الفصل 15: التمرين القتالي المشترك (2)
انا لا اعرف من اتى بمصطلح 'تاثير الفراشة', لكني اعتقد أن المفهوم ورائه حقاً مذهل.
الرفرفة الضعيفة لاجنحة فراشة من الممكن أن تعبر المحيط وتسبب اعصار يلتهم المباني في الجهة الاخرى من العالم.
كان هذا طبقاً لنظرية الفوضى, والتي تنص على أن هنالك الكثير جداً من المتغيرات الطبيعية في العالم بالنسبة لنا لكي نستطيع حقاً التحكم بالمستقبل.
حتى اصغر التعديلات في متغير ما من الممكن ان تمتلك تاثيرات هائلة على محصلة الواقع.
لصياغتها بشكل ابسط, الامر اشبه بكرة ثلج تتزحلق من على جبل. لا يهم كم كانت صغيرة في اعلى الجبل, من الممكن أن تؤدي الى نتيجة ضخمة غير متوقعة حين تصل لاسفل الجبل.
مثلما قال احد الحكماء, 'لا يجب ان تحاول التحكم في كل شيء في العالم كما تريد'.
انا لم افكر اني سوف استوعب وزن تلك الكلمات في درس التدريب القتالي المشترك هذا.
كما هو متوقع, اقوال العجائز لم تكن ابداً مخطئة.
*****
قاعة نايل قد كانت تُستَخدَم تاريخياً لدروس القتال المشترك كواحدة من المباني الثلاثة في مركز الطلاب.
لقد كانت حلبة جيدة التصميم باسلوب الكولوسيوم وتكون دائماً مصقولة ونظيفة اينما يجلس المتفرجين اضافة الى الارضية.
بالطبع, حتى ارض التمرين للقتال والمنافسة في اكاديمية للنبلاء ستكون مصنوعة مع هكذا وقار.
كنت اجلس في احدى مقاعد المتفرجين بينما اشاهد تمرين القتال الوهمي والذي يحدث في منتصف القاعة.
بالعادة, سيكون هناك جوهرة او جوهرتين في كل عام, لكن مجموعة هذا العام من الطلاب الجدد كانت كالسماء المليئة بالنجوم. هذا يعني ان طلاب السنة الثانية مجبرون على التركيز والمتابعة طوال الوقت.
من بين كل هذه النجوم هناك ثلاثة طلاب تم الاعتراف بهم من قبل الاستاذ الصارم كلاست: الرمح زيغز, الابنة الذهبية لورتيل ولوسي الكسولة.
تركيز الجميع كان موجه بالكامل على هولاء الطلاب الثلاثة الجدد من قسم السحر.
بانغ!
"شكراً لك على التجربة العظيمة. لقد تاثرت حقاً بادارتك الخبيرة للسحر. لقد تعلمت شيئاً منك اليوم, لذا شكراً على ذلك."
في المنصة كان هناك زيغز, من سلالة الرحالة الشماليين, والذي كان في وسط رميه لاحد طلاب السنة الثانية من المنصة بسحر الرياح خاصته.
شعره الطويل المجعد والذي يصل الى مؤخرة رقبته قد رفرف نتيجة لذلك.
"انا أمل أن استطيع تعلم شيء منك في المرة المقبلة."
هو اعطى بادب تحية.
على اي حال, هذا الشخص لم يفقد عقله.
طالب قسم السحر للسنة الثانية والذي واجه زيغز... ما كان اسمه؟ هل كان مايكل؟
على اي حال, هو لم يستطع رفع نفسه لذا اضطر العاملين الى حمله.
استعمال سحر غير السحر المبتدئ لم يكن مسموحاً, لكن حتى لو كان...
مهارات زيغز السحرية قد تعدت تعويذات السحر المبتدئ باشواط. كنت متأكد من انه كان يستطيع اظهار اداء افضل بكثير لو تم السماح باستعمال مستويات اعلى من السحر.
طلاب السنة الثانية بدأوا بالثرثرة فيما بينهم.
- "طلاب السنة الاولى فازوا مجدداً."
- "على هذا المعدل, ألن يخسر كل طلاب السنة الثانية؟"
- "الطلاب الجدد لهذا السنة غريبو اطوار. كيف انتهى الامر بكل هولاء الوحوش بالتواجد معاً في مجموعة واحدة؟"
تدريب القتال المشترك هو حدث سنوي, لكن نتائج هذه السنة كانت حقاً سيئة. السنة الثانية قد طغت عليها بلا هوادة السنة الاولى. نحن كنا بالفعل في منتصف المباريات, ويبدو وكأن طلاب السنة الثانية لم يكونوا سوى كيس ملاكمة لطلاب السنة الاولى حيث يستطيعون اختبار مهاراتهم.
لقد كان مشهد حزين قليلاً.
"الطلاب الذين اسمائهم تم استدعائها, من فضلكم تقدموا لغرفة الانتظار بعد التجهز. لوسي ماريل. تايلي مكلاور."
الوقت اخيراً قد حان. المبارة التي كان الناس مهتمين بها اكثر من اي مباراة اخرى.
بدأ الحشد بالهمس فيما بينهم.
انها اخيراً هنا.
عدلت وضعيتي ووضعت تركيزي بالكامل على الحلبة.
كل الناس ربما يركزون بالكامل على لوسي, العبقرية غير الاعتيادية والتي يشاد بها بكونها اعادت كتابة تاريخ اكاديمية سيلفينيا.
لكن هذا لم يكن سوى اسلوب روائي لجذب الانتباه للشخصية الرئيسية من خلال التوقعات العكسية.
التركيز الحقيقي كان على تايلي مكلاور, بطل هذا العالم والذي ولد مقدراً له ليصبح سيافاً.
حتى بالرغم من انه لم يمسك سيفاً في حياته من قبل, فهو سيكون قادراً على قطع سحر البرق السريع للوسي.
تايلي سيستغل الثغرة في لا مبالاتها لتقليل المسافة بينهما. ومن ثم لوسي, والتي تم اخذها على حين غرة, ستستعمل سحر البرق المتوسط الصعقة الكهربائية لتصيب تايلي.
تايلي سيتم قهره بالكامل تحت سحر لوسي الغريزي, لكن بما انها قد استعملت تعويذة متوسطة, لوسي ستفشل في التأهل وتايلي سيفوز.
"هذا تذكير للطالبة من السنة الاولى لوسي ماريل لتكمل تحضيراتها وتأتي للحلبة رجائاً."
اه... يا له من مشهد عظيم.
في كل حياته, تايلي تعرض بشكل مستمر وتم اخباره بانه غير موهوب. حتى بعد أن تم قبوله في سيلفينيا, فهو ما زال يعامل كفاشل. يتم التنمر عليه من قبل طلاب كإد روثستايلر لحصوله بشكل دائم على درجات قليلة في صف القتال خاصته, حياة تايلي كانت حقاً مليئة بالمصاعب.
لكن تايلي لم يتوقف عن التدرب. وهذه المباراة هي اللحظة التي سيشعر فيها بأن كل شيء فعله حتى الان قد اتى ثماره.
اتجاه تلك اللحظة كان درامي حقاً. اللقطة الملتقطة بشكل قريب حيث يبكي وهو ينظر الى صديقة طفولته ايلا كانت حقاً مفطرة للقلب عند مشاهدتها.
"انا اعيد, طالبة السنة الاولى لوسي ماريل. طالبة السنة الاولى لوسي ماريل. ارجوكِ انهي تحضيراتكِ وتعالي الى الحلبة."
......؟
"طالبة السنة الاولى لوسي ماريل. انا اعيد, طالبة السنة الاولى لوسي ماريل, ارجوكِ تعالي للحلبة. لوسي ماريل."
اه...
ماذا يحدث؟
اين ذهبت تلك الفتاة بحق الجحيم؟؟؟
*****
لقد كان من الصعب وصف شعور النشوة الذي شعرت به لحظة رؤيتي لتايلي على الحلبة.
حتى لو كان فقط من خلال الشاشة, فلقد عشت من خلاله عدة مرات. من النهاية السيئة البائسة الى النهاية الحقيقية التي لا تنسى. انا عشت خلال حياته ومغامراته.
انا ايضاً لم استطع فعل شيء سوى التفكير في كل المصاعب التي تنتظره.
على الرغم من انه مقدر له أن يصبح سيافاً, حياته لم تكن دائماً مقدر لها النجاح. خلال كل الطرق التي يمكن ان تاخذها حياته, لم يكن هناك طريق واحد لم يكن صعباً.
لذا قررت ان اشجعه.
لقد قررت ان اعتني بحياتي واعيش باقصى ما استطيع, بينما سيكون هو من يهتم بكل المصاعب التي ستهدد سيلفينيا.
"انا احتاج لأن افعل افضل ما لدي بكل القوة التي امتلكها!"
حملة من الهتاف والتشجيع استقبلت ظهور تايلي القوي على الحلبة.
نعم, ربما تستطيع تسميته بتشجيع, لان كل شخص في الحلبة يعتقد انه سيتحطم بواسطة لوسي ماريل.
ما لا يعلمونه هو أن تايلي يحوي بالحقيقة على اقوى موهبة من بين كل طلاب الاكاديمية.
كشخص يعرف كيف ستجري القصة باكملها بالفعل, فقد توقعت ان الرأي العام سيتغير في المستقبل.
حسناً, هناك ذلك الامر.
ومن ثم, لدينا هذا الامر.
الشيء الذي كنت افعله الان...
"اغغه, اييكك!"
قمت بقرص خدي لوسي ماريل.
لوسي شعرت بالملل من التظاهر بالاستماع للدرس, لذا انتهى بها الامر بالبحث عن مكان لاخذ قيلولة. وقد وجدت طريقها للمنصة الاحتياطية الواقعة خلف الحلبة المركزية في القاعة.
لن تكون فكرة جيدة لترك قاعة نايل كلياً, لذا ربما فكرت ان المنصة الاحتياطية كان مكاناً جيداً بما فيه الكفاية لاخذ قيلولة فيه.
انا وجدتها هناك, ملتفة ونائمة.
"اييك, اغغه!"
"هاي, استيقظي الان, لقد حان دوركي!"
لقد اخذَتْ فترة لكي تستيقظ, لكن لوسي قد جلست اخيراً من تحت المنصة.
كانت تمتلك نفس الوجه الفارغ الذي تمتلكه عادة بعد الاستيقاظ في مخيمي. حتى شعرها المتشابك, احدى جهاته كانت مربوطة بينما الاخرى لم تكن. لم يكن هناك حتى مساحة لشعرها ليلتصق بخديها.
والكلمات التي قالتها بعد لحظة من استيقاظها كانت كالعادة.
"... انا جائعة."
قامت بتمشيط شعرها وتمددت قليلاً. ثم نظرت الي وقالت تحيتها الاعتيادية.
"مرحباً."
وثم سألتني بشكل طبيعي واعتيادي جداً.
"هل لديك اي لحم مجفف؟"
انا حقاً اردت ضربها على الراس.
"انا لدي."
"اعطني البعض."
"انهي مباراتكِ اولاً."
"طالبة السنة الاولى لوسي ماريل. ارجوك اسرعي وتعالي."
لقد كان غريباً رؤية احد المشاركين يخرج من تحت المنصة. كل شخص في الجمهور, ويشمل ذلك الاستاذ المساعد والذي كان مسؤولاً, شاهد لوسي مع وجه محتار.
الشيء المهم هو انها لم تترك الدرس وتجري خارج قاعة نايل. هذا يعني انهم يستطيعون خوض المباراة. للحظة, كنت خائفاً من أن المباراة سيتم الغائها ويتغير قدر تايلي بالكامل.
"اغغغغغ!"
لوسي وقفت والنصف الفوضوي من شعرها قد تساقط بالكامل من ربطة الشعر, شعرها المربوط بعناية قد انهار.
"......"
لوسي جمعت الشعر الذي سقط والتقطت ربطة الشعر. ثم اعطتني اياها, وثم بصوت نعس, قالت شيئاً بالغ السخافة.
"ارجوك اربط شعري..."
"لا, فقط اتركيه غير مربوط واذهبي بسرعة."
"مستحيل... لو تركته هكذا, فان خادمات قاعة اوفيليس سوف يوبخنني. هن مخيفات جداً..."
خادمات قاعة اوفيليس هم الاشخاص الوحيدين الذين لوسي, والتي حاولت حتى تحدي المدير اوبل, تخافهن.
السبب الوحيد لقدرة لوسي على الحفاظ على مظهر مرتب حتى بالرغم من نومها اينما كان هو بسبب خادمات اوفيليس.
هن مجموعة من الخادمات النخبة والمدربات لخدمة كل انواع النبلاء, لكن حتى هولاء النخبة على ما يبدو لم يستطيعوا التحكم بهذه القطة الضالة والتي لا يمكن توقعها. هن ربما لم يستطيعوا فعل اي شيء سوى ان يغضبوا ويقوموا بتوبيخ لوسي على افعالها.
لكن من الجيد انهن على الاقل استطعن التحكم نوعاً ما بها...
تنهدت عندما قمت بامساك يد لوسي واجلستها. امسكت بربطة الشعر خاصتها حين قمت بجمع شعرها المنفلت, ومن ثم ربطته بشكل مرتب ليناسب الجهة الاخرى.
كان من المفترض ان اواجه الاميرة بينيا, لكن من السخف كيف كنت مجبراً على التدخل بمباراة شخص اخر.
وكل الناس في قاعة نايل كانوا يشاهدون الامر برمته!
- "ما الامر مع هذا الشخص؟ اليس هو إد روثستايلر؟"
- "هل ما زال يحضر للمدرسة؟ واو, يا له من شخص عنيد, هاه؟"
- "ما الامر معه؟ هو يحظى بالكثير من الوقت العظيم مع اعلى طالبة بالسنة الاولى فقط هكذا؟"
- "هم يبدون مقربين؟"
- "هل انت متأكد من انهم بهذا القرب؟ الا يبدو اكثر وكانه يتصرف كحارس لها؟"
انا اعرف انه منظر خلاب لرؤية اكثر طالب مخزي من السنة الثانية مع اكثر طالبة شرفية من اعلى طلاب السنة الاولى يثرثرون مع بعض حول اصلاح شعرها. لقد جعلني اشعر بالاحراج لدرجة اني انهيت ربطه بسرعة.
بعد ذلك وقفت لوسي, ما زالت نصف نائمة, قمت ايضاً باصلاح معطفها لاجلها, ثم قمت بدس حاشية قميصها داخل تنورتها مرة اخرى وقمت بتضييقه جيداً, وحتى انني قمت بتعديل ياقتها الفوضوية.
ثم قمت بتعديل جواربها الطويلة والتي كانت هابطة واعدت ربط شعرها مرة اخرى حتى تبدو انيقة نوعاً ما. اكمامها كانت طويلة قليلاً, لكنها لم تكن تهتم حقاً بحجم زيها وارتدت اياً كان ما تستلمه.
"هل هذا جيد؟"
"نعم."
"جيد, اسرعي واذهبي."
لقد ضغطت على ظهرها ودفعتها نحو المنصة.
وهي وقفت هناك, مقابل تايلي, تثائبت بصوت عالي, كما لو ان كل شيء في العالم كان مزعجاً.
"لتبدأ المباراة..."
بانغ!
مع ضربة واحدة, مباشرة في صدر تايلي, لوسي ضربته مع سحر البرق منخفض المستوى.
كل شيء حدث في 0.3 من الثانية.
*****
حياة تايلي مكلاور كانت دائماً سلسلة من العقبات.
ولد كشخص قروي, لقد كان فاشلاً كطالب لم يبلي ابداً بشكل جيد منذ دخوله للاكاديمية, خاسر لن يتم الاعتراف به من قبل اي احد.
بعيداً عن صديقة طفولته ايلا, لا احد يؤمن بتايلي منذ أن كان طفلاً.
لا يهم ما يفعل, نتائجه دائماً كانت تحت المتوسط, حتى ان عائلته بدأت ببطء تدير ظهرها عنه.
لكن الفرصة لنسيان كل شيء قد اتت.
لتايلي, فان قبوله باكاديمية سيلفينيا كانت وسيلة لاثبات نفسه. كما لو أن الاله قد ابتسم له اخيراً.
هو بالكاد تخطى الاختبار الكتابي بعد قضائه ليلة بعد ليلة وهو يدرس.
لقد كان على وشك رسوب اختباره العملي بسبب طالب خسيس من مرحلة اعلى. لكن الشكر لرحمة الاميرة بينيا, استطاع النجاح.
وليس فقط هذا, لقد استطاع بطريقة ما تخطي كل المصاعب والتحديات التي استمرت بالمجيء اليه عند بدء الفصل الدراسي.
لقد كان على حافة الموت بسبب وحش مستدعى بالخطأ من نوع كوبولد اثناء امتحان تحديد المستوى. وبعدها لم يستطع الحضور للحفل الافتتاحي بسبب بعض الزملاء والذين ابقوه في الخارج, ودعوه بالطالب الفاشل.
لكن الشكر للدعم غير المشروط من صديقة طفولته ايلا, اضافة الى ايدن, طالب اخر والذي كان ايضاً على حافة الرسوب, تايلي كان قادراً نوعاً ما على تحمل كل هذا.
والان هنا, هذه هي اللحظة لاثبات ذلك.
ليس فقط طلاب السنة الاولى, ولكن حتى طلاب المراحل الاعلى وحتى الاساتذة, كلهم لم يستطيعوا فعل شيء سوى ان يكونوا في حالة ذهول من العبقرية النادرة بشكل استثنائي والتي هي لوسي ماريل.
هو كان في وضع صعب حيث كل الناس كانوا يتوقعون منه ان يخسر.
لكن حتى في هذه اللحظة المليئة باليأس, تايلي لم يفقد الامل.
لوسي لم تكن شخصاً تستطيع هزيمته ببعض الجهود الهزيلة. بالرغم من السخرية التي تلقاها من زملائه, تايلي وقف كل الليل, يمرن جسده, يلوح بقبضاته, ويتمرن باستمرار على القتال يداً بيد.
حتى في هذه اللحظة, حين اعتقد الجميع انه سيخسر, تايلي لم يتوقف عن بذل جهده ومحاولة الفوز.
والان هنا.
قبل حتى ان يستطيع الرد, ضربة واحدة من السحر صدمته وتركته معلقاً في حائط الحلبة.
"كيك...اغعع...اغغهه..."
بالرغم من ذلك, تايلي وقف.
متناثر حوله كل انواع الاسلحة, من القوس الى السيف الى السوط.
كانت تلك الاسلحة المزيفة المجهزة لطلاب قسم القتال. معظمها لا تحتوي على شفرة وتم تعديلها لتصبح حادة.
تايلي نظر الى المشابك في يده, كانت تلك الاسلحة التي ظلت معه لفترة طويلة. لكن اليوم, قام بخلعها بسرعة.
شعور ضرب كالبرق مر خلال عقل تايلي.
لقد راى سيف خشبي رث بين الاسلحة المتناثرة. جسده قفز غريزياً لالتقاط السيف المكسور من الارض. ثم انتقل الى الموقع, جسده كان مغطى بالجروح.
لقد كانت هذه هي المرة الاولى التي يلتقط فيها سيفاً في حياته.
خصمه كانت ساحرة عبقرية نادرة بشكل غير اعتيادي والذي اذهلت الجميع.
بالرغم من ذلك, تايلي وقف مع دعم رجليه.
كان هناك اشخاص آمنوا به, يجب على تايلي أن يرد لهم المقابل.
تايلي شد اسنانه مع فكرة واحدة في راسه.
*****
"لقد التقط السيف...!"
قمت بحبس انفاسي في اللحظة التي رأيت فيها تايلي معلق بالجدار, لكني شددت قبضتي مباشرة بعدما التقط السيف.
هذا صحيح... تستطيع فعل ذلك...!
"لوسي ماريل!"
تايلي صاح باسم لوسي مع صوت متقد.
حتى انا, والذي كان يشاهد فقط من الجمهور, شعرت بأن شيء ما على وشك الحدوث.
هذا صحيح, هذه هي اللحظة هنا.
اللحظة حيث تايلي, من لم يستسلم برغم أن القدر قد تخلى عنه, تعامل مع كل انواع التحديات والمحن التي رماها العالم عليه... هذه هي اللحظة التي يرسل فيها اشارة صحوته.
هذه كانت صيحة سياف لم يستسلم في حياته, والذي ستبقى محفورة في قلوب كل الطلاب... لقد كانت هذه هي اللحظة.
"هيااا!"
حركاته لم تكن لشخص كان يحمل السيف لاول مرة.
كان هناك احساس بالمانا المحفورة على السيف الخشبي منخفض الجودة في يد تايلي. هذا الاحساس مسموح فقط للاشخاص المقدر لهم أن يصبحوا سيافين.
لقد كانت الهالة.
حتى الجدار السميك من طبقات المانا المتراكمة تم قطعها كالورق.
بدأ الطلاب في الجمهور يغمرون في قوته.
كانت هذه اشارة ان تايلي قد تغير بشكل واضح.
كل الطلاب حبسوا انفاسهم. لم يستطيعوا فعل شيء سوى أن يتوقعوا أن شيئاً غير طبيعي كان على وشك الحدوث.
لكن عندها هبت رياح غير معروفة.
مع العاصفة المفاجئة التي هبت بدون سبب, جسد تايلي بدأ بالطوفان بالهواء في لحظة.
بانغ!
بواسطة سحر البرق الذي اعقب ذلك, جسد تايلي قد صعق مرة اخرى ورُمِيَ على الجدار.
هذه المرة, لقد اخذ الامر 0.5 ثانية.
"هاه؟"
*****
لقد كانت اطاحة تامة هذه المرة.
صعدت غيمة من الغبار السميك, وما كان تحتها كان جسد تايلي, مغطى بالكامل بالجروح.
"هينغغغ..."
لوسي ماريل فركت عينيها بينما مددت جسدها بكسل.
"عمل جيد..."
لوسي خرجت من الحلبة, مرتاحة قدر الامكان, كما لو انها قد انجزت مهمة مزعجة.
الجمهور ما زال صامتاً بالكامل. عيون كل شخص كانت مركزة عليها.
لوسي نطت في طريقها الي وتجاهلت كل شيء, كما لو أن لا شيء قد حدث. ثم امسكت بكمي, وجهها كان فارغ, وقد بدأت بازعاجي مجدداً.
"هل تستطيع اعطائي اللحم المجفف الان؟"
اثناء ذلك, توصلت الى استنتاج.
سحر الرياح الذي استعملته لوسي اثناء المباراة قد يبدو كسحر رياح مبتدئ من النظرة الاولى, لكن هي لم تستعمله بنفسها. انا اعرف ما هذا السحر, السحر الذي يقيد حركات الخصم لفترة من الزمن ويصنع فجوة من خلال تدمير التوازن.
لقد كانت بركة العواصف. مهارة مكتسبة فقط من خلال توقيع عقد مع روح الرياح العليا ميريلدا.
لم تكن فترة طويلة منذ أن بدأت لوسي تاتي للمخيم خاصتي. بضعة ايام على افضل تقدير.
هي دائماً ما تبدو متعبة وتاخذ قيلولات, ومع ذلك فهي كانت قادرة على توقيع عقد مع روح رياح عليا.
ميريلدا ولوسي كانوا مفصولين بالكامل في القصة الاصلية. هم لم يتفاعلوا ابداً مع بعض لان لوسي لم تكن تمتلك اي سبب للذهاب الى الغابة الشمالية.
هل هذا يعني انها كانت قادرة على توقيع عقد مع ميريلدا بسبب انها كانت تبقى في مخيمي؟ ومن خلال هذا, كانت قادرة على استخدام بركة ميريلدا, فاصبحت اقوى بشكل غير ضروري مبكراً.
هذا فقط...
لم يكن اي احد يتخيل توقيع عقد مع روح رياح عليا فقط في غضون عدة ايام.
"......"
نظرت الى المكان الذي يوجد فيه تايلي. لقد ترك سيفه وجلس هناك, منهار مع راسه منخفض للاسفل. الحياة الموجودة عادة في عينيه لم تعد موجودة.
لابد أن الفرق العظيم في مواهبهم اشعره بالظلم. ادراك أن هناك جدار عظيم بينهما... لابد ان قلبه قد تحطم في لحظة.
هذا... اعتقد اني في مشكلة كبيرة الان...
وقفت بسرعة من مقعدي. لا استطيع تركه في هذه الحالة.
قمت بدفع لوسي بعيداً والتي كانت ملتصقة بي ومشيت نحو تايلي والذي كان يخرج من الحلبة في يأس تام.
"المشاركين التاليين في تدريب القتال هما إد روثستايلر والاميرة المكرمة بينيا ايلياس كرويل."
اثناء ذلك, اسمي قد تم استدعائه.
رأيت الاميرة بينيا في الحشد, تعدل ملابسها بشكل مرتب وتقف.
صادفت الاميرة في طريقي نحو الحلبة. عيناها اصبحت عدوانية في الدقيقة التي رأتني فيها, مثل المعتاد. حقيقة انها كانت عدوانية تجاهي لم تكن شيئاً جديداً.
يبدو انها قررت بالفعل ما يتعلق بشؤوني. لكن الاميرة بينيا لم تكن اهتمامي في هذه اللحظة.
"إد روثستايلر... المرة الاخيرة, انت..."
مشيت متجاوزاً اياها عندما كانت الاميرة على وشك قول شيء ما. تايلي سيغادر بالكامل لو توقفت الان.
الفعل المتمثل في تجاهل كلمات اميرة الامة هو جريمة لا يمكن مسامحتها, لكن في المنطقة الاكاديمية, الرغبة في التعلم تحدد مكانة المرء, لذا لن اواجه اي عواقب رئيسية, على الاقل.
بعد كل شيء, هناك شيء اكثر اهمية من هذا.
تركت ورائي الاميرة والتي كانت تماماً في حالة صدمة لكونها قد تم تجاهلها. رأيت تايلي وهو يختفي ضمن الحشد وصحت عليه.
"هاي! تايلي!"
انا لا اعرف اذا كان هذا سيصنع اي فرق, لكنه افضل من البقاء ثابتاً.
"جهودك سيتم مكافئتها! لا تصب بالاحباط! هاي! اصلح ظهرك! ليس هناك شيء لتكون محرج منه!"
لو أن قلب تايلي تحطم واصبح محبطاً تماماً, هناك فرصة عالية أنني سوف اعاني نتيجة لذلك, لم استطع تركه هكذا.
"امشي وانت واثق! لقد احسنت صنعاً! هذا فقط لان خصمك كان قوياً جداً! لا تكن محبطاً من شيء كهذا!"
ارجوك لا تكن يائساً, تايلي!
انت مقدر لك ان تمر خلال كل المصاعب! ستكون هناك الكثير من التحديات والمحن والتي سوف تحدث في الاكاديمية في المستقبل! انا لا اريد أن اكون الشخص الذي يقوم بعملية الانقاذ!
استمررت بالصياح بكلمات التشجيع والدعم بينما كان تايلي يمشيء ببطء ويختفي تماماً بين الحشد.
لقد كان يأساً خالصاً من اعماق قلبي.