رنة! رنة!
بحلول الوقت الذي اصطدام فيه 'إدانة' بالأرض، كانت النتيجة قد حُسمت بالفعل.
تحطم! ضربة!
أروين، التي اخترقها خنجر إد، تحطمت على الأرض. سعلت، وتناثر الدم من فمها.
جلس إد فوق أروين وهو يدفع الخنجر إلى كتفها. كانت يده ملفوفة بإحكام حول المقبض وهو يدفع إلى عمق الأرض.
"كيهوب... كيوك..."
كانت أروين سيافة ماهرة، لكنها ليست من النوع الذي يتمتع بالقوة المطلقة.
بمجرد أن تغلب عليها إد بالقوة، كان من المستحيل عليها الهرب بسهولة. ولكن إد لم يكن على علم بذلك أيضًا، لذا استمر في الضغط على أروين بينما كان يمسك الخنجر بإحكام، ويدفعه إلى داخلها.
"كيوووك..."
حاولت أروين جاهدة الوقوف عدة مرات، ولكن مع استمرارها بالنزيف من الخنجر، كانت تفقد قوتها شيئًا فشيئًا.
ثم سرعان ما توقفت عن النضال ووضعت ذراعيها المرتعشتين بهدوء على الأرض الحجرية.
بدأ إد، الذي كان يشد على أسنانه وهو يقمع أروين، في ارخاء جسده شيئًا فشيئًا. لقد أدرك أن أروين لم تعد لديها أي طاقة للمقاومة.
أغلقت أروين عينيها وهي تتحدث.
"قم بإنهائي."
"أختي أروين!"
في تلك اللحظة، صرخت تانيا، التي بالكاد تمكنت من الوقوف.
خلف ظهر إد الذي كان جالسًا على أروين، ترنحت تانيا واقتربت منهما.
"ليس علينا أن نفعل هذا."
تحدثت تانيا والدموع تنهمر على وجهها.
تانيا، التي دخلت القتال للتو، لم تفهم الوضع تمامًا. حتى مع هذا، برغم مظهر أروين الغريب، إلا أنها كانت متأكدة من أن الفتاة التي أمامها هي أختها الكبرى أروين، التي كانت تحتضنها بقوة وتعتني بها بصدق في الماضي.
"لا أعلم ما الذي مررتِ به، ولكن..."
كانت تانيا احد الأشخاص الأقرب إلى أروين.
أكثر من أي شخص آخر، تم الإشادة بأروين باعتبارها الوريثة المناسبة لآل روثستايلور. لقد فهمت أيضًا أعمق أفكار كريبن وأشدها عمقًا.
نظرًا لأنها كانت الوريثة الأولى، كانت هناك أحتمال كبير أن كريبن قد تعاطف أيضًا مع أروين، ولم يخفي أي شيء عنها.
لهذا السبب كانت هي الشخص الذي ربما أدرك ظلام كريبن بشكل أسرع من أي شخص آخر.
رغم هذا، لم تقف أروين ضده. لم تستطع تانيا تصديق ذلك.
"...يمكننا أن نبدأ من جديد... فقط لنتحدث أولاً."
"شئ وحيد مؤكد..."
تحدثت أروين بوضوح برغم سعالها الدم.
"عندما يتحرر جسدي، سأرفع سيفي مرة أخرى. وبمحض إرادتي."
"ليس هناك سبب للقيام بذلك!"
ركضت تانيا, ونظرت إلى أروين وهي تبكي قائلةً,
"انظري إلى الوضع الآن. القصر مدمر، والوحوش تحلق في السماء، والناس يموتون... هل هذا حقًا ما أردتيه يا أختي؟ لم تكوني لتريدي شيئًا كهذا!"
"إد."
تحدثت أروين وعينيها مغلقة.
"قم بإنهائي."
عندما سمعت تانيا ذلك وكانت على وشك قول المزيد، واصلت أروين الكلام.
"أنا أيضا بحاجة للراحة."
عند سماع تلك الكلمات، أصبحت تانيا عاجزة عن الكلام.
لم يكن جسد أروين، الذي تم دفعه على الأرض وبالكاد يتنفس، بخير في أي حال من الأحوال.
تمت استعادة بعض جسدها بقوة ميبولا، ولكن جسدها الأصلي كان بالفعل نصف مفقود.
أثناء كونها جزءًا من بحث كريبن لفترة طويلة، تحملت قدرًا هائلاً من الألم وصمدت بغض النظر عن الوضع. كان ذلك لأنها عرفت أنها إذا ماتت، فإن هدفه التالي سيكون إد وتانيا.
في النهاية، قامت حتى بسحب جسدها ذاك للقتال. وطعنت بخنجر إلى جانب الألم الفطري الموجود في جميع أنحاء جسدها. كما قالت، جلبت قوة ميبولا ألمًا فظيعًا.
"لقد عشت حياة صعبة. وعانيت كثيرًا."
"هل كان الأمر يستحق؟"
ابتسمت أروين فقط على هذا السؤال.
لقد تبعت كريبن طوال حياتها. باعتبارها ابنته، ووريثته، والوحيدة التي فهمت طبيعته المنسوبة للشر وأفعاله الشريرة.
للاعتراف به، أدارت رأسها بعيدًا عن المعايير الأخلاقية. وأنزلته أمام أخيها وأختها، اللذين سارا في طريق مختلف، ولم يكن بوسعها إلا أن تهزه في اتجاه أتباعها الذين حاولوا ثنيها.
لذا، كان لدى إد سؤال واحد فقط لـ أروين.
هل كان الأمر يستحق؟
لم تجب. وهذا يعني أنه كان عليه أن يذهب ويرى كريبن بنفسه.
أغلق إد عينيه ببطء وفتحهما مرة أخرى. رفع الخنجر عاليًا. خنجر احتفالي تم استخدامه في مناسبات احتفالية مختلفة داخل قصر روثستايلور. لقد كان واحدًا من الأدوات القليلة التي كانت لدى إد عندما بدأ في البرية لأول مرة.
الخنجر الذي مر معه باللحظات اليسرة والعسرة تألق في ضوء القمر.
كان نهاية رحلة طويلة لشخص آخر.
* * *
بعد دخول المنطقة والسفر بأقصى سرعة لفترة طويلة، بدأ القصر أخيرًا في أن يصبح أقرب.
سافرت الأميرة بينيا عبر الطريق وجسدها قريب من رأس الحصان. كما سار الفرسان المرافقون لها بسرعة عالية على خيولهم.
أثناء السفر على الحصان الراكض، بدأت الوحوش في السماء تظهر ببطء.
من الواضح أن الوحش المغطى بمقل العيون والكتل المروعة من اللحم كان إله الشر من العصور الأسطورية، ميبولا.
ما كان لا يصدق هو حقيقة وجود وحش آخر كان يتبادل الهجمات واحدًا لواحد ضد ميبولا.
بووم! انفجار!
كان مجيء ميبولا ما يزال غير مكتمل. ولكن، هذا لا يعني أنه كان عدوًا يمكن لإنسان واحد التعامل معه.
كان ميبولا كارثة متحركة، ولكن الآن، كانت هناك كارثة أخرى تقاتل ضده.
أعداد الدوائر السحرية التي غطت السماء كانت كلها دوائر سحرية متقدمة. يتطلب مجرد إلقاء واحدة منها ساحرًا ماهرًا يستخدام كل قوته.
ساحر يمكنه إلقاء عدد لا يحصى من السحر المتقدم كما لو لم يكن شيئًا. كان من الصعب معرفة هويتها بسبب صغر حجمها وحقيقة أنها كانت بعيدة، لكن الأميرة بينيا تعرفت عليها على الفور من شكلها. بعد كل شيء، كانوا معارف.
لوسي ماريل. العبقرية النادرة التي تحضر سيلفينيا.
كان من الواضح سبب قتالها لميبولا بهذا الشكل. ربما كان هذا لمساعدة إد روثستايلور.
عرفت الأميرة بينيا أن لوسي ماريل كانت قريبة بشكل غريب من إد روثستايلور.
طقطقة حوافر!
أخيراً أصبح الجدار الخارجي للقصر مرئياً. وفي اللحظة التي كانت ستدخل فيها إلى الداخل مع الفرسان المرافقين—
رنة! قطع!
أمكن للأميرة بينيا رؤية عدد كبير للغاية من الفرسان. كانوا يرتدون درعًا منقوشًا بكرمة فيروزية من نوع ما، مما يوضح أنهم كانوا فرسان الهيكل التابعين لطائفة تيلوس الدينية.
كانوا يقاتلون ضد جميع أنواع المجسات، والغريملين، والوحوش اللحمية التي كانت على شكل بشر عند مدخل القصر.
"تباً! علينا أن نعبر من هذا الطريق! لكن المزيد من جحافل الغريملين قادمة من الداخل!"
"يمكننا هزيمتهم، ولكن...! هناك الكثير منهم! إذا أردنا حماية القديسة، علينا تمهيد الطريق والدخول فورًا...!"
"أعتقد أنه سيتعين علينا أن نكون في مجموعات منفصلة للدخول! يبدو أننا لن نكون قادرين على الوصول إلى القصر المركزي، حيث توجد القديسة، إلا إذا كان لدينا مجموعات متعددة تذهب إلى مباني منفصلة!"
بدا أن جيش الغريملين كان بقيادة شخص ما.
فقط عدد مناسب منهم تم إرساله للقضاء على أولئك الذين كانوا يتجولون بمفردهم. لكن في مواجهة جيش ضخم، كان عدد القوات المجهزة أكبر.
كما أن المدخل كان ضيقاً جداً.
بمجرد أن يتمكنوا من العبور إلى منطقة مفتوحة، سيكونون قادرين على تفريق قوات العدو من خلال التحرك في مجموعات منفصلة نحو مباني مختلفة. بعد كل شيء، لم يكن الهدف هزيمتهم جميعًا، بل إنقاذ القديسة.
ولكن، لم يكن هناك سوى مدخل واحد على هذا الجدار الخارجي الضخم، والذي كان ضيقًا بالاحرى بحيث لا يمكن للقوات الدخول والخروج منه. لذا، فإن الجانب الذي كان يدافع كان لديه أفضلية ساحقة.
فوووش! رنة!
بمجرد وصول مرافقي الأميرة بينيا إلى ساحة المعركة، قفزوا من على خيولهم وانضموا إلى القتال. ضربوا المجسات بالسحر واستخدموا السيوف ضد الغريملين التي تحمل الأنصل.
"أنـ-أنتم جميعًا...! كلا...! أنا أعتذر! أدابي!"
رأى قائد فرسان الهيكل، الذي كان يقود القتال من الخلف، وجه الأميرة بينيا وهو يركع بسرعة.
بمجرد أن رأى المساعدون المحيطون به، والذين كانوا يساعدون أيضًا، الأميرة بينيا، قاموا أيضًا بإنزال وضعيتهم بسرعة.
هزت الأميرة بينيا رأسها وطلبت منهم جميعًا الوقوف. الآن لم يكن الوقت المناسب لإظهار احترامهم.
"ما هو الوضع الآن؟"
قفزت الأميرة بينيا بسرعة من على الحصان وهي تلف حافة فستانها. برغم أنه كان مغطى بالفعل بالتراب، إلا أن الأميرة بينيا لم تهتم، حيث بدت نبيلة كما هو الحال دائمًا.
"لم نتمكن من معرفة الوضع برمته بعد. بما أن القديسة تشارك في اللقاء الاجتماعي، فقد خيمنا بالخارج هنا، ننتظر. وبعدها، فجأةً... الأمر كما ترين..."
لم تكن هناك حاجة لشرح أطول. كان الوضع فظيعًا، ويمكنك معرفة الحالة بمجرد النظر إلى الوضع الحالي.
عضت الأميرة بينيا شفتها السفلية وهي تنظر فوق القصر. تم تبادل جميع أنواع التعاويذ السحرية المتقدمة ذات النطاق غير المعقول بين لوسي وميبولا.
كان المنظر خارقًا للغاية لدرجة أنك لن تستطيع إلا أن تسقط فمك في رهبة عند النظر إليه.
استمرت سماء الليل في أن تكون مضاءة نتيجة سحرهم. على الرغم من أنه كان تشبيه عديم الفائدة ولا يتناسب مع إلحاح الوضع، إلا أنها كانت لامعة مثل عرض للألعاب النارية.
ثم، في تلك اللحظة—
بووم! بووم!
الجدران الخارجية السميكة لقصر روثستايلور. الجانب الآخر تم تحطيمه بالسحر المتقدم.
كواكاكاكاك!
فوووووش!
في لحظة، تشكلت حفرة كبيرة وارتفع الغبار في الهواء. أضطرب الفرسان وهم يستعدون للمعركة. إذا تدفق حشد من الغريملين من هناك، فلن يكون الأمر مختلفًا عن التعرض للهجوم من جانبهم.
مع ذلك، فإن وجه الشخص الأول الذي خرج كان... سينير بلومريفر، رئيسة عائلة بلومريفر.
كانت تتنفس وتتعرق بشدة. قبل أن يتمكن جميع الفرسان من الرد، نظرت سينير إلى الوراء وهي تصرخ.
"الجميع، اهربوا إلى هنا الآن! فرسان الهيكل هنا!"
هربت مجموعة من الضيوف المميزين، برفقة الأرواح، من جدران القصر.
"آه! نحن على قيد الحياة!"
"لقد هربنا أخيرًا من هذا القصر الجهنمي! لقد نجوت! لقد نجوت!"
"يا إلهي، شكرًا لك! شكرًا لك على إنقاذ حياتي عديمة القيمة!"
عندما رأى قائد فرسان الهيكل هرب مجموعة الضيوف المميزين، أمر رجاله بسرعة بحمايتهم جميعًا.
هرع الفرسان الموثوق بهم بسرعة إلى الضيوف، الذين ذرفوا الدموع، وغمرتهم المشاعر بينما يتنهدون بارتياح.
"علينا أن نخبر العائلة الإمبراطورية بسرعة بما حدث هنا!"
خلال هذا بأكمله، رفع أحد النبلاء صوته بعد أن عاد إلى رشده.
"لقد مات بالفعل أكثر من ثلاثة نبلاء رفيعي المستوى، وتوفي أكثر من عشرة نبلاء من مناطق أصغر. يجب إبلاغ العائلة الإمبراطورية بكل شخص تآمر مع مثل هذا الفعل وشنقه في المشنقة!"
"نعم! أوغاد روثستايلور هولاء! إنهم أوغادًا مجانين لكي يفعلوا هذا كله!"
"استعدوا لإرسال رسالة إلى العائلة الإمبراطورية على الفور! علينا أن نخبرهم بمدى فظاعة الكارثة هنا!"
"الأميرة سيلا كانت هنا، ومع ذلك فقد ارتكبوا مثل هذا العمل... من الواضح أن هذا تحدي للعائلة الإمبراطورية."
شيئًا فشيئًا بدأ النبلاء يرفعون أصواتهم.
بعد وقت قصير من تبادل الآراء مع بعضهم البعض، اندفعوا نحو قائد فارس الهيكل.
في اللحظة التي كانوا على وشك أن يطلبوا منه إعداد تقرير للعائلة الإمبراطورية، دخلت الأميرة بينيا في مجال رؤيتهم.
الأميرة الثالثة بينيا إلياس كرويل. ليست هناك حاجة لأي مقدمات أخرى بعد سماع هذا الاسم وحده. كانت الفتاة الأكثر شهرة بين العائلة الإمبراطورية، والتي كان جميع النبلاء يتطلعون إليها بشدة.
"أمـ-أميرة بينيا!"
"مـ-ما الذي تفعلينه هنا يا أميرة بينيا...؟!"
"كلا، هذا المكان هو...!"
بدأت وجوه النبلاء تتحول إلى اللون الأحمر. لم يعرفوا سبب وجود الأميرة بينيا هنا، ولكن إذا كانت قد رأت كل شيء، فلن تكون هناك حاجة لشرح مدى فظاعة تصرفات عائلة روثستايلور.
كانت الأميرة بينيا أحد من الأفراد الجوهريين داخل العائلة الإمبراطورية والتي كان لها تأثير كبير. إذا تمكنوا من إقناعها بالوضع، فسيتم التعامل مع كل شيء بعدها بسهولة.
"أميرة بينيا! انظري إلى ما حدث! لقد رأينا كل ما حدث في الداخل! كانت عائلة روثستايلور تخطط لهذه المذبحة منذ فترة طويلة!"
"هذا الرجل المجنون كان سيضحي بنا جميعًا لذلك الوحش! لم يكن لدينا خيار سوى الهرب بهذه الطريقة!"
"الأمر نفسه ينطبق على بقية أفراد عائلة روثستايلور! سواء كانت خليفته تانيا روثستايلور أو ابنه إد روثستايلور! إنهم جميعًا يستحقون الموت! وكذلك جميع أتباعه! لقد تحول العديد منهم بالفعل إلى وحوش!"
حكمت الأميرة بينيا على الوضع بهدوء وهي تستمع إلى صراخ النبلاء.
الشخص الذي كان يكسب الوقت ضد ميبولا، وكان يطير في السماء، كان بالتأكيد لوسي ماريل، التي تقف إلى جانب إد.
في هذه الحالة، خلصت بينيا إلى أن إد على الأقل لم يكن في جانب كريبن. بل الحكم الصحيح هو أنه كان يحاربه.
وإلا فلن يكون هناك سبب لكي تقاتل لوسي هذا الوحش العملاق.
كانت الأميرة بينيا، التي حكمت على الوضع بسرعة، على وشك إجلاء جميع النبلاء إلى منطقة آمنة عندما—
فوووش.
عادت بعض الأرواح إلى داخل الجدار المكسور.
العدد الهائل من الأرواح التي غطت السماء وكذلك تلك التي طارت عبر الجدار... كان هناك عدد قليل جدًا من السحرة العنصريين في العالم الذين يمكنهم التعامل مع هذا العدد من الأرواح.
يبدو أن الأرواح القليلة التي كانت تحوم حولهم أكدت سلامتهم. ثم طارت عائدة نحو الحفرة وعادوا إلى القصر.
قبل أن يتمكن أي شخص من إيقافها، قفزت الأميرة بينيا على حصانها واتجهت بسرعة نحو الجدار الخارجي المكسور.
"ما-ماذا؟!"
"أميرة بينيا؟!"
كان الفرسان مذهولين للغاية لدرجة أنهم لم يتمكنوا من الرد. بعد كل شيء، من سيعود إلى هذا القصر الجهنمي بهذا الشكل؟
ولكن الأميرة بينيا نزلت من حصانها وهي تتبع الأرواح. قفزت فوق الجدار الخارجي المكسور وركضت بجانب جدران القصر لفترة من الوقت، رأت أخيرًا الوجهة النهائية للأرواح.
جلس عصفور فوق يد الفتاة وهو يرفرف بجناحيه عدة مرات ويغرد. بدا كما لو أنه كان مرؤوس يقوم بالإبلاغ عن كل ما رآه.
ما شهدته الأميرة بينيا هو الفتاة التي أنقذت ورافقت جميع النبلاء إلى الخارج. كان من الواضح أنها ساهمت بشكل كبير في تقليل عدد الضحايا قدر استطاعتها، من خلال قيادتهم للخروج مع جيشها من الأرواح.
علاوة على ذلك، كانت تلك الفتاة وحدها، محاطة بكومة من الغريملين.
لقد أنقذت العشرات من النبلاء رفيعي المستوى بنفسها.
كان هذا إنجازًا عظيمًا في حد ذاته لن يحظى بالثناء الإمبراطوري فحسب، بل أيضًا سيُحصل نتيجته على لقب صغير... برغم أن الفتاة لا يبدو أنها تهتم بهذا على الإطلاق. في المقام الأول، هي بالكاد أظهرت نفسها أمامهم.
وبدلا من ذلك، بدت مشغولة بالاحرى. كما لو كان هناك شيء أكثر أهمية كان عليها القيام به.
"نعم، لقد فهمت. من المهم إزالة سوء الفهم، لكن الأهم هو البقاء على قيد الحياة الآن... لكن يجب أن أذهب إلى إد... يمكنك إقناعي لاحقًا."
تبادلت الفتاة الأفكار بسرعة مع روح تحت ضوء القمر.
عندها فقط يبدو أن الفتاة لاحظت الأميرة بينيا.
"إيه!"
الفتاة، التي كان مظهرها بريئًا بما يكفي بحيث لا يتناسب مع قوتها، أندهشت من ظهور الأميرة بينيا.
كما لو أن القطة أكلت لسانها, رفرفت بذراعيها في الهواء. بدت في حيرة من أمرها، وهي غير متأكدة مما ستقوله.
"أنتِ... قمتِ بحماية جميع النبلاء، ينكار بالروفر."
"لقد فعلت ما طلب مني إد فعله. ولكن الآن يجب علي الذهاب إليه."
لم تشرح ينكار الكثير. برغم أنها نجحت في تقليل عدد الضحايا، إلا أنهم لم يوقفوا جميع خطط كريبن بالكامل.
كان الشيء الأكثر أهمية هو هزيمة كريبن. هو العقل المدبر وراء كل شيء، والوسط الذي سينزل عليهم إله الشر ميبولا.
"إد... روثستايلور...؟"
"أيتها الأميرة. لا يمكنكِ الاستماع إلى هؤلاء النبلاء. أعلم أنهم يطلبون هدم عائلة روثستايلور، ولكن..."
نظرت ينكار مباشرةً إلى الأميرة بينيا وهي تتحدث.
"في الوقت الحالي، يحاول إد إيقاف كريبن روثستايلور. من فضلكِ صدقيني. على الرغم من أنه سليل مباشر لـ كريبن، فهو على الأقل لم يكن مشاركًا في خططه. على الرغم من أنه عضو في العائلة، إد لوحده..."
"أنا أفهم. أنا أصدقكِ."
عند رؤية إجابة الأميرة بينيا الهادئة، ارتجفت يد ينكار.
لم تكن تعتقد أن الأميرة بينيا ستثق بـ إد بهذه الطريقة.
اعتقدت أنه سيتعين عليها إقناعها بتفسير أكثر منطقية. لكن الأميرة بينيا لم تشك أبدًا في إد منذ البداية.
إذا أوقف كريبن حقًا، فلن يتم تعليقه في المشنقة — بل سيتم تبجيله كبطل للإمبراطورية.
"مع ذلك، أحتاج إلى مقابلته شخصيًا لأرى بنفسي. أين هو الآن؟"
عندما تحدثت الأميرة بينيا، وجهت ينكار نظرتها نحو ملحق القصر.
على السطح، جلس كريبن روثستايلور.
* * *
تردد صدى خطوات على الدرج نحو السطح.
رنة!
تم سحب سيف على الأرض وبعد فترة وجيزة، كان هناك صوت شخص يخطو على الدرج.
صعد صبي أشقر ملطخ بالدماء الدرج نحو السطح.
في إحدى يديه، كان يمسك بخنجر، وفي اليد الأخرى، كان يمسك بمقبض السيف العظيم 'إدانة'. كان عنصرًا تركته أروين خلفها.
سيف لودن المقدس، الذي كان له الأفضلية على أي سحر دفاعي بالإضافة إلى سحر التسارع... الآن، أصبح ملكًا لـ إد.
كان السيف العظيم الآخر الذي استخدمته أروين، 'نصل الفجر'، أثقل بكثير مما كان يتصور. وأيضًا، تعويذات العناصر المحقونة عليه كانت تلك التي كان إد قادرًا على أستخدامها بالفعل، لذا لم يأخذه.
في المقام الأول، لم يتدرب إد أبدًا على فن السيافة. لذا، حتى لو كان يحمل سيفًا عظيمًا، بغض النظر عن مدى قوة السلاح، فلن يتمكن من استخلاص قدراته الكاملة.
رنة!
لكن كان لديه سبب مختلف لحمل السيف.
بينما كان يصعد الدرج، تردد صدى صوت السيف العظيم وهو يضرب الدرج خلال السقف.
كان لدى كريبن روثستايلور شعور غريزي. إد روثستايلور كان قادمًا.
كان عبارة عن وحش ملطخ بالدم، فقد كل الاحترام تجاه عائلته. وجاء بهدف واحد وهو فقط لاصطياد كريبن.
كان القصر بالفعل جحيمًا حيًا، لكن الملحق كان هادئًا بشكل غريب، حيث قام إد بتنظيف الطريق.
جلست تانيا بجانب جثة أروين.
أمسكت بيدها التي كانت تزداد برودة ودفنت وجهها في كتفها. ترك إد ماغ ليراقبها وهو يصعد إلى السطح بنفسه، تاركًا تانيا وحدها حتى تتمكن من تهدئة نفسها.
رنة! رنة!
صوت نصل السيف وهو يضرب الدرج أنتهى حيث تحول ببطء إلى صوت جره عبر السطح. لقد وصل أخيرًا إلى السطح.
تحت السماء المفتوحة، سار نحوه صبي مغطى بالدماء.
كان يحمل السيف العظيم الذي كان يجره على الأرض، حدق في كريبن، الذي كان يجلس بهدوء على السور المكسور.
تعرف كريبن على السيف العظيم الذي في يد إد على الفور.
"لقد اتيت."
عند سماع كلمات كريبن، لم يجب إد. كل ما فعله هو إخراج سيف أروين العظيم، الذي كان يجره، وغرزه في الأرض.
رنة!
ضرب السيف المغطى بالدماء الأرض.
كان السبب وراء إحضاره للسيف هو أن يُظهر له بوضوح من كان عليه أن يعبره في الطريق للوصول إلى هنا.
في نهاية المطاف، كان الطريق الذي سلكه إد طريقًا شائكًا. عرف كريبن هذه الحقيقة أيضًا.
من السور الذي يشبه عرشه، وقف كريبن بهدوء. كانت الدائرة السحرية القربانية لا تزال تعمل. على الرغم من أنها كانت بعيدة عن الاكتمال، إلا أن الهدف كان ما يزال يستهدف النبلاء بشكل واضح.
حتى في هذه اللحظة، لم يكن لدى النبلاء أي فكرة عن أن السحر ما يزال موجهًا نحوهم.
"لقد كانت رحلة طويلة."
تحدث كريبن بهدوء.
"لذا، دعنا ننهي هذا الآن."
وقف إد بجانب السيف العظيم الذي كان على الأرض ورفع رأسه بهدوء.
هذا هو المكان الذي ستنتهي فيه علاقته مع عائلة روثستايلور المروعة. قام بخفض رأسه بهدوء وانتهى من إعداد نفسه لاستخدام قوته الكاملة. أثناء سحب القوة السحرية من جسده، كان يحدق في كريبن بعيون شديدة على وجهه الملطخ بالدماء.
هبت الرياح.
على سطح ملحق قصر روثستايلور، دارت رياح عاصفية حول إد.
بينما هدأت الرياح المتصاعدة بسرعة، رن عواء الذئب الضخم.
أووووو.
قطع عواء ميريلدا سماء الليل فوق قصر روثستايلور.
يمكن رؤيتها بلمحة من أي مكان عبر قصر روثستايلور.
الذئب الضخم، الذي كان من الساحق مجرد النظر إليه، زمجر من على سطح الملحق.