للقديسة كلاريس حلمان.
أحدهما مع عيناها مفتوحة, والأخر مع عيناها مغلقة.
حلم زرعه رئيس الأساقفة فيرديو والآخر أديل الرومانسية.
"يجب أن تصبحي شخصًا نقيًا، مثل قطعة من الورق الأبيض."
"تخيلي بحرًا هادئًا بشكل تام وراء الأفق، آنسة كلاريس. إسعي وراء بحر شاسع مفتوح وهادئ كليًا، بدون حتى صوت الماء."
"كل شيء متساوٍ تحت ظل إلهنا تيلوس، ولا يجوز الاستخفاف بأحد. السبب في أننا نعيش هو لإدراك هذا الهدف."
"أعتقد أن السمو يأتي من معتقدات قوية لا تتعثر أبدًا طول حياة المرء. ليس لدي أدنى شك في أنه ضمن السمو، توجد قيم لا يمكن إستبدالها."
كان هذا ما تتعلمه دائمًا خلال النهار من قبل فيرديو.
في الفترة الناجحة لحكم القديسة كاربيا. وراء الشخص الذي امتلك السلطة داخل المجموعة الدينية كان فيرديو... الشخص الذي عاش حياته كلها بتوجيه نفسه نحو الإله، نموذج مثالي للمؤمنين.
حتى شمعة تيلوس القديسة كلاريس، التي عاشت حياتها دون ارتكاب أي فعل آثم، شعرت بالخجل من أخطائها بعد أن شهدت معتقداته الورعة.
كان رجلاً يستحق الاحترام ويستحق الإله أكثر من أي شخص آخر.
كان لديه قلب قوي وعنيد، لكنه لم يكن مغرورًا. بغض النظر عن مدى ضعف الشخص، فقد بذل قصارى جهده للاستماع إلى صوته بشكل عادل.
لذا، كان لدى كلاريس حلم. حياة عاشت فيها من أجل إرادة تيلوس، وظلت فتاة نقية بدون أي عيوب، تمامًا مثل فيرديو المشرق دائمًا.
حياة قديسة طاهرة لا تشوبها شائبة ذهب إليها المؤمنون للخلاص. من المؤكد أن هناك سموًا في مثل هذه الحياة لا يمكن لأي شخص عادي أن يحققه أبدًا.
"أفضل الموت في مياه الصرف الصحي على أن أعيش حياة كورقة بيضاء نقية."
"عند عيش حياة يُنظر فيها فقط إلى الجدران والأسقف البيضاء النقية، ستضعف رؤية المرء. لن تُعرف أبدًا رومانسية عالم مليء بالألوان الرائعة ما لم يختبرها المرء شخصياً."
في الليل، استمعت إلى أداء العود الخاص بأديل، وهي جالسة بجوار النافذة. في الليالي المرصعة بالنجوم، كانت أديل تأتي دائمًا.
أديل المتنبئة، وأديل التي نصبت نفسها الرومانسية.
الفتاة ذو الأعين ميتة التي كانت تدير شعلة الكنيسة غادرت ذات يوم دون أن يعرف أحد السبب.
قامت الفتاة بتضفير شعرها وتزيينه بالزهور الجميلة وهي تعزف على آلة موسيقية وتندفع نحو العالم. ثم، ذات يوم، أصبحت تلك الفتاة منشدة تغني وتشيد بالرومانسية.
الذهاب إلى أرض المؤرخين لتعلم علم الآثار، والسفر عبر القارة بآلة موسيقية على ظهرها... في النهاية، دخلت إلى سيلفينيا لتتعلم السحر. بمجرد أن جاءت العطلة، ذهبت لتستكشف العالم مرة أخرى.
لقد كانت حقًا فتاة حرة مثل نسيم المحيط.
"حتى أكثر المباني فخامةً لدينا هي من صنع الإنسان، مبنى الأب المقدس، هو مجرد قلعة رملية أمام الصخور ذات الأشكال الغريبة في سلسلة جبال لاميلين. ♪ إذن، هل ستعيشين حياة راضية، تنظرين فيها إلى السماء من البئر؟ أم أنكِ ستتسلقين الجدران لتري بحر النجوم الشاسع. ♫"
"هل تعلمين أنه من الممكن أن يكون هناك سمو في حياة تأخذين فيها دروسًا بشكل عادي, وتتسكعين مع الأصدقاء بشكل عادي، وتعيشين حياة حب عادية؟ هل تعلمين أنه، يمكن أن يكون عناق شخص تحبينه أكثر قيمة من صلوات الملايين من المؤمنين الذين يتطلعون إليكِ؟"
لم يكن لديها أي فكرة عن كيف تتجول تلك الفتاة خلال المباني وهي تعزف، ولكن عندما ينام العالم ليلاً، كانت الفتاة تغني بجوار نافذة كلاريس. كان ذلك في الطابق العلوي من مبنى الأب المقدس، الذي تفاخر بحجمه الرائع.
بغض النظر عن إرادة تيلوس، قيل أن الملائكة تطير بحرية في جميع أنحاء العالم، وتلف أجنحتها البراقة حوله.
على الرغم من إنها لم ترى رسول تيلوس مطلقًا، إلا أنها يمكن أن تتخيله ينشر جناحيه المجيدين ومدى قداسته ونبله.
ومع ذلك، قبل أن تنام، كانت كلاريس تقترب خطوة بخطوة من ظهر أديل، الذي رأته من النافذة.
ربما فقط كلاريس من رأت ذلك. زوج جميل من الأجنحة ينتشر في تلك السماء الليلية المرصعة بالنجوم.
بعد ذلك، أغمضت كلاريس عينيها وحلمت وهي نائمة.
سلسلة جبال لاميلين، مستنقعات دنكين، عاصمة الإمبراطورية كرويلون، أرض الزراعة بولان، أرض الخيمياء كريت، المدينة التجارية أولديك، أرض التعلم سيلفينيا، الصحراء الكبرى دريستايا، منطقة كوهيلتون الخارجة عن القانون...
السفر عبر البلدان المختلفة في جميع أنحاء العالم، تلك التي رأتها في الكتب فقط. ثم، أخيرًا مقابلة شخص ما في نهاية المطاف.
لم تستطع معرفة وجهه. لم تكن تعرف شكله أو صوته. شخص غير معروف تمامًا بالنسبة لكلاريس.
في نهاية المطاف، ستشارك كلاريس عناقًا رائعًا مع ذلك الشخص حيث سيغادر الاثنان في تلك الرحلة المنفردة معًا.
كانت رحلة مليئة بالألوان الرائعة التي كانت في تناقض صارخ مع حياتها ذات اللون الأبيض النقي.
دفعت وجهها في بطانيتها وهي تتلوى بجسدها... كان هذا أكثر خيال غير لائق يمكن أن تتخيله على الاطلاق.
* * *
"هفففف فيوو... بدأت أنفاسي تنفذ... أحتاج إلى التحكم بسرعتي..."
كان الامتحان يسير بسرعة. في المقام الأول، لم تكن محتويات الامتحان بهذه الصعوبة.
ابحث عن أنواع مختلفة من الأحجار السحرية المنتشرة في جميع أنحاء الجبل الأيمن ثم قدمها إلى المذبح في القمة.
سيتحول الحجر السحري الذي تم تقديمه إلى 'مذبح البدائل' إلى قوة سحرية، تتسرب إلى جسد المالك. بعد ذلك، ستصبح القوة السحرية التي تسربت إلى الطالب دليلاً على نجاح الطالب وإتمامه للامتحان.
مقارنةً بالقوة السحرية التي تتشكل بشكل طبيعي في جسم المرء، فإن القوة السحرية المستخرجة من عنصر طبيعي لها طاقة فريدة من نوعها. أن التعامل معها أصعب مما قد يعتقده المرء، حيث لم تكن من القوة السحرية الفطرية للفرد... لكن هذا لم يكن مهمًا. بعد استيعاب القوة السحرية، كل ما كان عليهم فعله هو إظهار دليل على ذلك.
التقطت تانيا أنفاسها وهي تمشي بين العشب. بالتركيز على منتصف جبهتها، في لحظة استطاعت أن تشعر ببقايا القوة السحرية التي تتغلغل حولها.
لقد مر أكثر من نصف ساعة منذ بدء الاختبار.
الطلاب الذين اعتقدوا أنه قد يكون امتحانًا حيث من يأتي أولاً يفز أولاً وركضوا من البداية كانوا على الأرجح في منتصف الطريق الى أعلى الجبل.
قاموا بإيجاد الأحجار السحرية في لحظة وركضوا إلى القمة، حتى لا يتخلفوا عن البقية ولو قليلاً.
قاد الطريق أشهر اثنين من الطلاب الجدد في قسم السحر، إيغ وجوزيف. بدا الاثنان متنافسين بشكل غريب مع بعضهما البعض.
"هناك الكثير."
عندما مرت تانيا ببطء عبر الأشجار، قبل أن تدرك ذلك، كانت تانيا تحمل في يدها حجرًا سحريًا خاصًا بها.
"لا يمكن أن يكون الأمر بسيطًا كمثل تقديم حجر سحري إلى المذبح. أنا متأكدة من أن هناك شيئًا آخر قد أعدوه للتمييز بين الطلاب."
حرصًا على عدم فقدان أي قدرة تحمل، نظرت تانيا حولها بعناية، وتسلقت الجبل ببطء ضمن سرعتها الخاصة.
يمكن أن تكون الجبال زلقة في الشتاء. إذا سقطت بسرعة وتضررت، فسأؤذي نفسي فقط.
كان هناك احتمال كبير بأن شيئًا آخر قد تم إنشاؤه في الطريق إلى قمة الجبل. لم يكن هناك سبب للصعود مثل خنزير غينيا لاختبار ما هو.
مع الحفاظ بشكل صحيح على المسافة في منتصف الدفعة، يمكنها إلقاء نظرة دقيقة على ما أعدوه خطوة بخطوة.
"الزي الرسمي الخاص بي ضيق نوعًا ما... هيوووك..."
توقفت تانيا عن المشي ووضعت يديها على ركبتيها.
لقد مرت أكثر من بضعة أشهر منذ بدأت تتطلع لدخول سيلفينيا. بصفتها ابنة الدوق الموقرة، كانت دائمًا تتصرف بأفضل سلوك، لكن لم يكن هناك حد لطمع الإنسان.
كانت تانيا دائمًا تعتني بجسدها، لكن كان لا يزال هناك تبجح كبير بالخروج وطلب زي مدرسي أصغر حجمًا. شعرت وكأنها كانت جشعة بلا داعٍ، حيث لم يتبق أي وزن لتخسره.
أستجمعت تانيا أنفاسها، وهي جالسةً على صخرة قريبة. لم يكن لديها أي ثقة في حيويتها.
لم يكن ارتفاع الجبل الايمن عاليًا جدًا، ولكن بفضل كل مفترقات الطرق، كان لديه الهيكل المثالي لتضييع طريقك بسهولة.
ومع ذلك، نظرًا لأنه كان جبلًا، فلن تشعر بالارتباك بشأن الاتجاه الذي يجب أن تذهب إليه للوصول إلى القمة. كل ما عليك فعله هو الاستمرار في الصعود على طول المنحدر.
تساءلت عما إذا كان أي شخص آخر قد وجد طريقه من خلال اكتشاف مساره الخاص، بالنظر إلى حقيقة أنه معقد مثل شبكة العنكبوت. من حين لآخر، كانت تسمع صرخات قادمة من وسط الجبل.
كما هو متوقع، كان من الواضح أن شيئًا ما قد تم تحضيره في منتصف الطريق الى أعلى الجبل.
"سأذهب إلى حيث أتى الصوت... سماع الصراخ يعني أنهم وقعوا في شئ ما، لذا يجب أن أتحقق من ذلك وأرى ما هو مقدمًا..."
في اللحظة التي كانت فيها تانيا تنظم أفكارها المعقدة...
فجأةً، نظرت إلى الأعلى ووجدت فتاة صغيرة مثلها جالسةً على حافة شجرة قديمة، بعيدة عنها على بعد مسافة.
شعرها البني الغامق، الذي نزل على ظهرها، وعيناها الحمراوتان لم يتناسقا بشكل جيد. اختلط اللونان كالزيت والماء فظهرا بشكل غير طبيعي.
كانت جواربها ملفوفة وهي تنظر إلى ساقها الملساء، كما لو كانت مصابة في مكان ما.
اعتقدت أنها ربما قد تكون مصابة، لذا سرعان ما نهضت تانيا من مقعدها لتقترب منها.
"هل من الممكن أنكِ تأذيتِ؟"
كان زي سيلفينيا الرسمي الخاص بها أنيقًا ومرتديًا بشكل صحيح، تمامًا مثل أي من الطلاب الجدد الآخرين. ومع ذلك، إذا أرادت تسمية إحدى السمات المميزة التي امتلكتها، فإن الشيء الذي لفت انتباهها أكثر هو شعرها البني. الذي نزل إلى خصرها، ولف للخلف.
بالنظر إلى لمعانه وطريقة نزوله، كان بإمكانها أن تقول بوضوح أنه تم العناية به جيدًا. بالنظر إلى أن سيلفينيا كانت مليئة بطلاب من العائلات الثرية، لم يكن هذا شيئًا يدعو للدهشة.
فجأةً، بدأت تانيا تتحدث معها بينما ظلت الفتاة تحدق بها بهدوء.
نظرًا لأنها كانت قلقة بشأن شيء ما لأول مرة منذ فترة، فقد انتهى بها الأمر بقول شيء ما. لكن رد فعل الفتاة كان بالاحرى باردًا. في المقام الأول، بدا وكأنها قد خسرت روحها أو شيء من هذا القبيل. بدت بليدة بشكل غريب.
"إذا كنتِ مصابة، سأذهب وأتصل بأحد أعضاء هيئة التدريس."
"أوه، آمم. أنا؟"
"نعم. رأيتكِ تلفين جوربكِ وتنظرين إلى ساقكِ... هل لويتِها؟"
"لا، ليس كذلك... كنت احاول فقط الوقوف على الثلج حافية القدمين."
"عفوًا؟"
في لحظة كان لدى تانيا حدس. تلك الفتاة، لم تكن إنسانًا عاديًا.
كيف تقول ذلك؟ بدا الجو المحيط بالفتاة فضائيًا. كان الأمر كما لو أنك إذا قمت بالنفخ عليها، فسوف تتطاير مثل حلوى القطن.
"هناك الكثير من الثلوج هنا. اعتقدت أنه سيكون من الجيد أن أخطو عليها بقدماي العاريتين."
"فـ-فجأة؟ هنا الآن؟"
"أوه، هل هذا أمر سيء؟ ربما، هذا ليس بالشيء الطبيعي؟"
بالطبع لن يكون هذا طبيعيًا. لكن تانيا بقت ثابتة تمامًا، نظرًا لأن شرح مثل هذا الشيء كان امرًا...
يبدو أن الفتاة لم تهتم لأنها خلعت حذاءها ووضعت قدميها الشاحبتين في الثلج.
ثم ارتجفت وأطلقت صوتًا من الإثارة، كما لو كانت في مزاج جيد. كان الأمر كما لو أنها لم تلمس الثلج من قبل.
"إ-إنه بارد..."
"هذا لأنه ثلج..."
"هنا، انظري إلى هذا. تبللت قدمي...!"
"هذا لأنكِ دفنتِ قدمكِ في الثلج..."
كانت تانيا مندهشة تمامًا، ولم تستطع الرد إلا بما كان عليه الاشياء. أومأت الفتاة برأسها كما لو كانت تقول، 'أنا أرى...'
أول شيء لم تستطع تانيا إلا أن تفكر فيه هو، هل لديها مشكلة عقلية؟
ومع ذلك، على الأقل فإن زي سيلفينيا الذي كانت ترتديه كان دليلاً على مهارتها.
وقفت تانيا مكتوفة الأيدي ومذهولة بينما رفعت الفتاة ذراعيها بسرعة، وهي تلوح بهما وكأنها تقول، 'هذا ليس كل شيء.'
"آه، هذا... كان أحد الأشياء في قائمة أمنياتي. التجول في الثلج حافية القدمين."
"قائمة أمنيات...؟"
"نعم... نظرًا لأنني لم أكن في وضع يسمح لي بفعل مثل هذه الأشياء... كنت دائمًا أنظر من النافذة، وأتخيل كيف كان. إنه أكثر ليونة مما كنت أتصور."
بدت الابتسامة في عينيها مقدسة للغاية. كانت ابتسامة غير مناسبة، بالنظر إلى عمرها. واحدة مليئة بالطيبة والنقاء.
ثم، بينما كانت تنظف قدميها المغطاة بالثلوج، أصبح الجزء السفلي من قدميها أبيضًا مثل الثلج.
قامت تانيا بتنظيف حلقها وهي تقوّم ظهرها. ثم أغمضت عينيها ببطء وهي تتحدث بصوت نقي بهدوء.
"أتساءل عما إذا كان وقتًا مناسبًا في منتصف الامتحان لتبادل التحيات، لكن... أنا الابنة الثانية لعائلة روثستايلور، تانيا. يبدو أننا زملاء في الفصل."
عادةً، عندما تقوم باعطاء هذا القدر من المقدمة، سيكون الشخص الآخر قد اخفض رأسه بالفعل.
سيلفينيا، أرض التعلم. لا يمكنك أن تطلب أن تُعامل بلطف واحترام، ولكن على الأقل ستحاول تجنب أي خطأ قد يسيء إلى الشخص الآخر.
ابتسمت تانيا بالاحرى بأناقة نحو الفتاة. هي وبشكل أكيد بدت بسيطة. كانت تانيا تتطلع سراً إلى رؤيتها تتعرف على اسم روثستايلور وتغيير موقفها لتكون أكثر تهذيباً.
لكن بدلاً من ذلك، كانت الفتاة بالاحرى متحمسة عندما بدأت في التصفيق.
"عائلة روثستايلور!"
كانت متحمسة بشدة لدرجة أنها رفعت صوتها. فجأةً، كما لو أنها أدركت أن صوتها كان مرتفعًا جدًا، غطت فمها بيديها بسرعة.
"أمم، أنا أرى... عائلة روثستايلور... منذ أنني جئت من الحدود... يجب أن أظهر احترامي، صحيح...؟ لذا، أعني..."
"لا بأس. هنا في سيلفينيا، حيث يوجد الكثير من الأشخاص الذين يأتون من عوائل محترمة، إذا كنتِ ستظهرين احترامكِ لي فقط، فسأبدو بالاحرى صعبة الارضاء."
"هل هذا صحيح...؟ أعتقد أن هذا منطقي...! صحيح، هذه سيلفينيا!"
برؤيتها وهي تمسك يديها معًا وتومئ برأسها, بدت بريئة جدًا. حدقت تانيا في الفتاة للحظة قبل أن تومئ برأسها.
لقد انتهت إلى حد ما من تحليل الأمور. قالت الفتاة إنها أتت من الحدود، لذا فإن الشخص الذي يجب أن يأخذ زمام المبادرة في العلاقة هو تانيا.
"اسمي كايلي إكنير. أنا من مدينة صغيرة في الشرق تحت قيادة دوقية تيرين. لا أعرف الكثير عن العالم، لأنني نشأت في مأوى. لذا، في حال ارتكبت أي شيء خاطئ، أعتذر مقدمًا. أنا لست معتادة على مثل هذه الأماكن... "
ثم رفعت تانيا صدرها وهي تستجيب بفخر وكبرياء.
"لا تقلقي. لقد وصلت أنا ايضًا إلى سيلفينيا منذ وقت ليس ببعيد، ولكن منذ أني قد وصلت أولاً، لقد إعتدت بالفعل على هذا المكان."
"حقًا...؟ أنا حقًا لا أعرف أي شيء... أعلم أنني بحاجة إلى معرفة الأشياء، لكن لدي أيضًا حد عندما يتعلق الأمر بذلك..."
"هذا ليس جيدا...!"
تحدثت تانيا بنبرة حازمة.
كما لو كانت تحاضرها، شبكت ذراعيها بإحكام.
"قلتِ أن اسمكِ كان كايلي، صحيح؟ همم... بما أننا زملاء, هل يجب أن أتحدث معكِ بشكل عرضي...؟"
"بالطبع!"
"......"
كما لو كان التحدث بشكل عرضي أمرًا رائعًا، نظرت الفتاة إليها بوجه مشرق.
تسائلت تانيا فقط ما الخطب مع هذه الفتاة، لكنها واصلت.
"هذا المكان ليس مليئًا بالشباب الموهوبين فحسب، بل يوجد أيضًا طلاب يتمتعون بمكانة مرموقة ولا يجب معاملتهم بلا مبالاة. إذا لم تتحققي مسبقًا ولم تكوني حريصة، فقد ينتهي بكِ الأمر في ورطة كبيرة."
"آه، فهمت. أظن أن هذا هو الحال؟"
"قول 'أعتقد' ليس بالفعل الصحيح!"
لم تحب تانيا حقيقة أن كايلي بدت وكأنها لم يكن لديها أي ذرة توتر فيها.
"هل سيتطلب منكِ الأمر التصرف عن غير عمد بشكل قريب من الأميرة أو القديسة ومواجهة العواقب لكي ترجعي إلى رشدكِ؟!"
"هل... هل هذا صحيح...؟"
"من الناحية الفنية، حتى معي... في الواقع، لا أنسي ذلك..."
حتى أمام تانيا، لم يكن عليها أن تتصرف بخفة أو عرضية، لكن تانيا لم ترغب في طرح الأمر وجعلها تشعر وكأنها كانت تضغط عليها بمنصبها الاجتماعي.
على أي حال، كانت هناك إحتمال كبير أن يروا بعضهم البعض كثيرًا.
عند رؤيتها تستمع باهتمام إلى تانيا، التي انتهى بها الأمر واقفة بشكل مستقيم تلقي محاضرة عليها، لم تكن تبدو بهذا السوء.
ومع ذلك، لم يكن هناك شعور بالخطر بداخلها أنه قد ينتهي بها الأمر بمقابلة شخص في مكانة أعلى منها. إذا واصلت حياتها المدرسية وهي تتصرف على هذا النحو، فقد ترتكب يومًا ما خطأ فادحًا.
"ضعي هذا في اعتباركِ. حتى لو ادعت سيلفينيا أن فضيلة التعلم تأتي قبل أي شيء آخر، فهناك أشخاص مشرفون ومحترمون جدًا لدرجة أنهم يستطيعون حتى كسر تلك القاعدة غير المكتوبة... لذا لا تكوني مسترخية جدًا! الشخص الذي سيتأذى في نهاية المطاف هو أنتِ, أنتِ!"
"أرى... سأضع ذلك في الاعتبار. أظن أنكِ كنتِ قلقة للغاية بشأني."
"أنا... أظن أنني كنت قلقة، ولكن..."
شعرت تانيا بالإحباط من رؤية كايلي ما تزال تتصرف بطراوة غريبة جدًا، على الرغم من أنها تحدثت معها للتو بصراحة.
"آنسة تانيا، أنتِ شخص جيد. على الرغم من أننا التقينا للمرة الأولى، أشكركِ على قلقكِ علي... حتى أنكِ قدمتِ لي بعض النصائح الصادقة..."
"سماعكِ تقولين هذا أمر محرج... على أي حال، لا ينبغي أن نفعل هذا. علينا أن نتوجه إلى الجبل بسرعة! نحن في منتصف الامتحان!"
"هذا صحيح... نحن في منتصف الامتحان الآن..."
كل ما كانت تفعله هو الموافقة والموافقة والموافقة!
لقد التقت بكل أنواع الأشخاص الطيبين، لكنها لم تقابل أبدًا شخصًا مبتهجًا الى هذا الحد.
ربطت تانيا شعرها للحظة وهي تتنهد بشكل ثقيل.
"لكنني لست جشعة بشأن درجاتي... إذا دخلت إلى الفصل (أ)، فسوف ابرز فحسب دون داعِ..."
"هل من المهم أذا كنتي متميزة...؟ إذا لم تكن لديكِ أي رغبة في التعلم، فلماذا أتيتِ إلى سيلفينيا؟"
"بالتأكيد... لدي رغبة في التعلم، لكن... أعتقد أنه سيكون من الأفضل بالنسبة لي إذا صعدت ببطء من القاع، صحيح؟"
"إذا كان هذا ما تعتقدينه، فلا يمكنني إخباركِ بخلاف ذلك..."
شعرت وكأنها إذا أطلقت تنهيدة أخرى، فإنه سيغمى عليها على الأرض.
ثم اعتقدت تانيا بأنها يجب أن تسرع وتغادر لإنهاء الامتحان.
"بما أنني لا أفكر في نفس الشيء... أحتاج إلى الإسراع والتوجه إلى القمة."
"أنا أرى..."
أومأت كايلي برأسها فجأةً وهي تشبك يد تانيا.
"ثم سأذهب معكِ."
"...هاه؟ لكنكِ قلتِ أنكِ لستِ مهتمة بالامتحان."
"حسنًا، هذا صحيح، لكن..."
تردد كايلي قليلا قبل أن تواصل الحديث. ابتلعت اللعاب قبل أن تعترف بكل شيء، كما لو كانت تتقيأ.
"إنها المرة الأولى التي يكون لي فيها صديق بنفس العمر."
"......"
بالتأكيد، عند رؤية الأشياء التي فعلتها الفتاة... بالطبع لن يكون لديها أي أصدقاء!
أجبرت تانيا نفسها على كبح مثل هذه الكلمات القاسية.
"أنا لست مهتمة بالامتحان، لكن... سأساعد الآنسة تانيا في امتحانها!"
"......"
"وبالتالي ستصبح علاقتنا أكثر تميزًا وقربًا، أليس كذلك...؟"
ما هو عدد المهارات الاجتماعية التي كانت تفتقر إليها تلك الفتاة لمحاولة تكوين صداقة كهذه؟
منذ أن بدت الفكرة نفسها متعبة، ارتجفت تانيا. لفترة من الوقت، حدقت تانيا بشكل مباشر في كايلي.
فقط كيف يمكنها الاستمرار في التصرف بطريقة ودية وخالية من الهموم، مع العلم أن الشخص الذي كان أمامها هي الابنة الموقرة لعائلة روثستايلور؟
فكرت في تذكيرها بالاختلاف في وضعهم الاجتماعي، لكن... الجو الطري الغريب من حولها منعها من فعل هكذا شيء.
بدأت تعتقد أن الفتاة كانت مثيرة للشفقة من جوانب مختلفة، لذا على الاقل يجب أن تكون لطيفة معها.
على أي حال، كانت بالفعل شخصًا غريبًا.
* * *
بالنظر إلى أن محتويات امتحان تحديد الفصل كانت واضحة جدًا، كان الحد الزمني واضحًا أيضًا.
كان السبب الرئيسي هو أن الأستاذة المساعدة كليوه أرادت إنهاء كل شيء بسرعة. ومع ذلك، لن يعرف الطلاب هذا أبدًا.
لقد مر ما يقرب من ساعة منذ بدء الامتحان، ولم يكن هناك ما يشير إلى أن أي طالب كان يسير في أي مكان بالقرب من المذبح في القمة.
ابتلع كليفيوس لعابه.
بهذا المعدل، أعتقد أنني سأحتاج فقط الى الوقوف هنا قليلاً، ثم يمكنني العودة...
كان هذا ما يأمله، لكن...
"كيوغغك، آغغك. ا-اعتقدت أنني سأموت."
"وااااك! لقد وصلوا أخيرًا الى هنا!"
كان طالب السنة الأولى الذي اجتاز العديد من العناصر السحرية والتي تم تثبيتها في منتصف الطريق الى أعلى الجبل أول من وصل إلى مدخل المذبح حاليًا.
كان الصبي ذو الشعر القصير المحمر، أصغر من الذكر العادي، يرتدي نظارات صغيرة على طرف أنفه.
إيغ، خليفة مرتزقة لوكين. لقد كان فتى يمكن اعتباره ساحرًا رفيع المستوى ضمن طلاب السنة الأولى في قسم السحر...
"فـ-فقط مت...!!!"
"كيـــــــــــــــــغك!"
أمسك كليفيوس المرعوب بغمده وهو يركض نحو الصبي الذي بدأ يصرخ بشكل مروع قبل أن يغمى عليه كما هو.
لقد نجا للتو من الاطياف لكن أغمي عليه بالفعل.
"هااه... هااه... هااه..."
بالطبع، لم يهاجم كليفيوس أيًا من اعضاءه الحيوية أو يوجه له ضربة قاتلة، ولكن بالنسبة لطالب السنة الأولى الذي استنفد نفسه للاضطرار للتعامل مع الاطياف، كانت بالاحرى ضربة قوية.
مع إيغ فاقدًا للوعي أمامه... ارتجف كليفيوس، وهو يتنفس بصعوبة.
"آآه... تبًا... مخيف جدًا... لماذا هو فجأةً...؟ قفزت للتو و... بجدية... هااه... هااه... هااه..."
على الرغم من أن الأمر كان محزنًا، إلا أن إيغ لم يكن مذنباً بارتكاب أي جريمة كبيرة، لكنه تعرض للضرب بشكل مفاجئ.
لقد كان مجرد وجوده في ذلك المكان والوقت لوحده خطيئة.
"هـ- هذا أمر مثير للدهشة...؟"
بدأ يعتقد أنه ربما لم يكن من الصواب هزيمة الطلاب فجأةً والذين جاءوا بهكذا كمين.
من وجهة نظر الطالب، كان الأمر غير عادل بشدة، ولكن... بعد ذلك بدأ يعتقد أنه ربما وضعهم في مثل هذا الموقف المفاجئ سيختبر قدرتهم على التكيف بسرعة.
في الواقع، كانت حقيقة أن لقب كونك عضوًا في الفصل (أ) في سيلفينيا لم يكن شيئًا يجب الحصول عليه بهذه السهولة. عندما فكر في طلاب السنة الثانية الحاليين في الفصل (أ)، بغض النظر عن هويتهم، سيكونون قادرين على التعامل مع هذا بسهولة.
بمثل هذا الانتصار العقلي، شد كليفيوس قبضته.
الأمر لئيم بعض الشيء ولكن...! الأمر جبان وغير لائق ومثير للشفقة ولكن...! ماذا يمكن لأي شخص أن يفعل حيال ذلك...! دعنا فقط نستمر بفعل ذلك...!
بوووووووووووووووووووم!!
ومع ذلك، على الرغم مما كان كليفيوس يتوقعه، جاء هدير عالي من المدخل الشمالي للمذبح.
المدخل الشمالي الذي تحرسه أنيس... كان مفتوحًا.