"هاها...هاهاها..."
تدفقت الضحكات. كان هذا شيئاً غريباً.
قام كاليد بإلقاء القبض على عدد لا يحصى من غير البشر وقتلهم في ساحة المعركة.
مع ذلك، فإن تلك الذروة كانت الآن من الماضي البعيد. ورغم ذلك فهو لن ينسى أبدًا أيامه في ساحة المعركة، حيث كان كل يوم مثل المشي على الجليد الرقيق.
كان للأعداء الذين التقى بهم في ساحة المعركة ضغينة في عيونهم. كان ذلك لأن الاستسلام لم يكن موجوداً بالنسبة لهم.
إذا تم دفعك إلى الزاوية، واعترفت بالفرق في مهارة خصمك وتقبلت هزيمتك بكل تواضع، فإن الشيء التالي الذي ينتظرك هو الموت القاسي.
"هذا صحيح... أنت بالتأكيد أقوى من هؤلاء الأعضاء الفاترين الموجودين في الخدمة الفعلية."
أدخل كاليد كلتا يديه في جيوبه وأبتسم ابتسامة مريرة.
يبدو كما لو أن الصداع والكحول في نظامه قد اختفى. عندها فقط تعرف على النظرة الباردة خلف عين إد.
كان هذا شيئًا ممكنًا فقط في عيون أولئك الذين واجهوا الموت لمرات لا تحصى.
عندما سافر عبر ساحة المعركة، قاتل بحياته على المحك عشرات المرات في اليوم ضد أشخاص لديهم نفس العيون.
شعور تلك الأيام التي كان ينساها ببطء. ركضت قشعريرة أسفل مؤخرة رقبة كاليد.
روح الرياح رفيعة المستوى ميريلدا.
نظرًا لأنها كانت ذئبًا بحجم منزل، بدت الساحة الكبيرة الآن ضيقة.
بصرف النظر عن هذا، كانت المنطقة مليئة بالمتفرجين. لذا، إذا جعلها إد تتحرك بإستعجال، فإنه سيخاطر بإيذاء الطلاب من حولهم.
بغض النظر عن مدى رغبته في الفوز، فإنه سيتأكد من تجنب تجاوز هذا الخط.
لذا، حتى بالرغم من أنه استدعى روح رياح قوية وعالية المستوى، كان هناك الكثير من القيود لاستخدامها بشكل صحيح. حقيقة أن المبارزة بينهما كانت في الساحة كانت غير مؤاتية له.
ولكن الشيء نفسه كان صحيحًا بالنسبة لكاليد.
كان عليه أن يصوب بعناية، خوفًا من أن يؤدي استخدام سحر البرق المتقدم إلى إيذاء الطلاب القريبين. ولكن، باعتباره ذئبًا بهذا الحجم، فمن المؤكد أنه سيكون أكثر محدودية منه.
بووم!
عندما قفز كاليد إلى الوراء، جمع القوة السحرية في يديه.
إد، الذي كان رأسه منخفضًا، قفز خلفه. تمامًا كما توقع كاليد، لم يكن لدى إد أي نية لاستخدام ميريلدا كوسيلة للقتال الجسدي.
مع ذلك، كان لا يزال من الصعب التعامل مع كل المهارات الروحية وسحر الرياح الذي أمتلكته ميريلدا.
وقف الذئب بثبات مثل الجبل خلف ظهر إد. عندما أطلق هديرًا، تردد صدى اهتزاز مليء بالقوة السحرية في جميع أنحاء الحلبة الكبيرة.
زئيـــــــــر!
— كيييوك...! أذني تطن..!
انطلقت العشرات من أنصل الرياح من الذئب. كانت قوة كل نصل مشكلة، ولكن عددها كان أيضًا غير طبيعي.
كان على بعض السحرة التركيز بشكل كامل فقط لاستخدام نصل رياح واحد. ولكن الآن بعد أن كان هذا العدد الكبير منها يهاجمون كاليد، أصبح من المستحيل تجنبهم جميعًا.
سحر الجليد المتوسط، جدار الجليد. ارتفع جدار متجمد، وقام بصد الأنصل. ولكن بمجرد أن ضربه نصفها، انهار الجدار.
قطع! قطع!
قطعت الأنصل المتبقية خلال جسد كاليد.
ولكن، من خلال سحب قوته السحرية قسرًا، كان بالكاد قادرًا على إلقاء سحر دفاعي لصد الأنصل المتبقية. لسوء الحظ، سمح ذلك لـ إد بإغلاق المسافة.
حمل إد خنجره إلى الجانب وهو يطير نحو كاليد.
تم بالفعل إلغاء سحره الدفاعي بواسطة سحر ميريلدا.
رفع كاليد عينيه المخمورتين وقام بلف جسده بسرعة، وأمسك بمعصم إد. لم يستخدم السحر — بل حرك جسده مباشرةً.
بعدها قام إد بسحبه من المعصم الذي أمسك به كاليد. في لحظة، انهار مركز ثقل كاليد، لكن كاليد وقف بساق واحدة على الأرض وهو يضغط على أسنانه، متحملًا قوة إد.
"قوتك... مثيرة للإعجاب."
لو كان مجرد ساحر عادي، لكان قد تعرض للأذى. كان كاليد متأكدًا من هذه الحقيقة.
على الرغم من وجود ذئب عملاق أمامه مباشرةً، إلا أنه لم يهتز عاطفيًا. كان كاليد شخصًا مر بجميع أنواع المصاعب طوال حياته.
وبطبيعة الحال، تم تحديد خطوته التالية.
ألقى كاليد سحر النار المتوسط الأنفجار النقطي.
كان الانفجار النقطي عبارة عن سحر سريع بشكل غير معقول يتألق عندما يتعين عليك الترديد أمام خصمك.
ولكنه الاختيار الخاطئ لاستخدامه ضد إد.
فووووووش!
ارتفعت النيران من جسد إد.
كان الانفجار النقطي سريعًا بالأصل، ولكن بالنسبة لكاليد، الذي وصل إلى ذروة الرنين السحري، كانت سرعة لا يمكن فهمها بحق.
لكن إد ظل ساكنًا، كما لو أنه لا يحتاج إلى الرد.
فووش.
خرجت ذراع إد من النيران وأمسكت بياقة كاليد. بدا كما لو كان على استعداد لضربه بالخنجر مرة أخرى.
— نجا من هذا...؟ سالمًا تمامًا؟
كان مظهر إد وهو يخرج من النيران مرعبًا.
على الرغم من أن الأنفجار النقطي كان لديه القوة النارية الأضعف بين أنواع السحر المتوسط، إلا أنه لا يزال من غير المنطقي له أن يتحمله ويبقى سالمًا تمامًا.
عندها فقط خطرت في ذهن كاليد احتمالية وجود 'بركة الروح'.
بركة الحظ الناري.
كانت بركة تأتي عادةً من أرواح منخفضة الرتبة. ولكن، بالنسبة لـ ماغ، الذي أصبح روحًا متوسطة المستوى بعد تغيير الحالة، كانت بركته قوية بما يكفي للتعامل مع القوة النارية لسحر متوسط.
عندما وضع إد القوة السحرية في العصا التي كان يمسكها بيده الأخرى، بدأت مهارة ماغ الروحية، انفجار، في اجتياح الساحة مرة أخرى.
كانا للنار خاصية حرق كل شيء في العالم بالتساوي وبشكل عادل. لكن هذه المرة لم تكن الأمور عادلة.
في الوقت الحالي، كان إد محصنًا بشكل مؤقت ضد سحر النار. وهذا يعني أن الانفجار الضخم لن يؤدي إلا إلى كشف أنيابه تجاه كاليد.
— هذا الرجل... هو حقًا...
ابتسم كاليد برضا وهو يقرر فعل كل ما في وسعه، ويستخرج كل القوة السحرية في جسده مرة أخرى.
— حسنًا... الخسارة ستكون أيضًا تجربة جيدة لهذا الطفل.
بووووووم!
في خضم تبادل الهجمات السريعة التي كان من الصعب عليهما الرد عليها، كان معظم الجمهور قد تخلى بالفعل عن فكرة محاولة مواكبة تحركاتهم. كان من الصعب متابعتهم بالعين المجردة بسبب حركاتهم السريعة والسحر الذي يحجب الرؤية عنهم.
بعد اختفاء النيران المتصاعدة والغبار... وقع كاليد في انفجار وتم رميه جانبًا.
تم سماع هدير من الحشد. لقد تغلب إد حقًا على أستاذ عالي.
...مع ذلك، لم يسترخي إد. فقد كان يعرف بالفعل.
حتى في هذا الوضع المزري... كان بإمكان كاليد أن يمنع هجوم إد. كان على يقين من أن كاليد قد جمع قدرًا لا يصدق من القوة السحرية في لحظة.
لم يكن الأمر أن كاليد لم يتمكن من إيقافه، بل لم يفعل ذلك. وكان السبب واضحًا.
من أجل خداعه.
فووووش.
هبت عاصفة من الرياح من إد، وغطت جسده.
لم يكن سحرًا ألقاه إد. بل كانت بركة العواصف هي التي أحاطت بجسده.
حقيقة أن بركة العواصف، والتي من شأنها أن تمنع هجومًا لم يكن على علم به، تم تفعيلها تعني أن هنالك هجومًا لم يلاحظه إد.
عبس إد وهو ينظر حوله. لقد حاولت خمسة أو ستة رماح جليدية ضربه من الخلف، لكن بركته أوقفتهم.
وعندما نظر إلى الأمام، وجه البروفيسور كاليد كان أمامه مباشرةً. بدا أشبه بمشهد من فيلم رعب.
"في ساحة المعركة... لحظة واحدة من عدم الانتباه يمكن أن تكلفك حياتك."
تلك المهارة الروحية. لقد تحمل الانفجار من خلال إلقاء سحر دفاعي بأقل قدر من القوة السحرية. ومع ما تبقى منها، استثمر كل شيء في إلقاء رمح الجليد.
"أنت تفهم هذه الحقيقة جيدًا. كنت فقط متأخرًا بخطوة واحدة."
السبب الذي دفعه إلى إجبار نفسه على إلقاء رمح الجليد هو لإزالة بركة ميريلدا مقدمًا.
بعد رؤية بركة ماغ، توقع أنه لابد أن إد كان يرتدي أيضًا بركة ميريلدا، بركة العواصف.
وضع البروفيسور كاليد كلتا يديه في جيبه وهو يبتسم، وينظر إلى إد.
بينما كان إد مرتبكًا واستدار، كان قد إنتهى من ألقاء تعويذة أخرى بالفعل.
سحر الجليد المتقدم، الصقيع السرمدي.
لقد كان سحرًا بسيطًا لا يميز بين الأشياء، ويجمد كل شيء حوله.
مع ذلك، في بعض الأحيان كانت البساطة سلاحًا قويًا.
تم تجميد أرضية الساحة بالكامل. تم تجميد جميع العناصر السحرية التي ألقاها إد على الأرض لاستخدامها كمتغيرات محتملة، وتحولت إلى كتل من الخردة المعدنية. عندما استدار، رأى أنه حتى ميريلدا أصبحت مجرد تمثال جليدي ضخم، غير قادرة على التحرك.
السبب الوحيد لعدم تأثر إد بالسحر هو أن روح النار ذات الرتبة المتوسطة ماغ قد أظهرت نفسها بسرعة، وفجرت الهواء البارد بعيدًا.
مع ذلك، بغض النظر عن مدى قوة الروح متوسطة الرتبة، فلن تتمكن أبدًا من تحييد سحر متقدم بشكل كامل.
كاحلي إد كانا متجمدين تمامًا، لذا لم يتمكن حتى من السقوط على الأرض.
"دعنا ننهي هذا الأمر."
دفع كاليد القوة السحرية على يده لإنهاء الأمر. لكن إد كان أسرع، حيث وضع يديه في جيبه.
باااااك!
الكرة الموجية المعززة للصدمات. على الرغم من أنها كانت آلة بسيطة، إلا أن قوتها كانت بالتأكيد تستحق أن تسمى بعنصر سحري.
بما أن الأمور قد ساءت، فقد تركها في جيبه ليستخدمها للهروب من الأزمة.
تم رمي جسد كاليد جانباً بسبب الصدمة. استخرج إد قوته السحرية وهو يذيب الجليد على قدميه.
"كيوك...ماذا...؟ مرارًا وتكرارًا، تستمر في إخراج أشياء آخرى...!"
كسر! كسر!
بدأ الجليد المحيط بميريلدا في التشقق أيضًا شيئًا فشيئًا. بغض النظر عن مدى قوة السحر المتقدم، سيكون قادرًا على إبقاء روح الرياح رفيعة المستوى مقيدة فقط للحظات.
نهض كاليد وهو يحدق في إد.
الجليد الذي ألقاه ما يزال يربط جسد إد بإحكام على الأرض. حاول إذابته بسرعة، ولكن الأمر لن يكون بتلك السهولة.
ميريلدا أيضًا ستكون حرة قريبًا، لكنها لم تكن كذلك بعد. لقد ذهبت بركة العواصف. ولم يكن يستطيع التحرك بحرية. روح الرياح رفيعة المستوى، والتي كان من الصعب التعامل معها، تمت هزيمتها مؤقتًا.
إذا كان سينهي الأمر، فهذا هو الوقت المناسب. بدأ كاليد بسرعة في ترديد تعويذته السحرية التالية.
سحر الجليد المتوسط، رمح الجليد. بدأ عدد كبير من الرماح الجليدية، أكثر من عشرة أو نحو ذلك، في الارتفاع خلفه. كانت مختلفة في الحجم مقارنةً بالرماح الجليدية التي يستخدمها الطلاب.
انحنى إد إلى الأسفل، وهو يضغط على أسنانه بينما يطلق قوة سحرية نحو قدميه. على الرغم من أنه كان يلقي سحر النار بشكل مستمر، يبدو أن الجليد الناتج عن السحر المتقدم لن يذوب بسهولة.
كان الجمهور متوترًا جدًا لدرجة أنهم نسوا التنفس. إذا ضربته كل تلك الرماح الجليدية، فمن الواضح أنه سيصاب بجروح خطيرة.
رغم ذلك، كاليد، الذي أصبح بالفعل منغمسًا في الأمر، لم يظهر أي رحمة.
حتى إد بدأ يشعر وكأنه ليس لديه أي فكرة عن كيفية التعامل مع الوضع.
على أية حال، الآن هو الوقت المناسب ليفوز كاليد.
إذا لم يفز الآن، فإن الوضع سيصبح أكثر تعقيدًا عند إطلاق سراح ميريلدا مرة أخرى.
طارت رماح الجليد نحو إد، الذي تم قمعه بالكامل.
في اللحظة التي رفع فيها إد رأسه لينظر في اتجاه—
بووم!
— تدخل رجل, ودخل الساحة بقبضتيه.
* * *
بووم! بووم! بووم! تحطم!
انحرفت جميع رماح الجليد. كانت سرعة قبضته مماثلة لسرعة الرصاصة.
كان لديه شعر قصير وندوب مختلفة على جسده. لقد كان كبيرًا بشكل لا يصدق، وله بنية بدنية ضخمة. بدا كما لو أنه كان دبًا قد جن جنونه، وليس إنسانًا.
كان إد يعرف بالفعل من هو هذا الرجل.
الطالب الأعلى في السنة الرابعة في أكاديمية سيلفينيا، ورئيس لجنة الطلاب.
دوك إلدوغار.
"بروفيسور كاليد."
بعد إبعاد كل الرماح الجليدية، وقف دوك بينهما، وتحدث بهدوء.
"هذا... يبدو أنك قد تجاوزت الحد كثيرًا. كان إد روثستايلور غير قادر على القتال بالفعل."
"أخي الكبير...!"
بعدها، صعدت رئيسة مجلس الطلاب تانيا روثستايلور إلى منصة الحلبة.
ركضت نحو إد، الذي تم تجميد ساقيه. أمسكت ذراعيه وفحصت بشرته.
"إد...! هل أنت بخير؟ هل أصبت بأي أذى خطير...؟!"
قرر مجلس الطلاب، الذي لم يتمكن من رؤية كل شيء، التدخل.
شعر الطلاب بالفعل أن هناك خطأ ما. لقد كانوا يشهدون معركة كاملة الأوجه بدلاً من مجرد تقييم عملي.
في منتصف المعركة، أصبح البروفيسور كاليد متحمسًا جدًا وفشل في البقاء ضمن حدود الامتحان. كان هذا سببًا واضحًا لاتخاذ إجراء تأديبي إذا تم إبلاغ القسم الأكاديمي.
تنهد كاليد بعمق، كما لو كان على علم بهذه الحقيقة. لم يستطع إلا أن يعترف بأنه ذهب بعيداً جدًا بعد أن تذكر الوقت الذي قضاه في ساحة المعركة.
فرك كاليد ذقنه عدة مرات، وهو ينظر إلى إد.
كان لا يزال راكعًا، تمامًا كما حدث في نهاية القتال، عندما كان يحاول إذابة الجليد الموجود على قدميه.
ركضت رئيسة مجلس الطلاب تانيا نحو إد بتعبير يقول إنها على وشك للبكاء. أخرجت منديلاً لتمسح الغبار عن وجهه.
عند رؤية ذلك، أدرك كاليد مدى عدم معقولية تصرفاته.
"هاها..."
"بروفيسور كاليد."
"كلما كبر المرء، كلما غلي دمه أكثر من أشياء مثل هذه. كانت زوجتي تقول دائما أن الرجال سيتصرفون مثل الأطفال مهما كان عمرهم."
بعد أن ضحك بمرارة على نفسه، تخلص كاليد من كل قوته السحرية.
دوك، الذي وقف أمام إد، أحنى رأسه وهو يلقي تحياته.
"شكرا لتفهمك."
"أي تفهم؟ أنا فقط متحمس عندما أفكر في كيفية كتابتي لخطاب الاعتذار."
بعد التحدث معه بأدب، أدار دوك رأسه لينظر إلى إد.
إذا ضربه الرمح الجليدي، فمن المؤكد أنها ستكون ضربة قاتلة. لا بد أنه كان خائفًا جدًا.
في اللحظة التي حاول فيها قول شيء ما لطمأنة إد...
فوووش.
القوة السحرية الحمراء الداكنة التي انطلقت من إحدى يدي إد أنتشرت في الهواء، واختفت.
برؤية ذلك، اتسعت عيون دوك. وبطبيعة الحال، تانيا كذلك.
حتى كاليد شعر بشيء غريب عندما نظر نحوه بسرعة.
"إد روثستايلور. الآن للتو..."
"شكرًا لك على مساعدتك، دوك."
استقبله إد بأدب، ومسح يديه.
نظر دوك للأسفل إلى الجليد الذي ما يزال يربط قدمي إد. لم يذب ولو بمقدار ذرة.
أعتقد أنه كان يحاول إذابة الجليد بسحره الناري، لكن... لم يكن الأمر كذلك.
لم يكن الأمر أنه لم يستطع إذابة الجليد، بل هو فقط 'لم يكن يحاول'.
كان من الواضح أنه ركع عمدًا، وغطى يديه بينما يجمع القوة السحرية السماوية.
كانت القوة السحرية السماوية حمراء اللون بشكل واضح، على عكس القوة السحرية العادية. لذا، كان من السهل تحديد ما إذا كان شخص ما يستخدم القوة السحرية السماوية أم لا بمجرد النظر إلى اللون.
لذا، تظاهر إد بإذابة الجليد بينما كان يخفي يديه ويستخرج القوة السحرية السماوية.
ثم، في اللحظة الأخيرة قبل أن يطير الرمح الجليدي... كان يخطط لاستخدام التجميع القسري لسحب كاليد إليه والدفاع بواسطته. لقد خطط لاستخدام جسد كاليد لصد الهجوم.
ثم في يده الأخرى — التي أمسك فيها خنجره بقوة — خطط لإنهاء الأمر بمهارة روحية.
أغمض عينيه وتخيل ذلك...
الرمح الجليدي الطائر. تتغير تعابير إد فجأةً وهو يقف ويلقي السحر السماوي. يتم سحب كاليد بسرعة للأمام ليصبح أمامه ويصد بجسده رماح الجليد. إذا تمكن كاليد من صدها بطريقة ما، كان إد جاهزًا خلفه بخنجر محقون بمهارة روحية.
كان هذا هو الارتجال الأخير الذي توصل إليه بعد أن تم قمعه.
أدرك كاليد ذلك بعد رؤيته. ماذا كان سيحدث لو لم يتدخل دوك في النهاية؟ الآن، لن يعرف أحد.
القدرات السحرية، والخبرة في ساحة المعركة، والقدرة القتالية. كان كاليد متفوقًا بشكل واضح في كل تلك المجالات.
لكن القدرة على التوصل بشكل أو بأخر إلى الوسائل المثلى للتغلب على أي موقف، وفي أي لحظة معينة... حتى كاليد لا يسعه إلا أن يشعر بالرهبة.
"إد روثستايلور."
وضع كاليد يديه في جيوب معطفه وهو يتحدث إليه بعينيه المتعبة تلك.
"أنت حقًا، وبجدية، رجل مجنون."
"...هل يمكنني اعتبار هذا مجاملة؟"
"هل هي إهانة؟ آه، حسنًا، أعتقد أنها إهانة."
ضحك البروفيسور كاليد وهو ينظر إلى الحشد. يبدو أن الجميع كانوا يراقبون بعيون واسعة.
ليس باليد حيلة مع مبارزة بهذا المستوى. لقد قاتلوا بجدية شديدة لدرجة أنه كان من الصعب تجاهلها باعتبارها مجرد اختبار نهائي.
حتى أن إد قد اخرج روحًا رفيعة المستوى وتوصل إلى وسائل مختلفة ليكون على قدم المساواة مع أستاذ الدراسات العنصرية. بعد القيام بهذا القدر، لا يمكن لأحد أن يعبر عن عدم رضاه تجاهه.
"حصلت على درجات مثالية في الامتحان العملي للدراسات العنصرية، إد روثستايلور."
كانت الدراسات العنصرية أحد المواضيع الأساسية التي كانت لها أهمية كبيرة في امتحانات قسم السحر.
"إذا أديت جيدًا في الامتحان الكتابي، فلن يكون حلمًا لك أن تصبح الطالب الأعلى في السنة الثالثة."
انطلق هدير من الحشد. الطالب الأعلى في السنة الثالثة في أكاديمية سيلفينيا. في هذا اللحظة، هناك شخص كان الرقم واحد بلا منازع.
"حسنًا، تلك الساحرة العنصرية التي تحتل المقعد الأعلى الحالي هي أيضًا خارجة عن المألوف، لذا... لا أستطيع أن أقول على وجه اليقين أنك ستتمكن من شغل هذا المنصب..."
كان كاليد أيضًا على دراية بـ ينكار بالروفر، والتي كانت مشهورة داخل أكاديمية سيلفينيا.
ألم تكن فتاة جاءت مباشرةً من القصص الخيالية؟ وُلِدت برنين جيد، وتلقت تعليمًا جيدًا، ومشت في طريق وردي وحصلت على درجات جيدة.
تذكر كاليد تلك الفتاة. ثم نظر إلى إد، الذي بدا كما لو أنه كان يشد على أسنانه ويزحف عبر الوحل.
كان لكل شخص معيار مختلف عندما يتعلق الأمر بالحكم على الآخرين. ولذا فإن رأي كاليد لا يمكن أن يمثل جميع أعضاء هيئة التدريس في الأكاديمية. كان رايًا خاصًا به لوحده.
"على أقل تقدير، أعتقد أنك أكثر ملاءمة لتكون الطالب الأعلى."
بعد أن قال ذلك، ترنح البروفيسور كاليد وهو ينزل من منصة الحلبة.
لم يعد بإمكانه التحمل حيث لف بعض التبغ ودخنه.
"حسنًا، إذا كنت تواجه صعوبة في الأكاديمية أو إذا كانت الأستاذة المساعدة كليوه تتصرف كوغد، فيمكنك أن تأتي وتخبرني. إذا كان هناك شيء واحد أجيده حقًا، فهو مضايقة شخص ما."
بعد التلويح بيديه والوداع، خرج مترنحًا إلى الردهة، وهو يأمل أن يأخذ استراحة قصيرة قبل الاختبار التالي.
"بعدها، سأقوم بتعليمك كيفية التعامل مع السحر المتقدم."
كان بحق خطابًا سيلقيه كاليد.
* * *
"لا أستطيع تصديق أن هناك هكذا أشخاص حتى...؟!"
واصلت تانيا الأشتعال غضبًا وهي تضرب بقدميها الأرض.
"التجول في حالة سكر في منتصف ساعات الدراسة! إجراء اختبار عملي عن طريق ضرب الطلاب بالسحر المتقدم...! سأضطر إلى تقديم شكوى رسمية إلى الأكاديمية بشأن هذا! سأهتم بكل هذا وأتأكد من أنه سيتحمل المسؤولية الكاملة...!"
كانت ذراعي ملفوفة حول تانيا وهي تساعدني على المشي أثناء مغادرتنا مركز الطلاب.
لم تكن تجربة المشي بين الجمهور وذراعي حول رئيسة مجلس الطلاب شعورًا رائعًا. عند سماع كل الهمسات من حولنا، كان الأمر كما لو كانوا ينظرون إلى أحد المشاهير.
حسنًا، كنت متأكدًا من أن رؤية رئيسة مجلس الطلاب معي بهذا الشكل كان حقًا مشهدًا يستحق الرؤية. كنت ممتنًا لوجودها هنا، لكن الأمر كان أيضًا مرهقًا بعض الشيء.
"رئيسة مجلس الطلاب. سأحمله بدلاً منكِ."
"لا، لا بأس... نظرًا لأنك كبير جدًا يا دوك، فلن يشعر أخي سوى بعدم الارتياح."
عندما شاهدنا الطريقة التي تقبض بها قبضتيها وهي تدعمني، بينما ترتجف ساقاها مثل ساقي حيوان صغير، ضحكنا أنا ودوك ونحن نفكر في مدى سخافة الأمر.
"شكرًا لك على ما حدث سابقًا يا دوك. لأكون صادقًا، كنت متوترًا بعض الشيء."
"يا لك من متحدث لبق. ألم تنهِ بالفعل استعداداتك للقيام بذلك الهجوم؟ بدلاً من ذلك، ألم يزعجك أنني أعترضت الطريق؟"
"لا بأس معي في الحصول على درجات جيدة فقط في امتحاني العملي. ما الفائدة من محاولة القيام بأكثر من ذلك؟"
بعد قول ذلك، وبدعم من تانيا، ذهبنا إلى قاعة أوبل. لم يكن بوسعي فعل أي شيء وهم يثيرون ضجة قائلين إنهم سيقدمون لي الإسعافات الأولية.
"بالمناسبة، أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها وجهًا لوجه، إد روثستايلور. برغم أنني متأكد من أنك كنت تعرفني بقدر ما كنت أعرفك. أنت رجل مشهور جدًا هذه الأيام, وأنا كنت الطالب الأعلى منذ عامي الأول."
مد دوك إلدوغار يده نحوي.
"بالنظر إليك، يبدو أنك ستصبح قريبًا أفضل طالب بين طلاب السنة الثالثة. عاجلاً أم آجلاً، قد ينتهي بك الأمر بالظهور في اجتماع الطلاب الأعلى بدلاً من ينكار."
أمسكت بيد دوك وصافحتها.
"لست متأكدًا. كما تعلم، ينكار ليست خصمًا سهلاً."
"حسنًا، سنكتشف ذلك قبل الإجازة. لكن في رأيي، الطالب الأعلى التالي سيكون أنت. ينكار، إنها لطيفة وكل شيء، لكن... كيف يجب أن أقول هذا؟"
أشار دوك بإصبعه السبابة نحو عيني وابتسم ابتسامة عريضة.
"ليس لديها هذا الشعور بالشدة والعزيمة الذي أشعر به منك."
"حسنا، لديها سحرها الخاص."
"الآن بعد أن قلت هذا، تذكرت للتو كيف كنت قريبًا من ينكار. هل... ارتكبت خطأً بقول هذا؟ حسنًا، ليس الأمر وكأنني كنت أتحدث عنها بشكل سيء."
هز دوك كتفيه وهو ينظر إلى قاعة أوبل. وهو نفس المبنى الذي يمارس فيه أعضاء مجلس الطلاب أنشطتهم.
"بينما يبدأ الزملاء الصغار في الارتفاع، واحدًا تلو الآخر، بدأت أنا أيضًا أشعر ببطء بالأزمة..."
وضع دوك ابتسامة كبيرة وهو ينظر إلى السماء الحمراء باكتئاب.
"في وقتٍ ما من الأسبوع المقبل، ستخرج الدرجات وبعدها ستأتي فترة العطلة... ولكن من المحتمل أن أكون مشغولاً بالاستعداد للتخرج..."
تمتم دوك وهو يمشي للأمام.
عندما رأيته بهذا الشكل، بدأت أشعر بأنني سأكون في نفس القارب العام المقبل. كان هذا شعورًا غريبًا, ولكن خاص.