كلمة 'انحراف' لها نوع غريب من السحر فيها.
فقط كم كان من المبهج السير بمفردك في حديقة الورود في قاعة اوفيليس والاستمتاع بنسيم الليل، أو السباحة بين الحشود في المنطقة التعليمية دون أي مرافق.
بالنسبة إلى كلاريس، كل تلك الأشياء كانت بمثابة انحراف.
في الواقع، لا شيء من هذه الأشياء كان مهمًا لتلك الدرجة. ولكن فقط كم كانت تلك الأشياء الصغيرة مميزة بالنسبة إلى كلاريس... لقد مر فقط أقل من أسبوع منذ قدومها إلى سيلفينيا، لكنها كانت بالفعل سعيدة جدًا بوجود عشرات الفرص.
"يا قديسة، بما أنكِ محمية دائمًا بواسطة البركة المقدسة، فلن أقلق كثيرًا، لكن..."
كان مبنى الأب المقدس هو أكبر وأروع مبنى في المدينة المقدسة.
في اليوم الذي غادرت فيه ذلك المكان، نظر رئيس الأساقفة فيرديو إلى كلاريس بعيون قلقة.
"ولكن حتى مع ذلك، من فضلكِ كوني حريصة بشكل دائم على عدم الكشف عن هويتكِ الحقيقية. اضافة الى أنه يجب عليكِ دائمًا حمل العنصر السحري الذي قدمته لكِ."
نجح سحر التمويه الذي وضعه عليها أتباعها السحرة بشكل ممتاز، لدرجة أن كلاريس نفسها كادت أن تفقد صوابها عند رؤية انعكاسها في المرآة.
شعرها الفضي، الذي كان يلمع مثل الزجاج، أصبح الآن ملونًا بلون بني دافئ مثل فرو السمور. لم يكن يبدو كمجرد سحر 'هلوسة بصرية'، بل كتنكر حقيقي.
ظلت عيناها الرائعة ذات اللون الأحمر الياقوتي في نفس لونهما الأصلي، ولكن بعد خلع إكسسواراتها — التي كانت اشبه بجزء من جسدها لأنها كانت ترتديها دائمًا — بدت ببساطة وكأنها طالبة عادية وبسيطة. كان ذلك أيضًا أكثر فعالية وملاءمة من جعلها تتنكر في الواقع.
"أبدو كأنني شخص مختلف تمامًا، لذا من سيكون متشككًا فيّ يا فيرديو؟"
"بفضل مهارات السحرة المؤمنين، لن تبدي مشبوهة على الإطلاق، ولكن حتى مع ذلك..."
لقد كان أقل قلقًا بشأن التهديدات الشخصية لها. فبعد كل شيء، 'البركة المقدسة' لكلاريس التي كانت تحميها دائمًا كانت غير قابلة للتدمير بالطرق العادية.
"لا أحد يعرف كيف ستؤول الأمور يا إيتها القديسة كلاريس. حتى لو كنتِ مستعدة بشكل كامل، وسحر الهلوسة البصرية يتم تطبيقه بشكل مثالي، وفي المقام الأول لا يوجد حتى سبب للشك تجاهكِ... لا يمكن للشخص أن يكون واثقًا بشكل تام."
"كما هو متوقع منك يا فيرديو، أنت مليء بالمخاوف."
"لا حرج في توخي الحذر."
عند رؤية القديسة ممتئة بالإثارة قبيل مغادرتها إلى سيلفينيا، كان فيرديو قلقًا للغاية. لكن، لم يكن موظفو مبنى الأب المقدس غير أكفاء، لذا قرر أن يضع مخاوفه جانبًا في الوقت الحالي.
"لدي خطة طوارئ ثانية وثالثة من أجلكِ، لذا... لن يكونوا قادرين على ملاحظتكِ أو الشك فيكِ ما لم يتم إخبارهم بذلك مسبقًا."
ابتسمت كلاريس بمهارة وهي تؤمى برأسها، وهي تسمع كلمات فيرديو.
كما قامت ايضًا بشكر جميع التابعين الآخرين. فلقد بذلوا الكثير من الجهد للتأكد من أن كلاريس يمكنها الاستمتاع بحياتها المدرسية كطالب عادي. نظرًا لأن كل ذلك كان تجربة جديدة، فقد كان ذلك شديد القيمة.
ماذا كانت الحياة المدرسية العادية؟
بشكل أكيد، لابد أن تكون مختلفة تمامًا عن حياة القديسة، التي يتم وضعها في لوحة جدارية، والتي لابد أن تنحني نحوها عند التواصل البصري معها، ولابد أن تستمع إلى اعترافات الأساقفة الأكبر سنًا، وأينما ذهبت يصبح المكان صامتًا.
لم يمض وقت طويل منذ أن وصلت إلى جزيرة آكين، ولم تزر سوى أماكن قليلة حتى الآن، ولكن كل يوم كان مليئًا بالرومانسية الجديدة.
نظرًا لأنها كانت لا تزال عطلة، كان كل شيء ما يزال هادئًا بالاحرى، ولكن في نظر كلاريس فحتى هذا المشهد الأكاديمي الهادئ كان بمثابة سوق صاخب بالنسبة لها.
تجولت في الشوارع المزدحمة بمفردها، واشترت بنفسها جميع أنواع السلع البراقة، وجلست في زاوية في مكتبة الطلاب تقرأ جميع أنواع الروايات الرومانسية المتعجرفة التي لم تكن لتحلم أبدًا بقراءتها أثناء إقامتها في مبنى الأب المقدس.
عند القراءة عن الطريقة التي تغلب بها أبطال الرواية على المحن المأساوية، وحتى عند التقاء شفاه بعضهم البعض، لم تستطع إيقاف إحساس الحرق والوخز الموجود أسفل عمودها الفقري بينما كانت تحشر أنفها في الكتاب وتطل بعناية لمعرفة ما إذا كان هناك أي شخص آخر حولها. ظلت تنظر حولها دون داعِ، كما لو أنها شعرت بأنها ارتكبت جريمة بقراءة مثل هذا الكتاب.
بينما كانت جالسة على مقعد خشبي على جانب الشارع الرئيسي في المنطقة التعليمية، لم ينتبه أحد إلى كلاريس.
لم يخفض أحد رأسه إليها، ولم يحاول أحد أن يعتبرها أيدول. كان الجميع مشغولين بالمشي بسرعة في طريقهم الخاص.
هذه الحقيقة وحدها تركت كلاريس تنسى التنفس، وهي ممتلئة بشعور من الرضا.
لا أحد يستطيع معرفة هويتها. والآن، بصفتها طالبة زميلة، أحبت شعور الاختلاط مع الحشد.
على الرغم من أن ملامح وجهها قد تكون متشابهة، إلا أنه كان هناك أيضًا بديلة مثل القديسة الحقيقية والتي تحضر المدرسة اضافة إليها... وهكذا، من فقط سيحسب أن كايلي ستكون هي القديسة؟
على الأقل، لن يتمكن أحد من الطلاب داخل سيلفينيا من تخمين هوية كايلي الحقيقية.
هذه الحقيقة وحدها كانت واضحة.
وووووووووووووووش!
والآن, في العاصفة المستعرة. لم تستطع سماع أي شيء سوى رفرفة ياقتها وصوت الريح الحاد الثاقب.
الصبي الجالس على المذبح الذي تغطيه الرياح العاتية، إد روثستايلور... كان ينظر إلى كايلي بتعبير لا مبالي.
* * *
تردد صدى هدير من فم الذئب المفتوح على مصراعيه. لم تكن كصرخة الذئب العالية المعتادة، بل كانت صرخة أقرب إلى هدير الأسد أو النمر.
اثقل الصوت على صدورهم. وأرسلت قلوبهم المرتجفة إشارة إلى أدمغتهم، محفزةً غرائزهم البشرية.
اهربوا بعيدًا.
هل هو خارج عقله...؟ هذا وبشكل واضح... روح عالية المستوى...!
حتى الطلاب الذين أمضوا حياتهم بأكملها في التدرب على السحر العنصري لم يتمكنوا من التعامل مع روح عالية المستوى من هذا المستوى.
مستوى الخريجين... لا، حتى بعد ذلك. حتى السحرة العنصريين الذين كانوا يقومون بنشاط بالابحاث أو في المعارك ويمكنهم التعامل مع حوالي خمسة أو ستة أرواح متوسطة الرتبة يتم معاملتهم كمحترفين وخبراء. لذا، فإن مجرد طالب ليكون قادرًا على استخدام روح عالية المستوى لا ينبغي أن يكون شيئًا واقعياً.
هذا هو السبب في أن ينكار بالروفر تم الإشادة بها في كثير من الأحيان بصفتها ساحرة عنصرية عبقرية. لقد كانت شخصًا قادرًا على استخدام روحًا عالية المستوى.
"عليكِ أن تفكري في هذا الأمر بعقلانية, آنسة تانيا! بغض النظر عن كل شيء، فهذا...!"
صرخت كايلي نحو تانيا بصوت مرتجف.
في الواقع، كانت كايلي على حق.
حتى لو كان الموقف خارج نطاق الاحتمالات الطبيعية تمامًا، فإن الحقيقة هي أن إد تمكن حقًا من استدعاء روح عالية المستوى. لابد أن يهربوا دون حتى النظر إلى الوراء.
قابلت تانيا ذات مرة وجهًا لوجه روح النار رفيعة المستوى تاكان، والتي استدعتها ينكار. بدلاً من روح، كان الأمر أشبه بوحش عاد الى الحياة وتم أطلاق سراحه. بدأت الصدمة النفسية الناتجة من كل هذا تتخلل عقلها مرة أخرى.
لكن تانيا أمسكت بساقيها المرتعشتين وهي تفتح عينيها على مصراعيها.
لم تفقد أبدًا عقلانيتها، التي كانت تحاول الهروب بعيدًا، ولم تخفف من قيود سلسلة أفكارها أبدًا.
كانت الأرواح عالية المستوى عبارة عن وحوش تأكل القوة السحرية. بطريقة ما، لقد تمكن من استخدام قوته السحرية لـ 'تجسيد' تلك الروح، ولكن هذا يعني أيضًا أنه لابد أن تكون قوته السحرية قد نفدت.
لاستدعاء تلك الروح، ستحتاج إلى استخدام سحر العناصر (السحر العنصري)... مما يعني أن 'الرنين الروحي' كان ضروريًا لتعظيم القوة السحرية للفرد.
لكن قول ذلك كان أسهل من فعله. الحصول على هذا النوع من مستوى الرنين ليس بالأمر السهل.
"أعرف المستوى الذي كان عليه أخي الكبير قبل عامين... ومن غير الواقعي تمامًا أنه قد نما لهذا القدر من القوة السحرية خلال هذين العامين....!"
أصابت بصيرة تانيا عين الحقيقة.
بغض النظر عما كانت تراه أمام عينيها مباشرةً، بالتفكير في الأمر بعقلانية، لم يكن من المنطقي أن يتعامل إد مع روح رفيعة المستوى.
وووش!
قفز الذئب العملاق، الذي كان جالسًا وذيله ملفوف حول شاهد القبر، إلى الأمام. حاولت الرياح التي هبت أن تمحو المنطقة بأكملها مرة أخرى.
هبطت روح الرياح عالية المستوى ميريلدا أمام تانيا وكايلي، اللذان كانا بالكاد يستجمعان شتات انفسهما معًا. ثم أطلقت هديرًا.
عندما هبطت، تصدع الرخام الموجود على الأرض وتطاير الحطام نحو وجه كايلي. فوجئت كايلي باحساس الدوار.
بنقرة من ذيلها وهزة من جسدها، هبت عاصفة من الرياح بحيث كانت تانيا وكايلي على وشك الطيران للخلف تقريبًا.
لكن تانيا تغلبت بأعجوبة على خوفها وهي تخطو خطوة الى الامام. أمسكت بمعصم كايلي، وركضت بسرعة إلى الجانب.
"كايلي! استمعي جيدًا!"
كايلي. التي كانت فاقدة لعقلها وترتجف، لحقت تانيا باندفاع.
"لدينا فرصة!"
كانت ساقا تانيا ترتجفان من الخوف أيضًا، لكنها في البداية قامت باتخاذ إجراء.
بغض النظر عن مدى القوة التي يظهر بها الخصم، فإنها لن تستسلم دون المحاولة. لم تعد تريد أن تعيش حياة تتبع فيها طريق الهزيمة بعد الآن.
بالنسبة إلى تانيا، كان إد بمثابة جدار ضخم كان يمنعها طوال حياتها.
كان السبب في أن إد كان مثل هذا الجدار الضخم هو لأنه كان يتمتع بمكانة عالية كوريث العائلة والتي كانت تحميه.
ولكن الآن فأن هذا الوضع قد أزيل. لم يعد عليها أن تكون خائفة كما كانت من قبل.
"فرصة... هل قلتِ أن لدينا فرصة...؟"
"لا أعرف عن أي شخص آخر، لكنني متأكدة من ذلك! هذا الرجل، بالتأكيد ليس لديه المهارة للتعامل مع روح رفيعة المستوى!"
إذا كان شخصًا تراه للمرة الاولى، فقد تعتقد أنه كان رجلاً حقق العديد من الإنجازات بفضل موهبته الطبيعية والدم والعرق الذي بذله في جهوده. ومع ذلك، كان لدى تانيا بالفعل معلومات تتعلق بخلفية إد.
بالنظر إلى إنجازاته، كان هناك شيء خاطئ.
من الواضح أنها تذكرت ما كان عليه قبل عامين. كان لديه رنين سحري فظيع ومقدار مثير للشفقة من القوة السحرية الفطرية، لذا من المستحيل أن ينمو إلى هذا الحد.
"خدعة... إنه يستخدم واحدة بالتأكيد!"
كانت تلك ملاحظة دقيقة.
استخدم إد خاتم غلاست لجمع القوة السحرية، لكن تانيا لا تعرف مجمل الموقف الذي حدث قبل وبعد.
لكنها يمكن أن تستنتج في ظل الظروف.
"إنه لا يستخدم قوته السحرية على الإطلاق! إنه يحاول القتال باستخدام القوة السحرية الكامنة في أحجار القوة السحرية هذه، والتي لم يعتد عليها! لا بد أن هناك سببًا أجبره على استخدام مثل هذه القوة السحرية التي من الصعب التعامل معها!"
كانت نظرة ميريلدا موجهة إلى تانيا، التي كانت تتلمس طريقها نحو الضواحي. إذا قفزت ميريلدا عليها بخفة أو أرجحت قدمها، فبإمكانها هزيمة تانيا بسرعة. لكنها لم تفعل.
بدلا من ذلك، هزت رأسها، وأطلقت صرخة خفيفة أثناء النظر إلى إد.
"آنسة تانيا! لا توجد طريقة يمكننا بها هزيمة روح رفيعة المستوى!"
"لا! بدلا من ذلك، منذ أنه قد استدعى روحًا رفيعة المستوى، الآن لدينا فرصة!"
لم يكن هناك وقت للسؤال عما كانت تتحدث عنه تانيا.
حدقت تانيا في إد جالسًا على المذبح وهي تسرع من وتيرتها.
كان لا يزال جالسًا ينظر إليهم.
لم يصب بالذعر أو القلق من رؤية تصميم تانيا الذي لا يتزعزع.
ولكن، كان ذلك بالتأكيد وضعًا غير متوقع.
كان السبب الأكبر الذي جعل تانيا قادرة على رؤية فرصة للفوز هو حقيقة أن إد... كان مرهقًا.
احترقت ملابسه في أماكن مختلفة وشمرت أكمامه. كان جسده كله مغطى بالتراب والغبار. كان لديه أيضًا بعض الخدوش الصغيرة، وكان من الواضح أنه استخدم القوة السحرية مرارًا وتكرارًا.
بسبب المعارك المتكررة، وصل إد بالفعل إلى الحد الأقصى من قوته. منذ البداية، لم تستطع الشعور بروحه القتالية.
على الرغم من أنه كان واضحًا من مظهره أنه لا يزال يريد طرد تانيا وكايلي بسرعة لإنهاء الامتحان.
كان يضغط من خلال الشقوق في قلبه.
"منذ البداية... كان هدفه هو إظهار الاختلاف الساحق في القوة ليجعلنا نفقد روحنا القتالية! إذا كان يريد حقًا القتال، فلن يحرر هذا الوحش العملاق الذي يأكل من قوته السحرية بشكل عديم الكفاءة... كان سيحاول أن يهزمنا بنفسه!"
"إ-إذن...!"
"لقد وصل بالفعل إلى حدوده!"
امتحان تحديد الفصل للطلاب الجدد.
من هو الطالب الذي يحق له الحصول على شرف وضعه في الفصل المشرف (أ)؟
اختلف معيار الدرجات بشكل كبير اعتمادًا على الأستاذ المسؤول.
ولكن مع وصول الوضع إلى هذا الحد، بدا أن تانيا كانت قادرة على تقديم إجابة واضحة لهذه المعايير.
بغض النظر عن مدى حجم الإرادة التي كانت تسد طريقها، وحتى لو اعتقدت أنه من المستحيل اختراقها... فقد كانت ما تزال شخصًا يعرف كيفية اتخاذ الخطوة الأولى إلى الأمام.
كان هذا شيئًا له بالتأكيد علاقة بحياة تانيا.
عاشت تانيا، التي تم كبحها طوال حياتها، بحثًا بشكل يائس عن فرصة. وهكذا، حتى دون أن تدرك ذلك، كانت قد تأثرت بالفعل بشعور بالهزيمة.
كانت تلك عادة قياس الأشياء من حولها وتقديرها والاستسلام ببساطة إذا لم تكن تعتقد أن ذلك شيء ممكن.
إذا لم تكن تعتقد أنها تستطيع الفوز بنسبة 100٪، فلن تراهن على الإطلاق. عندما كانت ترى منحدرًا، كانت ستتخيل نفسها تسقط منه بالفعل.
عندما تعيش حياة بمكانة عالية، لا يسعك إلا أن تعيش خوفًا من السقوط. ومع ذلك، من المستحيل أن يكون هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.
لقد كانت مسألة تتجاوز المنصب والمكانة. سيكون هناك دائمًا وقت في حياة المرء يتعين عليه فيه إغلاق عينيه واتخاذ خطوة نحو مشكلة خطيرة ومحفوفة بالمخاطر.
وذلك هو الآن...!
ضغطت تانيا على أسنانها وهي تتقدم بشجاعة إلى الأمام.
بالنظر إلى تعبير تانيا، سرعان ما أومأت كايلي. شعرت بالخجل من نفسها لشعورها بالخوف.
"إنه لا يريد القتال بجسده بعد الآن، لذلك أجبر نفسه على استدعاء روح! هذا يعني أننا لن نضطر إلى هزيمة الروح رفيعة المستوى على الإطلاق! إنه منهك بالفعل، وأنا متأكدة من أن استدعاء ذلك الوحش العملاق سيرهق جسده أكثر، لذا إذا استطعنا توجيه هجوم واحد عليه...! "
ووووووش!
زئيــــــــــــــــــــر!
اجتاح الخوف من الموت تانيا.
كان ذلك لأن مخلب الذئب ضرب بالضبط المكان الذي كانت فيه تانيا وكايلي للتو.
كانت قطع الصخور المكسورة تتطاير في كل الاتجاهات مع ارتفاع الرياح، دافعةً الاثنين بعيدًا.
"كياااااااك!"
رفرفت ملابس تانيا وكايلي من الرياح وهم يطيران ويتم القائهما على الحائط الخارجي.
كانت تانيا سريعة في إلقاء سحر الرياح المبتدئ لتقليل التأثير، لكن يدها اليمنى كانت ترتعش من الخوف.
"إذن... نحتاج فقط إلى الاقتراب منه مرة واحدة، صحيح؟! من خلال تجاوز ذئب الرياح هذا!"
"بـ-بالضبط! إذا استطعنا إحداث فجوة لمرة واحدة فقط..."
"ثم سأتولى دور الطُعم!"
كانت تانيا متشككة مما سمعته للتو. أرادت أن تكون الطُعم لجذب انتباه ذلك الذئب. لم يكن الأمر مختلفًا عن القول إنها ستقتل نفسها.
"لقد أخبرتكِ من قبل، لكن بنيتي فريدة بعض الشيء... لذا، ما لم تكن ظروف خاصة جدًا، لن أموت أبدًا!"
"و- ولكن حتى في ذلك الحين، ألن تتأذي بشكل خطير؟!"
هزت كايلي رأسها.
"لا على الإطلاق! لن أتأذى! يمكنكِ الاعتماد علي!"
في العادة، كانت سترفض ذلك باعتباره مجرد هراء.
ومع ذلك، رأتها تانيا في طريقها إلى المذبح.
أفضل طالب في السنة الثانية في قسم القتال، كليفيوس نورتوندال، قد لوح بسيفه نحوها حقًا، لكن... أطاح به ضوء غير معروف، مما جعله فاقدًا للوعي.
البركة المقدسة.
كان هذا أعظم دفاع ذاتي بين جميع السحرة المقدسين الذين يقترضون قوة الإله تيلوس.
كانت نعمة حتى رئيس فرسان الكاتدرائية درب حياته كلها، وشحذ سحره المقدس لصنع شيء مماثل. ومع ذلك، ولدت كايلي وهي تحيط بجسدها منذ صغرها.
كانت فتاة تنعم بشكل خاص بحب الإله تيلوس. كان الامر أشبه بأن قانون العالم نفسه كان يحمي الفتاة. لذا، حتى بدون مرافقينا الذين يقومون بحراستها، لم تكن أبدًا في خطر كبير في المقام الأول.
ضربت البركة المقدسة كل كائن معادِ حاول إيذاء كايلي بسحر مقدس متوسط أو أعلى.
كانت سرعته سريعة جدًا بحيث كان من الصعب الرد عليها. نظرًا لأن كايلي بدت وكأنها فتاة ضعيفة لا تستطيع فعل أي شيء، فقد تم رمي الشخص العادي للخلف وإفقاده للوعي. بعد كل شيء، لم يكن لديهم سبب ليتوقعوا منها أن تقوم بهجوم مضاد.
نظرًا لأنه كان شيئًا لم تكن كايلي تعرف كيفية التحكم فيه، لم تحاول معاداة أي شخص في المقام الأول.
بالطبع، لم يكن بإمكان تانيا أن تعرف بمثل هذه التفاصيل. لكن لم يكن هناك وقت للنقب. ولكن، لم تستطع إلا أن تقتنع عند رؤية اليقين على وجه كايلي.
"هل انتِ حقا متاكدة؟!"
"لا تقلقي. سأخلق فجوة مع الذئب من أجلكِ... لذا، من فضلكِ، ردي بهجوم مضاد...! بما أنكِ قلتِ إنه شخص سيء حقًا... ذلك الرجل...!"
شخص سيء.
عندها فقط شعرت تانيا باليقين. عند القدوم إلى هنا، لم يكن للارتعاش من الخوف أي معنى.
بين ساقي الذئب الذي كان يعوي، كان بإمكانها رؤية الصبي جالسًا بعيدًا عنهم على المذبح وهو يخفض رأسه. بدا منهكًا تمامًا، كما لو أنه لم يعد يريد التحرك.
ألم يكن الآن هو الوقت المناسب لتوجيه ضربة لائقة نحوه؟ أومأت تانيا برأسها بينما ركضت كايلي نحو الذئب دون حتى إجابة.
أعجبت تانيا بكايلي لشجاعتها المفاجئة، لكن... للوقت الحالي يجب عليها التخلي عن تقييمها هذا.
"هيااااااااااااااااااااااا!"
ركضت، شبه باكية، وهي تحرس رأسها وتبدو مرعوبة بشدة.
بغض النظر عن مدى ثقتها في عدم تعرضها للأذى، فإن الركض مباشرةً إلى ذلك الذئب العملاق لا يزال أشبه بالانتحار.
وقالت أيضًا إنه 'ما لم يكن ذلك استثناءً خاصًا'، فلن تتأذى... هذا لا يعني أنها لن تتأذى على الإطلاق.
حقيقة وجود مثل هذا الاحتمال الضئيل، لم تستطع إلا أن تشعر بالخوف.
ومع ذلك، فإن قرار شد أسنانها والركض إلى هناك، سينتهي الأمر بتانيا لرؤيته مرة أخرى.
ركضت تانيا بسرعة إلى الجانب الآخر.
لم يكن هناك ما يدل على حجم الفجوة التي يمكن أن تصنعها كايلي، لكن كل ما يمكنها فعله الآن هو الذهاب إلى هناك.
تم مفاجاة الذئب على حين غرة.
في المقام الأول، كان مجرد امتحان تحديد الفصل. كان من المحتمل جدًا أنه لم تكن هناك نية حقيقية لإيذاءهم أو حتى قتلهم.
لذا، ما الذي كان من المفترض أن تفعله مع تلك الفتاة التي تركض نحوها كما لو كانت تحاول الانتحار؟ سيكون من الصعب جدًا تحمل العواقب إذا سحقتها بمخلبها الأمامي الهائل.
ومع ذلك، لم تستطع البقاء ساكنة، وهي تعتقد أنها ستنتهي بإصابة طفيفة فقط... قامت ميريلدا بتلويح مخلبها الامامي بشكل خفيف.
لكن ميريلدا هي التي أصيبت.
بووم!
كان هناك سحابة من الدخان، لكن مخلب ميريلدا الأمامي لم يقم حتى بخدش واحد على كايلي.
كان ركض كايلي نحوها لطيفًا، لكنه ترك إصابة كبيرة على ميريلدا.
على بطنها وجانبها، كانت هناك جروح تشبه المخالب. تساقطة بقع الدم الحمراء على الأرض، تاركةً علامة.
زئيـــــــــــــــــر!
زأرت ميريلدا وهي تشتكي من الهجوم المجهول.
ارتجف الهواء من الزئير للحظة.
كان صوتًا صرخته, وهي متفاجئة من الصدمة غير المتوقعة. ولكن، حتى كايلي الهشة طارت للخلف من حجم الصدمة.
"كيااغك...!"
لم تكن أطرافها البيضاء النحيلة والشاحبة مناسبة للقتال. بعد بضع مرات من إلقاءها على الأرض، استنزفت طاقتها ولم تعد قادرة على التحرك بشكل صحيح.
قعقعة!
في هذه الأثناء، تم سماع صوت عنصر يسقط من جسد كايلي ويتدحرج على الأرض.
على أي حال، نجحت بطريقة ما في إيقاف حركة ميريلدا للحظة، بفضل البركة التي تحيط بجسدها.
كانت تلك اللحظة القصيرة هي اللحظة الأخيرة لتانيا لأخراج كل شيء تستطيع فعله.
كانت بالفعل تركض كليًا لتوجيه هجوم على إد. كان نطاق سحر تانيا المبتدئ قصيرًا للغاية.
ومع ذلك، فقد كان بالفعل منهكًا تمامًا بعد خوض كل تلك المعارك، وكان فاقدًا للقوة السحرية تمامًا بعد استدعاء تلك الروح رفيعة المستوى... حتى لو سقط هجوم واحد على إد، فسيكون ذلك بمثابة ضربة خطيرة.
نمت شيئًا فشيئًا صورة الصبي الجالس مسترخيًا على المذبح.
لم تهدر كايلي تلك الفرصة العابرة لأنها بالكاد تمكنت من التغلب على خوفها وخلقت بطريقة ما هذا الوقت القليل لتانيا.
سحر الرياح المبتدئ، اطلاق.
كانت واحدة من التعويذات القليلة التي أتقنتها تانيا بشكل صحيح. سحر يطلق ريحًا قوية حول الملقي، مما يؤدي إلى تدمير تحركات الأعداء المحيطين وجعلهم يطيرون للخلف إذا كان قويًا بشكل كافي.
وهكذا، ستقوم بدفع إد بعيدًا عن المذبح وتقدم بسرعة حجرها السحري. كانت هذه الفرصة الأخيرة لكي تحقق الانتصار.
عندما حبست تانيا أنفاسها ووصلت إلى المذبح، تمكنت أخيرًا من رؤية إد باكمله بوضوح.
صرخت تانيا وهي تقبض على أسنانها.
"هل كنت تعتقد حقًا أنني سوف أستسلم...؟!"
منذ البداية، لم تستطع معرفة ما كان يفكر فيه. صرخت على أسنانها وهي تصرخ في وجهه، ثم زحفت قشعريرة في عمودها الفقري.
القوة السحرية المتزايدة هي هجومها الأخير. وسيلة تانيا الأخيرة للتغلب على الاختلاف الكبير في القوة بينهما.
لم تكن نظرة إد، الذي نظر إليها ببرود، تبدو مذعورة على الإطلاق. كان الجزء الأكثر رعبا من كل هذا هو عينيه.
لم تتحرك نظرته ولو قليلاً، كما لو لم يكن هناك شيء خاطئ. ومع ذلك، فقد فات الأوان لأن تخاف من نظرته الآن. تم إلقاء النرد بالفعل.
ضرب سحر الرياح المتزايد إد الذي لم يتحرك. وبهذه الطريقة، طار إد الى الخلف حيث اختفى من المذبح.
"هااه... هااه..."
تم ازالة إد تمامًا واختفى عن الأنظار. كانت على وشك أن تشعر بلحظة من الفرح لأن السحر قد نجح ضده، لكن...
ظاهرة أنه قد 'اختفى'... شعرت تانيا أن هناك شيء خاطئ.
سووش!
سهم. شكله ضبابيًا. بمجرد أن ضرب سهمان أو ثلاثة سهام مصنوعة من القوة السحرية الأرض، اختفوا دون أن يتركوا أثراً.
"إيغك!"
فوجئت تانيا وتراجعت إلى الوراء، وتعثرت وسقطت على الأرض... عندها فقط شاهدت تانيا 'الأقراص الطيفية' التي كانت مبعثرة على أرضية المذبح.
كان من الصعب جدًا إنتاج مثل هذه الآلات المتقدمة بمعرفة مبتدئة في الهندسة السحرية، ولكن على الأقل كان من الممكن تحسينها إذا كانت معطلة قليلاً.
في حين أنه لن يكون قادرًا على إظهار طيف قوي من القرص الأرجواني، كان لا يزال من الممكن اصلاحه وتحويله لإظهار 'طيف أضعف'.
إظهار إد في حالة ضعيفة ومرهقة لجعل شخص ما يعتقد أنه كان هو حقًا... لم يكن القيام بهكذا طيف بتلك الصعوبة.
في المقام الأول، المعرفة بالهندسة السحرية كانت في عالم مختلف تمامًا عن عالم تانيا. أيضًا، لم يكن لدى تانيا أي فكرة عن أن إد كان لديه أي معرفة بالهندسة السحرية في المقام الأول.
ما استطاعت أن تستنتجه هو أنه لا بد أن عددًا غير قليل من الطلاب على الأقل قد هُزموا باستخدام هذه الطريقة.
إذا كان هذا هو الحال، فأين كان إد؟
نظرت تانيا نحو الاتجاه الذي أتت منه الأسهم. كانت الأشجار وفروعها منحنية بشكل غير طبيعي حيث تواجه اتجاه المذبح.
قفز صبي من بينهم.
بعد أن كافح من أجل الهبوط بشكل صحيح، نفض إد نفسه وهو يقف. كان في حالة أسوأ مما رأته في الطيف. في تلك اللحظة تساءلت عن كيف كان قادرًا على الحركة.
في يد واحدة هناك قوس تم بناءه على عجل.
على طرفي الفرع الذي تمكن إلى حد ما من أن يصبح عمودًا للسهم، كان يسحب بإحكام خيطًا من القوة السحرية، مغطى بضوء مزرق.
يمكنه فعل ذلك...؟ فقط كم تدرب على الرنين السحري...؟
لا، في المقام الأول... هو يعرف كيف يستعمل القوس...؟ ألم يكن هو الشخص الذي لا يستطيع حتى الإمساك بالسيف بشكل صحيح...؟
حاولت تانيا، التي كانت جالسة على الأرض، أن ترجع نفسها إلى قدميها بيديها. ومع ذلك، فإن ساقيها — التي فقدت قوتها بالكامل — لم تكن تخطط للقيام بدورها.
حتى لو تمكنت من إجبار نفسها على الوقوف بطريقة ما، فإن الخوف داخل جسدها قد وصل بالفعل إلى حدوده.
كانت إد يضيق المسافة بينهما وهو يمشي إلى الأمام، لكن ساقيها قد استسلمت بالفعل.
وووش!
قبل أن تعرف ذلك، كان الذئب العملاق، بعد أن انتهى من هزيمة كايلي، وراء إد الذي يحمل القوس.
وهي جالسة تنظر إلى منظر ذئب عملاق مرسوم أمامها مباشرة، كانت تانيا متأكدة من أنه لم يعد لديهم أي فرصة للفوز.
"إيييغك... إيغك...!"
تحرك إد أمام تانيا وهو ينظر إليها.
جسده الذي كان حطاماً كان مغطى بالكدمات والإصابات. كانت هناك أيضًا آثار دماء هنا وهناك.
على الرغم من أنه كان مغطى بالأتربة والأوساخ ومرهقًا تمامًا، إلا أنه لم تظهر عليه أي علامة على أنه كان يعاني.
هذه النظرة الباردة التي نظر بها إلى تانيا وهي جالسة... مرة أخرى، بدأت صدمة تانيا النفسية في الخروج.
ذلك الخنجر الذي في يده والذي رأته في مسكن روثستايلور. تلك القطعة من القمامة التي استخدمها كما لو كان بطل الرواية.
الخدم الذين كانوا يصرخون من الألم وعيونهم مملوءة بالخوف.
مثل وميض من الضوء، اجتاحت عقل تانيا.
ركضت قشعريرة مثل تلك النظرة إلى أسفل ظهر تانيا وانتشرت في جميع أنحاء جسدها. لم تستطع منع جسدها من الارتجاف.
عندما مد يده، أغلقت تانيا عينيها بشدة.
"أنا آسف. على الرغم من أنكِ حاولتِ جاهدة بطريقتكِ الخاصة. لدي أيضًا أسبابي الخاصة."
وووووش!
مرة أخرى، هبت رياح عنيفة... ثم عندما عادت إلى رشدها، كان شكل الذئب العملاق قد إختفى.
ما كان يملكه إد الآن في يده هو الحجر السحري الذي كانت تانيا تمسكه.
كان جسد تانيا لا يزال يرتجف وهي تفتح عينيها قليلاً لترى إد يكسر الحجر السحري.
في تلك اللحظة، هي رسبت في الامتحان.
"لا يمكنني السماح لكِ بالنجاح مجانًا لأننا عائلة. حتى لو فعلت ذلك، بمعرفتي لشخصيتكِ، ألن تكوني مستاءة أكثر؟"
"ما... ماذا...؟"
"لكنني تمكنت من رؤية ذلك مرة أخرى، تانيا. لديكِ أيضًا هذا الجانب."
حرر إد القوة السحرية من القوس الذي بناه على عجل. تم كسر خيط الطاقة السحري، وعاد الفرع إلى شكله الطبيعي حيث ألقى به بعيدًا في مكان قريب.
أطلق إد تنهدًا وهو ينظر إلى السماء. كانت الشمس تغرب. امتحان تحديد الفصل للطلاب الجدد، والذي كان صعبًا على الجميع, انتهى اخيرًا.
كانت تانيا روثستايلور التي عرفها إد شخصًا تمسك بفخر عائلتها غالياً، وبالتالي فقد ظهرت في الانتخابات التمهيدية لرئيس الطلاب قبل أن تغادر... لم تكن سوى شريرة صغيرة يمكن التخلص منها.
كان يعتقد أنها ستهرب خوفًا بعد رؤية روح رفيعة المستوى... لكن بشكل غير متوقع، فقد كانت فردًا قويًا.
"إذا تغيرت اوضاعنا، لكنت هربت بعيدًا دون النظر إلى الوراء. لقد كان من المدهش حقًا رؤيتكِ تفعلين كل ما يتطلبه الأمر لتوجيه هذا الهجوم على نفسي المنهكة. لا يمكن لأي شخص القيام بذلك... تستطيعين أن تفتخري بذلك. أنتِ مدهشة حقًا."
"امم ...اه..."
لقد كانت بالفعل منهكة بالكامل، الارتياح الناتج من كون الوضع قد انتهى الآن اندفع الى رأسها. سرعان ما، ودون أن تدرك ذلك، بدأت مشاعر تانيا تتجمع بداخلها.
"أمم... (بكاء)... (بكاء)..."
شعر إد بالحرج. لم يكن يتوقع أن يكون لها هذا النوع من رد الفعل.
على أي حال، انتهى الامتحان وكسر الحجر السحري لتانيا.
نظرًا لأنه لم يعد يريد القتال بعد الآن، فقد كان يفكر في كيفية القيام بمواساتها.
"لـ- لا تقترب أكثر!"
ثم، قامت فتاة بوضع نفسها بين تانيا وإد... كان وجهها مغطى بالأوساخ والغبار حيث سرعان ما سدت طريق إد.
عند رؤيتها ترتجف بشكل شديد، وذراعيها مرفوعين على نطاق واسع، بدا الأمر كما لو أنها ركضت بينهما خوفًا من تعرض تانيا للأذى.
كانت كايلي خائفة للغاية من رؤية الصبي الذي بدا وكأنه محارب أكثر من كونه أرستقراطيًا. ولكن بأي ثمن، فقد أرادت إبقاء تانيا آمنة.
"أ-أنا أخبرك... حسنًا، أنا... إذا كنت معاديًا أو عدوانيًا تجاهي... اه... بعض الأشياء السيئة ستحدث لك! أنا جادة! لـ-لا تقترب أكثر من ذلك...!"
عندما رؤيتها تتوسل إد ليصدقها بينما كانت ترتجف وتتلعثم، كان من المستحيل معرفة من كان يهدد من.
نظرًا لأن إد لم يكن لديه أي نية لإيذاءها، فقد أطلق تنهيدة عميقة.
ومع ذلك، بمجرد أن بدأ يخفض بصره قليلاً... في لحظة اتسعت عيون إد فجأةً.
إد، الذي لم يفاجأ منذ بدء الامتحان، ارتجفت عيناه فجأةً لأول مرة. ثم بدأ بسرعة في النظر حوله.
شعرت كايلي بعدم راحة شديدة من المشهد، لكنها لم تخفض يديها المرتعشتين. لم ترخي حتى عينيها اللتين كانتا تحدقان في إد.
"الاختبار انتهى! إد! ساعدني هنا! كليفيوس فاقد للوعي تمامًا...!
"الأستاذة المساعدة كليوه...! أحتاج إلى تحديث ورقة الدرجات الخاصة بي أولاً...! لدي أيضًا الكثير من الأشياء الأخرى التي أحتاج إلى الاهتمام بها...! بدءًا من بداية الفصل الدراسي التالي، هناك الانتخابات الرئاسية للطلاب...!"
فجأةَ جاء صوت الأستاذة المساعدة كليوه من مدخل المذبح. عند سماع صوت أنيس و أونيكس أيضًا، بدا الأمر وكأنهم كانوا يتقدمون ببطء لتنظيف اثار الامتحان.
ألقى إد آخر حجر سحري على المذبح. دفعة مفاجئة من القوة السحرية غلفت جسد إد.
ثم 'تجسد' خفاش ناري صغير أثناء تحليقه حول رأس إد.
"ما الذي تفعله...؟! الامتحان انتهى بالفعل...! ما الذي تخطط للقيام به...؟!"
صرخت كايلي بصوت مرتجف، لكن إد أرسل الخفاش الناري متجهًا نحو المساحة الشاغرة بجوار المذبح دون أن يهتم ولو قليلاً.
لم يعد هناك سبب للقتال. بدا الأمر وكأن الموظفين الآخرين سيأتون قريبًا، لذلك كل ما كان عليها فعله هو الوقوف بجانب تانيا وحماية تانيا من أي ضرر حتى وصولهم.
عندما فكرت كايلي بذلك، تمسكت بصدرها وفمها مغلق بإحكام. وبعد ذلك... أصبحت على علم بما هو غير متوقع.
عندما بدأت تنظر إلى جسدها، أدركت سبب عدم الانسجام. بدأت أطراف شعرها البني تفقد لونها ببطء حيث بدأت تتحول أكثر وأكثر إلى اللون الفضي.
تم الحفاظ على سحر 'الهلوسة البصرية' الذي استخدمه التابعون لها بفضل العنصر السحري شبه الدائم، 'دبوس الهلال'، الذي أحضرته معها إلى سيلفينيا. طالما كانت تحمله بشكل دائم، فلن تتلاشى تأثيرات السحر أبدًا.
قعقعة!
عندها فقط أدركت كايلي ما هو الصوت الذي سمعته عندما سقطت في معركتها ضد ميريلدا. كان صوت دبوس الهلال وهو يتساقط ويتدحرج على الأرض.
"هـ-هذا...!"
قبل وصول الموظفين مباشرةً، شعرت كايلي بالقشعريرة في جميع أنحاء جسدها. في لحظة، ارتفعت دقات قلبها وأصبح التنفس أكثر صعوبة. أدارت كايلي رأسها بسرعة نحو الفضاء الفارغ بجوار المذبح.
ومع ذلك، فإن الخفاش الناري الذي أرسله إد كان يطير عائدًا بالفعل، حاملاً الدبوس معه.
أمسكه إد بسرعة ووضعه بين ذراعي كايلي.
"احرصي على عدم فـ-لا تفقدي أي شيء."
كانت هذه هي المرة الأولى التي تختبر فيها أن يقوم شخص بوضع يديه الكبيرتان عليها بهذا الشكل. نظرًا لأنه كان بالفعل موقفًا شعرت فيه بالذعر، تراجعت كايلي في حالة رعب.
بدأت في التنفس والزفير بسرعة، ومجرد النظر إلى إد جعلها تشعر أن كل الدم كان يندفع إلى رأسها.
بدأ الدبوس الذي وضعه بين ذراعيها في إعطاء توهج خفي حيث استعاد شعر كايلي، الذي كان يتحول إلى اللون الفضي، لونه البني.
"اه... امم..."
لقد كان موقفًا مفاجئًا لدرجة أن كايلي لم تستطع حتى التفكير في أي شيء تقوله ردًا على ذلك. نظرًا لأن كلماتها ظلت عالقة في حلقها، لم تستطع قول أي شيء.
"انا في الطريق!"
"أوه، القرف! إد! لماذا... لماذا تأذيت كثيرا...؟!"
تخلص إد من الروح بينما كان يكافح للسير إلى الموظفين الآخرين بجسده المحطم... لم يكن أمام كايلي خيار سوى الوقوف ساكنة تمامًا، هكذا بالضبط.
ما كان جيدًا هو... بما أن تانيا كانت تواجه صعوبة في العودة إلى رشدها نظرًا للوضع الفوضوي، لا يبدو أنها أدركت ما حدث في تلك اللحظة.
كايلي... بقت مذهولة، وساكنة تمامًا لفترة من الوقت.
ربما كانت مجرد صدفة بسيطة. كان هذا احتمالًا.
ربما كان مجرد عمل ودود، والاهتمام بشيء فقدته في الوقت المناسب.
ومع ذلك، إد روثستايلور، الذي كان دائمًا ماهرًا، لا يزال شخصًا في النهاية.
كان موقفًا مفاجئًا للغاية، وكان عليه أن يتعامل معه بسرعة، لذلك كان هناك خطأ لحظي.
لم يكن شيئًا مميزًا للناس العاديين... وربما كان مجرد خطأ بسيط للغاية. لقد كان تافهًا ولا معنى له لدرجة أنه كان من الصعب حتى ملاحظته.
لكن بالنسبة لكايلي، التي عاشت طوال حياتها بينما يتم تقديسها، كان حجم هذا الخطأ مختلفًا بالنسبة لها.
"احرصي على عدم فـ-لا تفقدي أي شيء."
الآن فقط... كان سيقوم بالتحدث بشكل رسمي...
أشارت شمس الغروب إلى نهاية امتحان تحديد الفصل.
تحت العالم الذي كان يتحول إلى اللون الأحمر، بعيون كايلي الحمراء الشبيهة بالياقوت... حدقت في ظهر إد وهي تتحرك بعيدًا أكثر فأكثر.