كانت لورتيل شخصًا واقعيًا بشكل متطرف وكانت جيدًا أيضًا في التسوية.

كان من مصير لورتيل أن تصبح شخصًا كهذا. فقد كانت لديها طموحات كبيرة لكنها تفتقر إلى القدرة الطبيعية.

سماع ذلك من شخص آخر ربما يثير استغراب الشخص حول معناه.

كان هذا لأنه بمجرد قبول لورتيل في الأكاديمية، فقد اصبحت واحدة من الطلاب الثلاثة الوحيدين الذين تأهلوا للفئة (أ) من قبل الأستاذ غلاست. كانت لديها ذاكرة صورية، لدرجة أن قراءة شيء ما لمرة واحدة فقط كان كافيًا لجعلها تحفظ المفاهيم الأساسية للكتاب. كان رنين المانا الخاص بها مرتفعًا أيضًا، لدرجة أن الطلاب العاديين لا يستطيعون مضاهاتها. وحتى إنها جاءت من خلفية غنية، قادمة من شركة إلت.

ومع ذلك، بغض النظر عن ما فعلته، فلم تتمكن من الوصول إلى القمة.

كانت هناك 'لوسي الكسولة' في قسم السحر، والتي تم معاملتها على أنها نوع من الكائنات السماوية.

كانت مهارات لورتيل القتالية مثل خفة حركتها وارتجالها وحكمها على الأمور لا تقارن بـ 'رمح الطبيعة زيغ'.

خلفية عائلتها ومكانتها النبيلة, إلى جانب شخصيتها الفطرية وقدراتها كقائدة، كانت كل هذه الأمور عديمة الفائدة عند مقارنتها بخصمها، الأميرة بينيا.

قدرها سمح لها بأن تعيش حياة من الدرجة الثانية فقط.

والوسيلة التي استخدمتها لورتيل لكسر لعنة القدر هي 'الرغبة الخالصة'.

"يا إلهي، إنها ينكار."

فهم الأرباح والخسائر والإيرادات والنفقات وإجراء العمليات الحسابية. كانت مثابرة لورتيل هي التي جعلت ذراعي الميزان تميل نحوها، ولو حتى قليلاً.

كان لديها موقف متسامح ومستعد للتعاون مع الواقعية الفظيعة التي لا ترحم أو شر لا بد منه دون أي تردد.

عيش حياتها بهذه الطريقة جعل لورتيل تحمل لقب المستغل، لكنها لم تجد ذلك مهينًا بشكل خاص. بل كانت تعتبر من غاية العار ألا تستغل سلسلة الفرص التي تاتي في طريقها.

"كنتُ ذاهبة لزيارتكِ مع هدية، لكن انتهى بي الأمر بمقابلتكِ هنا."

"هم؟ أوه، أنتي... لورتيل. تبدين مختلفة حقًا وشعركِ متدلي."

"أسمع ذلك كثيرًا."

التقيا في ممر في قاعة اوفيليس، المهجع الذي يضم أفخم المرافق بين المهاجع الثلاثة في سيلفينيا.

للسماح للطالب بالبقاء في اوفيليس، يجب استيفاء أحد الشرطين: حالة اجتماعية ضخمة أو درجات ساحقة.

استوفت ينكار الأخير في حين استوفت لورتيل كلاهما كخليفة لشركة إلت. لكن هذا لا يعني أن ظروفهم المعيشية كانت مختلفة بشكل كبير.

كانت لورتيل عائدة إلى غرفتها بعد أخذ حمام مسائي, وكانت تحضرها خادمة من قاعة أوفليس. نتيجة لذلك، كان لباسها بسيطًا إلى حد ما، وشعرها الذي لم يجف بعد, كان غير مربوط. بالنسبة إلى ينكار، بدا انطباعها جديدًا تمامًا.

"لقد سببتُ ضجة كبيرة خلال ذلك الوقت بعد أن استخدمتُ السحر المتوسط بشكل تعسفي خلال فصل التدريب القتالي المشترك. الحقيقة هي أن جزءًا مني كان مندفعًا بشكل خاص. لقد مرت فترة منذ وقوع الحادث، لكنني ما زلت أريد الاعتذار."

"انا أرى..."

كان السبب وراء هجوم لورتل على ينكار بالسحر الجليدي المتوسط 'رمح الجليد' و 'التجمد اللحظي' هو لقياس مهاراتها كأفضل طالبة في السنة الثانية.

لم يكن هناك من ينكر ذلك، كانت القوة الرائدة في قسم السحر في سيلفينيا هي السنة الأولى. لكن على الرغم من ذلك، فلا يمكنهم ضمان الفوز في المواجهة عندما يكون خصومهم في سنة أعلى مما كانوا فيها.

ومع ذلك، فإن لقب ينكار كأفضل طالب بين طلاب السنة الثانية لم يكن عبثًا.

من بين طلاب السنة الأولى، كانت لوسي ماريل هي المركز الأول بلا منازع، لذا لم يكن من المنطقي مناقشة من كان الطالب الأفضل. ولكن على الأقل لم يتم استبعاد اسم لورتيل عند مناقشة من كان الثاني.

لكنها تساءلت عن الفجوة بينها وبين ينكار. لسوء الحظ، محاولة لورتيل لقياس ذلك لم يكن لها معنى. لأنه حتى سحرها العنصري المتوسط، الذي لم يستطع حتى طلاب السنة الثالثة التعامل معه، لم يتسبب في أي ضرر كبير لـ ينكار والتي استدعت روحًا نارية عالية المستوى.

الغطرسة كانت باهظة الثمن. على الرغم من مرور بعض الوقت منذ انتهاء الفصل، إلا أن لورتيل لا تزال بحاجة إلى ارتداء الضمادات داخل ملابسها بسبب الجروح الطفيفة التي لم تلتئم بعد.

"جروحكِ لم تلتئم تمامًا بعد."

أدركت لورتيل بدقة حقيقة أن ينكار ما زالت تشعر ببعض الذنب تجاه اصاباتها.

كانت ينكار بالروفر لطيفة جدًا. بسبب طبيعتها الطيبة، يشعر الناس من حولها بغريزة حماية قوية تجاهها، مما جعلها ايدول بين طلاب السنة الثانية.

علاوة على ذلك، كان طلاب السنة الثانية يشعرون بالتعاسة من حقيقة أن طلاب السنة الأولى قد طغوا عليهم. نظرًا لأن ينكار كانت الوحيدة التي عرضت كفاءتها ضدهم، فقد أصبحت منقذة للسنة الثانية أيضًا. بطريقة ما، كان هذا كله بسبب لورتيل، والتي تم هزيمتها بشكل مروع خلال فصل التدريب القتالي المشترك.

لقد كانت مجرد طالبة محبوبة ولطيفة من السنة الثانية وأيضًا ساحرة عنصرية، لكنها الآن أصبحت الضوء والأمل الوحيد لطلاب السنة الثانية.

تلك العيون المليئة بالترقب، التي تتبعها، جعلتها موضع حسد.

"يجب أن تشفى قريبًا. لا داعي للقلق بشأنها كثيرًا."

آمنت لورتيل أن العلاقات الشخصية أدت إلى القوة الاجتماعية. منذ أن عاشت لورتيل حياتها وهي تدرك هذه الحقيقة، لم تقم بالابتسام لطالبة السنة الثانية اللطيفة.

يمكن اعتبار وجود شخص مدين لك أحد الأصول. وسيكون من الحماقة من لورتيل عدم استخدام الأصول التي تمتلكها.

مع وضع ذلك في الاعتبار، فكرت لورتيل في بدء محادثة مع ينكار من خلال ديونها كفرصة.

"أعتقد أنكِ لا تتوافقين مع إد؟"

من حين لآخر، يمكن لابتسامة ينكار أن تحبس أنفاسك حقًا.

في مجال الأعمال، يمكن اعتبار الابتسامة الماكرة ذا وجهين. كان ذلك لأن التجار كانوا من النوع الذي يستغل أصحاب الابتسامة اللطيفة والنقية.

لكن الغريب أن لورتيل لم تشعر بأي إحساس بالمكر في ابتسامة ينكار.

كانت لورتيل أيضًا حادة بطبيعتها. كان سؤال ينكار مجرد سؤال. بدون أي حقد أو نية خفية.

"أسمع كل شيء حول الجزء الشمالي من الغابة. تميل الأرواح إلى أن تكون ثرثارة فحسب."

لابد أن ينكار قد لحقت إد بعد أن تجاهل كلمات لورتيل. لكن ألم يكن الطريق الذي سلكه مؤديًا إلى مدخل الغابة الشمالية؟

في الأصل ، كانت الغابة الشمالية منطقة ينكار. كان ذلك لأن معظم الأرواح التي كانت تلعب في الغابة الشمالية إلى جانب ينكار.

لكن لورتيل لم تتمكن سوى من رؤية حافة مدخل الغابة بالكاد. والقول إن إد روثستايلور كان في أراضي ينكار مجرد سخافة، لأن الحديث الذي أجرته لورتيل معه ليس شيئًا يمكنها أن تكشف عنه بفخر، حتى ككلمات فارغة.

فكرت لورتيل في استخدام المال لشراء ينكار كصلة شخصية. ومن ثم استخدامها كفرصة لقياس إد روثستايلور والذي كان عالقًا في وضع صعب. فهو حاليًا ليس في وضع يسمح له بالتصرف بعناد.

"ربما لديكِ طريقتكِ الخاصة في فعل الأشياء ولكن..."

نظرًا لمقدار الاحترام الذي تلقته ينكار، فقد كانت تستحق بالتأكيد أن تُدعى قديسة.

"يجب أن يكون لدى إد طريقته الخاصة في فعل الأشياء أيضًا. ومن وجهة نظري، أنا اكثر تاثرًا بجهوده."

"......" ‌

"بالطبع، استعدادكِ لاستخدام العملات الذهبية كوسيلة للتقرب مني جعلني أشعر بالتأثر ايضًا، ولكن الصدق ليس شيئًا يمكن شراؤه بالمال. هل أنا مستصغرة جدًا؟ إنها المرة الأولى التي أكون فيها أمام شخص أصغر مني، لذا قد أتصرف وكأنني معجبة بنفسي أكثر مما يجب... آه! هذا محرج جدًا..."

حتى بعد أن عرفت ما فعلته لورتيل، لم ترفض أو تسب على أساليب لورتيل.

أدركت لورتيل أخيرًا سبب حب الجميع لـ ينكار.

الفتاة التي خرجت مباشرةً من قصة خيالية.

لكن هذا الوصف لها، لشخص كان لطيفًا وحيويًا، كان له أيضًا رأي خفي.

قد يعني أيضًا أنها كانت شخصًا لا يعرف الكثير عن العالم، شخص عاش في حديقة زهور طوال حياته. بدا الأمر هكذا لـ لورتيل.

لكن لا بد أنهم أساءوا تقدير ينكار بشدة.

لقد فهمت ظلام الجانب الآخر من العالم، لقد اختارت فقط الاستمرار في عيش حياتها دون أن تفقد طبيعتها المبهجة.

للوقوف أمام مثل هذا الضوء المبهر، فإن الشخص ذو القلب الأسود سيزحف عائداً إلى الظلام خجلاً.

إذا عاش الجميع معًا في الأوساخ، فستكون القذارة هي المظهر الطبيعي لجميع البشر. لكن كان هذا بالطبع مجرد وهم.

لأنه سيكون هناك بالتأكيد أشخاص مثل ينكار. ولم يكن الأمر كما لو أن لورتيل لم تكن تعرف ذلك.

"من المحتمل أن يكون إد شخصًا اقوى ارادة وأكثر مرحًا مما تعتقدين."

"ماذا؟ هل هذا صحيح؟ ولكن لماذا تعتقدين ذلك؟"

ضحكت ينكار ودارت حول نفسها، وفكت ظفيرتها.

"إنه سر."

ثم أدركت لورتيل أنهم قد وصلوا أمام غرفة ينكار.

بمجرد دخول ينكار إلى الغرفة، خططت للاسترخاء بشكل مريح من خلال فك ضفائرها وتخفيف الأشرطة على ملابسها العادية الجميلة والمزينة بالدانتيل.

"حسنًا، تستمر الأرواح دائمًا في النميمة فيما بينها، ولكن عندما يبرز شيء ما، فإنه يبدو فعلًا متطفلًا جدًا."

"أليس كون الشخص ودودًا مع الأرواح شيئًا يدعو للفخر؟"

"شكرا لقول ذلك ~ هيهي ~ لكنني الوحيدة في العالم كله التي تعرف تلك الحقائق المرحة."

دارت ينكار أمام بابها وابتسمت بشكل مشرق. هي فقط من عرفت ما أخبرتها به الأرواح عن إد.

"يجب أن أذهب الآن. أخبرني دين ماكدويل أنه يجب أن أحاول توقيع عقد مع روح أخرى عالية المستوى الشهر المقبل. من أجل القيام بذلك، يجب أن أدرس وأعد الكثير من الأشياء."

"ألم توقعي للتو عقدًا بروح نارية عالية المستوى؟" ‌

"في هذه الأيام ، ارتفعت التوقعات مني قليلاً. أحتاج إلى العمل بجد، همم. نعم، من الجيد أن الناس كانوا يتوقعون مني الكثير."

بعد قول ذلك، فتحت ينكار بابها بشكل أوسع.

"آه، هذا صحيح. لورتيل."

قالت ينكار اسمها بابتسامتها الفريدة والساحرة.

"أنا آسف على آخر مرة. لقد تأذيتِ كثيرًا بسببي ، صحيح؟ أتمنى أن تتحسني قريبًا."

أغلقت ينكار الباب ببطء بعد أن قالت ذلك، وبدت مرتاحة. ورأت لورتيل بنفسها مدى اعتبار ينكار لها عندما قالت ذلك.

أمام الباب المغلق برفق، فكرت لورتيل لفترة طويلة.

إد روثستايلور بالتأكيد شخص مثير للاهتمام.

لم تستطع لورتيل أن تخمن سبب تقدير ينكار العالي له.

بالنظر إلى الوراء، كان هناك إحساس غريب بالخطر في مظهرها المليء بالحيوية والراحة.

ولكن مهما حاولت التفكير في سبب هذا الشعور، لم تستطع التوصل إلى إجابة واضحة على الفور.

* * *

[الاسم: إد روثستايلور]

الجنس: ذكر

العمر: 17

السنة الدراسية: الثانية

النوع: انسان

الإنجازات: لا يوجد

الحيوية: 6

الذكاء: 5

البراعة: 9

قوة الإرادة: 8

الحظ: 6

تفاصيل المهارات القتالية ≫

تفاصيل مهارات السحر ≫

تفاصيل المهارات الحياتية ≫

تفاصيل مهارات الخيمياء ≫

[منتج حديث الصنع]

شبكة صيد زراعية

بعد نسج الشبكة، يتم تثبيتها على فرع حتى لا تنهار في التيار المتدفق.

يمكن أن تبقى الأسماك التي يتم صيدها على قيد الحياة لعدة أيام.

مستوى صعوبة الإنتاج: ●●○○○

《 اكتمل الإنتاج. زادت مهارات الإنتاج. 》

لقد أصبحت الشبكة التي استثمرت نصف يومي فيها أكثر فاعلية مما كنت أتصور. صنعت شبكة صيد بنصفها تقريبًا واستخدمتها على الفور. لكن بالنسبة للنصف الآخر، أعددت شيئًا مثل الأرجوحة، مما يجعلها مكانًا جيدًا للراحة. اعتقدتٌ أن النتيجة لم تكن سيئة للغاية لذا كنت راضيًا جدًا.

بدأتٌ أشعر بالجشع لأن مساحة المعيشة الخاصة بي أصبحت مؤثثة أكثر فأكثر. كان نظامي الغذائي أيضًا متنوعًا وتحسن بطريقة أو بأخرى. وفوق كل شيء، فإن مقدار القوة البدنية التي احتجت لاستخدامها قد انخفضت كثيرًا.

في الماضي، كان الجري إلى المنطقة الأكاديمية يجعلني منهكًا طوال اليوم. لكنني مؤخرًا بدأت استطيع المشي برفق حتى في طريق عودتي.

حتى لو كنتُ أنام في وقت متأخر من الليل، قيمكنني أن أفتح عيني وأنا أشعر بالانتعاش في صباح اليوم التالي.

أصبحتٌ أكثر ثقة ورضا عن هذه الحياة.

[تفاصيل المهارات السحرية]

الدرجة: ساحر منخفض الرتبة

المجال التخصصي: العناصر

السحر المشترك:

܀ سرعة الالقاء المستوى 2

܀ احساس المانا المستوى 5

سحر عنصر النار:

܀ اشعال المستوى 10

سحر عنصر الرياح:

܀ نصل الرياح المستوى 10

نظرًا لأنني لم أتمكن من استخدام أي سحر متوسط المستوى بشكل صحيح حتى الآن، لا يزال بإمكاني استخدام مهارتين سحريتين مبتدئتين فقط. ولكن نظرًا لأنني تمكنت من ممارسة هذه المهارات بشكل متكرر حتى سئمت منها، ولأنني كنت في بيئة لا أستطيع فيها النجاة إلا من خلال الإبقاء على النار مشتعلة، فقد تمكنت من الوصول إلى هدفي الأولي المتمثل في الحصول على مهارة تصل إلى المستوى 10.

لذا، إذا ركزت على إلقائهم، فساتمكن الآن من هدم شجرة كثيفة بضربة واحدة. حتى السيطرة على نار المخيم أصبحت كقطعة من الكعك.

بالطبع، لم أستطع استخدامها بحرية لأن سعة المانا المتأصلة كانت صغيرة نوعًا ما. ولكن مع هذا، سيكون عدد قليلاً فقط من طلاب السنة الأولى أكثر مهارة مما كنت عليه عندما يتعلق الأمر بـ شفرة الرياح واشعال.

بعد أن أصبحت أكثر مهارة في السحر العنصري، أصبحت حياتي اليومية أكثر راحة. قطع الحطب بقليل من السحر أو تعديل النار أثناء الليل. كما أنها ساعدت كثيرًا في الانتاج عند معالجة المواد.

لاكون صريحًا، فقد كنتُ بالحقيقة أستمتع كثيرًا.

قبل الذهاب إلى المنطقة الأكاديمية في الصباح، نظرت إلى مخيمي، حيث كانت جميع أغراضي محزمة وجاهزة للذهاب. قد لا يكون الامر مدهشًا، ولكنها اشياء بنيتها بيداي الاثنتان. وبهذا الشعور الغامض من الفخر والرضا، أردت أن أجرب العديد من الأشياء الأخرى!

أولاً وقبل كل شيء اليوم، كان تدخين اللحم يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين.

تساءلت عما إذا كان بإمكاني صنع مدخنة مناسبة بحيث لا ينتشر الدخان ويتدفق خارجها. ولكني لم أتمكن من التفكير في فكرة جيدة حول كيفية تصميمها.

"هم... أعتقد أنه يمكنني صنع واحدة في وقت لاحق."

بعد أن انتهيت من تنظيف قوسي، تحققت من غسيلي ومن اللحم المجفف على الرف، ثم جلست بجانب النار.

تقدمت بشكل جيد في مهامي المدرسية اليوم. بعد مراجعة مهمة الكتابة لمادة الدراسات العنصرية للأستاذ الكبير إسكين، يجب أن أكون قد انتهيت لهذا اليوم. وبالنظر إلى أنه لا يزال الوقت مبكرًا في المساء، يمكنني القول إنني قد طوّرت موهبة جيدة في إدارة وقتي وروتيني اليومي.

همهمت وأنا أنهي تنظيف آخر سهم لدي. في هذه الأيام، كان كل ما أقوم به يؤتي نتائج أفضل، لذا لم أستطع إلا أن أشعر بالارتياح طوال اليوم.

إذا استطعت قضاء كل يوم عادي حتى التخرج مثل اليوم، فلن يكون هناك أي مشاكل في خطتي.

وأثناء التفكير في مثل هذه الأفكار المريحة، أنهيت اليوم—

بانج!

فجأةً، طار شيء وحطم الرف الذي عملت بجد لصنعه، وجسده يتدحرج على الأرض قبل أن يتوقف.

طار سرب من الطيور فوقي وطبقة سميكة من الغبار حجبت نظري لفترة قصيرة.

عندما نظرت إلى الأسفل حيث كنت أقص سهامي، رأيت قبعة ساحرة مألوفة أعتدت عليها على مضض.

بالفعل، عندما رفعت رأسي قليلاً، رأيت لوسي ماريل مستلقية على الأرض، والرف المحطم بجوارها. كان منظرًا رائعًا أن نراها مغطاة بالأتربة، ووجهها ملتصق بجذع شجرة قديمة.

"ما... ما هذا؟"‌

قمت بالوقوف، ردت لوسي، التي كانت تستلقي على الأرض، ببطء.

"كادت أن تقتلني..."‌

لم أتوقع أن تخرج هذه الجملة من فم لوسي.

لماذا هذه الفتاة، التي كان من المفترض أن تتجول وتطفو كروح ما, تسقط هنا بهذه الطريقة؟

من المعروف لدي أن الوحيد الذي يمكنه أن يقاتل لوسي على قدم المساواة في هذه الأكاديمية هو مدير الأكاديمية أوبل على أقصى تقدير.

لكن إذا كان هناك شخص يمكنه أن يقاتلها حتى الحد الذي يكاد يقتلها... فإنه يجب أن يكون هناك عامل غير معروف لست على دراية به.

في هذه الأزمة المتصاعدة فجأةً، قمت بالوقوف بسرعة وسألت لوسي.

"كدتِ أن تموتي. فقط من هو؟"‌

"بيـ... بيل مايا..."

اسم خادمة كبيرة في قاعة أوفيليس.

"ماذا بحق الجحيم!"‌

أمسكت بمقشة النار التي كانت الأقرب إليّ وألقيتها على لوسي. كنت أعتقد أنها سترتد فقط، لكن عجبًا، لم تستخدم أي سحر دفاعي لتحجبها.

قامت المقشة بإثارتها مثل ضربة بالإصبع على جبينها، مما جعلها تدمع وتستلقي على الأرض. آه، العلامة السوداء على جبينها كانت مذهلة للغاية.

"هل الاستلقاء هنا هو الشيء الصحيح للقيام به؟"‌

"لقد نفدت طاقتي السحرية..."‌

تلك السرعة التي لا يمكن متابعتها بواسطة العين البشرية البسيطة، ناهيك عن الآثار الهائلة... يجب أن يعني هذا أنها استخدمت سحر مكاني عالي الرتبة.

السحر عالي الرتبة كان شيئًا يمكن للأساتذة فقط استخدامه من خلال ترديد التعويذة بتركيز تام.

"بعد العشاء، كنت سأتجاهل الاجتماع الشهري الذي دعا إليه رئيس المهجع، لكن تم امساكي..."‌

"حسنًا؟"‌

"كانت بيل غاضبة جدًا لدرجة أنها شدّت قبضتها وأتت نحوي"

بدأتُ أستذكر بعض مشاهد لوسي التي تذكرتها. هذه المشاغبة التي لا يستطيع أحد احتواءها كان لديها عدو طبيعي واحد — انه ليس سوى بيل مايا.

لم تكن لدى لوسي أي وسيلة للتعامل مع تجسيد الخوف الذي يتمثل في بيل، التي ستشد عضلات يديها كما لو أنها تستعد للهجوم في كل مرة تسبب فيها لوسي حادثًا، أو تنسى جدولها، أو لا تحافظ على مظهر مرتب. إنها وضعية لها تقاليد عميقة في قهر المشاغبين مثل لوسي.

قد يكون أمرًا مضحكًا أن نرى لوسي، العبقرية النادرة بشكل استثنائي، تُهزم من قبل خادمة واحدة.

ومع ذلك، مهما كانت لوسي موهوبة، لن تقوم بأي شيء سخيف للغاية كالقيام بأذية الخادمات في قاعة أوفيليس. إنها قاعة أوفيليس، وفقًا للقاعدة غير المكتوبة في سيلفينيا، يجب دائمًا احترام الخادمات اللواتي يدعمن الطلاب بدون أدنى خطأ.

قبل أن تنتشر مثل هذه القاعدة غير المكتوبة، كان الطلاب الذين يعيشون في قاعة أوفيليس يشعرون بلا وعي بالتقدير للخادمات.

على الرغم من أنهم كانوا طلابًا معتادين بالفعل على معاملتهم باحترام دائمًا، إلا أن كفاءة خادمات قاعة أوفيليس كانت كافية لهم ليظلوا في حالة صدمة. لهذا السبب تم اعتبارهم مجموعة من الخادمات النخبة. كانت الأعمال المنزلية مثل التنظيف والطهي من المهارات الأساسية، ولكنها يمكن أن تدعم أيضًا الحياة الأكاديمية للطالب أو حتى تستخدم السحر البسيط.

نظرًا لأنهن كن مخلصات جدًا في عملهن في دعم الطلاب، لم يتخذن أي إجراءات غير ضرورية وكان معظمهن محتشمات. وهذا يعني أن المظهر الخارجي الخشن والشخصية القوية لبيل مايا لم تكن خاصة بها فحسب.

"اعتقدتُ أنه ذلك سيؤلم كثيرًا لذلك هربتُ. حدث كل شيء فجأةً."

باختصار، استخدمت لوسي 'الالقاء السريع' و 'الترنيم الصامت' مع السحر المكاني للطيران، ليس لمسافة بعيدة فحسب، بل حتى من قاعة أوفيليس إلى هنا.

إذا قمت بزيادة سرعة الالقاء بقوة أو تداخل الترنيم ببعضه، أو إذا كنت تفكر في أشياء أخرى، فإن كفاءة السحر ستتضرر. مثل هذه الإجراءات تسبب القلق، ليس بمضاعف اثنين أو ثلاثة مرات، بل بتربيع العدد نفسه مرتين أو ثلاث مرات. بالإضافة إلى ذلك، السحر الذي استخدمته لوسي بالقوة كان سحرًا عالي الرتبة، ناهيك عن كونه سحر مكاني.

كان الأمر يعادل أن تطير بطائرة خاصة إلى متجر البقالة أمام منزلك. كان من الطبيعي أن حتى سحر لوسي الذي كان يفيض مثل البحر سينفد في لحظة. لا يمكنك حتى استدعاء رئيس الأكاديمية أوبل لهذا النوع من الأمور.

وأثناء التفكير في هذا الوضع السخيف، اصبحتُ عاجزًا عن الكلام.

اقتربت منها بيل مايا، والتي كانت غاضبة جدًا، مع قبضتها المشدودة، وكما يقفز القط بسبب قطعة خيار سقطت على جانب الطريق، طارت لوسي كل الطريق حتى هنا.

لوسي, والتي ما تزال على الأرض في ملابس النوم الفضفاضة، صدر منها نواح.

"أنا تعبانة جدًا..."

"أليس هذا ما تستحقينه؟"

"أمضي أوقاتًا صعبة بشكل خاص هذه الأيام. وبشكل اخص بسبب تلك الخادمة الكبيرة الحساسة بشكل اكثر من اللازم..."

"بيل مايا؟"

تلك الخادمة الروبوتية التي كانت دائمًا مركزة على مسؤولياتها دون تغير في تعبير وجهها؟

"قد لا تكون قادرًا على معرفة ذلك من الخارج ولكن أنا استطيع ... إنها حساسة حقًا في هذه الايام ... أعتقد أن هناك شخصًا ما يقلقها ... ولكن لكوني على هذا النحو، أتساءل عما إذا كان غضبها سيقع عليّ أيضاً..."

بدأت لوسي، التي كانت مغطاة بالتراب من الاستلقاء على الأرض هكذا، تقول ذلك أخيرًا.

"أتعلم...؟"

كانت تقول دائمًا نفس الشيء كلما عرفت أنني هنا. كانت نهاية جملتها واضحة دون الحاجة إلى سماع بقية كلماتها.

"هل لديك أي لحم مجفف؟" ‌

لا بد أنها تتوق إليه حقًا.

أخذت نفسًا عميقًا ورفعت إصبعي مشيرا إليه.

في المكان الذي طارت فيه لوسي وتحطمت، كانت هناك بقايا من رف التجفيف وشرائط لحم مجفف تجف عليه.

وغني عن القول، أن اللحم المجفف قد سقط على الأرض وكان مغطى بالتراب، ومن الواضح أنه في حالة لا يمكن أكله فيها.

"هاه..."

سرعان ما تحول وجه لوسي إلى اللون الأزرق عند رؤية ذلك. قمتُ باستغلال تلك اللحظة لأضرب بإصبعي على جبهتها.

لوسي, التي لم يكن لديها أي قوة سحرية متبقية، تدحرجت على الأرض وهي تصرخ.

2023/07/20 · 37 مشاهدة · 3059 كلمة
نادي الروايات - 2024