كان المؤتمر الأكاديمي الرسمي مؤتمرًا أكثر احتفالية وواسع نطاقًا مقارنةً بالمؤتمر المعتاد.

لم يكن عدد الحاضرين أنفسهم مختلفًا بشدة عن المؤتمر المعتاد، باستثناء حقيقة أن الحضور كانوا من مستوى أعلى.

في حين أن المؤتمر المعتاد سيجتمع فيه أساتذة بدوام كامل وأساتذة مساعدين وأعضاء هيئة التدريس لمناقشة الموضوعات العامة المتعلقة بالأكاديمية, فإن المؤتمر الأكاديمي الرسمي سيركز أكثر على الصورة الكبرى للعملية التدريسية ككل.

لكن الاختلاف الأكبر كان أن مدير الأكاديمية إوبل فورسيث بنفسه سيحضر.

كان حدثًا للتحقق من التقدم الأكاديمي الفردي داخل كل قسم، ومناقشة وإبداء الآراء بشأن مناهج الطلاب والإدارة، واتخاذ القرارات بشأن الموضوعات المهمة.

في الحقيقة, لقد كانت فرصة لكبار الأساتذة والأساتذة الإداريين لإثبات مهاراتهم في العمل. لذلك، بغض النظر عن مدى خبرة الأستاذة، فقد حرصوا دائمًا على الاستعداد جيدًا.

عطلة الشتاء كانت على وشك الانتهاء. وبما أن الجميع كانوا مشغولين بإنجاز قراءات الفصل الدراسي القادم، كان من المهم عقد اجتماعات منتظمة لضمان التوجيهات والسياسات المتعلقة بالتعليم في الأكاديمية.

ولهذا السبب تم تشكيل المؤتمر من كبار الأساتذة... اجتماع يجب فيه منح كل مقعد للأساتذة الكبار.

وهكذا، كان من غير المعتاد رؤية كليوه إلبين، التي كانت ما تزال مجرد أستاذة مساعدة، وهي تختلط كعضو في المؤتمر.

"هذه كانت نتائج امتحان تحديد الفصل."

في المنتصف تمامًا، بينما كان العميد ماكدويل يسلم النتائج الإجمالية للأمتحان إلى مدير الأكاديمية إوبل.

نظر إوبل إلى نتائج تعيين الفصول الدراسية لكل قسم ثم توقف فجأةً، وأمال رأسه للحظة.

"قسم السحر لهذا العام... لا يوجد طالب واحد في الفصل (أ)...؟ الشخص المسؤول كان... الأستاذة المساعدة كليوه..."

كليوه، التي كانت تحاول إخفاء نفسها في الزاوية، ارتجفت عندما نادى إوبل باسمها شخصيًا.

عادة، لن يكون هناك سبب لحضورها لمثل هذا المؤتمر في منصبها. ومع ذلك، نظرًا لتوليها عمل البروفيسور غلاست، لم يكن هناك الكثير من الخيارات.

كان جميع الأساتذة الكبار هنا جالسين في مقاعدهم، يميلون وينظرون إليها بشكل مخيف. لم تتوقع أبدًا أن ينادي باسمها شخصيًا.

"ألا يقول الجميع أنكِ أفضل تلميذة للأستاذ غلاست؟ لدي توقعات كبيرة لكِ."

"شـ-شكرًا لك..."

"أنا لست من الأشخاص الذين يهتمون حقًا بالمعايير الصارمة التي يتم تعيينها لاختيار الطلاب، ولكن... حتى مع ذلك، لم يكن لدي أي فكرة عن أنه لن يتم قبول أي طالب في الفصل (أ)."

بدأ جميع الأساتذة الكبار في تصفح التقرير الذي تم تسليمه مسبقًا. لم يكن لدى كليوه أي فكرة عن أنها ستحظى بهذا القدر من الاهتمام.

في المقام الأول، اعتاد الأستاذ غلاست على أن يكون لديه معايير دقيقة للغاية، كانت هناك أيضًا عدة مرات لم يقم فيها باختيار أي شخص للفصل (أ). لذا كانت تعتقد أن هذا لن يمثل مشكلة.

"بصفتي مدير الأكاديمية، أشعر أنني يجب أن أتحقق من السبب وراء ذلك قبل المضي قدمًا. هل كان ذلك بسبب مستوى الطلاب الجدد، أم كان بسبب ظروف الاختبار المتطلبة...؟ أعتقد أنه ينبغي عليّ على الأقل معرفة ذلك القدر."

"هذا..."

"بالنظر إلى تفاصيل الامتحان... هل جعلتيهم يواجهون زملائهم الكبار؟"

كل الأنظار كانت نحوها..!

بدأ إوبل في قراءة تقرير كليوه وتحليله بالكامل سريعًا، والذي كانت قد ملأته على عجل.

"همم..."

"يا إلهي..."

"حتى أنكِ قد استخدمتِ أعلى طالب في قسم القتال...؟"

اختلفت ردود أفعال الأساتذة الكبار، والذين كانوا أيضًا يقرأون تقريرها.

كان هناك مجال كبير لتفسير محتويات التقرير بشكل مختلف حسب القارئ.

ولكن أكثر من أي شيء آخر، يبدو أن الإجماع العام كان على غرار, 'أليس من المبالغ جدًا جعلهم يواجهون أفضل طالب من قسم القتال للسنة الثانية كليفيوس نورتوندال؟'

"يبدو أن طلاب المراحل العليا الذين شاركوا هم في مستوى أعلى من المتوسط... مما يجعلني أعتقد أنه ربما كان من الصعب جدًا على الطلاب الجدد التعامل معهم..."

كليوه كانت تتعرق سراً عرقًا باردًا وهي تحاول الرد بثقة قدر استطاعتها.

بابتسامة مشرقة.

"اعتقدت أنه ينبغي عليهم على الأقل أن يكونوا قادرين على التعامل مع هذا... في حالة إذا أرادوا إثبات أنهم مؤهلون للفصل (أ)."

لقد كان ردًا متسرعًا ومصطنعًا، لكن إذا قامت بالتراجع، فلن تعيش لترى النور. وهكذا، تحدثت الأستاذة المساعدة كليوه بمنتهى الثقة.

وبهذا الموقف الواثق... لم يكن بيد جميع الأساتذة الكبار سوى الجلوس والبقاء هادئين.

"هممم... أونيكس بيلومير، إد روثستايلور، أنيس هايلان، كليفيوس نورتوندال..."

نظر إوبل إلى تقرير كليوه وهو يقرأ أسماء أعضاء مختبرها، واحدًا تلو الآخر... ثم أغمض عينيه، وأومأ برأسه بهدوء.

نظر جميع الأساتذة الكبار الموجودين هناك إلى القائمة مرة أخرى، حتى بقيت اسماء الأعضاء عالقة في رؤوسهم.

الجميع هنا يعرف ما كان ذلك.

حتى الأساتذة الذين لم يؤمنوا بالخرافات لم يعد أمامهم خيار سوى الاعتراف ببطء بحظ الأستاذة المساعدة كليوه عندما يتعلق الأمر بالأشخاص من حولها. لدرجة أنهم كانوا متأكدين من أنها فعلت شيئًا ما في حياتها السابقة.

حتى أن آخرين اعتقدوا أن مظهر كليوه الأحمق لم يكن أكثر من مجرد تمثيل. ففي النهاية، لقد ولدت بموهبة اختيار وإدارة الأفراد الرائعين من حولها.

بخلاف ذلك، لن يكون أي من ذلك منطقيًا بالنظر إلى كمية الموهبة التي أحاطت بها بشكل دائم.

لقد تمكنت من أن تصبح أستاذة مساعدة بفضل جميع العلماء المشهورين عالميًا والذين ساعدوها، وكان جميع أصدقائها المقربين أفرادًا مشهورين مؤكدة مهارتهم، وحتى الطلاب الذين كانت مسؤولة عنهم كانوا من الأحجار الكريمة النادرة التي لا توجد إلا مرة واحدة في العمر.

باركت الآلهة حقًا كليوه عندما يتعلق الأمر بعلاقاتها والأشخاص من حولها. لم يستطع الأساتذة الكبار سوى أن يبدأوا في الاهتمام كلما رأوا أشخاصًا جدد يتسكعون حول كليوه.

ومن الأمثلة على ذلك مساعدتها أنيس، التي كان يسيل لعاب كل أستاذ لمحاولة سرقتها لأجل مختبراته الخاصة.

أما بالنسبة للأشخاص الجدد الآخرين من حولها... فلا يزال من الصعب الحكم عليهم.

رؤية الطريقة التي كانت بها كليوه تجلس بقوة في هذا الموقف الصعب مع وجود كل العيون عليها، ولكنها ما تزال لا تنوي التراجع وتعبر عن رأيها الشخصي بقوة. كان من الواضح أنها لم تكن مجرد شخص ساذج واحمق.

لكن خلف وجهها البريء هذا... كان من الصعب روي القصة الكاملة حتى الآن. فقط ما نوع الأفكار التي من الممكن أن تدور في ذهنها؟

"أريد أن آكل فطيرة..."

في محاولة لمنع معدتها من الهدر، جلست الأستاذة المساعدة كليوه، ولم تنطق بكلمة واحدة.

"على أي حال، تم الآن الانتهاء من إمتحان تحديد الفصل للطلاب الجدد، كما تم الانتهاء أيضًا من القائمة الجديدة للطلاب الأفضل... وبهذا نكون قد انتهينا تقريبًا من استعداداتنا للفصل الدراسي التالي."

لم تتضمن الوثيقة التي تم تقديمها لإوبل معلومات عن الطلاب الجدد فحسب، بل احتوت أيضًا على الشؤون الأكاديمية ونظرة عامة على الأكاديمية بأكملها.

الشيء الأكثر أهمية قبل انتخابات مجلس الطلاب كان... قائمة جميع الطلاب الأعلى رتبة.

السنة الأولى

قسم القتال: واد كالامور

قسم السحر: جوزيف وايتفيلد

قسم الخيمياء: كلاود فيلاسوس

الطالب الاعلى مجملًا: واد كالامور

السنة الثانية

قسم القتال: كليفيوس نورتوندال

قسم السحر: لوسي ماريل

قسم الخيمياء: إلفيرا أنيستون

الطالب الاعلى مجملًا: لوسي ماريل

السنة الثالثة

قسم القتال: دريك لايكوس

قسم السحر: ينكار بالروفر

قسم الخيمياء: أتالانتا

الطالب الاعلى مجملًا: ينكار بالروفر

السنة الرابعة

قسم القتال: دوك الدوغار

قسم السحر: ترايكانا بلومريفر

قسم الكيمياء: دوروثي وايتفيلد

الطالب الاعلى مجملًا: دوك الدوغار

اجتمع الأساتذة المدراء على كل قسم معًا لمناقشة الطلاب الأفضل في كل قسم لكل مرحلة.

ستتأثر الانتخابات الرئاسية للطلاب إلى حد كبير بحسب الطلاب الموجودين في القائمة والأهمية التي يتمتعون بها داخل الأكاديمية.

وبالتالي، كان لمنصب رئيس الطلاب في أكاديمية سيلفينيا أهمية كبيرة.

في الأصل، سيكون من السخيف أن يتمتع ممثل الطلاب بسلطة مساوية لسلطة عضو من الهيئة التدريسية. الطالب ما زال مجرد طالب، ومن المستحيل السماح له بممارسة سلطته خارج حدود هذا المنصب.

ومع ذلك، في أكاديمية سيلفينيا فأن هيكل الطلاب كان بالاحرى مميزًا.

لم تكن مجرد تجمع للطلاب الموهوبين في مجموعة متنوعة من المجالات. وبطبيعة الحال، كان هناك عامة الناس الذين لا يستطيعون قول كلمة واحدة، وكذلك الأرستقراطيين والأطفال الذين أتوا من السلطة... كان مكانًا يمكن حتى لشخص من العائلة المالكة أو القديسة أن تأتي وتحضر فيه كطالبة.

وقد كان رئيس مجلس الطلبة مؤتمنًا على أصوات جميع هؤلاء الطلاب ومسؤولًا عن تأييد موقفهم.

من خلال دعم العديد من الطلاب، هكذا ستصبح رئيسًا لمجلس الطلبة... وهو المنصب الذي يمكنك من خلاله ممارسة مستوى من السلطة لا يستطيع الطالب العادي القيام به.

لم يكن المنصب مدعومًا من قبل عشرة أو عشرين طالبًا فقط، ولكن بعدد سيتخطى وبسهولة المائة... من وجهة نظر الأكاديمية، كان منصبًا لا يمكن رفضه ببساطة.

لم يكن لدى رئيس مجلس الطلبة السابق فيروس أي مشاكل تتطلب حلًا فوريًا، مما سمح له بالتعامل مع الأمور بسلاسة والحفاظ على الوضع الراهن. بالاحرى كان قادرا على خلق جو مريح للطلاب. وبما أنه شغل هذا المنصب لمدة عامين، لم يكن لدى الأكاديمية أيضًا أي مشاكل معه.

ولكن الآن بعد أن تخرج، كانت تلك لحظة مهمة يجب تقرير فيها من سيكون رئيس الطلبة القادم.

"هل نظرت إلى تأثير الطلاب الاعلى في كل مرحلة...؟"

بدأ أوبل المحادثة بطريقة خفيفة.

من وجهة نظر الأكاديمية، كان من الضروري التخمين مسبقاً أي طالب سيتم انتخابه ممثلاً للطلبة.

وكانت الطريقة الأكثر وضوحًا للقيام بذلك هي... النظر إلى تأثير الطلاب الاعلى في كل مرحلة وكيف كان تأثيرهم على الانتخابات

قسم القتال، قسم السحر، قسم الكيمياء... غالبًا ما كان للطلاب الاعلى في كل قسم التأثير الأكبر ضمن مرحلتهم.

وذلك لأنه حتى بدون قول أي شيء، فقد كان الطلاب دائمًا يحترمون وبشكل كبير الطالب الاعلى في كل مرحلة. بالطبع، هناك بعض الاستثناءات، لكن... كان هناك بالتأكيد صفة عامة. في حالة قسم الخيمياء، بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم أي فكرة عما يجب عليهم فعله، فقد أصبح من التقليد اتباع رأي الطالب الاعلى.

وإذا نظرت إلى ما هو أبعد من كونك فقط الطالب الأعلى في القسم، فأن أولئك الذين كانوا الأعلى في مرحلتهم بأكملها... فبفضل قوتهم، كانوا في وضع يمكنهم فيه من تغيير نتيجة الانتخابات بأكملها تمامًا.

تلك كانت الحالة، ما لم يحدث شيء غير عادي أو كان هناك شخص لديه رأي مختلف... رغم ذلك، عادةً ما تأتي معظم الآراء والدعم من قوة الطلاب الاعلى داخل الأكاديمية.

"سأعطيكم تقريرا مفصلًا بشكل فردي."

"حسنا. ثم دعونا ننتقل إلى الموضوع التالي."

عندما تأكدت الأستاذة المساعدة كليوه أنها لم تعد محط اهتمام، تنهدت براحة. على أية حال، فإن العمل كبديل للبروفيسور غلاست لم يكن حقًا بالمهمة السهلة.

"البند التالي من جدول الأعمال... هناك عاصفة ثلجية مرة أخرى هذا العام؟"

كانت قضية تُطرح دائمًا كل عام في هذا الوقت تقريبًا. قبل الربيع مباشرةً، خلال أواخر الشتاء في جزيرة آكين، كانت هناك عاصفة ثلجية استمرت حوالي أسبوع، بسبب الظروف المناخية. وفي حين أن موعد وصولها يتغير قليلاً في كل مرة، إلا أنها لا تزال تأتي كل عام دون استثناء.

خلال تلك الفترة، يمنع الطلاب من الخروج ويجبرون على قضاء وقتهم في المسكن بدلاً من ذلك. وبالتالي، كان كل مهجع بحاجة إلى فحوصات وإصلاحات مخصصة للطقس البارد، بالإضافة إلى إعداد أي مستلزمات داخلية ضرورية.

لم يكن هناك سبب للقلق بشأن مرافق قاعة اوفيليس بالنسبة للطلاب والموظفين. لكن قاعة لورايل وقاعة ديكس ما زالا بحاجة إلى أن يتم التحقق من حالتهما... وبينما كان إوبل يستمع إلى كل ذلك لمدة ثلاث ساعات، شعر بالتعاسة.

بالتفكير في كيف كانت تلك هي آخر موجة برد قبل حلول الربيع، بدأ يشعر حقًا بمدى سرعة مرور الوقت.

* * *

[الاسم: إد روثستايلور

الجنس: ذكر

العمر: 17

السنة: الثالثة

النوع: إنسان

الإنجازات: الناجي الحازم (عام واحد) / مستدعي الروح رفيع المستوى

الحيوية: 13

الذكاء: 13

البراعة: 15

قوة الإرادة: 12

الحظ: 11

تفاصيل المهارات القتالية >>

تفاصيل المهارات السحرية >>

تفاصيل المهارات الحياتية >>

تفاصيل المهارات الخيميائية >> ]

[منتج مصنوع حديثًا

جدار خشبي مصد للرياح

ألواح خشبية مقطوعة جيدًا ومكدسة معًا ومربوطة بخيط. مدفونة في الأرض، تقف بشكل مستقيم.

يمكنها أداء وظيفتها المتمثلة في منع التيارات الهوائية الصغيرة، لكنها لن تتحمل الرياح القوية التي تتجاوز الحد المسموح به.

مستوى صعوبة الإنتاج: ●◐○○○]

في هذه المرحلة، مع هكذه نوع من المنتجات، لن أتمكن من رفع مهاراتي الإنتاجية إلى مستوى أعلى.

لقد وصلت إحصائية البراعة الخاصة بي إلى 15 أيضًا، لذا تباطأ نموها. وبما أنني كنت 15 وربما لن أرتفع أكثر من ذلك، فقد كنت بحاجة إلى تركيز وقتي الآن على إحصائياتي الأخرى لأجل رفعها.

والآن لتحقيق نمو كبير آخر، فقد حان الوقت للبحث عن فرصة أخرى.

على عكس تايلي، لا أستطع الجلوس ساكنًا وانتظار كل أنواع المحن لتأتي في طريقي، لذا فأنا بحاجة للوقوف على قدمي والذهاب للعمل.

"فيوه..."

بعد أن مسحت عرقي، نظرت إلى مصد الرياح الذي بذلت جهدًا كبيرًا في تثبيته.

تم نقل جميع الأدوات المنزلية العشوائية التي كنت أضعها في الخارج إلى داخل المقصورة.

وبالنسبة لجميع الإمدادات الأخرى التي كان من الصعب جدًا وضعها داخل المقصورة، فقد نصبت خيمة، وتأكدت من ربطها بعدة طبقات من الحبال. ثم وضعتها خلف مصدات الرياح مباشرةً، وقمت بتخزين الأشياء هناك.

"إنه بالتأكيد اختيار ذكي للاستعداد قدر الإمكان للرياح القوية."

مسحت عرقي، واستندت إلى جدار المقصورة وذراعاي متقاطعتان عندما سمعت صوتًا مألوفًا عبر نار المخيم.

عندما نظرت بهدوء في ذلك الاتجاه، فهمت على الفور ما نوع الموقف الذي كان يحدث.

بمجرد النظر إليها، يمكنك أن تعرف من خلال زي الخادمة الجديد الخاص بها مدى انضباطها وكم سلوكها لائق.

كانت بيل، التي كانت ترتدي زيًا نظيفًا به العديد من الرتوش والإكسسوارات، ممسكة بلوسي.

كما لو لم تكن إنسانًا... لوسي كانت ترتجف وهي تتدلى منها، حيث تبدو كأنها بعض الأسماك المجففة على رف التجفيف. نظرًا لأن بشرتها كانت شاحبة جدًا، فلا بد أنها ما تزال تكره خادمات قاعة أوفيليس.

"إن لمن دواعي الارتياح أن أراك في حالة جيدة، أيها السيد الشاب إد."

"هل أتيتِ إلى هنا للإمساك بلوسي؟"

"قريبًا، ستأتي العاصفة الثلجية. لقد تلقينا أمرًا من الأكاديمية. أثناء العاصفة الثلجية، يُمنع الدخول والخروج إلى المهاجع ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية. كما أن إدارة شؤون الموظفين أصبحت أكثر شمولاً من المعتاد."

ولهذا السبب جاءت للقبض على لوسي مقدمًا.

رغم ذلك، بصراحة، في حالة لوسي... سواء كانت عاصفة رعدية أو عاصفة ثلجية، فلن تواجه أي مشكلة. لكن قواعد الاكاديمية كانت قواعد الأكاديمية. خلال هذه الأوقات، بدأت أشعر بالسوء تجاه الخادمات، اللاتي اضطررن إلى الركض في الأنحاء وتلويث ملابسهن فقط ليقمن بتنظيفها مرة أخرى.

"نظرًا لأنها على الأرجح ستحاول الهرب... يجب أن أراقبها عن كثب. أخطط أيضًا لتولي دور مراقبتها لمدة أسبوع."

"سـ-ساعدني..."

"......"

من المؤكد أن بيل لا تترك أي مجال للخطأ في عملها. على الرغم من أنها تبدو وكأنها لا تستمتع بالأمر كثيرًا، إلا أن قدرتها على إدارة كل شيء كرئيسة للخدم كانت رائعة جدًا.

قد يكون الأمر خانقًا بالنسبة إلى لوسي، التي كانت تكره أن تكون محاصرة في الأماكن الخانقة، ولكن... الحقيقة كانت أنها مضطرة إلى البقاء داخل قاعة أوفيليس لمدة أسبوع. ولم يكن هناك ما يمكنني فعله حيال ذلك.

كما قلت من قبل... قواعد الأكاديمية كانت قواعد الأكاديمية. أذا ساعدتها في محاولة الهرب، فسأشعر بالأسف الشديد تجاه خادمات قاعة أوفيليس.

"لابد أن هذه هي المرة الأولى لكِ في التعامل مع العاصفة الثلجية أثناء تواجدكِ في منصب إداري. هل هناك الكثير مما يقلقكِ؟"

"...هم...همم...أمم..."

"سأستمر في التحدث بشكل رسمي."

"...... بصراحة، ليس هناك الكثير مما يدعو للقلق. قاعة أوفيليس مجهزة تجهيزًا جيدًا، وفي المقام الأول، بالكاد يوجد أي طالب يمكنه الخروج أثناء العاصفة الثلجية... طالما أنني اراقب الآنسة لوسي عن كثب للتأكد من أنها لن تهرب، فلا ينبغي أن تكون هناك أي مشاكل أخرى."

أمسكت بيل لوسي بسرعة باحكام بينما تغير محور المحادثة نحوي.

"في الواقع، ما يقلقني حقًا هو أنت. في هذه البيئة، هل ستكون بخير خلال عاصفة ثلجية تستمر أسبوعًا؟ أعتذر عن فظاظتي، ولكن مع مجرد مصد رياح مثل هذا... أعتقد أنه سيكون صعبًا."

"حسنا، هذا فقط لحماية هذه الإمدادات."

بالإضافة إلى ذلك، في حالة حدوث شيء سيئ للمقصورة، قررت ربط حبل بإحكام من السقف إلى الأرض. لقد اهتممت أيضًا بجميع أفخاخ الصيد التي نصبتها وأعدتها إلى داخل مقصورتي.

"لدي مكان آخر سأختبئ فيه أثناء العاصفة الثلجية، لذا لا داعي للقلق كثيرًا."

"بما أنك تقول ذلك، فلن أقلق كثيرًا..."

خلال الأسبوع الذي ستعيث فيه العاصفة الثلجية فسادًا، خططت للتركيز على القيام بابحاث في الهندسة السحرية في مكتبة الروح.

نظرًا لأنها كانت تحت الأرض وربما تكون خانقة بعض الشيء، لم أرد حقًا البقاء فيها لفترة طويلة، لكن لم يكن بيدي حيلة. لقد قمت بالفعل بإعداد ما يكفي من الحطب ونقله، وكذلك قمت بالاهتمام بالتهوية. كل ما كان علي فعله هو إشعال نار بالقرب من الحفرة.

كان من المؤسف أنني لن أتمكن من استعارة قوة لوسي السحرية، لكن احتاج للاستمرار فقط لمدة أسبوع واحد.

كنت آمل فحسب ألا يكون هناك أي ضرر للمخيم أثناء غيابي.

بمجرد أن أنهي فترة تدريبي الطويلة في المكتبة، سيبدأ الطقس في أن يصبح أكثر دفئًا. بحلول ذلك الوقت، لابد أن أحرز قدرًا كبيرًا من التقدم في الهندسة السحرية.

لقد كان شعورا غريبا. كما لو كنت حيوانًا سيذهب للسبات الشتوي.

"حسنًا، هذا كل شيء، لكن... سيد إد. هناك شيء آخر أشعر بالقلق بشأنه..."

"نعم؟ هل هناك شيء آخر؟"

خدشت بيل ذقنها ثم ظهر تعبير قلق على وجهها... ولكن بعد فترة وجيزة، هزت رأسها.

"لا شيء. السؤال عنه سيكون متطفلًا جدًا مني..."

"إذا قلتِ ذلك، فلا يسعني إلا أن أشعر بالفضول."

بيل كانت ما تزال متمسكة بلوسي، التي كانت تتدلى، تنهدت بيل وتحدثت معي بوجه صارم.

"بغض النظر عن الوضع... حظاً موفقاً... إيها السيد الشاب إد."

* * *

كان طعم فطيرة التوت مثل الرمل.

تم جلب المرطبات مباشرة من المخبز الأكثر شهرة في الإمبراطورية. وهي متحمسة لرؤية صديقاتها في الأكاديمية بعد هذا الوقت الطويل، أحضرت كلارا جميع المرطبات الراقية.

شربت كلارا الشاي الأسود وهي تجلس أمام صديقاتها المقربات، ينكار وأنيس... عندما أدركت أن 'هذا هو المقعد الساخن'.

(المترجم: المقعد الساخن يقصد به الشخص الذي يقع في ورطة أو يتم استجوابه)

في مرافق رعاية الطلاب الموجودة في مبنى اتحاد الطلاب في المنطقة التعليمية، جلس ثلاثتهم معًا على مقعد في الزاوية... ولمدة خمس دقائق كاملة، لم يحضوا بحديث مناسب.

في البداية، كانت كلارا متحمسة عندما تحدثت عن إجازتها، وحصص الفصل الدراسي القادم، وما إلى ذلك في محاولة لبدء محادثة. ومع ذلك... لم يسفر ذلك إلا عن عدد قليل من الردود القصيرة. لكن كان هناك توتر غريب في الجو بين ينكار وأنيس.

"ما خطبكما...؟ هل تشاجرتما...؟"

يمكن لأي شخص أن يقول أنهما قد تشاجرتا. بدأت كلارا تعاني من صداع خافق.

أن رؤية صديقتيها اللتين تعتز بهما أكثر من أي شيء آخر في سيلفينيا يتشاجران... كان ذلك مفجعًا بشكل أكيد.

صورة ينكار وأنيس في بداية الإجازة، عندما لوحا تجاهها، ترددت في رأسها.

تذكرت كلارا صديقاتها اللتان كانتا تبتسمان دائمًا حتى لو كانتا تتشاجران أحيانًا على أشياء صغيرة.

كان لدى ينكار وأنيس علاقة طويلة. لذا، إذا كانوا قد تشاجروا بالفعل، فهناك احتمال كبير ألا يكون شيئًا تافهًا. لكن ذلك لم يكن كافيًا أيضًا لكسر صداقتهما إلى الأبد.

كان لدى أنيس جانب قوي، لكنها ما تزال طيبة الطبع. وليس هناك الكثير لقوله حول ينكار. لذا، فأن رؤيتهما كلاهما يتشاجران... فقط ما مدى خطورة وتعقيد المشكلة؟

هذا كان الوقت المثالي لها للتوفيق بين الاثنين كجسر يربط بين الجانبين. بالتفكير في ذلك، كانت كلارا على وشك أن تقول الكلمات الأولى.

"سمعت أن إد احتضنها."

تحدثت ينكار أولاً، دون إضافة حتى أدنى قدر من العاطفة إلى كلماتها.

بالكاد تمكنت كلارا من الامتناع عن بصق الشاي الذي شربته.

"م-ماذا تقولين؟"

نظرت كلارا مباشرة إلى أنيس.

ماذا تقول يا أنيس؟ بسماع ما قالته ينكار بشكل واثق جدًا... لن تستطيع منع نفسها من قول شيء ما، صحيح؟ راقبت كلارا أنيس بعناية بحثًا عن أي ردة فعل.

لكنها بدت وكأنها محرجة حيث أخفضت بصرها... وبوجه خجول بدأت تتعرق...!

مع ينكار... لا تستطيع التواصل بالعين...!

"أنيس...؟"

"هذا... شيء أشبه بسوء الفهم، نعم."

لا تزال أنيس تتعرق، نظرت سريعًا نحو ينكار وبدأت في التحدث.

"أعتقد أن الأرواح لم تحكي القصة كاملة. في الواقع، أكثر من ذلك، أعتقد أن القصة التي سمعتيها كانت تركز فقط على الحقائق السطحية. إنهم لا يعرفون القصة كاملة."

"ما - ماذا...؟"

أخذت أنيس نفسًا عميقًا وعادت إلى تعبيرها المعتاد.

مساعدة الاساتذة الافضل أنيس هايلان. عند رؤية تعبيرها، كما لو أنها قد عادت إلى طبيعتها المعتادة التي اهتمت بكل شيء بدقة مع التأكد من عدم ارتكاب أي خطأ، بدأت كلارا تشعر ببعض الارتياح.

"هناك شيء أريد أن أعتذر لكِ عنه يا ينكار. هذا شيء تعرفه كلارا بالفعل، ولكن... حاولت عن عمد خداع ذلك الرجل، إد."

عندها فقط فهمت كلارا القصة كاملة.

ما قالته لها أنيس قبل الإجازة وقبل خروجها من الأكاديمية.

أنها سوف تغازل إد لترى كيف سيكون رد فعله...!

"آآه~ هذا صحيح...! آه، هل اكتشفت ينكار ذلك؟! يا أنيس، أنتِ خرقاء حقًا...! ولكن، هذا... نعم، هذا شيء يجب أن تعتذري عنه...!"

"هذا صحيح، ينكار. أنا آسفة. بصراحة، لم أكن أعتقد أن إد روثستايلور كان رجلاً يمكن الوثوق به... بغض النظر عن كيف نظرت إليه، فقد بدا وكأنه فتى مستهتر... ولهذا السبب فقد حاولت اللعب معه لمرة واحدة فقط...!"

"ماذا...؟ هذا... أنتِ كاذبة... لا، انتظري... حقًا؟"

هذه المرة، بدأت عيون ينكار ترتعش. كان من المنطقي أنها ستشعر بالارتباك، لكن قلب كلارا أيضًا بدأ يدق.

عرفت كلارا أن أنيس لم تكن تكذب.

لقد أخبرتها أنيس بالتأكيد بذلك مسبقًا. بأنها كانت تخطط لخداع إد ومعرفة الحقيقة عنه.

"في المقام الأول، رجل مثله ليس من نوعي المفضل! لا تقلقي ولو بمقدار ذرة, يـ-ينكار."

بدأت عيون أنيس ترتجف عندما بدأت تتحدث فجأةً بثقة.

"في المقام الأول، ما الجيد حقًا في رجل مثله، والذي يبدو وكأنه بلطجي، مليئ بالغطرسة، يتجول كئيبًا، ويعيش فقط وهو يفكر في نفسه، صحيح؟!"

"أنت لئيمة جدًا يا أنيس! أنت لا تعرفين حتى شيئًا عن إد...!"

"ثم ماذا تريدين مني أن أقول!"

بعد أن قالت ذلك، أخذت أنيس لحظة للتنفس قبل أن تضرب الطاولة وتقف.

"أنا... أنا آسفة لمحاولتي خداعه بهذا الشكل دون التحدث معكِ أولاً، ينكار...! أنا آسفة!"

"إذا اعتذرت هكذا فجأةً... أنا... أنا لا أعرف ماذا يجب أن أفعل...! جعلي أتصرف بهذه الطريقة، يبدو الأمر كما لو كنت أنا وإد... مثل... كما تعلمين... في ذلك النوع من العلاقات..."

شعرت كلارا بأن روحها ستهرب منها.

هل ستأتي حقًا وتقول إنهما لم يكونا هكذا بعد كل هذا؟ لم تكن تعرف كيف فكر إد في الأمر، ولكن على الأقل كانت ينكار قد تجاوزت تلك النقطة.

كانت تتحدث دائمًا عن إد هذا وإد ذاك، في كل مرة يلتقيان فيها، لذلك سيشعر أي شخص بالإحباط الشديد عندما يرى كيف تتصرف حاليًا. كان هذا كله خطأ شخصيتها الخجولة والنقية بشكل مفرط.

"أ-أيضًا... لماذا تفعلين شيئاً لم أطلبه يا أنيس؟! سواء كان إد شخصاً جيداً أم لا... فهذا أمر يعود لي...! لا، انتظري... التحدث هكذا يجعل الامر يبدو وكأنني أنا وإد في هذا النوع من العلاقات... هذا ليس ما أقصده...!"

"ينيكار. أنتِ الآن مرتبكة للغاية. أنتِ لا تفكرين بشكل سليم."

واصلت ينكار الحديث بينما كانت تدحرج قدميها.

"هـ- هل تعلمين كم كنت قلقة؟! لم أستطع النوم ليلاً... ويا أنيس، أنت صديقة مقربة لي، لذا فكوني أشعر بهذا النوع من الخيانة منكِ... في الواقع، هل أنا حتى في وضع يحق لي فيه الشعور هكذا...؟ أنا لا أعلم حقًا... كنت فقط قلقة كثيرًا بشأن الكثير من الأشياء المختلفة، و..."

"لا تقلقي يا ينكار. على أقل تقدير، أنتِ شخص مميز بالنسبة له. أنا متأكدة من أنكِ أكثر من مجرد صديق، ولكن أقل من حبيب بالنسبة له. على الأقل، هذا مما أظنه بنائًا على ما رأيته."

"عندما تقولين شيئًا كهذا، فأنا لا أعرف حقًا كيف يجب علي الرد! أليس الجو ساخنًا؟ إنه ساخن حقًا!"

بدأت ينكار، التي وصلت إلى حدودها القصوى، في تهوية وجهها بسرعة وهي تنظر ذهابًا وإيابًا بين أنيس وكلارا.

كان الشعور بالحرج شيئًا يحدث بين الحين والآخر... لكنه اليوم حدث أكثر من المعتاد.

والسبب هو أن أنيس كانت تتحدث بطريقة مباشرة للغاية. بالنسبة لملاك مثل ينكار، لا بد أن السرعة والصراحة كانتا أكثر من اللازم... بدأت تفكر 'فقط متى ستهدأ هذه المحادثة؟'

"عـ-على أية حال... بما أنني أخطأت في الامر بأكمله بشكل كبير... نعم، كان مجرد سوء فهم... حسنًا...! لأكون صادقة، لا أعتقد أنها فكرة جيدة محاولة الحكم على إد بهكذا طريقة، لكن... بما أنكِ كنتِ تهتمين لأمري فقط، لا أستطيع أن أغضب... على أية حال، شكرًا لكِ على صدقكِ معي، أنيس!"

عند رؤية تعبير ينكار أثناء الحديث، شعرت كلارا بالارتياح.

كان ذلك شيئًا خارجًا عن شخصية أنيس. لقد كانت شخصًا يفعل كل شيء على أكمل وجه دائمًا، لكن ينكار قبضت عليها بالخطأ وبدأت بالشجار...

لكن مع ذلك... تم حل كل شيء... لم يكن الأمر سوى جدال بسيط.

للحظة، ظنت أن أنيس ربما وقعت في حب إد، لكن ذلك لم يكن له أي معنى. نعم، لا يمكن أن يكون ذلك ممكنًا.

"أوه، نعم... حسنًا، ينكار."

ولكن، رأت كلارا من خلال تعبيرها.

نظرت أنيس إلى الأسفل بوجه أحمر قليلاً، وأجابت على ينكار... عندما رأت كلارا ذلك، أدركت فجأة سبب شعورها بالقشعريرة.

"أنيس."

بعد اجتماعهم، سارت ينكار نحو الغابة الشمالية.

قالت إنه في الآونة الأخيرة، لأنها كانت تركز على تدريب رنينها الروحي وكانت مشغولة عقليًا بسبب سوء الفهم مع أنيس، لم يكن لديها الوقت للزيارة.

نظرًا لأنها تريد زيارة إد بانتظام، والآن بعد أن شعرت بتحسن كبير، كان من المنطقي أنها ستتوجه إلى هناك على الفور.

رغم ذلك، من وجهة نظر كلارا، كشخص لا يعرف أين يعيش إد، بدا الأمر كما لو أنها ستذهب لتدريب رنينها الروحي أكثر. لذلك لوحت بيدها قائلة وداعًا لها.

وأخيرا، عندما كانت وحدها مع أنيس، نادت باسمها بصوت منخفض.

"...كلارا، ألا يمكنكِ تخطي طرح المزيد من الأسئلة علي؟"

"إذا أردتِ ذلك...ولكن أنيس...مع ذلك..."

"لدي فكرة."

"ما هي؟"

أثناء عبورهم المنطقة التجارية، سألتها كلارا بهدوء هذا السؤال... ابتلعت أنيس لعابها وهي تمسك بياقة كلارا وتتحدث بنظرة يائسة غريبة على وجهها.

"عـ-عرفيني على رجل."

"......"

قامت بطلب شيئ كهذا في الماضي من قبل، لكن هذه المرة كان الأمر مميزًا.

ولكن الأمر المؤسف هو أن كلارا أيضاً لم تكن لديها أي خبرة في المواعدة...

"هـ-هذا الطلب مبالغ به جدًا..."

"هـ-هل هو كذلك...؟"

"في المقام الأول، من المستحيل أن يتغير قلب شخص ما بهذه السهولة يا أنيس."

"هذا ليس ما في الأمر يا كلارا. لست متأكدة تمامًا، ولكن يمكننا فقط استبدال مشاعرنا الأصلية."

بينما كانت أنيس تتحدث، هزت كتف كلارا ونظرت إليها مباشرة في عينيها.

"لـ- لا تنظري إلي بهذه الطريقة, كلارا!"

"ما-ما الذي تتحدثين عنه؟ أنا أنظر إليكِ كالمعتاد...!"

أخذت أنيس عدة أنفاس.

"على أية حال، أنا آسفة لأنني كذبت على ينكار، ولكن... لم أرغب في أن أثقل كاهلها عاطفيًا في الوقت الحالي. سأخفي مشاعري فحسب. يجب أن أكون قادرة على فعل ذلك القدر. الأمر فقط... أني لم أقم بتكوين صداقات مع أي رجل آخر بهذا الشكل حتى الآن!"

"يـ-يمكنك شرح ذلك ببطء! أنيس، أنت متحمسة جدًا الآن! وفي المقام الأول، أخبرتكِ أنه ليس من السهل الذهاب والعثور على علاقة جديدة هكذا!"

"حـ-حقا؟"

"أنيس، أنت مشغولة، و... أنتِ لا تستثمرين ما يكفي من الوقت في الآخرين لتحظي بهكذا علاقة خاصة... انتظري، هل قول كل ذلك الآن هو توقيت خاطئ...؟"

"لا، لا... أنتِ على حق... ما تقولينه صحيح..."

أمسكت أنيس بأكتاف كلارا مرة أخرى، وهزتهما عدة مرات.

"كلارا. ربما حقيقة انه يجب علينا مواعدة رجل هي مجرد صورة نمطية. إذا فكرنا في الأمور بشكل أكثر تقدمًا... إذا كانت مجرد علاقة خاصة... كلارا، هل تريدين مواعدتي؟!"

"أرجو أن تهدأي وتسيطري على نفسكِ يا أنيس. عليكِ أن تفكري في الأمور بعقلانية. أنتِ عادة تتمتعين بشخصية عقلانية. فقط انسي ذنبكِ تجاه ينكار وفكري في الأمر من فضلكِ."

"أنتِ على حق يا كلارا. لا يجب أن أتأثر بشيء كهذا."

أوقفت أنيس رأسها عن الدوران وهي تتحدث مباشرة إلى كلارا.

"يقولون بعيدًا عن الأنظار، بعيدًا عن العقل. بمجرد انتهاء العاصفة الثلجية، ستنتهي العطلة، وسيتم أيضًا نقل طلاب برنامج المنح الدراسية بالأكاديمية إلى أماكن عملهم الجديدة... قريبًا، لن أضطر إلى مقابلته بعد الآن. في المقام الأول، بأستثناء الدراسات العنصرية، فنحن ندرس مجالات مختلفة. ولن نتداخل أو نتشارك في نفس الفصول الدراسية... سيتعين علي فقط اجتياز برنامج المنح الدراسية هذا. هذا صحيح... فقط حتى ينتهى البرنامج ونذهب جميعًا إلى أماكننا المنفصلة...!"

* * *

"لقد قررت العمل مع طلاب برنامج المنح الدراسية بالأكاديمية كأستاذة مساعدة حتى نهاية الفصل الدراسي-!"

وفي صباح بعد يومين، تظاهرت الأستاذة المساعدة كليو بالنفخ في البوق وهي تعلن ذلك للطلاب المجتمعين في المختبر.

"كليفيوس وأونيكس كلاهما مجتهدان ويقومان بعمل جيد. وأنت، يا إد، جيد بشكل خاص في إنهاء عملك. أنت نشيط ومتفوق في كل ما تفعله. سيكون من العار جدًا أن ندع مختبر آخر يأخذك بدلًا منا-"

تحدثت الأستاذة المساعدة كليو بابتسامة مبهجة على وجهها، ووضعت فطيرة في فمها.

"بالطبع، نظرًا لأنك ستكون طالبًا مساعدًا متفانيًا لأستاذ، فسيتم أيضًا زيادة المنحة الدراسية التي تتلقاها. بالمقارنة مع المختبرات الأخرى، سيكون هذا مكانًا أكثر راحة للعمل - لذلك دعونا نقضي وقتًا ممتعًا~"

من المؤكد أن مختبر الأستاذة المساعدة كليوه لم يكن بيئة سيئة للعمل فيها. والأهم من ذلك أن الأستاذة المسؤولة لم تسئ استخدام سلطتها على الإطلاق.

وبينما كان جميع الطلاب يومئون برؤوسهم، ويستمعون إلى ما تقوله، كانت أنيس تجلس بمفردها في الخلف على المكتب... ويداها تغطيان وجهها كما لو أنها قد خسرت حربًا للتو.

2023/08/28 · 535 مشاهدة · 4460 كلمة
نادي الروايات - 2024