ابتسمت لورتيل ابتسامة عريضة.

كانت قد سمعت شائعات عن وجود العديد من الأشخاص المؤثرين بين طلاب السنة الأولى القادمين. وكانت ايضًا قادرة على معرفة هويات الغالبية منهم.

كانت تانيا، التي كانت تتمتع بعيون واسعة ومشرقة، تبدو بالتأكيد مثل أخيها الأكبر.

من المؤكد أنهم يتشاركون نفس العيون الحادة والشعر الأشقر اللامع. ومع ذلك، فإن الطريقة التي تتصرف بها كانت مختلفة عن إد.

هذا الإحساس الغريب بالنضج والتصميم الذي شعرت به من إد روثستايلور لم يكن موجودًا. بدلا من ذلك، كان هناك ذلك السلوك الانيق الأرستقراطي.

كان هناك شعور بالثقة بالنفس ولكن ليس بالغرور. هل كانت هذه هي الاناقة التي نبعت من ابنة محترمة قضت سنوات وهي تتلقى التعليم؟

بالنسبة لـ لورتيل، والتي ولدت في القاع، لم يكن ذلك انطباعًا مرحبًا به. ومع ذلك، كانت لا تزال الأخت الصغرى لـ إد روثستايلور.

على الرغم من أنها كانت ترتدي بحيث لا تسيء إليها، فقد كانت تانيا تتحدث فقط عن التخلص من إد.

"هل سنحت لكِ الفرصة لمقابلة ذلك الرجل، لورتيل؟"

"نعم, سنحت لي."

كان السبب في قدرتها على التحدث بشكل عرضي هو الاختلاف في سنواتهم.

نظرًا لأن سيلفينيا كانت أرضًا للدراسة، حتى النبلاء كان عليهم — على أقل تقدير ممكن — أن يظهروا الاحترام وفقًا للسنة. بالطبع، لم يكن من الممكن معاملة شخص نبيل بطريقة غير لائقة. كان الأمر مثل انحناءة متواضعة، تقديرًا لسخاءها.

الأشخاص الوحيدون الذين يمكنهم تجاوز مثل هذه المبادئ هم أولئك الذين كانوا مثل قلب القارة، مثل أفراد العائلة المالكة أو القديسات.

"إذن لن أحتاج إلى تقديم شرح طويل لكِ. فبعد كل شيء, لا بد أنكِ تعرفين بالضبط ما نوع الاشخاص هو."

"أنا أعرفه جيدًا."

"إنه وصمة عار على اسم عائلة روثستايلور. إنه مثل الخائن. نشأت معه, وأنا أعرفه جيدًا. إنه شخص ضحل، مليء بالتبجح، لا يعرف ولو ذرة عن أشياء مثل الأناقة والكياسة. وبما أنه كان الأكبر سناً، فقد أصبح وريثاً للعائلة، وخلال تلك الفترة... كانت التصرفات البغيضة التي يقوم بها ضد العالم مؤسفة للغاية."

شربت لورتيل شايها وهي تفكر بسرعة في الوضع.

لقد فوجئت بالموقف المفاجئ، لكن الوضع في حد ذاته لم يكن معقدًا إلى تلك الدرجة.

كان السؤال هو كيف تتعامل معها.

على أقل تقدير، لم يكن رفض عرضها مباشرةً خيارًا جيدًا.

"ومع ذلك، كنت اؤمن أن كل شيء في هذا العالم يسير في الاتجاه الصحيح. أما بالنسبة لذلك الرجل، ففي يوم من الأيام كان سيصبح بالتأكيد عديم الاهمية. أمامه، ربما كنت قد تصرفت مثل ابنة هادئة وصغيرة ومحترمة. لكن خلف ظهره، بقيت مستيقظة طوال الليل أدرس وأحسن من نفسي."

"لابد أنكِ مررتِ بالكثير."

"ومع ذلك، لا يمكنني أن إقارن بكِ، والتي شقت طريقها من الأسفل. وفي كلتا الحالتين، هو شخص لا ينبغي السماح له بمشي ولو خطوة واحدة في سيلفينيا. إنه شخص يضر بسمعة أكاديمية سيلفينيا النبيلة وهو أيضًا وصمة عار على عائلة روثستايلور."

في الأساس، كانت لورتيل في موقف لا تستطع فيه إنكار ابنة عائلة روثستايلور الموقرة.

داخل أكاديمية سيلفينيا، قد تكون لورتيل هي زميلتها الكبرى. ومع ذلك، من حيث الوضع الاجتماعي لا يمكن أن ينظر إليهم على أنهم متساوون.

بالنظر إلى أنها حصلت على دعم والدها كريبن، ألم يكن هناك احتمال كبير أن تصبح في يوم ما شخصية لها الكثير من القوة؟

أيضًا، كانت تانيا بوضوح تشعر بالعداوة تجاه إد، لكن كان من المستحيل معرفة ما إذا كان إد ينظر إلى تانيا على أنها عدو أم لا. إذا، وعن طريق الصدفة، انتهى الأمر بأخته الصغيرة بالتأذي... فلا بد أن إد سيصبح محبطًا وغاضبًا جدّا.

في الواقع، كانت هناك مشكلة ظهرت قبل هذه المشاعر.

كانت العلاقات الشخصية أكثر صدقًا من العملات الذهبية.

بالتناسب المباشر مع مقدار الوقت والجهد الذي تنفقه على العلاقات الشخصية، ستصبح القيمة أعلى بكثير.

وستكون تانيا روثستايلور من الأصول الجيدة للغاية. بالنسبة لـ لورتيل، التي تنظر إلى كل شيء في العالم من منظور التجارة، لم يكن هناك استثمار أفضل.

هذا يعني أن الحل سيكون بالتظاهر بأنها تتعاون لتكسب مصلحتها. بعد ذلك، بغض النظر عن المؤامرة التي قد تخطط لها تانيا، لم يكن على أحد أن يعرف أن لورتيل كانت جزءًا منها.

كما هو متوقع، إذا كان عليها اختيار حل، فهذا بالتأكيد الحل الصحيح... ومع ذلك.

"كلما سمعت عنه أكثر، أصبح من المستحيل فهم سبب منح إلهنا تيلوس له الإذن بمشاركة دم روثستايلور. لقد تلقى دروسًا في القتال منذ أن كان صغيراً، لكن لم تاتي أي نتائج مناسبة منها أبدًا. إنه مجرد رجل مفعم بالفخر .متوهم ومؤمن بأنه موهوب لأن العديد من التابعين أشادوا به."

"أرى."

"لقد حاول الدخول في العديد من المجالات المختلفة، لكنه في نهاية المطاف سيخدش السطح ثم يتركه. ولكن نظرًا لارتفاع تقديره لذاته، فلن يعترف أبدًا بعدم كفاءته. بالكاد تمكن من استيعاب رنين القوة السحرية، ومع ذلك تجول متفاخرًا بأنه سيصبح ساحرًا عظيمًا. ثم، عندما بالكاد تمكن من الدخول إلى سيلفينيا، كان شديد الثقة بنفسه. على الرغم من مرور بضع سنوات فقط منذ أن رأيته، فقد تسبب بالفعل في حادث وانتهى به الأمر بهذا الشكل."

كان من الصعب وصف شعور تانيا تجاه إد بشكل كامل.

أمضت تانيا حياتها في العمل ليل نهار، في محاولة لحماية اسم عائلة روثستايلور وكرامتها. ومع ذلك، كان عليها أن تستمر في العيش تحت إد، والذي كان مليئًا بالغرور ولم يتمكن من الوفاء بنصيبه من العمل.

كان الأمر قابلًا للاحتمال حتى توفيت الابنة الكبرى أروين.

على الأقل، كانت أروين شخصًا يمتلك كل صفات الشخص المثالي لما يجب أن يكون عليه عضو من عائلة روثستايلور. عاشت تانيا حياتها وهي تفكر كأختها الصغرى في أنه إذا كان بإمكانها اتباع الخطوات التي اتخذتها أروين فأن ذلك يكفي.

ومع ذلك، ماتت أروين في ظروف غامضة ومريبة، وانتهى الأمر بإد المثير للشفقة لتولي منصب الوريث. بعد ذلك، لعنت تانيا سخافات العالم وعانت الكثير من الألم.

ما مدى إحباط حقيقة أن مستقبل عائلة روثستايلور قد تُرك لرجل لن يكون قادرًا على أن يحل محل أروين، ناهيك عن التصرف مثل أرستقراطي ملائم؟

"اعتدت أن أعيش حياتي وأنا أتصرف بلطف وصدق أمامه، لكن الآن لا أعتقد أن هناك سبب لفعل ذلك. ليس الآن بعد أن تم الكشف بالفعل عن طبيعته الحقيقية للعالم. حقيقة إنه رجل مغرور ومتعجرف، شخص بلا ذرة موهبة... شخص عظيم مثلكِ، لورتيل، سيلاحظ ذلك بالتأكيد في لحظة."

"هل تعتقدين ذلك؟"

"نعم ، أنا أفعل. لذا, هذه المرة... أمم..."

كانت تتحدث بحماس شديد، لكنها فجأةً أصبحت عاجزة عن الكلام. أدركت تانيا أخيرًا أن المحادثة غير طبيعية.

لم يكن هناك نوع من التواصل. لفترة من الوقت، كانت لورتيل تجيب فقط بردود قصيرة على تانيا.

نظرت إلى وجه لورتيل، متسائلةً عما إذا كانت قد فعلت شيئًا غير محترم عن طريق الخطأ، لكنها كانت لا تزال تبتسم كما هو الحال دائمًا.

كان لديها دبوس شعر ذو شكل وردة زرقاء على شعرها البني المحمر، والذي يتدلى بشكل مرتب حول كتفيها. وحافة فستانها، الذي قد يبدو متواضعاً ولكن به زخرفة براقة، لم يتحرك ولو بمقدار ذرة.

بدت وكأنها صورة ثابتة، لكن شعرها لا يزال يتأرجح بسبب الجاذبية الذي تسحبه للاسفل.

لم يكن هناك عاطفة معينة في تعبيرها. كانت تبتسم فقط.

"أنا... أمم..."

"ما الخطب؟"

"لا شيء... هل فعلت شيئًا غير محترم؟"

"لا."

نظرًا لأنها كانت فتاة اختارها كريبن لإرسالها نيابة عنه، كان هناك احتمال كبير لامتلاكها إمكانيات أو موهبة في بعض الجوانب.

لم يكن من النوع الذي يستثمر في شخص آخر لمجرد التعلق به. على الأقل، يجب أن يمتلك ذلك الشخص نوع من المواهب... أو نوع من الفائدة. خلاف ذلك، لن يكون لدى كريبن أي توقعات له في المقام الأول.

ومع ذلك، في نظر لورتيل، لم تستطع رؤية هذه الإمكانية بعد.

لم تكن تعرف نوع الموهبة التي ولدت بها تانيا، ولكن يبدو أنها لم تزدهر بعد.

يبدو أنه لا بد أن تكون هناك نوع من الفرص للحكم الكامل على الموهبة التي كانت في داخل تانيا، ولكن... كانت هناك مشكلة ظهرت قبل ذلك.

"حقا؟ ولكن... يبدو أنكِ غاضبة... هل كان هذا خطأي؟"

"غاضبة؟ ماذا تقولين؟"

كانت لورتيل شخصًا يمكنه الحفاظ على الهدوء والعقلانية بغض النظر عن التغيرات في الوضع أو مدى الأزمة. اشتهرت بكونها تاجرة نموذجية دائمًا ما تتخذ الخيار المنطقي.

كانت تانيا تدرك جيدًا تلك الحقيقة. كان ذلك لأن كريبن قد حذرها مسبقًا.

ومع ذلك، لسوء الحظ... كان هناك متغير لم يحسبه كريبن وتانيا.

شخصية ذو سلطة في شركة إلت، الابنة الذهبية، الشيطان الذي باع روحه مقابل الذهب... بسبب كون تلك الفتاة قد أعطيت الكثير من الألقاب المحترمة، كان هناك شيء قد نسووه... أنه في نهاية المطاف، فقد كانت لا تزال فتاة في سن مبكرة.

كانت بكل تأكيد شخصًا لن يفقد أبدًا العقلانية في مواجهة أي نوع من المتغيرات، ولكن لا يزال هناك شيء واحد لا ينبغي طرحه امامها أبدًا.

أثبت الوريد الذي كان يخرج من جبهتها هذه الحقيقة.

"بالمناسبة، هل انتهيتِ من تناول الشاي؟"

في رأس لورتيل الهادئ، كانت تضع خطة بسرعة.

* * *

[اكتساب الكتاب: السحر المتوسط - الانفجار النقطي.]

[اكتساب الكتاب: السحر المتوسط - أصل الرياح.]

في الليلة السابقة، عدت إلى المخيم وأنا أحمل تحت ذراعي بعض كتب السحر من مكتبة الأستاذ غلاست.

لم تكن الكتب بهذه القيمة. إذا أردت، يمكنني حتى استعارتها من مكتبة الطلاب. ومع ذلك، فإن حقيقة أنه لا داعي للقلق بشأن تاريخ الاعادة كان مريحًا للغاية.

"بفضل هذا اليوم. كل ما علي فعله غدًا هو بعض الأعمال الورقية البسيطة، لذا يرجى العودة مرة أخرى بعد يوم غد، عندما نبدأ في إنشاء موقع الاختبار. بخلاف ذلك، كل ما تبقى هو المساعدة في الإشراف على يوم الامتحان."

إلى حد ما، انتهى عملي الأول كطالب منحة دراسية. شعرت أن أنيس تمر بأمور اصعب مني.

كان لدي الكثير من العمل الذي يجب أن اقوم به، وهو أمر مزعج، ولكن عند مقارنته بالعمل البدني، لم يكن الأمر بهذه الصعوبة.

قبل أن أدرك ذلك، بدأت الشمس تغرب. هكذا كان الشتاء. إذا تخليت عن حذرك قليلاً، فقبل أن تدرك ذلك، ستغطى السماء بالظلام.

بالتفكير في التوجه إلى المقصورة مبكرًا، جلست بجانب نار المخيم.

من الصعب البقاء في الخارج عندما كانت الرياح تلسع بشرتك بشدة، ولكن في يوم كان الهواء فيه دافئًا حتى بعد تساقط الثلوج، كانت نار المخيم كافية للبقاء في الخارج.

بحكم العادة، حاولت جمع القوة السحرية وإلقاء اشعال على نار المخيم.

ومع ذلك، لم تشتعل النار.

"آه... هذا صحيح..."

لا أستطع استخدام القوة السحرية. ظننت أنني سأقرأ كتابًا في الخارج، مستمتعًا بالهواء النقي، لكن بدون نار المخيم كان ذلك صعبًا نوعًا ما.

رفعت رأسي وأنا أنظر حول المخيم. نظرت الى الأشجار، فوق سطح المقصورة، والصخور المسطحة، وما إلى ذلك. ومع ذلك، لم يكن هناك أي شيء مميز على وجه الخصوص.

بعد التفكير في الأمر لفترة، قمت من مقعدي وتوجهت نحو المقصورة.

فتحت الباب الخشبي لمقصورتي ودخلت، ونظرت نحو السرير. تحت البطانية، كان هناك شيء يتدلى تحتها.

قبل، كانت تظهر بطرق مختلفة وفي جميع أنواع الأماكن — تلك التي لم أستطع حتى تخيلها. لكن في الأيام الأخيرة، شعرت وكأنها اصبحت تتبع نمط معين. أو ربما كان ذلك لأنني اعتدت على الامر واستطعت أن أرى من خلال كل تحركاتها.

"مرحبًا, لوسي."

عندما قمت بإزالة البطانية، وجدت لوسي ملتفة تحتها، نائمة. بدا أنها كانت تنام براحة، كما لو أنها الآن هي صاحبة المكان.

عندما رفعت قبعة لوسي الساحرة، مدت يدها الصغيرة وأمسكتها.

"من فضلكِ, أشعلي النار من أجلي."

قامت لوسي، التي جلست وعيناها شبه نائمتين، بإمالة رأسها. عندما أخرجت قطعة من اللحم المجفف أمامها، أخذت قضمة منها كما لو لم يكن هناك شيء.

ثم رفعت ذراعيها كما لو كانت تطلب حملها. بما أنني كنت بحاجة للمساعدة، لا اعتقد أني احتاج الى الشكوى. في كلتا الحالتين، كانت لوسي خفيفة للغاية، لذلك لم يكن ذلك بالشيء الكثير لفعله.

عندما خرجت إلى نار المخيم وأنا أحمل لوسي، اندلعت النيران حتى قبل أن أستطيع قول أي شيء. شكرتها وبدأت بالتحرك نحو المقصورة لإعادتها. فجأةً أمسكت بياقتي.

"أريد أن أكون بالخارج أيضًا"

"حسنًا."

على أي حال، بينما لا أستطيع استخدام القوة السحرية، خططت لطلب المساعدة من لوسي في كثير من الأحيان. على الأقل عندما يتعلق الأمر بقضاء فصل الشتاء، سأحتاج إلى مساعدتها.

بدون شكوى كثيرة، توجهت إلى صخرة مسطحة بالقرب من نار المخيم. بعد أن وضعت لوسي أولاً، قامت بالجلوس عليها بحماس وربت على المساحة الفارغة بجانبها.

أمسكت بكتب السحر وجلست بجانب لوسي،بعدها قامت بدفن رأسها في حضني واستلقت بذراعيها ممددة الى الأعلى. في هذه المرحلة، لم أكن أعرف ما إذا كانت تعامل البشر مثل الوسائد أو الوسائد مثل البشر.

طقطقة، طقطقة.

كنت قد سمعت طقطقة نار المخيم المحترقة كثيرًا لدرجة أنني شعرت وكأنها يتم تصفيتها من أذني.

نظرًا لمرور بعض الوقت، كان الظلام قد حل بالفعل إلى حد ما. عبست، وتساءلت عما إذا كان من الصعب جدًا قراءة كتاب فقط بالضوء المنبعث من نار المخيم. ثم بدأ اللهب يتصاعد في الهواء، وطاف حول أذني.

كان دافئًا ويوفر أيضًا مصدر عملي للضوء، ومثالي لقراءة الكتب. الشخص الذي ألقى سحر اللهب هذا استلقى على ركبتي، مستريحًا بينما كان يحدق في الهواء بهدوء. تلك الطفلة... عندما يتعلق الامور بأشياء من هذا القبيل، فقد كانت حساسة بشكل غريب...

كانت الغابة الشتوية، عندما لم تكن هناك رياح، هادئة بشكل خاص.

صوت تقليب صفحات الكتاب. صوت نار المخيم وهي تحترق. هذان الشيئان كانا كل ما يمكنك سماعه.

حتى صوت حشرات العشب، التي كانت تصرخ على مدار السنة، بالكاد يمكن سماعها. عند الجلوس في الهواء البارد، شعرت حقًا كما لو أن العالم بأسره قد توقف.

"همم..."

واصلت مراجعة النظريات المكتوبة في الكتاب، وتقليب الصفحات. لقد كنت بالفعل على دراية بمعظم النظريات، لأنني قد تعلمتها بالفعل خلال فصل الدراسات العنصرية. من الناحية الواقعية، إذا كنت ترغب في اكتساب سحر متوسط معين، فأنت بحاجة إلى معرفة أعمق وإجراء استعدادات اكثر من مجرد معرفة أساسية به.

نظرًا لأن كل طالب كان لديه سحره المتوسط الذي أراد أن تعلمه، لم يكن من السهل التدرب بشكل صحيح في فصل دراسي شامل للغاية.

في النهاية، كان من الضروري إجراء بعض الدراسة الذاتية.

بما أنني لم أستطع استخدام القوة السحرية في هذه اللحظة، لم أستطع التدرب بنفسي. ومع ذلك، لا يزال بإمكاني على الأقل التعرف على الجانب النظري... بحلول نهاية العطلة، قد أتمكن حتى من استخدام السحر المتوسط.

كانت أهدافي هي الانفجار النقطي وأصل الرياح.

بناءًا على تجاربي العديدة أثناء التدريب، كان الجمع بين هذين السحرين هو الأفضل إذا أردت زيادة قدرتي القتالية بشكل فعال مع الجمع الصحيح بين سحر النار والرياح.

بعد تعلم السحر المتوسط، يمكنك أن تشير إلى نفسك كفرد خبير بشكل كامل في هذا السحر المعين في أي مكان تذهب إليه. كانت النقطة الأكثر أهمية في كل ذلك هي عدد الأشياء التي يمكنك تعلمها. من المؤكد أن تعلم اثنين كان بداية جيدة.

"شيء ما تنبعث منه رائحة العطر."

تحدثت لوسي، التي كانت راكدة بلا حراك، فجأةً.

"حقًا؟"

منذ أن أمضيت اليوم بأكمله في العمل في المدرسة مع أنيس، ربما جاء عطر الزهور هذا من جسدي. ربما حدث ذلك عندما انزلقت أنيس عن غير قصد، وسقطت نحوي في الجبل الايمن.

شمت لوسي أكمام ملابسها، ثم بدأت في شم صدري. ثم دفعت صدري، وجلست وهي تميل رأسها.

"هل لديك حمى؟ هل أنت مريض؟"

"هل تستطيعين معرفة ذلك؟"

"لا تمرض. إذا مرضت، يمكن حتى أن تموت."

كنت أعيش حاليًا مع حمى منخفضة الدرجة. كانت من الآثار الجانبية لاستخدام حلقة الأستاذ غلاست.

بدا الأمر مشابهًا لآخر مرة، عندما أغمي علي من الإجهاد، لكن لوسي تكره إلى حد كبير أن ينهار شخص من حولها بسبب المرض. ربما كان ذلك لأنها فقدت شخصًا بسبب المرض.

"لن أموت، لا تقلقي."

"إذا كانت قوتك السحرية ملتوية، فسأفكها من أجلك."

بعد قول ذلك، ضغطت على صدري وسرعان ما أدركت أنه كان هناك شيء غير عادي.

للحظة، بدا وجه لوسي كما لو كانت تتساءل ما هو الخطأ معي. ولكن بعد فترة وجيزة، كما لو أنها فهمت تمامًا، أومأت برأسها.

"... يا له من شيء طائش ما فعلته."

"حسنًا، يمكنني تحمل ذلك."

"عندما ينتهي الشتاء... ستصبح أقوى بكثير..."

بدأت لوسي، التي تمتمت تحت أنفاسها، في إرخاء جسدها واستلقت مرة أخرى على ركبتي.

على أي حال، خلال الشتاء كان هناك الكثير من العمل الذي كنت بحاجة إلى الاعتناء به. يتساقط الثلج على الغابة بطريقة سلمية الآن، ولكن سيكون هناك بالتأكيد أيام سيسقط فيها البرد القارص، والثلوج الكثيفة، والرياح اللاذعة فوق المخيم.

تحتاج مقصورتي إلى التعزيز. كان بإمكاني إدارة الإمدادات الغذائية بطريقة ما، ولكن فيما يتعلق بمتانة المخيم نفسه... لم يكن لدي خيار سوى القيام ببعض الأعمال.

"هل تعلم... أيمكنني أن أطلب طلبًا غريبًا؟"

"طلبًا غريبًا؟"

خلعت لوسي قبعتها الساحرة ومررت إصبعها من خلال شعرها الأبيض.

"هل يمكنك أن تربت على رأسي؟"

نظرت إليها بتعبير مذهول، قامت بأمساك معصمي ووضعته على رأسها.

قمت بالتربيت عليها ذهابًا وإيابًا بينما كانت لوسي نائمة ببطء.

مظهرها هذا، كما لو كانت تتذكر شيئًا ما بينما تغفو ببطء... كان الامر كما لو كنت قد رأيته من قبل عدة مرات.

بمجرد أن ينتهي الشتاء الهادئ ويحل الربيع، لا شك من أنها ستستيقظ من سباتها.

بطريقة ما, الشتاء... سيكون عطلة لن تراها لوسي ماريل مرة أخرى.

1. ضع خطة لتنظيف ورشة العمل ✔

2. بناء مستودع لتخزين المواد.

3. تمديد المقصورة.

4. تحقق من القصة ✔

5. التحقق من عمل برنامج منح الطلاب للأكايمية ✔

6. رفع مستوى اتقاني في الهندسة السحرية بأكثر من ثلاثة مستويات.

7. اكتساب مهارات خاصة من نوع الرماية.

8. فهم نظرية السحر المتوسط ✔

9. إبرام عقد مع روح رفيعة المستوى ✔

"......"

كم من الوقت مضى؟ كان بإمكاني سماع صوت تحرك العشب من الغابة.

كانت لورتيل، وشعرها مربوط من جانب واحد. على عكس لباسها المبهرج المعتاد، كانت ترتدي بدلًا من ذلك رداءًا متواضعًا.

كثيرا ما سمعت أن شركة إلت اصبحت مشغولة بشكل يبعث على السخرية بمجرد أن بدأ موسم العطل. لهذا السبب، اعتقدت أن العمل المتعلق بالعناصر السحرية التي طلبتها في المرة الأخيرة قد تم تأجيله. ومع ذلك، لم يكن هناك شيء يمكن القيام به حيال ذلك.

"أوه، لورتيل."

"لقد مرت فترة، إد. جئت إلى هنا لأن هناك بعض الأشياء التي كنت بحاجة إلى إخبارك بها. كان هناك أيضًا شيء أريد أن أسألك عنه."

"هل تتحدثين عن الأشياء التي طلبتها في المرة السابقة؟ إذا كنتِ قد اتصلتِ بي للذهاب إلى متجر إلت، لكان بإمكاني زيارتكِ بنفسي. بعد كل شيء، يجب أن يكون من غير المريح بالنسبة لكِ أن تستمري في القدوم إلى هذا المخيم."

"آه، لا، هذا ليس ما في الامر... أنا بخير..."

بينما كانت لورتيل تتحدث, فجأةً ضاعت في أفكارها للحظة.

امسكت بذقنها، وظلت تحدق بهدوء في لوسي لفترة طويلة.

* * *

"هذا كل شئ."

الوصي على الطبيعة في الشمال، الذي تم اخذه وتربيته من قبل آل إصلان.

رمح الطبيعة، زيغ إيفلشتاين.

كان أحد الأشخاص الذين أوصت بهم الابنة الذهبية لورتيل لـ تانيا. من بين زملائها الكبار، والذي سيصبح قريبًا في العام الثاني، سمعت أنه كان الأقوى من ناحية المعارك داخل قسم السحر عندما تقوم باستبعاد الساحرة العبقرية لوسي.

كمية القوة السحرية التي ولد بها لم تكن مميزة، لكن قوة سحره كانت كافية لمنعه من البقاء خلف الطلاب الآخرين في الفصل (أ)... لقد سمعت أن إحساسه القتالي عندما يقاتل في مواجهة واحد لواحد كانت لا مثيل لها.

ليس هذا فقط، لكنه كان يحظى بشعبية كبيرة. كان من المفترض أنه كان الطالب الذي يثق به بعمق الطلاب الذين سيصبحون في السنة الثانية قريبًا... كانت توصية لورتيل هي أنه إذا أرادت الفوز بدعم الطلاب الذين سيصبحون في السنة الثانية، فإن الخطوة الأولى كانت جعل زيغ إلى جانبها.

لا تستطيع أن تكون راضيًا عن سمكة صغيرة واحدة فقط، بل كان عليك الذهاب إلى كل الأسماك الكبيرة أيضًا. بالفعل، كانت تلك النصيحة تشبهها إلى حد كبير.

الموقع كان في ضواحي المنطقة التجارية. على الطريق إلى مدخل قاعة لورايل ,مهجع للطلاب الشرفيين.

كان انطباعها الأول عن زيغ ساحقًا. كان يحمل بمفرده ستة أو سبعة أكياس بحجم النصف العلوي من جسم الإنسان.

خلف زيغ كانت أمينة المكتبة، إلكا إصلان، تمشي معه بينما تحمل كمية صغيرة من الأمتعة. بدا الأمر كما لو كان الاثنان ينتقلان بشكل كامل الى مكان ما.

"كانت القصة طويلة بعض الشيء, لذا أشكركم على سماعكم لي حتى النهاية. العرض الذي أقدمه بسيط."

ابتسمت تانيا وهي تستقبلهم بأدب.

"إذا قمتم باتباعي لأجل معاقبة هذا الرجل، فسأبذل قصارى جهدي لتعويضكم. يمكن أن يتم هذا الوعد باسم عائلة روثستايلور وبتوثيق من قبل شركة إلت. لا بد أن هناك كل أنواع الطرق التي يمكنني من خلالها تعويضكم. مثلًا... يوجد في عائلة اصلان العديد من علماء الآثار ذوي السمعة الجيدة، أليس كذلك؟ سنكون على استعداد لمشاركة العديد من الآثار المحفوظة في مستودعاتنا معكم."

"حقا؟! ... عفوًا."

كانت حبيبة زيغ، إلكا إصلان، هي التي استجابت أولاً.

كان زيغ وإلكا مشغولين بتنظيم حقائبهم، حيث كانوا يخططون للعودة إلى المنزل خلال فترة العطلة.

وضع زيغ كل الأمتعة التي كان يحملها، استمع وهو جالس على حقيبة خشبية كبيرة ثم عبس.

"حسنًا..."

وقف زيغ فجأةً، مشى واقترب من تانيا.

مقارنةً بجسده الصلب، لم يكن حجم زيغ كبيرًا للغاية. ومع ذلك، بالمقارنة مع تانيا الصغيرة نسبيًا، كل ما يمكنها فعله هو ابتلاع لعابها.

يمكنها بوضوح أن تشعر بتدفق القوة السحرية في جميع أنحاء جسده. لم تستطع إلا أن تشعر بالقشعريرة من رؤية زيغ وهو ينظر إليها بتلك العيون الباردة.

"قلتي... أنكِ أخت إد الصغيرة؟"

"نعم... (فواق)."

ردت تانيا بسرعة على زيغ. واثناء ذلك، ابتلعت أنفاسها بسرعة.

ولكن، في هذا الجو الجاد، ضحك زيغ فجأةً.

"هاها، هل سمعتِ ذلك، إلكا؟ هذه الفتاة تقول أنها أخت إد الصغيرة."

كان الجو غريبًا.

بحلول الوقت الذي ادركت فيه تانيا، انقلب الوضع تمامًا.

مد زيغز يده إلى جيبه، وأخرج عنصرًا سحريًا على شكل رخام مستدير.

كانت تانيا متوترة، متسائلةً عما يحدث. بعد فترة وجيزة، وضع زيغ هذا العنصر السحري في يدها.

"هذا عنصر سحري يتم استخدامه في أحد الفصول الإلزامية للطلاب القادمين. لا تذهبي وتشتري واحدًا جديدًا، فقط استخدمي هذا بدلاً عن ذلك. عند استخدامه لتدريب رنين القوة السحرية، سيكون مريحًا بما أنكِ لن تضطري إلى تطبيق إعدادات تكييف أساسية جديدة."

"...ماذا؟"

"آه، صحيح. إلكا، هل أحضرتِ كتاب الأستاذ ديلوف للدراسات العنصرية؟"

"نعم، لقد أحضرته. كدت أن ارميه بعيدًا."

"هنا، خذي هذا أيضًا. هناك فرق كبير بين استخدام هذا الكتاب المدرسي وشراء كتاب جديد. من المحتمل أن تكون كفاءتكِ في فهم الفصل مختلفة أيضًا. هنا، تم جمع كل الملاحظات هنا. يجب أن تأخذي هذا أيضًا."

"هم؟ إيه؟ ماذا؟"

أصيبت تانيا بالحيرة وهي تقبل كل المذكرات والوثائق المكدسة.

"هنا، هذا هو كتاب البروفيسور فيلد التدريبي لكفاءة الطاقة السحرية. لقد تم وضع علامة على الأقسام المهمة، لذا سيكون من الأفضل استخدام هذا بدلاً من شراء واحدة جديد بنفسكِ. وهذه هي العصا الخاصة بفصل بيئة الوحوش. قمت بتعديل سحر البحث ليناسب تضاريس الجبل الايمن، لذا سيكون من الأفضل بالاحرى استخدامها. هنا، خذي هذا."

"آه، أمم؟ حسنًا..."

"هنا، خذي هذا أيضًا. آه... لا أعتقد أنكِ ستحتاجين إلى هذا، في الواقع. آه، لست متأكدًا. خذيها على سبيل الاحتياط. إذا لم تكوني بحاجة إليها، يمكنك فقط رميها بعيدًا. هل لا يزال لديكِ التاج من صف البروفيسورة هارلين، إلكا؟

"نعم، ها هو. وخذي هذا أيضًا. إنها عضوية سنوية لمخبز لابلاس في المنطقة التجارية. إنه شائع جدًا لدرجة أنه حتى النبلاء والأرستقراطيين يضطرون إلى الانتظار في الطابور. لا يزال هناك بعض الوقت المتبقي لاستخدامها خلال عطلة فصل الشتاء، لذا تستطيعين استخدامها. بعد كل شيء، سأعود إلى المنزل في هذا العطلة. هنا، خذي التاج."

"نعم، خذي هذا. أوه، انتظري، يديكِ ممتلئة بالفعل. سيد خادم. هل يمكنك أن تأخذ هذا من اجلها؟ هذا وذلك سيكون مفيدًا لكِ أيضًا. هذا العقد والتاج... هنا، سأذهب مقدمًا واضعه فوق رأسكِ."

بعد أن أمضيا بعض الوقت في إعطائها عناصر مفيدة ونصائح عن حياتها في المدرسة، قام زيغ وإلكا بمسح العرق عن وجوههما المرتاحة.

بعد أن أعطوا تانيا كل هذه الأشياء، لم تستطع إلا أن تُصاب بالذهول تمامًا. لقد بذلت قصارى جهدها للبقاء متوازنة، لأن كل الأمتعة التي كانت تحملها يمكن أن تجعلها تسقط في أي لحظة.

"أمم... هل استمعت حقًا إلى العرض الذي قدمته لك؟"

"همم؟ أمم... هذا الشيء الذي تريديني أن أفعله مع إد، صحيح...؟ حسنًا، لقد فهمت. أظن أن الأشقاء سيكونون دائمًا في علاقة شبيهة بالقطط والكلاب. على أي حال، العلاقة بينكما ليست بتلك الروعة. حسنًا... بالنظر إلى أن شخصية إد يمكن أن يساء فهمها في كثير من الأحيان، أعتقد أن هذا منطقي."

"زيغ! ستغادر السفينة قريبًا...! إذا أردنا إرسال كل أغراضنا مقدمًا، فعلينا أن نذهب الآن...!"

"حسنًا، لقد فهمت، إلكا. على أي حال... قلتِ إنكِ أخت إد الصغرى، صحيح...؟ حسنًا، كان من اللطيف مقابلتكِ. أنا زيغ، سأكون قريبًا في العام الثاني. وعلاقتي مع إد هي علاقة زميل اصغر واكبر."

التقط زيغ كل الحقائب، واحدًا تلو الآخر.

"حسنًا، لقد عرفنا بعضنا البعض لفترة من الوقت، ونحن مدينون لبعضنا البعض كثيرًا لذا فهي علاقة خاصة. من الجيد أن أراكِ تأتين إلى المدرسة مبكرًا، وتلتقين وتتعرفين على الجميع. تمامًا مثل اخيكِ الكبير، أنتِ تبدين قوية وحازمة. أعتقد أنها نعمة، أن تولد في مثل هذا المنزل العظيم مع تلك العائلة العظيمة. نعم."

بوجه فخور، ربت زيغ زميلته الصغيرة الظريفة على كتفها عدة مرات قبل أن يشد قبضته ويصرخ بطريقة مفعمة بالحيوية.

"على أي حال، لنذهب... !! معًا الآن... 1، 2، 3... لنذهب...!!"

بعد قول ذلك غادر زيغ بسرعة نحو الميناء، ممسكًا بكل الأمتعة.

ثم جاء الهدوء بعد العاصفة.

بدأ الشعور بالحرج يتزايد مع مرور الوقت.

"......"

"......؟؟"

"......؟؟؟؟؟"

وهي ممسكة بكل أنواع الأشياء التي أعطيت لها، نظرت تانيا حولها في حيرة ودهشة.

2023/08/09 · 443 مشاهدة · 3915 كلمة
نادي الروايات - 2024