عندما فتحت كلاريس باب الكاتدرائية وشقت طريقها نحو الداخل، تمكنت من رؤية الكنيسة الصغيرة في الردهة أمامها.
سارت كلاريس في الردهة، وكان مرافقاها الفارسان يسيران معها.
قررت الانفصال عن إد والانتقال بشكل منفصل عنه. في ذلك الوقت، نظرًا لوجود الكثير من الأشياء التي يجب الاهتمام بها، لم تلاحظ ذلك. ولكن، بعد انفصالها عن إد، بدأت تشعر بقلقها السابق يتسلل إليها مرة أخرى.
لا بد لي من السيطرة على نفسي.
مع ذلك، هزت كلاريس رأسها بسرعة وهي تقوم بتقويم ظهرها.
على الأرجح، القصة بأكملها سوف تتكشف داخل كاتدرائية الأكاديمية. كانت تتحرك بشكل أسرع من أي من المرات السابقة، منذ أنها توجهت مباشرةً إلى الكاتدرائية. لقد كانت بالتأكيد مختلفة عن المحاولات المتكررة التي لا تعد ولا تحصى والتي قامت بها سابقًا.
"قـ-قديسة...؟"
عندما وصلت إلى الردهة، سد طريقها المقعد الثالث لرسل تيلوس — تالدريك.
كانت القديسة كلاريس شخصًا مفضلاً للغاية وتعتز به طائفة تيلوس الدينية. مجرد مشاركة بضع كلمات معها كان بمثابة نعمة من الإله.
لم يعرف سبب ذلك، ولكن جسدها كان مغطى بالخدوش وبدت مرهقة... بغض النظر عن ذلك، فهي بالتأكيد تبدو كالقديسة.
"أ-ألم تكوني تنتظرين في قاعة تريكس؟ ماذا تفعلين هنا...؟"
"ابتعد عن الطريق يا تالدريك."
كانت القديسة كلاريس دائمًا شخصًا لطيفًا مع الآخرين، وتبدو دائمًا في مزاج مرح.
مع ذلك، كانت لدى الفتاة التي أمامه عيون باردة وبعيدة — مثل شخص بالغ مر بكل أنواع المصاعب... أمرت كلاريس تالدريك بإخلاء الطريق.
لم تظهر أدنى تلميح للدهشة من حقيقة وجود رسول تيلوس هنا. لقد تغيرت لباقتها كثيرًا لدرجة أنه لم يستطع إلا أن يتساءل عما إذا كانت هي حقًا نفس القديسة التي رآها في مبنى الأب المقدس. ومع ذلك، كان لا بد أن تتغير بهذه الطريقة. لقد كانت شخصًا شاهد مئات الآلاف من الأشخاص يموتون عشرات المرات.
"لـ-لكن... أيتها القديسة، لقد أمرني الأب المقدس أن..."
"سأتحدث مع الأب المقدس مباشرةً، لذا ابتعد عن الطريق."
بعد أن قالت ذلك، خطت كلاريس متجاوزة تالدريك.
مد تالدريك ذراعه بسرعة، كما لو يريد قول شيئًا ما، لكن كلاريس أمسكت بمعصمه وهي تنظر إليه للحظة... ثم ارجع يديه للأسفل ومرت كلاريس بجواره.
فرسان القديسة الذين كانوا يسيرون خلفها نظروا إلى بعضهم البعض وأدركوا أن شيئًا ما كان خاطئ. لقد تبعوها ببطء متجهين نحو الكنيسة.
بووم!
بمجرد أن اقتحمت عبر الباب، استطاعت رؤية الكنيسة بأكملها في لمحة.
وأول ما لاحظته هو المنصة الضخمة الموجودة في مقدمة الغرفة. وخلفها كانت هناك نافذة كبيرة من الزجاج الملون. مرت أشعة الشمس من خلال الزجاج ذو الألوان الزاهية، وسطعت بشكل جميل في الأسفل. لقد نقشت عليها صورة ملاك كبير، ينشر جناحيه وهو يوزع الخبز على الناس.
كان هناك أيضًا أنبوب ضخم ممتد عبر الجدار الخارجي خلف المنصة. وأمامه صفوف من المقاعد الخشبية التي أعدت لصلاة المصلين.
لم يكن هناك شخص عادي في الداخل. ولكن كان هناك الكثير من رجال الدين رفيعي المستوى هناك.
على سبيل المثال، الأب المقدس إلدان، ورئيس الأساقفة فيرديو، ورسل تيلوس.
عند رؤيتهم، بدأ قلب القديسة كلاريس ينبض بشكل أسرع.
سبب الموقف، الذي كانت تبحث عنه بشدة. اجتمعت جميع الأطراف المشاركة في مكان واحد.
كم مرة تجولت بحثًا عن ذلك المكان؟ كم مرة أُجبرت على مشاهدة موت إد روثستايلور وانهيار الأكاديمية؟ كم مرة كافحت للحفاظ على روحها المتهالكة؟
ضغطت على أسنانها ولكنها لم تظهر أيًا من مشاعرها. خفضت صوتها بهدوء وهي تتحدث بقوة تردد صداها في جميع أنحاء القاعة.
"ما الذي تفعلونه هنا...؟"
بالنظر إلى أعلى المنصة، كان هناك بقايا لها رنين مع فيلبروك المختوم. 'قلادة أسنان فيلبروك' كانت تشع. لقد كانت قلادة مصنوعة من جزء من أسنان فيلبروك التي كسرها معلم السيافة الأول لودن.
لقد كان عنصرًا ذو رتبة أسطورية يزيد من الرنين السحري ويمنح الشخص مقاومة هائلة لجميع الهجمات الجسدية. مع ذلك، لم يكن هذا هو الغرض الوحيد منه.
هي تعمل أيضًا على تحفيز غرائز البقاء لدى فيلبروك، الذي كان محبوسًا في أعماق البحر أسفل جزيرة آكين. وهذا من شأنه أن يكسر الحاجز الضعيف الذي يحتويه، ويساعده على الهروب.
"القديسة كلاريس...؟"
نظرت إلى رئيس الأساقفة فيرديو، الذي كان يناقش شيئًا ما مع الرسل أمام المنصة. وعلى الجانب الآخر كان الأب المقدس إلدان جالسًا.
"رئيس الأساقفة فيرديو."
كان رئيس الأساقفة فيرديو بمثابة معلم واستاذ كلاريس. لقد أرشد كلاريس، التي أصبحت منذ فترة قصيرة قديسة، بطرق مختلفة حتى تصبح قديسة ذو نبل.
لقد كان أيضًا شخصًا يحظى باحترام كبير من الجميع، حيث كان دائمًا يحافظ على موقفه المؤمن. أشاد به جميع الأشخاص داخل مبنى الأب المقدس باعتباره مؤمنًا متدينًا.
هل كانت تلك السمعة ناتجة عن إثبات صدق قلبه، أم أنها كانت نتيجة لتقنيات الإدارة والأعمال الشاملة التي من شأنها أن تجعل حتى التاجر يبكي؟
في تلك اللحظة، لم يكن لديها أي فكرة عن أي واحد واحد كان صحيحًا. على أقل تقدير، كانت تعلم أن هذا ليس الوقت المناسب للجلوس والمشاهدة.
"أوقفوا كل ما تفعلونه على الفور."
كان هناك عدد لا بأس به من الشعر الرمادي المختلط بخصلاته البنية، ربما بسبب مرور الوقت. لم يكن ظهره منحنيًا بعد ولم يصبح أقصر، لكنه كان ما يزال في سن حيث كان عليه أن يقلق بشأن تراجع قدراته البدنية.
حتى مع ذلك، ظل فيرديو محتفظًا بظهره منتصبًا وهو يتحدث بشكل عرضي إلى كلاريس، التي لم يراها منذ بضعة أشهر تقريبًا.
"لم يكن لدي أي فكرة أنكِ ستأتين إلى هنا أولاً، أيتها القديسة..."
"لن أكرر نفسي."
نظرت كلاريس حولها. كم من الوقت حتى يعاد إحياء التنين الأزرق الإلهي، فيلبروك؟
في الوقت الحالي، لم تستطع التخمين.
"هل تعلمين... بماذا أفعل...؟"
"أنت تحاول إحياء التنين الأزرق الإلهي."
كان لفيرديو ابتسامة على وجهه. لقد كانت بالتأكيد مختلفة عن الابتسامة الطيبة التي رأتها في مبنى الأب المقدس.
كيف عرفت؟ لم يكن الوقت مناسبًا له للتفكير في مثل هذه الأشياء. سواء كان ذلك من خائن، أو ربما من شخص مزروع بالداخل — إذا عرفت القديسة الحقيقة، فإن خططه ستنحرف على الفور.
"رئيس الأساقفة فيرديو. ظننت أنك مؤمن ضميريًا ولا تفكر إلا في مبنى الأب المقدس."
"أنتِ على حق. أنا أعيش حياتي فقط بالتفكير في مبنى الأب المقدس."
نظر فيرديو إلى السقف، وأطلق تنهيدة دون أن يحني ظهره. أشرق ضوء الشمس من خلال النافذة الزجاجية الملونة خلف المنصة.
"إن توسيع نفوذنا هو مجرد جانب من جوانب العمل. الإيمان يعني الحصول على الثقة. وعلى الرغم من أن إلهنا القدوس يعيش إلى الأبد في السماء، إلا إذا رأى المتواضعون الذين تحته ذلك بأعينهم، فسوف يكافحون من أجل الإيمان به."
"لذا... أنت ستقتل التنين الأزرق الإلهي وتنشر قداسته بهذه الطريقة...؟"
"لن يستغرق الأمر وقتا طويلًا."
"هل فكرت حتى في إمكانية الفشل؟"
بعد قول ذلك، خطرت في بالها فجاةً احتمالية.
عندما نظرت كلاريس إلى الأسفل، رأت دائرة سحرية عملاقة مرسومة على الأرض. إنها... لقد تم إعدادها استعدادًا في حالة احتاجوا الى استخدام القوة الإلهية الفريدة للقديسة لإعادة فيلبروك إلى النوم.
بينما كانت القديسة كلاريس تنتظرهم في قاعة تريكس، كان الأب المقدس ورئيس الأساقفة يقومون بهذه الاستعدادات في كاتدرائية الأكاديمية.
تحولت نظرة كلاريس الباردة إلى المنصة.
"تأمينك... كان حياتي."
هل كانت تلك هي الحقيقة الباردة أم سوء فهم؟
حتى ولو من الخارج، أرادت منه أن ينكر ذلك.
"إنه مجرد تأمين. هذا فقط إذا لم تسر الأمور على ما يرام."
كان تعبير رئيس الأساقفة فيرديو باردًا مثل نظرة كلاريس... بدا وكأنه متعصب ديني.
رأت كلاريس متعصبين وثنيين من قبل عندما ذهبت إلى قرية تعرضت لهجوم من قبل غير البشر في الأراضي العشبية الشمالية.
كان من الصعب رؤية المتعصبين كبشر ذوي حس سليم لأنهم فقدوا كل عقل وجن جنونهم. أولئك الذين تخلوا عن الأخلاق والاخلاقيات البشرية، وانغمسوا في معتقداتهم الدينية، كانوا بعيدين كل البعد عن الإنسانية.
عند النظر إليه، اعتقدت كلاريس أنه بدا وكأنه متعصب لم يعد لديه الفطرة السليمة، وغير قادر على الفهم ولم يعد إنسانًا.
مع ذلك، كانت تلك مجرد وجهة نظر ضيقة الأفق.
كان لا يزال عاقلاً، ويظهر كرامته، ويناقش آرائه، ويتصرف بشكل رسمي كما يظهر رغباته كما كان يفعل دائماً... في بعض الأحيان، مثل هؤلاء المتعصبين كانوا أيضًا موجودين
في النهاية، كان السؤال الرئيسي هو ما مدى استعداده للتضحية من أجل إيمانه؟
لقد أراد أن يستعيد تبجيل واحترام الناس تجاه الإله، لكن لم يكن عليه أن يتوقف عن التفكير في التكلفة.
"أيها الأب المقدس، هل تعتقد حقًا أن هذا مقبول؟"
في النهاية، تحولت عيون كلاريس إلى إلدان، الذي كان يجلس خلف المنصة.
مع سلسلة من المبادرات بقيادة رئيس الأساقفة فيرديو... في النهاية، لم يكن الأمر ممكنًا لولا رئيس كل هذا، إلدان.
حتى لو لم يكن يقود المشروع، كان لا يزال متفرجًا. ألم يكن هو الشخص الذي يمتلك القوة والسلطة لإيقاف فيرديو؟
ولهذا السبب نظرت كلاريس إليه بعين جادة... كان رئيس الأساقفة فيرديو هو الذي أنقذ مبنى الأب المقدس من الانهيار المالي مراراً وتكراراً. لقد ساهم وحده في مجد مبنى الأب المقدس أكثر مما فعله مئات الآلاف من الأتباع.
أغمض الأب المقدس عينيه ببطء وهو يخفض رأسه. ابتلعت كلاريس أنفاسها دون وعي.
بدأت مشاعر ملتهبة تختلف بشكل غريب عن الغضب تشتعل في حلقها.
استقرت بذرة 'الشك' في أحد جوانب قلبها.. وهمست لها أن توقف هذه المصيبة.
تحرك جسدها أولًا.
صعدت كلاريس الدرج إلى المنصة، حيث وصلت إلى قلادة أسنان فيلبروك.
أمسك رئيس الأساقفة فيرديو بمعصمها.
قوى قبضته حيث ارتفع ألم ساحق من معصم كلاريس. مع ذلك، أبقت عينيها مفتوحتين على اتساعهما وهي تحدق في فيرديو.
"أعتذر أيتها القديسة. لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، لذا من فضلكِ نامي لبعض الوقت."
سُمعت ضجة من خلف كلاريس.
قام الرسل الجالسون واحدًا تلو الآخر، وبسطوا أجنحتهم.
* * *
أمسك إد بمعصم أديل بينما يسحبها بعيدًا بسرعة. بدلاً من الذهاب إلى الكاتدرائية، كانوا يسلكون طريقًا ملتويًا إلى جانب الكاتدرائية.
"حسنًا، ليس من السار للغاية سماع هذه الحقيقة."
استغرق الأمر بعض الوقت حتى تشرح له كلاريس الحقائق وراء التنين الأزرق الإلهي، ويتمكن من معالجة أفكاره وفهم الموقف، ثم يتوقف عند المكان الذي يريد الذهاب إليه قبل التوجه إلى الكاتدرائية.
الآن، لم يتبق الكثير من الوقت قبل إعادة احياء التنين الأزرق الإلهي.
مشى إد بسرعة وهو يستمع إلى شرح أديل دون أن يفوت كلمة واحدة.
"لقد كان رئيس الأساقفة فيرديو هكذا منذ أن كان كاهنًا عاديًا. عن طريق نشر تأثير الإيمان وبناء قوة مبنى الأب المقدس — هكذا أثبت رئيس الأساقفة إيمانه."
"بسماع ذلك، لا أعتقد أنه مناسب ليكون كاهنًا."
كافحت أديل للحاق خلفه وهي تهز رأسها.
"كان إيمانه حقيقيًا. مع ذلك، فإن الأساليب التي يتبعها متطرفة للغاية."
"الناس مثل هؤلاء يطلق عليهم المتعصبين."
"لكن لوصفه بهذه الطريقة... فهو فقط شخص عقلاني أكثر من اللازم."
عقلاني. نقر إد على لسانه عند سماع هذه الكلمة.
إن الأشياء التي تحدث داخل الكاتدرائية والتي وصفتها أديل كانت أكثر من مجرد ما يمكن أن يفعله شخص عاقل.
بدأت القصة مع صعود الإمبراطور كرويل. كان الإمبراطور رجلاً عظيماً يستحق أن يُطلق عليه اسم الملك المقدس، ملكًا بلا أي عيوب... كان يُعرف بالشخص الذي بنى السلام والاستقرار في القارة، والتي تتمحور حول إمبراطورية كرويل.
وهكذا، فإن أهمية طائفة تيلوس الدينية، التي كانت تقود القارة وتجمع الضرائب من المؤمنين بها، دُفنت تحت مجد عائلة كرويل الإمبراطورية. وتدريجيًا تراجعوا إلى درجة أنهم لم يصبحوا مختلفين عن التجار الذين يبيعون الإيمان.
بالطبع، لم يكن ذلك سوى تراجع في إيمان الجمهور. ليس هناك شك في أن طائفة تيلوس الدينية كانت ما تزال أكبر طائفة دينية داخل الإمبراطورية.
بالمقارنة مع طائفة تيلوس الدينية لأصل التكوين، والذين عوملوا على أنهم وثنيين في ضواحي القارة، فقد كانوا أكبر بمئات المرات على الرغم من الانحدار.
رغم ذلك، فهو رأى في تراجع الطائفة الدينية دليلاً على تزايد الشك، وليس على تغير الزمن.
رئيس الأساقفة فيرديو... لقد أراد إحياء عظمة طائفة تيلوس الدينية إلى الإرتفاعات التي وصلت إليها في الأيام القديمة، عندما انتشرت التنانين وغير البشر وذبحوا الجميع.
ومن ثم حدثت معجزة.
فكرة القضاء على التنين الأزرق الإلهي الذي هدد جزيرة آكين ونشر مجد اسمهم عبر إمبراطورية كرويل.
"هل حاولتِ إقناعه؟ أنت متنبئة، لذا ألن يصدق ما ستقولينه؟"
"أنا... قد فقدت بالفعل ثقة رئيس الأساقفة فيرديو."
لم يسأل 'لماذا'.
على الرغم من أن أديل رأت المستقبل عدة مرات، إلا أنها نادرًا ما نقلته إلى الطائفة الدينية.
حتى أنها ذهبت إلى حد إخفاء نبوءاتها وخداعهم جميعًا. لم يتم الكشف عن سبب عدم رغبتها في أن تصبح قديسة. لقد تركت الشعلة في البرج خلفها فقط بينما هربت في الليل... من الآمن أن نقول إنها فقدت كل ثقة الطائفة الدينية.
"إن الأب المقدس يتبع أيضًا خطط رئيس الأساقفة فيرديو."
"هناك هذا الوغد وذاك الوغد. أليس بينهم شخص واحد عاقل؟"
"هذا لأنهم واثقون من أن لديهم القوة الكافية للقيام بذلك. لقد أحضر الأب المقدس ستة أعضاء من 'رسل تيلوس'، وهي مجموعة مكونة من أعلى مستوى من السحرة القدسيين في مبنى الأب المقدس."
رسل تيلوس.
كانت قوة كل عضو هائلة، ومع زيادة أعدادهم إلى اثنين ثم ثلاثة، ستزداد قوتهم أيضًا عشرات ومئات المرات.
ذلك لأنهم جميعًا كانوا قادرين على استخدام السحر القدسي، ويمكنهم تحويل كمية هائلة من القوة الإلهية إلى قوة سحرية، وتبادل هذا السحر بين بعضهم البعض، وقد تلقوا تكوينًا وتدريبًا مشتركًا.
إذا كان هناك أكثر من خمسة أعضاء في المجموعة معًا، وحافظوا على تشكيل مناسب مع ضمان تزويدهم باستمرار بالإمدادات الكافية والقوة السحرية، فيمكنهم الدفاع عن بواباتهم ضد آلاف القوات.
والآن، كانت تقول أن هناك ستة منهم. بالتفكير في الأمر، كان فريق قتالي كبير للغاية فقط بهدف المجيء والتحقق من القديسة. لا يمكنك التفكير فيه كفريق مرافقة بسيط.
"وخلافًا لما ورد في كتب التاريخ، كانت هناك العديد من التطورات العظيمة فيما يتعلق بالسحر. كما شهدت الإصلاحات في الكفاءة باستخدام السحر القدسي نموًا هائلاً."
"إذاً، ما تقولينه هو... أنهم يحاولون هزيمة التنين الأزرق الإلهي بعد إحيائه؟"
هل وصفهم بـ 'المتغطرسين' هو الكلمة الصحيحة التي يجب استخدامها؟
كان هناك معنى رمزي قوي يأتي مع تدمير وحش من الأساطير في العصر الحديث.
بالنظر إلى السجلات التاريخية بعد مرور الوقت، كان هناك العديد من الأشخاص الذين اكتسبوا موجة من الثقة التي لا أساس لها.
وحوش الأساطير.
من الميناتور، سيريبروس، السايكلوبس، الهاربي، واللوياثان.
تم تصويرهم جميعًا على أنهم وحوش مروعة قتلت الكثير من الأشخاص في كتب التاريخ. ولكن، في العصر الحديث، مع تطور الأسلحة والقنابل والمدافع والسفن والأسلحة النووية، بدا الأمر كما لو أننا قادرون على هزيمتهم في أي لحظة.
أصبح التاريخ مشوهًا ومبالغًا فيه مع مرور الوقت.
لذا، على الرغم من أنه كان التنين الأزرق الإلهي فيلبروك، إلا أنهم لم يعتقدوا أبدًا أنه سيكون حقًا قادر على تمزيق السماء وتقسيم الأرض.
مع ذلك، لم تكن قصة فيلبروك مبالغًا فيها.
لسوء الحظ، لم تكن هناك طريقة لتأكيد هذه الحقيقة، لأنها قصة قديمة حدثت منذ عدة مئات من السنين. لقد مات معلم السيافة الاول منذ فترة طويلة، ولم يتبق أحد رأى القوة المطلقة للتنين الأزرق الإلهي بأعينه.
كان رسل تيلوس مجموعة قوية قادرة على هزيمة جيش هائل. لقد شهد الناس عرضًا لقوتهم العظيمة وعظمتهم لمرات لا تحصى من قبل... لذا، لا بد أنهم اعتقدوا أنهم سيكونون قادرين على هزيمة التنين الأزرق الإلهي.
وكان ثمن غطرستهم حياة الآلاف. سيتم مسح الأرض المعروفة باسم جزيرة أكين من الخريطة تمامًا.
"استمعي يا أديل. كم مرة أخرى تعتقدين أنه بإمكانكِ إرجاع الزمن إلى الوراء؟"
"امم... لست متأكدة... قوتي الإلهية... لقد نفدت تقريبًا..."
عندما فكر في الأمر مرة أخرى، أدرك أن أديل كانت تتبعه، بينما تلهث من أجل الهواء — كما لو كان يتم جرها معه. ثم نظر إد إلى حالتها الجسدية مرة أخرى وهو يرفعها ويمسكها من فخذيها.
"و-واااه!"
"خذي قسطًا من الراحة وحاولي العودة لمرة واحدة فقط. حاولي حشد كل ما تبقى من قوتكِ للقيام بذلك."
"ماذا...؟"
كان هناك أحتمال أن تكون أديل قد وصلت بالفعل إلى حدها الأقصى. لا يمكن لأحد أن يتنبأ في الواقع بعدد المرات التي يمكنها فيها العودة بالزمن إلى الوراء.
في المقام الأول، لم تكن تعيد الزمن إلى الوراء بمحض إرادتها. لقد كانت البركة المقدسة المنقوشة على جسدها هي التي سحبت قوتها، بغض النظر عن إرادتها.
"الهدف بسيط. قد تعتقدين أنه يتعين علينا فقط الذهاب وركل مؤخرات هؤلاء الأوغاد الذين يفعلون أشياء فظيعة في كاتدرائية الأكاديمية. مع ذلك، بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر، لا أعتقد أن الأمور ستنتهي مع هذا فقط."
"......"
"رئيس الأساقفة فيرديو أكثر من مجرد متعصب. إنه شخص شديد الحذر وجيد في استخدام عقله. لن يضع أبدًا خطة بدون خطة احتياطية. إذا لم تنجح الخطة (أ)، سيكون لديه بالتأكيد خطة (ب) و (ج) مجهزة مسبقًا."
"إد... هل تعرف رئيس الأساقفة فيرديو...؟"
لم يلتق به قط. ومع ذلك، فقد عرف عنه. بالتفكير في كيفية تجنب الموضوع، هز إد رأسه وهو يركض في الزقاق.
"مهمتنا هي سد طرق هروب الفئران التي تحاول الهرب. إنه رجل حذر، لذا سيكون من الصعب القيام بذلك دفعة واحدة. لذا... علينا أن نذهب أولاً ونتحقق مما يخطط للقيام به."
"إذن... أنا يفترض بي أن..."
"نعم. سأمهد الطريق، لذا هناك شيء واحد فقط عليكِ القيام به."
وصلوا إلى الباب الخلفي لكاتدرائية الأكاديمية. وضع إد أديل على مقعد قريب بينما كانا يتحدثان، وينظران في عيون بعضهما البعض.
"تذكري."
"......"
"عليكِ أن تتذكري بوضوح ما فعله في النهاية وأن تأتي لتجديني. أنا متأكد من أنني سأشعر بالارتباك مرة أخرى، ولن أتذكر أي شيء، لكن هذا لا يهم. سأستجمع شتات نفسي في أقرب وقت ممكن, لذا اكتشفي الموقف وحاولي تجميع الصورة بأكملها... ثقي بي هذه المرة فقط... وتعال لتجديني على مقعد الشرفة أمام قاعة غلوكت. سأكون هناك جالسًا بجوار ينكار."
أسندت أديل ظهرها على المقعد، وهي غير قادرة على الوقوف بشكل مستقيم مع جسدها الضعيف.
"لكن... أنا على وشك أن أفقد طاقتي... والشرح لك بشكل صحيح أمر..."
"يمكن للقديسة كلاريس أن تشرح لي الأمور، لذا لا تقلقي كثيرًا. أنتِ لستِ الوحيدة التي تتذكر الأشياء. مع ذلك... نحن بحاجة إلى المزيد من الأشخاص للمساعدة."
"......"
"ألا تريدين أن تعيشي؟"
خلع إد معطفه وألقاه بجانب أديل. وشمر عن أكمام قميصه.
"من سينقذكِ إذا كان كل ما تقومين بفعله هو الجلوس ساكنة؟ حتى عندما كنت أقضي وقتي في الزحف عبر الوحل القذر، وأقوم بأقذر الأشياء من أجل البقاء، ظللت أتساءل عما إذا كنت سأنجو حقًا..."
توسعت عيون أديل.
هي لم تبكي أبدًا، وتحاول التمسك بكم والدها وهو يتخلى عنها عندما لم تكن تريد أن تبقى بمفردها... كانت أديل مثل الفتاة التي منذ طفولتها لم تكن تريد البكاء والاعتراف بخوفها.
"للبقاء على قيد الحياة، كل ما عليكِ فعله هو تحمل كل شيء، بغض النظر عن مدى الاشمئزاز والشفقة الذي سيجعلكِ ذلك تبدين عليها. هل نسيتِ ذلك بعد أن عشتِ حياتكِ كقديسة مدعومة بمبنى الأب المقدس؟"
البقاء على قيد الحياة.
لقد كان هذا هو الهدف الوحيد في حياتها، لكنه هدف لم تستطع الوصول إليه في النهاية.
لم تكن تلك قصة بعيدة بالنسبة لـ إد أيضًا.
بالنسبة له، كانت كل لحظة من حياته في الأكاديمية بمثابة صراع من أجل البقاء.
"أنتِ أيضًا تعلمين ذلك."
"حتى برغم ذلك... رسل تيلوس ليسوا خصومًا سهلين يمكننا هزيمتهم بالقوة..."
"قوة؟ هذه ليست مسألة قوة. كما قلت لكِ، كل ما يتعين علينا القيام به هو إغلاق طرق الهروب التي سيختبأون بها مثل الفئران."
"هذه... ليست مسألة قوة...؟"
هل تعرف حتى من هم رسل تيلوس؟
أرادت الرد بهذه الطريقة، لكن وجه إد لم يظهر أدنى ذرة قلق.
* * *
رنة.
بوووم!
حدث ذلك في لحظة.
في اللحظة التي طار فيها رسل تيلوس للأمام نحو القديسة، انكسر جزء من الزجاج الملون الموجود خلف المنصة. حيث تناثر وانهار على الأرض، الزجاج المتحطم على الرخام أصدر صوتًا يمزق الأذن.
سرعان ما اقتحم ظل ذو شكل بشري الكنيسة حيث اختطف الرسولين اللذين طارا في الهواء، وعلقهما في وسط المنصة. كان ذو سرعة لا تستطيع العين متابعتها.
كانت الصدمة التي جاءت عندما هبط قوية لدرجة أن الجميع سقطوا، كما لو كانت موجة هائلة. سقطت جميع المقاعد الخشبية التي تم إعدادها للمؤمنين على الأرض بينما تطاير الناس مثل قطع الورق.
بعد وقت قصير من هدوء الآثار واختفاء الغبار... كشفت الهوية الحقيقية للظل عن نفسها.
تم رفع المقعد الخامس لرسل تيلوس، فيلفر، بينما تم رفع المقعد السابع، هوبريس، من ياقاتهم.
بيد واحدة، أمسكت بقبعة الساحرة بإحكام، خوفًا من أن تطير. في يدها الأخرى، حملت رسولًا كان حجمه عدة مرات أكبر منها.
كان شعرها الأبيض، الذي كان ملتفًا إلى قسمين، يتمايل في مهب الريح من آثار موجة الصدمة. لم يكن هناك مشاعر شديدة بشكل خاص في نظرتها الباردة.
لوسي ماريل.
سرعان ما التقطت الرجل الذي كانت تحمله بيد واحدة قبل أن ترميه على الحائط.
ضربة!
تحطممممم!
اصطدم بالأنبوب الضخم وسقط مباشرة على المفاتيح.
تردد صوت مشؤوم يشبه التابوت من الأنبوب الضخم. صدى الصوت تردد على الجدران، كما لو كان إشارةً على وصول الكارثة.
رجال الدين الذين نظروا إلى المنصة بينما كانوا يزحفون على أرضية القاعة ابتلعوا أنفاسهم.
لم يبق سوى نصف الزجاج الملون المكسور. الجزء المتبقي من جناح الملاك الخير المحفور على الزجاج كان خلف لوسي. كانت هناك شقوق في كل مكان.
نظرتها ما تزال باردة كما كانت دائمًا.
"أنتِ... إيتها الوغد... ماذا... تعتقدين أنكِ...!"
"أنا لا أؤمن بأشياء مثل الإله."
أضاء الضوء الساطع من الزجاج الملون بخفة جسد لوسي الصغير.
لم يشعروا بأي مشاعر منها وهي تنظرت إليهم، وتبقي قدمها فوق أحد الرسل.
"أعتقد أنه من الصواب أن تُعاقبوا إذا ارتكبتم خطيئة. أنتم إيها المتدينون مخطئون في معظم الأوقات، لكن في كثير من الأحيان تقولون شيئًا لائقًا."
"ماذا... هل قلتِ...؟ خطيئة... فقط... ماذا..."
فيرديو — الذي كان بالكاد قادراً على الوقوف بعد التدحرج على الأرض — أطبق أسنانه وهو يحدق في لوسي، التي كانت واقفة بشكل مستقيم على المنصة.
واصلت لوسي التحدث بهدوء دون تغيير نبرة صوتها.
"أنتم يا رفاق من كتبتم الكتاب المقدس والعقيدة."
عندما تفتح الكتاب المقدس، من الفصل الأول، كتبت خطايا الإنسان السبع المميتة. لم تكن لوسي تؤمن بأشياء مثل الإله، لذا لم تستطع حفظها كلها. ولكن... لا تزال تعرف جزءًا منها.
خفضت نظرتها.
أسنان فيلبروك، والدائرة السحرية القربانية، والرسل الذين كانوا ممتلئين بالقناعة منذ لحظات فقط. رأت لوسي كل هذا، لكنه لم يكن له أي معنى خاص عندها.
غير المؤمنة, لوسي ماريل.
لم تقل سوى كلمة قصيرة بصوتها النعس.
"غطرسة."
من هو الشخص الذي يقف أمامهم؟ إذا اجتمع جميع الرسل الثمانية، فسيكون لهم أعلى أحتمال لهزيمة هذا الساحر الذي لا يتكرر إلا مرة واحدة في العمر. مع ذلك، لم يأت سوى ستة منهم، وهزم اثنان منهم لحظة وصولها.
بدأت القوة السحرية في الأزدياد وملأت الكنيسة بأكملها.