الفصل 18: الابنة الذهبية (1)

"هاي هاي!"

كنت قادراً على منع زوايا فمي من الانقلاب راساً على عقب من خلال قوة ضبط النفس البحت والذي يفوق حدود البشر.

وذلك بسبب رجوعي للمخيم بعد جمع بعض النباتات والاعشاب القابلة للاكل لكي اجد ضيف غير مدعو.

الضيف لم يكن شخصاً اخر سوى الطالبة الاعلى للسنة الثانية, المسماة بالعنصرية العبقرية, ينكار. كان تجلس على جذع الشجرة خاصتي مقابل للنار, تلوح بقدميها بينما تقوم بالتحية.

نحن التقينا سابقاً بالصدفة عند الشجرة الحامية لميريلدا, وهي غالباً ما تقوم بتحيتي عندما تكون هناك دروس مشتركة بيننا. على الرغم من أني لم اقم برد اي من تحياتها بشكل مناسب.

هذا بسبب أني احاول تجنب ينكار. بجانب ذلك, صديقاتها المفضلات دائماً ما يظهرن مثل الاشباح لياخذونها بعيداً عني.

في الحقيقة كنت شاكراً لذلك بما أني اردت تقليل تواصلي معها. لكن لينكار والتي ارادت مصادقة الجميع, لا بد أنني عقبة كبيرة لها.

انا متاكد أن اصدقائها قد ذكروها عدة مرات أن لا شيء جيد ياتي من مصادقة شخص حقير مثل إد روثستايلر. لسوء الحظ بالنسبة لهم, ينكار كان لديها سلوك طفل صغير.

هي دائماً ما تمتلك مظهر نشط, وحتى عندما تبدو وكانها تجلس ساكنة ولا تفكر بفعل شيء, ففي النهاية سوف تمضي قدماً وتفعل اياً كان ما تعتقد صحيح.

هذا الموقف بحد ذاته هو دليل دامغ.

"واو, هذا مذهل! هذا يبدو تماماً كقاعدة سرية هنا!"

قامت برفع يديها وتجولت بحماس في اعجاب, مثل طفل بريء يشاهد الثلج لاول مرة.

"هل استطيع الاستمرار بالمجيء للعب؟"

'لا, لا تستطيعين' هذا هو ما اردت قوله لكنني كنت خائفاً من أنها قد تتاذئ لو قلت الامر بشكل مباشر. اه, هذه الفتاة المتفائلة والنشطة لديها نوع من المواهب والتي تجعل الناس يرغبون في حمايتها. لا بد أن هذا سبب أن زملائنا يهتمون بها كثيراً.

"حسناً, لو وجدتي شيئاً جيداً حول هذا المكان, فيمكنكِ المجيء."

"قلبي يخفق بسبب أن هذا المكان يبدو كمغامرة. إد, الا تعتقد ذلك ايضاً؟"

بالطبع, قلبي كان يخفق كل يوم. قبل ايام قليلة, ارتكبت خطأ اثناء ادارة لهب المخيم وانطفات النيران عند الشروق لذا كنت على الوشك التعرض لهجوم من قبل دب بري.

لذا حتى بالرغم من أن كلا قلبينا كانا يخفقان, كان هناك بالتاكيد اختلاف بينهما.

"انا اريد التحدث معك اكثر... هناك اشياء اريد سؤالك عنها... وهناك اشياء اريد نصيحتك فيها."

'من بين كل الناس الموجودين, لماذا يجب أن يكون انا؟' لكن سيكون هذا سؤال قاسي لطرحه مباشرة في وجهها.

لا يهم كم كان من الضروري ابقاء مسافتي, معاملة الاخرين بفضاضة شديدة سيقوم فقط بجعل شخصيتي قمامة.

ولكن من ناحية اخرى, من الصحيح ايضاً أن لا شيء جيد سياتي من أن اصبح لطيف جداً.

"كيف عرفتي اين تجدين هذا المكان؟"

مخيمي يقع في زواية من الغابة الشمالية الواسعة, بعيداً جداً عن كل من المنطقة الاكاديمية والتجارية.

هناك فقط عدد قليل من الناس والذين يعرفون أنني اعيش هنا.

"هل من الممكن ان ذلك الذئب قد اخبركِ؟"

لا بد أن الجواب الاكثر ترجيحاً هو ميريلدا.

روح الرياح العليا ميريلدا كانت اشبه بالعائلة بالنسبة لينكار. وكانت هذه غابتها, لذا سيكون من المنطقي لو اخبرت ينكار حول عيشي في زاوية من غابتها.

"لا, ميريلدا تتحدث عنك كثيراً ولكن... لكن هي لم تخبرني ابداً عن موقع مخيمك او اي من اسرارك الشخصية. بسبب أن هذا كان عملك الشخصي."

واو, تلك الحقيرة. لقد كانت بشكل مفاجى تحافظ على خصوصية الاخرين, اليس كذلك؟ انا ظننت بانها قد اخبرت ينكار مسبقاً بكل شيء عني بما انها كانت ثرثارة.

اذن من بحق الجحيم اخبر ينكار عن موقع مخيمي؟

"والجواب هو..."

ينكار صنعت صوت دق طبول كما لو كان للاعلان عن من هو.

بلوي شعري بالانحاء, لم اعطي جوابي مباشرة. بالرغم من اني قد حزرت من هو من خلال عملية الاقصاء.

"اذن هي بيل..."

"واو! ا-انت حقاً سريع البديهة!"

بيل مايا. هذا الاسم, والذي كان نوعاً ما غير مالؤف لي, يشير الى خادمة رفيعة في قاعة اوفيليس, والمشهور بكونه الافخم بين مهاجع الطلاب الثلاثة في اكاديمية سيلفينيا.

كيف كانت قادرة على اخبار ينكار حول موقع مخيمي؟

حسناً, للحديث عن ذلك, يجب ان نعود الى اسبوع مضى من الان.

*****

[الاسم: إد روثستايلر]

الجنس: ذكر

العمر: 17

السنة الدراسية: الثانية

النوع: انسان

الانجازات: لا شيء

اللياقة: 6

الذكاء: 5

البراعة: 9

قوة الارادة: 8

الحظ: 6

تفاصيل مهارات القتال >>

تفاصيل مهارات السحر >>

تفاصيل مهارات الحياة >>

تفاصيل مهارات الخيمياء >>

لقد كانت نهاية الاسبوع المنتظرة, الوقت حيث استطيع اخيراً الاعتناء بالاشياء التي قمت بتاجيلها كل الاسبوع الدراسي.

اولاً, قمت بغسل ملابسي الغارقة بالعرق نتيجة الصيد كل الصباح وعلقتها لتجف على الصخرة بمقابل النهر.

لقد مر اسبوعين مسبقاً من ذلك الدرس القتالي المشترك المتعب.

الارتباط مع شخصية رئيسية بالقصة قد جعلني اكبر بحوالي عشرة سنوات. كما شعرت بالتعب ضعف المعتاد, شعور مشابه للمشيء على حبل رفيع, دائماً ما اكون قلقاً حول تاثيري بشكل سلبي على القصة الرئيسية بينما اعيش حياتي اليومية.

على الرغم من ذلك, لحسن الحظ فبعد التدريب القتالي, لم يكن هناك اي مرة حيث تعاملت فيها مع الشخصيات الرئيسية. لقد كان وقتاً مريحاً لي.

لقد كنت قادراً على التركيز بالكامل على دراستي ونجاتي, واللياقة خاصتي ارتفعت بمقدار نقطة اضافية. على الرغم من ان براعتي العالية نسبياً بدأت تنخفض في قدرتها على اكتساب الخبرة لاجل نقطة اخرى. من المستوى 10 فما اعلى, رفع مستواها ولو حتى بنقطة واحدة لن يكون سهلاً.

احصائيات لياقتي ليست بهذا السوء. بالطبع, ستبدو مثيرة للشفقة امام طلاب قسم القتال والذين يمتلكون احصائيات قتالية ساحقة, لكنه مستوى يكفيني بشكل جيد كشخص عادي.

بعد كل شيء, كل النقاط المرجعية للاحصائيات عالية الاداء كانت 10. بغض النظر عما اذا كانت لمستوى اتقان الفرد او للاحصائيات البدائية, الربح سيكون منخفضاً جداً عند الوصول للمستوى 10. ومن هناك, جهود ساحقة للعظام يجب ان تبذل لاجل رفعها ولو قليلاً.

وباعتبار ان الاحصائيات النهاية كانت حوالي 20, ما زال هناك طريق طويل لقطعه.

لكن كان هذا بالنسبة للشخصية الاستثنائية القابلة للعب والذي تذهب وراء معايير الشخص الطبيعي. احصائياتي الحالية كانت تكفي بالفعل لعيش حياتي.

بجانب ذلك, الشكر لجهودي, جسدي بدأ بالفعل باكتساب بعض العضلات.

بنزع ملابسي العلوية, نظرت الى انعكاس جسدي في الماء.

"كما توقعت, احصائيات لياقتي تمتلك تاثير حقيقي."

لقد كنت بشكل مستمر في جدول ضيق طوال الشهرين المنصرمين, دافعاً فيها حدودي البشرية. في محاولة للاستمرار بفعل ذلك, جسدي بدأ يتاقلم.

حتى لو لم استطع أن اصبح رجل مفتول العضلات مع عضلات متوحشة, على الاقل جسدي بدأ بتشكيل عضلات حول معدتي, كتفاي, وذراعاي. لقد كان هذا انجازاً عظيماً لأن إد الاصلي كان نحيلاً كالانشوجة*.

بما أن هذا الجسد لم يكن لديه اي مواهب جسدية حتى ابدأ معها, اظن أنه من العادل أن اقول بأني قد حققت الكثير من التقدم.

حتى مع ذلك, مستوى مهاراتي لكل من قوسي وخنجري ما زال قليلاً جداً. خنجري كان واحداً من اكثر الاسلحة المستعملة لدي ولكنه لم يقم حتى بمراكمة اي مهارة. لقد كنت افعل هذا لوقت طويل ولكن ما زال لدي طريق طويل جداً لقطعه.

"يجب علي التمرن الان حتى استطيع توفير المزيد من الراحة لاحقاً... هذا ليس الوقت للكسل غير الضروري."

لقد حصلت على نتائج عظيمة حقاً, لكن لا يجب أن اكون راضياً بهذا فقط. بدات بتمديد اطرافي, ثم قمت بثني ظهري ولف خصري. احتاج للبدء بالتحرك للاعتناء بكل العمل الذي لم استطع فعله طوال الاسبوع.

كنت اخطط لصنع المزيد من الفحم وقطع بعض الاشجار مجدداً. ثم اخطط لخياطة شبكة مع الوقت المتبقي في الظهر. سوف اجمع كل الخيوط المتبقة وارتبها بشكل قطري, ثم اقوم بلفها نحو كل جزء لصنع شبكة معقدة.

لكن لماذا اصنع شبكة؟ بينما ستكون من اجل الصيد, فانا اخطط لاستعمالها بشكل اهم لحفظ السمك.

بالعادة اقوم بتخزين اللحم في المخزن تحت الارض, لكن منذ اني لا اقوم بحفظه لمدة طويلة, حيث يفسد بسرعة. فان تمليحه كله اصبح ايضاً مشكلة لان الملح الذي احصل عليه من الصخر الملحي لم يكن ابداً كافي.

الطريقة التي كنت افكر فيها هي تدخينه. استطيع تدخين السطح مع الخشب والذي سيطبخه قليلاً. ثم استطيع تجفيفه. فعل ذلك سيزيد من فترة صلاحية السمك لعدة ايام, وسيسمح لي باستثمار المزيد من الوقت لاجل دراستي واعمالي الاخرى حول المخيم.

لكن السمك المدخن ما زال غير فعال كلحم حين ياتي الامر لعمر الصلاحية. ايضاً, هو يميل الى التلاعب بالطعم مما يجعل من الصعب طبخه.

لذلك كنت افكر في صنع شبكة. سوف اقوم بتعليقها باحد الفروع بجانب النهر وستعمل كمزرعة سمك. لو عمل هذا بشكل جيد, فساستطيع الحفاظ على السمك حياً. فاستطيع الحصول على كل من الطزاجة والطعم الحقيقي للسمك.

لا بد انها محاولة تستحق العناء. لم اكن امتلك الطاقة لفعلها اثناء الاسبوع الدراسي بسبب دروسي وكوني يجب أن اجمع الموارد للعيش يوماً بيوم. لكنني امتلك وقت فراغ في نهاية الاسبوع مما يسمح لي بالتجربة.

قررت بسرعة الذهاب لصنع المزيد من الفحم, ثم فحص زيي المدرسي والذي يجب ان يكون جافاً بحلول ذلك الوقت, ثم استطيع البدء بالعمل على شبكتي.

"ززز... ززز..."

بدات بتمديد جسدي اكثر, لتدفئة جسدي العلوي العاري. لكن عندما وصلت الى منضدتي, وجدت لوسي مارييل ملتوي على جذع الشجرة, نائمة.

قمت بشكل طبيعي بالتقاطها وحملتها على كتفي مثل كيس من البطاطا, ثم رميتها داخل الملجأ الخشبي.

"اوو, اغغ!"

لوسي رُمِيَت وانقلبت فوق السرير المغطى بجلد السنجاب والدلق الناعم. ثم تنفست بهدوء من خلال شفتيها وسقطت نائمة.

لقد كان وقت قيلولة لوسي. مباشرة قبل أن انساها, ستاتي الى مخيمي وتستخدم سريري. انا حتى لم اعد اتنهد عندما اراها.

"سوف اذهب لقطع 50 قطعة من الفحم ومن ثم سافحص زيي المدرسي. يجب ان انتهي خلال ساعة."

قمت بالبصق على يداي وامسكت بالفاس, ثم قطعت به اول فحمة لي لليوم.

كلانك!

"وااهك..."

سمعت صوت تحظم ورائي لذا استدرت ورايت لوسي تدلك ببطء جبهتها كما لو انها قفزت وضربت راسها بالدعامة الخشبية.

لوسي لم تستيقظ ابداً ما لم اقرص كلا خديها. لكن الان هي قفزت فجاة من تلقاء نفسها.

"مالذي تفعلينه؟"

"...اشعر بشيء ما!"

ثم قامت بالتقاط قبعة السحرة خاصتها وركضت خارج مخيمي مثل الرياح.

لم استطع فعل شيء سوى الاعجاب بحركاتها الشبيهة بالبرق. في غمضة عين, هي قد ذهبت واختفت. كل ما بقى هو الاثار الجانبية لسحر الرياح الذي استعملته.

"ما الامر معها؟"

لكن لم ياخذ الامر وقتاً طويلاً لمعرفة السبب.

"من هنا؟"

بيل مايا خرجت من العشب, خادمة رفيعة في قاعة اوفيليس, اكثر مهجع مرموق في سيلفينيا.

انا اعرف التنظيم المفصل للخادمات في قاعة اوفيليس.

قاعة اوفيليس كان المكان حيث كل انواع النبلاء والطلاب الموهوبين يعيشون. وبالنسبة للناس الذين يديرون هذا المهجع, فان خادمات قاعة اوفيليس يعملون جميعاً بنفس المهارة والفخر الذي لدى الخادمة الملكية. هم عادة متخصصون في مجالهم وقد تلقوا تعليماً خاصاً منذ الطفولة.

لكن هذا كان مجرد جزء من تنظيمهم. انا لا استطيع تذكر اي شيء بارز حول امتلاكهم لتاثير كبير في قصة اللعبة.

لقد كانوا موجودين فقط لنشعر بكم كانت قاعة اوفيليس مميزة, لكن لم يكن هناك شخص فيهم والذي امتلك تاثيراً مهماً على قصة اللعبة.

بمعنى اخر, بيل مايا التي قابلتها لم تكن مهمة. لو نظرنا الى مستوى اهميتها في القصة, فهي شخصية جانبية تقارن بإد روثستايلر, الشرير الذي تم كتابته في بضعة لقطات وتم رميه بعيداً.

"كنت افكر في المشيء عميقاً في الغابة لاول مرة منذ فترة, لكن لم اتوقع أن اجد السيد الشاب إد هنا."

"اه, نعم. لقد مرت فترة."

"لا تحتاج للتحدث بشكل رسمي معي."

بيل مايا كنت شخصية غير مهمة في القصة, لكنها ستظهر في بعض الاحيان وتعطي سطر ذو معنى.

كمثال, عندما يواجه البطل او البطلة تحدي, فهي ستقول, 'لكن الارادة في عينيه ما زالت حية. انا متأكدة من انه سينتصر بالتأكيد' او 'لو كانت هي... فستستطيع بشكل اكيد تخطي الامر,' واسطر اخرى مثل هذا. هي كانت شخصاً سيعطي هكذا تنبؤات لها معنى.

هي بالحقيقة لم تفعل اي شيء لحل المشكلة, لكنها ستعطي اللاعب الثقة بأن المشكلة ستحل. لقد كانت شخصية ضرورية والتي بدت بالحقيقة غير ضرورية نوعاً ما.

عدا عن ذلك, لقد كانت الشخص الوحيد التي لوسي مارييل, ساحرة تفعل اياً كان ما تشاء, تخافها.

مهما كانت لن يغير حقاً من المعنى الذي وضع فيها.

لقد كانت فقط عضواً في 'نادي الشخصيات الجانبية' مثل 'إد روثستايلر'.

"سوف اتحدث بشكل رسمي."

"انا غير مرتاحة عند تحدثك بشكل رسمي جداً."

"بكل الحالات, انا لم اعد نبيلاً."

"لكنك ما زلت طالباً في سيلفينيا."

شعرها الاسود المرتب القصير وسلوكها المتواضع شرح كيف اصبحت خادمة رفيعة في قاعة اوفيليس, مكان مليء بكل المحترفين.

حتى بالرغم من كونها قد اتت الى هذا العمق من الغابة, زي الخادمة الانيق خاصتها لم يمتلك تجعيدة واحدة, حتى بالرغم من عدم قدرتها على استخدام السحر المبتدى.

"لو كنت ساتحدث بصراحة, فانا حقاً متفاجئة."

لم يكن يبدو انها تمتلك ذرة صدق واحدة حتى بالرغم من قول هذا الكلام.

"نبرة صوتك قد تغيرت كثيراً, وانت تمتلك الان مثل هذه البنية القوية."

عندها فقط ادركت أنني كنت نصف عاري. نادراً ما اصاب بالاحراج لكن رؤية تعبيرها الذي لا يتغير كان حقاً محرج.

"انا اعتقد انه تغير جيد حقاً. انا سعيدة."

"اه, نعم..."

"تستطيع التحدث بشكل اعتيادي."

"لكنني لا اريد ذلك."

"......"

لا استطيع ان اقول ذلك بسبب وجهها الخالي من التعابير ولكن اعتقد أنني قد طعنت بفخرها الغريب حينها.

"يجب عليك ذلك."

"لكنني لا اريد ذلك."

"عندما كنت تعيش بقاعة اوفيليس, انت فعلت ذلك."

"كان ذلك حينها. عندما كنت اعيش في قاعة اوفيليس."

كل الخادمات في قاعة اوفيليس يمتلكون اصرار غريب من الصعب فهمه.

رايت ان بيل تمسك بسلة كبيرة في يد واحدة. بالنظر الى محتوياتها, يبدو كما لو أنها مليئة بكل انواع المشروم, الخضراوات البرية, والفواكه.

الوجبات في قاعة اوفيليس غالباً ما تستخدم المكونات عالية الجودة الموصلة من المحلات المختلفة. لكن عندما تكون المكونات الطازجة ضرورية, فستكون هناك مرات تقوم فيها الخادمات بالحصول عليها محلياً.

برؤيتها تقوم بهذا جعلني افهم تلك الميم على الانترنيت حول دعوة خادمات قاعة اوفيليس, 'المصنع البشري لمنتجات المزارع'*².

الطلاب لم يكن عليهم فعل شيء, كل ما كان عليهم فعله هو الجلوس ساكنين وفتح افواههم.

"انا اعلم انك ما زلت تحضر الاكاديمية. انا اساعد السيدة الشابة ينكار مع تحضيراتها الصباحية وهي دائماً ما تتكلم عنك, السيد الشاب إد."

"هل هذا صحيح؟"

"لكن لم يكن لدي فكرة انك تعيش هكذا. عندما غادرت قاعة اوفيليس, وجهك يبدو كما لو أنها كانت نهاية العالم. انا اعتقدت أن الامر سينتهي بك بمغادرة الاكاديمية."

كم هو غريب للخادمات امثالها لكي يشعروا بعدم الراحة عندما يتحدث احد معهم باحترام. فقط ما نوع التعليم الذي تلقوه لكي يصبح لديهم هذا النوع من العقلية؟

لكن ما لفت انتباهي هي السلة التي كانت تحملها.

كانت مليئة بكل انواع الفطر, الخضروات البرية, والفواكه.

انا شعرت بأني مقيد بالمعرفة التي حصلت عليها من الكتب عندما ياتي الامر للنباتات القابلة للاكل. بما ان محتوى السلة يجب ان يكون كله قابل للاكل, لو استطعت فقط الحصول على واحدة, ثم فأن انواع النباتات التي استطيع جمعها ستزداد بشكل هائل.

انا لم المس الفطر والفواكه, وبالاخص, لأن هناك احتمال أن تكون مكونات سامة اذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب. ليس بيدي حيلة سوى أن يسيل لعابي على الفرصة لفتح الطريق امام المزيد من الخيارات.

بيل مايا قد تبدو باردة حقاً, لكنها بالحقيقة لطيفة حقاً. سوف تقبل بصدر رحب لو طلبت المساعدة.

مثلما ذكرت, لقد كانت شخصية ثانوية ليس لها تاثير كبير في القصة. لا شيء كبير سيتغير او يحدث عندما نتفاعل او نصبح اقرب لبعضنا البعض.

في الحقيقة, ربما هناك فوائد اكثر من السلبيات. لو اصبحنا اقرب قليلاً, الن استطيع حينها أن اطلب منها المكونات, الخيوط, وادوات العمل الاخرى التي تترك حول قاعة اوفيليس.

في هذه المرحلة, الن يكون من الغباء لو قمت بطردها ببرودة؟

وجوه خادمات قاعة اوفيليس نادراً ما تظهر خلال اللعبة باكملها. هذا صحيح! يجب ان يكون الامر غير مهم لو اصبحنا قريبين لبعضنا البعض!

بعد ان وصلت الى هذا الاستنتاج, قمت بتعديل صوتي وتحدث مع بيل مايا بنبرة ترحيبية, مع ابتسامة مريحة.

"بالمجيء كل هذا الطريق عميقاً في الغابة لاحظار هكذا مكونات, لا بد انك ممرتي بالكثير. ولكن بالنسبة لتلك السلة..."

هذا صحيح, يجب ان يكون الامر على ما يرام لو اصبحنا اصدقاء!

وهذا كان قراراً ساندم على اتخاذه حتى نهاية القصة.

*****

"نعم, نعم. تحدثت كثيراً مع بيل عنك, إد. لذلك حينما كنا انا وبيل نتحدث, هي فجاة اخبرتني عن كيف التقتك هنا."

هل كانت بيل مايا حقاً تذهب بالارجاء وتكشف معلوماتي السرية هكذا؟ شيء حتى روح الرياح العليا كانت تحميه.

لا, انا متاكد أن بيل مايا التي اعرفها كانت هادئة ولن تتحدث عن الاخرين بلا اكتراث. بعد كل شيء, كونك متكتم كان واحد من اهم المتطلبات الاساسية للخادمات الخبيرات.

على حد ما اعلم, بيل مايا كانت خادمة من النخبة والمجهزة بهكذا مهارات اساسية.

"بما انها نهاية الاسبوع, هي اخبرتني للذهاب وزيارتك. انظر, حتى انها قامت بربط شعري بشكل جميل جداً اليوم؟ انظر هنا, اليس جميلاً عندما يضفر الى جهة واحدة هكذا؟"

اوه, هلا نظرت الى هذه الطفلة؟!

"اه, هل الامر هكذا..."

"اذن, حول هذا القلق الذي تحدثتُ عنه سابقاً..."

ينكار جلست وامسكت بركبتيها, وصلت ببطء الى مقصدها.

في البداية, تسائلت لماذا هي اتت الي من بين الكثير من الناس الاخرين.

بينما تنظر لنار المخيم المشتعلة, ينكار تمكنت اخيراً من قول الامر.

"إد, ربما لم ترَ الامر بما انك قد غادرت اولاً. لكن خلال تمرين القتال المشترك الشهر الماضي, انتهى بي الامر بايذاء بعض الناس."

كان هذا الحدث عندما قامت باستدعاء تاكان, روح النار العليا, وقامت بتغطية قاعة نايل باكملها بالنيران. لقد كان واحداً من اكبر الاحداث التي ستحدث خلال هذا الفصل الدراسي.

من الواضح من سينتهى به الامر بالتأذي. على الرغم من انه رد الفعل الطبيعي, باعتبار ان طالبة السنة الاولى لورتيل قد قامت بخرق القواعد اولاً واستخدمت السحر المتوسط, لكنها كانت مجرد حقيقة ثانوية بالنسبة لينكار والتي تمتلك قلب طيب.

لكن لماذا انا الشخص الذي ينصحها؟

في المقام الاول, كل الطلاب كانوا في جانب ينكار.

ينكار كانت نشطة ومحبوبة, وبالنسبة لطلاب السنة الثانية, فقط كانت كنزاً ثميناً. وقتما تشعر بالذنب او تلوم نفسها, الجميع سيسرع وياتؤن لدعمها والوقوف بجانبها.

مع ذلك, ينكار كانت تعرف أن كل تقييمهم وارائهم كانت متحيزة.

لم يكونوا قادرين على صنع احكام عادلة وموضوعية بسبب اهتمامهم بينكار. بينما قد تكون شاكرة لكونهم دائماً في جانبها بشكل غير مشروط, فهذا لا يعني ان الاخطاء التي ستصنعها ستختفي.

لهذا هي اتت لي. هي تعرف انني كنت اقل تحيزاً لاخذ جانبها. انا لن احكم على الحدث ببساطة من منظورها.

لقد كانت طيبة جداً ومتفائلة, لهذا علاقتها مع لورتيل كانت بهذا السوء.

"اتعرف, حتى عندما احاول نسيان الامر برمته, 'كما توقعت, لقد بالغت كثيراً...' و 'هل بالغت بردة فعلي لدرجة ان الامر انتهى بي بايذائها لهذه الدرجة؟' لا استطيع التخلص من هذه الافكار."

"انا ارى."

"هل يجب ان اذهب واعتذر؟"

"افعلي ما تشائين."

"لكن اصدقائي دائماً ما يمنعونني من الاعتذار لانها هي من فعلت شيئاً خاطئاً في الاصل."

"اذن لا تفعلي ذلك. طالما تعتقدين ان هذا صحيح."

"هممم~"

ينكار جلست ساكنة, ذقنها يستريح فوق ركبتيها.

قررت عدم اجبار رايي عليها. كان هذا موقف حيث لم اكن متأكداً كيف سيؤثر ذلك عليها. ينكار كانت مهمة جداً لي لكي اؤثر على تصرفاتها بصنع حكم صحيح او خاطئ.

لكن ليس بيدي حيلة سوى أن اريد ان اعدها بأن كل شيء بخير.

"كما هو متوقع من إد."

مع ذلك, ردها قد كان مفاجئ اكثر مما توقعت.

"إد... انت لا تاخذ جانبي بشكل غير مشروط ابداً."

"ليس بيدي حيلة لو كان هذا يجعلك حزينة."

"هاه؟ لا, لا. لا تسيء الفهم."

ينكار ابتسمت بينما تستمتع بنار المخيم التي تحترق. بشكل ما, يبدو ان التوتر في الجو اقل قليلاً من المعتاد.

"انا لا اشعر بالسوء مطلقاً. ولا حتى بمقدار ذرة. في الحقيقة, انا اشعر بالراحة."

كلمات بسيطة ذات معنى استمرت بالمجيء.

"انا اتمنى لو كل شخص في العالم كانت مثلك اكثر, إد."

لم امتلك الوقت للتفكير حول معنى هذه الكلمات. بسبب أنه لدي الكثير من الاعمال التي احتاج لانهائها اليوم.

*****

"انا اود شراء ساعتين من وقتك, إد روثستايلر."

لقد حدث هذا بعد يومين. في اللحظة التي خرجت فيها من صف الدراسات العنصرية لاكل غذائي.

لقد بدت انيقة ومؤدبة من اول نظرة, لكن عينيها الفيروزية اللامعة كانت مليئة بالجشع للمال.

شعرها الاحمر البني كان مصفف بعناية ومربوط لشفرات الكتف, وينزل لكتفيها.

كان هناك ضمادة صغيرة من اسفل رقبتها حتى ذراعها, نتيجة الاصابة اثناء درس تدريب القتال المشترك. لقد مرت فترة طويلة منذ ذلك الحين, هذا جعلني ادرك كم كانت اصاباتها حرجة لو كان لديها بعض الجروح باقية. لا بد أن تلك الفتاة اللطيفة ينكار قد سحقتها بالكامل.

لقد كانت تنتظرني في المنطقة الاكاديمية, جالسة على احد المقاعد مع وضعية راقية بالاحرى. انا اعرف من تكون.

هي شخص سيكون على خلاف مع الاميرة بينيا, حيث سيتصرفون مثل القطط والكلاب. كانت واحدة من البطلات الاربعة في 'سياف سيلفينيا الفاشل'.

الابنة الوحيدة لايلت كيللاند, اعظم تاجر في القارة, امراة اعمال نادرة والتي تسلقت لاعلى جبل من العملات الذهبية فقط مع رغبتها في الثروة.

في المستقبل, الناس سيحترمونها عن طريق تسميتها 'الابنة الذهبية'.

-------------------------------------------------------------

*: الانشوجة

*²: ترجمة حرفية.

2022/10/09 · 907 مشاهدة · 3255 كلمة
نادي الروايات - 2024