الفصل 16: التمرين القتالي المشترك (3)

"بينيا, لقد ولدتي مع مباركة الاله."

اول شخص يتعرف على عينيها البصيرتين كان ابيها, الامبراطور كرويل.

حياة الامبراطور لم تكن سوى مسيرة لا نهائية من المعارك السرية والمؤامرات. ومنذ أن ابيها لم يظهر سوى جانبه النبيل للعالم, لا احد كان قادراً على تحديد كم كان قذراً الظلام الذي كان يخبئه.

والامبراطور كان مخطئاً بشأن العيون البصيرة للاميرة.

لم تكن هدية من الاله. لقد كانت شيئاً حصلت عليه من محاولتها لحماية نفسها من الهاوية المثيرة للإكتئاب.

هي لها ثقة تامة بقدرتها.

لقد كانت قادرة على قراءة عيون المستشار, والتي كانت مليئة بالنية لتسميم عمتها. لقد رأت رغبة الدوقة في تحويل ابنها الى فرد من العائلة الملكية. اخذت لمحة عن العيون المرتجفة للعامل الذي حاول سرقة السلسلة الذهبية من غرفة النوم. وسمعت الخطوات الغير المستقرة للقائد الذي حاول اختلاس تمويل اسلحة الفرسان. لقد شعرت حتى بنظرة الملكية الشابة والتي كانت تحسدها على قدرتها. ولاحظت الصوت المرتجف للجاسوسة المتنكرة كخادمة لجمع المعلومات.

اوه, الاميرة تعرف الهاوية المظلمة القابعة تحت نظرة كل فرد من العائلة الملكية والذي ينظر لاحسانها.

لكن على الرغم من معرفة اظلم اسرار الجميع, فهي قادت حياتها وتصرفت دائماً وكانها لم تكن تعرف شيئاً.

"انا اتطلع للعمل معكِ."

لقد نظرت مباشرة للفتى الذي قام بتحيتها بادب شديد.

الاميرة تمتلك مستوى مميز من الحاسة السادسة. مستوى اعلى منها من الحدس سيتطلب امتلاك القدرة على قراءة العقول.

*****

- "هاهاه! ما الامر معه؟! اليس هو إد روثستايلر؟ هو دائماً ما كان يرتدي الملابس الفاخرة والمجوهرات, لكن الان, هو يبدو كقروي!"

- "هذا المظهر المقتصد يناسبه جيداً!"

- "هو دائماً ما كان مغروراً, لكنه سيتضح اخيراً أنه ليس لديه اي موهبة في السحر."

همس الطلاب يمكن سماعه وصولاً الى الحلبة. يبدو انهم ارادوا التقليل والاستخفاف من إد على قدر ما يستطيعون, لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك لانهم كانوا امام اميرة المملكة.

"نعم, انا ايضاً اتطلع للعمل معك."

قامت برفع يدها بهدوء وشعرت بحركة سحرها, حالتها كانت الافضل. واحدة من اهم الخصائص للارشماجي* المذهلين هو الاعتناء الدائم بجسد الفرد.

(المترجم: تفضلون الارشماجي او الساحر العظيم؟)

ضيقت عينيها على الفتى الواقف امامها.

"جهودك سيتم مكافئتها! لا تصب بالاحباط! هاي! اصلح ظهرك! ليس هناك شيء لتكون محرج منه!"

"امشي وانت واثق! لقد احسنت صنعاً! هذا فقط لان خصمك كان قوياً جداً! لا تكن محبطاً من شيء كهذا!"

إد روثستايلر صاح على الطالب الذي كان في خطر الرسوب, لدرجة تجاهلها هي, اميرة الامة.

لكن بدل من أن تكون متفاجئة من كيف قلل من احترامها, ما فاجئها اكثر هو الالحاح في صوت إد.

- "هل سمعته وهو يصيح على تايلي سابقاً؟ هو حقاً عنيد."

- "ها... حتى بعد محاولته التنمر عليه في وقت سابق من هذه السنة, الا انه مازال يحدث ضجة. يجب عليه حقاً أن يتوقف عن افتعال المشاكل مع هذا الضعيف."

- "ربما يريد أن يحاول التصرف بشكل لطيف. شيء مثل, 'على الاقل انا اساعده الان, حتى بالرغم من كوني قد تنمرت عليه سابقاً.'؟ ربما يفكر بشيء كهذا."

- "واو, نواياه حقاً مظلمة في هذه الحالة."

- "الم يكن شخصاً كهذا بالاصل؟"

كلمات الحشد لم يعد بالامكان تسميتها همسات.

حتى الاميرة تستطيع سماعها طوال الطريق وصولاً الى المكان الذي كانت فيه. من المستحيل على إد روثستايلر أن لا يستطيع سماعها.

لكن عيناه ظلت هادئة. حتى حدقات عيناه لم ترجف اطلاقاً.

كان من السهل على الاميرة قراءة مشاعره من خلال عيناه.

اللامبالاة. وعدم الاكتراث. عدا ذلك مشاعر جيدة.

لقد كان شعوراً مألوفاً, انه نفس الشعور من تلك المرة التي رأت فيها إد في مخيمه. إد دائماً ما كان من هذا النوع من الاشخاص. همسات سخرية الجمهور لم تترك حتى خدشاً على قلبه.

كان هناك الكثير من الاشخاص مثل إد. اشخاص يميلون للسلوك الغير مكترث, ولدوا مع سلوك هادئ بغض النظر عما قد يقوله الاخرون.

هم اشخاص أمنوا بانفسهم ليكونوا مركز حياتهم. هذا الاعتقاد الراسخ المتأصل في قلوبهم لن يهتز بارادة الاخرين.

لا حاجة للبحث بعيداً عن هكذا ناس. السنة الاولى مليئة بهم.

طلاب مثل لوسي ماريل, الابنة الذهبية لورتيل, والرمح زيغز.

الاميرة شعرت بالارتياح على هذه الفكرة. بشكل ما, هذا جعل إد يبدو اكثر بشرية.

لقد اخذ الامر فترة لها لتقبل الامر, لكنه كان بشكل ما فوق مستوى العيون البصيرة للاميرة. لهذا السبب كان قادراً على اتخاذ موقفه مع هكذا قناعة.

مع ذلك, الكلمات المحيرة السابقة وتجاهله للاميرة...

إد كان يشجع طالب السنة الاولى من كل قلبه, الشخص الذي حاول افشاله سابقاً. هذا التناقض جعل الاميرة متحيرة.

فقط عندما اعتقدت الاميرة انها استطاعت فهمه, هو سيفعل شيئاً كهذا ويصبح كالسمكة الزلقة التي ستعذبها.

هل كان يصيح على تايلي ليسخر منه؟

هل كانت مجرد حيلة منافقة لاصلاح ما فعله بينما يشجع تايلي.

بدون معرفة دوافعه, افعاله تبدو وكانها تدعم افتراضات الجمهور.

لكن الاميرة رأت يأسه الصادق من فترة مضت, والذي هو شيء لم يظهره من قبل.

لو ناشدها هكذا مع كل قوته, لو سقط على ركبتاه وضم يداه معاً, لم تكن لتشعر بعدم الارتياح الشديد.

الكثير جداً من الناس قد احنوا رؤوسهم وناشدوا بكل يأس امامها على أي حال.

لكنه عامل مسألة طرده بلامبالاة, بنفس الطريقة التي يعامل بها كل السخرية والاستهزاء من الجمهور.

مع ذلك, ردة فعله على طالب السنة الاولى مكسور القلب والذي فشل لم يكن لامبالاة ولكن يأس غير طبيعي, شيء صادق من قلبه.

"انت تجعلني مشوشة, إد روثستايلر."

الاميرة تنهدت.

هل كان هذا شيئاً يستحق تضييع الكثير من الطاقة عليه؟

لقد كانت متعبة من التأثر بتصرفات إد غير المتوقعة.

لقد كان مجرد... طالب مرتبته نُزِعَت عنه.

هو لم يكن شخصاً فاسد, يحلم بالاطاحة بالعائلة الملكية. ولم يكن رئيس وزراء يختلس المال العام, او عامل مشين حاول السرقة من الثروة الملكية.

من يكترث لو لم تكن عيونها البصيرة تستطيع الحكم عليه.

نعم, هذه المباراة هي فرصة للاهتمام بالامر لمرة واحدة وبشكل نهائي. لانهاء كل هذا هنا.

الاميرة نجحت في تهدئة نفسها. هذه كانت فرصتها في قتال إد روثستايلر, والذي لم تستطع فهمه على الاطلاق.

"انا اريد انهاء كل شيء بشكل واضح في هذه المباراة."

كان هناك الكثير من الاشياء غير المعروفة في هذا العالم. طالما ان هناك طريقة بسيطة للاعتناء بها, فلا يهم. المحتوى غير مهم. فقط بسبب انها لم تستطع فهمه فلا يعني هذا نهاية العالم.

هي قامت مسبقاً بالحكم على مقدار المانا التي يمتلكها إد روثستايلر. لم تكن بالكمية المذهلة, لكن الطريقة التي يتحكم فيها بجريان المانا كانت تعني انه لم يكن خصماً سهلاً.

هذه كانت مباراة بين السنة الثانية والسنة الاولى. بالتالي, كانت هناك عقبة انهم لم يستطيعوا استخدام اي سحر عدا سحر المستوى المبتدئ للحد من قوتهم القتالية.

تستطيع القول ان إد قد حصل على الكثير من التدريب مع السحر العنصري المبتدئ من خلال الطريقة التي يتحكم بها بجريان المانا خلال جسده. لقد كان صعباً لقول كم من السحر العنصري المتوسط يستطيع استخدامه, لكنه, كان على اقل تقدير, ماهر في السحر المبتدئ.

المهارات السحرية للاميرة لم تكن شيئاً عظيماً مثل لوسي او لورتيل. لكن هي لم تهمل تمريناتها السحرية بسبب حرصها.

"فلتبدأ المباراة الان."

الاميرة بينيا استعدت.

الهجمة الاولى. عادة ما تستخدم لقياس مهارات الخصم.

السحر العنصري المائي للاميرة متخصص في الهجمات الغريبة. لن يكون من السهل الرد على التغيرات المفاجئة في تحركاتها القتالية.

"انا قادمة!"

الاميرة رفعت يدها, حيث تكون السحر العنصري المبتدئ 'كرة الماء'.

استخدام السحر لتكوين كتلة من الماء كانت تقنية صعبة. تستطيع ان تفاجئ الخصم خلال نقاطه العمياء مطبقة ضغط عظيم.

هي قادرة على استدعاء حتى خمس كرات ماء في نفس الوقت, مما يسمح لها بالهجوم من جميع الاتجاهات. مع ذلك, لقياسات مهارات إد اولاً, فقد استدعت واحدة فقط.

سحره العنصري كان الرياح والنار. كيف سيستجيب؟

الاميرة خططت لتغيير استراتيجيتها تبعاً لكيف سيستجيب إد. لقد كانت تفكر في زيادة معدل استخراج الطاقة السحرية خاصتها شيئاً فشيئاً, وتقاتل بكامل قوتها.

خلال المعركة النهائية الدرامية, الاميرة بينيا ارادت أن تنسى كل شيء تستطيعه عن إد روثستايلر, اللغز الذي لن تستطيع فهمه.

هناك الكثير من الاشياء التي تستطيع أن تعيرها الانتباه بعيداً عنه.

قامت برمي كرة الماء مع كل قوتها, كتلة الماء غيرت الاتجاهات بينما تحلق لمهاجمة إد.

الاميرة رأته. عيناه كانت تتبع مسار كرة الماء. هل سيستخدم الرياح؟ كيف سيدافع عن نفسه؟ وبعد دفاعه, ماذا سيكون الهجوم التال-

بانغ!

كرة الماء اصابت إد مباشرة في المعدة.

جسده حلق في الهواء قبل ان الدوران على الارض. كتلة من الغبار طارت في المكان الذي هبط فيه. لقد سقط تماماً, ممداً على الارض.

"... لقد خسرت."

"ماذا قلت؟"

عيون الاميرة بينيا بدات ترتعش.

- "هاهاهاها!"

- "واو! ماذا كان هذا بحق الجحيم! هو عديم الفائدة اكثر من تايلي!"

- "لقد تصرف كما لو انه رائع لكنه سقط فوراً!"

- "الاميرة بينيا! انتِ رائعة جداً! لقد كان هذا مذهلاً!"

الجمهور هتف وصفق لفوزها. هم يبدون سعداء جداً لرؤية عدو الشعب يسقط محطماً.

لكن هذا لم يبدو كذلك من المكان حيث وقفت الاميرة بينيا مقابلة له.

عينا إد روثستايلر كانت تتبع تحركات كرتها المائية بينما كانت تحلق نحوه.

ليس الامر انه لم يستطع ايقافها.

بل الامر انه لم يقم بايقافها.

"فقط ماذا انت..."

"مباراة عظيمة. شكراً لكي. لقد تعلمتُ درساً اليوم. ايتها الاميرة."

نزع درع المباراة ووقف, وقابل عينيها بينما كان يعطي تحياته.

وحينها ادركت الاميرة بينيا انه لم يقم بالاتصال بالاعين معها حتى الان.

لم يكن له اي اهتمام بالمباراة خاصتهم منذ البداية.

شعرت الاميرة بينيا كما لو أن شيئاً حاراً كان عالقاً في حلقها, ولن يختفي. الشعور غير المريح الذي حاولت التخلص منه خلال المباراة بدأ الان يبتلعها بالكامل.

*****

هل كان هناك حقاً وقت للمباراة؟

ركضت بسرعة خارج الحلبة باسرع ما يمكنني. السخرية والاستهزاء الطفولي الذي رحبني به الطلاب اليوم... لا بد انه كان عظيماً رؤيتي اطرح ارضاً بسهولة تامة بعد محاولة واحدة من الاميرة.

"تايلي... اين ذهب هذا الشخص؟"

كان هناك ترتيب للاولويات لكل شيء. وكل شيء له درجة من الاهمية.

لقد كان من المهم تقليل التاثير بحذر قدر المستطاع عند التفاعل مع الاميرة بينيا. هذا حتى لا اؤثر على القصة بما أن الاميرة كانت شخصاً مهماً جداً في اللعبة.

لكن تايلي, كشخصية رئيسية لهذا العالم, فهو اهم بكثير من الاميرة.

لو استسلم نهائياً للمصاعب واصاب بالاحباط, فستتكون تغرة مدمرة في خطتي العظيمة للاستفادة منه حتى اتخرج.

علي أن افعل شيئاً مهما كان الامر. لا يهم كم كانت الاميرة شخصاً مهماً. لن تكون اهم من جعل تايلي يتخطى هذا الامر.

"على اي حال, ايجاد تايلي هي اولويتي الاولى."

بترك سخريتهم واستهزائهم بالخلف, اندفعت نحو الممر المؤدي الى مخرج قاعة نايل. الدرس لم ينتهي بعد, لكن يجب أن اكون قادراً على الاختلاط بين الحشد والمغادرة بدون أن يلاحظ احد.

طالماً اجد طريقة لمساعدة تايلي على الرجوع لرشده, استطيع فقط العمل بجد لتغطية الاشياء التي ستؤثر على درجاتي.

لقد استغرقت وقتاً طويلاً مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار, ملاحظاً وجود شخص اخر ورائي.

"إد روثستايلر!"

الاميرة قفزت بشكل مفاجئ من الحلبة وقامت باللحاق بي. حيويتها تبدو ضعيفة حيث كانت تتكئ على الحائط, ملتقطة انفاسها.

نظرت الى الوراء نحو الاميرة, متحير لابعد درجة.

"هاه؟ الاميرة بينيا, لكي تاتي كل هذا الطريق الى هنا بدون فرسانك..."

"لا تصنع هذا الوجه وكانك لا تعرف اي شيء!"

بصراحة, كون الاميرة تصرخ علي بصوت مليء بالامتعاض كان مفاجئ قليلاً. هل كانت من هذا النوع من الشخصيات في اللعبة؟

لا, السؤال الافضل هو, هل كان هناك حتى شيء جعلها غاضبة جداً؟

"كل مرة... غير متأكدة من كونه صحيح او خاطئ... هل تعرف كيف كان محبطاً الاضطرار للحكم على شخص كهذا؟"

"امم... لست متاكداً عما تتحدثين عنه. لو كان حول المبارة, لقد تعلمت درساً بفضلكِ..."

"ماذا تقصد بكونك قد تعلمت درساً...!"

استطيع بوضوح رؤية قبضاتها المشدودة تهتز. لابد أنها غاضبة بجدية.

"الاميرة بينيا, ارجوكِ... فلتهدئي."

"انت حتى لم تفكر بالفوز من البداية. كل ما كنت تفكر فيه هو الخروج من الحلبة باسرع ما يمكن!"

"الاميرة بينيا, صوتكِ عالي جداً..."

الاميرة ليست من نوع الاشخاص الذين ينزعجون كفاية ويظهرون الامر علانية هكذا. لقد كان هذا شيئاً غير متوقع بالبتة, قادماً منها.

الاميرة بينيا كانت شخصاً من العائلة ملكية والتي كرهت استخدام سلطتها للضغط على الناس. كما كانت ايضاً نبيلة لم تنسى قيمة وقارها في كل الاوقات.

اذن لوضع ضغط, هز قبضاتها, ورفع صوتها, بدون اي وقار, على شخص اقل منها قوة... فهذا ضد مبادئها الخاصة. ولو كان هناك شخص يرى هذا او يسمعه, فان الاشاعات لن تكون جميلة.

حاولتُ تهدئتها اولاً.

"من الصعب بما فيه الكفاية متابعة دروسي, لكن التاجرة الشبيهة بالثعلب تستمر باخفاء نواياها وتحاول التهام الاكاديمية باكملها لاجل مصلحتها! ومزاج الاستاذ كلاست لا يتحسن! بالاثناء, الناس حولي يستمرون بذكر القوانين الملكية... حتى لو لم ارد, يجب علي أن اعير انتباهي لهم! كل هذا صعب للغاية!"

هل كان لديها كل هذا الغضب المخبئ؟

لكن لماذا كانت تفرغه كله علي؟ هل كانت خطيئة لخوض نزال معها؟ انا فهمت انها تمتلك الكثير من الاحباط المخبئ بداخلها, لكنها لم تكن لتفجره كله علي, هل كانت؟

"الاميرة, ارجوكِ اهدئي."

مستعد للانتقاد بسبب افعالي المهينة, قمت بلمس الجسد الملكي للاميرة, قمت بوضع كلتا يداي على كتفيها وقمت بالتواصل بالاعين.

"فالتاخذي نفساً عميقاً."

بينما كانت يداي على كتفيها, اخذت الاميرة نفساً عميقاً. لا احد يجرؤ على لمس الاميرة في هذه المملكة. لكن في حالة حيث كنا لوحدنا فقط... هي كانت على الاغلب متفاجئة من لمستي المفاجئة.

"ليس هناك حاجة لتكوني منفعلة جداً. فقط خذي نفساً عميقاً, شهيق وزفير."

الاميرة استمعت واخذت عدة انفاس عميقة, شهيق وزفير...

في هكذا حالات, يشعر الناس عادة بالحرج بعد استعادة هدوئهم.

"اه...اك..."

الاميرة بينيا ادركت كم كانت تتصرف بشكل غير لائق وقامت بتغطية وجهها.

كانت هذه لحظة استيعاب, الاحراج اتاها دفعة واحدة.

"امم... بشان ما حدث سابقاً... ارجوك انسى كل شيء..."

فكرة عظيمة!

"اه... بالطبع..."

كانت يدها تغطي وجهها لفترة, محمرة من الاحراج الشديد.

اذن... هل كانت بخير الان؟

هل استطيع الذهاب الان؟

"نعم, انا اعرف اني لدي عادة سيئة بمحاولة فهم الناس وتجميع مخططاتهم السرية, حتى بالرغم من اني اعرف انه لا باس من السؤال ببساطة اذا كان هناك شيء اتسائل عنه. اعتقد أن هذا بسبب أني قد تربيت في العائلة الملكية."

هي بدأت بالتحدث عن اشياء لم يسألها احد عنها.

لا, انا فهمت! سوف استمع لكي في وقت لاحق واعطيكِ ردة فعلي الصادقة في ذلك الوقت!

فقط دعيني اذهب! انا احتاج لايجاد تايلي!!!!

"هذه العادة السيئة... انا اعرف انها لدي ولكن..."

انا لا استطيع اخبارها مباشرة في وجهها, 'اوه, انا لا اهتم. فقط دعيني اذهب. الامر مستعجل. انا مشغول.', لذا يجب علي الايماء براسي للان.

"انا ارى. ايتها الاميرة, ثم..."

"اذن, دعني أسالك مباشرة."

ماذا الان؟!

"هذا ما افكر فيه, انت تعرف شيئاً حول الظلام المخفي في عائلة روثستايلر, او انك قد تأذيت منهم, لذلك حاولت قطع روابطك مع العائلة باكملها. لكنك احتجت نوع من الحجج لكي يتم التبرؤ منك, لذا قمت بالتنمر على الطالب المسمى تايلي. هل هذا صحيح؟"

الاميرة استمرت بالكلام بينما تبقي على اتصال بالاعين معي. لقد كان استنتاجاً ذكياً للغاية. معظمه كان خاطئ, لكن بعض الاستدلال حول الجانب المظلم من عائلة روثستايلر كان صحيحاً.

ربما ذكرت هذا سابقاً, لكن رئيس عائلة روثستايلر, السيد كريبن روثستايلر, كان يدرس سحر الخلود مع قوة ميبولا, اله الشر في العصور الاسطورية. اثناء هذه العملية, كثير من الناس تم التضحية بهم كتجارب.

لكن كان هذا شيئاً ستحقق فيه الاميرة مباشرة من خلال حشد القوة الاكاديمية التي اكتسبتها خلال النصف الثاني من القصة. ما زال هناك الكثير حتى ياتي هذا الحزء.

"لذا لو كنت تعرف شيئاً عن الظلام في عائلة روثستايلر..."

هل هناك سبب لاخبارها؟

"انا لا اعرف اي شيء."

"هذا مستحيل..."

الاميرة قاطعت جوابي بسرعة.

"منطقياً, هذا لا معنى له. لماذا صحت على تايلي للتو؟ لماذا تشجع وتدعم الشخص الذي كنت تحاول جعله يطرد؟ انت لم تكن تكره تايلي في المقام الاول, هل كنتَ؟"

"اه... هذا..."

هاي, هذه الطفلة, لماذا اسئلتها ذكية جداً؟

"هذا... انا كنت فقط اضايقه. او... احم...هذا...حسناً...همم... حسناً كل شخص يكرهني, صحيح؟ لذا عندما شجعت تايلي, انا اردت ان اريهم جانب مختلف مني... بالتالي الن يروا هذا الجانب مني...؟ شيء مثل هذا..."

"اي شخص يستطيع أن يقول بأن هذه كذبة!"

"لا, انا لا اكذب..."

"لدي شيء يساعدني على الحكم على الشخص الاخر افضل من اي شخص اخر. انها فخري, عيناي البصيرتان."

الاميرة رفعت راسها وتحدثت بوضوح, لقد كان هذا صحيحاً. الاميرة العطوفة بينيا كانت شخصاً لا يمكن منافسته عندما يتعلق الامر بالحكم على الناس.

"حتى لو كان كل شخص في العالم يصدقك, انا ارى بوضوح من خلالك, حتى ولو للحظة. في تلك اللحظة التي قمت فيها بتشجيع تايلي, كنتَ حقاً يائس."

لا, ليس لدي خيار سوى ان اكون يائس جداً... سوف اكون في مازق كبير لو اصاب بالاحباط.

لكن هذا شيء لن استطيع شرحه لها. بدلاً من ذلك, قررت استخدام 'استراتيجية الدفاع المطلق' والتي كل شخص في العالم استخدمها. من طلاب المدارس الابتدائية الى البالغين.

"انا جاد..."

هل تملكين اي دليل؟

انتِ لا تملكين دليل, صحيح؟

انتِ لديكِ فقط شكوكِ, صحيح؟؟؟

"لا, هذا..."

"لكنها الحقيقة... انا اقول الحقيقة..."

الاستراتيجية التي لا تترك اي مجال للمناقشة. حتى لو كان لديها عيونها البصيرة, بسبب اني قلت انه لم يكن كذلك, بالتالي فهو لم يكن كذلك. لو استمرت في ذكر الموضوع, لن يكون لديها اي خيار سوى احضار ادلة مادية.

"انا جاد... انها الحقيقة..."

"ااه... جدياً...!"

عند هذه النقطة, بدون سلوك او وقار, الاميرة امسكت بشعرها بكلتا يديها, تعبيرها كان الجنون مع الاستياء. داست بقدميها واستمرت بقول نفس الشيء.

لم يكن هناك مكان لتحرير غضبها واستيائها لذا داست على الرصيف.

"ااااااه! جدياً!"

ان تكون قريباً جداً من اكتشاف الحقيقة, فقط لتضطر للهرب والركض بشكل مستمر بعيداً عنها سيتركها بالتاكيد مستاءة لدرجة خروج الدخان من راسها. ليس فقط يوم او يومين, ولكن لعدة اسابيع.

فوق كل هذا, عيونها البصيرة سمحت لها بالرؤية خلال اي احد بسهولة. كما لو أن هذه تجربة جديدة لها, فهي مجبرة لتكون اكثر استياءاً واختناقاً بمرتين او ثلاثة.

لكن ليس بحوزتي فعل شيء. من مسؤوليتي التأكد من أن المستقبل كان مستقراً ويتحرك تبعاً للقصة بسلاسة قدر المستطاع.

لو كان هناك شخص اخر في مكاني... هل كان ليرغب باخبارها؟

2022/10/06 · 853 مشاهدة · 2797 كلمة
نادي الروايات - 2024