"لا تقترب مني."
"ماذا؟"
"لا تأتي بالقرب من هذا النطاق."
كان هذا هو اليوم الذي يجب علي فيه أن أقوم بالإشراف على امتحان الطلاب الجدد.
نحن الأن بالفعل في النصف الثاني من العطلة الشتوية. لقد اعتدت الى حد ما على حياتي التي لا أستطيع فيها استخدام القوة السحرية، كما أن تحضير المواد لتوسيع المقصورة كان على وشك الانتهاء.
في الواقع، لقد اهتممت بالفعل بأي عمل رئيسي أحتاج لإنهائه قبل بداية الفصل الدراسي التالي، لذا بمجرد انتهائي من الإشراف على هذا الامتحان فلن يكون هناك أي مشاكل أخرى.
قمت بالاستعداد للاهتمام بسرعة بعملي الأخير المتبقي وأنا أدخل مختبر الأستاذة المساعدة كليوه.
من بين طلاب برنامج المنح الدراسية للأكاديمية، كنت أول من وصل. في أحد أطراف المختبر، رأيت أنيس بمفردها، تتفقد العناصر السحرية.
عندما استقبلتها بالتربيت على كتفها، قفزت إلى الوراء مثل الجراد، ووثبت بعيدًا عني وبعيدًا عن الطاولة المركزية حتى النافذة.
وبينما كانت تتنفس بصعوبة، حدقت في وجهي.
"لماذا تتصرفين هكذا فجأةً؟ ما الخطب؟"
"آمم... ر-رائحتك كريهة. أنا لا إطيق رائحة العرق. لذا، من فضلك لا تأتي بالقرب مني."
كانت الأكاديمية مكانًا يقدر المظهر لدرجة أن هناك بندًا ينص على الحفاظ على الكرامة والرقي مكتوب داخل لوائح الأكاديمية. وضمن هذا السياق، فقد كانت النظافة شيئًا خاضعًا لرقابة صارمة. لكن على أقل تقدير، لم يتم الاشارة من قبل الى ملابسي أو مظهري.
شممت رائحة أكمامي، حيث ظننت أنه ربما أهملت الأمر قليلاً بسبب العطلة، لكن لم يكن هناك وبشكل خاص أي شيء خاطئ.
"رغم ذلك, انا لا أشم أي رائحة."
"و ماذا عن, آمم, نظرتك؟ الطاقة التي تبعثها؟ أشياء من هذا القبيل، هي لا تتوافق معي. في كل الاحوال، فقط ابق بعيدًا عني."
أصابني الذهول بالأحرى من الحدود المفاجئة ولكن الملحوظة التي قامت بوضعها.
أومأت برأسي في حالة إنهزام. ظننت أنه يجب أن يكون لديها سبب معين للتصرف على هذا النحو.
بعد ذلك، قمت بمسح جميع المستندات من على طاولة المختبر الفوضوية، وقمت بتنظيفها.
كان ذلك لأنه إذا لم يتم تقويم المكان بشكل ما قبل وصول الأستاذة المساعدة كليوه، فإن الجزء الداخلي من المختبر سيصبح أكثر فوضى.
نظرًا لأن أنيس، التي كانت في العادة دقيقة جدًا في كل شيء، لم تفعل بعد أي شيء أساسي بعد... لا بد أنها كانت مشغولة جدًا لدرجة أنها لم تفكر في الأمر. هذا هو السبب في أنني أردت مساعدتها.
كان من المقرر التخلص من معظم المستندات لأنها تجاوزت مرحلة الاحتفاظ بها. نظرت إليها، بعدها أمسكت بالمستندات المتبقية المبعثرة في الزاوية، كانت كومة المستندات ثقيلة جدًا.
ضربة عنيفة!
قبل أن أنتهي من تنظيف الأوراق بشكل صحيح، فتح باب المختبر ودخلت الأستاذة المساعدة كليوه بشكل صاخب.
"مرحبـــــــــــا!"
ألقت الأستاذ المساعد كليوه تحية صباحية نشط، كانت أكثر حيوية من تحية الطلاب. حتى أثناء الصباح، وضعت علبة من الوجبات الخفيفة على الطاولة.
"هل تريدون كعكة؟"
وضعت الأستاذة المساعدة كليوه الوجبات الخفيفة على الطاولة وطلبت من أنيس إعداد بعض الشاي الأسود.
كانت أنيس تفحص العناصر السحرية للامتحان لفترة طويلة. عندما مددت يدي نحوها، تفاجئت قبل أن تعطيني بعض المستندات الأخرى للتحقق منها. قامت بمد إحدى ذراعيها إلى أقصى حد ممكن بينما تمسك الأخرى بصدرها، بدا الأمر وكأنها كانت تحاول إعطائي الأوراق مع الحفاظ على أكبر مسافة ممكنة. سيعتقد الناس أنه كان هناك حيوان بري أمامها من الطريقة التي كانت تتصرف بها.
أمسكت بالأوراق. لقد كنت معتادًا بالفعل على القيام بالعمل، لذا لم تكن هناك حاجة لها لشرح ذلك. لقد كان مجرد فحص بسيط.
"كليفيوس وأونيكس، أنتما وصلتما أيضًا! نظرًا لأن جميع المشرفين على الاختبار موجودون هنا، فلنقم بالتنظيف بسرعة ونخرج!"
وضعت الأستاذة المساعدة كليوه، التي جلست بسرعة على كرسيها مع وجبة خفيفة في فمها، الخطط النهائية للامتحان على الطاولة.
"تمامًا مثل الإشعار، سيُجرى موقع الامتحان في الجبل الأيمن. نظرًا لوجود ما مجموعه أربعة مشرفين للامتحان، سنقسم أدوارنا مقدمًا. وسيشرف كل شخص على الشمال والجنوب والشرق والغرب في حالة وقوع حادث أمني أو ضبط شخص يقوم بالغش، يمكنك الإبلاغ عن ذلك على الفور باستخدام الحمام الزاجل الذي أعددناه مسبقًا. لتحديد ما إذا كان هناك أي غش، اتبع المستندات الموجودة في لوائح إشراف الامتحان التي تم تسليمها... حسنًا، لا أعرف مدى روعة هؤلاء الطلاب الجدد أو ما إذا كانوا سيقومون بتنظيم طريقة للغش في الامتحان... ولكن حتى لو كانوا زملائك الصغار اللطفاء، فلا يمكنك السماح لهم بالهروب!"
بعد قول ذلك، بدأت الأستاذة المساعدة كليوه في تناول كعكاتها مرة أخرى.
كانت مليئة بالطاقة. ذلك لأنها عادت لتوها من عطلة قصيرة بعد أن بقيت مستيقظة لعدة أيام، تهتم بجميع أعمالها الورقية.
كانت في الأصل شخصًا يتمتع بهذا النوع من الطاقة، ولكن بعد السهر طوال الليل في الأيام القليلة الماضية، أصبحت جثة. بدت وكأنها تقوم باعادة ضبط شخصيتها كل فترة بشكل دوري.
"والشيء الذي يجب أن تكون أكثر حرصًا عليه هو الطلاب الجدد أنفسهم! بعضهم ليسوا أشخاصًا من السهل أن تقابلهم شخصيًا، لذلك سأقدم لكم مقدمًا موجزًا عنهم. الفتاة ذو الشعر الفضي الطويل الذي يصل إلى الخصر. سترتدي أيضًا دبوسًا أحمر على شكل فراشة. إذا صادفتها، فأنت بحاجة إلى أن تكون مهذبًا قدر الإمكان، هل فهمت ذلك؟"
في جوهرها، كانت سيلفينيا مكانًا تسبق فيه قيمة التعلم مكانة النبلاء.
إلى حد ما، تم تضييق هذه الفجوة عندما يتعلق الأمر بالسنوات الدراسية الأعلى أو الأقل.
بالطبع، هذا لا يعني أنه سيكون هناك شخص عامي مختل من شأنه أن يعامل أرستقراطي بشكل غير رسمي للغاية. لذا، وعلى الأقل، يمكنك أن تتوقع من الجميع أن يكونوا مهذبين إلى حد ما من باب المجاملة.
ولكن كان هناك بالتأكيد خط عندما يتعلق الأمر بتلك القاعدة غير المكتوبة.
وأي شخص بمستوى من المكانة يتجاوز هذا الخط يجب أن يعامل دائمًا بأقصى درجات الاحترام، حتى لو كان اصغر منك.
وبالطبع، فإن شخصًا ذو مكانة مرتفعة بمثل هذه المكانة لم يكن ليتمكن بسهولة من دخول الأكاديمية. لذا، كانت تلك القاعدة غير المكتوبة والخط الذي يقسمها غامضًا بعض الشيء، لكن... في العام الماضي، عندما دخلت الأميرة بينيا الأكاديمية، ستتمكن من الشعور به.
إذا كان الشخص أميرة أو قديسة، فحتى في الأكاديمية ستكون بحاجة للتعامل معها على الأقل بمستوى أستاذ مخضرم — أو ربما أعلى منه.
كان هذا مجرد إجراء احترازي لتجنب احتمال أن نكون وقحين.
في الواقع، سيكون من الاصعب عدم التعرف عليها عندما تكون مثل هذا الشخص. كلاريس، والتي كانت قديسة في وجه الناس، بدت وكأنها قديسة أكثر من أي شخص آخر... لكن للأسف، كانت مجرد مزيفة.
حتى اللحظة الحالية، لم يتم الكشف عن الحقيقة. ومع ذلك، تم استبدال القديسة كلاريس الحقيقية بطالب آخر. كانت الفتاة التي التحقت بالأكاديمية تحت اسم كلاريس مزيفة بارعة في استخدام جميع أنواع التنكر الجسدي وسحر التزييف.
كانت القديسة الحقيقية هي الطالبة المسماة كايلي إكنير، وهي طالبة في السنة الأولى تم تعيينها للفصل (ج). بالطبع، كان هذا مجرد اسم مستعار لها.
لدخول سيلفينيا، قامت بتغيير مظهرها. بدت كفتاة بريئة ذات شعر بني تعيش تحت ستار كونها طالبة عادية.
حتى أنها كانت تحمل هوية مزيفة كأرستقراطية أتت من مدينة صغيرة غير معروفة في الجزء الشرقي من القارة.
تم الكشف عن الحقيقة مباشرةً قبل الفصل الأخير من الارك 3، كنت متفاجئًا للغاية عندما شاهدت ذلك للمرة الأولى، لأن ذلك كانت بمثابة تحول صادم. كان يجب أن أشك في الأمر عندما كانت قادرة على الحصول على رخصة الدخول لقاعة أوفيليس، على الرغم من أن حالتها لم تكن مذهلة إلى ذلك الحد.
الأشخاص الوحيدون الذين عرفوا الحقيقة هم مدير الأكاديمية أوبل، والعمداء الثلاثة، ورئيسة الخدم في قاعة أوفيليس، وكبار أعضاء جماعة تيلوس الدينية.
لقد كانت خدعة تم تنفيذها بشكل مثالي حتى أن الحراس المرافقين لتلك المزيفة لم يدركوا أنها كانت ترتدي تنكرًا. من كان يعلم كم من الوقت قد أخذه إعداد كل شيء.
أود أن أشيد بجهود القديسة للحصول على فرصة لتكون طالبة في سيلفينيا، لكن لا يزال من الصعب عليها التخرج بسلام كما أرادت.
تولت قديسة الشك كلاريس دور إنهاء الفصل الأخير من الارك 3، 'القضاء على لوسي'، حيث انضم جميع الأسماء الكبيرة معًا.
بدونها، لن يكون تايلي قادرًا على إتقان سيف قتل الاله، والذي استخدمه لقطع الرئيس الأخير في الارك 4، اله الشر ميبولا.
بما أنها كانت شخصية مهمة، كنت آمل أن يسير كل شيء بسلاسة، ودون أي مشاكل.
"على أي حال، كل شيء متبقي مكتوب في الدليل، لذا سيكون الامر على ما يرام طالما أنك تلتزم به. إذا كنت تريد أن تسأل عن أي تفاصيل أخرى، فيمكنك إرسال حمام زاجل! سأبقى على أهبة الاستعداد في الجزء العلوي من الجبل الايمن! إذن، يجب أن يكون هذا كل شيء!"
فحصت الأستاذة المساعدة كليوه الوقت وهي تومئ برأسها.
"ثم، دعونا نتوجه إلى الجبل الايمن لإعداد العناصر السحرية الطيفية، والانتهاء من فحص المذبح، والانتظار لتحية الطلاب الذين سيصلون! حسنًا، دعونا ننهي هذه الوجبات الخفيفة ونخرج!"
* * *
أنا بالفعل أعرف النتائج.
سيفشل جميع الطلاب الجدد في امتحان تحديد الفصل.
في الواقع، لم يكن هناك شيء اسمه الفشل في الامتحان، ولكن هذا ما شعر به الطلاب. لن يتمكن أي طالب من الوصول إلى الفصل (أ). وبدلاً من ذلك، سيتم تقسيمهم بناءً على درجاتهم.
نظرًا لأنها لم تكن قصة تعامل معها جيل بطل الرواية بشكل مباشر، فقد تم ذكرها بشكل وجيز فقط في <سياف سيلفينيا الفاشل>.
فشلت الأستاذة المساعدة كليوه في التحكم في صعوبة امتحان تحديد الفصل والذي ادى الى عدم دخول أي طالب في السنة الأولى الى الفصل (أ)...
رغم ذلك، في النهاية، تمت ترقية العديد من طلاب الفصل (ب) الذين حصلوا على درجات جيدة في منتصف الفصل الدراسي إلى الفصل (أ).
كانت حلقة 'التمرين القتالي المشترك' هو حينما امتلأ طلاب السنة الأولى بروح تنافسية لأجل فرصة الفوز بلقب التواجد في الفصل أ.
في ذلك الوقت، سيكون جيل بطل الرواية هم من في السنة الاعلى، لذلك سيكون لديهم فرصة للانضمام إلى التدريب القتالي المشترك مع جيل السنة الأولى الجديد... على الرغم من أن الفصل كان من المفترض أن يكون مباراة ودية، إلا أن طلاب العام الأول تصرفوا بشكل جاد وقتالي.
كان ذلك لأن الدرجات التي تم إعطاؤها أثناء التدريب القتالي المشترك سيكون لها في النهاية تأثير كبير أثناء تحديد الترتيب الجديد للفصول في وقت لاحق.
لذا، فإن طلاب السنة الأولى الذين انتهى بهم الامر بمواجهة طلاب السنة الثانية حاولوا الفوز بأي وسيلة، بغض النظر عن حقيقة أنهم كانوا يواجهون طلابًا اكبر منهم. ليس هذا فقط، ولكن للحصول على نقاط إضافية، ذهبوا أيضًا الى حد طلب مبارزات عشوائية خارج الفصل... رغم ذلك، فقد هُزموا جميعًا من قبل تايلي.
في الواقع، كان ذلك مجرد حدث للتحقق من نمو تايلي ومعرفة ما إذا كان قد أصبح قويًا بدرجة كافية خلال العام الماضي.
لقد كانت أيضًا حلقة أصبحت فيها زميلًا اكبر وأمكنك أن تشعر بالشعور المرضي لوجود زملاء اصغر.
وحتى مع ذلك، فما تزال حلقة لا يمكن أخذها بسهولة... وذلك لأنه، في تلك الحلقة، بدأت القديسة كلاريس التي كانت تختبئ وسط الحشد في إيلاء اهتمام وثيق لتايلي.
* * *
في منتصف الطريق الى أعلى الجبل الأيمن.
"اغغهك."
كانت الاستاذة المساعدة كليوه في القيادة بينما تبعتها أنيس من خلفها. ثم الزميل الاكبر أونيكس وكليفيوس, وأنا أحذو حذوهم.
كانت الأستاذة المساعدة كليوه تتسلق مع مجموعة من أوراق الدرجات بينما كان الباقون منا جميعًا يتبعونها، متشبثين بالعناصر السحرية الطيفية.
عندما يتعلق الأمر بالعناصر السحرية الحساسة للقوة السحرية، كقاعدة عامة، كان يُحظر حملها بسحر من نوع التحريك الذهني. رغم ذلك، ما لم يكن عنصرًا دقيقًا للغاية، فلن يكون لذلك تأثير كبير. ومع ذلك، كان إجراء حمل الأشياء باليد، للإحتياط فقط.
على الرغم من أن تسلق الجبل لم يكن بتلك الصعوبة، فإن حمل كل هذه الأشياء معنا استهلك الكثير من طاقتنا وقوتنا.
نظرًا لأن جميع الطلاب الذين كانوا جزءًا من برنامج المنح الدراسية للأكاديمية كانوا من الذكور، لم تكن لدينا مشكلة كبيرة في حمل الأمتعة. لكن من ناحية أخرى، أنيس كانت تلهث بشدة حيث بدا أنها قد وصلت إلى أقصى حد لها.
"هاي، أعطيني بعضًا من أغراضكِ إذا كنتِ متعبة. أنتِ تتخلفين باستمرار."
كان كل عنصر سحري كبيرًا شبيهًا بالقرص وثقيلًا جدًا. حمل كل ذلك إلى أعلى الجبل، حتى الرجل السليم ستنفد أنفاسه. على الرغم من أنها حملت أقل بكثير منا، إلا أن هيكلها كان صغيرًا نوعًا ما. يجب أن يكون حمل الأشياء إلى أعلى الجبل مبالغًا به بالنسبة لها.
بينما واصلنا المضي قدمًا، استمرت أنيس في التباطؤ تدريجيًا حتى تخلفنا جميعًا.
مشيت بجانب أونيكس، الذي كان يتصبب عرقًا بغزارة، وصعدت إلى جوار أنيس. ثم أخذت بعضًا من العناصر السحرية التي كانت تمسك بها، وأضفتها إلى كومتي.
"آه... آغغ، شكرًا لك، أونيكس. بدونك، كانت ستكون ثقيلة جدًا... كيااااه!"
عندما أدارت أنيس رأسها للتعبير عن امتنانها، تراجعت الى الوراء في حالة صدمة عندما رأت وجهي. لقد كادت أن تتعثر قبل أن تمسك بتوازنها، لكن بعض العناصر السحرية سقطت خلفها.
طقطقة، قعقعة!
خطف كليفيوس العناصر السحرية التي سقطت وتدحرجت على الطريق. أظن أنه كان هناك سبب لكونه أفضل طالب في قسم القتال.
"ألا يجب أن تكوني أكثر حذرًا ؟! ماذا لو تحطمت...؟!"
بعد قول ذلك، وضع كليفيوس العناصر السحرية في الكومة التي كان يحملها. لا يبدو أن إضافة هذه العناصر القليلة ستجعله يفقد قوته في أي وقت قريب.
"أ-أنا آسفة... لم أكن أدرك أن إد كان ورائي مباشرةً."
كانت أذناها حمراء تمامًا، وكانت تتنفس بصعوبة. فقط ما مدى صعوبة ذلك بالنسبة لها؟ عندما نظرت إليها من الأعلى الى الأسفل، كان هذا هو الانطباع الذي حصلت عليه.
كان من الواضح أن أنيس كان تفرط في ذلك. بعد قضاء بضعة أيام معها، شعرت حقًا بأنها من النوع الحريص بشكل غريب على كل شيء.
لم يكن الأمر كما لو أنني لم أفهم طريقة التفكير هذه. عندما يتم دفعك إلى الزاوية، كان من السهل أن تخاف من فكرة أنك ستتخلف عن الركب إذا انتهى بك الأمر بالتكاسل ولو قليلاً.
لقد مررت سابقًا بالكثير، بعد أن أرهقت نفسي بفضل طريقة التفكير نفسها.
بالتفكير في الأمر، لا يبدو وضع أنيس الحالي وكأنها قصة شخص غريب بالنسبة لي. لسبب غريب، أردت حقًا إصلاح هذا العناد في طريقة تفكيرها.
كانت الراحة أيضًا جزءًا من الوظيفة. على الرغم من أنه كان واضحًا، بغض النظر عما تفعله، فإن القيام بفعله لفترة طويلة من الزمن سيصبح في النهاية متعبًا.
"يجب أن تأخذي قسطًا من الراحة قبل الصعود. سنبدأ في التثبيت أولاً."
"ما-ماذا؟"
"يا رفاق, ليس لديكم أي شكوى، صحيح؟"
بعد أن قلت ذلك، نظرت إلى الوراء إلى الشخصين الآخرين الذين يتبعوننا. أومأ أونيكس وكليفيوس برأسهما.
كانت أنيس تحمل حوالي اثني عشر عنصرًا سحريًا. أخذتهم واحدًا تلو الآخر، وسلمت واحدًا إلى أونيكس ثم إلى كليفيوس. الذان أمسكا به بشكل عرضي وهم يضعونه في كوماتهم الخاصة. بعد فحص كل شيء، أمسكت الخاص بي ووضعته في كومتي الخاصة.
بعد تكرار ذلك مرارًا وتكرارًا، بعد وقت قصير جدًا لم يعد لدى أنيس أي شيء في يديها.
"انتظر. انتظر...! لماذا تفعلون هذا دون أن تسألوني...؟!"
"قلت لكِ أن تأخذي قسطًا من الراحة."
نظرت مباشرة إلى أنيس عندما قلت ذلك. في كلتا الحالتين، لم يكن لديها قدرة التحمل اللازمة للاستمرار وكانت تدفع نفسها فقط لحمل تلك الأشياء.
أعدت ترتيب العناصر السحرية التي كنت أمسك بها لاحرر يدي وأمسك بكتف أنيس، واجعلها تجلس على صخرة قريبة.
نظرت أنيس إليّ بوجه مذهول وهي تتنفس بصعوبة.
"عندما تحتاجين إلى الراحة، يجب أن تستريحي. أنتِ لستِ الشخص الوحيد الذي سيتأذى."
بعد قولي هذا، هززت رأسي وأنا أشير الى الآخرين.
في الواقع، كان من المحرج أن نطلق عليه اسم جبل. إذا صعدنا لبضع دقائق أخرى، فسنصل الى القمة في وقت قصير جدًا.
* * *
"سأقوم بنشر الأحجار السحرية. بالنسبة لكم يا رفاق، يرجى متابعة تثبيت العناصر السحرية في الأماكن الصحيحة. نظرًا لأنهم سيصلون بعد الغداء، فلا يزال لدينا الكثير من الوقت، لذلك دعونا نأخذ الأمر ببساطة-"
تحدثت الأستاذة المساعدة كليوه بابتسامة مشرقة على وجهها.
"لقد عملتم جميعًا بجد~ بمجرد الانتهاء من تثبيت كل شيء وتحديد المسؤول عن كل قسم، يمكننا البدء في الإشراف. العمل في حد ذاته ليس بتلك الصعوبة، لذلك سيستغرق تثبيت كل شيء في الأماكن التي خططنا لها مسبقًا حوالي ثلاثين دقيقة."
أخذ كليفيوس نفسًا عميقًا وبدأ في وضع العناصر السحرية. أونيكس وأنا فعلنا نفس الشيء.
انخفض عدد الإمدادات السحرية بشكل كبير. كان ذلك لأنها قامت بالفعل بتركيب عدد قليل منها عند نقاط التفتيش في طريقنا إلى الأعلى.
"فيووه... العناصر السحرية الطيفية منخفضة الدرجة هي بهذا الثقل... إذا كانت ذات تصنيف اعلى، فسيبدو الأمر وكأنني كنت أحمل جلمودًا."
تنهد أونيكس بعمق وهو جالس على صخرة قريبة، وهو يمسح عرقه. ربما لأنه لم يكن صعبًا كما كان يعتقد، لم يشرب كليفيوس سوى القليل من الماء لتبليل حلقه عندما بدأ في التمدد.
على الرغم من أن قوته البدنية ومهاراته في المبارزة كانت ممتازة، إلا أنه كلما كان هناك قتال حقيقي، كان يخاف بشدة. لقد كان شخصًا غريبًا جدًا.
عائلة نورتوندال، أعظم سياف في القارة. نظرًا لأنه عومل على أنه فاشل داخل عائلته، فقد عاش حياته بأكملها يتألم من هذه الحقيقة بينما يخفض رأسه، لكن... حسنًا، كانت هذه قصة سيتعين على تايلي الاهتمام بها لاحقًا.
استرتحت قليلاً، وأنا أنظر حول قمة الجبل الأيمن.
وقف بشكل مستقيم مذبح عظيم على قطعة مفتوحة من الأرض المسطحة. كان شاهد القبر الضخم مليئًا بشخصيات مجهولة. كان ضخمًا جدًا لدرجة أنني اعتقدت أنه من الأفضل تسميته عمودًا، بدلاً من شاهد قبر.
كان شاهد القبر كبيرًا لدرجة أن السماء قطعته.
كانت تلك هي المرحلة الأخيرة من الارك 3. 'مذبح البدائل'.
أغمضت عيني، وأعدت التفكير فيه.
سماء مليئة بالغيوم الداكنة. نظرت الساحرة العظيمة التي كان يُطلق عليها العبقرية الاستثنائية إلى تلك الغيوم.
رسل تيلوس الذين كان لهم رأس نسر رفرفوا بأجنحة ضخمة وغطوا السماء.
الإله الذي حذر من نهاية جزيرة آكين، والساحرة التي حاولت قتل رسل تيلوس، والفرقة التي حاولت إيقاف الساحرة، الامر الذي انتهى أمام هذا المذبح ذاته.
تاركةً وراءها عمودًا متوهجًا، تمتمت الفتاة ذات قبعة الساحرة الكبيرة.
"أنا لا أؤمن بالإله."
"مهلا! ماذا تفعل هناك؟! ماذا تفعل! أنت!"
فجأةً، بدأ أونيكس بالصراخ عندما عدت إلى صوابي.
"ما الأمر يا أونيكس؟"
"آه. لا تهتم... اعتقدت أنني رأيت شخصًا ما على قمة المذبح الآن... هم... آسف، لا بد أنني رأيت شيئًا آخر..."
من سيذهب لتسلق عمود بهذا الحجم، طول الطريق الى الجزء العلوي من الجبل الأيمن؟
مع ذلك، نظرت حولي، فقط تحسبا. لكنني لم أرَ ظلًا لما يمكن أن يكون شخصًا.
"هاه... لابد أني قد أفرطت في المجيء على طول الطريق الى هنا. الآن أرى مجموعة من الهراء."
تنهد أونيكس وهو يميل رأسه.
"دعنا نثبت العناصر السحرية بسرعة وننهي الاختبار. بمجرد انتهاء هذا، لن يتبقى أي شيء آخر حتى تنتهي العطلة."
لقد تطلب الأمر الكثير من الجهد فقط لإنهاء تلك المهمة الأخيرة.
ونحن نتذمر, نهضنا من مقاعدنا.
كان علينا التحرك بسرعة حتى نتمكن من استقبال طلاب السنة الأولى القادمين ضمن الوقت المحدد.
"...مهلًا."
أونيكس، الذي أمسك ببعض العناصر السحرية لتثبيتها، رفع رأسه فجأةً.
"أعتقد أن بعض هذه العناصر معطلة... أليس كذلك...؟"