كان هواء الليل الشتوي مختلفًا بشكل غريب عن هواء الربيع أو الصيف. لم يكن هنالك شعور بالرطوبة في الغابة. كان الهواء البارد، الذي كان يتدفق مباشرة إلى رئتي، منعشًا إلى حد ما.
دغدغت اذني قرمشة الأوراق بينما كنت أمشي من خلالها. أصلحت موضع الحبل المتدلي من كتفي. في البداية، كنت أفكر في صنع سلم بدائي. ومع ذلك، نظرًا لأنه كان أعمق مما كنت اتصور في الأصل، فسيأخذ الأمر يومًا كاملًا على الأقل لإكمال صنعه. وبدلاً من ذلك، أعددت حبلًا للنزول.
"لماذا ما زلتِ تلاحقينني؟"
أظن أن حالتها اليوم كانت غريبة بشكل خاص.
ما زلت ممسكةً بأكمامي، لم يكن لدى لوسي أدنى تغيير في التعبير أو المظهر.
بعد أن وصلت إلى أطراف الغابة، تمكنت أخيرًا من رؤية الحفرة التي أحدثتها لوسي.
لم يكن شيئًا يمكنك تسميته بالسحر. كان أقرب ببساطة الى جمع القوة السحرية الموجودة داخل جسدها وشق طريقها عبر الأرض بالقوة الغاشمة.
بفضل ذلك، لم يكن مدخل الحفرة بهذه الضخامة. كان جسد لوسي صغيرًا بالفعل، لذا بغض النظر عن مقدار القوة السحرية التي قد قامت بضغطها داخلها، كان هنالك حد لمدى اتساع الثقب.
ربطت جانبًا من الحبل بشجرة قريبة وألقيت بالآخر في الحفرة التي كانت تقودنا الى تحت الأرض.
انفك الحبل بشكل جيد حيث سقط داخل الحفرة وفتح طريقًا جديدًا لأخذه.
قمت بشد الحبل عدة مرات للتأكد فحسب من كونه مثبت بإحكام.
"يمكننا فقط النزول مع سحري, رغم ذلك."
"لا بأس. لقد أخبرتكِ قبل أن نصل إلى هنا، لكنني لا أخطط للنزول مرة واحدة فقط. لذا, فأنا بحاجة إلى التحقق شخصيًا مما إذا كان بإمكاني الصعود والنزول بهذا الحبل بمفردي."
لم أستطع إحضار لوسي معي في كل مرة أذهب فيها إلى المكتبة.
بعد أن طلبت من لوسي أن تستخدم سحرها الخاص باعتدال لتتبعني، أمسكت بالحبل وشققت طريقي عبر الحفرة.
مشيت ببطء في طريقي إلى أسفل الحبل وركلت الحائط، ثم نزلت أكثر في الحفرة.
في حالة تمزق الحبل، أو أنه لم يكن طويلاً بما يكفي، فقد ركزت حتى أكون مستعدًا لإمساك نفسي بكلتا ذراعاي على الجدار الداخلي. رغم ذلك، كان الحبل قويًا جدًا. لا أعتقد أنني سأضطر إلى فعل شيء كهذا.
كان بامكانها فقط استخدام السحر المكاني للذهاب إلى أسفل أولاً، لذا كان من الغريب رؤية لوسي تتبعني من خلال التمسك بالحبل أيضًا.
بعد ما بدا وكأنه وقت طويل من الزحف على الحبل، وصلت أخيرًا إلى القاعة الرئيسية للمكتبة.
بالكاد كان هناك أي مصدر ضوء في قاعة المكتبة المظلمة. اضطررت إلى الانتظار قليلاً حتى تعتاد عيناي على الظلام.
في النهاية، تمكنت من رؤية آثار قوة لوسي السحرية، التي دمرت المكان بالكامل.
تم دفن كل شيء على الاغلب في الرخام الذي كان يدعم الجدار الداخلي، ولكن... كان لا يزال هناك عدد غير قليل من العناصر السحرية والوصفات والتي بدت في حالة جيدة.
لم تكن هناك حاجة لي للاسراع بأخذ كل عنصر أراه على الفور. في كل الاحوال، تم بالفعل إغلاق مدخل المختبر السري، لذا لن يكون هناك أي شخص يستطيع العثور على المكتبة في الوقت الحالي. كان لدي متسع من الوقت.
توجهت مباشرةً إلى الطاولة التي كانت في وسط المكتبة.
عند تحريك الطاولة بعيدًا عن الطريق، وجدت صدعًا غريبًا على الأرض. نظرت من خلال الفجوة، ورأيت ثقب مفتاح.
أمسكت لوسي، التي كانت لا تزال تتبعني، بأكمامي بإحكام وأمالت رأسها.
"لماذا وضع خزنة سرية في مثل هذا المكان لكنه أحتفظ بالمفتاح بشكل منفصل؟"
"لست متأكدًا."
أخرجت المفتاح من جيبي ووضعته في ثقب المفتاح. قلبت المفتاح في اتجاه عقارب الساعة، بعدها قام بأصدار صوت طقطقة وبدأت الأرضية الرخامية تنفصل عن بعضها.
فووووووووووووووش!
من الداخل، هبت عاصفة من الرياح.
كل القوة السحرية التي تراكمت في مثل هذا المكان المغلق قد أطلقت كلها دفعة واحدة عندما تم فتحه.
بعد التعامل مع صدمتي، حاولت توضيح رؤيتي مرة أخرى... في المكان الصغير الموجود تحت الأرض، كان هنالك عنصر ذهبي سحري. لم يكن حجمه أكبر من إبهام.
* * *
"هااا، هااا..."
على الرغم من كون ذلك واضحًا، ولكن من المستحيل أن تكون مقدار القدرة على التحمل اللازمة لصعود ونزول الحبل هي نفسها.
بينما واصلت شد الحبل وركل قدمي بعيدًا عن الأرض، بدأت أتعرق بغزارة.
عرضت لوسي المساعدة، لكنني رفضت. ما هو الهدف من التحقق مما إذا كان بإمكاني الصعود والنزول بالحبل إذا لم أحاول حتى العودة الى أعلى بمفردي؟
فوقي، كانت لوسي ممسكةً بالحبل. ربما كان ذلك بسبب سحر تخفيف الوزن الذي استخدمته، لكن بدا وكأنها لم تكن متمسكة به على الإطلاق. بدلاً من ذلك، بدا الأمر وكأنها كانت تلمسه فقط.
"إذا كان هذا الارتفاع فقط... فيمكنني الصعود..."
المدى الذي تقع فيه المكتبة الى الأسفل لم يكن في الواقع بالعمق الذي قد تصورته. كل تدريبات الحيوية التي كنت أقوم بها باستمرار خلال العام الماضي لم تذهب هباءًا. على الرغم من أن الأمر كان صعبًا بعض الشيء، إلا أنني لم أشعر وكأنني كنت أبالغ فيها تمامًا.
على الرغم من أنني بدأت أفقد بعض القوة مع استمراري في الصعود، ما زلت أمسك بالحبل بإحكام وأخذ استراحة من خلال الاستلقاء على جزء بارز من الجدار.
بغض النظر عما أفكر فيه، فقد كان لا يزال صعود الحبل في كل مرة صعبًا جدًا بالنسبة لي. في الوقت الحالي، يجب أن أستمر في استخدام الحبل. ومع ذلك، كما هو متوقع، سأضطر في النهاية إلى صنع أو شراء سلم مناسب.
أيضًا، قريبًا جدًا، يفترض أن أحصل على المواد الخاصة بعناصر الهندسة السحرية التي طلبت من لورتيل الحصول عليها... تساءلت عما إذا كانت على استعداد لإعطاء سلم ذو حجم لائق مجانًا.
هذا ما كنت أتمناه، لكن... من الناحية الواقعية، لم أتصور أنها ستقدم شيئًا كهذا مجانًا. فبعد كل شيء، وبغض النظر عن أي شيء، فقد كانت لا تزال تاجرة.
"أنت على وشك الانتهاء. ستصل الى الخارج قريبًا."
"نعم... أعرف... هااه..."
أثناء مسح عرقي، أخرجت خاتمًا على شكل طائر الفينيق من جيبي.
خاتم العنقاء الذهبي الذي أعيد تشكيله باستخدام السحر السماوي.
كان بوضوح عمل حياة البروفيسور غلاست، شيء قضى على الأرجح سنوات في صنعه.
"إذن، ما هذا الشيء؟"
فوقي، سمعت صوت لوسي. قبل أن أدرك ذلك، كانت لوسي تنتظرني بالفعل عند مدخل الحفرة.
[خاتم العنقاء الذهبي لغلاست
———
أداة سحرية تتلاعب بالخط الزمني لتجمع وتجلب القوة السحرية من ذاتك المستقبلية إلى ذاتك الحالية.
يحتوي العنصر السحري ذو الدرجة الأسطورية 'خاتم العنقاء الذهبي' على كل من قوة السحر السماوي وقوة سحر الوقت المتقدم.
يزيد مؤقتًا من القوة السحرية لمن يرتديها. يمكنك استخدام سحر يستهلك أكثر من مقدار القوة السحرية في جسمك لمرة واحدة فقط.
عند استخدام السحر الذي يتطلب أكثر من الحد الأقصى لقوتك السحرية، سيتم قمع قوتك السحرية لفترة زمنية تتناسب مع مقدار القوة السحرية الزائدة المستخدمة.
بمجرد أن يبدأ قمع القوة السحرية، لا يمكن استخدام قوة الخاتم إلا بعد رفع القمع.
———
الدرجة: أسطوري
عدد الاستخدامات: بلا حدود
مستوى صعوبة الإنتاج: ●●●●◐
صاحب الرنين: إد روثستايلور]
"أعتقد أنني أعرف سبب إخفاء هذا العنصر السحري سراً في المكتبة وامتلاكه للمفتاح بشكل منفصل."
نظرت إلى لوسي. تساءلت عما إذا كانت تشعر بالفضول أيضًا، أم أنها لا تزال غير مهتمة بأي شيء آخر كالمعتاد.
إذا كان بإمكانك استخدام القوة السحرية لذاتك المستقبلية مسبقًا، فمن الناحية النظرية يمكنني استخدام السحر المتقدم الآن.
ولكن, إذا قمت ذلك، فلن أتمكن من القتال لوقت يعادل مقدار القوة السحرية التي اقترضتها. إذا استخدمته بتهور، فقد يكون الثمن الذي يجب دفعه باهظًا.
في النهاية، إذا كنت ستستخدم هذا العنصر أثناء القتال، فقد كانت هذه هي الحركة النهائية التي يجب عليك اتخاذها فقط عندما يتم حشرك في موقف شديد.
ومع ذلك، فقد كانت قصة مختلفة تمامًا إذا لم تستخدمه في قتال.
إذا اتبعت ببساطة تركيب استخدام المانا التي تجاوزت حدودي لمجرد تقوية مواصفاتي، وسددت ببطء تلك القوة السحرية المستعارة بمرور الوقت... فقد يكون ذلك مفيدًا جدًا في الواقع.
على سبيل المثال، عند القيام بعقد مع روح.
أصبح من المنطقي الآن كيف أن البروفيسور غلاست، الذي كان يفتقر نسبيًا من حيث الرنين الروحي، كان قادرًا على التعامل مع مثل هذا العدد الكبير من الأرواح.
بعد كل شيء، كان مفتاح الرنين الروحي والفهم الروحي هو 'كفاءة الطاقة السحرية'.
كان كلاهما مجرد وسيلة لقياس مدى كفاءة قوتك السحرية الفردية من حيث السحر الروحي.
كان مستوى القوة السحرية لدى ينكار ومستوى رنينها مرتفعًا بالفعل، لذا من خلال التآزر بين الاثنين، تمكنت من التعامل مع عدد هائل من الأرواح. كانت هذه هي الطبيعة التي تنعم بها.
السبب الرئيسي الذي جعل المبتدئين غير قادرين على إبرام عقود مع أرواح المستويات الأعلى هو في نهاية المطاف بسبب نقص القوة السحرية داخل أجسادهم. بغض النظر عن مدى ارتفاع رنينك الروحي وكفاءة طاقتك السحرية، فلن ترقى أبدًا إلى الأهمية المطلقة للقوة السحرية المتأصلة والموجودة مسبقًا.
بمعنى آخر، إذا استخدمت قوة الخاتم جيدًا، فيمكن تصغير حاجز الدخول.
باستخدام تلك الأداة السحرية لاستخدام القوة السحرية من المستقبل مؤقتًا وإنشاء عقد... فإن الكمية الزائدة من القوة السحرية التي تلقيتها مسبقًا للقيام بذلك سوف تسترد ببطء بمرور الوقت.
لقد كانت عملية حسابية بسيطة ومتهورة، لكن تخميني كان أنه إذا تخليت عن استخدام القوة السحرية لمدة شهر أو شهرين، فسأكون قادرًا على إبرام عقد مع روح رفيعة المستوى على الفور. بالطبع، بصفتك ساحرًا، فإن خطر عدم القدرة على استخدام السحر المبتدئ لمدة شهر أو شهرين كان كبيرًا جدًا. من المحتمل أن تنخفض جميع درجاتي في الدورات العملية إلى الأرض.
لحسن حظي, كانت عطلة الشتاء قادمة قريبًا. سيكون الخطر أقل نسبيًا إذا قمت بهذا في ذلك الوقت.
بصراحة، كان الأمر أشبه بالحصول على قرض. لم يكن القيام بذلك مختلفًا عن أخذ قرض من نفسي في المستقبل لأتمكن من استخدام السحر في الوقت الحاضر.
كان الأمر يبدو وكأن الآخرين يكافحون لشراء منزل بالنقد، بينما أنا أشتري واحدًا بقرض بدون فوائد... هل كان هذا التشبيه المجازي مبالغًا فيه؟
في النهاية، كان كل هذا ممكنًا بسبب قوة السحر السماوي، الذي يمكنه أن يحرف تدفق الوقت نفسه. من الواضح أن هذا كان شيئًا لا يمكن لأي شخص فعله.
لقد كان ذلك أفضل كنز، يمكن استخدامه كوسيلة لتحسين مواصفاتي كحل أخير في حالة الطوارئ.
إذا قمت بالبحث في المكتبة بأكملها، فربما لن أجد شيئًا أكثر قيمة من ذلك.
"هذا الخاتم هو أداة سحرية تسمح لك باستخدام قوة سحرية أكثر من الكمية التي لديك بشكل طبيعي. بالطبع، هناك اثر جانبي لذلك. لا يمكنك استخدام هذا الخاتم بتهور."
منذ البداية، كان لأفعال هذا الأستاذ العنيد هدف واضح.
"من الخطيئة دعم ودفع أولئك الذين لديهم مواهب غير مؤكدة، ومهمة حياتي هي تلميع تلك الأحجار الكريمة المولودة بمواهب طبيعية... على الرغم من أنه كان دائمًا ما يقول ذلك، فمن وراء ظهر الجميع، كان يقوم بصنع شيء كهذا."
كنت أتساءل عن سبب وجود الكثير من صيغ الإنتاج السحرية في المكتبة... ولكن كلها كانت موجودة لأجل أبحاثه.
ربما لم يكن مفتاح غلاست الذي أخرجه بينما كان يحتضر من أجلي... ولكن بدلاً من ذلك من أجل ميوري.
الهدية الأخيرة لابنته، التي وصلت إلى جدار موهبتها وانتهى بها الأمر بالموت. بالتفكير في هذه الأشياء الآن، كان الأمر كما لو أن قطع اللغز قد اجتمعت أخيرًا.
ومع ذلك، في النهاية، لم تصل الحلقة إلى مالكها الشرعي. وأكثر من أي شخص آخر، فلا بد أن غلاست نفسه قد توقع هذه النتيجة إلى حد ما.
"لو كان لديه الوقت لصنع شيء كهذا، لكان من الأفضل أن..."
"لا تتحدثي عن أشياء لا معنى لها، لوسي."
قاطعت لوسي.
"أصبح كل شيء الآن من الماضي."
* * *
"هل تعلم، لقد كان هنالك زر على كمي والذي سقط في أحدى المرات."
كان الأمر صعبًا للغاية.
لم أكن أدرك أنه سيكون من الصعب تسلق الجدار أثناء التمسك بالحبل.
في الواقع، عندما تخيلت القيام بذلك في رأسي، اعتقدت أنني سأكون قادرًا على فعل ذلك بطريقة ما.
لكن كان الأمر غير معقول. أنا حقًا بحاجة للحصول على سلم بسرعة.
"الزر في نهاية هذا الكم هنا. لا أعرف حتى متى فقدته. ولكن كان من غير المريح عدم وجوده، لأن الكم أصبح فضفاضًا للغاية. لذلك، ظللت أفكر."
لقد أوشكت على الانتهاء من التسلق.
بصراحة، كنت أفكر في الطلب من لوسي حملي في منتصف الطريق، لكنني كنت قريبًا جدًا... وقد كنت مصممًا على الانتهاء بنفسي.
برؤية لوسي في الجزء العلوي من الحفرة، تتحدث عن هذا وذاك، كان ذلك مشهدًا غير مألوف لرؤيته. هل كانت دائمًا تتحدث بكثرة؟
"هل هذا صحيح؟"
"قامت خادمات قاعة أوفيليس بإصلاحه لي، وكل شيء كان على ما يرام. بعد ذلك، كنت حريصة على التأكد من عدم إتلاف كمي عند استخدام أي سحر يجعلني أطفو."
جلست لوسي شاردة الذهن في قمة الحفرة، وهي تنظر إلى السماء. عبر الغيوم، لمع نجم عابر في عين لوسي.
"غالبًا ما أشعر بمدى أهمية الأشياء بعد رحيلها... اعتقدت أنه لم يكن شيئًا مميزًا، لكنه في الواقع كان أمرًا مذهلاً للغاية."
"هذه قصة شائعة بشكل مفاجئ، كما تعلمين. ألا تظهر هذه العبرة في القصص الخيالية وما إلى ذلك؟"
"نعم."
لم يكن الشيء أكثر من مجرد أمر صغير.
تناول بضع وجبات معًا، والجلوس جنبًا إلى جنب دون تفكير، وتبادل بضع كلمات ذهابًا وإيابًا، وتحية بعضكما البعض، واللقاء معًا للتسكع كلما شعرتم بالملل.
كانت الحياة اليومية التي تتشاركها مع شخص ما في نهاية المطاف مجرد مجموعة من الأشياء الصغيرة.
العلاقة التي تطورت بسلاسة من فرصة رائعة كانت شيئًا لا يحدث إلا في الأعمال الدرامية.
كانت هناك أزمة ومحنة وإرادة لتجاوزها. ثم كان هنالك فعل إنقاذ شخص ما أو الخلاص بدلاً من ذلك.
كان إنشاء مثل هذه العلاقة الجميلة والرائعة أمرًا رومانسيًا بالتأكيد، ولكنه ليس بالشيئ الذي يمكنك تسميته بالواقعي.
هذا ليس شيئًا ينبغي أن أحكم من خلاله على من يليق به الأمر أكثر. ومع ذلك، فقد أعتقدت أن ذلك يلائم تايلي أكثر مني.
الأفعال البطولية، حياة البطل، مصاعب العالم، الصداقة والجهد، ثم النصر. العلاقة الجميلة التي ازدهرت من كل هذا.
بالنسبة للأشخاص العاديين الذين عاشوا حياة عادية، لم يكن بناء علاقة مع شخص آخر أمرًا مبالغًا فيه أو مبهرجًا هكذا.
كان كل شيء مملا أكثر مما قد يعتقده المرء. ومع ذلك، لا يمكنك الحكم على المزايا والعيوب بين الاثنين.
كانت الورود التي تتفتح بشكل مبهرج والزنابق البسيطة اللطيفة جميلة جميعها، ولم نحكم بالضرورة على القيم بين الاثنين.
لم أكن أعرف كيف شعرت لوسي عندما فقدت غلوكت... ولم أستطع ببساطة التكهن بذلك.
"في الواقع كان هناك شيء أردت أن أسألك عنه، ولهذا السبب لحقت بك."
في هذه المرحلة، مع بضع ركلات أخرى من الحائط وسأصل إلى السطح. أستطيع البدء بالفعل في الشعور بالهواء النقي من الأعلى.
"هل أنت ذاهب إلى قاعة ديكس؟"
أصاب هذا السؤال بشدة.
نظرت فوقي مباشرةً إلى لوسي، والتي كانت جالسة عند المدخل.
إما أن ينتهي بي الأمر بدخول قاعة ديكس أو مواصلة حياتي في المخيم.
كان المقياس الذي يزن بين الاثنين ما يزال محايدًا.
من المؤكد أن دخول قاعة ديكس سيجعل حياتي أسهل. يمكنني تجاهل جميع قواعد العيش في البرية التي اعتدت عليها بالفعل. أود ببساطة أن أعيش حياتي وفقًا لجدولي الأكاديمي، مع التركيز فقط على دراستي ولكن أيضًا سيحد من حريتي.
ومع ذلك، إذا حافظت على نمط حياتي في المخيم، فسيكون لدي عدد أكبر نسبيًا من الأشياء التي يجب القلق بشأنها. سيكون لدي أيضًا قيود أقل على كيفية استخدام وقتي. كما كانت بيئة جيدة لتدريب حيويتي ومهاراتي الإنتاجية. قد أكون معتادًا على ذلك الآن، لكن... الظروف التي أتت من العيش في البرية كانت لا تزال غير ملائمة.
يمكنني الاستثمار على المدى الطويل من خلال إجراء مزيد من التحسينات على بيئة المخيم، لكن هذه كلها كانت نتاج جهد. بعد فترة وجيزة، سأصبح أكثر انشغالًا، لذا كنت قلقًا بشأن ما إذا كان ذلك ممكنًا.
إذا لم أتمكن من الاختيار بين الاثنين ولم يمل المقياس تمامًا لصالح احد الجانبين... فسينتهي الأمر بالنزول إلى أصغر جزء من الميزان لاتخاذ قراري.
بغض النظر عن مدى صغر أو تفاهة الشيء، إذا كان يرجح لصالح أحد الجانبين... فسيقوم الناس دائمًا باختيار ذلك الجانب.
"هل يمكنك عدم الذهاب؟"
خرجت هذه العبارة من فم لوسي.
لا يسعني إلا الشك فيما سمعته للتو.
ومع ذلك، لم يكن الأمر أنني غير مصدق... تمكنت من فهم ما كانت تقوله تمامًا عندما نظرت إلى تعبيرها.
"الدخول إلى قاعة ديكس... بعيدًا عن كل شيء، سيكون من المريح أكثر أن أعيش فيها. يجب أن أكون مجنونًا لمحاولة الاستمرار في العيش هنا في البرية خلال الشتاء البارد."
بقول ذلك، شعرت وكأن أنفاسي قد نفدت تمامًا وأنني بحاجة إلى التوجه إلى السطح على الفور.
ضغطت على يدي التي تمسك بالحبل وأنا أسحب نفسي لأعلى.
نظرت لوسي، التي كانت تستمع، إلى السماء بهدوء.
كانت النجوم في السماء مرئية من وقت لآخر، لكن معظم السماء كانت مغطاة بالغيوم الداكنة.
"أعتقد أن هذا صحيح."
كان الأمر كما لو أنها تخلت عن شيء ما، أو كما لو أنها قد قطعت أي خيط كانت تتمسك به بداخلها.
كالمعتاد، لم يتغير تعبيرها على الإطلاق. ولكن بشكل غريب، بدا وكأنها كانت تبتعد.
كانت السماء مليئة بالغيوم الداكنة، تلك التي رأتها عدة مرات.
أصلحت لوسي قبعتها وهي تهمس لنفسها مرارًا وتكرارًا.
"ستمطر."
لقد صُدمت تمامًا من كلامها لدرجة أنني أجبت عليها.
"لا، لن تفعل."
"......؟"
"إنه ليس موسم الأمطار."
بعد فترة وجيزة من وصولي إلى السطح أخيرًا، استلقيت على التراب.
نظرت إلى السماء وأخذت أنفاسًا عميقة، وبدأ الثلج يتساقط على جسر أنفي. بالتفكير في الأمر، كان هذا أول تساقط للثلوج في هذا العام.
بالفعل، كان وقت المطر قد ولى بالفعل. وبطبيعة الحال، كان هذا منطقيًا، نظرًا لمدى برودة الطقس.
مثل الشبح، شعرت لوسي من خلال السحب المظلمة في السماء والرطوبة التي شعرت بها على طرف أنفها وكأنها ستمطر، لكن... لم يكن ذلك ينجح دائمًا.
ما لم تسقط قطرات المطر فعليًا من السماء أعلاه، فلا تستطيع أن تكون متأكدًا تمامًا.
ومع ذلك، بعد موسم مطير طويل، فقد يعتقد المرء دون وعي أنها ستمطر. حتى لو كان قد مضى الوقت على موسم هطول الأمطار، فإن حواسك قد اعتادت بالفعل على ذلك لذا فقد تكون مخطئًا.
بدأ عدد رقاقات الثلج التي سقطت بلطف على الأرض في الازدياد أكثر فأكثر.
عندما تساقط المطر، شعرت بالفظاعة والبرودة. ومع ذلك، عندما تساقطت الثلوج، شعرت بالراحة والدفء بدلاً من ذلك.
في حين أن البعض قد يعتبر المطر الذي يتحول إلى ثلج على أنه شيء رومانسي إلى حد ما... في الواقع، كان له معنى آخر إلى جانب ذلك.
يمكن لأي شخص أن يقول أن المطر الذي سقط على جسدك والثلج الذي سقط بلطف على العالم كانا مختلفين بشكل واضح.
"حسنًا، هذا هو الأمر."
تحدثت إلى لوسي، التي كانت تقف ساكنة وهي تنظر شاردةً الذهن إلى الثلج المتساقط.
"لقد كان لدي الكثير من الأشياء لأعتني بها مؤخرًا، لذلك لم أتمكن من تأمين ما يكفي من الحطب للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء."
بعد أن قلت ذلك، أدارت لوسي رأسها بسرعة وحدقت في وجهي.
"لا أعتقد أنني أستطيع إكمال كل شيء بنفسي، لذا ساعديني عندما يكون لديكِ الوقت. إنه مثلما أخبرتيني من قبل. ليس لدي ما يكفي من الحطب."
"حقًا؟"
فوش!
بام!
صعدت على بطني وأنا أرقد على التراب. أصلحت قبعتها وأمالت رأسها نحوي.
"حقًا؟ حقًا؟ حقًا؟"
"لقد تكيفت بالفعل مع العيش في المخيم تمامًا... لذا، إذا قمت بتحسين البيئة أكثر قليلاً، فستكون هنالك فوائد أكثر في الاستمرار في العيش في المخيم."
"........."
بسماع ذلك، رفعت لوسي الجزء العلوي من جسدها مرة أخرى... ناظرةً إلى السماء المكسوة بالثلوج.
لم أصدق ما رأته عيني.
بغض النظر عن المشهد، كانت أمامي لوسي لم أرها من قبل... بزاويا فمها مرتفعة حتى الأعلى في شكل ابتسامة... لم أتمكن سوى من أن أبقى مذهولاً تماماً.
* * *
بعد الانتهاء من الارك 2، نحن الآن في الارك 3، حيث اصبحت الصعوبات اشد.
أغلقت عيني وأنا أفكر في الأمر، ضربني الأمر مثل الشاحنة.
الأميرة الخيرة بينيا، التي أصيبت بخيبة أمل من قسم التفتيش الفاسد في الأكاديمية وحاولت الاستيلاء على سلطة جديدة داخل الأكاديمية من خلال أن تصبح رئيسة الطلاب في الأكاديمية.
قديسة الشك كلاريس، والتي تمنت تدمير جماعة تيلوس الدينية، وحتى كلاود، الكيميائي الكارثي الذي شرب دم إله الشر وأصبح فاسدًا... كل واحد منهم كان خصمًا قويًا، لكن في النهاية لم يكن غير تلك الفتاة من وقف في نهاية المنصة.
الرئيس الأخير للارك 3. لوسي ماريل، 'المستيقظة'.
بمجرد أن ينتهى كل شيء، يمكننا أن نحيي بعضنا البعض مرة أخرى.
بالطبع، إذا كنا لا نزال على قيد الحياة وبصحة جيدة.
* * *
اصطدام.
كانت كومة المستندات الموضوعة على الطاولة سميكة جدًا. على مدار الأسبوع، كان هنالك عدد كبير من القضايا التي يجب التعامل معها.
"هاااه..."
جلست الأستاذة المساعدة كليوه في معملها الخاص، تحتسي فنجانًا من القهوة.
كانت مشاغل البروفيسور أكثر مما كانت تعتقد. كانت الكيفية التي تمكن بها من إجراء ابحاث عن الختم أثناء التعامل مع كل هذا العمل لغزًا كاملاً بالنسبة لها.
برغم أن معظم العمل قد اكتمل بالفعل. طالما تمت تسوية جدول أعمال المؤتمر، فإن الشيء الوحيد الذي بقي لها أن تفعله هو امتحان تحديد الفصل للسنة الأولى والذي سيجري خلال فترة العطلة.
تم بالفعل كتابة الإشعار الخاص به. وتم تصديره بالفعل إلى عناوين كل طالب قادم. إشعار بضرورة القدوم إلى جزيرة آكين في عطلة الشتاء لإجراء الامتحان.
كانت قلقة قليلاً بشأن ما يجب القيام به في الامتحان. مثل العام الماضي، فكرت في جعلهم يبحثون فقط عن الرخام. ومع ذلك، إذا كانت محتويات الاختبار متطابقة، فقد ينتهي الأمر بطلاب السنة الثانية بتسريب المعلومات عنه. انتهى بها الأمر إلى التفكير في أنها بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت لأجل المجيء بفكرة اخرى.
"حسنًا~ رغم ذلك... ما زلت أعاني من نقص في القوى العاملة."
تنهدت الأستاذة المساعدة كليوه بعمق وهي تحك رأسها.
"كما هو متوقع... سأطلب من الأكاديمية المزيد من طلاب المنح الدراسية الذين يمكنهم المساعدة. أنا متأكدة من أن الأكاديمية ستكون على ما يرام مع ذلك، صحيح؟ حسنًا، هذه الأيام... لدي صورة عن كوني أصغر أستاذة قد حصلت على كل هذا العمل... لذا يبدو أن الجميع يبذل قصارى جهدهم لمساعدتي في أي خدمة أطلبها منهم..."
كانت تعلم أن الوضع لم يكن جيدًا تمامًا، لكنها احتاجت إلى الاستفادة منه بينما تستطيع ذلك.
على أي حال، كانت مساعدتها أنيس — التي كانت مسؤولة عن التعامل مع عبء العمل الحالي — تقوم بعمل رائع، لذا... كل ما تحتاجه هو طالب آخر لتولي مهمة إشرافية بسيطة.
على أمل أن يأتي طالب مجتهد على طول الطريق لها، رجعت الأستاذة المساعدة كليوه إلى كومة الاعمال المتبقية لها.