حالة الحصان لم تكن جيدة.

قاموا فقط بأخذ بالحصان الأقل إصابة من بين الخيول التي كانت تسحب بالعربات. استمر صوت حوافره على الأرض لبعض الوقت، ولكن سرعان ما بدأ صوته يصبح غير منتظم.

استطاعوا الشعور بأن جسم الحصان بدأ يتأرجح شيئا فشيئا. يبدو أنه سيموت قريبًا. ومع ذلك، كان مخلصًا بما يكفي لمواصلة المضي قدمًا من أجل الشخص الذي يجلس على ظهره حتى النهاية. ربما كان يسحب عربة القديسة طوال حياته.

هديييييييييييييير!

بدأ هدير التنين الأزرق الإلهي، الذي مزق صراخه أذني المرء، بالتردد مرة أخرى. من خلال الركض عبر ساحة المنطقة التعليمية، تمكنوا من رؤية المنطقة التعليمية بأكملها، والتي كانت مغطاة بالدماء.

"استمعي بعناية أيتها القديسة. هذه الجولة ميؤوس منها."

أمسك إد بزمام الحصان وهو يصيح نحو القديسة، التي كانت يديها ملفوفة حول خصره وتدفن وجهها في ظهره.

"سأساعدكِ على اكتشاف الحقيقة وراء هذا الوضع بقدر ما أستطيع حتى يعود الوقت مرة أخرى... لذا الآن، علينا أن نقوم بتجهيزكِ لإنهاء الأمور 'بشكل مثالي' ."

هبت الريح عبر أذنيها. أومأت كلاريس، التي دفنت وجهها في ظهر إد، برأسها.

ثم بدأ زلزال في الظهور على جزيرة آكين مرة أخرى. كان أوبل يلقي سحرًا عنصريًا متقدمًا غطى السماء. وكانت لوسي تحجب مخالب فيلبروك الضخمة التي كانت تستهدف المنطقة التجارية.

بووم! بووم! بووم!

كانت الدائرة السحرية الدفاعية الضخمة، والتي كانت كبيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها بالكامل، تغطي المنطقة التجارية بأكملها. ولكن في كل مرة ردت فيها مخالب فيلبروك الأمامية، كان شكلها يتشوه أكثر قليلاً.

ارتجفت كلاريس من الخوف، واحتضنت إد بقوة، لكن بعد ذلك أصاب صدرها شعور بالتناقض.

أذرع إد، التي كانت تمسك بزمام الحصان، كانت ترتجف بشكل غريب. رفعت رأسها لتنظر إلى إد، الذي كان يشد على أسنانه بينما يقود الحصان إلى الأمام مباشرةً بعينين مهيبتين. بدا كما لو أنه اتخذ القرار بالتضحية بحياته.

تذكرت كلاريس مرة أخرى.

مع استمرار الوقت في تكرار نفسه، استمرت كلاريس في مقابلة هذا التنين الضخم مرارًا وتكرارًا.

وبمجرد انتهاء تلك الجولة، فمن المرجح أن تواجهه مرة أخرى.

لكن في كل مرة حدث ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى بالنسبة لـ إد.

لقد كان مجرد شخص عادي واجه فجأةً كارثة ظهرت من العدم.

بالنسبة لكلاريس، كانت تلك مجرد تكرار آخر. لكن بالنسبة لـ إد، كانت حياته على المحك في كل مرة.

على الرغم من أنه كان يعلم أن الوقت سوف يعود إلى الوراء، إلا أن تعريض حياته للخطر كان شيئًا مرعبًا يفوق الخيال.

لقد صر على أسنانه وهو يمسك الزمام بإحكام… وتصرف كما لو كان هذا هو الاختيار الطبيعي.

لم يظهر الخوف قط. وأبعد رغبته في الهرب من كل شيء. كان يعلم أنه إذا اهتز، فإن كلاريس ستكون نفس الشيء.

ضغطت كلاريس ذراعيها اللتان كانتا ملفوفتين حول إد.

نييييييه!

في تلك اللحظة، صرخ الحصان وهو ينهار. لقد فعل كل ما في وسعه.

بينما كانت أجسادهم تحلق للأعلى، شعروا بأنهم يسقطون وهم في الهواء. أمسك إد بسرعة بذراع كلاريس، وعانقها بإحكام بينما كانا يتدحرجان على الأرض.

لحسن الحظ، فقد سقطوا في فراش زهور وتجنبوا التعرض لإصابات خطيرة. مع ذلك، نظرًا لأن إد كان مصابًا بالفعل، فقد أطلق شهقة كبيرة وهو يحاول تحمل الألم.

نظرت كلاريس، التي كانت بين ذراعي إد، إلى وجهه كما لو أن قلبها قد تمزق.

"إد... الدم من ذراعك..."

"لا بأس. لقد تعرضت من قبل لعدد لا بأس به من الإصابات الأسوأ من هذا."

قام إد بمسح الدم عن ذراعه وهو يقف، وينظف سرواله. بعد مساعدة كلاريس على النهوض، نظروا نحو كاتدرائية الأكاديمية. لقد وصلوا أخيرًا.

بووم! بووم!

سحر التنين الأزرق الإلهي، الذي انتشر بشكل جامح أثناء تدمير جزيرة آكين، لا يزال يغطي السماء.

وأمام تلك الخلفية، التي ملأت سماء الليل، كان هناك صليب كبير يقف شامخًا.

لم يكن مبنى كبيرًا بشكل خاص، ولكن كان من الصعب أيضًا تسميته صغيرًا. كانت الجدران مصنوعة من مزيج جميل من الطوب والرخام. كان هناك زجاج ملون تم تركيبه بشكل جميل في الوسط، إلى جانب صليب بسيط يرمز إلى بركات الإله تيلوس.

"بطريقة ما، يبدو أننا وصلنا إلى المكان الصحيح."

قال إد ذلك وهو ينظر إلى الصليب الموجود على البرج المرتفع في السماء.

كان هناك رجل واحد يقف أمام خلفية السماء المرصعة بالنجوم، حيث كان السحر يطير. يبدو أنه كان يحاول إخفاء نفسه قدر استطاعته باستخدام سحر التخفي، ولكن عندما اقتربوا من الكاتدرائية تم الكشف عنه.

على الرغم من أنه كان يرتدي رداءًا أحمرًا داكنًا بإطار مذهّب، إلا أنه ما يزال من الممكن تخمين عمره من خلال بنية جسده الغامضة.

رجل في منتصف العمر ظهرت عليه علامات الشيخوخة. بالنظر إلى فكه الحاد والعضلات في ساعده المنتفخ قليلاً، كان من الواضح أنه تدرب لفترة طويلة.

كانت هناك أجنحة تنبت من ظهره. برزت الأجنحة من خلال الجزء الخلفي من رداءه حيث كانت بنيته الجسدية تشبه الصليب الموجود خلفه.

كان السلاح الذي يحمله في يده رمحًا. فقط من لمحة، بدا فاخرًا.

ابتلعت كلاريس لعابها عندما أدركت أنها كانت بنية مألوفة.

'رسل تيلوس'. وحدة منفصلة كانت وبشكل مباشر تحت سيطرة الأب المقدس إلدان.

من بين السحرة الذين استخدموا السحر المقدس في مبنى الأب المقدس، والذي كان ضخمًا وله تاريخ طويل، كان هناك ثمانية أشخاص فقط حصلوا على شرف منح مثل هذا المنصب.

كان إد أيضًا على علم بهذه الوحدة جيدًا.

تم تبجيل كل واحد منهم باعتباره أفضل سحرة السحر القدسي في مبنى الأب المقدس. إذا اجتمع الثمانية جميعًا في مكان واحد، فلن تتمكن حتى لوسي ماريل — التي ورثت بركة الساحر العظيم — من هزيمتهم بسهولة.

باانغ!

قفز الرجل إلى مدخل الكاتدرائية، نتيجة لذلك تصاعدت سحابة من الغبار. هبت الريح من حوله ورفرفت ياقته.

لم يكن ضعفهم القاتل سوى إيمانهم.

بغض النظر عن مدى قوتهم كسحرة لسحر القدسي… لن يجرؤوا على الوقوف ضد القديسة التي حصلت على بركة تيلوس.

كان عليهم أن...

"أعتذر أيتها القديسة كلاريس."

التسلسل الهرمي كان شيئًا من شأنه أن يتغير دائمًا اعتمادًا على الموقف.

إذا كان الشخص الذي أعطاه التعليمات في منصب أعلى من القديسة كلاريس، لم يكن أمامه خيار سوى أن يعترض طريقها برغم أنها القديسة.

"كان هذا أمرًا من الأب المقدس إلدان. ورائي... لا يُسمح لأحد بالدخول."

ارتجفت عيون كلاريس بشدة.

إن الرسل الذين التقتهم في مبنى الأب المقدس كانوا دائمًا حلفاء موثوقين لها.

كانوا كلما التقوا بالقديسة يحنون رؤوسهم بأدب ويركعون لإظهار إيمانهم العميق.

كانوا أشخاصًا تشرفوا بإجراء محادثة مع القديسة. لقد عاشوا كل يوم بشرف عظيم بعد أن تعمدوا على يدها.

لذلك، عند رؤيته فجأةً يحرس مدخل الكاتدرائية، ابتلعت كلاريس لعابها بصعوبة.

همس إد بشيء في أذن القديسة التي كانت مذعورة.

"نحن بحاجة إلى العبور. هدفنا هو المرور من باب الكاتدرائية ومعرفة الحقيقة وراء كل هذا. لا تقلقي بشأن أي شيء آخر."

"إد...؟"

"يمكنني أن أصنع لكِ فرصة صغيرة لتجاوزه."

أخرج إد خنجره من غمد فخذه. نصل الخنجر، المنقوش بمهارة روحية، أشرق في ضوء القمر.

نظرت كلاريس إليه وهي تهز رأسها بقوة. أصيب إد بالفعل بجروح خطيرة.

بالإضافة إلى ذلك، كان خصمه رسول تيلوس، أحد أكثر الأفراد موهبة في مبنى الأب المقدس. ربما كان الأمر مختلفًا إذا واجهته القديسة، لكن ضد إد، فلن يتساهل ولو قليلًا... إذا كانوا سيتقاتلون، فالنتيجة واضحة.

ضغطت كلاريس على أسنانها وهي تجري للأمام وتصرخ على الرسول.

"ابتعد عن الطريق فورًا...! يجب أن أذهب إلى الداخل وأرى بنفسي ما يحدث...!"

"قديسة."

أخفض الرجل رأسه مع عينين بدى عليهما ندم غريب وهو يقول.

"أنا أعتذر، ولكن لا أستطيع السماح لكِ بالمرور. كل ما يمكنني قوله هو... هذا كله من أجل القديسة."

"هذا... سأحكم على الأمر بنفسي."

برغم كلماتها، هز الرجل رأسه بهدوء.

"قديسة. حتى لو مررتِ، لا يوجد شيء يمكنكِ القيام به..."

بووم!

قبل أن يتمكن من انهاء حديثه، طار خنجر إد مباشرةً نحو عينيه. حاول إد الذي قفز نحوه ضرب جسده بالخنجر الذي كان يحمله.

بالطبع، كان لدى الرجل سرعة رد الفعل قادرة على الدفاع بسهولة ضده. رفع رمحه، ومنع الهجوم. لم يكن إد قادرًا على المضي قدمًا أكثر من ذلك.

"أنت...ما خطبك...؟"

بالطبع، عرف إد أيضًا أنه سيتم حظر الهجوم هكذا بسهولة.

ترك إد قبضته الممسكة بالخنجر حيث سقطت كرة بلورية كبيرة من يده. لقد كان عنصرًا سحريًا صنعه بنفسه. 'الكرة الموجية المعززة للصدمات.'

اتسعت عيون الرجل، لكنه لم يتمكن من منع نفسه من الانجراف نتيجة الصدمة التي اندلعت بالقرب من وجهه.

"كيوك!"

في المقام الأول، كان هدف إد هو فقط تمهيد الطريق.

سقط الرجل الذي دفعته موجة الصدمة الفورية بعيدًا. ثم وقف محاولاً موازنة نفسه باستخدام جدران الكاتدرائية.

ضربة!

كانت كلاريس قد اخترقت بالفعل المدخل ودخلت الكاتدرائية.

"اللعنة...!"

صر الرجل على أسنانه محاولاً مطاردتها، لكن نصل الريح طار نحوه وسد طريقه.

بووم! بووم!

يستخدم السحر القدسي القوة الإلهية عن طريق استعارة قوة تيلوس. حيث يستخدم معظمه القوة الإلهية لإجل استبدالها بالقوة السحرية، لكن الرجل كان بدلاً من ذلك يستخدم غالبية قوته الإلهية لتقوية جسده.

بعدها قام بألقاء إد إلى الجانب باستخدام قوة كانت عدة مرات ضعف قوة الإنسان العادي. طار إد في الهواء لفترة قبل أن يسقط على الأرض ويتدحرج في الغبار عدة مرات. كان بإمكانه تذوق دمه وهو يسعل.

"أنت بالفعل تنزف حتى الموت."

لوح الرجل برمحه وهو يقف على ادراج مدخل الكاتدرائية وينظر إلى إد، الذي تدحرج على الأرض وجسده متضرر تمامًا.

"فقط استلقي هناك واستريح. لا أعرف ما هو هدفك، ولكن إذا اعتقدت أنك ستسبب عائقًا لهدفنا، فقد ينتهي بي الأمر باخذ حياتك. لكنني... لا أريد قتلك."

بعد أن قال ذلك، في اللحظة التي استدار فيها لملاحقة القديسة، شعر بضربة قوية على كتفه.

طارت ثلاثة أسهم من القوس السحري الخاص بـ إد نحو كتفه، رغم أنها لم تخترق جلده.

"...أنت..."

كانت عيون الرجل غاضبة وهو ينظر إلى الوراء.

انتهى إد بسرعة من جمع كل قوته. لقد كان يعرف مسبقًا معلومات عن رسل تيلوس.

من المستحيل أن يتمكن إد، في مستواه الحالي، من هزيمة أحد أفضل سحرة السحر القدسي في مبنى الأب المقدس. بما أن هذا هو الحال، كان عليه أن يأتي بخطة أخرى.

ثبت الرجل قبضته على الرمح وهو ينشر جناحيه. كان ينوي التخلص بسرعة من إد واللحاق بالقديسة.

أخرج إد 'خاتم عنقاء غلاست' من جيبه. نظرًا لأن الوقت سوف يعود إلى الوراء على أي حال، لم يكن هناك أي ضغط أتى من جمع القوة السحرية من المستقبل.

تدفق القوة السحرية من المستقبل. إذا كان مصممًا على عدم استخدام السحر مرة أخرى في حياته، فما مقدار القوة السحرية التي يمكن أن يسحبها منه؟

بينما كانت لدى إد مثل هذه الأفكار، بدأ في وضع قوة سحرية في الخاتم وهو يستعد مرة أخرى. عاد الخنجر المنقوش بمهارة روحية نحو صاحبه. بعدها بدأت القوة السحرية الخارجة من الأرض تلتف حوله.

كان لدى الرجل حدس جيد. بعد أن أدرك أن الأمور لن تكون بهذه السهولة، رفع يديه وصلى بينما كان يجمع القوة الإلهية. السحر القدسي، الذي يقوي جسد المرء ويجعله أكثر مرونة، حوله إلى وحش يتجاوز الحدود البشرية.

السحرة والمحاربين. بطبيعة الحال، أراد الرجل أن يحاول تقريب المسافة بينهما.

لاحظ الرجل أن الحس القتالي لخصمه كان غير عادي، لذا حاول هزيمة إد بضربة واحدة.

قفز الرجل من الأرض نحوه في لحظة. طار الرمح، واستهدف مباشرةً قلب إد. من حيث السرعة وحدها، كان تقريبًا بنفس سرعة الرصاصة.

تحرك الرجل بسرعة تفوق القدرة المعرفية للإنسان. ولكن في اللحظة التي أصبح فيها مقتنعًا بأنه سيخترق قلب إد—

قام بدفع الرمح إلى الأمام أكثر، متجاهلاً ذنب أخذ حياة مرء.

شنك!

"كيوهوك!"

لكن قبل أن تسقط الضربة مباشرةً، لوى إد جسده حيث أخطأ قلبه. مع ذلك، لا يزال الدم يتدفق من جسده، لأنه أصاب صدره.

تناثر الدم الأحمر على رداء رجل الدين رفيع المستوى. بمشاهدته، قدم الرجل صلاة هادئة.

مرة أخرى، أخذ حياة شخص آخر. واعترف بخطاياه من أعماق قلبه.

بات!

عندها، في تلك اللحظة—

أمسكت يد إد الملطخة بالدماء بسرعة بيد الرجل الذي كان يحمل الرمح.

نظر الرجل إلى إد متفاجئًا... وهو يبتلع أنفاسه.

مع كون الرمح مطعون مباشرةً خلاله... اتسعت عيون إد. وتدفق الدم على شكل فقاعات من شفتيه، لكنه تحمل الألم وهو يمسك الخنجر بيده الأخرى.

كان الخنجر موجهًا نحو يده اليمنى التي كانت متمسكة بيد الرجل.

شنك!

قطع الخنجر خلال يد إد وهو يشق طريقه إلى يد ذلك الرجل أيضًا. بدأت دمائهم تختلط معًا.

كان الخنجر عالقًا في كلتا يديهما، ويقيدهما معًا مثل الأصفاد، ولا يسمح لهما بالهروب.

أمسكت يد إد المرتجفة بظهر يد الرجل. ومنعه من الحركة حتى لا يتمكن من سحب يده بسرعة.

"هذا... هذا الصبي...؟"

لم تكن الابتسامة العريضة هي التعبير المعتاد على وجه شخص كان على وشك الموت.

"عندما يكون من المستحيل تضييق الفارق في المواصفات..."

مرة أخرى، بدأ الدم يتدفق من فم إد. استمر في الحديث رغم النزيف.

"عليك فقط أن تعتمد على حظك وتقوم بالمقامرة."

"هذا... المجنون...الوغد...!!"

سأل إد سؤالًا. لقد كان يراهن بحياته، فماذا كان هذا الرجل على استعداد لمراهنته؟

كانت إجابته هي تقوية نفسه، والتخطيط للتخلي عن يده للإبتعاد عن إد.

مع ذلك، فإن لحظة التردد تلك قبل القيام بذلك تسببت في دفعه إلى الزاوية. عندما تتقاتل مع حياتك على الخط، فإن التردد البسيط في الحكم يمكن أن يغير نتيجة القتال.

وووووووش!

تم بالكاد إلقاء استدعاء الروح. ثم قفزت ميريلدا، روح الريح رفيعة المستوى، من الأرض وفتحت فمها وعضته.

"كيوك! آآآآآغك!"

تدفق الدم من فم ميريلدا. على الرغم من وجود سحر قدسي متقدم يحيط بجسده بالكامل، إلا أنه ما يزال إنسانًا. حتى الرخام سوف يتحطم إذا دخل إلى فم ذئب عملاق.

سقط جسده المغطى بالدم من فم ميريلدا وتدحرج على الأرض. كان بالكاد يتنفس.

سقوط.

سقط إد على ركبتيه والرمح ما يزال بداخله.

طوال كل هذا الوقت، استمر الدم في التدفق منه وغطى الأرض.

ووووش!

لقد أصيب إد بالفعل بجروح قاتلة. حتى تحميل نفسه بأقل قدر من القوة السحرية من شأنه أن يزيد من نزيفه بشكل كبير.

ألغت ميريلدا هيئتها الأصلية بسرعة، وعادت إلى هيئتها البشرية لتقليل حمل القوة السحرية قدر الإمكان. عندما هبطت على الأرض، ركضت نحو إد.

[هل أنت مجنون؟ هل أنت في عقلك الصحيح؟ لا يمكنك! إبق مستيقظًا!]

أمسكت بجروح إد، وغطتها بإحكام، لكن يبدو أن ذلك لن يكون كافيًا لإحداث أي تأثير.

[لماذا فعلت هذا الشيء المجنون؟! إذا كنت قد استدعيتني منذ البداية وقاتلت معه وجهاً لوجه، إذن...]

"كوني... هادئة... أذني تطن..."

أمسك إد بياقة ميريلدا وهو يسعل دمًا.

كان إد يعرف بالفعل اسم هذا الرجل. وكان يعرف بالفعل عن رسل تيلوس.

الوحدة الأكثر نخبة، المكونة من ثمانية أعضاء تحت القيادة المباشرة للأب المقدس. وكان من بينهم تالدريك السريع.

إذا واجهه وجهاً لوجه منذ البداية، كان من الواضح أنه سيتفوق عليه بسبب سرعته الهائلة للغاية وهيمنته في الهواء بسبب أجنحته.

كانت هناك بالفعل فجوة هائلة في مواصفاتهم، لذا إذا كان سيقاتل عندما يكون لخصمه ميزة تكتيكية أيضًا، فلن تكون لديه أي فرصة.

ولهذا السبب كان هناك حاجة إلى أن تكون معركة قصيرة وحاسمة. ما وضعه على المحك هو حياته. وما حققه كان انتصارا فاق الفارق الهائل في مواصفاتهما.

لم يكن النصر في المبارزة يتحدد دائمًا بالقوة والضعف لوحدهما.

كان إد روثستايلور منافسًا قام فقط بالحركات التي أدت إلى فوزه، بغض النظر عن التكلفة. وعندما يتعلق الأمر بوضع شيء على المحك سيعود على أي حال، حتى لو كانت حياته، فسيكون قادرًا على التخلص منها دون أن يرف له جفن.

ببساطة، كانت لديه القوة العقلية للتغلب على أي خوف.

[أنت...بجدية...! مهلًا...لا يمكنك...! إبق مستيقظًا...! لا يمكنك الموت! أخبرتك أنه لا يمكنك الموت!]

بكت ميريلدا وهي تغطي جروح إد التي كانت تنزف دمًا.

كان إد بالكاد قادراً على رفع رأسه وهو ينظر إلى مدخل الكاتدرائية المفتوح.

بعد ذلك... وبتعبير راضٍ... أغمض عينيه ببطء، كما لو كان ينام.

* * *

كان هيكل الكاتدرائيات متشابهًا إلى حد كبير. بمجرد مرورك بالمدخل، سيكون هناك مدخل صغير قبل أن تصادف كنيسة كبيرة.

لأن جميع الكاتدرائيات هي نفسها. فأن المنطقة الأكثر أهمية بداخلها كانت دائمًا هي الكنيسة.

مع ذلك... كان الباب في بداية الردهة مغلقًا. بدا كما لو أنه كان مقفلًا من الداخل.

كانت كلاريس قد ذهبت من قبل إلى الكاتدرائية عدة مرات بصفتهل قديسة طائفة تيلوس الدينية. عندما يكون هناك حدث ما خلال عطلة نهاية الأسبوع أو خلال الفصل الدراسي، كان من الطبيعي لها أن تخرج وتظهر وجهها من حين لآخر.

وبسبب ذلك، كانت لديها بالفعل فكرة تقريبية عن شكل الهيكل الداخلي للمبنى. مع العلم أن هناك مدخل واسع إلى حد ما خلف هذا الباب، جمعت كلاريس قوتها المقدسة وحطمته.

بوووم!!

لم تعجبها فكرة جمع القوة المقدسة واستخدامها لتدمير مساحة كانت فيها طاقة الإله موجودة. مع ذلك، الآن لم يكن الوقت المناسب للتشكيك في أي شيء، ولا حتى معتقداتها الدينية.

بمجرد أن مرت عبر الردهة ودخلت الكنيسة...

"...هاه...؟"

"......!"

بعد أن اخترقت الباب، رأت كلاريس فتاة تترنح في الطرف الآخر من الردهة المؤدية إلى الكنيسة.

تم نسج زهور مختلفة بشكل جميل في شعرها الأصفر.

لقد مر ما يقرب من عامين، لكن كلاريس ما تزال تتذكر وجهها بوضوح. تلك التي كانت تعزف دائمًا على عودها من نافذة غرفة القديسة في أعلى مبنى الأب المقدس... كانت تلك هي الشاعرة الشابة.

شعرت كلاريس بالإحباط بسبب حقيقة أنها ما تزال غير قادرة على رؤيتها، برغم مرور الكثير من الوقت منذ أن بدأت الأكاديمية.

"أ...أديل..."

لكن في الوقت الحالي، كانت أديل هي زميلة كلاريس العليا. على الأقل، وفقًا للأكاديمية.

مع ذلك، صدمت كلاريس تمامًا عند رؤية وجه غير متوقع. لذا، انتهى بها الأمر بمناداة اسمها كصديقة قديمة.

ترنحت أديل وهي تخرج من الظلام... كانت مغطاة بالدماء. ويبدو أن كلها كانت لـ أديل.

كان جسدها مغطى بجميع أنواع الجروح. بدا البعض عميقًا جدًا، حيث استمر الدم في النزول منها.

"أديل... أديل...!"

"آه...آغ..."

ركضت كلاريس إلى الأمام وذراعاها ممدودتان، كما لو كانت ستقفز إلى الأمام وتعانقها.

لكنها تعثرت وسقطت على الأرض وهي تنظر إلى أديل والدموع تنهمر على وجهها.

"أديل...ما...فقط ما الذي حدث بحق العالم...؟! لماذا أنتِ هكذا..."

"قديسة..."

تجمعت الدموع في زوايا عيني كلاريس وهما يجلسان جنبًا إلى جنب. أمسكت بكتفي أديل وعانقتها بقوة.

كيف في العالم انتهى بكِ الأمر هكذا؟ ماذا حدث داخل الكاتدرائية؟ لماذا أتيتِ كل هذه المسافة إلى هنا؟ كان هناك الكثير من الأشياء التي أرادت أن تسألها، ولكن الشيء الأكثر إلحاحًا الذي يجب القيام به هو التحقق من حالة أديل.

ولكن عندما سألت كلاريس أديل عما إذا كانت بخير...

"-لقد جئتِ في وقت أبكر مما كنت أتوقع."

عند سماع هذه الكلمات، توقفت أنفاس كلاريس.

"...ماذا؟"

"رغم ذلك... لم تكن هناك حاجة لكِ للمجيء إلى هنا."

ضغطت أديل على أسنانها بينما كانت كلاريس تمسكها بين ذراعيها.

"أنا آسفة... لأنني جعلتكِ تمرين بهذه التجربة الصعبة..."

"أديل... ماذا... تقولين...؟"

"مع ذلك... لم يبق الكثير... سينتهي الأمر قريبًا... لذا، لفترة أطول قليلاً... إذا كان بإمكانكِ التحمل قليلًا..."

في تلك اللحظة، بدأت كمية هائلة من الضوء تندلع من جسد أديل. الشيء اللامع الذي كان محفوراً على ذراعها... كانت تلك بالتأكيد 'البركة المقدسة' التي مُنحت فقط لقديسات طائفة تيلوس الدينية.

البركة المقدسة التي تحمي جسد القديسة من كل سحر قدسي، وكذلك أي ضرر متعمد يلحق بجسدها... لقد كانت أعلى بركة يمكن أن يقدموها. حيث تطلبت رئيس أساقفة وستة أساقفة وثمانية رسل وسحر الأب المقدس. كان من المستحيل تمامًا الحصول عليها إلا إذا للقديسة.

بدأت دائرة سحرية عملاقة مصنوعة من 'السحر السماوي' في الارتفاع. سحر عكس الزمن الضخم تم إلقاءه من جسد أديل... لقد كان يحاول إرجاع ساعة العالم مرة أخرى.

موهبة سمحت لها بتحويل القوة الإلهية إلى قوة سحرية سماوية. كانت أديل فتاة ذات موهبة نادرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الطائفة الدينية.

لا يهم ما نوعا الكارثة والحادث الذي يحل بسيلفينيا، كانت دائمًا تعزف على العود وتغني أغنية على مهل مع النسيم... كل ذلك لأنها كانت فتاة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

جنبا إلى جنب مع البركة المقدسة التي حمت جسدها، كانت محمية من أي هجوم يحمل نية قتل.

"هذا... هذا..."

ارتجفت عيون كلاريس عندما نظرت إلى الدائرة السحرية التي تم إلقاؤها.

كان العالم كله مغطى بالضوء الساطع. وفي تلك اللحظة القصيرة... كانت بالكاد قادرة على رؤية أديل وهي تكافح من أجل وضع ابتسامة.

"أديل...! أديل...!"

ذرفت كلاريس الدموع وهي تحاول بطريقة ما الإمساك بما أمامها.

ولكن بلا رحمة، لم يسمح لها العالم بذلك.

* * *

"قديسة. قلتِ أن لديكِ شيئًا لتتحدثي عنه... ما هو الموضوع...؟"

بعد ظهر يوم التدريب القتالي المشترك. سماء زرقاء واسعة، وأشعة شمس الدافئة، أثناء الجلوس على الطاولة الخشبية.

وضع إد كتابه على الطاولة وهو ينظر إلى كلاريس في حيرة من أمره.

"......"

فجأةً، وقفت كلاريس من مقعدها وهي تضرب يديها على الطاولة.

ثم، لفترة من الوقت... واصلت التحديق في الفضاء مع تعبير فارغ على وجهها.

نظر إد وينكار إلى القديسة بتعبيرات مذهولة متطابقة.

بعد مرور دقيقة، حولت كلاريس نظرتها إلى إد.

لقد كان مثل منقذها، الذي حاول التوصل إلى إجابة لها على الرغم من موته مرارًا وتكرارًا.

بفضل مساعدته، كانت على وشك العثور على الحقيقة وراء الأمر برمته. لكن قطع اللغز لم يتم تجميعها بالكامل في رأسها بعد.

بعدها، قامت كلاريس... بالتوجه نحو إد كالعادة، وجلست بجانبه وتمسكت بذراعيه بقوة. ثم بدأت تشعر بشعور غريب من الطمأنينة يسكن صدرها.

بدأت تفكر فيما رأته للتو... مراراً وتكراراً.

"..........؟؟"

"..........ايييييه؟؟؟؟"

بالطبع، بالنسبة لـ إد وينكار، كان الأمر بمثابة صاعقة من السماء.

* * *

"يبدو أن البركة المقدسة قد تم ترسيخها بنجاح في جسدكِ. الآن، بمجرد الانتهاء من 'مراسم الوصمة' للإعلان عن أنكِ القديسة الجديدة أمام الجمهور، ستحكمين رسميًا بصفة القديسة التي تجلس على القمة في مبنى الأب المقدس، أديل."

"نعم. أستطيع أن أشعر بالتأكيد بأن قوتي المقدسة ترتفع أكثر من المعتاد."

"سوف تسمح لكِ البركة المقدسة باستخدام القوة الإلهية في جسدكِ إلى أقصى حد. وبما أنه يمكنكِ حتى استخدام قوتكِ الإلهية لاستخدام القوة السحرية السماوية، فسوف تكونين قادرة على رفع اسمكِ كأقوى قديسة في تاريخ مبنى الأب المقدس."

"أنت تبالغ كثيرًا يا رئيس الأساقفة. يبدو الأمر وكأن ذلك ترف كبير جدًا، لأنني الوحيدة التي لديها البركة المقدسة، والتي تتطلب الكثير من القوة السحرية."

"إنها نعمة تليق بنبلكِ أيتها القديسة. البركة المقدسة ستحمي جسدكِ إلى الأبد. وبما أن لديكِ أيضًا القدرة على إظهار القوى الكاملة للبركة، فستشعرين وكأنكِ ترتدين باستمرار درع قوي."

فتحت عينيها، كانت في الردهة الكئيبة التي تؤدي إلى ساحة التدريب في قاعة غلوكت.

كانت تجلس وتعزف على العود... كانت تلك ذكرى بدت لها من الماضي البعيد.

عندما سعلت، بدأ الدم يتدفق إلى شفتيها.

كان الدم يتساقط في بركة على الأرض بجانب العود.

"آه."

عند رؤية هذا المشهد مرارًا وتكرارًا، شعرت أديل بشكل غريزي بأنها قد عادت بالزمن إلى الوراء وهي تضحك.

مشهد التنين الأزرق الإلهي وهو يدمر جزيرة آكين ويذبح جميع الطلاب، أمام عينيها مباشرة... لقد اختفى كل ذلك.

البركة المقدسة التي أحاطت بجسد أديل نجحت حتى في قلب سير الزمن.

أراحت أديل جسدها لفترة أطول.

"عندما يختفي كل ما حدث ولا أحد يتذكر أي شيء..."

بعد عشر دقائق، عندما استعادت طاقتها، وقفت ببطء.

وكما فعلت لعشرات المرات من قبل، التقطت العود وابتعدت مترنحة... وهي تتجه ببطء نحو الكاتدرائية.

"بالاحرى... لن أكون وحيدة."

بغض النظر عن عدد المرات التي كررت فيها الزمن، لم تتمكن أبدًا من التعود على تلك اللحظة التي غادرت فيها الردهة بهدوء.

"هاي."

"نعم يا إد؟"

"سوف تموتين قريبا."

"أنا أعلم."

بدت الآن وكأنها قصة بعيدة. المحادثة التي أجرتها في هذه الردهة مع إد.

لم تكن تعرف ماذا يقصد، لكن الغريب أنه استطاع التنبؤ بمصير أديل.

كان هذا غريبًا. كان العالم دائمًا يعود كما كان من قبل، لكن إد لم يظهر أبدًا أمام أديل سوى في تلك المرة الأولى.

لا بد أن هناك سببًا لذلك، لكن أديل لم تفكر في الأمر كثيرًا. لم يكن هناك وقت لمثل هذه الأفكار.

بينما تستند على الحائط، توجهت إلى الكاتدرائية.

"(تنهد)......"

وأخيرا، بدأت تشعر بأن جسدها ينفد من القوة الإلهية. لم تستطع حتى أن تتذكر عدد المرات التي كررت فيها الزمن، لكن النهاية كانت في الأفق أخيرًا.

كانت رحلة طويلة. ولكن خطأ من كان؟ لقد كان خيارًا اتخذته بنفسها.

خرجت أديل من قاعة غلوكت وهي تترنح.

في الليلة التي سبقت مراسم الوصمة، عندما نظرت إلى سماء الليل اللامعة...

في ذلك اليوم، نجحت أديل أخيرًا في إلقاء نظرة خاطفة على مستقبلها.

وهي خائفة من ذلك المستقبل، تخلت عن أن تصبح القديسة. ولأسباب عديدة، انتهى الأمر بأديل بالهروب، وحصلت على منصب حارسة الشعلة.

نعم، لم يكن هناك أي خيار آخر.

المستقبل الذي رأته في تلك السماء البعيدة المرصعة بالنجوم ...

لقد كان مستقبلًا حيث تم التضحية بها بصفتها القديسة من أجل منع إحياء التنين الأزرق الإلهي.

2023/09/24 · 329 مشاهدة · 3760 كلمة
نادي الروايات - 2024