كما يقول المثل، إذا كنت تريد أن ترى أسوأ ما في الإنسان، فامنحه القوة. عاشت تانيا حياتها متعاطفةً مع هذا القول مرارًا وتكرارًا.
عندما كانت الابنة الكبرى، أروين روثستايلور، وريثة العائلة، ظل مسكن روثستايلور هادئًا.
كل من يعيش في المسكن عاملها واعتبرها الرئيسة التالية للعائلة، لكنها لم تتعجرف ولم تخف من هذه المعاملة.
نظرت تانيا إلى أروين، التي لم تفقد جمالها النبيل ولم تكن مهتمة بأي شيء آخر غير تحسين نفسها. برؤية ذلك، اعتقدت بصدق أنه حتى مع كل تلك القوة في يديها، فإنها لن تتزعزع أبدًا, لقد كانت هي المعنى الحقيقي للأناقة والنبالة.
كان إد روثستايلور مختبئًا تحت كمال أروين وأناقتها.
حتى تلك اللحظة، لم يكن هناك أي شيء غريب يمكن قوله عنه.
ولكن بعد وفاة أروين روثستايلور، ما نوع الاشخاص الذي أصبح عليه أد كالوريث الجديد، والذي حكم عائلة روثستايلور؟
على الرغم من تفاهته، فقد أصبح مثل الطاغية وأخذ القوة الصغيرة التي جاءت مع كونه وريثًا وتوصل إلى استنتاجه الخاص، وافتراض أن الأرض والسماء كانت ملكًا له... كان ذلك هو إد روثستايلور الذي رأقبته تانيا.
أن تصبح فاسدًا فقط بواسطة تلك القطعة الصغيرة من القوة... إلى أي مدى كان المستقبل ميؤوسًا منه، بالنظر إلى أن رجلًا قليل الذكاء قد أصبح وريث عائلة روثستايلور؟ لم تستطع الجلوس وعدم فعل شيء.
لهذا السبب كان على تانيا هزيمة إد.
لتنفيذ رغبتها، بغض النظر عن الحيلة أو الطريقة التي يجب استخدامها، كان عليها منع إد من أن يصبح رئيسًا للعائلة بأي ثمن.
هل ستقتله؟
إذا كان هذا الخنجر كافيًا لحل جميع مشاكلها، فلن يكون هناك سبب يدعوها للقلق كثيرًا.
إلى أي مدى كان وزن لقب وريث عائلة روثستايلور ثقيلًا؟
كان من الواضح لأي شخص أنه إذا طعنت تانيا ذلك الخنجر في صدر إد، فلن تكون بأمان. وحتى قبل ذلك، فقد كانت تانيا ما تزال مجرد فتاة فتحت عينيها مؤخرًا على القوة السحرية.
لقد كان من المبالغ أن تطلب من هذه الفتاة الصغيرة أن تطعنه بذلك الخنجر بحزم بيديها، أو أن تطلب منها قتله دون أن يكتشف أحد باستخدام أي طريقة مخادعة ضرورية.
في النهاية، كان هناك مسار واحد ثابت لتانيا.
في الظلال المظلمة، كانت تشد على أسنانها وتدرب نفسها، في انتظار الوقت المناسب.
كانت تسهر ليلاً تدرس وتتعلم الآداب وتتدرب على السحر وتتحمل كل ذلك باستمرار حتى تشرق الشمس.
لم يعتدي إد على أخته الصغيرة التي كان يتقاسم معها الدم.
ومع ذلك، العيش لسنوات تحت مثل هذا الشخص المثير للشفقة... فقط ما مدى صعوبة حياة تانيا؟
كانت تشد على أسنانها وهي تتصرف مثل الأخت الصغرى اللطيفة.
بينما كان يتجول بالارجاء لجعل جميع الأشخاص داخل المسكن يعانون، تحملت ذلك. على الرغم من أنها تستطيع أن تتعاطف مع شكاوى الآخرين... فقد عاشت حياتها كشخص بلا قوة، غير قادرة على حل المشكلة.
على الرغم من اعتزازها بحقيقة أن دمها كان دمًا أرستقراطيًا، إلا أنها لم ترفع صوتها مرة واحدة لاستخدام قوتها.
بعد يوم طويل، أخذت تانيا نفسًا عميقًا وهي مستلقية على سريرها في غرفتها الخاصة في قاعة أوفيليس.
على الرغم من أنه كان يومًا واحدًا فقط، فقد عانت الكثير. كانت هناك أيضًا أشياء كثيرة لم تستطع فهمها.
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير لتفعله.
لنصف حياتها، كانت تحت سلطة شقيقها الكبير الذي يشبه الطاغية.
عاشت حياتها، وحسنت نفسها بغض النظر عن عدم معرفة ما إذا كانت ستكون قادرة على أن تصبح رئيسة العائلة التالية، كيف امكنها أن تمر بكل ذلك؟
إذا سألها شخص ما هذا السؤال، فستكرر تانيا بهدوء.
"لقد عشت حياتي وأنا أتظاهر بالموت."
كانت تؤمن بشدة أنها إذا استمرت في عيش حياتها على هذا النحو، فستتاح لها الفرصة في نهاية المطاف.
الآن بعد أن تم التبرؤ من إد، كل ما احتاجت إليه هو إثبات نفسها.
بالنسبة إلى تانيا، بدا انتخاب رئيس الطلاب للفصل الدراسي التالي بمثابة فرصة مثالية.
"ولكن قبل ذلك... يجب أن أقوم بعمل جيد في امتحان تحديد الفصل... في غضون ثلاثة أيام، عند مدخل الجبل الايمن... حسنًا، بالنسبة لمواد التحضير..."
كانت نهاية جملتها عبارة عن كلمات غير واضحة لأنها سرعان ما نامت، بعد أن أصبحت غير قادرة على التغلب على إرهاقها.
لقد مر وقت طويل منذ أن حصلت على ليلة نوم جيدة.
* * *
"من فضلكِ قدميني إلى بعض الشباب."
بالنسبة لرئيسة الخدم بيل مايا، كانت الصلات الشخصية خارج قاعة أوفيليس قيّمة للغاية.
كان أحد الأسباب هو أنها، في معظم علاقاتها الخارجية، كانت قريبة منهم وتمكنت من التحدث معهم بشكل مريح منذ أن كانت خادمة عالية الرتبة. ومع ذلك، فقد كانوا أيضًا مصدرًا مهمًا للمعلومات لبيل مايا، التي لم تغادر قاعة أوفيليس كثيرًا.
من بينهم، أحد أفضل أصدقاء ينكار، أنيس، كانت شخصًا أتى في الغالب وشخصًا كانت سعيدة برؤيته. في معظم الأوقات، كانت تأتي للحديث عن علاقات حب ينكار والاستماع إلى آراء بيل.
عرفت بيل ينكار جيدًا، حيث كانت خادمة مسؤولة عن قاعة اوفيليس واعتادت ينكار البقاء هنا. في المقام الأول، كانت لديها عين جيدة في التعرف بسرعة على طبيعة العلاقات الإنسانية.
مع قدوم أنيس للزيارة، توقعت سراً أن تسمع بعض التقدم بين ينكار و إد.
نظرًا لأن بيل كانت مجرد إنسان، لم تستطع إلا أن تشعر بالفضول حيال حياة ينكار العاطفية. كانت بيل مستعدة للاستماع باهتمام، حيث جاءت أنيس لرؤيتها بحماس شديد لسماع رأيها. لابد من أن حادثًا كبيرًا قد وقع.
"إذا كان شخصًا وسيمًا وطويلًا وجميل المظهر، فسيكون ذلك رائعًا."
صرحت أنيس بجرأة بدون أي ذكر لـ ينكار.
"فـ- فجأة؟"
"كنتِ تعملين هنا في قاعة اوفيليس كخادمة لفترة طويلة، لذا ألا تعرفين الكثير من الرجال المحترمين الذين لا يتواعدون؟"
"لا يمكنني تسريب الحياة الشخصية لأولئك الذين يقيمون هنا بتهور..."
"ليس عليكِ تسريب أي شيء. فقط قدميني إلى رجل تعتقدين أنه جيد."
كان ذلك في الصباح الباكر في حديقة الورود في قاعة اوفيليس.
لمنع أي من الطلاب الجدد من التعرض للوخز من الأشواك، قامت بيل بقص جوانب جذع الورود.
بدت أنيس منهكة بشكل غريب، كما لو أنها بقيت مستيقظة طوال الليل. لكن هذا لم يكن شيئًا غريبًا جدًا.
كان ذلك لأنها كانت طالبة تتحمل دائمًا عبء عمل ثقيل. كانت تدير كل من عبء عملها كطالبة منحة دراسية ودراساتها المنتظمة، وكانت المساعدة الأعلى لمختبر الأستاذة المساعدة كليوه، وكل ذلك بمفردها.
لقد كان عبئًا كبيرًا جدًا لا يمكن التعامل معه بشكل طبيعي، إلا إذا كنت قادرًا ولديك مهارات جيدة في إدارة الوقت.
"أنا مندهشة تمامًا، سيدة أنيس. اعتقدت أنكِ لا تهتمين كثيرًا بالمواعدة."
"يمكنني أنا ايضًا الدخول في علاقة. لا بأس إذا لم يكن بذلك الرجل اللطيف، لكن من فضلك قدميني إلى شخص طويل ووسيم."
"لكنكِ لستِ من النوع الذي يذهب بالارجاء لمواعدة الشباب مثل فتاة لعوبة...؟ لا، في المقام الأول، هل سبق لكِ وأن كنتِ في علاقة...؟"
"......"
"أنا أعتذر. أنا... لم أقصد شيئًا سيئًا عند قول ذلك."
على عكس طبيعتها المعتادة، زل لسان بيل. لقد كان أمرًا ارتكبته فقط بين الحين والآخر، ربما مرة واحدة في السنة. كان هذا هو مدى إحراج بيل من خطأها.
"أنتِ دائمًا مشغولة ومن النوع الذي يبذل قصارى جهده لتضعي نفسكِ في المرتبة الأولى. لذلك، اعتقدت أنه من الطبيعي أنكِ لن تقومي بالمواعدة. حسنًا، أحم... على سبيل المثال، مثل طالب السنة الثالثة، السيد الشاب إد. أنتما تشتركان وبشكل غريب في الكثير من أوجه التشابه..."
"همم..."
كان من غير المعتاد رؤيتها وهي تمسك ذقنها بخجل وتنظر الى الجانب لتجنب الاتصال بالعين.
بالحديث عن إد روثستايلور، ألم يكن من الواضح بأنه الشخص الذي كانت تحبه ينكار بالروفر؟
وحقيقة أن أنيس كانت واحدة من أفضل أصدقاء ينكار، وأنه يمكنها الوثوق بها تمامًا... كانت هذه الدرجة من العلاقة بالفعل مرسومة بوضوح في رأس بيل.
بالنسبة لبيل، والتي كانت تتمتع ببديهة سريعة للغاية، فقد حاولت بعناية الاستماع الى أنيس.
"بـ- بالصدفة ..."
نظرت أنيس إلى الورود في الحديقة وتجنبت بشكل خفي تواصل الأعين.
حبست بيل أنفاسها للحظة.
"نـ- نظرًا لأنكِ سريعة جدًا في هذه الأشياء، فلن أحاول إخفاء الأمر عنكِ يا بيل. أنتِ على حق. إنه تمامًا كما تعتقدين."
"ك،- كيف حدث ذلك...؟"
"حسنًا، إنها قصة مضحكة، لكن... الشائعات المحيطة به كانت مروعة جدًا، كما تعلمين. سمعت أيضًا أنه لديه تجربة مع النساء. على الرغم من أنني سمعت أن معظم الشائعات حوله كانت مزيفة... ظننت أنه ما زال علي التحقق منه شخصيًا."
"أ-أنا أرى... لذا، ما الذي حدث...؟"
"حسنًا... بعد القيام بذلك، بشكل ما تورطنا معًا... ثم حدثت بعض الأشياء... كان لدينا الكثير من القواسم المشتركة وتواصلنا بشكل أفضل مما كنت أتصور... لقد كان شخصًا مراعيًا تمامًا، وحسنًا، أشياء من هذا القبيل..."
في منتصف قصتها، أدارت رأسها بشكل عشوائي، متحدثة بالكلمات بشكل غير واضح. لكن بيل، التي كانت سريعة البديهة, أدركت مدى احمرار طرف أذنيها.
فقط ما نوع هذا الحادث الكبير؟ كانت بيل مندهشة للغاية لدرجة أنها كانت بالكاد قادرة على الصمود قبل أن تفقد عقلها.
"لا أحتاج الى إخفاء ذلك. أنا جيدة في تبرير نفسي. لست من النوع الذي يفعل شيئًا عديم الفائدة، مثل محاولة إنكار مشاعري بشكل سخيف."
"إذن، في النهاية، مع السيد الشاب إد...؟"
"نعم، سأكون صريحة وأعترف بذلك. بصفتي أنثى، أشعر ببعض الانجذاب تجاهه. يمكن أن يحدث ذلك. بعد كل شيء، أنا مجرد فتاة. والآن بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، كل ما سافعله هو الاعتراف بالحقيقة والتوصل إلى خطة ما للعناية بالأمر. ألا تعتقدين نفس الشيء؟"
كونها مساعدة عالية الرتبة، فقدرتها على استيعاب المشكلات ومهاراتها في حلها وتصميمها كلها أمور جديرة بالتصفيق.
لكن لم يكن من الممكن التعامل مع مشكلة العلاقات الشخصية بطريقة مباشرة هكذا.
ومع ذلك، لم يكن هذا شيئًا تهتم به أنيس. بالاحرى، كان من الأنسب لها أن تحللها بطريقة شبيهة بالعمل.
"سيدة بيل. ينكار هي واحدة من الأصدقاء القلائل الذين أعتز بهم حقًا من كل قلبي. لذا، فهذه أخبار جيدة. إذا كان هذا الرجل صادقًا جدًا لدرجة أنني أستطيع أن أنجذب إليه، فهذا يعني أن ينكار قد وجدت شريكًا جيدًا حقًا. هل هناك أخبار أفضل من ذلك؟"
"سيدة أنيس..."
"في النهاية، إذا تمكنت من التعامل مع الامر بسرعة، فلن يكون هناك المزيد من المشاكل. أنا سعيدة لأنني اكتشفت الأمر مبكرًا. الوقوع في الحب هو في النهاية مجرد جزء من الكيمياء التي تحدث في رأس المرء، أليس كذلك؟ بالتفكير في الأمر على أنه ورم خبيث، في الواقع من المثير للراحة أنني تمكنت من اكتشافه في وقت مبكر جدًا."
"......"
"إنه لأمر رائع أن لدي القدرة على النظر إلى نفسي بموضوعية."
بعد قول ذلك، أخذت أنيس نفسًا عميقًا وجلست في جناح حديقة الورود. لم يحدث شيء على وجه الخصوص، لكن مظهر التعب على وجهها... لم تحب بيل رؤيته.
"الآن بعد أن تم التعرف على المشكلة ووضع خطة العمل، كل ما تبقى هو إكمال العلاج بشكل نظيف. فقط فكري فيما سيحدث إذا كان المرض قد تم اكتشافه بعد فوات الأوان، لدرجة أنني لن أستطيع علاجه. إلى أي مدى كان سيكون ذلك سيئًا؟ أنا حقًا سعيدة للغاية لأنني تمكنت من اكتشاف ذلك في المراحل المبكرة."
"وصفه بأنه علاج طبي هو قليلًا..."
"أعتقد حقًا أن هناك أوجه تشابه. على أي حال، إنها مجرد علاقة أخرى قمت بها في حياتي، وليس الأمر وكأنه الرجل الوحيد في العالم... يجب أن أخرج فحسب، وألتقي بأناس جدد، وأقع في حبهم. صحيح؟"
"أنتِ تقولين ذلك كما لو أنه أمر سهل للغاية..."
"حتى لو كان يبدو شيئًا معقدًا، طالما أنكِ تقومين بتنظيمه، فسيكون أسهل مما تعتقدين."
وضعت أنيس الملف الذي كانت تمسك به على المنضدة في وسط الجناح. ثم كتبت شيئًا ما باستخدام ريشة.
رفعت بيل رأسها قليلاً، ناظرةً إلى الملف.
كانت الأوراق الموجودة في الملف مبعثرة في كل مكان. في أسفل الصفحة، كانت هناك آثار لخرائط ذهنية مختلفة تتعلق بالنقاط الجيدة لإد روثستايلور والإجراءات المضادة التي يمكن أن تتخذها في المستقبل. كان هناك العديد من العلامات على الأوراق، حيث بدا أنها كانت مفصلة تمامًا عند تدوين الأشياء.
تظاهرت بالاسترخاء، لكن في رأسها بدا الأمر وكأنها ستخوض حربًا بمفردها.
"على أي حال، أحتاج فقط إلى تغطية مشاعري تجاهه بمشاعر أخرى أكبر تجاه شخص آخر. إذا قابلت رجلاً أفضل وأكثر اجتهادًا لمشاركة حبي معه، فسيتم حل كل شيء، أليس كذلك؟ لذلك, إذا وجدتي رجلًا ليحل محله وخرجت شائعة عن كوننا عشاق، ثم..."
"لدي أمران أريد أن أخبركِ بهما."
على عكس طبيعتها المعتادة، قاطعت بيل أنيس. تراجعت أنيس وهي متفاجئة أثناء استماعها إلى بيل.
"بادئ ذي بدء، الطلب مني أن أقدمكِ إلى شخص آخر يمكن أن 'يحل محله' ... سيكون ذلك بمثابة عدم احترام كبير للشخص المعني. على أقل تقدير، ولهذا السبب لا يمكنني تقديمكِ إلى شخص ما."
كانت الطريقة التي قدمت بها حجة قوية بحزم مع عدم الإساءة إلى أنيس بالتأكيد على مستوى خادمة مخضرمة.
"حتى لو كان الأمر يتعلق بكِ، يا سيدة أنيس، لا يمكنني أن أكون غير مراعية للآخرين. إذا كنتِ تبحثين عن علاقة جديدة، عليكما فقط التعرف ببطء على بعضكما البعض. لا يوجد سبب لتصنيف أنفسكما بسرعة على أنكما عشاق، أيضًا. في نظري... أشعر وكأن شيئًا ما يلاحقكِ... "
"......"
"بالصدفة... هل اكتشفت السيدة ينكار مشاعركِ؟"
أخذت أنيس نفسا عميقا وشهقت.
"هذا من شأنه أن يفسر سبب تسرعكِ في العثور على حبيب."
كان أنيس تعرف جيدًا مدى حدة بيل. هذا هو السبب في أن كلارا كانت تزورها من وقت لآخر للتشاور حول حياة ينكار العاطفية.
لكنها لم تتخيل أبدًا أن عيونها الحادة ستوجه إليها.
"في كلتا الحالتين، قلبكِ في مكان آخر... أفضل طريقة لإثبات براءتكِ هي العثور على حبيب جديد.... سيدة أنيس... لا بد أنكِ تهتمين حقًا بالسيدة ينكار."
كانت أنيس قلقة من أن تتأذى ينكار اكثر من مشاعرها الخاصة. هذا هو السبب في أنها حاولت بسرعة وضع خطة.
ترددت أنيس للحظة، عندما سمعت ما قالته بيل، لكنها بعد ذلك رفعت زوايا فمها وابتسمت.
"قولها على هذا النحو أمر لطيف. لكنني لست بتلك الروعة."
ثم قامت بتنظيف حلقها عدة مرات بينما كانت تتابع قصتها.
"لقد صغتِ الامر بطريقة رائعة جدًا، لكنني أعتقد أن كل المشاعر البشرية هي مجرد مجموعة من ردود الفعل العضوية المنسقة. ليس الأمر أنني أراعيها بشكل خاص. نظرًا لأنها لا تزال في المراحل الأولى، إذا كان بإمكاني التحكم بها ببطء، ثم..."
"هل رأيتِ السيدة ينكار؟"
متجاهلة تمامًا ما كانت تقوله أنيس، ذهب سؤال بيل مباشرة إلى قلب أنيس وتركها في حيرة من الكلام.
في النهاية، اعترفت ببطء بكل شيء.
"نعم... صادفتها أمس بينما كنت أعبر المنطقة التعليمية... لم نحيي بعضنا البعض حتى عندما غادرنا... كان الأمر كما لو... كانت علاقتنا تتفكك... وكان تعبيرها بالاحرى حزين..."
"أنا أرى."
"و... لا بد لي من الإشراف على امتحان تحديد الفصل الأسبوع المقبل مع إد... ولا أعرف كيف يجب أن أشعر حيال ذلك..."
بعد قول ذلك، خفضت أنيس رأسها، ولم تستطع قول أي شيء آخر.
تنهدت بيل بعمق وهي تمسك ذقنها، وتغرق في التفكير للحظة.
ساد صمت طويل داخل حديقة الورود، زقزقت العصافير تحت شمس الصباح الباكر.
"قد لا تكون تلك مشكلة كما تعتقدين. في الواقع، قد يكون لهذا تأثير إيجابي...؟"
كان الاستنتاج الذي توصلت إليه بيل أخيرًا غير متوقع.
"عفوًا؟"
"إذا فكرتِ بشأن السيدة ينكار... لا يمكنها أن تبقى لوحة قماش بيضاء نقية إلى الأبد."
بعد دراسة متأنية، توصلت إلى طريقة لا تؤذي أي شخص.
سيكون هناك شخص واحد فقط من سيقع في المتاعب، لكن لا يوجد شيء يمكنها فعله في الوقت الحالي. قدمت بيل اعتذارًا صامتًا عميقًا، نابعًا من أعماق قلبها، إلى إد.
"كما تعلمين، فإن السيدة ينكار هي دائمًا شخص لطيف وصادق تجاه الآخرين. قد يكون الأمر صعبًا في الوقت الحالي، ولكن من المدهش أن هذه الطريقة ستكون مفيدة في السماح لكِ ايضًا بالتخلص من مشاعركِ."
"هـ-هل هذا صحيح...؟"
"أكثر من أي شيء آخر، الغيرة هي المشاعر التي تثير أكثر من غيرها. السيدة ينكار هي شخص إيثاري للغاية، لذلك قد يكون لديها القليل من الخبرة عندما يتعلق الأمر بالشعور بالغيرة العميقة من شخص آخر. وبمجرد أن تشعر بالارتباك بسبب هذه المشاعر، فإن قلبها سيصبح أضعف أيضًا. سينتهي بها الأمر بالمرور بوقت عصيب."
هذا ما كان يقلق أنيس. بينما كانت أنيس على وشك التطرق إلى أنه لم يتم حل أي شيء، تابعت بيل.
"في المقام الأول ,ألم تكن المشكلة هي أن السيدة ينكار كانت مثالية للغاية؟"
كان أنيس عاجزة عن الكلام مرة اخرى بسبب كلمات بيل، والتي ضربت مرة أخرى طبيعة المشكلة.
"الآن، كرري ورائي. غريزة الحماية."
عندما تذكرت ما قالته كلارا في أحد الأيام... سقط فك أنيس.
كان شيئًا تعرفه بيل بالفعل.
بينما تكافح وترتبك، كان من الواضح إلى أين ستذهب ينكار.
جلست بيل ساكنةً، وهي تربت على ظهر أنيس.
وبينما كانت تعمل على إقناعها بأنه لم تكن هناك حاجة للشعور بالذنب الشديد، لم يعد قلب أنيس ثقيلًا.
* * *
"ما الذي؟ متى أتيتِ إلى هنا؟"
"......"
كنت قد أحضرت العناصر السحرية إلى المنطقة المحيطة بمدخل المكتبة وأقمت خيامًا لتغطيتها حتى لا يتراكم الثلج فوقها.
لقد حان الوقت لإعداد المواد لبناء منطقة تخزين.
لمجرد أن مستوى إتقان مهاراتي الإنتاجية كان مرتفعًا بشكل لائق، فلا يعني هذا أنه يمكنني إهمال تدريبي فحسب.
وفوق كل شيء، فقد شعرت بالحاجة إلى توسيع داخل المقصورة.
سيتم إجراء معظم تدريب الهندسة السحرية في المكتبة، لكنني اعتقد أنه سيكون من الجيد أن اكون قادرًا على صنع الضروريات البسيطة أو الاعتناء بالعمل البسيط في المقصورة.
كنت أرغب في إنشاء غرفة تخزين من خلال إخذ جانب واحد من الجدار الخارجي، وأردت أيضًا إنشاء غرفة معيشة من خلال توفير مساحة على الجدار المقابل. لكن القيام بكل ذلك يعني المزيد من العمل، لذلك كنت أفكر... أنه يجب علي أولاً مراجعة الجدول الزمني الخاص بي لبقية العطلة ومعرفة ما إذا كان بإمكاني تخصيص بعض الوقت.
على أي حال، بالنظر إلى جدول الإنتاج الخاص بي، بحلول الوقت الذي ساعود فيه إلى المخيم، سيكون الجو باردًا بالفعل. أتت ينكار ببطانية فوق كتفيها، وجلست وركبتيها أمام نار المخيم.
لم تبدو بتلك الحيوية المعتادة، وكان تعبيرها قاتمًا نوعًا ما.
"الجو بارد. هل تريدين أن أصب لكِ كوبا من الشاي؟"
بعد أن قلت ذلك، أومأت برأسها بهدوء وهي تضع ذقنها على ركبتها.
استطعت أن أقول من لمحة أن ينكار، التي كانت عادة ما تجري محادثة قصيرة وما شابه، لم تكن في مزاج جيد. شيء ما قد حدث.
أعددت الأعشاب المتبقية وسكبت بعض أوراق الشاي في كوبين أعددتهما.
جلست بجانب ينكار وأعطيتها كوبًا. أخذت الكوب الكبير نسبيًا بيديها الصغيرتين.
كانت تجلس أمام نار المخيم، وتشرب الشاي بصمت.
"الثلج يتساقط مرة أخرى. لقد تراكم بالفعل لدرجة كبيرة، ولكن يبدو الآن وكأنه سيتساقط كل يوم."
كان المكان الذي تسقط فيه الثلوج الخفيفة بهدوء مليئًا بالزوار السابقين.
قالوا إنه حتى في فصل الشتاء، لا تفقد الأشجار دائمة الخضرة لونها، لكن لم يكن بوسعها فعل أي شيء في مواجهة الثلج الأبيض.
عندما تحول العالم كله إلى اللون الأبيض، لم يبرز سوى الضوء الساطع للنار المشتعلة.
نظرت إلى الجانب نحو ينكار، والتي كانت لا تزال تمسك بركبتيها وهي تنظر إلى أوراق الشاي التي تطفو في كوبها.
كان من النادر رؤية ينكار مكتئبةً بشكل علني.
كانت دائمًا مشرقة جدًا وبسيطة، لذلك فهي تعرف جيدًا كيف سيتفاجأ الناس من حولها برؤيتها مكتئبة.
"يمكنكِ إخباري إذا كان لديكِ أي مشاكل."
عندما قلت ذلك، رفعت ينكار رأسها بسرعة ونظرت إليّ... بدا الأمر كما لو كانت على وشك قول شيء ما ولكنها أوقفت نفسها.
لكن ذلك الحزن في عينيها أخبرني بدلًا عنها.
"أنا آسفة. لكن لا يمكنني إخبارك."
"إذن ليس عليكِ قول أي شيء."
أحيانًا أنسى أن ينكار كانت لا تزال شخصًا له حدوده الخاصة.
عند رؤيتها ورأسها لأسفل، ممسكةً بركبتيها، بدت وكأنها حيوان صغير تم دفعه الى إحدى الزوايا... جلب ذلك غريزة وقائية غير قابلة للتفسير بداخلي.
رفعت يدي ووضعتها على كتف ينكار... قمت بالتربيت عليها بلطف. إضافة إلى ذلك، كانت هناك مكافأة أنني تمكنت من مشاركة دفء تلك البطانية السميكة.
كنت قلقًا من أنه منذ أن اقتربت منها، فربما قمت بافزاعها. ولكن بدلاً من ذلك، رفعت رأسها مثل الخلد وهي تحاول أن تقول شيئًا ما. لكن مرة أخرى، أغلقت فمها. بدا الأمر كما لو كانت لا تزال مكتئبة بسبب شيء ما.
ثم دفنت ينكار جانب رأسها في كتفي.
وبهذه الطريقة، حدقنا بصمت في نار المخيم لفترة طويلة.
استمر الشتاء.
كان البرد شديدًا لدرجة أنه من المستحيل تحمله بمجرد غطاء ونار المخيم.
لكن مع ذلك، كان الربيع يقترب ببطء.