"آغــــــه~"
"قمتِ بعمل عظيم."
لقد انتهت لتوها من تقديم المستندات لجدول أعمال الأكاديمية، وتقديم خططها لامتحان تحديد الفصل للطلاب القادمين، والتحقق من أساس كل شيء، وكتابة تقرير عن الجدول الأكاديمي لموعد بدء الأكاديمية مرة أخرى، والانتهاء من درجات الامتحانات النهائية وترتيب الطلاب، والتحضير للامتحان المطلوب لتصبح أستاذة كاملة.
دفنت الأستاذة المساعدة كليوه رأسها في المكتب كما لو كانت روحها تغادر جسدها.
"بمجرد قيامكِ بعمل جيد في امتحان تحديد الفصل الدراسي القادم الأسبوع المقبل، ستتمكنين من الراحة لبقية فترة العطلة."
"أنيس، أنتِ الأفضل حقًا. لديكِ الكثير من القدرة على التحمل. ولا تزال بشرتكِ خالية من العيوب. انظري إلى بشرتي، لقد ظهرت بالفعل كل خلايا الجلد الميتة هذه... هل هذا... هو الفرق بين الشباب...؟"
أدارت الأستاذة المساعدة رأسها، ونظرت الى المرآة على مكتبها. أظهر انعكاس المرآة جثة.
من ناحية أخرى، أنيس التي كانت تجلس على الطاولة الكبيرة في وسط المختبر وهي محاطة بالأوراق... هل هي حقًا إنسان؟
عند مشاهدتها وهي تتصفح الأوراق بطريقة مبهرة ولكن أنيقة، بدا الأمر كما لو أنها جاءت للتو للعمل وكانت جسديًا في حالة جيدة وقوية. والمثير للدهشة أن أنيس قد ظلت مستيقظة طوال الليل في اليومين الماضيين.
كان هذا هو مستواها بعد أن عملت بمفردها كمساعدة للأستاذة المساعدة كليوه، أستاذة تعاني بالفعل من نقص في الأشخاص القادرين على المساعدة في أبحاثها.
كانت تهتم بكل شيء، حتى لو لم يُطلب منها ذلك، وكل ما تستطيع فعله للحفاظ على عمل المختبر بسلاسة... كل ما كانت الأستاذة المساعدة كليوه تستطيع فعله هو قبول مساعدتها، كما لو كانت سيدتها. في هذه المرحلة، لا يمكنك معرفة من كان الأستاذ ومن كان المساعد بينهما.
"كما هو متوقع... لا يمكنني الوثوق بطلاب المنح الدراسية الخارجيين الذين يساعدون."
في هذه الأثناء، تنهدت أنيس بعمق وهي تقلب الأوراق.
على عكس أنيس، التي عملت كمساعدة رئيسية للأستاذة المساعدة كليوه، كان من الصعب توقع نفس الشعور بالانتماء من طلاب المنح الدراسية في الأكاديمية.
كان ذلك شيئًا أكيدًا للمهام الكبيرة، ولكن حتى بالنسبة للمهام الصغيرة فقد كان عليها أن تتأكد بعناية من أن كل شيء قد تم الاهتمام به بشكل صحيح.
يتطلب مجرد التحقق من كل العمل نفسه قدرًا كبيرًا من الجهد، لذا لا يمكن اعتبارهم مساعدين فعالين حقًا.
وبشكل أكيد، سواء كان أونيكس من السنة الثالثة أو كليفيوس من السنة الأولى، فلم ينتهوا من عملهم بدقة. على الرغم من أنه لم يكن كبيرًا، فقد كان من نوع العمل الذي قد يجد الطلاب صعوبة في إكماله... وفي كلتا الحالتين، كانت تسير الأمور كما في الحد الأدنى من توقعاتها.
بالنسبة لمعظم الأشياء، كان على أنيس أن تعتني بها مرة أخرى. ومع ذلك، فإن الشخص الوحيد الذي لم تكن بحاجة إلى مساعدته هو إد روثستايلور.
كان أكثر من يقلقها، لذلك بقيت أنيس حوله بعناية لتتفقد عمله. والمثير للدهشة أنها لم تكن بحاجة لفعل ذلك.
إذا لم يكن لدى أنيس بالفعل خطط لرعاية إد من أجل ينكار، لكان من الأفضل لها البقاء بالقرب من الطلاب الآخرين ورعايتهم بدلاً من ذلك. لم يكن هناك جدوى من الإشراف على شخص يمكنه بالفعل القيام بعمله بمفرده بشكل كافٍ.
لم تكن هناك عيوب في معالجته للأعمال الورقية أو الوظائف العملية نفسها. عادةً ما يتمتع الموظفون من الطلاب بخبرة قليلة، لذا لا يجيدون التعامل مع العمل ولا يهتمون بالتفاصيل.
لكن إد روثستايلور لم يستبعد غالبية المشاكل. وبدلاً من ذلك، قام برصدها ببراعة بطريقة موجهة نحو إيجاد حل.
على سبيل المثال، أحضرت معها استبيان عندما ذهبا لمسح موقع الاختبار مسبقًا، لكن إد روثستايلور لم يلتزم فقط بما هو مكتوب في الاستبيان. بل ذهب الى أبعد من ذلك.
"من الأفضل أن نغلق المدخل مقدمًا، حيث قد يأتي الطلاب عن طريق الخطأ ويقومون بزيارته قبل الاختبار."
"الثلج يجعله زلقًا تمامًا. إذا كان زلقًا يوم الاختبار، فسيكون ذلك صعبًا."
"مساحة موقع الاختبار أوسع مما كنت أعتقد. إذا كانت أكثر مما توقعت هي، فقد ينتهي بنا الأمر إلى وضع حدود هنا وهناك - أو قد نحتاج إلى زيادة عدد أحجار الطاقة السحرية المخبئة للتحكم في مستوى الصعوبة."
"بشكل غير متوقع، يبدو أنه لم يكبر مدللًا تلبى كل رغباته..."
كانت مهارات حل المشاكل في الحياة الواقعية سمة يصعب العثور عليها في شخص عاش حياته ببساطة كأرستقراطي.
كانت أفعاله بالاحرى غير متوقعة. سيكون من الكذب أن تقول إنها لم تتفاجئ على حين غرة.
"بالمناسبة أنيس، خرجتِ مع إد، صحيح؟ كيف كان؟ إنه مشابه لكِ، أليس كذلك؟"
"مشابه لي؟"
"حسنًا... أظن أنكِ لا تعرفين، أنيس. لقد تم التبرؤ من إد."
"لا... أنا على الأقل أعرف هذا القدر."
"حقًا؟ إذن، هل يجب أن أخبركِ بسر... لا يعرفه إلا أنا؟"
ربما لأنها قد تم إعفاؤها الآن من جميع أعمالها، تحدثت الأستاذة المساعدة كليوه إلى أنيس بتعبير مرح.
"إد، هل تعرفين أين يعيش؟ إنه يعيش في تلك الغابة الشاسعة في الجزء الشمالي من الجزيرة. في الركن الشمالي الغربي من تلك الغابة، بنى بنفسه كوخًا ويعيش هناك الآن...!"
"... هاه؟ حقًا؟"
"نعم. لقد لحقت به سرًا لأنه كان لدي شيء للتحقيق فيه بخصوص احتلال قاعة أوفيليس... لكن، أمم... سيبقى هذا سرًا من إد...!"
سر عن الشخص الذي تحبه ينكار. كانت الحقيقة هي أنه حتى ينكار لم تخبر أي شخص آخر عن هذا.
ابتلعت أنيس لعابها وهي تومئ برأسها.
"يا له من أمر خيالي كونه قد قام ببناء مخيم لائق، أكبر حتى من هذا المختبر، بمفرده...! أما بالنسبة للأدوات التي يستخدمها، منضدة عمل، نار المخيم، منصات عرض، رف تجفيف، مدخن... يبدو أن كل شيء كان مصنوعًا بشكل يدوي. هذا الطفل، فد لا يبدو كذلك، لكن أليست مهاراته في الحرف اليدوية مذهلة حقًا؟"
"هـ-هل هذا صحيح؟"
"وعلاوة على ذلك، فقد وقع عقدًا مع روح بنفسه. كما تعلمين، هناك جدار كبير جدًا للبدء عندما يتعلق الأمر بتدريب الرنين الروحي للفرد. لا أعرف حقًا كيف تمكن من القيام بذلك، ولكن واو... أظن أنه بذل كل هذا الجهد."
عندها فقط بدا وكأن أنيس قد وجدت سببًا لقدرة إد على حل المشاكل.
يعيش بمفرده في البرية، لابد أنه واجه جميع أنواع مشاكل الحياة الواقعية. حل جميع الصعوبات التي واجهته، وهذا هو السبب في أنه كان قادرًا على بناء قدرته بشكل طبيعي على حل المشكلات العملية.
هذا الحس العملي كان شيئًا لن يتمكن الأرستقراطيين الذين عاشوا حياتهم في بيئة آمنة ومحمية من الحصول عليه. لقد كانت قدرة تبدو وكأنها غير مهمة، لكن أنيس كانت تعرف مدى أهميتها حقًا.
"هذا هو السبب في أنكِ كنتِ تهزين رأسكِ عندما خرجتِ مع إد~ لديكما الكثير من القواسم المشتركة، صحيح؟"
"إد وأنا؟ ماذا..."
"حسنًا, هل رأيتِ ارتفاع درجات إد؟ هل تريدين مني أن أريكِ؟"
"ظننت أنه ليس من المفترض أن تظهري بطاقة تقرير طالب للآخرين كما يحلو لكِ؟"
"أغغك..."
ضحكت الأستاذة المساعدة كليوه بشكل محرج وهي تلوي شعرها.
"على أي حال، أشعر بمدى إصراره ومقدار ما مر به للعيش. لدرجة أنه حتى الأستاذ غلاست من المحتمل أن يهز رأسه اعترافًا به. على الرغم من ظروفه غير المواتية، فإنه يواصل العيش دون شكوى. هذا حقًا شيء لا يمكن لأي شخص فعله."
"أنت تتحدثين عن شيء محرج للغاية..."
"هـ-هل هذا صحيح...؟ لكنني أعتقد حقًا أنه شخص مذهل جدًا."
بقول ذلك، رفعت الأستاذة المساعدة كليوه رأسها ونظرت إلى أنيس.
بين الفجوات في اكوام جبال الأوراق، نظرت أنيس إليها.
على الرغم من حجم العمل، لم تفقد مظهرها النبيل أبدًا.
كان هناك سبب في اعتبارها مثل الأرستقراطية على الرغم من أنها كانت مجرد عامية عادية.
"أمم... أنا أقدر تعليقكِ، لكن..."
كانت أنيس ضائعة في التفكير. حتى قبل التفكير في الثناء الكبير الذي قدمته الأستاذة المساعدة كليوه، كان إد روثستايلور لا يزال في ذهنها.
نظرًا لأن الطريقة التي ينظر بها الناس إليه قد انقلبت الآن، وبدأ الجميع ببساطة في نسيان كل الأشياء الفظيعة التي قام بها، فقد توصلت إلى استنتاج.
كان من الصعب تحديد مدى نمو إد، الذي تم التبرؤ منه وعومل على أنه منبوذ داخل الأكاديمية، كشخص.
كان من الصعب الايمان به بشكل أعمى، على الرغم من أن الناس ربما غيروا نظرتهم عنه. خاصة عندما يتعلق الأمر بدعم ينكار في حبها الجميل.
مهما حاولت شخصياً تمزيقه أثناء البحث عن عيب فيه، لم يكن هناك عيب واحد. بالنظر إليه، فقد كان ببساطة مجرد صبي يعيش حياة مجتهدة.
لم يكن حتى شخصًا حاول إظهار جهوده لكسب الاعتراف من الاخرين. بل كان مجرد شخص كان عليه أن يبذل كل هذا الجهد للبقاء على قيد الحياة.
بعد كل ذلك، بدأت تفكر، ربما هو حقًا مجرد رجل جيد؟
لقد كانت فكرة سليمة. من الناحية الموضوعية، ألم يكن هذا أمرًا جيدًا؟ فقد كان حسن المظهر، لا يبدو متغطرسًا بشكل خاص، وقد أشادت به الأستاذة المساعدة كليوه... نظرًا لكل ذلك، سيكون من الغريب تصديق أن الأمر كله كان من فعل فتى مستهتر...
عند تفكيرها مجددًا في كيف راقبت سلوك إد أثناء تواجدهما معًا بشكل شخصي، بدا أن هناك جانبًا لطيفًا له أكثر مما كانت تتصور. في الواقع، اكتشفت بالصدفة أن إد في حالة جيدة. بعد الوقوع بين ذراعيه بشكل غير متوقع، كانت اللمسة والرائحة بالاحرى دافئة ومريحة.
لم يكن لديه تلك الرائحة الخاصة لطالب كان مغطى بالعرق بعد قضاء يوم كامل من العمل. يبدو أنه قد اعتنى بها للتأكد من أنها لا تبرز وتزعج أي شخص.
"... أنيس؟ هل أنتِ شاردة الذهن؟"
ابتلعت أنيس لعابها وهزت رأسها بسرعة عدة مرات.
"لا، لقد كنت أفكر في شيء ما. الجو حار بعض الشيء. هلا نفتح النافذة؟"
"هم؟ بالتأكيد، دعنا نسمح بدخول بعض الهواء النقي. كوني حذرة حتى لا تتطاير الأوراق."
"حسنا. آه!"
لم تكن تلك مشكلة كبيرة، لكن أنيس شعرت وكأنها أصيبت بمطرقة على مؤخرة رأسها، فابتلعت أنفاسها بسرعة.
لم ترتكب أي خطأ على وجه الخصوص. كانت تقوم فقط بتقييم موضوعي للرجل المسمى إد.
لم تفكر أبدًا في أن تصنيف شخص آخر كان خطيئة، لكنها شعرت كما لو أن ضميرها المخفي كان يضيق على صدرها ثم شعرت بالقشعريرة أسفل ظهرها.
إذا سألتها عن السبب، فلن تتمكن أنيس من تعريف مشاعرها تلك بشكل دقيق.
ومع ذلك، لم تنكر حقيقة أنها شعرت وكأن تلك المشاعر كانت بالاحرى مميزة، فقط إلى أي مدى يشبهها إد.
كان من الصعب على الفرد أن يشارك الآخرين مدى صعوبة وقساوة حياته الشاقة.
مع أصدقائها، الذين كانوا منتشين في عيش حياتهم الرومانسية، كانت معتادة على الحديث عن الأشياء الممتعة والمثيرة واللطيفة بدلاً من الموضوعات الثقيلة والقاتمة.
وينطبق الشيء نفسه على الأولاد الذين يحاولون مغازلتها بسبب مظهرها. كان معظمهم أشخاصًا ليس لديهم أي مخاوف جدية بشأن الحياة ولا يحتاجون إلى التفكير في أي شيء أكثر من مخاوف الطالب العادي.
لم يكن ذلك شيئًا سيئًا بشكل خاص. فبعد كل شيء، كان الطلاب في أفضل حالة لهم عندما يتصرفون كطلاب. في الواقع، كان من الغريب الاعتقاد بأنها تستطيع بسهولة تكوين صديق يمكنها التحدث إليه حول مواضيع جادة وثقيلة في أكاديمية سيلفينيا الرومانسية.
كانت الحقيقة الباردة للواقع أسوأ من البرد القارس لمنتصف الشتاء. فقط أولئك الذين عانوا منها عرفوا هذه الحقيقة.
بسبب حقيقة أنها قد غرقت في رباط التعاطف بينهما، انتهى بها الأمر بإظهار إد القليل من مشاعرها الحقيقية, رغم ذلك، فقد تجاوزت الامر باعتباره خطأ.
"أنيس، وجهكِ أحمر. ربما دفعتِ نفسكِ أكثر من اللازم؟"
عند سماع هذه الكلمات من الأستاذة المساعدة كليوه، شعرت أنيس كما لو أن قلبها قد طعن بسكين.
قفزت من مقعدها، وتوجهت إلى المرآة، ورفعت شعر الناصية، وفحصت وجهها. عند رؤية تعبيرها في المرآة، انتهت أنيس من مراقبة نفسها في لحظة.
بشكل مفاجئ, كان هناك احمرار تحت بؤبؤيها المتوسعين. كما أنها كانت تعاني من الحمى.
كان ذلك أمر سيء.
لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا، كان ذلك امرًا سيئًا حقًا.
أمسكت أنيس بالكرسي، وجلست وهي تنظف وجهها مرارًا وتكرارًا بكلتا يديها وتحاول استعادة رباطة جأشها. ومع ذلك، لم تستطع منع عرقها البارد من التدفق.
ولكن، كانت تلك حقيقة لا يمكن إنكارها.
كان تركيز أنيس الأساسي هو تعريف الأشياء الغامضة مثل العواطف وعقل المرء. بالنظر إلى ذلك، لم تستطع التظاهر بأنها لا تدرك ذلك.
ولكن، ألم يكن هذا الشعور لا يزال قابلاً للتحكم؟ كانت حقيقة أنها اكتشفته في وقت مبكر خبرًا جيدًا على الأقل.
كان للعواطف مراحل ايضًا، لذا تستطيع التعامل معها طالما تقوم بدفعها بعيدًا قبل أن تبدأ في التطور.
نظرًا لأنها بالكاد تمكنت من استعادة رباطة جأشها، ومضت كلمات الأستاذة المساعدة كليوه في ذهن أنيس.
"وعلاوة على ذلك، فقد وقع عقدًا مع روح بنفسه. كما تعلمين، هناك جدار كبير جدًا للبدء عندما يتعلق الأمر بتدريب الرنين الروحي للفرد. لا أعرف حقًا كيف تمكن من القيام بذلك، ولكن واو... أظن أنه بذل كل هذا الجهد."
كما قالت كليوه، كان هناك حاجز للبدء فيما يتعلق بتدريب المرء على الرنين الروحي. كان من الصعب استيعابه تمامًا دون مساعدة من ساحر عنصري عالي المستوى.
أما بالنسبة الى ساحر عنصري عالي المستوى موجود حول إد روثستايلور، فقد كان واضحًا تمامًا من كان.
وقالت أيضًا إن إد روثستايلور قد بنى مخيمًا وكان يعيش في الغابة الشمالية. كانت تلك الغابة باكملها منطقة ينكار.
ثم كان هذا يعني أن الروح التي وقع معها إد روثستايلور كانت من داخل الغابة الشمالية.
إذا كانت روح إد روثتايلور المتعاقد معها تتبعه دائمًا، أو على الأقل شاهدته أثناء وجوده مع أنيس، إذن...
شهقت أنيس.
"بما أننا انتهينا من العمل، هل نحضى بوجبة خفيفة...؟؟ هل يجب أن أخرج وأشتري البعض؟ ماذا تريدين...؟"
كانت الأستاذة المساعدة كليوه جاهلة تمامًا بما يحدث وهي تقوم بغلي بعض الشاي الأسود وتمسح طاولتها.
كل شيء كان في حالة فوضى تامة.
* * *
لم تكن مزرعة بالروفر كبيرة جدًا، لكنها كانت دائمًا مزدحمة، لذا لم يكن هناك أي شخص في القرية لا يعرف عنها.
يرجع السبب في إمكانية تربية مثل هذه المواشي عالية الجودة على في مثل ذلك النطاق الصغير حقًا إلى ثقافة الأسرة، التي أكدت على الاستقرار الداخلي والتركيز على الانسجام والتعايش.
على هذا النحو ، لم تكن ينكار — التي كانت الابنة الوحيدة لعائلة بالروفر — متعجرفة على الرغم من قدراتها الطبيعية المذهلة.
بل إن قلبها الجميل — الذي كان يهتم بالآخرين ويحب الجميع — تألق أكثر من قدرتها.
"ينكار فتاة لطيفة."
"لا أعتقد أن هناك أي شخص بطيبة ينكار."
ولقد حدث نفس الشيء عندما غادرت المنزل وذهبت إلى جزيرة آكين.
عاشت حياة بطلة من قصة خيالية، محبوبة من قبل الجميع. لقد كانت حياة بعيدة عن عالم العزلة، وبفضل ذلك تمكنت من تكوين صداقات كثيرة عندما دخلت، لكن... لا يوجد شيء اسمه حياة دون قلق.
في ليلة مقمرة، تحت شجرة ميريلدا الحارسة، بينما كانت تدرب رنينها الروحي وتنظر الى الشجرة الحارسة — التي كانت ما تزال كبيرة وخضراء بغض النظر عن الموسم — استنشقت ينكار.
(المترجم: استنشاق بمعنى صوت التنفس عند البكاء)
* * *
"من بين كل الطلاب الذين سيصبحون في السنة الثالثة، فإن ينكار بالروفر هي الأكثر شهرة وشعبية ومهارة. إنها النجم الحقيقي. قد يكون لدى تاجرة مثلي قدرات مالية، لكن جاذبيتها الفطرية التي تجذب الآخرين نادرة الحدوث."
"بعد كل شيء، السياسة منقسمة، صحيح؟ من المهم أن يكون لديكِ شخص يدعمه ويحبه الطلاب كحليف. لا تقلقي كثيرًا. ينكار شخص طيب ومراعي، شخص سيستمع باهتمام ويضع ثقته في أي شخص."
"حسنًا، هي لا تزال زميلتكِ الكبرى، لذا لا تكوني وقحة. ربما لن يحدث ذلك أبدًا، ولكن... هل هناك احتمال أن تشعر ينكار بالإحباط قليلاً؟ حسنًا... لم أرَ قط ينكار وهي كئيبة، لكنكِ لا تعرفين أبدًا ما سيحدث. لذا، لا تقولي أي شيء من شأنه أن يسيء إليها."
بفضل لورتيل، التي قدمت لها بعض النصائح الصادقة، شعرت تانيا أنها قد فازت بجيش كامل إلى جانبها.
كان من النادر أن تتاح مثل هذه الفرصة لإجراء محادثة مع الشخص الذي يمتلك سلطة كبيرة في شركة إلت.
عندما قابلت زيغ، انتهى بها الأمر بالتحير من رد فعله غير المتوقع. ومع ذلك، لم يكن لديها الوقت للبقاء في حيرة من أمرها بشأن مثل تلك الحادثة.
بالفعل، في الأسبوع التالي سيكون هناك امتحان تحديد الفصل للطلاب القادمين. بعد ذلك، ستنتهي فترة العطلة ويبدأ انتخاب رئيس الطلاب بمجرد بدء الفصل الدراسي الجديد. كان عليها أن تعمل بجد لمقابلة المزيد من الناس ونشر اسمها هنا.
نتيجة لذلك، بعد سؤال الناس على طول الطريق، وجدت طريقها في النهاية إلى الشجرة الكبيرة في بحيرة الغابة الشمالية.
"شجرة ميريلدا الحارسة."
قيل إنها شجرة ذات روح رياح كبيرة تحمي الغابة. من وجهة نظر تانيا، بعد وصولها مؤخرًا إلى الأكاديمية، بدت وكأنها شجرة زيلكوفا عادية، وإن كانت عملاقة.
كان المكان الذي كافحت للوصول إليه أثناء سفرها عبر الطريق الوعر في الغابة الشمالية مع موظفيها الذين يتراوح عددهم بين أربعة وخمسة موظفين. كان هذا القدر من المتاعب لا شيء بالنسبة لها. طالما ستتمكن من الفوز بدعم ينكار، يمكنها فعل أي شيء.
رأت ظهر فتاة كانت تنظر إلى شجرة زيلكوفا. كان جسدها الصغير مشابهًا لتانيا وشعرها الوردي الفاتح المضفر بشكل جميل نزل من على شالها.
أرسلت الفتاة خفاشًا من اللهب كانت تحمله. بدا الأمر كما لو كانوا للتو يتحدثون عن شيء ما.
بالنسبة إلى تانيا، التي لم يكن لديها حاليًا أي رنين روحي، بدا الأمر كما لو أنها فقط مدت ذراعيها.
جمعت تانيا أنفاسها وهي تتحدث بصوت عالٍ.
"تشرفت بلقائكِ، ينكار!"
تحدثت بنبرة محترمة للتأكد من أنها لم تكن تبدو متغطرسة.
استدارت ينكار ونظرت إلى تانيا. كانت بالضبط كما قالت لورتيل.
كانت أيدول, جميلة ولطيفة بطبيعتها. شخص يحبه الجميع في الأكاديمية. كانت أكثر الشخصيات المثالية التي تخيلتها تانيا على الإطلاق.
بالنسبة إلى تانيا، التي عاشت طوال حياتها فقط في التسلسل الهرمي الأرستقراطي، فإن وجود زميلة كبرى يمكنها التواصل معها بشكل حقيقي مع تجاهل مثل هذا الهيكل للسلطة كان رومانسيًا في حد ذاته.
مجرد النظر إليها جعلها تشعر بالدفء والراحة من الداخل. أن البقاء في جانبها فقط، يجعلها تشعر وكأن كل التوتر في هذا العالم سيتلاشى. ابتسمت تانيا وهي تتخيل مستقبلها معها في الأكاديمية.
"أود أن أقدم نفسي وأتحدث معكِ قليلاً... هل لا بأس في ذلك؟"
تحدثت بلباقة قدر استطاعتها، ونظرت إلى ينكار.
كانت لديها نفس الصورة التي كانت في بالها، لكنها تمكنت أيضًا من رؤية نوع من التعبيرات القاتمة على وجهها. هل حدث شيء سيء؟
ومع ذلك، سمعت أنها كانت شخصًا طيبًا يستمع باهتمام إلى أي شخص.
"اسمي تانيا روثستايلور."
عندما حيتها تانيا بوجه لامع قائلةً اسمها، نظرت ينكار إليها فجأةً.
ليلة مشرقة بضوء القمر.
أدارت الفتاة ظهرها بهدوء، ممسكةً بعصا من خشب البلوط تحت الشجرة الحارسة وهي تهتز في الريح.
كان هناك ضغط هائل لا يوصف... ابتلعت تانيا لعابها.
* * *
كانت تلك ليلة شتاء هادئة في المخيم.
بينما جلست لورتيل ببطء أمامي عند نار المخيم، أعطيتها بعض شاي الأعشاب في كوب.
كما لو كانت مسرورة مع مظهر المخيم الآن بعد أن أصبح أكثر تجهيزًا، ابتسمت لورتيل وألقت نظرة حولها.
"نظرًا لأنه يبدو وكأن كل ما تحتاج للتعامل معه على الفور قد اكتمل، فأنا مرتاحة تمامًا."
"نعم... مع هذا القدر، فهو يشبه المنزل الحقيقي. نظرًا لأنكِ ساعدتِني كثيرًا، فأنا ممتن حقًا."
"ما الذي تقوله؟ لم يكن بالامر الكبير."
وهي تبتسم، تناولت لورتيل رشفة من شاي الأعشاب.
"هناك الكثير مما أريد الحديث عنه معك."