أديل، حارسة الشعلة.
عندما عاشت القديسة كلاريس في العاصمة المقدسة، كانت فتاة تأتي كل يوم إلى نافذة غرفة نومها لتعزف على العود.
"أليس التدريب القتالي المشترك قريبًا جدًا...؟ هذا يعني أنني سأتنافس ضد أحد الزملاء الكبار من السنة الثانية...؟"
في الليلة السابقة في قاعة أوفيليس، جلست كايلي على سريرها وهي تنظر من النافذة. استذكرت القديسة كلاريس ذكرياتها عندما كانت تعيش في مبنى الأب المقدس.
الأغاني التي عزفتها لها أديل وشوقها للحرية جعلها تعتز سرًا بحلم جديد. لولا تأثير أديل، لم تكن كلاريس لتأتي إلى سيلفينيا لتطلب فرصة التعلم.
لذا، بعد مغادرة أديل العاصمة المقدسة، واصلت كلاريس التطلع بشدة لرؤيتها مرة أخرى.
ولكن برغم مرور الكثير من الوقت منذ دخولها الأكاديمية، إلا أنها لم تتح لها الفرصة لرؤية أديل.
"......"
في وسط مدينة كاربيا المقدسة، الأرض المقدسة لطائفة تيلوس الدينية وأكبر دولة مدينة* في القارة، كانت هناك كاتدرائية شاهقة وجليلة.
(المترجم: دولة مدينة هي أشبه بالمدينة التي تمتلك نظامها السياسي الخاص مع عدة مناطق تحت حكمها)
كانت تلك الكاتدرائية مكانًا يمر به جميع أتباع طائفة تيلوس الدينية، المنتشرين في جميع أنحاء القارة. كان يُطلق عليها اسم مبنى الأب المقدس، لأنه كان المكان الذي عاش فيه الأب المقدس إلدان، وهو يبشر بإرادة الإله.
كانت الكاتدرائية ضخمة جدًا وجليلة لدرجة أنها احتلت كامل التل الضخم. لقد كانت مساحة من الأرض يمكن أن تتسع لقلعتين أو ثلاث قلاع. ومن الطبيعي أن يمتد ارتفاعها إلى مستوى شديد العلو نحو السماء.
إذا تسلقت برج الساعة الذي تم تشييده في المركز، فبإمكانك بنظرة واحدة أن ترى لمسافة تصل إلى سلسلة جبال لاميلين في الشمال أو مستنقعات دينكين التابعة لإمبراطورية كرويل في الجنوب.
في الجزء العلوي من برج الساعة، كانت هناك شعلة تحترق باستمرار على شرف تيلوس، ذلك الذي يعطي باستمرار.
هناك، جلست فتاة، تحافظ على الشعلة بينما تنظر باستمرار إلى العالم الواسع الموجود تحتها.
نظرت الفتاة إلى العالم من مكان أعلى من كلاريس، والتي كانت تمتلك أعلى مستوى من النبل بعد الأب المقدس إلدان.
أما كلاريس... فقد أرادت حقًا مقابلة المنشدة أديل.
لكن كلاريس كانت في عامها الأول فقط، بينما كانت أديل في عامها الثاني.
ليس الأمر كما أنه لم تكن هناك أي فرص لها للتفاعل مع طلاب السنة الثانية، ولكن كان من النادر أن تظهر أديل في مثل هذه المناسبات.
في المقام الأول، كانت أديل تختفي باستمرار وتعاود الظهور فجأةً من الشرق والغرب، لذلك حتى بين زملائها في الصف لم يكن هناك بالكاد أي شخص يعرف مكان وجودها.
هي لا تستطيع اقتحام الصف الدراسي في منتصف الفصل، أو زيارتها في المهجع، لذا لم يكن بإمكان كلاريس سوى أن تقول 'سأراها عندما يحين الوقت المناسب'. وبهذا أمضت وقتها في التركيز على حياتها المدرسية.
ولكن حتى بالرغم من أنها كانت تعتاد ببطء على حياتها في الأكاديمية، إلا أنه لم يكن هناك أي علامة على قدرتها على رؤيتها. في هذه المرحلة، بدأت كلاريس تشعر بالاكتئاب قليلاً.
تصورت كلاريس شخصيًا أن علاقتها بأديل كانت علاقة مميزة جدًا. ولكن على الرغم من أن أديل سمعت خبر دخول القديسة إلى الأكاديمية، إلا أنها لم تأت لزيارتها ولو مرة واحدة.
بدأت لفترة وجيزة في التفكير على هذا النحو، ولكن ... بعدها هزت رأسها على الفور.
في الوقت الحالي، كان وضع كلاريس فريدًا نوعًا ما. بدلاً من هوية القديسة كلاريس، كانت تعيش حياتها المدرسية بصفتها كايلي، وهي أرستقراطية من الضواحي. ربما سترتبك أديل بسبب ذلك، غير مدركة للموقف. ربما لاحظت أن الشخص الذي يقوم بدور القديسة حاليًا كان مجرد مزيف.
لقد كان وضعًا محفوفًا بالمخاطر إلى حد ما. ولكن للآن، قررت كلاريس عدم اتخاذ أي قرارات متسرعة.
العلاقات كانت مثل الريح المنجرفة. إذا كانت علاقة وثيقة، فأينما التقيتما في العالم، فستتمكنان من رؤية بعضكما البعض مرة أخرى مع احتضان دافئ. هذا ما قالته أديل.
اعتقدت كلاريس أن هذه الكلمات كانت صحيحة وهي تنظر إلى القمر وتبتسم. بما أنهما كانتا تعيشان في سيلفينيا، فمن المؤكد أنه سينتهي بهما الأمر بالالتقاء عندما يتوافق مصيرهما.
صلّت من أجل أن تتوافق مصائرهما بسرعة حتى يتم حل ندمهما على الماضي.
* * *
جلست لوسي ماريل على سطح المقصورة بعينيها المستديرتين نصف المفتوحتين وذراعيها ملتفتين بإحكام حول ركبتيها.
جلست هناك، حيث يمكنها رؤية المخيم بأكمله. لكن ما كانت تشهده لم يكن سارًا لها.
منظر جميع أنواع الأرواح وهم يتجمعون معًا، ويقطعون ويحملون قطعًا من الخشب المشذبة جيدًا لإنشاء كوخ... من وجهة نظر لوسي، بدا الأمر كما لو أن ضيوفًا غير مدعوين كانوا يغزون المخيم.
على الرغم من أنه في الواقع لم يكن مخيم لوسي. ولهذا السبب لم تكن لوسي — وهي أيضًا ضيفة غير مدعوة — في وضع يسمح لها بالشكوى.
حتى مع ذلك، لم يكن شعورًا لطيفًا. كل ما فعلته هو الجلوس هناك وخدودها منتفخة، تتنهد بشدة وتلوي شعرها. لقد كان رد فعل درامي من لوسي، التي نادرًا ما أظهرت مشاعرها.
والفتاة التي كانت السبب وراء هذا بأكمله... جلست ينكار بالروفر بجوار نار المخيم في وسط المخيم وساقاها ممدودتان.
المقصورة، التي كان من المقرر أصلاً أن تكتمل في غضون خمسة أيام من خلال إرهاق الأرواح، تم تأخيرها بعد أن ألقت ينكار ضربة حاسمة على جبين تاكان بعصاها. صفقت الأرواح ذات الرتب المنخفضة، وخاصة ماغ، بصوت عالٍ والدموع تنهمر من أعماق قلوبهم.
كانت خطة بناء المقصورة، التي تم إعادتها إلى الخطة الأصلية، تتقدم بشكل جيد.
بحلول اليوم الثالث، كانت ينكار راضية بعد رؤية المقصورة تحقق تقدمًا جيدًا. والآن، جلست في المخيم طوال اليوم وهي تدندن.
بينما تجلس على سطح مقصورة إد، لم تكن لوسي سعيدة على الإطلاق بمشاهدتها. في الواقع، حتى لو لم تكن لوسي، فإن أي شخص سوف يميل رأسه عند رؤية مظهر ينكار الحالي.
جلست على جذع شجرة بالقرب من نار المخيم، ومدت ذراعيها وساقيها للحظة. ثم ألقت نظرة على المخيم ونظرت إلى مقصورتها وابتسمت على نطاق واسع. كانت ابتسامتها بريئة جدًا لدرجة أنها بدت كما لو أنها كانت زهرة تتفتح.
بعد ذلك، ذهبت لتقرأ كتابها، ولكن في منتصف الطريق بدأت تنظر إلى مقصورتها مرة أخرى وهي تبتسم. ثم، عندما بدا الأمر وكأنها ذاهبة لإحضار الحطب، استدارت فجأة لتنظر إلى مقصورتها وتبتسم مرة أخرى، قبل أن تستمر في المشي. عندما فكرت في القيام ببعض التدريبات على الرنين الروحي لوحدها، بعد النظر إلى المقصورة مرة أخرى، فكرت بعمق مع ابتسامة على وجهها.
رؤية مثل هذا المشهد جعل لوسي تشعر بالغثيان. في مرحلة ما، نسيت لوسي تمامًا أن تأخذ قيلولتها بينما كانت تجلس هناك وخدودها منتفخة.
"......"
بعد حوالي خمس دقائق أو نحو ذلك، نهضت لوسي لتأكل بعض قطع اللحم المجفف التي كانت تجف على رف التجفيف وهي تطير نحو نار المخيم.
تاك!
هبطت لوسي بشكل جميل على صخرة بجوار نار المخيم. ربتت على ملابسها عدة مرات، ثم وقفت بشكل مستقيم.
عندما نظرت أمامها، استطاعت أن ترى ينكار جالسة على جذع شجرة تطوي زوايا كتابها وهي تائهة في مخيلتها الوردية. بدت سخيفة حقًا.
"آه..."
ثم التقت ينكار بعيون لوسي.
ذهبت ينكار البريئة على الفور تقريبًا لتحيتها. ولكن، فقد عرفت بشكل بديهي أن لوسي لم تكن شخصًا يمكنها فعل هذا معه.
لقد كانت خصمًا خاضت معها مسبقًا حرب أعصاب في قاعة أوفيليس. ولكن، بالنسبة لـ ينكار — التي لم تكن تريد أن تصبح أعداء مع أي شخص — كانت خصمًا غير مرحب به.
لم تكن تريد أن تؤذيها أو تقول أي شيء يحض على الكراهية، لكنها لم تستطع تحمل الخسارة أمامها أيضًا.
في النهاية، جلست ينكار ونظرت إلى مقصورتها. مع وضع يديها على وركها، دفعت صدرها للخارج كما لو كانت تتفاخر. بدا الأمر كما لو أنها كانت تحاول جاهدة أن تتصرف بغطرسة مع تلك الابتسامة على وجهها.
فتحت لوسي عينيها نصف المغلقة وأظهرت ابتسامة مشرقة وجميلة. ثم ربتت على ملابسها بهدوء. كان من المدهش أن هذه الابتسامة المثالية والمشرقة كان المقصد منها أن تكون ساخرة.
* * *
غادرت مكتبة الطلاب وفي فمي قطعتان من اللحم المجفف، ويداي مملوءتان بكتب الدراسات العنصرية.
بفضل استعارتي للكتب باستمرار والتأكد من إعادتها قبل تأخر موعد إرجاعها، أصبح بإمكاني الآن استعارة عدد لا بأس به من الكتب دفعة واحدة. وبما أنني أعرف شخصيًا أمينة المكتبة، إلكا آصلان، فقد كانت هناك بعض الأشياء التي يمكنني التملص منها.
"فيوو..."
مع مجموعة من الكتب في يدي، نزلت إلى أسفل التل الذي تقع عليه مكتبة الطلاب. وتوجهت مباشرة إلى الساحة الشرقية للمنطقة التعليمية.
كان السبب وراء استعارتي للعديد من كتب الدراسات العنصرية هو لإكمال تدريبي في السحر المتوسط.
لقد مر وقت طويل منذ أن أتقنت السحر المتوسط الانفجار النقطي، ولكن حقيقة أنني لم أستطع استخدام سوى تعويذة سحرية متوسطة واحدة كانت مشكلة كبيرة.
لم تكن القوة النارية لـ الانفجار النقطي مختلفة كثيرًا عن السحر المبتدئ. بدلاً من ذلك، كان ببساطة من السهل إلقائه، وجيد للهجمات المفاجئة، ويصعب على الخصوم التعامل معه.
كان الحصول على مثل هذه الميزة الإستراتيجية بمثابة مساعدة كبيرة لأسلوبي القتالي. مع ذلك، اعتقدت أنه سيكون من المهم لي أن أتعلم أيضًا سحرًا يتمتع بقوة نارية هائلة. بعد كل شيء، أنت لا تعرف أبدًا متى أو كيف ستنتهي المعركة، لذا كان من الطبيعي أن أمتلك واحدًا.
كان لدي رنين قوي مع عنصري النار والرياح. في الأصل، إن أمكن، كنت سأحاول أن أتعلم سحر الرياح المتوسط، ولكن... غيرت رأيي بسرعة،
كان معظم السحر من نوع الرياح مفيدًا في السيطرة على ساحة المعركة أو المساعدة في القتال، ولكن نسبيًا، كان هناك عدد قليل جدًا من التعويذات التي كانت تتمتع بقوة نارية قوية وخالصة.
بالنسبة لي، نظرًا لأنني كنت أعرف بالفعل كيفية استخدام المعدات السحرية بالإضافة إلى السحر العنصري، فقد كان لدي بالفعل طرق متعددة ومختلفة لقلب مجريات القتال. لذا، لكي أصبح أقوى بشكل كبير، كانت الطريقة الأكثر فعالية هي التدرب على القوة النارية المطلقة.
ولهذا السبب استعرت كل هذه الكتب التي تتحدث عن الدراسات العنصرية، للمساعدة في البحث عن السحر الذي يمكنني تحديده كهدفي التالي.
كان عدد الكتب التي استعرتها كبيرًا جدًا لدرجة أنني كنت بحاجة إلى حملها بكلتا ذراعيَّ. بعدها مشيت عبر الساحة الشرقية مع التفكير في الأمر كله على أنه مجرد تدريب بدني.
من الساحة المركزية، حيث يقع مركز الطلاب وقاعة أوبل، إذا مشيت على طول الطريق الممتد نحو الشرق فستجد في النهاية الساحة الشرقية.
كان حجمها صغيرًا نسبيًا مقارنة بالساحة المركزية. حتى مع ذلك، كان لديها كل ما تحتاجه الساحة. كان هناك أيضًا برج ساعة بحجم مناسب في المنتصف، ومقاعد موضوعة هنا وهناك، ونافورة تبدو لائقة حقًا.
"♪ ♬ ♪"
عندما رأيت فتاة تجلس على الجانب الآخر من النافورة وهي تعزف على العود، تعرفت فجأةً على صاحبة ذلك الوجه المألوف.
أعطت انطباعًا يطابق كلمة 'حر' أكثر من أي شخص آخر.
كان الوقت لا يزال في منتصف الفصول الدراسية، لذا عندما رأيتها ترتدي ملابس مريحة، تساءلت عما إذا كانت قد أنهت بالفعل جميع دروسها لهذا اليوم.
كانت تنورتها المطوية التي وصلت إلى فخذيها منتشرة بشكل مرتب. كما كانت أصفاد بلوزتها مفتوحة، وهو نفس المظهر الذي أتذكره بالضبط. تم ربط زخرفة على شكل باقة على خصرها وامتدت إلى جانبها.
كان شعرها مضفرًا بشكل جميل على جانب واحد بأزهار جميلة متنوعة، بما في ذلك الزنابق والنرجس البري ونفس الطفل والزنبق المفاجئ والفريزيا، والتي كانت مضفرة في شعرها. ربما كان ذلك لأن شعرها الأصفر الشاحب لم يكن قويًا في اللون، لكن مظهرها الجميل تميز أكثر.
"يبدو أنك مشغول اليوم أيضًا يا إد."
بينما كنت على وشك المرور، كانت أديل هي أول من تحدث معي. كان هذا موقفًا آخر غير متوقع، لذلك لم أستطع إلا أن أميل رأسي.
أديل، التي كانت تعزف على العود، تواصلت معي بالعين وهي تبتسم. لم نكن قريبين بما يكفي من بعضنا لتحية بعضنا البعض بهذه الطريقة.
كانت أديل زميلة لتايلي ماكلور، بطل سياف سيلفينيا الفاشل.
بصفتها شاعرة يمكنها استخدام جميع أنواع السحر المعزز بحرية، فقد كانت تظهر باستمرار منذ الأرك 1، وتجذب الانتباه إلى نفسها... ولكن حتى المعركة النهائية في الأرك 3، لم تتقدم بشكل خاص لتأخذ أي دور نشط.
في المقام الأول، على الرغم من أنها كان لها إصبع في كل فطيرة، إلا أنه لم يبدو أنها تشارك بشكل كبير في أي معركة حتى المعركة النهائية في الأرك 2. ولكن حتى بعد ذلك، لم تحاول بشكل خاص فعل أي شيء آخر.
حتى ذلك الحين، كانت أديل فقط تظهر في أماكن عشوائية وهي تعزف على آلتها الموسيقية. اعتقدت أنه ربما كان هذا اختيارًا من جانب الكاتب للتأكيد على طبيعتها المفعمة بالحرية.
بغض النظر عن مدى إلحاح الموقف، فقد كانت فتاة تعزف على آلتها الموسيقية دون أن تفقد حريتها.
السبب الذي جعلها هادئة دائمًا هو أنها تتمتع بـ 'قدرة التنبؤ'.
"......"
في بعض الأحيان، كان بإمكان أديل رؤية المستقبل من خلال قوة تيلوس المقدسة. لم تكن تلك قوة يمكنها التلاعب بها بحرية — بل بالاحرى كانت تقرأ المستقبل كما لو كان وحيًا مفاجئًا قد استحوذ عليها.
لم يكن ذلك ممكنًا إلا بسبب رنين لا مثيل له لقوة تيلوس المقدسة منذ ولادتها. ولهذا السبب كانت في وضع حيث عوملت معاملة جيدة في المدينة المقدسة. لقد كانت شخصًا حتى اسمها كان يُعتبر مرشحًا لمنصب القديسة عندما كانت صغيرة.
"هل تتكلمين عني...؟"
"كثيرًا ما أسمع قصصًا من تايلي وآيلا. يبدو أن هناك علاقة معقدة بين الاثنين معك..."
"نعم... رغم ذلك، هذا حقًا ليس من شأني."
يبدو أن تايلي، بطل هذه القصة، كان لا يزال يحقق نجاحًا.
كانت موهبته في فن السيافة عظيمة جدًا لدرجة أنه بحلول الوقت الذي جاء فيه الأرك 4، كان يتميز بمستوى هائل من القوة. نظرًا لأن القصة قد مرت بالفعل بمنتصف الأرك 3، فلا بد أنه قد بدأ بالفعل في البروز ببطء.
أما بالنسبة لي، فبما أنني كنت في سنة دراسية مختلفة عنه وانفصلت عنه منذ وقوع الحادثة، لم يكن لدي الكثير من الاتصال معه... حسنًا، كنت أعرف جيدًا بالفعل أن نمو تايلي لم يكن شيئًا يمكن إعاقته بسهولة.
إذا استمر في النمو بأعلى مستوى من الكفاءة، ودون إضاعة لحظة واحدة، فبحلول الوقت الذي يصل فيه حدث التدريب القتالي المشترك التالي، يمكنه هزيمة ليس فقط واد، بل حتى زيغ. بالطبع، لم يكن ذلك ممكنا إلا إذا كان يلعب اللعبة لاعب ماهر مثلي.
في العادة، حتى هزيمة واد فقط كانت صعبة للغاية، لذا لن أقلق كثيرًا بشأن ذلك.
"هل ترغب في سماع أغنية؟ أنا منشدة سافرت في جميع أنحاء القارة. برغم أني الآن أقيم هنا في سيلفينيا."
"...لا شكرًا."
"يا إلهي، يا للأسف."
لم أقابل أديل شخصيًا من قبل، لذلك لم أكن أعرف سبب معاملتها لي بهذه الدفء. ربما كان ذلك بسبب أن سمعتي كطالب في سيلفينيا قد تحسنت قليلاً مؤخرًا؟ أو ربما كان ذلك فقط بسبب انتشار قصص عني حول محيط أديل؟
كنت ممسكًا بالفعل بعدد جنوني من كتب الدراسات العنصرية. لقد كانت تلك علامة بديهية، ولكنني كنت أواجه صعوبة بالفعل في حمل الكثير من الكتب الثقيلة وأردت العودة إلى المنزل والتخلص منهم بسرعة. شعرت أديل بخيبة أمل، لكنها ابتسمت وهي تحني رأسها وتودعني.
ثم استدرت عائداً واتجهت نحو الغابة الشمالية.
كانت القصة بالفعل قد وصلت الى منتصف الأرك 3. وكان الجدول الزمني الرئيسي، الذي أصبح ملتويًا شيئًا فشيئًا، قد بدأ بالفعل في الانحراف بشكل كبير عندما فازت تانيا بانتخابات رئيس مجلس الطلاب.
سارت القصة بشكل مشابه للأصل حتى الأرك 1. وبحلول الأرك 2، بدأت تصبح متناثرة إلى حد ما — ولكن بحلول الأرك 3، لم يعد من الممكن التحكم في الاتجاه الذي كانت تتجه نحوه.
حتى مع ذلك، ظل التدفق الإجمالي للأحداث كما أتذكر، وبالتالي فإن المعرفة المستقبلية التي كنت أمتلكها ستظل مفيدة. ولكن، من المرجح أن يؤدي التدفق المنحرف للوضع قريبًا إلى نتيجة غير معروفة.
لقد كان مثل خط مستقيم يتبع خطًا منقطًا.
إذا كنت ستتبع الخط المنقط دون أن تهتز ولو قليلاً، فسيتم رسم خط مستقيم مثالي. ولكن إذا بدأت في الاهتزاز ولو قليلاً، فسيحدث انحراف في الزاوية. في البداية، قد يبدو هذا الاختلاف الطفيف لا بأس به، ولكن مع استمرار الخط، فإنه سيبتعد أكثر فأكثر عن الخط المنقط.
في المقام الأول، لم يكن لدي أي طموحات كبيرة وكان هدفي الوحيد هو التخرج. أردت فقط البقاء على قيد الحياة. ولكن في الوقت نفسه، كان من الغطرسة لي أن أعتقد أن كل شيء سوف يسير وفقًا لإرادتي.
في نهاية المطاف، أصبح العالم بهذا الشكل. في هذه المرحلة، مجرد المشاهدة بهدوء من المقاعد الجانبية لن يحل المشكلة.
بدأ الجدول الزمني الأصلي في الانحراف بشكل كبير عن المسار الأصلي.
في النهاية، الطريقة الوحيدة للتعامل مع الأمر هي... القبض على كريبن.
ولكن، كما هو الآن، لم يكن لدى كريبن أي نقاط ضعف سياسية. لقد كان أيضًا قويًا وكان لديه العديد من الأتباع المخلصين في جميع أنحاء الإمبراطورية، لذا فإن قتله أو القضاء عليه الآن لن يكون سوى عمل من أعمال الخيانة التي من شأنها أن تدمر حياة المرء.
في المقام الأول، كان من الضروري توفير المزيد من الوقت للنمو قبل التمكن من محاربة كريبن. وحتى لو تقدمت بطلب وحصلت على المساعدة من شخص ما، فلن أتمكن من إنهاء حياته دون سبب عادل.
لكن هذا لا يعني أنه ليس لدي بطاقة يمكنني لعبها. كانت هناك تانيا، التي كانت من داخل عائلة روثستايلور. وكانت هناك أيضًا الأميرة بينيا، التي كانت أيضًا معادية له حاليًا.
عندما يحين وقت الأرك 4 ويقترب تجسيد ميبولا، سيُظهر كريبن بالتأكيد شخصيته الحقيقية. ثم، وخلال تلك اللحظة، من المؤكد أن هذا الرجل سيظهر ثغرة.
يجب عليك أن تعرف التوقيت المثالي لقطع حلق خصمك. عندما تبدأ خططه الشريرة في الظهور، يجب أن أكون مستعدًا بالكامل.
"إد."
فجأةً، وبينما كنت على وشك العودة، نادتني أديل.
استدرت بتعبير محير، لكن أديل كانت تعزف على العود بمرح ولم تنظر نحوي حتى.
تناغمت النوتات اللطيفة للأوتار مع أصوات الماء المتدفق في النافورة. كان صدى كل ذلك مثاليًا هنا في الساحة في أواخر الربيع.
"في يوم من الأيام، عندما تأخذ عرش عائلتك، ستكون مجبرًا على قتل الشخص الذي تكن له أشد الأحترام بيديك."
لم يكن ذلك فألاً، بل بالاحرى مجرد كلام تلميحي.
"فقط ضع في اعتبارك أنك إذا ترددت في تلك اللحظة، فستكون أنت من يموت."
"......"
كنت سأطرح عليها المزيد من الأسئلة، لكن لم يكن هناك أي فائدة. في المقام الأول، عزفت أديل نغمة أخيرة على عودها وصنعت صوتًا جميلاً، ثم وقفت وخطت بضع خطوات قبل أن تختفي بسرعة.
واصلت مشاهدة أديل وهي تغادر من بعيد بينما كنت ممسكًا بكتب الدراسات العنصرية الخاصة بي.
ثم أخذت نفسًا عميقًا.
أديل، حارسة الشعلة. أديل الرومانسية. والمتنبئة أديل.
لم تكن نبوءاتها صحيحة دائمًا، لذا كان من الصعب إعطاء أي معنى خاص لها... ولكن في كل الأحول، كانت قدرتها على جعل قلب الشخص مضطربًا ممتازة.
كانت هناك العديد من المشاهد المختلفة التي تخطر على ذهني عندما أفكر في أديل... وأول ما يتبادر إلى ذهني... هو وفاتها.
كان الأرك 3 من <سياف سيلفينا الفاشل> نقطة تحول مهمة في القصة الرئيسة. الزعيم الأخير، لوسي، ستبقى ساكنة وتنهي دورها بأمان قبل أن تغادر القصة مؤقتًا. خلال تلك القصة، حتى بدون تورط لوسي، ستموت شخصيتان من جيل البطل.
وكان من بينهم المنشدة أديل.
كان التدفق الإجمالي للقصة ما يزال يتدفق في نفس اتجاه الجدول الزمني الأصلي، ولكن بعدة طرق مختلفة حدث انحراف كبير مسبقًا.
بعد معرفة ما قالته، ما هو الموقف الذي يجب أن أتخذه الآن؟
في المقام الأول، كان موت البروفيسور غلاست خارج سيطرتي. بغض النظر عما كنت سأفعله، كان سيضع يده على الختم ويسيطر على الأكاديمية بأكملها. وفي كلتا الحالتين، باعتباري مجرد طالب، كان من المستحيل أن أتمكن من التأثير عليه.
ومع أديل، لم يكن هناك أي ضمان بأنني سأتمكن من القيام بشيء ما. حتى مع ذلك، الآن بعد أن أصبحت على علم بتلك الكلمات غير السارة منها... بأكثر من طريقة، لم أستطع إلا أن أشعر قليلًا بعدم الارتياح.
أرهقت ذهني عدة مرات وأنا متمسك بكتبي بإحكام، متجهًا نحو الغابة الشمالية.
أولاً، كنت بحاجة إلى العودة إلى المخيم، والانتهاء من تنظيم الكتب، والاستعداد لصنع العصا... كانت تلك هي المهام المباشرة التي أنا بحاجة إلى الاهتمام بها.
مع ذلك، كانت هناك أيضًا كل أنواع الأفكار التي يجب علي تنظيمها... الكثير منها.
* * *
"لا."
لقد كانت إجابة حازمة وواضحة.
بدت لوسي، التي كانت تمضغ بعض اللحم المجفف بجوار نار المخيم بينما كانت تعبث بركبتيها، وكأنها في حالة مزاجية سيئة.
"......"
كان ذلك رد فعل غير متوقع.
بعد قطع فرعين من شجرة ميريلدا الحارسة، طلبت من لوسي أن تلقي عليهما سحر البرق لتصنع عصا.
كمية القوة السحرية التي تستخدمها لوسي لإلقاء سحر البرق كانت هائلة، لذا سيكون لها تأثير مباشر جيد جدًا على أداء العصا.
أخبرتها أنني كنت أخطط لصنع 'عصا خشبية عمرها ألف عام ضربها البرق' بهذين الفرعين. واحدة لـ ينكار وواحدة لي.
من وجهة نظر لوسي، لم يكن من الصعب تنفيذ هذا الطلب. ولهذا السبب اعتقدت أن ذلك لن يمثل مشكلة، لأنها في المقام الأول كانت جيدة نسبيًا في قبول الطلبات مني... لكن اليوم، بدت لوسي غريبة بشكل خاص.
"هل يمكنكِ أن تصنعي لي واحدة فقط؟"
كان من المنعش جدًا رؤيتها وهي تلصق شفتيها للخارج وتعانق ركبتيها وتتنهد. هل كانت هي حقًا نفسها لوسي التي كانت دائمًا نائمة وتبدو غير مهتمة تمامًا بأي شيء؟
كانت لا تزال تبدو في حالة نعسة قليلًا ولا تزال تعطي انطباعًا بأنها غير مهتمة قليلاً بالأمر، لكن كانت هذه هي المرة الأولى التي أراها تنفخ خديها بهذه الطريقة. لا أستطع التعود على رؤيتها وهي تقوم بمثل هذه التعابير الملونة على وجهها هذه الأيام. على الرغم من ذلك، عندما فكرت في الأمر، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأنماط التي تتبعها.
"صنع واحدة أو اثنان منهما، لا ينبغي أن يكون مهمًا, صحيح...؟ في كلتا الحالتين، عليكِ فقط إلقاء السحر لمرة واحدة."
"......"
"أوه، حسنًا... تمام، إذا قلتِ ذلك فلا بد أن يكون هناك سبب. آه، رأسي يؤلمني."
بعد أن قلت ذلك، سرعان ما أدرت رأسي بعيدا عنها. بعدها بدأت لوسي تطفو في الهواء لترى ما الذي كان يضايقني كثيرًا.
"إذا قمت بصنع واحدة... من سيستخدمها...؟"
"يجب أن أعطيها لـ ينكار. إنها الشخص الذي يمكنه استخدامها بشكل أفضل مني، بعد كل شيء. ما زلت بحاجة إلى التدرب على السحر العنصري أكثر قليلاً على أي حال."
"إيغكك..."
بعد أن شعرت بالانزعاج من تعبيري المخيب للآمال، بدأت لوسي تغمغم وهي تمتم بشيء بينما تحني رأسها.
ثم، مع شفتيها المطبقتين، وقفت بسرعة من مقعدها وسارت بشراسة نحو جذع الشجرة حيث كنت أجلس.
وقفت ساكنًا، وتساءلت عما إذا كانت ستلتصق بشكل قريب مني كالمعتاد. أخفضت لوسي عينيها وهي تجلس مع مؤخرتها على حضني, ممسكة بإحكام بقبعتها.
ثم دفعت ظهرها إلى صدري بقدر ما تستطيع، ولكن بما أنها كانت خفيفة جدًا، لم أشعر بأي وزن على الإطلاق. كانت أثقل قليلاً من كومة الكتب التي كنت أحملها من قبل وأنا مستخدم عضلات ذراعي.
"حسنًا، سأفعل ذلك. الاثنان كلاهما."
ثم أضافت شيئًا آخر.
"ولكن هناك شرط. أنه ليس شيئًا بتلك العظمة."
"شرط؟"
"هناك مكان أريدك أن تذهب إليه معي."
كان من الغريب أن تقول لوسي مثل هذا الشيء، لكن بما أنه لم يكن لدي خيار، أومأت برأسي فقط بفضول.