"من الجميل رؤيتكِ. لقد مر وقت طويل."
في النهاية, دخلت الى غرفة لوسي.
نظرًا لأنني لم أكن طالبًا مسجلًا في القاعة، إذا بقيت في قاعة أوفيليس لفترة طويلة، فلن تكون بيل هي الوحيدة التي ستواجه المشاكل.
ولهذا السبب حاولت الاهتمام بشؤوني سريعًا والحصول على إجابتها في المرة القادمة... لكن الخادمات صفعنني على ظهري قائلات إنه يجب أن أتناول كوبًا من الشاي قبل المغادرة.
"الآن... الطريقة التي قلت بها الأمر كانت غريبة بعض الشيء، لكن... إذا شرحت الظروف بالتفصيل، فستعرفين ما أقصده."
في نهاية المطاف، شربت الشاي الذي قدمته لي الخادمات وأنا أشرح الوضع للوسي.
بصراحة، لم تكن القصة معقدة إلى هذا الحد. يمكنني قولها لها بسرعة إذا قمت بتلخيصها.
"على أية حال، إنها رحلة أحتاج فيها إلى المخاطرة بحياتي. بالطبع، سنحتاج إلى قطع كل الطريق إلى منزل روثستايلور، وهو ما سيستغرق الكثير من الوقت، لذا لن أطلب منكِ القيام بذلك مجانًا."
على الرغم من أنها كانت قاعة أوفيليس، إلا أن غرفة لوسي كانت كبيرة وضخمة بشكل خاص. بالنظر إليها، يمكنك معرفة أن الغرفة كانت المكان الذي تقيم فيه الطالبة الأعلى في الأكاديمية بأكملها.
بغض النظر عن مدى عدم اهتمام لوسي بمثل هذه الأمور، فمن وجهة نظر الأكاديمية، لم يكن لديهم خيار سوى منحها أفضل معاملة والاعتناء بها بأفضل ما في وسعهم.
"إذا لم يكن مجانًا، إذن...؟"
على الطاولة في أحد جانبي غرفتها الشخصية، قامت بالجلوس في المقعد المقابل لي.
جلست لوسي على كرسي خشبي مزين بشكل فاخر وهي تتحدث بصوت نعس.
"حسنا، ذلك يعتمد على ما تريدينه."
لم أكن أعرف ما الذي تريده الآن. ولكن، كان هناك على الأقل شيء يمكنني أن أعرضه عليها.
"كما أخبرتكِ، استدعاني والدي لإعادتي إلى عائلة روثستايلور واستعادة السلطة والقوة التي فقدتها. المشكلة هي أنني لا أعرف ما إذا كانت هذه هي نواياه الحقيقية، أم أن لديه نوايا أخرى خفية."
استمعت لوسي إلى شرحي، وأومأت برأسها، بينما تنظر إلى فنجان الشاي الخاص بها.
لم تبدو مهتمة جدًا بقصتي، ولكن إذا نظرت بعناية، يمكنك أن ترى كيف كانت أذنيها تبرزان وتستمعان بعناية لكل كلمة قلتها.
"إذا رافقتني وانتهى الأمر بمحاولة والدي وضع يديه علي، مما يخلق موقفًا معقدًا... عندها ستكون هناك فرصة كبيرة أن أتمكن، نتيجة لذلك، من الحصول على سلطة عائلة روثستايلور."
حتى لو لم يحاول وضع يديه عليّ على الفور، من المؤكد أنه سيفعل ذلك لاحقًا. في النهاية، بما أن عينيه كانتا دائمًا موجهتين نحوي، لم يكن هناك أي سبب لجعله أكثر شكًا بي.
إذا سار الوضع كما اعتقدت، فسأصبح مرة أخرى الابن الأكبر لعائلة روثستايلور. رغم ذلك، كان من الصعب القول بأنني سأصبح الوريث.
ولكن حتى مع ذلك, باعتباري الابن الأكبر لأقوى دوق في القارة، فإن نطاق ما سأتمكن من القيام به سيكون كبيرًا، بغض النظر عن منصبي الحقيقي.
"استثمري فيَّ."
"استثمر؟"
"إذا عدت إلى منصبي كالابن الأكبر لعائلة روثستايلور، فسأفعل كل ما بوسعي من أجلكِ. بالطبع... كوني في مثل هذا المنصب، ما يمكنني فعله لن يكون كثيرًا لتلك الدرجة."
بعد كل شيء، من المرجح أن ينتقل منصب الوريث، الذي كان يمتلك القوة والسلطة الحقيقية للعائلة، إلى تانيا. وأيضًا، إذا كان كريبن روثستايلور مصممًا على تدميري، فلن يكون هناك الكثير مما يمكنني فعله بسلطة كوني نبيلًا فقط.
مع ذلك، في المقام الأول، لم يكن هدفي أن أصبح الابن الأكبر لعائلة روثستايلور.
"لكن من الآن فصاعداً... لوسي، لا أستطيع أخباركِ بهذا إلا لأنني أؤمن بكِ حقاً."
"بي؟"
"في كلتا الحالتين، لقد عانيتِ الكثير بسببي."
عندما أومأت لوسي برأسها وابتلعت أنفاسها، تحدثتُ إليها بشكل مباشر.
"أنا أخطط لإطاحة كريبن روثستايلور من عرشه."
كانت تلك خيانة مطلقة.
إذا سمع أي شخص آخر ذلك، فلن يكون غريبًا إذا تم سحبي على الفور إلى المشنقة.
عقدت لوسي حواجبها قليلاً، لكنها لم تبدو منزعجة إلى هذا الحد. واصلتُ الحديث.
"لا أعرف ما إذا كان رئيس العائلة التالي سيكون أنا أم تانيا، ولكن على الأقل، لا أريد أن يكون والدي."
"والسبب... هل هو الانتقام؟"
كان سؤال لوسي قصيرًا، ولكن صعب.
هل كنت أحاول إسقاط كريبن إنتقاماً من والدي الذي طردني من العائلة وحاول قتلي؟
إذا كان ما بداخلي هو سيف الانتقام، فهل ستكون لوسي مستعدة لمساعدتي؟
بعد التفكير بعمق، هززت رأسي.
"أنا فقط أحاول البقاء على قيد الحياة."
"......"
"السبب وراء مصائبي عادةً ما يكون والدي."
من أجل التعامل بشكل مثالي مع إله الشر ميبولا، ارتكب مرارًا وتكرارًا جميع أنواع التجارب الغير إنسانية. وفي النهاية، حاول حتى التضحية بالأكاديمية بأكملها.
إثناء عملية التضحية بالعديد من الأشخاص، تم الكشف عن وجهه الحقيقي: الوجه الذي سخر من الإمبراطورية بأكملها من خلال ارتداء قناع الدوق المحسن والأخلاقي.
السبب الأكثر احتمالاً لمحاولته قتلي هو أنه كان ضروريًا لهذه العملية.
"والدي، كريبن روثستايلور، ليس شخصًا نظيفًا كما يعرفه الناس. إذا تمكنت من العثور على دليل يكشف هذه الحقيقة، فسيصبح من الممكن إسقاطه وإعادة تنظيم هيكل السلطة داخل عائلة روثستايلور."
"......"
"ليس لدي أي جشع للسلطة، ولكنني واثق من أنه خلال عملية إعادة التنظيم، سينتهي بي الأمر بالحصول على منصب أعلى لمجرد كوني الابن الأكبر. وقد ينتهي بي الأمر بسلطة وصلاحية لا يمكن ببساطة اكتسابها بالقوة وحدها."
كانت سلطة نسب الفرد والدم الذي يمر عبر عروقه على مستوى مختلف تمامًا عن مجرد امتلاكه للقوة.
استمرت القصة أكثر وأكثر قبل أن نرجع في النهاية إلى البداية.
"لذا، استثمري فيَّ."
نظرت مباشرةً إلى لوسي وأنا أتحدث.
لو ارتكبت أي خطأ، فسيتم ربما قطع رقبتي وإلقائي في المشنقة.
من منظور لوسي، يمكنها تجنب كل ذلك لأنها كانت قوية. ولكن بالنسبة لي، كانت الأمور مختلفة تمامًا.
يبدو أن لوسي لم تفهم فقط ما مدى ثقل المحادثة التي كنا نتشاركها.
"أنا... أنا لا أفعل شيء مثل الاستثمار. إنه معقد للغاية."
بعد فترة وجيزة، فتحت فمها الصغير وهي تتحدث بصوت نعس كالمعتاد.
"أنت تعرف ذلك أيضًا... أنا لست مهتمة بالحصول على السلطة أو أي شيء من هذا القبيل."
"افترض ذلك."
كانت تلك الكلمات تعني أنني قد خسرت. كنت أعلم منذ البداية أن لوسي لم تكن شخصًا مهتمًا بهكذا قوة.
"إذن... ما الذي يهمني؟"
لكن ما قالته بعد ذلك كان غير متوقع.
التقطت لوسي قبعتها الساحرة قبل أن تعيد ارتدائها. ذهبت نحو النافذة التي كان الضوء يمر من خلالها، وفتحتها.
كان شعرها الأبيض، الذي كان فضفاضًا وغير مربوط بدلًا من أسلوبه المعتاد، يرفرف في مهب الريح.
"هل تعلم... هل حقًا قمت بإكمال وعدي مع ذلك الرجل العجوز؟"
أنقذت لوسي الأكاديمية من المصائب لعدة مرات.
وفي كل مرة، حاولت أن تفعل كل ما في وسعها من وجهة نظرها.
مع ذلك، فإن الخطر على الأكاديمية الذي توقعه الساحر العظيم غلوكت، والذي لن تتمكن سوى لوسي من إيقافه، لم يحدث.
جن جنون رئيس الأساقفة فيرديو، وانتشر رسل تيلوس في جميع أنحاء الجزيرة. لقد كانت محنة لا يمكن إلا للوسي التعامل معها، وكانت على استعداد لتحمل كل ذلك بمفردها.
مع ذلك، في هذه العملية، تدخلت أنا. وفي النهاية، النتيجة هي أن تلك المحنة قد تم حلها في الغالب بيدي.
في النهاية، بدون الزعيم الأخير للأرك 3، لوسي، التي كانت تجري بجنون كما كان من المفترض أن تفعل، تمت تسوية كل شيء بسلام.
إذن، هل كانت هذه هي حقًا نفس المحنة التي توقعها الساحر العظيم غلوكت؟ إذا كان الأمر يمكن حله بهذه السهولة، فلماذا أمسك غلوكت بيدي لوسي وسألها بتلك الجدية؟
هذا الشك الطفيف في قلبها لن يختفي.
اشتعال غير كامل.
في زاوية قلب لوسي، لن تقبل ذلك كنهاية. العبء الذي تلقته من غلوكت سيظل يثقل كاهلها.
ربما كانت هذه هي الفرصة الأخيرة للتخلص من هذا العبء. هذا بأكمله كان من وجهة نظر لوسي.
"أولاً، بعد أن أفي بوعدي، كيف من المفترض أن أعيش؟"
"هذا سؤال صعب."
"حسنا، لم أتوقع إجابة."
اغلاق.
أغلقت لوسي النافذة وهي تنظر نحوي.
ثم، بينما كانت تسير للأمام، مرت بجانب الكرسي الذي كانت تجلس عليه للتو وتسلقت أعلى الطاولة.
فقط عندما جلست على الطاولة ونظرت إليّ، التقت أعيننا أخيرًا.
"كما أخبرتك، أنا لست مهتمة بأي شيء مثل السلطة. إذا ساعدتك... فهذا فقط لأنني أريد مساعدتك. لا يوجد سبب آخر."
خفضت لوسي نظرتها وواصلت التحدث ببطء.
"لكن رغم ذلك... لا أستطيع القيام بهذا مجانًا."
"ماذا تريدين؟"
"قد لا يكون شيئًا بتلك الروعة. أو قد يكون شيئًا عظيمًا حقًا."
شدت لوسي يدها الصغيرة وهي تعرض خنصرها.
نظرت إليها في حيرة بينما قامت بخفض رأسها وتحدثت.
"أكثر شيء مخيف بالنسبة لي... هو الوفاء بالوعد الذي قطعته مع الرجل العجوز... والفراغ الذي سيأتي بعد أن أعتني بكل شيء."
سلسلة جبال لاميلين الشاسعة.
كانت فتاة تقف في القمة، وتنظر إلى العالم الفسيح دون غلوكت.
لم يعد لديها عائلة أو علاقات أو أي أهداف لتحقيقها... لا شيء.
"ساعدني حتى لا يأكلني هذا الفراغ."
"على وجه التحديد... ماذا تريدين مني أن أفعل...؟"
"كن سببًا لي للعيش."
ما كانت تقوله لم يكن محددًا على الإطلاق.
كان هناك مجال كبير للتفسير عندما يتعلق الأمر بمعنى ما أشارت إليه ضمنيًا.
رغم ذلك، الكلمات التي قالتها كانت ثقيلة وحقيقية، لذا لم أستطع التسرع في تقديم هذا الوعد.
بالنظر إلى تعابير وجهها، لم تكن لوسي تبكي أو تبتسم.
نظرت إلي بوجه فارغ كالعادة وهي تمد إصبعها الخنصر.
إذا لم أخرج إصبعي، فكيف سيتغير تعبيرها؟
مجرد تخيل هذه الفكرة جعلني أشعر وكأنني أختنق.
بالطبع، هذا بأكمله كان من خيالي.
لقد تم بالفعل رفع إصبعي.
فقط كم كان يعني هذا للوسي؟ ربما كان الأمر أكبر مما كنت أعتقد، أو ربما ليس بالحجم الذي تصورته.
مع ذلك، ربما لأنها أرادت إخفاء تعبيرها... زحفت ببطء بين ذراعيَّ، مرتدية قبعتها الساحرة.
وعانقتني بقوة دون أن تقول أي شيء لفترة من الوقت.
وهكذا... بقينا معًا لفترة من الوقت.
* * *
لم يكن هناك أي دم على الإطلاق في وجه الأستاذة المساعدة كليوه.
كان هذا هو اليوم الأخير من الامتحانات الكتابية. ومما سمعته أنها كانت مسؤولة عن الامتحانات الكتابية بأكملها لوحدها.
من المفترض أنها أنهت جميع أعمالها في ثلاثة أيام، لكن كان من الصعب تصديق ذلك، حيث كان هناك قدر هائل من العمل يتعين عليها إنجازه.
"......"
بعد الانتهاء من امتحاني الكتابي، ذهبت إلى مختبر الأستاذة المساعدة كليوه لأجد جثة ملقاة على المكتب.
كان لديها دائمًا تعبير يشبه الجثة على وجهها أثناء الامتحانات. مع ذلك، هذه المرة، كانت الجثة لرجل أكبر.
كان كليفيوس نورتوندال، طالب المنحة الدراسية والمساعد التدريسي في مختبر كليوه.
دائمًا ما يكون على وجهه تعبير مكتئب، مما يجعل الأشخاص من حوله يشعرون بالإحباط. مع ذلك، نظرًا لأنه كان طالبًا في المنحة الدراسية، فقد كان على الأقل سريع البديهة.
"إيغكك... لما... لما أخطأت في فهم كل شيء في كتاب مهارة السيافة المبتدئة...؟ أيها الوغد المثير للشفقة... أيها الوغد عديم الفائدة..."
وكما يمكن أن نرى، فقد ارتكب الكثير من الأخطاء في امتحانه الكتابي.
لقد كانت مجرد أخطاء بسيطة يمكن التعويض عنها بسهولة في الاختبار العملي، خاصة بالنسبة لكليفيوس، الذي كان يتمتع بذلك المستوى من المهارة، لكن... كما قلت من قبل، كان شخصًا يتمتع بشكل غريب بمستوى متدني من احترام الذات.
"الاختبار العملي غدًا! إلى متى ستستمر في التصرف مكتئبًا؟ هل تريد حقًا التخلي عن منصبك كأعلى طالب؟!"
وكانت هناك فتاة تجلس بجانبه وتضرب ظهره. كان شعرها البرتقالي وعينيها الحادتين فريدتين من نوعها... لكنها كانت شخصًا كنت على إلفة برؤيته.
إلفيرا أنيستون. الطالبة الأعلى الحالية بلا منازع لقسم الخيمياء في السنة الثانية.
"أوه، لقد جاء إد."
"ماذا تفعلين هنا يا إلفيرا؟"
"أردت مراجعة نظرية تصنيع كاشف المقاومة العنصرية التي تم تطويرها. تصنيع الكواشف ملائم أكثر لأستاذ في قسم الخيمياء، ولكن بما أن هذا يتعلق بالمقاومة العنصرية، فمن الأفضل بدلًا من ذلك سؤال أستاذ في العلوم العنصرية في قسم السحر."
كان لدى إلفيرا جميع أنواع الأوراق والقوارير مكدسة على الطاولة في وسط المختبر.
"لكن أعتقد أنني قد أتيت في وقت سيء. الأستاذة المساعدة كليوه تنام وعيناها مفتوحتان الآن."
وضعت حقيبتي على الطاولة ونظرت نحو كليوه.
عند رؤيتها تتنفس بهدوء وتبدو منهكة تمامًا وشاحبة، بدت أشبه بدمية ممسوسة بواسطة شبح أكثر من كونها إنسانًا.
"يجب علي الموت فقط...! إذا لم أتمكن من تذكر حتى وضعية سيافة واحدة كررتها لمئات المرات، فما الفائدة من العيش...؟! على الرغم من أنني حفظت كل حركة وتشكيلاتها مرارًا وتكرارًا، لماذا أنسى كل شيء عندما يبدأ الاختبار...؟! ما مشكلتي...؟! لما أنا بحق الجحيم على قيد الحياة حتى...؟"
كليفيوس، الذي كان يصرخ، تواصل فجاةً مع عيناي.
"مـ-ما الأمر يا إد روثستايلور؟! هل لديك ما تقوله؟! هل أنت أيضًا تضحك علي؟! ها... اللعنة..."
"......"
"فقط لمجرد أن الناس يفكرون بك بشكل أفضل هذه الأيام، فأنت تعتقد أن كل الأشخاص من حولك أقل منك شأنًا...؟! ما المشكلة مع تلك النظرة؟! أنت تنظر إلي وكأنني وغد مثير للشفقة... ! نعم... هذا صحيح...! هل تعتقد أنك مختلف...؟ كلانا كيانان بشريان مثيران للشفقة...! لذا لا تنظر إلي وكأنني مثير للشفقة بهذه الطريقة!"
اصطدام!
هزت إلفيرا رأس كليفيوس وهي تضربه بالطاولة.
أنيس، التي كانت تبحث عن وثائق بالقرب من رف الكتب، وأونيكس، الذي وصل للتو، كلاهما وسعا أعينهما.
أما بالنسبة لي... لم أكن متفاجئًا تمامًا.
"يا للهول، كليفيوس. ما الذي تعتقد أنك تقوله لزميلك الأكبر؟"
"إلفيرا، ما الذي يهمكِ؟! أنتِ أيضًا تنظرين إلي وكأنني مثير للشفقة...!"
"آغغ، أنت مثير للشفقة كليفيوس."
"أنظري!"
ابتسمت إلفيرا وهي تحمل كليفيوس من رقبته وتتحدث معي.
"أنا آسفة يا إد~. أعتقد أن كليفيوس يحتاج إلى القليل من التعليم. سيستغرق الأمر بعض الوقت، لأنه يحتاج إلى تعلم بعض الأخلاق وإصلاح عقليته للامتحان العملي. حسنًا، يبدو أن الأستاذة المساعدة كليوه ستأخذ استراحة اليوم على أي حال... لذا، سيكون الأمر على ما يرام، صحيح؟"
"ماذا خطبكِ...؟! من أنتِ لتخبريني أن أفعل هذا وذاك...! كيااااااغك!"
"فقط أصمت لثانية, كليفيوس."
بينما كان كليفيوس — الذي اصطدم رأسه بالمكتب — يلوح بذراعيه ويقاوم، أخذت إلفيرا كاشفًا من جيبها وسكبته على رأسه.
لم يعد يعامل كشخص بعد الآن. بل كان أقرب إلى ماشية.
"كياااهك! ما هذا؟! جسدي... قوتي... أنا أفقد قوتي..."
ظلت إلفيرا هادئة وهي تسحب كليفيوس بالقوة، الذي كان يفقد القوة في جسده، بعيدًا.
تحرك أونيكس، الذي كان يقف في طريقها، إلى الجانب وفتح الباب.
استمر كليفيوس في إثارة الضجة قائلاً إنه ارتكب خطأ لأجل أن يوقفها، لكن...
هكذا فقط، تم سحبه خارج المختبر.
"سنراكم مجددًا في المرة القادمة!"
أصابتني القشعريرة عند سماع وداعها المشرق.
"هل أديت جيدًا في الامتحان الكتابي؟ تبدو سعيدًا جدًا."
سألتني أنيس.
بعد تلك الفوضى، أصبح المختبر هادئًا مرة أخرى.
أعضاء مختبر الأستاذة المساعدة كليوه هم أنيس وأنا وكليفيوس وأونيكس.
كنا نعتبر نخبة مقارنة بمختبرات الأساتذة الآخرين. مع ذلك، كانت أنيس بيننا هي الأكثر شهرة بسرعتها.
صدقًا لسمعتها، كانت أنيس هي المنشغلة في مراجعة الأوراق.
"حسنًا، بطريقة ما تمكنت من القيام بعمل جيد."
شعرت أن درجاتي في الاختبارات المكتوبة ستكون عند مستوى مرضٍ. ففي نهاية المطاف، لم أرتكب أي خطأ في الاختبار الكتابي منذ أن بدأت الأكاديمية.
حتى عندما أمضيت أيامي في البرية في ملجأ خشبي واحد، لم أقلل أبدًا من مقدار الجهد الذي أبذله في المواضيع التي تتطلب حفظًا.
والآن بعد أن تحسنت بيئتي بطرق مختلفة، كان من الطبيعي أن أتمكن من تحقيق هذه الدرجات بشكل أسهل بكثير.
كانت المشكلة هي الامتحان العملي.
الهدف من الاختبار هو ببساطة أن أكون الطالب الأعلى في مرحلتي.
بما أن هدفي كان أعلى من المعتاد، فقد زادت أيضًا أهمية الاختبار العملي بشكل ملحوظ.
"لكن فيما يتعلق بالامتحان العملي... هل يسير الأمر على ما يرام حقًا...؟ ألن يجري غدًا؟"
أكثر ما يقلقني هو اختبار الدراسات العنصرية.
كانت الأستاذة المساعدة كليوه، التي كانت مسؤولة عن الامتحان بأكمله، الآن نصف ميتة.
الامتحان العملي للدراسات العنصرية، حيث يجب عليك القتال ضد أستاذ.
على الرغم من أنها كانت أستاذة مساعدة جديدة، لم تكن كليوه من النوع الذي يمكن أن يتم اقصاءه من قبل طالب عادي في مبارزة... ولكنها في الوقت الحالي، لم تكن في وضع يمكنها من خلاله مبارزة أي شخص.
"حسنًا، أعتقد أن أستاذًا آخر في الدراسات العنصرية سيتعين عليه المساعدة... لست متأكدة مما إذا كانت قد قالت شيئًا عن هذا الأمر حتى الآن."
اصطدام!
في تلك اللحظة، انفتح الباب.
عندما نظر أونيكس البريء نحو الباب في مفاجاة، دخل رجل في منتصف العمر عبر الباب، ومشى إلى الداخل.
بصرف النظر عن تسريحته ذو ذيل الحصان، كان لديه لحية لم يتم حلقها بشكل صحيح. كانت فوضى. كما كانت تفوح منه رائحة التبغ والكحول.
شرب لدرجة أنه لم يعد يستطيع حتى السيطرة على نفسه في وضح النهار وهو يترنح عبر المختبر. اصطدم بالمكتب، وضرب رأسه برف الكتب، وتعثر بقدميه، قبل أن يصل أخيرًا أمام الأستاذة المساعدة كليوه.
"هاااا...! هييك! أستاذ كاليد...! ما الذي أتى بك إلى هنا..."
هل يمكن أن تكون هذا هي الحاسة العملية نتيجة كون المرء أصغر أستاذ؟
كان من المحزن بعض الشيء رؤيتها تستيقظ في اللحظة التي شعرت فيها بوجوده.
"نعم، أستاذة مساعدة كليوه. هل تقومين بعمل جيد... (فواق)."
"آه، نعم... انتهت الاختبارات الكتابية بشكل جيد... الآن كل ما علينا فعله هو المضي قدمًا في الاختبار العملي، والذي سيكون بمثابة مبارزة..."
"هذا العميد اللعين ماكدويل يضايقني ويقتلني. يسأل كيف يمكنني أن أجعل أصغر أستاذة تقدم التقرير المتعلق بتفاصيل الاختبار الكتابي وتتولى جميع الواجبات المهمة. ما الخطأ في جعلكِ تقومين بذلك بدلا مني...؟"
هل قال ذلك للتو بفمه؟
كان جميع الطلاب المساعدين في الغرفة في حالة صدمة كاملة حيث سقطت أفواههم.
"أظن... أنني بحاجة إلى العمل منذ أنني أتقاضى راتبي... لكن ذلك الرجل، ماكدويل، لم يجرؤ على التواصل بالعين معي عندما كنت أعمل هنا من قبل... ولكن الآن بعد أن أصبح عميدًا، فهو يكتب كل هذا الهراء السيئ عني، لذا أشعر ببعض الخطر أيضًا..."
إذن يجب عليك التوقف عن الشرب. بدا أن أنيس كانت تمنع تلك الكلمات من الخروج من فمها.
"بالنظر إليكِ، تبدين مرهقة للغاية بعد إدارة الاختبار الكتابي...؟"
"آه، نعم... هذا هو الحال..."
"حسنًا, إذن... يمكنكِ ترك الاختبار العملي لي..."
بينما كانت على وشك الرد، أمسك رأسها بسرعة بيده، وأنزله للأسفل.
"اذهبي إلى النوم~!"
ثم تراجع إلى الوراء وهو يضحك كما لو كان مخموراً. جعله ذلك أقرب إلى الطاولة التي كان يجلس فيها جميع الطلاب المساعدين.
ثم سحب كرسياً وجلس قبالتي.
بدأت أنيس التي كانت تجلس بجانبه، وأونيكس الذي كان بجانب رف الكتب، يتعرقان بغزارة.
"آه ~ لدي صداع ~"
تحرك ذهابًا وإيابًا لفترة من الوقت وهو يصدر أنينًا قبل أن يهز رأسه ويتحدث.
"حسنًا. إذن أنت إد روثستايلور."
لم أستطع أن أسأل كيف عرفني. بعد كل شيء، كان الأستاذ المسؤول عن الأستاذة المساعدة كليوه. أفترض أنه إذا أراد أن يعرف هويتي، لكان بإمكانه اكتشافها بسهولة.
مع ذلك، لم أتمكن من معرفة سبب حديثه معي بهذه الطريقة.
ترنح البروفيسور كاليد... ولكنه تحدث بنطق واضح جدًا.
"غدًا هو الامتحان العملي."
"نعم, هذا صحيح..."
"لذا... هل نلعب لعبة؟"
"...ماذا؟"
* * *
كان هناك وقت كانت فيه إمبراطورية كرويل في خضم حرب مع غير البشر.
لقد كانت قصة من الماضي البعيد. ماضي دخل كتب التاريخ.
الآن تم دفع غير البشر على طول الطريق إلى الإقليم الشمالي، وأُضعفت قوتهم، لكنهم في ذلك الوقت كانوا أقوياء بما يكفي لتهديد اسم الإمبراطورية.
دفعت القوات غير البشرية نفسها على طول الطريق إلى عاصمة الإمبراطورية، كرويلون.
ولكن، حتى في مثل ذلك الوضع اليائس، كان هناك بطل قاد الحرب ووقف في طليعة جيش الإمبراطور كرويل.
كان أوبل فورسيث. الوصي أوبل.
والسحرة الشباب الثلاثة الذين ساعدوه.
الباتر زيلان، المحقق غلاست، والخارج عن القانون كاليد.
أحدهم قد كبر في السن واختفى في الظلال. والآخر لا يزال يعمل بنشاط، ويقوم بتدريب جيل الشباب. وآخرهم كان عالمًا انتهت حياته بشكل مأساوي.
كان هناك وقت عملوا فيه جميعًا معًا في الميدان، ولكن مع مرور الوقت، بدأوا جميعًا في الاختفاء.
هل كان قدرًا أن يهرب كاليد, الذي كان يتجول في العالم, من سير الوقت ويعود إلى منصبه كأستاذ؟
كان يعتقد أنه لن يوافق أبدًا على أن يصبح أستاذًا مرة أخرى، ولكنه أومأ برأسه بطريقة ما كما لو كان ممسوسًا عندما طُلب منه ملء منصب غلاست الشاغر.
في هذه المرحلة، لم يكن هناك جدوى من محاولة التوصل إلى سبب. على الأقل هذا ما كان يعتقده كاليد.
من ناحية أخرى، كان إد روثستايلور في حالة ذهول وارتباك تام.
[بعد قليل سيتم إجراء الامتحان العملي للدراسات العنصرية والذي سيعقد على شكل مبارزة. هل يمكن للطالب إد روثستايلور شق طريقه إلى الساحة؟]
كاليد، شخص خارج عن القانون تجول في منطقة كوهيلتون التي ينعدم فيها القانون لسنوات عديدة مختبئًا.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها أمام الطلاب بعد عودته إلى العمل كأستاذ. كان ذلك في هذه المبارزة.
إد، الذي كان واقفاً في الحلبة، كان ما يزال مرتبكاً.
لرؤية مهارات كاليد، حتى الطلاب من قسم القتال وقسم الخيمياء، الذين لم يكن لهم أي علاقة بالاختبار، اجتمعوا لرؤية المبارزة.
مركز التدريب القتالي في قاعة أوبل.
كانت لدى البروفيسور كاليد هالات سوداء كثيفة حول عينيه وهو يقف هناك واضعًا يديه في جيوب معطفه الأبيض.