"إ-إييك...!"
لم تكن حالة قاعة أوفيليس طبيعية أيضًا.
قفز إد وكلاريس من ظهر ميريلدا وقاما بفحص حالة حديقة الورود بسرعة. فقدت كلاريس كل القوة في ساقيها.
كانت الجثث متناثرة في أنحاء الحديقة. نصفهم للخادمات، والنصف الآخر للطلاب.
”إيو...إيوغك...“
كلاريس، التي وصلت بالفعل إلى حدها الأقصى، كانت الآن بالكاد تحبس دموعها. أمسكت بمرفق إد وهي تغطي فمها... بينما ترتجف، أجبرت نفسها على مواصلة المشي.
كانت قاعة أوفيليس أقرب إلى التنين من قاعة تريكس. في اللحظة التي وقعت فيها الكارثة، كانوا في موقف لم يكونوا فيه قادرين على تفعيل السحر الدفاعي بشكل صحيح.
الجدار الخارجي كان مليئًا بالثقوب وبقايا الحراشف التي كانت تتساقط.
كان الداخل مروعًا أيضا. كانت الردهة والممرات مليئة بالدماء. ليس كلاريس فقط، بل حتى إد — الذي كان هادئًا بشكل دائم — لم يستطع إلا أن يبتلع شهقاته.
"الدوائر السحرية الدفاعية المتقدمة... تم تفعيلها..."
قال إد ذلك وهو ينظر إلى السقف في الردهة المركزية بالداخل.
في هجوم واسع النطاق، كان ينبغي أن تكون قوته محدودة. لذا، على الرغم من أن هجوم الحراشف ربما كان قويًا، إلا أنه لا ينبغي له أن يكون قادرًا على اختراق السحر الدفاعي المتقدم.
هذا... يبدو أنه فقط في ما بعد الهجوم الأول، والذي كان متأخرًا جدًا، تم تنشيط الدائرة السحرية الدفاعية. وهذا يعني أيضًا أنه لا يزال هناك ناجين في الداخل.
كانت غرفة القديسة في الطابق الأعلى، وكانت الغرفة المسؤولة عن إدارة الدوائر السحرية الدفاعية أيضًا في الطريق الى الأعلى.
بعدها صعد إد درج قاعة أوفيليس، ممسكًا بذراع القديسة وهي منشغلة بمسح دموعها بأكمامها.
ثم نظر بسرعة حول الأرضية في منتصف المبنى. ركض عبر الردهة إلى القسم الذي تعيش فيه الخادمات. كانت هناك جثث متناثرة في كل مكان. كان مشهدًا مرعبًا لمشاهدته، لكنه استمر في الضغط على أسنانه وهو يتقدم للأمام، متجاهلاً إياه.
ثم، عندما وصل إلى أعمق جزء من مكتب الإدارة... رأى خادمة تجلس فوق مراسم تفعيل السحر الدفاعي، وتلهث لالتقاط أنفاسها. أحد الناجين.
عندما اقترب، لاحظ ملابسها المزخرفة... لم تكن سوى رئيسة الخدم.
"الآنسة بيل...!"
"هيووغك..."
صرخ إد بينما رفعت الخادمة، التي كانت مغطاة بالدماء، رأسها قليلاً. ضغطت على أسنانها وحاولت الوقوف، لكنها انهارت مرة أخرى, وسقطت.
كانت هناك أربعة أو خمسة حراشف ضخمة عالقة في لوحي كتفيها وبطنها. كانت بالفعل في حالة حرجة.
لقد أمطر عليهم سحر حراشف التنين دون أي وقت للرد. بمجرد أن لاحظت بيل مايا أن شيئًا ما كان غريبًا، ركضت إلى مكتب الإدارة وحاولت تفعيل السحر الدفاعي. لسوء الحظ، كان هجوم التنين أسرع قليلًا.
أدى هجوم التنين، الذي اخترق الجدار الخارجي، إلى ذبح الأشخاص الذين يعملون هنا. لا بد أنه كان مشهدًا مروعًا رؤيته.
خلال كل ذلك، عانت بيل إلى حد أنها كادت أن تموت وهي تدخل أعمق جزء من مكتب الإدارة... ثم قامت بتنشيط السحر الدفاعي المتقدم في حالة بقاء أي ناجين.
"هذا... لا يصدق..."
كافحت بيل مايا لرفع رأسها بينما كان دمها يتساقط على الأرض. أطلقت كلاريس شهقة عالية وهي تغطي فمها بكلتا يديها.
عند رؤية الاثنين، قامت بيل مايا بتحريك جسدها بالقوة... ثم أخرجت مجموعة من المفاتيح من حول خصرها. ربما لأنه لم يكن لديها القوة لاختيار المفتاح الصحيح وتسليمه لهم، انتهى بها الأمر بإسقاط المفاتيح على الأرض حينما سقطت بين ذراعي إد.
لم يعد لديها أي قوة في جسدها. صر إد على أسنانه وهو يغلق عيون بيل مايا، ويضعها بلطف على الأرض. ثم التقط حزمة المفاتيح وهو يقود كلاريس من ذراعها.
"إيغكك.... هيوكك..."
لقد وصلت كلاريس بالفعل إلى حدودها العقلية. مع ذلك، وبفضل إد — الذي كان قادرًا بطريقة ما على الحفاظ على رباطة جأشه — ظلت قادرة على الحركة.
ركضوا عبر الردهة وهم يشقون طريقهم إلى أعلى الدرج، ليصلوا إلى غرفة القديسة.
بدأ إد بوضع المفاتيح في القفل، وإدخالها في الباب واحدًا تلو الآخر في محاولته بسرعة للعثور على المفتاح الصحيح. فقط بعد الكفاح قليلاً، انفتح الباب أخيرًا بنقرة.
عندما فُتح الباب، أصبح قادرًا على النظر إلى أكبر غرفة خاصة في قاعة أوفيليس. كانت غرفة القديسة.
دخل إد الغرفة مع كلاريس وهو يغلق الباب ويدير القفل. ثم وضع القديسة فوق السرير.
وضع إد يديه على أكتاف القديسة وهو يتحدث، وينظر إليها مباشرةً.
"يجب أن تظلي قوية أيتها القديسة."
"إغغ...(استنشاق)...إغغ...نـ-نعم..."
"منذ أنه تم تنشيط السحر الدفاعي المتقدم، فطالما تبقين في غرفتكِ فلن تتأذي في أثار أي سحر أو هجوم. برغم ذلك، إذا كان هجومًا مباشرًا أو سحر ذو مستوى غير معقول، فسيتم جرفكِ أيضًا... لذا، دعينا نأمل ألا يحدث ذلك. داخل الأكاديمية، لا يوجد مكان أكثر أمانًا من هنا."
قال إد ذلك وهو يقف.
"لا يزال لدي الكثير من الأشياء التي يتعين علي القيام بها. هناك العديد من الأماكن الأخرى التي أحتاج إلى زيارتها. من فضلكِ انتظري هنا. يجب ألا تغادري قاعة أوفيليس أبدًا."
بمجرد أن انتهى من التحدث وكان على وشك رفع يده عن كتف كلاريس، قبضت على يده وأمسكتها بقوة.
"كـ-كـ... كلا...الخـ-الخارج...خـ-خطر..."
لم تتوقف دموعها. حتى مع ذلك، التقطت كلاريس أنفاسها وهي تواصل الحديث. تحدثت عن مدى خطورة الخروج الى الخارج، لذا سيكون من الأفضل البقاء هنا معًا.
كانت كلاريس خائفة للغاية. لقد كانت محنة قاسية للغاية بالنسبة لكلاريس، التي عاشت حياتها كلها في العالم الكئيب لمبنى الأب المقدس. إذا تركها هنا، يبدو أنها لن تكون قادرة على منع الخوف من إجتياحها بالكامل.
"قديسة. من أجل حل هذه المشكلة، أنا بحاجة لتحليل هذا الوضع..."
بوووووووووووم!
وقع انفجار آخر خارج النافذة. ومعه جاءت الزلازل. ثم، كما لو كان الضوء تم تشغيله، جاء ضوء من خارج النافذة.
ألقت كلاريس نفسها بين ذراعي إد وهي تنظر إلى وجهه. كانت الدموع تتدفق على وجهها على شكل كتل.
ربت إد على ظهرها عدة مرات لبعض الوقت... ولكن بعد فترة وجيزة، أمسك بكتفيها النحيلين مرة أخرى، وأبعد كلاريس عن ذراعيه.
"قديسة. انظري من النافذة. فقط لأننا نجلس ساكنين وننتظر هنا بهذا الشكل لا يعني..."
... أن أي شيء سيتم حله على الإطلاق.
بينما كان على وشك أن يقول هذا القدر، لفت انتباه إد مشهد غريب خارج النافذة. كانت هناك دائرة سحرية تهدد بالارتفاع عالياً نحو السماء.
لم يتم إلقاءها من قبل التنين الأزرق الألهي فيلبروك، ولا من قبل لوسي أو أوبل، الذين كانوا يدافعون ضد التنين. في المقام الأول، كان الاتجاه الذي جاءت منه في عمق المنطقة التعليمية، وليس في ساحة المعركة.
تاداداك!
ديوريوريوك!
ركض إد نحو النافذة وفتحها ووضع رأسه في الخارج. أمكنه رؤية الدائرة السحرية بأكملها من مجرد لمحة. لقد تم تشكيلها من علم مختلف تمامًا، بما يتجاوز التعاويذ السحرية البسيطة.
"...إد...؟"
نادت كلاريس على إد بصوت باكي، لكنه لم يستجب. من الواضح أنه كان مفتونًا بتركيب الدائرة السحرية، ثم ركض عائداً إلى زاوية الغرفة.
في المقام الأول، كان إد يعرف بالفعل هيكل الغرفة جيدًا. كان ذلك بسبب وجود فرصة لدخول الطابق العلوي من قاعة أوفيليس خلال الأرك 4 من <سياف سيلفينيا الفاشل>.
قام بسحب رف الكتب المنزلق في الزاوية. كان مليئًا بجميع أنواع الكتب المقدسة، والكتب المدرسية السحرية، والكتب المرجعية. كان معظمها حول دراسات الإله.
ثم خفض إد رأسه وهو يواصل سحب الكتب عن السحر القدسي. وضعهم جميعًا على طاولة في وسط الغرفة وبدأ يقلب الكتب.
"إد...؟"
حاولت مناداته مرة ثانية، لكن صوتها لم يصل إلى أذن إد. كان عقله مشغولاً بالفعل بالعمل بأقصى طاقته.
لعدة دقائق، استمر في تقليب الكتب، وهو يبحث يائسًا عن شيء ما. ثم، بعد فترة، توقفت يده عند صفحة معينة.
فتح صفحة الكتاب على الطاولة ثم أخرج كتابًا آخر من جيبه. كتاب سحري ذو قيمة فلكية. 'مقدمة الى السحر السماوي' للساحر العظيم غلوكت.
كان يقلب الكتاب بحثًا عن شيء ما قبل أن يتوقف عند صفحة معينة. ثم قرأها، وقارنها ورأئ الاختلافات مع كتاب السحر القدسي الذي كان قد فتحه.
وبعد فترة طويلة... سقط إد على كرسي خشبي قديم الطراز بجوار الطاولة.
"هذا... حسنًا... أعتقد أنني فهمت الأمر..."
دمدم بهدوء. وقد هدأ الارتجاف الطفيف الذي كان في صوته إلى حد ما.
"في المقام الأول... لم تكن ملتوية...؟"
"إد، هل هناك شيء...؟"
"في المقام الأول, كان هذا مجرد... جزء من 'الجدول الزمني الأصلي'...؟"
بووم!
بعد أن جمع كل أفكاره معًا، ضرب إد الطاولة ووقف. نظرت إليه القديسة قبل أن تسأل سؤالاً.
"إد، هل اكتشفت شيئًا ما...؟"
"استمعي جيدًا أيتها القديسة. بغض النظر عما سيحدث... إذا كنتِ تعتقدين أن الأمور لا تبدو جيدة، يجب أن تطلبي مني المساعدة..."
"عفوًا...؟"
"إذن..."
بووووووووووووووووم
بعد ذلك، حدث كل شيء في لحظة.
تمامًا عندما كان إد على وشك شرح شيء ما، ضرب نفس التنين الأزرق الإلهي السحر الدفاعي حول قاعة أوفيليس. كان ذلك أثر جانبي للقتال الذي دار في الخارج.
حتى أوبل لم يتمكن من منع مثل هذه الكمية الهائلة من القوة السحرية. في النهاية، كان الخيار الوحيد أمامه هو تغيير اتجاهها قسرًا وإرسالها إلى مكان آخر.
وأحد الفروع الصغيرة التي ارتدت... أصابت قاعة أوفيليس مباشرةً.
بووم! بووووووووووووووووم!
ساعدت إد سرعة بديهته على الرد بسرعة.
بما أن المبنى قد وصل بالفعل إلى الحد الأقصى، في حال كان على وشك الانهيار... اتخذ الوضعية الأكثر أمانًا بقدر استطاعته.
حمل إد القديسة بين ذراعيه وجمع القوة السحرية، ثم قفز مباشرةً على السرير كما لو كان يغوص. وهم يشعرون بأنفسهم يقفزون فوق السرير الناعم، بدأ السقف في الانهيار.
تحطمممممممممممم!
سقطت أنقاض المبنى.
* * *
تنقيط، تنقيط.
استيقظت بسبب إحساس سائل من نوع ما يتساقط على خدها من طرف أنفها.
صرخت كلاريس وهي تحاول رفع الجزء العلوي من جسدها، لكنها كانت بالكاد قادرة على الحركة.
"...هوب...!"
ثم أمسكت فمها بكلتا يديها... كانت ترتجف في جميع انجاء جسدها.
كانت بين أنقاض المبنى المنهار. ورأت إد، الذي استخدم قوته السحرية قسرًا لدعم الحطام.
في صدره... كان هناك عمود حديدي يستخدم كدعامة للبناء. كان أكثر سمكًا من أي رمح قصير.
السائل الذي كان يقطر على خدها... كان الدم النازل من صدر إد.
"كـ-كلا...كلا..."
كان إد راكعًا، وجاثيًا على ركبتيه. بدا وكأنه سوف يسقط بهذا الشكل، لكنه دعم وزن الحطام. ثم حاول أن يقول شيئًا للقديسة.
"تسعة... أرقام... أنتِ... عليكِ..."
"كلا... إد... أنتِ... لا يجب... لا يمكنك..."
بدأت الدموع تتدفق من عينيها.
حاولت كلاريس الضغط على جرح إد بيدها النحيلة، لكن دماء إد استمرت في التدفق، ولم تظهر أي علامة على التوقف. استمر الدم في التدفق عبر شقوق أصابعها مؤديُا فقط إلى صبغ يديها البيضاء باللون الأحمر.
"كلا... لماذا... شيء كهذا... لماذا، فقط لماذا... أنا... بدلاً مني... ستموت... لا يمكنك... كلا..."
استمر إد في قول شيء ما. يبدو أنه كان ينطق بعض الأرقام.
"واحد... ستة... صفر..."
اليد التي ضغطت على جرحه كانت عديمة الفائدة. حتى دون أن يكون لديها الوقت لمسح دموعها، جمعت كلاريس القوة في يديها بطريقة ما.
لم تفعل كلاريس شيئًا لـ إد. هي فقط علقت في هذا الوضع غير قادرة على التكيف مع الكارثة المفاجئة — حيث قام بقيادتها بيده، فقط لكي يموت هو بدلاً منها في نهاية المطاف.
هذه الحقيقة أكلت قلب كلاريس. النظر إلى وجهه، الذي كان يفقد حيويته، دفع دماغها باستمرار.
مات الكثير من الناس وهم يضحون بأنفسهم من أجل كلاريس. لم يكن لدى أي منهم الوقت حتى للقلق على أنفسهم.
لم تكن تريد أن يموت أي منهم، وخاصة إد. هو لا يزال بالكاد يتنفس.
مع ذلك... فإن ضوء حياته بدأ ينفد.
استخدم إد كل قوته المتبقية لإزالة أنقاض المبنى المنهار الذي تساقط من السقف. لولا القوة السحرية المستمدة من خاتم غلاست، لكان من المستحيل القيام بذلك في حالته الحالية.
وبعد ذلك... استنفدت القوة المتبقية من جسده. سقط جسده في حضن القديسة.
"إغغ... إيغك... (إستنشاق)... إيغ..."
في غرفة انهار فيها السقف وانكشف الجزء الداخلي بالكامل... لفّت القديسة ذراعيها حول رأس إد وهي تذرف الدموع. بدأت عيون إد تصبح شاحبة وبدأ الدم يغادر وجهه.
"كلا... لا يمكنك... أرجوك... كلا..."
وهكذا... لم يعد إد يتنفس.
أطلق التنين الأزرق الإلهي هديرًا ملأ السماء. كان لوسي وأوبل يكافحان ضده.
بدأت الدائرة السحرية الغريبة التي ارتفعت من زاوية المنطقة التعليمية تغطي السماء بأكملها.
فجأةً، شعرت كما لو كان العالم بأكمله مغطى بالضوء. هل كانت هذه هي الطريقة التي سيموتون بها؟
عانقت كلاريس رأس إد بقوة وهي تبكي.
"أنا آسفة."
وهي تكرر ذلك باستمرار...
هكذا واجهت نهاية حياتها.
* * *
شعرت وكأن الستار الأسود قد تم رفعه أخيرًا.
لم يكن أمامها خيار سوى اغماض عينيها عندما لامس الضوء الساطع عينيها فجأةً.
ابتلعت كلاريس لعابها بصعوبة.
"إ-إنها القديسة. ماذا تفعل هنا...؟"
"اليوم هو التدريب القتالي المشترك. ألم تأتي للتحقق من قائمة المباريات...؟"
"أحمق...! القديسة ستلتقي بالضيوف الكرام من المدينة المقدسة اليوم...! لذا، فهي لن تذهب إلى التدريب المشترك...!"
"آه، هذا صحيح... إذًا لماذا هي هنا...؟ لا تقل لي، هل أتت إلى هنا لمقابلة ذلك الرجل، إد...؟"
"هذان الاثنان يعرفان بعضهما...؟"
"لست متأكدًا... لا أعتقد أنني رأيت القديسة تتحدث مع هذا الرجل من قبل."
"في المقام الأول، لم تكن القديسة على اتصال وثيق بالآخرين أبدًا."
"هذا صحيح..."
كانت تسمع همسات من كل مكان حولها.
كانت بالقرب من المدخل الرئيسي لقاعة غلوكت. على طاولة خشبية لاستراحة الطلاب.
كان يجلس أمامها شخص لفت انتباهها... إد روثستايلور. وكانت تجلس بجانبه ينكار بالروفر.
"......"
لم تستطع كلاريس التنفس. في المقام الأول، كان الوضع مستحيلًا للفهم.
قبل قليل للتو... صورة إد يصبح باردًا ببطء وهو يرقد بين ذراعي كلاريس، لم تترك عقلها بعد.
ولكن الآن كان إد روثستايلور أمامها مباشرةً... أغلق الكتاب الذي كان يقرأه، ووضعه على الطاولة بينما كان ينظر إلى القديسة بتعبير محير على وجهه.
"قديسة. قلتِ أن لديكِ شيئًا لتتحدثي عنه... ما هو الموضوع...؟"
عندما رد عليها، نظر إد روثستايلور مباشرةً إلى كلاريس.
"......"
في تلك اللحظة، فجأةً ظهرت في ذهنها صورة هذا الصبي الأشقر الذي يقف بين أنقاض المبنى. العمود الحديدي الذي اخترق صدره مع استمرار تدفق الدم... رؤيته يحمل الأنقاض لحماية كلاريس، على الرغم من وفاته. تداخلت ذكراه تلك مع ما كانت تراه الآن.
وهي بالكاد تكبح مشاعرها والدموع التي كانت على وشك النزول على وجهها، وقفت كلاريس بسرعة من مقعدها. وفي لحظة، اقتربت من إد.
فجأةً، بدأت في فك أزرار قميص إد وهي تحاول إلقاء نظرة.
"......؟؟"
"انتظري الآن، ماذا... تفعلين...؟"
نظرًا لعدم قدرته على لمس جسد القديسة بتهور، سألها إد عما كانت تفعله مع إبقاء ذراعيه مرفوعتين في الهواء وهو في حيرة تامة.
بدأت ينكار، التي كانت تجلس بجانبه، في إطلاق علامات الاستفهام بينما تحولت أذنيها إلى اللون الأحمر الزاهي. جميع الطلاب الذين كانوا يشاهدون وصلوا أيضًا إلى حالة تجمد تام.
قامت القديسة بفك بضعة أزرار من قميص إد ونظرت إلى الداخل، ولكن لم يكن هناك أي جرح أو دم.
قفزت ينكار بسرعة من مقعدها ووجهها محمر.
"قـ-قديسة...! على الرغم من أنك القديسة... في وضح النهار، وفي مكان مثل هذا... القيام بشيء مثل هذا هو أمر...!!"
في اللحظة التي قالت فيها تلك الأشياء لمحاولة إيقاف كلاريس، قامت بترك إد.
تراجعت خطوة إلى الوراء... وسقطت في مقعدها.
هل كان حلمًا؟ ربما هلوسة؟ هل كنت متعبة جدًا هذه الأيام لدرجة أنني بدأت أرى أشياء سخيفة؟
هزت كلاريس رأسها بعد أن فكرت في مثل هذه الأفكار... ثم فجأةً بدأت تشعر بألم في أسفل ذراعها.
عند هذا الشعور، رفعت كلاريس ذراعها اليمنى لتفحص معصمها.
ثم شهقت.
على معصمها النحيل... لم تكن تعرف السبب، لكنها كانت لا تزال هناك.
بصمة اليد التي تركها إد عندما أمسكها أثناء ركضهما نحو قاعة أوفيليس.
ذكرى وجهه يصبح أكثر برودة عندما مات وهو يحمي كلاريس. بدأت كلها تتفتح في رأسها، وتتحول إلى ذكرى حية.
قامت بمسح وجه إد، الذي كان يقف أمامها مباشرةً، مرارًا وتكرارًا... ثم بدأت الدموع تنزل.
بالطبع، جميع الطلاب الذين كانوا يشاهدون... لم يستطعوا إلا أن يتجمدوا، ويصبحوا ساكنين كالحجر.