لقد قتلت شخصًا من قبل.
كانت تلك قصة قديمة من الماضي.
كـ إد روثستايلور، فقد مر بالفعل بعض الوقت منذ أن بدأت في الكفاح من أجل البقاء في هذا العالم القاسي... رغم أن الوقت الذي قضيته في عالمي السابق كان أطول بعشرات المرات من الوقت الذي عشته في عالمي الحالي.
لذا، فأنا ما أزال مجرد غريب في هذا العالم.
بالنسبة لي، كان قتل الناس في الحروب الحديثة أمرًا بسيطًا جدًا لدرجة أنني تساءلت عما إذا كان لا بأس حقًا. فقط صوب على هدفك، احبس أنفاسك، واضغط على الزناد وأنتهى الأمر.
وفقط هكذا, انتهت حياة إنسان. كان ذلك بسيطًا ونظيفًا بما يكفي لجعل المرء يضحك.
في البداية، لم أدرك حتى أنني قمت بأخذ حياة شخص ما هكذا. ارتجفت يداي مما ارتكبته للتو بشكل طبيعي جدًا. شعرت بالأحرى بالدهشة، لم أدرك ولم أشعر حقًا بما قد فعلته للتو.
الشيء المخيف حقًا كان عندما ذهبت للنوم في تلك الليلة.
تعابير الوجه تلك التي رأيتها خلال المشهد، وحركاتهم المفعمة بالحيوية، وآثار الحياة التي سرعان ما اختفت بمجرد أن أصابتهم رصاصة واحدة. كل ما بقي منهم هو قطعة لحم.
في اللحظة التي أدركت فيها هذه الحقيقة، امتلأت بالذنب، مثل كابوس يأكل في ذهني.
كان هذا شيئًا يحدث للجميع في ساحة المعركة.
في ساحة المعركة، حيث كانت حياتك معرضة للخطر، لم تشعر بهذا لأنك كنت تحاول أنقاذ حياتك فقط. ولكن عندما تتقاعد وتنتقل إلى عالم ينعم بالسلام... ستعود تلك الذكريات مثل الأشباح التي تحاول التهام سلامتك العقلية.
كان مرضًا أشبه بالحصبة يعاني منه أي شخص عاش في ساحة المعركة لعدة سنوات. ولكن مع مرور الوقت، كان شيئًا يمكنك التعافي منه.
أنا أيضًا قد عانيت من حالة حادة من هذه 'الحصبة' ذات مرة، لكنني تغلبت عليها بسرعة. استعدت وزني، والتقيت بأصدقائي، وقمت بالمزاح بالارجاء، وشاهدت بعض الأفلام ولعبت بعض الألعاب، وأصبحت نظرتي للحياة أكثر وضوحًا.
الآن، لم أقم بفعل أي شيء قاسِ من شأنه أن يجعلني أعاني من تلك الذكريات مرة أخرى. ورغم كل هذا، في بعض الأحيان ومن وقت لآخر، كانت تعود.
بعد قتل شخص ما للمرة الأولى، الشعور بالذنب الذي يغمر عقل المرء كان هو نفسه بالنسبة للجميع.
وهذا كان الحال بشكل خاص في أوقات الحرب. خلال تلك الأوقات، عادةً ما يهرب المرء عقليًا من كل شيء، حيث لم يكن هناك خيار سوى قتلهم. لأنه من أجل البقاء، كان عليك قتل الشخص الآخر.
كان هذا أمرًا ليس فيه باليد حيلة.
الهرب العقلي كان أمرًا يفعله الجميع، ولم أكن أنا استثناءً.
حتى كبار الضباط فهموا هذه الحقيقة. من خلال النظر إلى وجوه الجنود، التي بدأت تتغير شيئا فشيئا، يمكن قياس روحهم القتالية.
المشكلة كانت, أن هناك من انتهى بهم الأمر بالسير في الاتجاه الآخر. ربما هؤلاء هم الذين كنت الأكثر حذرًا منهم ونأيت بنفسي عنهم.
— لأنني اعتقدت, أنني إذا أصبحت مهملاً، فيمكن أن أصبح مثلهم أيضًا.
كان من المعقول الهرب بعيدًا، مبررًا ذلك لنفسك بالقول إنه شيء كان يجب عليك القيام به. ولكن الذين برروا الحقيقة بقولهم, 'كنت دائما هكذا...'
هؤلاء الأشخاص كانوا خطرين حقًا.
لقد أحبوا القتل دائمًا.
شخص يستمتع بسرقة حياة شخص آخر.
بالنسبة لهم، لم يكن هناك شيء اسمه ذنب. لم تكن لديهم نية أن يتم فهمهم.
إن الهرب من ذنبك وقول مثل هذا الشيء لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى الخلط بين نفسك وبين كونك 'شرًا خالصًا'.
وهم متحررين من الشعور بالذنب الذي أكل عقولهم، أمضوا سنوات في ساحة المعركة، وأصبحوا وحوشًا. كل ذلك قبل أن يتقاعدوا في نهاية المطاف.
إذا سارت الأمور على ما يرام، فيمكنهم الحصول على وظيفة في مجال الدفاع أو الصناعات المتعلقة بالأمن والعيش في حياة حيث يعاملون اجتماعيًا بشكل لا يختلف عن المجانين. لكن أولئك الذين ذهبوا في الاتجاه الخاطئ ولم يحالفهم الحظ ينتهي بهم الأمر بتهريب الأسلحة والتسكع مع العصابات، ليموتوا برصاصة اخترقت فكهم.
طبقًا لتلك الكلمات، فقد مررت بتجربة غيرت حياتي بحيث أصبحت على حافة التحول إلى أحد هؤلاء المجانين... التفكير في الأمر مرة أخرى يرسل القشعريرة أسفل عمودي الفقري.
ولهذا السبب عشت حياة أقاتل فيها ذنبي حتى النهاية.
بهذه الحياة، أصبحت شخصًا لا يتسرع في تحمل مسؤولية أي شخص آخر، ولا يحاول إنقاذ أحد من مصيبة دون سبب.
لم أكن أرغب في مواجهة وجع القلب والألم الذي سيأتي إذا فشلت... كان هذا سببًا سخيفًا. لكن حتى رغم ذلك، كنت اؤمن بأنه الاختيار الصحيح لي.
أولئك الذين ضلوا لم يكونوا مجرد قتلة مجانين يستمتعون بالقتل. لقد كانوا أشخاصًا لم يتمكنوا من تحمل ذرة واحدة من الذنب، وهربوا... تمامًا مثل جبناء لعينين.
لهذا السبب كان هناك سؤال رغبت دائمًا في طرحه على هؤلاء الأوغاد الذين ضلوا.
...هل مازلت تعتز بالشعور الذي شعرت به عندما قتلت شخصًا لأول مرة؟
* * *
تنقيط!
صوت الدم يقطر. بدأ ختم إله الشر المنقوش على يد كريبن اليسرى بالتحول إلى اللون الأحمر.
ملأ الدم المتساقط الفجوات الموجودة في الختم بينما بدأت طاقة سحرية مشؤومة في الازدهار.
ثم سرعان ما بدأت تلك القوة السحرية تلتف حول يد كريبن بالكامل. حولت تلك الطاقة الهائلة ساعده الأيسر بالكامل إلى كتلة بشعة من اللحم.
كاروك! بووش!
ظهرت عدة المجسات من يده اليسرى وألتفت حول المناطق المجاورة. على الرغم من أن كريبن كان ما يزال في شكل إنسان، إلا أنه إذا نظرت إلى يده اليسرى فقط، فإنه لا يبدو مختلفًا عن الوحش.
كان يحمل في يده اليمنى سيفًا طويلًا مع خاتم العائلة. وعلى عكس يده اليسرى، التي تحولت إلى شكل بشع، كانت ما تزال جيدة تمامًا.
"أستطيع أن أشعر بالقوة."
تحدث كريبن بنبرة رقيقة.
"لطالما أردت هذا النوع من القوة. الآن، سحر الخلود ليس ببعيد."
بعدما قال ذلك، شد يده اليسرى البشعة.
— في تلك اللحظة، اختفت بركة العواصف.
لم أستطع حتى أن أشعر بالقوة السحرية. بسرعة يستحيل على إنسان التفاعل معها، جمع وزاد الضغط من حولي.
كان من غير المجدي انتظار بركة العواصف ليعاد تنشيطها، وكان من الواضح أنني لن أتمكن أبدًا من التخلي عن حذري ضده.
كان من المستحيل تجنب هجوم كريبن من خلال الرد على تدفق قوته السحرية.
كان الأمر نفسه في لعبة <سياف سيلفينيا الفاشل>، ولكن كان هناك فرق كبير جدًا بين سماع الشرح داخل اللعبة وتنفيذه فعليًا في الحياة الواقعية.
كان علي أن أتفادى هجماته من خلال التنبؤ بكيفية هجومه من خلال النظر فقط إلى كيفية تحركه جسديًا. كانت أشبه بفكرة تفادي الرصاصة من خلال النظر إلى اتجاه الفوهة. بدا الأمر ممكنًا بالكلمات، لكن تحقيقه في الواقع كان إنجازًا شبه مستحيل.
لكن، فقط لمجرد أنه كان غير معقول، لا يعني أنني لا ينبغي أن أحاوله. بعد كل شيء، قمت بالفعل بالصعود إلى قمة هذا الجحيم.
إما أن أهزم كريبن، أو أموت. الآن بعد أن وصل الأمر إلى أحد هذين الخيارين، فلن أتصرف على عجل أو أتصرف بحذر شديد.
كيااااااغك!
تردد صدى زئير روح الرياح عالية المستوى ميريلدا عبر أراضي قصر روثستايلور.
حاولت سحق جسد كريبن بأرجلها الأمامية، ولكن عندما لوى يده اليسرى بشكل غريب، قامت قوة فيزيائية غير معروفة بصد قدمي ميريلدا الأمامية.
حاولتُ إلقاء سحر العناصر نصل الرياح على كريبن. مع ذلك، كما كان متوقعًا، تم تحييده أيضا من قبل قوة مجهولة قبل أن تصل إليه مباشرةً.
كما قالت لوسي بالضبط، هو يستخدم سحرًا كان خارج نطاق الأنواع العادية. وكانت تلك هي قوة ميبولا.
لكن إذا كانت معركة ضد قوة سحرية من المستحيل فهمها، فقد عرفت أيضًا كيفية استخدام احداها.
ارتفعت طاقة حمراء داكنة وبدأت تلتف حول جسدي. قمت بجمع القوة السحرية السماوية على طرف إصبعي قبل إرسالها مباشرةً إلى كريبن.
لفترة وجيز عبس كريبن. اتسعت عيناه كما لو كان من الصعب تصديق أنني أستطيع استخدام السحر السماوي. لكن لم يكن هذا وضعًا يستطيع فيه أن يتفاجأ.
التجميع القسري.
قوة السحر السماوي تتجاوز كل العلاقات الفطرية بين الأشياء. كانت مشابهة لقوة ميبولا من حيث أنه كان من المستحيل التعامل معها.
كان كريبن في ورطة، حيث كان يعتقد أنه الوحيد الذي لديه قوة يمكنها تجاوز العلاقة الفطرية بين الأشياء.
في لحظة، تم سحب جسد كريبن نحوي مباشرةً. وبحلول الوقت الذي أدرك فيه ذلك، كان خنجري قد أصبح أمامي بالفعل. مع ذلك، وبسرعة لا تصدق، أمسكت مجسات بذراعي.
كاديديك!
ضغطت على أسناني بينما كانت ممسكة بيدي.
حوالي خمسة أو ستة مجسات برزت من ذراعه اليسرى. كان كل واحدة منها تتلوى بطريقتها الخاصة، وتحطم كل شيء من حولها.
قويت ذراعي بينما استدير وأسحبها نحو السيف العظيم الذي كان عالقًا على الأرض. بفعلي لذلك، قمت بسحب المجسات نحو نصل السيف العظيم، وقطعتها عني. ثم نفضت الجزء المتبقي الذي كان ملتصقًا بذراعي.
كانت ردود أفعال المجسات سخيفة تمامًا. كان من المستحيل التأكد من كوني سأفوز عليه في قتال متلاحم.
قمت فجأةً بإلقاء السحر السماوي دون أي إنذار، لكنه ظل قادرًا على التعامل معه بشكل مثير للإعجاب.
وقفت مرة أخرى وأنا أحدق مباشرةً في كريبن.
كان نمط منتصف المعركة لـ كريبن روثستايلور دائمًا هكذا. في القتال المتلاحم، يتم استخدام المجسات البارزة من يده اليسرى، وفي المعارك بعيدة المدى، استخدم القوة السحرية لإله الشر لإلقاء السحر.
في منتصف المعركة ضد كريبن، كان الحفاظ على المسافة كهذه هو الإستراتيجية العامة. تبادل الضربات في القتال المتلاحم والرد بالسحر عندما تكون المسافة أكبر.
نظرًا لأمتلاكي القدرة على التعرف على ما سيفعله ومن أي نطاق، كان من الممكن قراءة هجمات كريبن. بفضل المجسات، كان قويا جدًا في القتال المباشر. ولكن عندما يجمع القوة السحرية، سيصبح غير قادر على الأستجابة بشكل سريع لتلك الدرجة. كنت بحاجة للاستفادة من هذا التوقيت.
"وووه..."
أطلق كريبن تنهيدة طويلة، وأراح جسده. ثم، شيئًا فشيئًا، بدأ جسده يطفو في الهواء. كانت هذه بمثابة بداية للمعركة الحقيقية.
منظر جوي للقصر، حيث كانت معركة ميبولا ولوسي تجري على قدم وساق. مع عدد لا يحصى من الدوائر السحرية يتم إلقاءها وتختفي خلفه، طاف جسده الى أعلى، شيئًا فشيئًا.
رفرفت ياقته في الهواء كما لو كان شبحًا. بدأت رياح قوية تهب عبر السطح.
"ابني, إد روثستايلور. كان دائمًا جبانًا."
عرف كريبن كل شيء. حقيقة أن إد روثستايلور قد رأى ظلام كريبن، لكنه لم يقم بالتمرد ضده في النهاية.
"لم يكن لديه أية طموحات وكان يفكر فقط في العيش بسلام مع العائلة والأتباع. ربما لم يكن ذلك مناسبًا باعتباره الابن الأكبر لعائلة نبيلة، لكنه كان تصرفًا لا بأس به لابني. بعد كل شيء، أمتلاك طموح عديم الفائدة لن يساعد أبدًا."
في تلك اللحظة، قام كريبن بسرعة بتضييق المسافة وهو يمد سيفه الطويل. حتى الطعنة البسيطة أصبحت هجومًا مفاجئًا مميتًا بفضل حقيقة أنه يستطيع الطيران باستخدام قوة ميبولا السحرية.
رنة!
عندما تهربت، وقفزت قفزة كبيرة إلى الوراء، انتهى الأمر بالسيف الطويل — الذي لم يكن لديه مكان ليضربه — بالاصطدام بالأرض.
"ليس الأمر أنني لا أفهم سبب هروبه إلى سيلفينيا. مع ذلك، كونه قد خطط لاستخدام الأميرة عمدًا ليتم التبرؤ منه! لم أكن أعتقد أنه سيكون شديد التخطيط لهذه الدرجة. لذا، عندما سمعت أنه لا يزال على قيد الحياة, كنت متشككًا. لم يكن من النوع الذي ينجو من هكذا شيء."
"في المقام الأول، ألست أنت من أرسل كاديك ونوكس لقتلي؟"
"لا، أنا لا أتحدث عن تلك المرة."
يبدو أن كريبن كان يدرك بشكل مبهم أنني شخص منفصل عن إد روثستايلور.
لم يكن من المستحيل فهم ذلك، ولكن كان من الغريب التوصل إلى مثل هذا الاستنتاج، لأنه لم يكن هناك دليل واضح.
أما السبب. فقد شرحه كريبن بوضوح.
"لقد مر أكثر من عام ونصف منذ أن أرسلت له الرسالة التي تبلغه بأنه قد تم التبرؤ منه."
خطاب التبرؤ الخاص بـ كريبن روثستايلور.
كانت الوثيقة الأولى التي نظرت إليها عندما أتيت إلى هذا العالم، وكانت الوسيلة الوحيدة التي تمكنت من خلالها من فهم وضعي بعد أن تم طردي من قاعة أوفيليس.
بالنسبة لي، كانت تلك الرسالة هي التي بدأت القصة بأكملها. لقد كانت إشارة إلى بداية محاولتي للبقاء على قيد الحياة في هذا العالم اللعين.
"بعد ذلك، وقبل طرده من قاعة أوفيليس، الرد الذي أرسله لي ابني... أعتقد أنك لا تعرفه."
"ماذا قلت؟"
الآن، كانت هذه معلومة جديدة تمامًا.
إذا كان هناك رد على تلك الرسالة، فهو لم يكن مني... لقد كان بالتأكيد من إد روثستايلور، قبل أن أستحوذ عليه.
كانت تصريحات كريبن التي تلت ذلك غير متوقعة تمامًا.
"قال إنه لم يعد يشعر بوجود سبب للعيش. كتب بدقة شديدة كل شعور شعر به قبل أن يموت، وأرسله إلي. لم يقم حتى بتكليف نفسه عناء إخبار تانيا."
عند هذه الكلمات، أخذت نفسًا عميقًا.
إد روثستايلور قد تخلى عن مكانة عائلته وهرب. عندها فقط أدرك أنه لم يعد هناك مكان له في العالم.
غرق في فراغ لا نهاية له وهو ينظر بهدوء إلى الأكاديمية خارج نافذته.
في غرفة هادئة. حان الوقت تقريبًا ليتم طرده. حياة حيث سيتعين عليه أن يتحمل عدم امتلاك أي أموال بمفرده في العالم القاسي. المستقبل الوحيد المتبقي له هو الظلام.
بعد الجلوس بهدوء بمفرده في تلك الغرفة، الطريق الذي أنتهى به الأمر باختياره... كان نهاية رحلة حياته.
كانت هناك طرق عديدة يمكنه من خلالها القيام بذلك في غرفة هادئة ومنعزلة. كل ما يحتاجه المرء هو حبل وكرسي يسهل إسقاطه.
مع ذلك، كنت على يقين من أنني تذكرت رؤية وجه إد روثستايلور يظهر لفترة وجيزة في شاشة النهاية. لم يكن يبدو بتلك الروعة، لكنني تذكرت بالتأكيد أنه لا يزال على قيد الحياة.
الفرق بين ذاكرتي والواقع.
من المؤكد أن إد روثستايلور كان سينهي حياته في ذلك اليوم.
رغم ذلك، حتى هذا قد فشل.
حتى موته لم يسر حسب خطته. لماذا؟
الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره السبب هو—
"لو كنت سأتحدث بصراحة، فأنا حقًا متفاجئة."
بيل مايا.
في اليوم الذي طُردت فيه من قاعة أوفيليس. برغم إمتلاك سمعة لا تقل عن الأحمق، إلا أنها أرادت بشكل غريب أن تعتني بي.
اعتقدت أنها مجرد شخص ليس لديه أي تحيز، يؤدي واجبه كخادمة في قاعة أوفيليس....
— لكن لم يكن لدي أي فكرة أنك تعيش هكذا... عندما غادرت قاعة أوفيليس، وجهك يبدو كما لو أنها كانت نهاية العالم. أنا اعتقدت أن الامر سينتهي بك بمغادرة الأكاديمية.
— على أية حال، أنا مسرورة لأنك بخير.
أصبح المعنى في كل سطر من سطورها جديدًا بالكامل.
قالت ذلك كما لو أنها شعرت بالارتياح عندما رأتني أصبح أكثر صحة وانفتاحًا بعد تلك الحادثة.
استطاعت دائمًا الحفاظ على احترافيتها، ولم تتعارض أبدًا مع مشاعري.
كلما كان لديها وقت فراغ، كانت تأتي إلى المخيم للاطمئنان علي، وإذا كان هناك أي شيء يمكنها القيام به للمساعدة، فإنها ستقوم به.
عندما رأيت ما قامت بفعله، دائمًا ما أعتقدت أنها تعاملني بشكل غريب. لكن هذا كان لأن الخادمة بيل مايا، التي كانت مسؤولة عن إد روثستايلور، شهدت اللحظة التي اتخذ فيها قرارًا متطرفًا، وأتت لإيقافه.
ثم أصبح الارتباك الناتج من تصرفات بيل مايا غير الطبيعية يتجمع معًا مثل قطع اللغز. حتى سبب مجيئي إلى هذا العالم بدأ يتبادر إلى ذهني.
إد روثستايلور، الذي فقد إرادته في البقاء على قيد الحياة. لم يكن يريد بعد الآن عيش حياة في الظلام.
أنا... قد تلقيت الحياة التي تخلى عنها.
قطع.
هل كان يستهدف اللحظة التي سأصبح فيها عالقًا في أفكاري؟
اخترق نصل كريبن كتفي. لم أستطع الشعور بقوته السحرية، لأنها كانت سرعة يصعب ملاحظتها.
مع تزايد الألم في ذراعي، تمكنت من رؤية كريبن يبتسم أمامي مباشرةً.
صرخ جسدي، الذي وصل بالفعل إلى حده الأقصى. ثم شعرت أن وعيي يتلاشى ببطء.
* * *
هبت رياح قوية حول ملحق القصر.
يمكن لجميع المجتمعين في القصر رؤية ما كان ينكشف أمام أعينهم.
فوق السطح، كان هناك رجل يقاتل مع طاقة مشؤومة.
زأر ذئب ضخم وأنطلق. تمت إضاءة سماء الليل فوق القصر بجميع أنواع السحر المتقدم المختلفة التي يتم إرسالها ذهابًا وإيابًا.
هنا، عندما أغمضت عيني، شعرت كما لو كنت في غرفة بيضاء نقية أحدق في المرآة.
أمام مرآة كبيرة تعكس جسدي بالكامل، أحضرت كرسياً خشبياً وجلست عليه.
صبي أشقر، ذو تعبير جاد، جلس في المرآة ويداه معًا، ينظر إلي مباشرةً.
تعكس المرآيا كل شيء في العالم بالتساوي. مع ذلك، في بعض الأحيان بدى وكأن شيئًا ما من الداخل كان ينظر إلى الخارج.
نظر الصبي الأشقر في المرآة إلي مباشرةً بنظرة غير مألوفة نوعًا ما.
كان إد روثستايلور يحدق بي.
أظهرت النظرة في عينيه أنه كان يفكر في حياته، حيث واجه ظلمًا كبيرًا لكنه لم يقاوم. لم يستطع فعل أي شيء سوى الهرب.
كان لديه الكثير من العمل للقيام به.
تم طرده من قاعة أوفيليس، وكان عليه أن يجد مكانًا للعيش فيه على الفور. كان ما يزال طالبًا، لكن لم يكن هناك أي طريقة للحصول على مساعدة في دفع الرسوم الدراسية. لم يكن لديه سوى عدد قليل من الملابس ليرتديها، بالإضافة إلى الحد الأدنى من الطعام ليأكله. وكانت سمعته في الأكاديمية سيئة أيضًا، لذا لم يكن هناك مكان يمكنه الذهاب إليه لطلب المساعدة.
حتى بعد الهرب، لم يكن هناك مكان له ليرتاح فيه... ربما كان من الأفضل له أن يتخلى عن الحياة بدلاً من ذلك.
شد على أسنانه، ناضل، وتمكن من الهرب من ظلام عائلته... لكن النتيجة في النهاية كانت عديمة الجدوى. كانت الحياة في حد ذاتها بلا قيمة.
عندما استلمت العصا في تلك النقطة، ما نوع الحياة التي انتهى بي الأمر بعيشها؟
نمت أقل من أربع ساعات في اليوم، وكافحت من أجل البقاء على قيد الحياة بأي طريقة ممكنة...
قمت بقطع قطع من اللحاء وغليها لأكلها. واصلت استخدام ملابسي القديمة من خلال خياطتها. تمكنت بطريقة ما من استخدام نظرية السحر مع جسدي على الرغم من عدم وجود موهبة ذا قيمة فيه.
فقط من خلال الشد على أسناني وتحمل كل هذا، تمكنت من إنشاء مخيم بسيط ولكن مقسم.
في نهاية المطاف، أصبح هناك مقصورة كبيرة، ومخزنين مصنوعين من الخشب، ونار مخيم رائعة لإشعال النار فيها، ومأوى خشبي حيث كانت لوسي تنام أحيانًا. كانت هناك أيضًا المقصورة التي تقيم فيها ينكار. وسرعان ما ستكون هناك أيضًا فيلا لورتيل، التي بدأت في بنائها، بالإضافة إلى بيل، التي كانت تأتي كثيرًا لتقديم يد المساعدة.
لقد أصبح مخبأً لا أرغب في التخلي عنه لأي شخص آخر. يمكنني حتى أن أقول أنه قد أصبح منزلي حقًا.
وقد تغير منصبي داخل الأكاديمية كثيرًا.
تحسنت درجاتي، وأصبحت طالب منحة دراسية، ومؤخراً أصبحت الطالب الأعلى على دفعتي. كان هناك أيضًا مجموعة من الزملاء الصغار الذين يتبعونني في كثير من الأحيان.
وأنا أتجول في الأكاديمية، كان هناك الآن عدد لا بأس به من الأشخاص الذين نظروا نحوي واستقبلوني. كما أنني تعرفت على عدد لا بأس به من الأشخاص ذوي النفوذ، لذا لم يعد الناس يقولون إنه ليس لدي أي علاقات.
"أنا غيور منك."
مصدر الصوت الذي أتى فجأةً كان أنا داخل المرآة.
بعد أن قال هذا، لم يقل الصبي — الذي طأطأ رأسه — أي شيء آخر.
جلست أمام الصبي وحدقت فيه.
ذلك الصبي الذي كان رأسه منخفض لفترة من الوقت.
لقد فقد بالفعل رغبته في العيش. كل ما أراده هو فقط أن يرتاح.
مع ذلك، كان لدي شيء أريد أن أقوله له.
"الأمر على ما يرام. لذا الآن، يجب أن ترقد بسلام."
"لقد قمت بالفعل بما يكفي... لذا، سأعتني بالباقي نيابةً عنك."
ربما وصلت أفكاري إليه، حيث استمر الصبي في إبقاء رأسه منخفضًا.
كواك!
أمسكت بيد كريبن اليمنى التي كانت تطعن كتفي. كان هذا آخر شيء فعلته قبل أن تعود رؤيتي.
عندما غطت رياح ميريلدا المتصاعدة محيطنا، قامت بالتخلص من بعض قوة ميبولا السحرية التي كانت تطفو حولنا... أمسكت بذراع كريبن اليمنى ورميتها للخلف.
كوانغ! بووم!
"كيووك..."
كريبن، الذي لم يتوقع هجمة مرتدة، معتقدًا أنه وجه ضربة حاسمة بشكل مثالي، أطلق أنينًا. يبدو أنه تلقى صدمة كبيرة عندما اصطدم ظهره بالأرض.
كما أن السيف الذي اخترق كتفي أصبح أعمق من الصدمة. رغم ذلك، قمت بالشد على أسناني وأخرجته. كان الدم ينزف من الجرح بينما يتفاقم الألم... بعد أن ضغطت على أسناني وتحملت الألم، وضعت قدمي على كريبن الساقط.
تساقط الدم إلى أسفل.
لقد كان مغطى بالدم بالفعل بينما كان دمي يتساقط فوقه.
"كيووك..."
لهثت لأجل الهواء. لم أستطع التنفس حسب رغبتي. رغم كل هذا، ضغطت على أسناني كما لو أنها سوف تتحطم ورفعت الخنجر.
حتى الخنجر الاحتفالي كان غارقًا تمامًا في الدم.
مررت مسبقًا بلحظات من المصائب في حياتي عدة مرات. كان الأمر نفسه سواء قبل أو بعد المجيء إلى هذا العالم.
حتى أنني أختبرت الموت. كانت هناك أيضًا مرات عديدة تعرضت فيها لإصابات خطيرة، وكانت هناك أوقات انهرت فيها بسبب الإرهاق من العمل.
كان هناك عدد لا يحصى من المصاعب التي طاردتني كما لو أنني ملعون. ورغم مطاردتها لحياتي، إلا أنني تغلبت عليها جميعًا.
عندما كنت أركض في ساحة المعركة، تذكرت ما قاله لي رفاقي.
لم يكن لقبًا رائعًا، لأنني لم أحب الطريقة التي تم لفظه بها.
"أنا صرصور."
وأنا لا أهتم بدمي المتقطر، قمت بتثبيت كريبن. نظرت إلى كريبن بينما كنت أتحدث.
طحنت أسناني وأنا أنزل الخنجر للأسفل.
ثوااك!
تمكن من صده بذراعه اليسرى. من خلال وضع القوة في يدي المرتجفتين، تمكنت بطريقة ما من أنزال الخنجر، وثقب ذراعه الغريبة تلك.
شد كريبن على أسنانه مرة أخرى وهو يتحمل ذلك بقوته.
"لن أموت أبداً. أبداً"
تحدث بصوت بارد. حتى عيونه الفاسدة تلك بدت باردة.
فقط بالإصرار الشديد، استمر بطريقة ما في النضال والضغط على أسنانه.