، زاد مقدار الوقت الذي يقضيه الاثنان معًا بشكل كبير.
في الأساس، نظرًا لأن إد كان لديه بالكاد أي أصدقاء مقرب منهم، فعندما كان في الأكاديمية كان يقضي معظم وقته مع ينكار.
كان هناك عدد قليل من الفصول الدراسية التي يذهبان إليها معًا، ويتناولان الطعام معًا، ويقومان بواجبهما المنزلي معًا — وقبل أن تدرك ذلك، أصبحا دائمًا ملتصقين ببعضهما البعض.
حقيقة أنه لا يوجد شيء اسمه جرعة زائدة قاتلة من السعادة كان مصيرًا ينبغي اعتباره حسن حظ.
"حسنًا... كأستاذة، بغض النظر عمن تقابليه أو ما تفعليه، لا ينبغي لي أن أتدخل في أموركِ. لقد ناديتكِ اليوم فقط لطلب المساعدة في وضع درجات واجبات الرنين الروحي لطلاب السنة الأولى والثانية."
"وضع درجات...؟ أنا...؟"
"لا توجد مشكلة، صحيح؟ سأعطيكِ نقاطًا إضافية."
فيما يتعلق بالعنصرية، كان من الآمن أن نقول إن هناك عددًا صغيرًا جدًا من الأشخاص في الأكاديمية من يمكنهم مواكبة ينكار.
بالطبع، كان النسر العجوز أفضل من الغراب الصغير. منذ أن ميلينا كانت أستاذة، كانت معرفتها بالسحر العنصري — مجال تخصصها — لا مثيل لها.
ولكن، كان من الصعب قول أن نطاق مواهبها تجاوز النطاق الأكاديمي.
الأرواح العنصرية. التاريخ. النظام البيئي للأرواح. مفاهيم الألفة الروحية. طرق التدريب على الرنين. فهم عميق لمفهوم الرنين.
فيما يتعلق بالأمور الأكاديمية، بطبيعة الحال، كانت ينكار متخلفة كثيرًا عن عضوة هيئة التدريس التي كانت تدرس حياتها بأكملها... كان مستوى معرفتهما مختلفًا تمامًا.
ولكن تمامًا مثل أن معرفة رياضة ما جيدًا وإتقانها كانا شيئان مختلفان بالكامل... عند النظر إلى المهارات العملية، كانت حواس ينكار الفطرية التي سمحت لها بالتعامل بحرية حتى مع الأرواح عالية المستوى كافية لجعل ميلينا البخيلة تحني رأسها.
"من المقرر إجراء التدريب القتالي المشترك قريبًا، لذا اعتبري هذه فرصة لتأسيس مكانكِ ضمن مرحلتكِ."
"لا أريد تأسيس شيء كهذا..."
"أنتِ حقًا لا ترغبين حتى في فعل ذلك؟ على محمل الجد، حتى في الفصل أنتِ تبتسمين كالبلهاء، كما لو كنتِ أسعد شخص في العالم. ألا يمكنك على الأقل السيطرة على نفسكِ قليلاً؟ أن تكوني قادرة على الاستمتاع بشبابكِ مع تفتح الزهور من حولكِ هو حظكِ، ولكن من وجهة نظر شخص يراقبكِ، لا يسعه إلا أن يفكر 'هل حقًا فقدت عقلها اللعين؟' "
بعد سماع حديثها حتى هذه النقطة، بدأ وجه ينكار يسخن لسبب ما. حيث أومأت بسرعة.
بمجرد وقوعها في عالمها الخاص، كانت تميل إلى أن تكون غير مدركة تمامًا لما يحيط بها. ربما كان هذا هو السبب الذي جعل الناس من حولها يبدأون في التعبير عن مخاوفهم كلما كانوا يرونها بمفردها في مزاج جيد بشكل غريب.
في الواقع، لم يكن هذا شيئًا يدعو الآخرين للقلق. فقط لأن زوايا شفتيها ظلت تتحرك من تلقاء نفسها، لم يكن الأمر كما لو أنها سوف تسقط.
ولكن، كانت هناك حقيقة واحدة لم تأخذها ينكار بعين الاعتبار.
بالنظر إليها من منظور الشخص الثالث، وعند رؤيتها تتجول في الأكاديمية إلى جانب إد وتتغزل به... سيبدوان وكأنهما عاشقان. لم يكن هناك شيء غريب في عملية التفكير هذه على الإطلاق. في أحد الأيام، إذا قال الاثنان فجأةً 'نحن نتواعد'، فمن الطبيعي أن يقبل الجميع ذلك.
وهذه الحقيقة لم تكن سارة جدًا للبعض.
* * *
"......"
فتحت أنيس هايلان عينيها الثقيلتين بتعبير متجهم وهي تثبت عباءتها... لم تلمس فنجان الشاي ولو مرة واحدة.
كانت ينكار تقوم بهدوء بعملية البناء الضوئي وهي جالسة على شرفة مقهى في وسط مركز الطلاب. كما لو كانت لعبة محشوة، ابتسمت بشكل مشرق دون أن تتحرك قليلا. لقد بدت الأسعد في العالم، وكان هناك تعبير لامع يظهر على وجهها.
لا أكثر ولا أقل، لقد كانت مجرد بلهاء. بدا كما لو أن الزهور من حولها كانت تتفتح.
"لابد أنك عملت اليوم بجد يا ينكار. كان واجب بيئة الوحوش اليوم صعبًا للغاية، نظرًا لكثرته."
"هم؟ اه, نعم~"
"...يجب أن أتناول العشاء مبكرًا. قبل أن تغرب الشمس، يجب أن أعود إلى السكن لمحاولة فك رموز النص القديم الذي أعطاني إياه الأستاذ ستراي. عندما سمعت عنه في الفصل، بدا من الصعب الاهتمام بأمره بنفسي. حتى مع ذلك، يجب أن أحاول على الأقل..."
"نعم, هذا صحيح. يجب علينا على الأقل أن نحاول. لم يقدم فصل إزالة السموم الكثير من الواجبات المنزلية هذه المرة, لذا يجب أن يكون الأمر على ما يرام."
"......"
كعادتها استمعت ينكار لـ أنيس معترفة بما تقوله ومستجيبة لها. لكن هذه المرة شعرت أنيس بشكل غريب بالغضب.
جلست أنيس على الطاولة على الجانب الآخر منها بعينين مبتسمتين، لكنها شعرت كما لو أن عروقها بدأت تنتفخ.
لن يكون غريبًا أن تبتسم أنيس وهي تنظر إلى وجه ينكار السعيد، فلماذا فجأةً أصبحت غاضبة قليلًا؟
القليل من التفكير في مشاعرها كان سيكشف السبب بسرعة، لكن أنيس لم تتعامل مع الأمر على الفور.
"بالمناسبة، ينكار... بخصوص ذلك الرجل..."
"همم؟ تقصدين إد...؟"
"نعم. ينكار، لا بد أنكِ عرفتِ منذ البداية أنه لم يمت، صحيح؟"
في البداية، شعرت أنيس بالقلق من أن ينكار قد فقدت عقلها وهي تطبخ دون سبب واضح. لكنها فجأةً فهمت كل تصرفاتها.
أبقت ينكار الأمر سرًا، على الرغم من أنها كانت تعلم بالفعل أن إد روثستايلور لم يمت. وبما أن ينكار فقط وليس أي شخص آخر يعرف، فلا بد أن يكون هناك سبب مقنع.
لم تفهم أنيس هذه الحقيقة بالكامل، لذا كانت منزعجة قليلاً من الأمر برمته.
"أنا... كنت قلقة عليكِ حقًا في ذلك الوقت يا ينكار. كنت أعتقد أن 'وفاة ذلك الرجل كانت تسبب لكِ الكثير من وجع القلب لدرجة أنه لا بد وأنكِ تكافحين كثيرًا'. بعد كل شيء، أنت صديقتي العزيزة، ينكار."
"نـ-نعم..."
"لهذا السبب... أشعر الآن بالغضب قليلاً. لقد كنت قلقة عليك كثيرًا، ومع ذلك كنتِ تعرفين الحقيقة طوال الوقت وظللتِ تشاهدينني أشعر بالقلق عليكِ. صحيح؟"
"لـ-لا... هـ-هذا..."
ماذا تقولين الآن لـ ينكار، أحد أغلى أصدقائكِ في هذا العالم بأكمله؟ لماذا تقولين مثل هذا الشيء الذي لا معنى له؟
لم تفهم أنيس حتى ما كانت تفعله. كانت تقول فقط ما يخرج من فمها.
"هذا, أ-أنا آسفة... أنيس. ولكن كان لدي حقًا سبب لذلك."
"إلى درجة أنكِ لم تستطيعي حتى أن تخبريني...؟"
"نـ-نعم..."
"إذن... ليس باليد حيلة..."
تنهدت أنيس بعمق. وهي تبقي رأسها منخفضًا، نظرت إلى عيني ينكار بنظرة محملقة من الجانب.
نظرًا لأن ينكار كانت دائمًا ألطف شخص في العالم، فقد كانت تتصرف بقلق وذنب، حيث كانت تنقر بسرعة بأطراف أصابعها.
شعرت بألم حاد يخترق صدرها. كان لقدر لا بأس به من الجحود القدرة على تحريض المرء على الانحراف.
"بما أنه أنتِ يا ينكار، فلا بد أن ذلك الرجل إد قد تورط في وضع خطير."
"شـ-شيء من هذا القبيل..."
قالت إنه من هذا القبيل، ولكنه كان دقيقًا. كان استنتاج شيء ما بناءً على المعلومات المحدودة المتاحة هو تخصص أنيس.
"في المقام الأول، ينكار... يبدو أنكِ كنتِ فقط تساعدينه كل يوم وتعطينه أشياء..."
شعرت بالغرابة لأنها كانت تتحدث بشكل مباشر للغاية، ولكن في كلتا الحالتين كان الأمر لا يزال حقيقة.
"ينكار، هل أنتِ خادمته...؟ حتى لو كان مختبئاً، ماذا كنتِ تفعلين بطبخ الطعام له والإهتمام بسكنه...؟ هل ذهبتِ حتى وأعطيته مالكِ أو شيء من هذا القبيل...؟ هل عانقكِ حتى...؟ على الرغم من أنكِ قلتِ أنه أول شخص أعطيته قلبكِ، ألا تعتقدين أنكِ قد تجاوزت الحد كثيرًا...!"
"هـ-هذا..."
"كما أخبرتكِ من قبل، من الممكن أن يتم التخلص منك على الفور فورما لن يعود هناك أي فائدة له منكِ...! في الواقع، هل إد روثستايلور هو الرجل الوحيد المتبقي في هذا العالم...؟؟"
"لماذا تقولين فجأةً أشياء سيئة عن إد...؟ أنيس، لقد أخبرتكِ آخر مرة، ولكن إد شخص جيد...!"
"إيغكك...!"
كانت أنيس عاجزة عن الكلام. في المقام الأول، شعرت كما لو أنها تتحدث عما بدأت تشعر به. ولهذا السبب، كان كلامها غير متماسك وغير متسق منطقيًا.
كانت أنيس تعرف جيدًا مدى كون إد روثستايلور شخصًا لائقًا ومراعيًا مقارنة بما كانت تعتقده من قبل. ولهذا كان من المفجع لها أن ترى الحديث بينهما يتدفق في اتجاه غريب، كما لو أنها لا تتحدث عنه إلا بالسوء.
مع ذلك، كما تم الذكر من قبل، فإن قدرًا لا بأس به من الجحود كان له القدرة على تحريض المرء على الانحراف. وعلى وجه الخصوص، أولئك الذين عاشوا حياة ثابتة، واختاروا الخيارات الصحيحة فقط، يمكن أن يبدأوا في الشعور بالانجذاب الغريب إلى التقلبات الغريبة على الطريق بمجرد تجربتها لمرة واحدة.
"أ-أنا لم أقصد قول تلك الأشياء... آ-آسفة..."
"لـ-لا..."
حل الصمت للحظة.
لقد كان جوًا غريبًا. لم يعرف أي منهما لماذا انتهت الأمور بهذه الطريقة.
"حـ-حتى مع ذلك، ينكار... لا حرج في توخي الحذر."
"حذر...حول ماذا...؟"
"قول ذلك معقد بعض الشيء. لأكون صادقة، عندما تفكرين في الأمر... على الرغم من أنكِ مخلصة جدًا له، فإن ذلك الرجل إد لم يفعل أي شيء في المقابل، صحيح؟ أليس هذا هو الحال...؟"
"إ-إنه يقول شكرًا لكِ في كل مرة. حتى أنه ربت على كتفي وأخبرني أنه كان من الممكن أن يصبح الأمر مروعًا لو لم أكن هناك... وتصافحنا بالايدي أيضًا..."
"في النهاية، كل هذا مجرد كلام...!"
تلك بدت كما لو أنها عقلية الزوجة التي تعرضت للعنف المنزلي. أليس هذا مبالغًا به، هذا ما بدأت تفكر فيه... ثم بدأت نصيحة أنيس تأخذ منحى غريب.
"إذن... حان الوقت لاختبار هذا الرجل، ينكار."
"اختبار... على إد؟ بقول هذا، يبدو أنكِ لا تثقين حقًا في إد."
"الآن هو الوقت المناسب للشك فيه. أنتِ تستحقين ذلك يا ينكار. أنتِ لم تساعدي إد لمرة أو لمرتين فقط. هل ستستمرين في العيش بهذه الطريقة؟ عندما تستطيعين الحصول على شيء ما، عليكِ أن تأخذيه! بهذا المعدل سينتهي بك الأمر في نهاية المطاف إلى أن تصبحي سهلة الانقياد."
لم تكن ترغب حقًا في اتباع استراتيجية الدفع والجذب القديمة مثلما فعلت الثعلب لورتيل. لقد مر وقت طويل منذ أن تخلت عن ذلك.
على أقل تقدير، سيكون من الجيد محاولة تجنب إعطائه أي شيء آخر وتجاهله قليلًا، مع تقديم تحية بسيطة فقط.
"هذا الرجل، إد... اجعليه غاضبًا بعض الشيء."
"ماذا...؟ أنا... لماذا...؟"
"يُظهر الناس طبيعتهم الحقيقية عندما يكونون غاضبين حتى النخاع، ينكار."
لهذا السبب كان عليها أن تفعل شيئًا يثير غضبه، لترى كيف ستنتهي الأمور.
كان من الصعب تخيل إد روثستايلور وهو يغضب، لكنه يظل إنسانًا. لذلك، عندما يغضب، فإنه سيظهره بالتأكيد.
"لكن... إد لم يغضب مني ولو حتى لمرة واحدة..."
تحدثت ينكار وهي تلوي ضفائرها وكأنها مضطربة... لم تعرف لماذا، لكن لسبب ما كانت أنيس تتصرف بطريقة وقحة...!
لو كانت هي نفسها العادية، فلن يكون هناك سبب للتصرف بهذه الوقاحة... هذا كان كل ما في الأمر.
"وليس من الأدب اختبار شخص ما من خلال محاولة إثارة غضبه..."
المنطق الذي كانت تتوقعه تم طرحه. ولكن، لم يكن هناك سبب لمحاولة الجدال ضده.
"ينكار. استمعي جيدًا. لصياغة الأمر بشكل مباشر، أنتِ معجبة بهذا الرجل، صحيح؟"
"(فواق)."
بغض النظر عن مدى وعيك بمشاعرك، فمن علم النفس البشري أن تشعر بالخجل قليلاً عندما يتم التعبير عنها بالكلمات.
دون أن يرمش لها جفن، خرجت كلمات أنيس مسرعةً لتكشف الحقيقة. ابتلعت ينكار لعابها وهي تحمر خجلاً.
"ولكن الآن، ألا تدركين أنك تقتربين منه كصديق مقرب أو كأحد أفراد الأسرة وليس كحبيبته...؟"
"هـ-هذا..."
كانت تلك حقًا وجهة نظر.
الشعور بالدفء والراحة الذي جاء إلى ذهنها عندما فكرت في وجه إد، أو تخيلت الجلوس بجانبه في المخيم.
عند تخيل الاتكاء على كتفه، من قبل كان قلبها ينبض والدم يتدفق إلى وجهها... في هذه الأيام، كان الشعور بالراحة، كما لو كانت عائدة إلى المنزل، أكثر انتشارًا بكثير.
"هذه هي المشكلة يا ينكار! لا بد أن هذا الرجل يشعر بنفس الشيء...! ما عليكما فعله هو 'إعادة تأسيس' علاقتكما!"
"إعادة تأسيس...؟"
"هذا صحيح... أنتما يا رفاق بحاجة إلى التصرف بطريقة 'غير مألوفة' قليلاً! إذا بقيتما على حالكم مع بعضكم البعض، فلن تتحمسي أبدًا!"
كان لكلمات أنيس قوة سحرية غريبة. في مرحلة ما، ابتلعت ينكار لعابها وبدأت تنبهر بكلماتها.
"لهذا السبب... وبشكل معتدل... عليكِ أن تجعليه غاضبًا. ثم ستظهر النسخة الحقيقية لذلك الرجل نفسها."
وهي تشاهد ينكار تبتلع اللعاب بشدة... بدأت أنيس أيضًا تشعر بحرقة غريبة في صدرها.
"حـ-حسنًا إذن، سأذهب...! سأراكِ غدًا يا أنيس...!"
بصرف النظر عن ذلك، كانت ينكار قد قررت بالفعل إلقاء نظرة على تدريب الرنين الروحي لـ إد روثستايلور في وقت لاحق من هذا اليوم.
أثناء حديثها عن جدول أعمالها، بينما ترى ينكار تغادر مركز الطلاب، جلست أنيس على مقعد قريب ووجهها مغطى.
ما نوع الهراء الذي قالته لها؟ للذهاب أولًا وإغضاب ذلك الرجل؟ ثم اختلقت سببًا معقولًا مثل إعادة تأسيس علاقتهما؟ لكن في النهاية، كان الأمر كله مجرد هراء بالنسبة لـ ينكار لكي تقلق بشأنه.
تلك... تلك كانت بالتأكيد هي الطبيعة البشرية.
كان سلوكها محرجًا للغاية لدرجة أن أنيس اضطرت إلى الجلوس على المقعد الخشبي لبعض الوقت حتى تهدأ.
ولكن... ومن ناحية أخرى، بدأ سؤال آخر ينشأ في قلبها. سؤال أدى على الأقل إلى تحييد شعورها المتزايد بشكل غريب بأنها شخص غير أخلاقي ومذنب.
أصلاً... هل كان من الممكن أن تجعله ينكار غاضبًا...؟
"......"
في الاستنتاج، كان ذلك مستحيلًا تمامًا.
في المقام الأول، لم تكن ينكار من النوع القادر على القيام بذلك. كان هذا مجرد نوع الاشخاص الذي كانت هي عليه.
والأكثر من ذلك في حالة إذا كان الشخص الذي كانت تحاول إثارة غضبه هو إد روثستايلور.
"بجدية... للقيام بشيء لا طائل منه..."
صفعت أنيس خديها، ثم مررت يدها على وجهها.
* * *
[ <خانية تقنية الإنتاج المتقدمة: الهندسة السحرية>
الكفاءة الفنية: 6
فهم الهندسة السحرية: 7
الإنتاج السريع: 4
صيغ الإنتاج المجمعة:
— مولد الرياح الضعيف: المستوى 4
— مولد الضوضاء العالية: المستوى 3
— رقعة الشطرنج التلقائية ذات الرنين السحري: المستوى 1
— كرة الدفيئة البلورية: المستوى 3
— الجرم السحري الأزرق: المستوى 2
— أصابع المخلب: المستوى 3
— حبر كريجل السحري: المستوى 2
— الكرة الضوئية المتخلل: المستوى 3
— نار جحيم أونيا: المستوى 1
— بركة تيلوس المتجمدة: المستوى 1
— عصا خشبية عمرها 1000 عام ضربها البرق (لا يمكن صناعتها)
— أعين غلوكت (لا يمكن صناعتها)
— ساعة ديلهام الرملية: المستوى 1 ]
قمت بتصفح قائمة العناصر الهندسية السحرية المختلفة التي يمكنني صناعتها.
من بينها، أكثر ما أثار اهتمامي الآن هو 'عصا الخشبية يبلغ عمرها 1000 عام ضربها البرق'.
أولاً، كانت طريقة الإنتاج نفسها بسيطة للغاية. لم يكن هناك الكثير من الإجراءات التي يجب القيام بها، وكان تصنيف قوتها مرتفعًا جدًا بالنسبة لعنصر لم يكن هناك صعوبة كبيرة في صنعه.
وكان السبب في ذلك بسيطًا. كان من الصعب جدًا الحصول على المواد اللازمة لها.
فرع شجرة عاشت لأكثر من ألف عام، ثم ضربه البرق. لقد كانت مادة لن يكون لديك أي فكرة عن مكان الحصول عليها بمجرد سماع وصفها.
في <سياف سيلفينيا الفاشل>، كانت عنصر مكافأة ظهر فقط في مخزونك في الفصل الأخير من الأرك 3. والآن بعد أن أصبح كل شيء واقعًا، كنت في حيرة تامة من أين يمكنني العثور عليه.
حسنًا، إذا لم يكن موجودًا، فسأقوم فقط بصنعه.
كانت الأشجار التي يزيد عمرها عن ألف عام نادرة، ولكن كان هناك على الأقل واحدة منها في الغابة الشمالية. كل ما كان علي فعله هو مهاجمة فرع الشجرة بالبرق.
كانت الشجرة هي 'شجرة ميريلدا الحارسة'. إذا طلبت منها غصنًا، فأنا متأكد من أنها ستمضي قدمًا وتقطفه لي.
أما بالنسبة للبرق، فقد كانت هناك تعويذة برق متقدمة تسمى 'الحكم الإلهي' تستخدمها لوسي. بالنسبة إلى لوسي، كان استخدام السحر المتقدم أمرًا يمكنها القيام به أثناء تنظيف أذنيها، لذا لابد من أنها ستقوم بذلك إذا طلبت منها ذلك.
"همم..."
[عصا خشبية عمرها 1000 عام ضربها البرق (نادر جدًا)
تزيد من معدل الرنين لجميع الأرواح العنصرية. تزيد من كفاءة الطاقة السحرية للسحر الروحي.]
بالنظر إلى المعلومات ووصف العنصر السحري، كان عنصرًا مرغوبًا بشدة.
في المقام الأول، كانت احصائيات الرنين فريدة من نوعها من حيث أن قوته قد تم تحديدها بالفعل. لقد كان من الصعب تضخيم هذه الإحصائيات دون استخدام عنصر سحري أو سحر معزز.
تم التعبير عن إحصائيات الرنين فقط من خلال القوة الجوهرية للشخصية. إحدى العناصر الاستثنائية القليلة التي حطمت هذا المبدأ الأساسي لـ <سياف سيلفينيا الفاشل> كانت تلك العصا.
أثناء استخدام البشكور على نار المخيم، قمت بتطوير خطة لشراء مواد أخرى إلى جانب فرع الشجرة الذي ضربه البرق.
يمكن شراء معظم الباقي إذا توجهت فقط إلى متجر إلت. عند تنظيم كل شيء بهذا الشكل، بدت وكأنها خطة واقعية بشكل مدهش.
"هممم... أفترض أن الأمر لن يستغرق وقتًا طويلاً كما كنت أعتقد."
في المقام الأول، لم يكن هذا شيئًا كنت سأستخدمه.
فكرت في عصا البلوط التي كانت تحملها ينكار وكأنها جزء من جسدها. هي بالتأكيد عصا أداءها لم يكن سيئًا، لكنها كانت مهترئة جدًا بعد استخدامها لفترة طويلة.
هل كان هناك سبب ما لاستخدامها لتلك العصا فقط، على الرغم من وجود العديد من العصا الاخرى التي قدمتها لها عائلتها وأصدقائها كهدايا؟
لكن مع ذلك، إذا كان هناك شيء يمكن أن يعزز إمكانات الفرد، فمن الصواب استخدامه. وبدون ذلك، فقد أردت أن أرد الجميل لـ ينكار مقابل الأشياء العديدة التي ساعدتني بها.
إذا كان بإمكاني تحمل التكاليف، أردت أن أصنع واحدة لنفسي أيضًا... كلما ارتفعت الرتبة، أصبحت كفاءة الطاقة السحرية أسوأ عند إعادة صنعها. كان هذا إجراء تم لمنع الإنتاج الضخم غير المحدود للعناصر السحرية ذات الكفاءة العالية.
يفترض أن أتمكن من صنع عصا ثانية، لكن الأمر قد يستغرق المزيد من الوقت.
عندما فكرت في إعادة صنع عنصر أسطوري مثل ساعة ديلهام الرملية... سيستغرق ذلك شهرين كاملين تقريبًا.
بالطبع، كان الأمر يستحق استثمار هذا القدر من الوقت فيه. وفي هذه الأثناء، سأكون أيضًا قادرًا على صنع العديد من العناصر السحرية الأخرى.
أولاً، وقبل نهاية الفصل الدراسي، كنت أرغب في إنشاء عنصر سحري أسطوري آخر. 'أعين غلوكت.'
[أعين غلوكت (أسطوري)
تزيد مؤقتًا من كفاءة جميع قدرات الرنين. تنخفض فعالية سحر اللعنات إلى النصف. لا يمكن استخدامها مع السحر الدفاعي. محصن ضد السحر العنصري. ]
من بين العناصر التي أثرت بشكل مباشر على قدرات الرنين، كانت في أعلى مستوى من العناصر السحرية.
في ذلك الوقت، لم أكن أعرف كيفية صنعها، ولكن... كان الأمر يستحق أخذ الوقت للمحاولة. وعلى وجه الخصوص، كوني محصنًا تمامًا ضد كل اسحار العناصر يعني أنني سأحصل على ميزة ساحقة عند القتال ضد السحرة الآخرين. لقد كان من الصعب بعض الشيء الحصول عليها، لكنها كانت لا تزال عنصرًا شبيهًا بالغش. لقد كان أيضًا عنصرًا لا يمكن الحصول عليه إلا في نهاية القصة.
قبل كل شيء، لم تكن أعين غلوكت عنصرًا قابلاً للاستهلاك. كان هناك فترة تهدئة، لكنها كانت لا تزال عنصرًا يمكن إعادة استخدامه. بمجرد أن أصنعها، فستكون في الواقع بمثابة زيادة كاملة في مواصفاتي.
"حسنًا... فيوه... أولاً، بدلاً من تحقيق هدف بعيد، يجب أن أحقق هدفًا أمامي مباشرةً، خطوة بخطوة. أولاً، سيكون من الرائع أن أتمكن من صنع هذه العصا بسرعة."
بالطبع، سيكون ذلك صعبًا لوحدي. رفعت رأسي ونظرت نحو المقصورة. لم يكن هناك أي شخص لفت انتباهي بشكل خاص.
استدرت ونظرت عبر المخيم ورأيت لوسي تأخذ قيلولة في الأرجوحة المتصلة بشجرة بجوار المقصورة.
"همبف."
نهضت بسرعة وسرت نحو الأرجوحة.
وضعت رأسي بالقرب من أنف لوسي لأتحقق مما إذا كانت تنام جيدًا.
كانت لوسي تنام نومًا عميقًا، ولكن إذا كان لديك ما تقوله فستستيقظ. في كلتا الحالتين، كانت لوسي نصف نائمة دائمًا، لذا فإن إيقاظها أثناء نومها لن يغير الكثير.
لقد كان أيضًا أمرًا هي بنفسها لا تهتم به حقًا.
"هاي, لوسي."
عندما ناديت اسمها بهذه الطريقة، استيقظت لوسي بسرعة ورفعت جسدها كالمعتاد.
لا، في الواقع لم يحدث الأمر كـ'المعتاد'.
"......"
"......!!!!"
عيناها، اللتان كانتا أمام أنفي مباشرةً, اتسعتا فجأةً. ثم أخذت نفسًا عميقًا وهي ترتد فجأةً بعيدًا، حلقت في الهواء وهبطت على فرع كبير.
"لمـ-لماذا...؟"
"...هل أنتِ مندهشة إلى هذا الحد...؟"
عدد المرات التي استيقظت فيها لوسي، التي كانت نائمة، فجأةً كان كثيرًا جدًا بحيث لا يمكن حسابها بيدين.
عندما سألتها عما إذا كان هناك أمر ما، هزت لوسي رأسها من جانب إلى آخر.
"...لا تهتمي. أنا آسف لأنني فاجأتكِ بهذه الطريقة فجأةً. إنه ليس شيئًا ضروريًا الآن، لذا سأخبركِ به لاحقًا."
"تـ-تستطيع اخباري به الآن...لـ-لا بأس..."
"لا، لا بأس. بالتفكير في الأمر، لدي شيء لأفعله الآن، على أي حال."
شرح الظروف المختلفة وكذلك سبب حاجتي إلى لوسي لإلقاء سحر البرق... يمكنني القيام بهذا في أي وقت.
ولكن، عندما فكرت مرة أخرى في الأمر، أدركت للتو أنني طلبت مسبقًا من ينكار إلقاء نظرة على تدريب رنيني الروحي. قالت إنها ستصل إلى المخيم بعد انتهاء فصولها الدراسية — حوالي الساعة السابعة — لذلك كان علي أن أبدأ في الاستعداد.
لوحت بيدي إلى لوسي وأخبرتها أن الأمر على ما يرام، بينما أعود إلى نار المخيم. جلست بالقرب من صخرة وأنا أقرأ كتابًا عن الدراسات العنصرية... وانتظرت ينكار لفترة طويلة.
سحق عشب، سحق عشب.
بعد أن قلبت صفحات الكتاب خمس أو ست مرات، ظهرت ينكار عبر العشب.
"مرحبًا, إد...!"
ربما كان ذلك لأنها مرت عبر طريق وعر إلى حد ما بدلاً من المسار الواضح الذي تأتي منه عادةً، لكن بعض الأوراق كانت لا تزال ملتصقة بياقة ينكار. لماذا فعلت ذلك...؟
"أوه، ينكار. لقد تأخرتِ قليلاً."
"نعم. لقد تأخرت حوالي عشر دقائق...!"
"هل حدث شئ؟"
بعد أن قلت ذلك، عقدت ينكار ذراعيها فجأةً وهي تتحدث بطريقة متعجرفة نوعًا ما.
"لا شيء... لم أتأخر لسبب معين...!"
"......"
"أنا... فقط تأخرت!"
بقول ذلك، أضافت سعالًا في النهاية بصوت بدا وكأنه 'كيم'.
"......"
كنت أفكر في نوع رد الفعل الذي تريده وكيف يجب أن أجيبها...
"حسنًا... هذا يمكن أن يحدث. أنتِ مشغولة جدًا بعد كل شيء. أنا ممتن لأنكِ ما زلتِ تأتين إلى هنا لمساعدتي في تدريب رنيني."
بعد أن قلت ذلك، أغلقت الكتاب ووقفت، ونفضت ملابسي. نظرًا لأنه كان مجرد تدريب على الرنين، فلن أضطر إلى استخدام جسدي كثيرًا. ولكنني ما زلت أقوم بتمديد كتفي قليلًا.
"......"
لم أكن متأكدًا من السبب... لكن ينكار كانت تتصبب عرقًا باردًا، وهي لا تزال تقف في وضعية متعجرفة.