[كليفيوس.

قد يكون مقدرًا لي أن أعيش في الحضيض لبقية حياتي. ليس من العدل أن أقول ببساطة إنه خطأ كياني كونه قد ولد بهذه الطريقة، لكن من الأفضل عدم المقاومة.

حتى لو لم تكن تنوي ذلك، فأن الدماء التي تلطخ يدي لن تتلاشى.

بصفتي والدك، فأنا أشعر بالبؤس.

أنا متأكد من أنه في يوم من الأيام سيكون لديك مستقبل مشرق. المحنة التي تمر بها الآن مؤقتة... هذا ما أريد قوله. أريد أن أمنحك الأمل، بالقول إنه من الممكن التغلب على أي شيء.

لكن إذا عزيتك بهذه الأكاذيب، فلن يكون ذلك أكثر من محاولة لتجنب الواقع.

وبالتالي، ليس لدي خيار سوى التحدث معك بصدق.

من المحتمل أن تعيش حياة كئيبة وبائسة. في أحيان كثيرة، لن تكافأ جهودك.

سيكون هناك مرات كثيرة ستعيش فيها في الظلام تحت الأرض، وتتوق إلى مجرد شعاع من ضوء الشمس لينير خلاله.

ومع ذلك، يا كليفيوس، أنا أعتقد أن حياة بدون ضوء تستحق العيش أيضًا. حتى عند العيش في كهف لا نهاية له، أعتقد أنه من الممكن العثور على معنى.

أنا لا أقول هذه الأشياء اللطيفة لمواساتك. أعتقد أنه بالتأكيد سيأتي الوقت الذي ستفهم فيه ما أحاول إخبارك به.

بينما تعيش، أنا متأكد من أنه ستكون هناك أوقات ستشعر فيها بالاستياء من حقيقة أنك ولدت بهذه الدماء.

ستلتقي أيضًا بالعديد من الأشخاص الذين يعيشون حياة مشرقة ومبهرة مقارنة بحياتك البائسة.

وبطبيعة الحال، فسوف تشعر بالبؤس. حارب قلبك، الذي قد يعتقد أن ذلك غير عادل ومحبط.

لماذا علي الاستمرار في العيش؟ فقط ما هو الهدف من هكذا نوع من الحياة...؟ تخلص من هذه الأفكار العاطفية.

طالما تستمر في العيش ورأسك مرفوع، فسيجد ذلك المعنى طريقه إليك لاحقًا.

أنا آسف أن هذا كل ما يمكنني إخبارك به. ولكن مع ذلك، أنا حقًا أؤمن بهذا.

في حياتك، وبشكل أكيد، لابد أن هناك معنى.]

* * *

"إ-إنها هزيمتي..."

"عمل جيد."

بعد كسر الحجر السحري الذي أحضره الطالب، لوحت الوداع تجاه الطلاب الاصغر مني والذين لم أكن أعرف اسمهم.

ثم جلست على المذبح لأخذ قسط من الراحة. كان جسدي بأكمله يتألم، لأن فعل كل ذلك لم يكن بالمهمة السهلة.

مع هذا، أصبحوا أربعة طلاب. كان الوقت المتبقي لامتحان تحديد الفصل يقترب من نهايته، حيث كان عدد الطلاب الذين وصلوا إلى المذبح أقل مما كنت أتوقع.

أول طالب وصل كان الأصعب فيهم، جوزيف. بصراحة، لقد استحق النجاح. حقيقة أنه قد اجتاز الأطياف بسرعة كبيرة دون أي مشاكل تعني أنه كان أكثر من قادر.

كان من الطبيعي أنه كلما كافح الطالب خلال العملية للوصول إلى هذه النقطة، فإن مهاراته العملية ستنخفض أيضًا. في الواقع، حقيقة أنه كان بإمكانه فعل كل ذلك بينما لا يزال طالبًا جديدًا كان امرًا مذهلًا للغاية.

ولكن يبدو أن معظم الطلاب الجدد الذين أتوا بعد جوزيف قد أوقفتهم أنيس أو كليفيوس. كان من الصعب بعض الشيء مواجهتهم لطالبة سنة ثالثة قريبًا والتي هي طالبة شرفية في قسم السحر أو أعلى طالب في قسم القتال للسنة الثانية قريبًا بعد أن أصبحوا مرهقين تمامًا من تسلق الجبل.

بالفعل، تم طرد معظم الطلاب من قبل هذين الاثنين بينما استخدمت الغالبية من البقية سحر المراوغة لتخطيهم أو سحر التخفي للتسلل عبرهم.

بدلاً من القتال وجهاً لوجه، كانوا طلابًا يستخدمون الحيل.

في الواقع، كانت طريقة تفكيرهم مرنة وغير تقليدية، وهو أمر يستحق الثناء. لكن في النهاية، كان عليهم أن يظهروا أنفسهم أمام المذبح، لذلك انتهى بي الأمر بمنعهم جميعًا.

"فيوو..."

بصرف النظر عن واد، ابن القائد العسكري للحدود الشمالية، كان معظم طلاب السنة الأولى على نفس المستوى إلى حد كبير. لكن هذا الشخص، كان جزءًا من قسم القتال، وليس قسم السحر.

بالطبع، كان هناك عباقرة برزوا عند مقارنتهم بمتوسط عامهم مثل جوزيف وإيغ.

ولكن بالمقارنة مع طلاب السنة الثانية القادمة، أو ما يسمى بـ 'جيل بطل الرواية'... كانت الحقيقة هي أن كمية المواهب كانت صغيرة نوعًا ما. برغم ذلك، كان هذا الجيل معجزة ولم يكن يعني ذلك على الإطلاق أن الطلاب الوافدين الحاليين كانوا في مستوى منخفض.

"كان الامتحان أبسط مما تصورت."

كان الامتحان يقترب من نهايته. جلست بصبر على المذبح وأنا أتنهد بعمق.

لم يكن امتحان تحديد الفصل للطلاب الجدد عبارة عن قصة رئيسية في <سياف سيلفينيا الفاشل>.

من وجهة نظر جيل بطل الرواية، كانت الأخبار المتعلقة بالحدث فقط في المستوى الذي ستفكر فيه 'أوه، لقد حدث شيء من هذا القبيل.'

لذلك، من وجهة نظري، كان هناك العديد من الأجزاء المتعلقة بكيفية تقدم الامتحان والتي لم أستطع التنبؤ بها. كان من الصعب للغاية فهم كل التفاصيل بشكل كامل.

ومع ذلك، كان لا يزال هناك شيء واحد كنت أتسأل عنه.

الأستاذة المساعدة كليوه، التي فقدت عقلها، وفشلت في السيطرة على مستوى الصعوبة. وبسبب ذلك، لم يتم قبول أي من الطلاب في الفصل (أ).

من بين جميع الطلاب الجدد، نظرًا لصعوبة الامتحان، كيف لم يتمكن حتى طالب واحد من اجتياز الاختبار؟

حتى واد، الذي سيحتل منصبه كأعلى طالب بين الطلاب الجدد، لم يستطع ضمان فوزه.

مهما كان ما خرج من أقراص الاطياف الأرجوانية، فلابد أن لديه القدرة على هزيمته بطريقة ما... لذا، كان من الغريب أنه حتى هو لم يتمكن من الوصول إلى الفصل (أ).

"...ربما لم يرغبوا في التميز عن البقية."

في الواقع، كان هذا قريبًا من الإجابة.

جلست على المذبح وأنا ألتقط أنفاسي وأنظر إلى السماء المفتوحة. لقد أعددت كل أنواع الأشياء، لكن أعتقد أنه لم يكن هناك فائدة منها.

جلست بهدوء على أمل أن ينتهي الامتحان على هذا النحو.

* * *

أقدم ذكرى لـ كلاريس كقديسة جاءت عندما عمدت بيتيس مارغريف من إمبراطورية كرويل.

بينما كانت ما تزال مجرد فتاة صغيرة، رسمت الصليب المقدس بيدها، وهو مبلل بالماء المقدس وضعت قطعة قماش حمراء من الحرير ترمز إلى خادم الاله على كتف مارغريف. كانت صورة مارغريف، الذي بدى كما لو أنه كان الأكثر تشرفًا ورأسه منحني، قد حفرت في ذهن الفتاة.

ومن ثم الفيسكونت صلاح, والذي حمى بحيرة سال.

وبعد ذلك، رئيس عائلة روثستايلور، الدوق كريبن.

على الرغم من أنها كانت تدعى فتاة، إلا أن كلاريس كانت في الواقع أقرب الى طفلة. صورة كريبن راكعًا أمام مثل هذه الفتاة، يظهر احترامه... على الرغم من مرور الكثير من الوقت منذ ذلك الحين، تذكرت كلاريس تلك اللحظة بوضوح.

من بين جميع الدوقات، كان هو الوحيد الذي لم يتعمد بعد من قبل جماعة تيلوس الدينية. لذلك، كانت كلاريس قلقة من أنه قد يكون لديه بعض العداء تجاههم. كان دعمه المفاجئ لجماعة تيلوس الدينية قد ترك بعض الناس متشككين ومرتابين.

ومع ذلك، فإن مظهره في مراسيم التعميد كان وبشكل غير متوقع مظهر الحاكم المثالي بحد ذاته.

شخص طيب ونبيل وحكيم ومتفهم.

لم يكن كريبن فقط، ولكن الأسرة والخدم الذين أحضرهم معه كانوا يفيضون بالنبل. ثم بعدها فهمت كلاريس 'ذلك كان أرستقراطيًا حقيقيًا لائقًا.'

من بينهم، كانت هناك وريثة العائلة، التي أظهرت دائمًا أناقة بابتسامتها الجميلة. جلست أروين روثستايلور في المقعد المخصص لضيوف الشرف.

كان هذا هو الرقي الذي أتى من ابنة موقرة. عند رؤيتها لم تستطع إلا أن تفكر في ذلك.

سيمتلك أعلى دوق في الإمبراطورية أناقة في كل شيء. بالنسبة لكلاريس الصغيرة، بدا كل ذلك غير مألوف لها.

كان جميع أفراد عائلة روثستايلور أنيقين ومتفهمين إلى حد كبير. بشكل أكيد، إذا نشأت في مثل هذه البيئة، فلا يمكنك إلا أن تكون نفس الشيء.

لقد كان شخصًا يمكنه بالتأكيد التغلب على أي مصاعب.

قبل أن تدرك ذلك، كانت كلاريس قد شكلت فكرة مسبقة.

"هااه... هوف..."

كانت تانيا ترتجف، بالكاد تمكنت من الوقوف بشكل مستقيم وهي تتنفس بشدة.

في منتصف الطريق إلى أعلى الجبل، كان هناك فخ 'القرص الطيفي'. بمجرد اقترابك من المنطقة المجاورة له، ستفقد عقلك وتسقط في الفخ السحري. ستضطر للقتال ضد عدو وهمي.

بالطبع، كان هذا مجرد امتحان، لذا لن تتعرض للإصابة في الواقع.

ولكن بالنسبة لطالب جديد ليس لديه خبرة قتالية مناسبة للتعامل مع مختلف الوحوش والحيوانات البرية، حتى لو كان مجرد طيف، فقد كان لا يزال هجوم ذهني كبير.

هكذا كان الحال مع تانيا.

"هااه... هااه..."

وقفت تانيا متكئة على شجرة قريبة وهي تمسح العرق البارد من جسدها.

إذا كانت قد ارتكبت أي خطأ، لكان الطيف قد طعنها بالنصل. لو لم تستخدم نصل الرياح بسرعة لهزيمة العفريت، لكان هناك ثقب في معدتها.

بالطبع لن تشعر بأي ألم ولن تتأذى، لكن... ساقاها كانتا ترتعشان.

وبينما هم يقتربون من القمة، قامت جميع أنواع الأطياف بالهجمات المفاجئة على ذهن تانيا.

لم يكن ذلك لمرة أو مرتين فقط، بل حدث ذلك بالفعل لعدة مرات. كانت أظافرها قد توغلت في جلدها من كل تلك القتالات، حتى أنها تعرضت للطعن عدة مرات.

كلما حدث ذلك، شعرت كما لو أن حيويتها قد استنزفت بشكل كبير. الآن حتى مجرد صعود التل لم يكن بالشيء السهل. كانت أيضًا مشغولة عقليًا.

"هنا، انظري إلى هذا. أكواز صنوبر!"

"إنه لأمر مدهش أن شيئًا صغيرًا جدًا يمكن أن يُزرع في الأرض ويصبح كمثل هذه الشجرة الكبيرة!"

"واو! انظري. الأوراق هنا وهناك لها لون مختلف قليلاً. ربما لأن كمية الشمس التي تتلقاها مختلفة؟"

"أتساءل عما إذا كان هذا الفطر صالحًا للأكل. همم..."

ومع ذلك، مع عدم تأكدها مما إذا كان الشخص الذي يمشي مع تانيا على علم بحالتها الحالية أم لا، فقد ظلت تنظر حولها بحماس كما لو كانت في نزهة.

مع كل أجهزة الأطياف والسحر المثبت، فقط كيف يمكن لتلك الفتاة أن تركض في الأرجاء وهي متحمسة للغاية؟

في المقام الأول، نظرًا لأنها تبدو بصحة جيدة تمامًا، لا يبدو أن العناصر السحرية لها أي تأثير كبير على الفتاة.

اعتقدت تانيا أن ذلك كان شيئًا غريبًا، ألقت نظرة على كايلي، لكن لم تكن هناك عليها أي علامات على شيء مثل سحر دفاعي.

"كيف أقول ذلك.. لدي بنية فريدة."

"بنية؟"

برؤية تانيا فضولية، ابتسمت كايلي وهي تتحدث بشكل غامض.

"شرحه بالتفصيل أمر معقد... أيضًا، لم يتبق الكثير من الوقت على الاختبار، صحيح؟ انظري هناك، لم يعد هناك الكثير للوصول الى القمة. أولاً، دعينا نذهب وننهي هذا الامتحان!"

نظرت تانيا نحو كايلي بعيون غائرة.

حتى اقتربهم من القمة، وتسلقهم لمنتصف الطريق الى أعلى التل، كل ما فعلته كايلي كان النظر حولها بحماس مثل طفل في نزهة.

على الرغم من أنها قالت إنها ستساعد في الامتحان، الا انها لم تفعل شيئًا سوى المشي حول الجبل.

"أنتِ أيضًا رائعة، تانيا... في الحقيقة، نظرًا لأن الامتحان صعب للغاية، فلا بأس حقًا من الاستسلام في منتصف الطريق... وأنا متأكدة من أن هناك الكثير من الطلاب الذين استسلموا، لذا لم يتبقى هناك الكثير ممن يجرون الامتحان."

"هذا صحيح، لكن... أنا أريد حقًا الدخول إلى الفصل (أ)..."

نظفت تانيا تنورتها وهي تقف وتقوم بتوسيع كتفيها مرة اخرى.

"ليس هناك باليد حيلة إذا لم أكن جيدة بما فيه الكفاية. ولكن حتى ذلك الحين، لا يزال يتعين علي أن أفعل كل ما في وسعي! سيكون الاستسلام أمرًا محرجًا للغاية!"

"هل هذا صحيح؟ حتى لو لم تدخلي الى الفصل (أ)... فأنتِ ما تزالين جميلة جدًا ومشرفة. أنتِ طيبة القلب، ولديكِ مهاراتكِ الخاصة في السحر."

"عجبًا، لذا فأنتِ تعرفين كيف تمدحين. أنا أقدر ذلك، لكنني ما زلت غير راضية عن ذلك."

أخذت تانيا نفسا عميقا وهي تتحدث بفخر.

"اللحظة التي تفقد فيها الرغبة للتقدم، هي اللحظة التي تتوقف فيها تمامًا كشخص...!"

"هـ-هل هذا صحيح...؟!"

"كايلي، قد لا تعرفين هذا بما أنكِ من الحدود، ولكن أولئك الذين يتمتعون بمكانة أعلى، هناك مسؤولية وعبء تأتي معها!"

بدأت عينا كايلي تلمعان وهي تشبك يديها وتومئ برأسها. شعرت تانيا بأحساس غير مألوف بالرضا.

في الواقع... لكونها الابنة الموقرة الشريرة، فقد كان لديها أيضًا نصيبها من التابعين.

على الرغم من أن تانيا لم تفعل شيئًا مميزًا، كأبنة موقرة فأن الفتيات الأخريات كن يحومن حولها دائمًا، ويتفقن كأنهن عصابة.

اعتقدت تانيا أنه ليس من الصواب أنها متحمسة هكذا بشكل صارخ دون أي سبب وجيه. ولكن في نفس الوقت، كان لا يزال ذلك شعورًا جيدًا لها برغم ذلك...!

مظهر التقدير والإعجاب تجاهها والذي جعلها تبدو شخصًا رائعًا... لم يكن ذلك بالسوء الذي تصورته...!

"بالطبع...! ما تقولينه صحيح تمامًا...!"

"همف..."

لقد كان الأمر أكثر فتكًا لأن تانيا كانت لديها رغبة قوية في أن يتم الاعتراف بها. كايلي إكنير... ردود أفعالها كانت ممتازة بشكل خاص...!

رد فعل قوي جاء من 'الصدق'. كانت كايلي متعاطفة بصدق مع خطاب تانيا طويل الأمد عن المكانة العالية وثقل المسؤولية.

...'متعاطفة'؟

لفترة وجيزة شعرت تانيا أن هناك خطأ ما. لكن الامتحان الجاري أمامها كان أكثر أهمية من ذلك.

"أظن أنه من المهم حقًا أن يبذل الشخص قصارى جهده في كل شيء. أعتقد أن رؤيتكِ تعملين بجد بهذا الشكل، قد جعلني أشعر بالحماس!"

"حسنًا! يجب أن تبذلي قصارى جهدكِ دائمًا في كل شيء، ولا تعيشي حياة عبثية، حتى تتمكني بشكل طبيعي من اكتساب مكانة...!"

"كما هو متوقع، الأشخاص من عائلة روثستايلور جميعهم مجتهدون وعميقوا الفكر!"

بعد أن شدت قبضتيها، ورمتهما نحو الهواء باتجاه تانيا، أومأت كايلي برأسها في اتفاق. ثم، عندما كانت تانيا على وشك أن تصبح فخورة لأنها أظهرت مرة أخرى المكانة العالية التي تتمتع بها عائلة روثستايلور...

"أنتِ حتى لا ترينني كإنسان في المقام الأول، أليس كذلك؟"

"إذن، ما الذي ستفعلينه؟ ما الذي يمكنكِ فعله؟ هل ستحاولين قتلي؟ لقد تركتنا أختنا أروين مسبقًا، لذلك بمجرد وفاتي ستحلين مكاني كخليفة."

"حسنًا، ثم حاول طعني. حسنًا، هذا خنجر احتفالي. ضعيه الآن مباشرة في صدري. هنا، هكذا تمامًا... سأضعه في يدكِ."

"...لسنا جميعًا على هذا النحو."

"عفوًا؟"

ما تزال تانيا في خضم الارتباك.

كان مظهر إد في المخيم كما لو أنه قد فتح صفحة جديدة بالكامل، لكن... ما زالت غير مقتنعة بأنه لم يكن كما كان وهو صغير.

ما زال الرعب المطبوع فيها موجودًا في ركن من أركان قلب تانيا.

إد روثستايلور كان الأسوأ ضمن الأسوأ. من المستحيل لمثل هذا الشخص أن يغير قلبه بتلك السهولة... هذه القناعة لن تختفي بهذه السهولة.

"لسنا جميعًا هكذا. بغض النظر عن مقدار القوة التي قد تمتلكها العائلة، بعد عدة سنوات من التواجد، فمن المحتم أن حتى قطعة من الفضلات... وغد سخيف غير معقول سيتواجد..."

"...إذن... من هو...؟"

لم تستطع كايلي إنهاء جملتها لأن نبرة صوت تانيا انخفضت.

ربما لأنها ألقت اللوم على نفسها على الحالة المزاجية الكئيبة حيث غيرت كايلي موضوع المحادثة بتردد.

"عـ-على أي حال، إذا كان هذا ما تعتقدينه، آنسة تانيا، فسأبذل قصارى جهدي لمساعدتكِ جسديًا وذهنيًا! دعونا نصل بفخر إلى الفصل (أ)!"

برؤية قبضتها مشدودة، سرعان ما هتفت كايلي لها، خوفًا من أنه ربما صديقتها الأولى والتي كانت في نفس عمرها قد تعرضت للإهانة.

"أنا... أنا أقدر دعمكِ، لكن ماذا تقصدين بأنكِ ستساعديني؟"

"آه... على الرغم من أنني أبدو هكذا... لدي خاصية معينة. بمجرد رؤيتها، ستندهشين بشدة. ولكن هناك أوقات... عندما لا أستطيع التحكم فيها كما أرغب..."

فقط ما الذي كان مثيرًا للغاية بالنسبة لكايلي لتبتسم هكذا؟ تركت تانيا تنهيدة عابرة فقط.

* * *

"لكن زيغ... لماذا حتى انضممت إلى قسم السحر؟ على الرغم من أنني جزء من قسم السحر، فمن المؤسف أن تتبعني، بالنظر إلى كل مواهبك الأخرى."

الى جانب الأراضي العشبية الشمالية للإمبراطورية، كانت بارونية إصلان أرضًا للعلوم الاثرية والتي أنتجت العديد من المؤرخين.

لهذا السبب، على الرغم من أنها كانت منطقة صغيرة نسبيًا، إلا أنها كانت تتمتع بمكانتها الخاصة بين الأرستقراطيين.

أمينة المكتبة إلكا إصلان، والتي تربطها علاقة طويلة بزيغ أصبحت عمليًا بمثابة رفيقة حياة الآن، كانت تنظر من نافذة العربة المهتزة.

جاءوا بعيدًا جدًا عن جزيرة آكين، التي كانت تقع في الجزء الجنوبي الغربي من القارة. لقد كانت سعيدة بالفعل، وهي تفكر في رؤية وجوه عائلتها أخيرًا وآثارها الموجودة في المنزل بعد كل هذا الوقت الطويل.

جلس 'رمح الطبيعة' زيغ على الجانب الآخر من الفتاة. يمضغ بعض الوجبات الخفيفة بهدوء، امال رأسه وهو ينظر نحو إلكا.

بعد أن شعرت بالملل من الرحلة الطويلة، تحدثت حول هذا وذاك، لكن الموضوع كان غير متوقع ومفاجئ.

كان زيغ شخصًا ذو خبرة في كل المجالات.

كان يعرف كيفية استخدام السيوف ذو اليد واحدة، والسيوف الكبيرة، والرماح الطويلة، والرماح القصيرة، ومشابك اليد، والقوس، والأدوات الحادة، وكان بالفعل على وشك إتقان السحر المتوسط. كانت معرفته بالخيمياء رائعة أيضًا، لدرجة أنه في مجالات معينة كان لديه معرفة أكثر حتى من طلاب الخيمياء.

بالإضافة إلى ذلك، معظمها كانت 'معرفة تطبيقية'. ولأن معرفته تجاوزت المستوى الأكاديمي، فقد كان لها معنى أعظم بكثير.

لقد كان 'فردًا مثاليًا' سيحصل على أعلى الدرجات بغض النظر عما يفعله.

"لماذا تطرحين هذا فجأةً؟"

"إذا ذهبت إلى قسم القتال أو الخيمياء، فستكون أعلى طالب. أشعر بالسوء قليلاً، لأنه يبدو وكأنك قد تخليت عن كل تلك الفوائد بسببي."

ومع ذلك، في قسم السحر كان هناك وحش نادر يجلس في القمة.

كانت لوسي ماريل جدارًا ضخمًا لا يمكن مواجهته، بغض النظر عن قدرتك أو معرفتك.

نظرًا لأن مزاجها كسول ولم تفعل الكثير، فقد يُنظر إليها على أنها جثة قامت باللعب في جميع أنحاء الحرم الجامعي. ولكن إذا صممت على ذلك، فيمكنها أن تصبح أفضل طالبة في التاريخ، متجاوزةً لقب كونها الأفضل في مرحلتها.

بطريقة مسترخية، نظر زيغ إلى إلكا، التي كانت تنظر إليه بتردد. ثم بدأ يضحك، عند رؤية إلكا قلقة كثيرًا حيال ذلك.

"أنا لا أعطي شيء من هذا القبيل أي قيمة. لا بأس، إلكا. لذا لا تقلقي كثيرًا."

ثم أضاف زيغ.

"ولست متأكدًا حيال قسم الخيمياء، ولكن... في المقام الأول، لم أكن لأتمكن من أن أصبح الطالب الأعلى في قسم القتال."

* * *

بينما يتنفس بصعوبة، بدأت اليد التي كانت تمسك بسيفه ترتجف.

كان كليفيوس يعرف ذلك بالفعل. لم يعد بإمكانه أن يصبح 'متوحشًا' وهو يحمل السيف كما كان في الماضي.

الوحش الذي تخلص من نفسه، الآن بغض النظر عما يفعل فلن يعود أبدًا.

كل ما تبقى هو الخوف من تقطيع الناس المحفور في قلبه، والذي كان سبب غثيانه.

كان كليفيوس يحرس المدخل الجنوبي للمذبح.

لم يشق أي طالب جديد طريقه عبر المدخل الجنوبي.

"آه... تبًا... هاا... فيوو... هااه..."

عشرون طالبًا، انتهى بهم الأمر جميعًا بفقدان حجرهم السحري بسبب هجوم سيف كليفيوس وطاروا للخلف بسبب الرياح الناتجة من السيف نفسه.

ارتجف الطلاب الجدد الذين علقوا في شجرة قريبة من الخوف. بدا الأمر كما لو أنهم مقتوا الاختلاف الكبير في القوة.

ولكن، كان الأمر نفسه بالنسبة لكليفيوس, والذي كان يرتجف.

"حقًا... إذا كنت ستفعل ذلك... فلا تأتي إلي... من فضلك..."

بعد مسح عرقه البارد، الذي كان يتصبب بشكل شديد، خفف كليفيوس قبضته على سيفه. لقد مر وقت طويل منذ أن قاتل لهكذا فترة طويلة.

لقد أعاد له استخدام السيف ذكريات سيئة. بعد ذلك، فقد تركيزه، لكنه ما يزال يتذكره بوضوح. ظل شعور تقطيع اللحم البشري على اصابع يده.

تدحرج سيفه على الأرض. وضرب المقبض إصبع قدم كليفيوس.

"أغكـــــك-!!!"

عندما فقد كليفيوس كل القوة في ساقيه، جلس على الأرض.

"هااا... هااا... هااا... جديًا... كيف حدث هذا... هذا صحيح. إد... إد روثستايلور...! الوغد اللعين...!!!"

كان إد في المقام الاول هو من ابتكر الفكرة.

على الرغم من أن كليفيوس كان الشخص الذي حوصر في الجو ولم يستطع الرفض، إلا أنه في كل الاحوال لا يزال بحاجة إلى شخص يلومه.

فجأةً، بدأ كليفيوس في الاستسلام للشر الموجود في نفسه البائسة.

شخص كئيب ومرعب.

شخص لم يستطع التغلب على دمائه الطبيعية والصدمة التي نتجت عنها. شخص لا يستطيع قول أي شيء إيجابي، ولكن بدلاً من ذلك يمكنه فقط الشكوى وقول الأشياء البغيضة.

مجرد النظر إلى مظهره الأشعث والغائر جعله يشعر بالاكتئاب.

طفل غير ناضج. قاتل. نصل شيطاني. وصمة عار على العائلة. عيب. مشوه.

بعد أن أصبح مخدرًا لجميع الألفاظ البذيئة التي كان يحملها، تمكن من الفرار إلى سيلفينيا. ومع ذلك، بقي الأمر نفسه هنا.

إذا كنت سأعيش حياة بائسة جدًا هكذا حتى اليوم الذي أموت فيه، فما الفائدة من العيش؟

"يا إلهي، يبدو أنه لا تزال هناك عقبات يتعين علينا اجتيازها."

لقد ظن أن الامتحان اوشك على الانتهاء، ولكن بقي عدد قليل من الزوار.

كانت تلك هي النقطة التي توقفت عندها العناصر السحرية الطيفية. عند مدخل المذبح، وقفت فتاتان على مسافة بعيدة، محدقتين في كليفيوس.

كانت إحدى الفتيات قد أبقت بشكل جيد شعرها الأشقر نازلًا اسفل ظهرها. كانت الأخرى فتاة ذات شعر بني نزل حتى خصرها، وبدت لها هالة طيبة ودافئة بشكل غريب.

لم يكن يعرف من تكون، لكنه كان يعرف الفتاة الأخرى. الابنة الموقرة لعائلة روثستايلور، التي شاركت في هذا الامتحان.

"حسنًا... هااه... أنا متعب قليلاً، برغم ذلك..."

كان كليفيوس نورتوندال إنسانًا يعيش في الظل.

من المحتمل أن يقضي حياته كلها في المجاري.

ماذا عن تانيا روثستايلور؟ داخل تلك العائلة المرموقة، كانت ستعيش حياة مجيدة ومشرقة بشكل لائق، وتتلقى استحسان من حولها.

بالتفكير في نوع الحياة التي سيعيشها الاثنان حتى يوم وفاتهما، امكنه الشعور مرة أخرى بالفرق بينهما بينما يخرج الشر.

ثم التقط كليفيوس سيفه مرة أخرى.

الدم الملعون، الإهمال من أهله، حياة لا يلمع فيها ولو لمرة حتى يوم وفاته.

لم يعد يشعر بأي شيء تجاه كلام والده، كلمات من رجل كان وبشكل عديم المسؤولية مقتنعًا بأنه حتى حياته كان لها معنى.

"أنا آسف، لكنني... لست... في أفضل مزاج..."

بعد أن أخذ نفسا عميقا، قام من مقعده.

وهو يشد اسنانه، السيف الذي سحبه كانت له طاقة حمراء تغطيه. خلق هواء الشتاء البارد بخارًا حول فمه. حدق بغضب تجاه تانيا وكايلي.

"سأنهي هذا بسرعة."

انفجار!

"أوه، يا إلهي... هل كانت هذه التعويذة السحرية المقدسة قوية جدًا...؟ هـ-هل أنت بخير...؟! لـ-لا يوجد كسر في أي مكان، صحيح؟! أمم... أظن أنه لا ينبغي علي استخدام السحر المقدس الذي لست معتادة عليه...!"

فقد كليفيوس وعيه نتيجة صدمة مجهولة جاءت من خلفه.

الآن معلقًا من شجرة قريبة، لم يستطع كليفيوس حتى معرفة ما الذي أصيب به.

ومع ذلك، لم يسمع سوى الصوت المفاجئ للفتاة ذات الشعر البني.

بعد أن أغلق جفونه، أظلم العالم.

قبل أن يفقد وعيه مباشرة، رثى كليفيوس على نفسه.

كان الظلام شديدًا، لذا لم يكن هنالك ضوء في حياته.

حياة بلا قيمة. كان هذا بائسًا.

* * *

كان الضوء من مذبح البدائل يتلاشى.

الشمس، التي تطفو عالياً في السماء، كانت تختفي ببطء.

عشرون دقيقة قبل نهاية الامتحان.

في الوقت الذي كان على وشك الانتهاء قريبًا. معظم الطلاب قد تم هزيمتهم أو استسلموا عن الامتحان.

في الواقع، كانت الصورة الكبرى للامتحان تقترب بالفعل من نهايتها.

جلس إد على المذبح، محدقًا في الاثنين. ربما آخر زائرين في هذا اليوم.

ابتلعت تانيا أنفاسها. لقد كان وجهًا مألوفًا.

ذات مرة سبب للخوف، ثم سبب للكراهية، والآن سبب لا يمكن اختصاره بكلمة واحدة.

وهو جالس على المذبح, بدا إد روثستايلور وكأنه حطام. كانت هناك آثار لعدة معارك شرسة خاضها.

جالسًا على المذبح أمام شاهد القبر، الذي كانت تنبعث منه هالة، زفر ببطء أنفاسًا صغيرة اختفت في الهواء.

لقد بدا بالاحرى مرهقًا، لذلك أدركت تانيا أن الوضع الآن مواتٍ لهم بالكامل.

"أخي الكبير... أفترض أنك آخر جزء من الامتحان."

"لن أقول الكثير. فقط سلموا أحجاركم السحرية."

وقف من على المذبح وهو مرتاح اثناء اخراجه لخنجر.

من ناحية أخرى، فقد كان يستمد القوة السحرية من الحجر السحري.

تميز معظم السحرة من عائلة روثستايلور بعنصري النار والرياح. منذ أنهما جريا في العائلة، كانت تانيا نفس الشيء أيضًا.

ومع ذلك، كان السحر الذي تقدر تانيا على استخدامه ما يزال في المستوى المبتدئ فقط، وكانت البراعة معدومة. كساحر، كانت متوسطة المستوى ضمن الطلاب الجدد.

في المقام الأول، لن تستطيع تانيا الدخول إلى الفصل أ بقدراتها القتالية لوحدها. كل ما كانت تفعله هو بذل قصارى جهدها.

"هل قلتي أخي الكبير... ثم هذا الشخص...؟ هو من عائلة روثستايلور...؟"

نظرت كايلي، التي كانت تقف بجانبها، ذهابًا وإيابًا بين إد وتانيا. ثم، وبينما كانت لا تزال واقفة ومندهشة بالكامل، لفت إنتباهها وجه تانيا الخائف.

الشمس التي تغرب. السماء الحمراء. ينظر إلى الأسفل من المذبح العالي مع خنجر في يد، وحجر سحري في اليد الأخرى.

لا يمكنك حتى رؤية تعابير وجهه لأن الشمس كانت على ظهره. ومع ذلك، فإن النظرة الباردة التي أتت بشكل مبهم من خلال شعره جعلها تدرك أنه كان يحدق بهم مباشرةً.

"لسنا جميعًا هكذا. بغض النظر عن مقدار القوة التي قد تمتلكها العائلة، بعد عدة سنوات من التواجد، فمن المحتم أن حتى قطعة من الفضلات... وغد سخيف غير معقول سيتواجد..."

عندها فقط لاحظت كايلي. لقد كان هو الوغد الفظيع الذي تحدثت عنه تانيا.

لم تكن تعرف نوع الأشياء التي فعلها لـ تانيا، ولكن بالنظر إلى كيف أنها كانت في العادةً واثقة جدًا وأنيقة، ثم فجاةً اصبحت مذعورة جدًا... إلى الدرجة التي بدأت فيها بالاعتقاد أنه ليس شخصًا جيدًا .

أصلحت كايلي وضعيتها وهي تحدق في إد.

كان شعره محروقًا وفظيعًا نتيجة سلسلة من المعارك.

كانت أكمام قميصه مليئة بعلامات حرق، وسرواله مغطى بالغبار والأوساخ، كما لو كان قد تدحرج على الأرض.

يبدو أن الخنجر الذي في يده كان لأغراض احتفالية، ومع ذلك فقد كان عليه آثار استخدامه لفترة طويلة من الزمن من أجل البقاء. تركت حقيقة أن النصل نفسه تم الحفاظ عليه بدقة شديدة انطباعًا قويًا.

كان لدى كايلي خيال غريب عندما يتعلق الأمر بالذكر الأرستقراطي.

لاسيما عندما يتعلق الأمر بعائلة مرموقة مثل عائلة روثستايلور.

مظهر نظيف، وإكسسوارات مطلية بالذهب، وابتسامة لطيفة ومتفهمة، وأناقة تنبعث من كل إيماءة لليد وخطوة يخطوها.

بتخيل أميرها الجذاب الذي ستلتقي به يومًا ما في مكان ما بعد السفر حول العالم... لابد أن يكون رجلًا أرستقراطيًا أنيقًا.

في الواقع، لقد كانت قصة حب من المنطقي لفتاة في سنها أن تمتلك لمرة واحدة على الأقل. كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لكايلي، والتي كانت لديها خبرة قليلة للغاية في رؤية الرجال.

لكن رؤية مظهر شخص يبدو أنه يجسد عكس ذلك تمامًا... شعرت كايلي بالخوف.

بالمعنى الدقيق للكلمة، كان هو بالضبط عكس نوعها المثالي.

"تانيا."

أخيرًا، قال الصبي اسمها. تشددت تانيا وكايلي لأسبابهما المختلفة بينما كانا ينتظران إعلان الصبي للمعركة.

"أنا آسف، ولكن هل يمكنكِ فقط أن تعودي...؟"

"......؟"

خرج شيء غير متوقع بالكامل من فمه.

كان الصبي حطامًا بالفعل، لذا لم يكن يريد القتال بعد الآن. كان قد وصل بالفعل الى مرحلة الارهاق.

"ولكن إذا كنتِ ما تزالين تريدين المجيء... فتعالي الى هنا..."

جلس على المذبح مرة أخرى، وهو يسحب القوة السحرية.

كان الامتحان سينتهي على أي حال. لم يعد هناك أي سبب للحفاظ على الحجر السحري بعد الآن. من خلال الامساك بكل الأحجار السحرية التي تُركت على المذبح، استخدم إد كل القوة السحرية باستخدام سحر العناصر لـ 'تجسيد'.

شاهد القبر كان أكبر حتى من أعمدة مبنى ضخم الحجم.

جلس على قمته ذئب مصنوع من الرياح، ولف ذيله حول شاهد القبر وفمه مفتوح.

ووووووووووووووووووووووووش!

"كيااااااااااااهك!"

هبت رياح عنيفة لا يمكن السيطرة عليها. ريح عنيفة، قوية بما يكفي لدرجة أنه لن يكون من الغريب إذا أرسلت شخصًا ليطير، حيث تجسدت روح الرياح رفيعة المستوى.

تمكنت تانيا وكايلي من تحمل ثقل الرياح من خلال التمسك بهيكل حجري قريب. عندما بدأت الريح تنخفض شيئًا فشيئًا، لم يسعهم إلا أن ينظروا إلى أعلى شاهد القبر.

كان حجمه حجم منزل. وعظمته كانت في الحقيقة مماثلة لإعصار شديد بحد ذاته.

وفوق إد، الذي كان جالسًا على المذبح ، التف الذئب حول شاهد القبر الضخم ونظر إلى الأسفل نحو الفتاة من خلال الإعصار. بينما يقطر اللعاب من فمه المفتوح والهالة الزرقاء في عينيه لها قوة سحرية تتجاوز أي حد.

كان ذلك... مشهدًا تجاوز أي إحساس بالواقع. من قبل، كان عديم الفائدة تمامًا، ولم يكن حتى قادرًا على إتقان السحر المبتدئ بشكل لائق.

لكن الآن؟

فقط ما الخطب مع هذا الشيء الذي استدعاه؟

نظرت تانيا إلى كايلي وهي تضغط على أسنانها.

مباشرةً عندما كانت ستسأل كايلي عما إذا كانت بخير... وهي ممسكة بالعمود الحجري، تحدثت كايلي بعيون تغمرها الدموع.

"سأرحل فقط."

لكنكِ قلتِ إنكِ ستقومين بمساعدتي حتى النهاية.

حتى تانيا لم تستطع سؤالها هكذا.

2023/08/20 · 480 مشاهدة · 4222 كلمة
نادي الروايات - 2024