"علينا أن نسير مباشرةً في هذا الاتجاه. من المحتمل أن يكون هناك إذا مشينا قليلاً، صحيح؟"

"همم~ عندما نذهب إلى أبعد من هذا الحد، سيبدأ المسار بالتحول إلى مسار مظلم ومعزول."

بذلت لورتيل كل ما في وسعها لتقييد إلت، وإبقائه تحت السيطرة.

أخبرتها أنها تستطيع العودة إلى المتجر والاعتناء بأي عمل قد تركته، لكن... انتهى بها الأمر بمتابعتنا من الخلف مباشرةً.

كالعادة، بدت غير مرتاحة لسبب ما، لكن... هذه المرة كان ذلك موجهًا نحو شخص آخر.

على عكس تحديقها المشتعل في ينكار، كانت لورتيل تحدق الآن في لوسي بشكل غريب.

لم أكن أعرف السبب، لكنها بدت منزعجة جدًا من بقاء لوسي بجانبي وتمسكها بكمي... حتى أن لورتيل كانت تبذل قصارى جهدها لعدم العودة إلى المتجر. حسنًا، حتى لو هرب إلت الآن، فلن يكون لديه أي من مرتزقته لمساعدته. لم تكن هناك حاجة للقلق المفرط، لأنه لن يتمكن حتى من الخروج من الجزيرة حيث سينتهي به الأمر بالتعرض للامساك مرة أخرى.

ظلت ينكار ترشدنا خلال الطريق بوجه كان، لسبب ما، في حالة نيرفانا.

وجدت روح رفيعة المستوى دائرة سحرية سماوية في الغابة الشمالية. في هذا الوقت، لم نكن نعرف طريقة للتخلص منها ولم نكن نعرف حتى استخداماتها في المقام الأول. أولاً، كنا متجهين إلى الدائرة السحرية لنفحصها. حتى بعد مراقبتها لبضعة أيام، لم يكن هنالك أي نوع من ردود الفعل، لذلك قررت الأرواح أنه ليس بالامر الخطير للغاية.

في المقام الأول، لبناء عشرة أو نحو ذلك من أبراج السحر، ستحتاج إلى رسم تلك الدوائر السحرية السماوية في جميع أنحاء أراضي الأكاديمية. لم أكن أهتم حقًا بحقيقة أنها كانت دائرة سحرية تم ترتيبها مسبقًا بشكل واضح من قبل الأستاذ غلاست، ولكن... كانت المشكلة، أنه لم ينشئ برج سحر واحد في داخل الغابة الشمالية.

إذا كانت دائرة سحرية لغرض آخر غير بناء برج السحر... بدأت أعتقد أن البروفيسور غلاست ربما كان لديه نوايا أخرى.

عند النظر إلى السماء، كانت أبراج السحر مليئة بالشقوق وهي تنهار.

الآن بعد أن انتهى القضاء على غلاست، يفترض أن يكون تايلي وفريقه في المشهد الأخير، حيث ينقذون آيلا ويهربون من برج السحر.

لم تكن هناك حاجة لمحاولة التنقيب عن أي شيء آخر ربما يخبئه غلاست، لكن التعمق في مثل هذه الأشياء لن يضر أبدًا...

واصلت اتباع ينكار، بينما تقود الطريق إلى الغابة الشمالية حتى وصلنا إلى البقعة المحددة... لم تكن كبيرة ولكن، وفقًا لشكلها وطريقة رسمها، كانت تلك بالتأكيد دائرة سحرية سماوية.

"هناك دلائل على أنه قد تم تفعيلها مؤخرًا. أعتقد أن الأرواح كانت مشتتة للغاية مع الاضطرابات الجارية داخل الأكاديمية بحيث لم يكن لديهم الوقت للتحقق من ذلك."

قالت ينكار وهي تبدأ في البحث حول محيط الدائرة السحرية. ولكن بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، كان هنالك الكثير من الأجزاء غير المفهومة من الدائرة السحرية السماوية التي لم يكن من السهل اكتشافها.

"هذا... إنه سحر متعلق بالحركة. باستخدام القوة السحرية السماوية، يزيد ذلك من كفاءة الطاقة السحرية بشكل كبير. مع هذا القدر، يصبح استخدام القوة السحرية أكثر كفاءة حتى من استخدام الروح. يكون من المفيد بشكل خاص تفعيلها عند الهروب من أزمة."

والمثير للدهشة أن لوسي هي التي أوضحت كل ذلك بنبرة هادئة.

نظرت إلى لوسي، التي كانت لا تزال متمسكة بكمي، ثم أملت رأسي.

"حقًا؟"

"نعم."

ثم بدأت تتأوه، وتتثاءب بصوت عالٍ.

بينما كانت تفعل ذلك... كنت سأطلب منها التخلي عن كمي حتى أتمكن من سؤالها ببطء عما كانت مستاءة للغاية منه، عندما فجأةً-

"هناك بقعة دم."

وجد ينكار أثرًا غريبًا.

امتدت بقع الدم الكثيفة التي جاءت من وسط الدائرة السحرية باتجاه أطراف الغابة.

كانت تلك آثار شخص مصاب بجروح خطيرة وهو يبتعد عن الدائرة السحرية المرتبطة بالحركة ويتجه إلى الغابة.

نظرنا إلى بعضنا البعض وأومأنا جميعًا في انسجام تام.

أما من كان مسؤولاً عن الدائرة السحرية المحفور عليها السحر السماوي، فلا داعي لقول ذلك.

أغمضت عيني، وفكرت في المشهد الأخير من الفصل الأخير للارك 2.

محاولة البروفيسور غلاست الأخيرة لفعل ما لا يجب فعله أبدًا، وإعادة إحياء شخص غير عادي يمكنه تحقيق مُثله العليا فيما يتعلق بتقدم العالم.

مغطى بالجروح تاركًا إرادة مجهولة لم يعرفها أحد، حتى في النهاية، كان هذا هو آخر ظهور له في القصة. اعتقدتُ أن هذه كانت نهاية البروفيسور غلاست، لكنه في الواقع انتهى به الأمر إلى ايجاد طريق للهرب باستخدام مثل هذه الطريقة.

أثناء تظاهره بالقفز، هل هرب باستخدام السحر السماوي بآخر جزء من القوة السحرية التي بقيت في الهواء؟ لقد كان قرارًا ذكيًا، مع الأخذ في الاعتبار أنه إذا كان قد هرب فحسب، فسوف يطاردونه حتى يلحقوا به.

تساءلت عما إذا كان سيحاول فعلاً الهرب لإحداث المزيد من الفوضى، لكن... بالنظر إلى أنه لم يفعل الكثير بعد ما حدث في القصة الأصلية، لم يكن هنالك سبب كبير يدفعني للانخراط شخصيًا والقيام بشيء حيال ذلك... ولكن على أي حال، على الأقل أعتقد أنه يجب علي التحقق من الأمر...

قلقًا بشأن مثل هذه الأمور، اتبعت المسار الذي تقود له بقع الدم. وفي نهاية المسار كان هناك البروفيسور غلاست. اعتقد أيضًا أني أعرف سبب عدم قيامه بأي شيء رئيسي بعد المعركة.

تحت القمر الساطع، في وقت متأخر من الليل، جلس البروفيسور غلاست تحت شجرة قديمة وزفر بهدوء... كان بالفعل على وشك الموت.

* * *

رداء الاكاديمية الممزق. شعر ملطخ بالدم. انطباع منهك. دمه الأحمر الداكن يتسرب الى التراب من حوله.

الإصابات في جسده... كانت بمستوى أعلى من مجرد قطع بسيط، لقد تعرض للطعن. حتى لو حاولنا الإسرع لمساعدته وإخراجه، فقد تم حسم مصيره بالفعل. على الرغم من أنه يحاول ايقاف النزيف بشكل ما بالقوة السحرية القليلة التي تبقت له، لا أحد يمكن أن يتوقع بصدق أن ذلك سيفيد بشيء غير تمديد عمره لفترة قصيرة جدًا.

"أوه؟"

رفع البروفيسور غلاست شفتيه باهتمام وخرج صوته من حلقه المليئ بالدماء.

"يجب أن يكون هناك حظر تجوال في مساكن الطلبة في هذا الوقت. ما الذي تفعلونه ايها الطلاب هنا؟"

"كيف يمكنك أن تقول شيئًا كهذا في هذه الحالة؟"

كانت عينا ينكار ترتجفان وهي تغطي فمها بيديها. بدت لورتيل هادئة للوهلة الأولى، لكن حتى عيناها كانتا تنظران بعيدًا. بالطبع، لم يكن لدى لوسي أي أفكار معينة على الإطلاق. برغم ذلك، لم تترك كمي أبدًا.

سألت ينكار بصوت مرتجف.

"هنا... ماذا...؟"

"كنت فقط أنظر إلى القمر."

حافظ ظل الشجرة الكبيرة على المساحات الخضراء المحيطة بعيدًا عن ضوء الشمس.

حول تلك الشجرة الكبيرة، كان المكان فارغًا تمامًا، لم يكن هناك أي أشجار أو شجيرات أخرى على الإطلاق.

ربما كان هذا هو السبب في أنه يمكنك رؤية السماء بوضوح عندما تنظر من خلال الأوراق.

"لقد اعددتَ طريق الهرب هذا مسبقًا، لكنك ما زالتَ قد قاتلتَ حتى هذه الدرجة؟"

"حسنًا... حاولت أن أفعل كل ما بوسعي وأهرب فقط في حالة إذا لم ينجح الأمر، لكن الأمر لم ينجح بالطريقة التي أردتها. ولهذا انتهى بي المطاف بالقتال حتى انتهى بي المطاف بهذا الشكل... كما هو متوقع، من المستحيل أن تعرف بالكامل ما يمكن لشخص أخر أن يفعله."

أصبح جسد البروفيسور غلاست حطامًا بالكامل حيث أغمض بصره بهدوء وابتسم.

"ماذا؟ ما المضحك؟"

"لا شيء. لا يوجد شيء مضحك."

"هذا غريب. أعتقدتُ أن مظهري سيكون مضحكًا للغاية، رغم ذلك."

نظر البروفيسور غلاست إلى السماء ليلاً واستمر في الحديث بنبرة استنكار للذات.

"هذا الرجل... لا بد أنه كان على علم بخطتي، بشكل او بآخر. لا بد أنه كان يعلم أن كل شيء سينتهي على هذا النحو. أعتقد أن، بغض النظر عن كيف تنظر للموضوع، هذا الامر باكمله قد كان متهورًا للغاية. لم أفكر أبدًا في أنني سأهزم من قبل مجموعة من الطلاب..."

"أنت تقول إنه يعلم. عمن تتحدث؟"

"انا اتسائل."

كانت إجابة البروفيسور غلاست غامضة نوعًا ما، لكنها كانت كافية بالنسبة لي لفهم الامر تمامًا.

في قاعة تريكس، التي تطل على المنطقة التعليمية بأكملها، أعلى مدير تنفيذي في الأكاديمية, إوبل فورسيث. كان الأمر كما لو أنه كان يرى ظهره أمامه مباشرة.

تنهد البروفيسور غلاست قليلاً، وهو يرى تعابير وجهي. يبدو أنه أدرك أنني تمكنت من اكتشاف القليل منه على الاقل أثناء حديثه بنبرة صريحة.

"لقد أمضيت عقودًا في العمل هنا في سيلفينيا، لكن في النهاية لن أتمكن من الحصول ولو على القليل من راتب نهاية الخدمة خاصتي... ربما كان بإمكاني استخدامه لغض الطرف عن ما حدث."

"لا أعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح لفعله. لست في وضع يسمح لي بالجدال بشأن ما يفعله الآخرون، ولكن..."

"حسنًا، أنا والمدير إوبل نعرف بعضنا البعض منذ وقت طويل... هذه قضية تخصنا حصرًا. حتى لو كان الأمر كذلك، إذا انتهى بي الامر بتجاوز الحد، فإنه سيأتي شخصيًا ليوقفني. إنه رجل مليء بالرحمة الغير مجدية. إنه ليس مناسبًا ليكون مديرًا للأكاديمية."

إوبل، الذي كان مديرًا للاكاديمية منذ أن كان غلاست أستاذاً جديداً... إذا كان قد رأى غلاست يقترب من نهايته هكذا، فبماذا كان سيفكر...؟ لم يكن لدي أي فكرة.

كما أنني لم أشعر بالرغبة في استجوابه بعد الآن، حيث رأيت غلاست وهو مغطى ببركة من دمه.

"على الرغم من أنني استفدت من تردد مدير الاكاديمية إوبل، فمن الغريب أنني لا أشعر بالذنب."

"أليس لأن الوضع انتهى على هذا النحو؟"

"أنت محق. هذه نقطة دقيقة، إد روثستايلور."

واصل غلاست التحدث بنبرته الشريرة، كما كان يفعل دائمًا عند الإجابة على أسئلة الطلاب في فصله.

"كما هو متوقع، أنت طالب متميز أكثر مما كنت اتصور في الأصل. لقد اكتشفتك في وقت متأخر للغاية، وهذا ليس من شيمي."

"...لماذا اختطفتني في المقام الأول؟ لم أكن ضمن خطتك، أليس كذلك؟"

ربما كانت هناك متغيرات كبيرة وصغيرة، ولكن في النهاية سار تقدم القصة كما هو متوقع.

أعني، إذا لم يخطفني في المقام الأول، فهل كانت خططه ستتغير بأي شكل من الأشكال؟

"لم يكن هناك أي وقت. نظرًا لأن عملية نقل الرنين كانت على وشك أن تجري وكان لدي الكثير من العمل لأعتني بها، لم يكن هناك وقت كافٍ لكسبك إلى جانبي. لهذا السبب لم يكن لدي الكثير من الخيارات سوى اتباع نهج أكثر عنفًا تجاه ذلك."

"...ماذا تقصد؟"

"لقد أرسلت لك رسالة في احدى المرات، لكنني أظن أنك لم ترد عليها لأنك أرهقت نفسك بالعمل؟"

في اليوم الذي تلقيت فيه رسائل الأميرة بينيا ولورتيل، كانت هناك بالتأكيد رسالة من الأكاديمية. على وجه التحديد، من الأستاذ غلاست.

في النهاية، لأنه أغمي علي بسبب أسلوب حياتي الصارم بشكل غير معقول، لم تكن هناك فرصة لي لأخصص أي وقت للتحدث مع البروفيسور غلاست.

"كان لدي ايضًا حدس... أنه بمجرد الانتهاء من هذا الامر، فسواء نجحت أو فشلت، لن أتمكن من العودة إلى هذه الأكاديمية بعد الآن."

رفع يده الملطخة بالدماء وواجه صعوبة في وضعها بالقرب من صدره.

وبعد ذلك، بهذه اليد التي كانت على وشك أن تفقد كل قوتها... أخرج مفتاحًا مغطى بالدم.

"أخشى أنه، بغض النظر عن ما حدث، لا يمكنني إعطائك رنين الختم. تركت الختم هناك، لذا من المرجح أنه سيعود الى يد الأكاديمية. حسنًا، أظن أن ذلك شيء لا يمكن تجنبه. وفي المقام الأول، كنت أنت من هرب أولاً."

"إذن هذا المفتاح..."

"يبدو أنك قمت بفعل شيئ عديم الفائدة، واستوليت على كل تلك الأشياء الفاخرة من مكتبة الروح التي بنيتها."

جمع البروفيسور غلاست آخر ما لديه من قوته، وألقى المفتاح على رقعة العشب أمامه.

"هل اعتقدت حقًا أن صيغ الانتاج الاسطورية القليلة تلك كانت أكثر العناصر قيمةً في المكتبة؟"

"هل تخبرني أن هنالك شيئًا آخر؟"

"هنالك خزنة سرية تحت المكتب تحرسها البانشي رينا. خذ وقتك وافتحها لاحقًا. المكتبة الآن ملكك، على أي حال. على الرغم من أنك عثت فيها فسادًا، يفترض أنها لا تزال بحالة جيدة. ورغم ذلك، سيتعين عليك تنظيفها بيديك لأن ذلك كان خطأك."

نظرت إلى الأستاذ غلاست بعيون واسعة.

كان المختبر السري للبروفيسور غلاست مرفقًا غير رسمي لم يكن معروفًا حتى بين أعضاء هيئة التدريس في الأكاديمية. حسنًا، في المقام الأول فقد كان يتكون في الغالب من مختبرات الوحوش، لذلك لم يكن هناك الكثير من الأبحاث التي من شأنها أن تفيدني... لكنها ستكون قصة مختلفة تمامًا إذا كنا نتحدث عن مكتبة الروح.

حتى أن لوسي صنعت حفرة في الغابة تصل مباشرةً إلى الداخل. إذا قمت بإعداد سلم وأبقيت الحفرة مخفية جيدًا، فقد تصبح مخبأ أو مساحة تخزين سرية يمكنني الدخول إليها متى ما أردت.

انتظر، لقد كانت منشأة بها عدد كبير من العناصر السحرية وصيغ الإنتاج. إذا بدأت ببطء في ترميم المكان، فهل هذا يعني أنه يمكنني جعله ملكي بالكامل؟

"بمجرد أن تنتهي الأكاديمية من تحقيقاتها، ستكون لك."

انتهى الامر بسلوك لوسي المتفجر بأن يكون ذو فائدة. أما ما تم دفنه في تلك المكتبة شبه المدمرة... فلم يكن لأعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية أي فكرة.

مشيت ببطء أمام البروفيسور غلاست... والتقطت المفتاح بعناية.

"لماذا... تعطيني هذا ...؟"

"هل أنت غير سعيد لأنني أعطيته لك؟"

"ألست من النوع الذي يعطي المزيد من القيمة للطلاب ذوي المواهب؟"

ابتسم الأستاذ غلاست بمرارة على ردي.

"هنا في سيلفينيا، يفيض عدد الطلاب الموهوبين."

انتهى به الأمر بقول شيء اعتقدتُ أنه لن يخرج من فمه أبدًا.

"بهذا المعدل، اعتقدتُ أنني قد أواجه مشاكل بسبب وفاة ابنتي."

"......"

"نعم. فبعد كل شيء، لقد عشت حياة انتهى بي الأمر فيها إلى التغير قليلاً. عندما كنت شابًا، أوعزت للآخرين عن معتقداتي الرومانسية، وأخبرتهم ألا يحكموا على قيمة الطالب من خلال موهبته أو قدراته. على الرغم من حدوث ذلك قبل وقت طويل، فما زلت أشعر بالقشعريرة كلما افكر في ذلك مرة أخرى الآن."

بعد أن مسح الدم المتدفق منه، بدأ البروفيسور غلاست في إستنكار ذاته مرة أخرى.

"ومع ذلك، لم أكن مخطئًا. على الأقل، كنت متأكدًا من ذلك عندما كانت ابنتي على قيد الحياة."

اعتقدت أنه سيكون باردًا وهو ينزف، لكنه بدلاً من ذلك كان دافئًا إلى حد ما.

بعد أن نطق بهذا التعليق الساخر، ارخى البروفيسور غلاست جسده.

"ولكن حتى رغم ذلك... لم تكن السنوات السبع عشر التي قضيتها مع ابنتي بذلك السوء..."

"كانت تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا؟"

"نعم. سبعة عشر عامًا... إذا كنت تعتقد أن هذا طويل، فهو كذلك... ولكن إذا كنت تعتقد أن هذا قصير، فهو قصير..."

بعد قول ذلك، بدأ البروفيسور غلاست يسعل الدم. ارتجفت ينكار من الصدمة، لكنها... لم تستطع قول أي شيء.

حتى قوته السحرية، التي كانت تمنعه من سعال الدم، قد نفدت. في المقام الأول، لم تكن حالته الجسدية من شأنها أن تتحسن إذا كان هذا هو كل ما يفعله. لقد أفرط في استخدام القوة السحرية السماوية، وقد وصل جسده الى حدوده.

كنت على يقين من أنه لم يتبق لديه الكثير من الطاقة لمواصلة الحديث. بينما كان كل هذا يحدث، كان منظر زاويا شفتيه وهي تتحرك لأسفل أكثر وضوحًا.

سعل الدم عدة مرات قبل أن يرسم ابتسامة على وجهه.

"إذا كنت تعتقد أنه من الخطيئة بالنسبة لي أن أموت وحيدًا هكذا، فهذا ليس ثمنًا سيئًا للجريمة التي ارتكبتها."

أغمض البروفيسور غلاست عينيه ببطء.

جالسًا تحت شجرة زيلكوفا، مع عدم وجود أي أحد من حوله، فكر ببطء في حياته.

بغض النظر عن كل شيء، فإن الحقيقة لا تزال هي أنه قد وضع حياة طالب في خطر. لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أنه قد انحرف عن طريقه، بعد كل شيء.

"قابلتُ الأستاذة المساعدة كليوه. تذمرت بشأن عدة الأشياء، لكنها اعترفت بك أخيرًا، البروفيسور غلاست. لقد فوجئت برؤيتها تبكي، وهي تدعي أنك كنت الشخص الموجود الاكثر علمية."

ربما لأنه لم يعد لديه الطاقة المتبقية للإجابة، لم يستجب البروفيسور غلاست.

"أليس لديك علاقة طويلة مع الأستاذة المساعدة كليوه؟ أربع سنوات أثناء التحاقها بهذه الأكاديمية. خمس سنوات بينما كانت تدرس التعليم. بروفيسور، إذا كنتَ قد بقيت هنا حتى تتقاعد، لكنت ستعرفها منذ سبعة عشر عامًا ايضًا."

"......"

أضاء القمر خلال أوراق شجرة زيلكوفا.

"سبعة عشر عامًا... إذا كنت تعتقد أن هذا طويل، فهو طويل... ولكن إذا كنت تعتقد أن هذا قصير، فهو قصير..."

فتح البروفيسور غلاست عينيه عندما سمع هذه الكلمات.

حاول أن يرفع صوته ليقول شيئًا آخر، لكن... لم يعد لديه الطاقة المتبقية للقيام بذلك.

لقد سخر من نفسه لأنه مات وحيدًا، لكن هذا كان فقط لأن رؤيته كانت ضيقة جدًا.

لم يكن على غلاست الاعتقاد بأنه كان وحيدًا. موته... ما كان ليكون باردًا، حيث لن يحزن فيه أحد عليه.

في المقام الأول، لم يكن مجال رؤية الإنسان واسعًا للغاية. إذا واصلت السير للأمام أثناء النظر إلى الوراء، فلن تعرف أبدًا ما هو بجوارك.

حتى العالم المرموق الذي قرأ العديد من الكتب المتعلقة بمجال السحر لم يكن يعرف ما بداخل الشخص. كان ذلك هو نفس الحال، حتى لو كان الأمر يتعلق بقلبه نفسه.

بالكاد يحتمل وزن جفنيه الثقيلين بشكل متزايد، كان آخر شخص دخل مجال رؤيته هو لوسي.

فقط ما هو نوع التعبير الذي كانت تمتلكه لوسي وهي تنظر إليه بينما تمسك ذراعي بشدة؟

لسوء الحظ، لم أتمكن من رؤيته.

"حسنًا... هذا قول حكيم..."

بعد قول ذلك، أغمض غلاست عينيه، كما لو كان ينام. يمكنني استنتاج ما حدث بعد ذلك.

سقطت ستارة الارك 2.

كان العالم ينام ببطء.

مع رؤية ضوء القمر يتساقط من خلال شجرة الزيلكوفا حيث كان يرقد بسلام...

للوهلة الأولى، بدا وكأنه نائم بهدوء.

وقفنا هناك جميعًا نحدق لبعض الوقت.

2023/07/29 · 387 مشاهدة · 2606 كلمة
نادي الروايات - 2024