تكيفت عيناي مع الظلام منذ وقت طويل. فبعد كل شيء، كانت حياتي فقط في الظلام.
بعد أن فتح عينيه الداكنتين، أكلت تجربة العيش في عالم مغطى بالدماء قلب كليفيوس.
ظلت الذكرى المتأصلة في ذهنه ثابتة.
تلك اللحظة التي فتح فيها عينيه فقط ليجد نصلًا في قلب أخيه الأكبر.
الأخ الأكبر الذي وقف دائمًا بجانبه، حتى عندما ادارت بقية العائلة ظهرها لكليفيوس. حتى ذلك الأخ الأكبر، الذي اعتبره حليفه الوحيد، لم يتمكن من تغيير دمه الملعون والنصل الذي أتى من أجله.
خرج الدم من فمه وعينيه المحتقنتين بالدم، نظر إلى كليفيوس وتحدث.
صر على أسنانه وسعل دمًا، وتحدث إلى كليفيوس.
ربما بقصد اللعن. الكلمات التي قالها بينما استمر الدم في النزول ---
"قالوا إنه حتى تمر العاصفة الثلجية، سيتم إيقاف جميع الأنشطة داخل الأكاديمية. فلماذا أتيت إلى مختبرات الأكاديمية؟ لم يكن عليك الحضور للعمل."
فجأةً، عاد كليفيوس إلى رشده. لقد كاد أن يفقد عقله مرة أخرى بسبب الهلوسة التي تحدث بين فترة وأخرى.
"مع استمرار الطقس كما هو اليوم والغد، أليس من الأفضل البقاء داخل المهجع؟"
"حـ-حسنًا، حتى مع أنكِ قلتِ ذلك، فلقد أتيتِ للعمل أيضًا، الأستاذة المساعدة كليوه..."
"أليس هذا ما يعنيه أن تكون الأستاذ الاصغر~؟ إنه قدري أن أعمل حتى أصل إلى أقصى حدودي... آغغ..."
هزت الأستاذة المساعدة كليوه رأسها وهي تأخذ نفسًا عميقًا.
بدأت السحب الكثيفة تملأ السماء شيئًا فشيئًا مع سقوط رذاذ خفيف من حين لآخر. قد يبدو وكأنه شتاء دافئ، ولكن في أي لحظة من اللحظات سوف تتساقط الثلوج وتشتد الرياح.
كانت جزيرة آكين تستعد للعاصفة الثلجية منذ فترة، كما أخذ مخبز لابلاس فترة عطلة. لقد كان من الخطأ عدم التحضير وشراء الوجبات الخفيفة مسبقًا.
"...الشيء الذي ذكرتيه في المرة السابقة. أمم... وظيفة طالب مساعد في الأكاديمية؟"
بدأ كليفيوس بالحديث فجأةً عن العمل.
"آه، هل تتحدث عن كونك جزءًا من هذا المختبر؟ لن يكون الأمر صعبًا جدًا - بما أن عدد الموظفين قد زاد أيضًا الى حد كبير، فلابد أن الجميع سيتمتع بوقت سهل عند القيام بعملهم الخاص."
"هذا ليس ما في الأمر. امم، أنا... أعتقد أنه سيكون من الأفضل إذا لم اقم بذلك."
"هاه؟ ماذا تقول فجأةً؟ هل ستذهب إلى مختبر آخر؟!"
"لا, هذا ليس ما أقصده..."
تحدث كليفيوس بعصبية مع شعره مرتفع حتى نهايته.
"تعجبني الطريقة التي تعامليننا بها، لكنني لا أريد تولي وظيفة بهذه المسؤوليات... لذا، أتيت إلى هنا لأخبركِ..."
"لماذا؟ كليفيوس، أنت مجتهد ومن النوع الذي يقوم بعمل جيد وتتأكد من إنجاز العمل، ألست كذلك؟"
"هذا... فقط لأنه كان إلزاميًا... ولهذا السبب فإن القيام بأي أمر يتطلب المزيد من المسؤولية أو المهارات... أنا لا أريد حقًا القيام بذلك..."
ابتلع كليفيوس لعابه الجاف وبدأ يتحدث بثقة أكبر.
"كلما أُعطيت لي التزامات بهذه الطريقة... في معظم حياتي، كانت تنتهي دائمًا بالفشل... لذا، أحب أن أعتقد أنني قد راكمت بعض المعرفة خلال حياتي... بدلاً من البدء... أفضّل أن أأخذ وقتي حتى أتمكن من العثور على الإجابة الصحيحة... ففي نهاية المطاف، في معظم الأوقات ينتهي بي الأمر بكوني مجرد إزعاج للآخرين..."
استمر كليفيوس في التحدث بتردد حيث بدا مرهقًا وكئيبًا كما يفعل دائمًا.
"هل هذا صحيح؟ اعتقدت أنك غير راضٍ عن الطريقة التي عاملتك بها، أو ربما حاول شخص ما سرقتك بعيدًا عني~"
"لـ-لم يكن هناك شيء من هذا القبيل. لا أستطيع أن أتخيل حدوث هكذا شيء. بالإضافة إلى ذلك، فأنتِ تعامليننا دائمًا بشكل جيد... إن الوضع رائع حقًا هنا، ولكن..."
"حقًا؟ إذن، أنت تقول أنك ستستمر في القيام بذلك؟"
"هاه؟ آه، أمم.... أعتقد ذلك..."
أمام كليفيوس، الذي كان في حالة حطام عصبي، أنهت الأستاذة المساعدة كليوه المحادثة في لحظة بابتسامة على وجهها.
"إذا إفعل ذلك."
كانت الأستاذة المساعدة كليوه هي نفسها كالمعتاد، ولكن لسبب ما بدا أنها لن تتسامح مع التحدث باي هراء عشوائي بعد الآن.
استمر كليفيوس في التعرق بغزارة... لأنه لم يعد قادرًا على الرد عليها.
* * *
[تفاصيل المهارات السحرية
الدرجة: ساحر ماهر
المجال التخصصي : العناصر
السحر المشترك:
܀ الإلقاء السريع المستوى 10
܀ احساس المانا المستوى 10
سحر عنصر النار:
܀ إشعال المستوى 16
سحر عنصر الرياح:
܀ نصل الرياح المستوى 16
<يمكن الآن تعلم السحر المتوسط!>
السحر الروحي:
الرنين الروحي المستوى 13
الفهم الروحي المستوى 13
تجسيد الروح المستوى 4
مشاركة الحواس المستوى 3
<خانة الروح: روح النار ذو الرتبة المنخفضة ماغ>
مستوى الرنين: 3
الكفاءة الروحية: جيدة
المهارات الفطرية:
܀ بركة الحظ الناري (حصانة مؤقتة ضد النار)
܀ انفجار (انفجار منخفض المستوى)
܀ زيادة قدرة السحر من النوع الناري
<خانة الروح: روح الرياح عالية المستوى ميريلدا>
مستوى الرنين: 1
الكفاءة الروحية: سيئة للغاية
المهارات الفطرية:
܀ بركة العواصف (تحييد الضرر بشكل دوري)
܀ رفع (سحر الرياح المتوسط)
܀ زيادة قدرة السحر من نوع الرياح
<خانة الروح: فارغة>
<جديد! خانة الروح: فارغة>]
"إد، قريبًا ستتمكن أيضًا من إبرام عقد مع روح متوسطة الرتبة."
جاءت ينكار لزيارة المخيم وعلى وجهها ابتسامة مشرقة، لم أرها منذ يومين.
منذ بضعة أيام فقط كانت تتجول بتعبير قاتم، كما لو كانت ميتة من الداخل، لكنها عادت اليوم تمامًا إلى نفسها الأصلية. برؤيتها تجلس حول نار المخيم، كان الفرق هائلًا حقًا.
"يبدو أنكِ تشعرين بتحسن، ينكار."
"أوه، نعم. منذ أنك قلت ذلك... فلا بد أنني كنت أبدو مكتئبة حقًا!"
"هل يمكنكِ حتى أن تقولي ذلك...؟ في آخر مرة أتيتِ فيها إلى المخيم..."
"آخر مرة؟! متى كان ذلك؟! لا أستطيع التذكر...!!!"
بدأت ينكار بسرعة في تهوية وجهها وهي ترفع صوتها.
عند تذكر آخر مرة جاءت فيها إلى المخيم، كانت مكتئبة بالكامل وغطت نفسها ببطانية، كان الأمر محرجًا للغاية بالنسبة لها.
في ذلك الوقت، كانت طريقة رد فعلي غريبة بعض الشيء أيضًا. كان من الصعب أن أتركها بمفردها، برؤيتها هناك كحيوان صغير، تحتضن ركبتيها وترتعش.
في المقام الأول، أشعر أن قلبي كان ينفتح أكثر على ينكار، طبقة تلو الأخرى. ربما لأنها كانت شخصية لم تعد جزءًا من القصة. كانت ينكار هي الصديق الوحيد الذي كان في نفس عمري والذي يمكنني الانفتاح عليه حقًا...
علاقاتي... هل لا بأس حقًا في ذلك...؟ كان هذا أول ما يتبادر إلى ذهني. أعتقد أنه من هذه اللحظة فصاعدًا سأحتاج للبدء في تكوين المزيد من الأصدقاء لتحسين علاقاتي.
ألم أكن أعاني فقط أثناء العيش في الغابة بمفردي لأجل أن أعيش حياة جيدة في وقت لاحق؟
من حيث قوتي، لم أكن أعرف عدد الإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن، ولكن على الأقل مقارنة بالأعضاء الرئيسيين الآخرين في القصة، كنت لا أزال في الجانب الأضعف. على وجه الخصوص، بدءًا من الأرك 3، كان المعدل الذي تنمو به الشخصيات مذهلاً، لذلك كان علي التأكد من مواكبتها بشكل فعال.
نظرًا لأنني كنت لا أزال أعاني ماليًا، ولم يكن لدي الكثير من الأصدقاء... فما يزال أمامي طريق طويل لأقطعه.
في أكاديمية سيلفينيا، أتيحت الفرصة للجميع للقاء جميع أنواع الأفراد من الطبقة العالية دون أي قيود. لقد كانت فرصة جيدة جدًا لكي لا استخدامها. الانطباع الأول عني لم يكن رائعًا، لكن...
مع ذلك، كانت ينكار بجانبي، لذا كان ذلك مريحًا.
"كـ-كان لدي سوء تفاهم بسيط مع صديق. نعم."
"أنا أرى."
"نعم! لقد كان مجرد سوء فهم صغير جدًا, جدًا، لذا لا داعي للقلق يا إد. والآن، تم توضيح كل شيء، لذلك فقد عدنا إلى كوننا أصدقاء!"
عندما رأيت أن ابتسامتها كانت مرتاحة ومشرقة جدًا، شعرت ببعض الارتياح أيضًا.
"عـ- على أية حال، يجب أن نتحدث عنك الآن. أعلم أنك تمكنت من توقيع عقد مع ميريلدا، لكن... بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر، فهو غريب. أنت لست في المستوى الذي يمكنك فيه من التعامل مع الأرواح رفيعة المستوى."
"لقد استخدمت بعض الحيل."
ألم تخبرها ميريلدا عن الخاتم؟ لقد بدا غريبًا أن يحتفظ الشخص الذي كان ثرثارًا بشكل دائم بسر.
الحقيقة حول وجود الخاتم كانت شيئًا أردت الاحتفاظ به لنفسي قدر الإمكان، لكنني اعتقدت أنه سيكون من الجيد مشاركته مع ينكار.
وأكثر من أي شيء آخر، ساعدتني ينكار كثيرًا في تدريبي على سحر العناصر لدرجة أنها عرفت مستوى قوتي السحرية. لم تكن هناك طريقة يمكنني من خلالها إخفاء أو تغطية مدى غرابة تمكني من إبرام عقد مع ميريلدا.
كانت ينكار شخصًا لا ينشر الشائعات وكانت زميلة موثوق بها، لذا لم يكن الأمر مهمًا حقًا.
أخبرتها عن خاتم العنقاء الذهبي الذي تركه البروفيسور غلاست.
جلست ينكار تستمع بهدوء إلى كل شيء قبل أن تومئ رأسها بالموافقة في النهاية.
"إذن، الآن لا يمكنك استخدام قوتك السحرية. من الصعب جدًا عليك أن تبرم عقدًا مع روح متوسطة الرتبة الآن."
"بمجرد انتهاء العطلة وبدء الفصل الدراسي، ستعود قوتي السحرية."
كنت بحاجة لإبرام عقد مع روح متوسطة المستوى. حتى بدون أن تشرح ينكار هذا، كنت أعرف هذا جيدًا بالفعل.
إذا كان 'ماغ' عبارة عن بندقية، فإن 'ميريلدا' كانت دبابة.
بين البندقية والدبابة، فأن فجوة القوة بينهما كبيرة جدًا.
كان عقدي مع ميريلدا شيئًا لا ينبغي حتى أن يكون ممكنًا في مستواي، لذا عندما استدعيها، سيتم امتصاص كل قوتي السحرية — مما يتركني عاجزًا.
حتى بعد الحصول على كل الأحجار السحرية، لم أتمكن من استدعائها إلا بفضل مساعدة لوسي. كان التعامل مع ميريلدا بمفردي لا يزال صعبًا جدًا.
ربما يكون ذلك أشبه بخطة في حالة حدوث السيناريو الأسوأ عندما أكون حقًا عالق في الزاوية، لكنها بالتأكيد ليست في المستوى الذي يمكنني استدعائها بشكل عرضي كلما شعرت بذلك. حتى ينكار، التي ولدت بموهبة في السحر العنصري، أولت اهتمامًا خاصًا وراقبت بعناية مستويات قوتها السحرية عند التعامل مع الأرواح عالية الرتبة.
"أن تكون قادرًا على التعامل مع روح رفيعة المستوى، فهذا أمر عظيم حقًا يا إد. بين السحرة العنصريين الاخرين، فإن اليوم الذي يتمكنون فيه لأول مرة من إبرام عقد مع روح رفيعة المستوى يسمى عيد ميلادهم الثاني. على الرغم من أنه لا يوجد الكثير حقًا من السحرة العنصريين الذين يمكنهم التعامل مع روح رفيعة المستوى في المقام الأول."
"حتى لو كنت قادرًا على التعامل مع العديد من الأرواح ذات الرتبة المتوسطة، فأنت ستعتبر بالفعل من ضمن الخبراء... يبدو الأمر بالتأكيد وكأنني خطوت خطوة إلى الأمام باعتباري ساحرًا عنصريًا."
"على الرغم من أنك استخدمت خدعة. هيهي."
بما أنها كانت تبتسم بشكل مشرق للغاية، فقد بدأت أشعر بالفخر قليلاً بما قمت بفعله. بالطبع، كان لا يزال هناك طريق طويل يجب أن أقطعه قبل أن أتمكن من البدء في التباهي.
"على أي حال، أنا متأكدة من أنك تعرف هذا بالفعل يا إد، لكن الأرواح رفيعة المستوى ليست شيئًا يمكنك استخدامه في أي وقت... إنه ليس كسلاح يمكنك استخدامه في أي وضع. ولهذا السبب، فإن التعاقد مع الروح ذات الرتبة المتوسطة أمر ضروري. الأرواح ذات الرتبة المنخفضة هي مصدر ثابت للقوة، والأرواح ذات الرتبة المتوسطة هي قوة أكثر فتكًا، والأرواح ذات الرتبة العالية هي مصدر القوة والفرصة الأخيرة. يميل معظم الأرواح ذات الرتبة العالية إلى يتم استخدامها بهذه الطريقة."
"أذن، سأحتاج إلى واحدة أو اثنين من الأرواح متوسطة الرتبة لاستخدامها كمصدر رئيسي لقوتي."
"هذا صحيح. لديك مستوى رنين جيد عندما يتعلق الأمر بالرياح والنار، ولكن... من الجيد أيضًا أن تعقد عقدًا مع أرواح خارج عناصرك الرئيسية. بمجرد عودة قوتك السحرية، دعنا نجرب ذلك .سوف أساعدك."
وهي متحمسة، داست ينكار بقدميها بينما كانت تتحدث. كنت ممتنًا لرؤية مدى حماستها لنموي، كما لو كان نموها هي.
"ولكن لكي يحدث ذلك، أحتاج أولاً إلى استعادة قوتي السحرية. سأعمل بجد أكبر لذلك خلال الفصل الدراسي. أنا متأكد من أنكِ كنتِ مشغولة أيضًا بأشيائكِ الخاصة، لذا فأنا آسف لذلك."
"لا، لا. لا تعتذر يا إد. هذا شيء أريد أن أفعله. بالإضافة إلى ذلك، هل هذا هو الوقت المناسب لك للقلق علي...؟ قريبًا، ستأتي العاصفة الثلجية... رغم ذلك، يبدو أنك كنت تستعد."
جميع أفخاخ الصيد التي كنت قد وزعتها في الأصل حول الغابة عادت إلى محيط نار المخيم. قمت بتنظيم معظمها ونقلها إلى مقصورتي، لكن تلك التي تحتاج إلى بعض الصيانة تركتها جانبًا.
إذا تركت بقع الدم أو لم تقم بالاهتمام بأمر الخدوش وآثار الأسنان عليها فإن حالتها ستتدهور بسرعة.
ومع ذلك، نظرًا لعدم توفر الوقت الكافي لي هذه الأيام، يبدو أنني لم أتمكن من الاهتمام بذلك بشكل صحيح.
وبالنظر إلى المخيم، كانت الاستعدادات لفصل الشتاء جارية في كل مكان.
تم تثبيت الاغراض في مكانها على الأرض بالحبال بإحكام.
وخاصة المقصورة التي كانت مغطاة بالحبل، كانت المواد ملفوفة حولها على طول عدة عوارض خشبية والتي كانت تستخدم كدعائم مساعدة. وقد تم فعل الشيء نفسه بالنسبة للمستودع الإضافي الذي قمت بتثبيته أيضًا.
والمأوى الخشبي الذي صنعته لأول مرة عندما أتيت إلى الغابة... كان ذلك المأوى خاصًا بالنسبة لي، فقط ليصبح منطقة قيلولة لوسي، لقد قمت أيضًا بتركيب مصد للرياح. برغم ذلك... لم أكن متأكداً من كيف سيصمد. إذا طار بعيدًا، فليس باليد حيلة.
"بمجرد مرور هذه العاصفة الثلجية، سيأتي الربيع جنبًا إلى جنب مع الفصل الدراسي الجديد... وأيضًا ستصبح الغابة أفضل بكثير!"
بعد أن تحدثت ينكار، بدأت فجأةً تقول شيئًا آخر بنبرة ناعمة بشكل غريب.
"ألا تعتقد... أنه كان من الأفضل لو كنت فقط دخلت الى قاعة ديكس؟ من الصعب جدًا قضاء الشتاء بالخارج هنا بهذا الشكل..."
"لا بأس. سأكون في مكتبة الروح أثناء العاصفة الثلجية."
"تـ-تلك المنشأة الموجودة في المختبر تحت الأرض؟"
"نعم. لقد قمت بصنع مدخل منفصل. حسنًا، لم أصنعه، ولكن... لقد حدث فقط. إنها خانقة بعض الشيء، لأنها تحت الأرض، ولكن على الأقل لن أضطر إلى القلق بشأن الريح، وهو أمر مريح. إنها رائعة كمأوى."
"هذا أمر يبعث على الارتياح... لكنني متأكدة من أن الأمر سيكون مملاً. أن تكون محاصراً هناك لمدة أسبوع."
"خلال ذلك الوقت، سأركز فقط على تدريب هندستي السحرية. رغم ذلك، قد لا يكون الوقت كافيًا بالنسبة لي لمراجعة جميع المواد وصيغ الإنتاج التي جمعناها."
"كما هو متوقع منك يا إد. تعمل دائمًا بجد، ولا تضيع حتى دقيقة واحدة."
كان من المنطقي أكثر القول بإنني كنت أعمل بجد لأنه لم يكن لدي خيار بسبب البيئة التي أعيش فيها. وحتى عندما فكرت في 'العمل بجد'، لم يكن الأمر كما لو أنني كنت أعمل بشكل أكثر إجتهادًا مما تفعل ينكار.
إن المكانة والاحترام اللذين جاءا مع منصب كونها الأفضل في مرحلتها لم يكن شيئًا يمكن الاستخفاف به.
"سوف أراكِ بمجرد مرور العاصفة الثلجية وبدء الأكاديمية مرة أخرى. علينا أيضًا أن نبدأ في التفكير في التدريب القتالي المشترك. بالإضافة إلى ذلك، هناك الانتخابات الرئاسية الطلابية. وبما أنكِ الطالب الأعلى في مرحلتنا، فأنا متأكد من أنكِ سوف تجذبين بعض الاهتمام."
"هناك بالفعل أشخاص يتساءلون سرًا عمن يدعم من. وبما أنني سمعت أنه سيكون هناك العديد من المرشحين... لأكون صريحة، لست متأكدة من سيكون أفضل من الآخر. ولهذا السبب أخطط لمجرد البقاء محايدة."
خلال أرك ما قبل الانتخابات في السيناريو، لم تحظ ينكار بالكثير من الاهتمام بشكل خاص على الرغم من كونها الطالبة الأولى في عامها. نظرًا لأنه بدلاً من دعم مرشح معين بقوة، كان من طبيعتها بدلاً من ذلك احترام كل مرشح بشكل عادل.
"فيما يتعلق بهذا الموضوع يا إد، أختك... ألم تقل إنها ستترشح للرئاسة؟"
"آه، هذا صحيح. إنها بطبيعتها طموحة للغاية."
تذكرت ينكار فجأةً شيئًا ما وهي تطلق شهقة بينما تطرح عليّ ببطء سؤالاً.
"امم... إد... هل أنت قريب من أختك...؟"
"هل يجب أن أقول أننا... قريبان...؟"
بالمعنى الدقيق للكلمة، لست متأكدًا.
تانيا روثستايلور هي مجرد شريرة ظهرت في الأرك الثالث، ثم غادرت في نفس الفصل.
لم أكن مضطرًا إلى إيلاء اهتمام إضافي لها لأنها كانت شخصية ستصبح غير مهمة بالقصة قريبًا جدًا... على الرغم من ذلك، أظن أنه يجب علي أن أكون حذرًا في الوقت الحالي.
لكن مع ذلك... ألم تكن هي أول فرد من العائلة التقيت به منذ مجيئي إلى هذا العالم المقفر.
"في المقام الأول، تم طردي من عائلتي... ولكننا مازلنا أقارب بالدم. سواء أحببنا ذلك أم لا، هناك احتمال كبير بأن نقضي بقية حياتنا ونحن نقابل بعضنا البعض. لذا، أريد أن أبقى على علاقة جيدة معها. ولا أعتقد أن لديها أي حقد كبير تجاهي كما اعتقدت... وفي كلتا الحالتين، ليس الأمر كما لو أن الأشقاء دائمًا ما ينسجمون مع بعضهم البعض. أليس كذلك؟"
"هـ-هذا... نعم، لا بد أن يكون ذلك... مجرد شجار عادي بين الأشقاء... وهو أمر يحدث كثيرًا..."
"نعم. حسنًا، لقد مررنا بالعديد من التقلبات معًا... وأنا أريد حقًا أكثر من أي شيء أخر أن أنسجم معها. ولكن حتى لو لم نكن قريبين جدًا... ما زلت اريد أن أقول إنني أعتز بها كثيرًا."
على الرغم من أنها في المقام الأول لم تفعل شيئًا من أجلي والعكس صحيح... إلا أن وجود قريب بالدم يعني الكثير بالنسبة لي نظرًا لأنه لم يكن لدي الكثير من الأصدقاء. شعرت أنني، من الآن فصاعدا، سأبذل قصارى جهدي للاعتناء بها كي أتأكد من أن علاقتنا كانت جيدة.
عند العيش وحيدًا في عالم جاف كالصحراء... كانت هذه هي المرة الأولى التي أتمكن فيها من مقابلة شخص يشاركني نفس الدم.
بحلول نهاية القصة، عائلة روثستايلور ستسقط في كل الاحوال، لذلك كان هناك احتمال كبير أن ينتهي الأمر بتانيا مثلي.
رغم ذلك، بالتفكير في تانيا، من المؤكد أنها ستشمّر عن سواعدها وتفعل كل ما يتطلبه الأمر للبقاء على قيد الحياة... لقد كانت فتاة مطمئنة بشكل غريب.
"أ-أرى... أنت تهتم بها كثيراً... لقد كان مجرد شجار بين أ-أخت وأخيها..."
وفجأةً، أمسكت بمعصمي بينما تحول لون بشرتها إلى اللون الأزرق الشاحب وتعرقت.
"لكن إد... ما الذي تحبه تانيا؟ هل هناك شيء تريده على وجه الخصوص مثل هدية؟ أو مثل طعامها المفضل...؟"
"......"
بدأت ينكار في شد أكمامي بقوة أكبر وهي تبدأ فجأةً في أغراقي بمثل هذه الأسئلة.
حدقت في ينكار بهدوء قبل أن أتحدث بلطف...
"ماذا فعلتِ لتانيا؟"
"لا شيء!"
لم تكن ينكار جيدة في إخفاء تعابير وجهها، لذا كان من الواضح عندما تكذب.
لم تصمد سوى ثلاث ثوانٍ قبل أن تعترف بكل شيء، وهي غير قادرة على تحمل شعور الذنب في ضميرها.
على الرغم من أنها كانت تتحدث أثناء التعرق، إلا أن الأمر لم يكن حقًا بتلك الخطورة.
* * *
"لقد تم الإعلان عن وصول العاصفة الثلجية في وقت مبكر من هذا الصباح. الخروج ممنوع ما لم يكن هناك سبب خاص. يرجى الاتصال بخادمة إذا كان لديك أي عمل للقيام به في الخارج."
خادمات قاعة أوفيليس اللاتي كن دقيقات في تحياتهن أحنن رؤوسهن وهن يغادرن الغرفة.
كانت رياح الشتاء الهادرة مخيفة. ستهتز النافذة فجأة وتتحرك بينما يتساقط الثلج عليها، ثم ستذوب بسبب دفء الغرفة.
كايلي... كلاريس أخذت نفسًا عميقًا، ونظرت إلى مرآة الزينة في غرفة خاصة بقاعة أوفيليس.
كان حجم مرآة المكياج ثلاثية الجوانب أكبر من جسم كلاريس باكمله.
حلت شعرها وخلعت الدبوس الذي أبقى سحر التخفي في مكانه.
تلاشى لون شعرها الكستنائي في لحظة حيث نزل شعرها الفضي اللامع إلى خصرها بدلاً من ذلك.
هذا اللون النبيل، الذي لا يتناسب مع عينيها المحمرتين، خلق جوًا غامضًا حولها.
حتى ملامح وجهها، التي كانت حادة إلى حد ما، لا تزال تبدو طيبة ولطيفة. بعد العودة إلى مظهرها المعتاد، أصبحت كلاريس الآن قادرة أخيرًا على الشعور بالراحة.
ولكن حتى لو كان جسدها مرتاحًا، فقد كان هناك شيء يزعج عقلها.
استلقت على سرير كبير مزين بالزخارف، وحدقت بهدوء في السقف.
أغمضت عينيها وتذكرت الحادث الذي حدث قبل أيام قليلة. ظلت تشغله بشكل متكرر، عشرات المرات، مرارًا وتكرارًا في رأسها.
الدبوس الذي اختفى، وسحر التخفي الذي تلاشى، والخفاش الطائر المصنوع من اللهب، واليد التي أعادت الدبوس إلى ذراعيها.
كان مظهر زميلها الاكبر في السنة الثالثة، والذي جلس على القمة يحرس المذبح بينما كان ينظر للأسفل نحو جميع الطلاب الجدد، مرعبًا. ومع ذلك، بمجرد انتهاء الامتحان، اختفت شدة الجو في لحظة.
وما تلا ذلك جاء شعورًا بالتناقض. شيء ما لم يكن صحيحًا.
يبدو أن تانيا لم تلاحظ ذلك، لأنها كانت في حالة من الذعر، ولكن لا يزال هناك بالتأكيد شيء غريب بشأن إد روثستايلور.
بغض النظر عن مقدار تخمينها، كانت الحقيقة هي أنه بدون دبوسها، سيتغير مظهر كلاريس بالتأكيد.
ومع ذلك فقد تصرف بشكل طبيعي لدرجة أنها لم تستطع إلا أن تفكر, 'ألم ير حقًا أي شيء؟'
هل لم يستطيع حقًا أن يرى من المسافة التي كان فيها...؟ ولكن حتى بصرف النظر عن ذلك، فإن الخطأ الذي ارتكبه بعد ذلك كان أكبر من أن يتم تجاهله.
بغض النظر عما سيقوله أي شخص، كان الأمر كما لو أنه اكتشف الهوية الحقيقية لكايلي... بدأ قلب كلاريس يخفق.
فقط ما مقدار الجهد الذي بذلته بالفعل لتعيش حياة مدرسية عادية.
لولا البركة المقدسة التي ولدت بها، لكان من الصعب جدًا طلب تقليل عدد حراسها.
كما أن الأمر استغرق أيامًا من الجدال مع الكهنة لإقناعهم بالسماح لها بدراسة السحر.
ما مقدار الوقت والجهد الذي بذلته في إنشاء نسخة أخرى لتحل محلها؟
وعلى رأس كل الجهود التي بذلتها، كان هناك أيضًا شرط أنه إذا اكتشف شخص غريب هويتها الحقيقية، فسيتعين عليها التخلي عن حياتها المدرسية العادية.
أرادت كلاريس أن تشتكي وتجادل ضد كلام رئيس الأساقفة، لكن نظرًا لمكانتها ومنصبها، لم يكن ذلك ممكنًا.
سيكون من الطبيعي أن تتجادل فتاة في مثل عمرها ضد ذلك، ولكن في تلك المرحلة كانت كلاريس معتادة على حياتها والمسؤوليات التي جاءت معها.
"...بدلًا من أن يكون أرستقراطيًا... فهو أشبه بالبربري..."
لا يهم مدى تمحور حياة إد حول البقاء والعمل الجاد، إلا أنه ما زال من المبالغة وصفه بالبربري.
ومع ذلك، بالنسبة للفتاة التي عاشت حياتها بأكملها في بيئة مغلقة، وتتمتع بمظهر أنيق، فإن رؤية الجانب الإنساني الأكثر طبيعية لـ إد كان عالمًا جديدًا تمامًا لم تختبره من قبل.
هل كان سيكتشف حقًا هوية كلاريس الحقيقية؟
كان من الصعب عليها التعامل مع هذا الوضع الغامض، فحاولت إطلاق شائعات للحصول على معلومات، لكن دون جدوى.
كانت كلاريس نفسها هي التي رضخت لحماية فرسان الهيكل بمفردها. كان هناك حد لعدد الأشخاص الذين يمكنها تجهيزهم.
ولهذا السبب لم تتمكن من الحصول على النتائج المناسبة إلا في تلك الليلة.
"هل كان هناك أي شخص وصل إلى المذبح أثناء امتحان تحديد الفصل؟ كان هناك طالب من المراحل الاعلى ذو شعر أشقر. إد روثستايلور. سألت أختي الكبرى وقالت إنه لا يعيش في المهجع. وبدلاً من ذلك، فهو يعيش باتجاه النهر في الغابة الشمالية."
"ماذا؟ الغابة الشمالية؟ في هذا الشتاء البارد؟"
حفل عشاء الطلاب الجدد.
قبل بداية الفصل الدراسي، اجتمع طلاب السنة الأولى معًا في مركز الطلاب للتعرف على بعضهم البعض.
جلست كلاريس ساكنة وهي تستمع إلى جوزيف، الطالب الأعلى في قسم السحر، وزميلهما إيغ.
"آه، إيغ، ألم تقل أنه تم إقصاؤك في منتصف الطريق؟ هاهاها. على الرغم من أنك تصرفت كما لو أنك شيء ما، إلا أنك لم تتمكن حتى من الاقتراب من المذبح."
"اصـ-اصمت. لقد تعرضت فقط لهجوم مفاجئ. برؤية كيف تغير الموضوع، ألم يتم القضاء عليك أيضًا؟"
"إن اختلاق الأعذار أمر واهٍ جدًا يا إيغ. على أي حال، بخصوص ذلك الرجل إد. يبدو أن جميع طلاب السنة الثالثة يعرفونه بنفس الشيء. إنه مشهور بكونه غريب أطوار كبير بين غرباء الاطوار. ومن المفترض أنه يفعل فقط ما يجب عليه فعله، ولكن... مما رأيته، فهو بالتأكيد ليس طبيعيًا."
بعد ذلك، كانت هناك عدة محادثات أخرى حول إد روثستايلور، لدرجة أن كلاريس كانت بالكاد قادرة على استجماعهم جميعًا.
كان معظم فرسان الهيكل يتظاهرون بمرافقة القديسة المزيفة. ومع ذلك، فإن الاثنين اللذين كانا يتبعانها كانا من النخبة، حيث تأكدا من البقاء مخفيين عن الأنظار.
على الرغم من أنهم كانوا أقوياء كمرافقين، فإن هذا لا يعني أنهم كانوا جيدين في جمع المعلومات.
لذلك، اضطرت كلاريس إلى الدخول في أي محادثة يمكنها من خلالها التقاط أي معلومة، بغض النظر عن مدى الصعوبة.
تخيلت إد مرة أخرى وهو ينظر إلى الأسفل من المذبح، وهو مرهق تمامًا، مما أدى إلى ظهور قشعريرة أسفل ظهرها.
لقد كان شخصًا مرعبًا. ومهما حدث، فهي لا تريد الاقتراب منه.
ولكن إذا كان يعرف الحقيقة وراء هوية كلاريس... فسيكون من الصعب تركه وشأنه.
سيكون من الأفضل مقابلته على الفور لمعرفة ما إذا كان يعلم ذلك بالفعل، وكيف تمكن من اكتشاف ذلك. بالطبع، للتأكد أيضًا من أنه سيبقي فمه مغلقاً.
ومع ذلك، لمدة أسبوع على الأقل، لن تكون قادرة على مغادرة قاعة أوفيليس.
قالوا إنه يعيش في الغابة الشمالية، من يدري ما إذا كان سيتمكن من النجاة من العاصفة الثلجية... ولكن في كلتا الحالتين، كان في وضع يتيح له الحرية في التجول في الخارج.
نظرًا لكونها محبوسة في قاعة أوفيليس، لم تكن هناك طريقة لمعرفة ما كان يحدث في الخارج. لم تكن كلاريس تعرف حتى ما إذا كان شخصًا يحتفظ بالسر أو يتجول في الارجاء ويتكلم بالنميمة.
رغم ذلك، كم عدد الأشخاص الذين سيكون قادرًا على لقائهم وسط عاصفة ثلجية...؟ وحتى مع ذلك، لم تتمكن كلاريس من منع نفسها من الارتجاف من القلق.
بمجرد انتهاء العاصفة الثلجية، سيأتي الربيع مع الفصل الدراسي الجديد. في تلك المرحلة، قد يكون الوقت قد فات لإبقاء فمه مغلقًا.
ولكن، بالرغم من كل ذلك، في هذه اللحظة لم تكن قادرة على الهرب. بالطبع، إذا استخدمت السحر المقدس، فيمكنها الهروب عبر النافذة دون خدش... لكن قواعد الأكاديمية كانت قواعد الأكاديمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتكاب أصغر الأخطاء قد يعني الإصابة أثناء العاصفة الثلجية.
ولم تستطع أن تطلب من الفرسان أن يذهبوا مكانها أيضًا. إذا اكتشفوا أنه ربما تم تسريب هوية كلاريس الحقيقية، فقد يقومون بالإبلاغ عن الوضع.
"أغغ..."
قامت كلاريس برفع جسدها عن السرير، ونهضت.
نظرت خارج نافذتها إلى الظلام، ورأت أن الثلج لم يكن ثقيلًا بعد.
البركة المقدسة والسحر المقدس. لكونها قادرة على التعامل مع القوتين، فقد تجنبت الأخطار بالقوة. ومع ذلك، البقاء على قيد الحياة في هذا البرد القارس في حالة من المعاناة، كان تلك مسألة مختلفة تمامًا.
لكن لا يزال الخوف من أن ينكشف أمرها... هو الذي يفوق خوفها من المعاناة. كانت هناك فرصة كبيرة أنه حتى لو واجهت مشكلة، فسيكون ذلك في الغالب فقط بسبب ضياع طريقها في جزيرة آكين. وعلى أقل تقدير، تم إنشاء العديد من المباني والمرافق في جميع أنحاء الحرم الجامعي للمساعدة في تجنب البرد.
"هذا صحيح... لا أستطيع البقاء هنا والجلوس ساكنة...!"
فتحت كلاريس النافذة.
وووووووووووووش!
مرت الريح الحادة عبر خديها الشاحبتين. كان شعرها الفضي يتطاير على نطاق واسع من الريح.
نقر.
أعادت كلاريس اغلاق النافذة.
مخيف.
مخيف جدا!
إد كان مخيفاً، والظلام كان مخيفاً، والبرد كان مخيفاً، والوقوع في المشاكل كان مخيفاً...!
"عند عيش حياة يُنظر فيها فقط إلى الجدران والأسقف البيضاء النقية، ستضعف رؤية المرء. لن تُعرف أبدًا رومانسية عالم مليء بالألوان الرائعة ما لم يختبرها المرء شخصيًا."
لكن بعد ذلك، خطرت فجاةً في ذهنها كلمات أديل الرومانسية. للتغلب على الخوف من المجهول والسعي وراء الحرية.
تأثرت كلاريس وهي تستمع إلى صوت المنشدة المتجولة الجالسة في نافذة مبنى الأب المقدس، وهي تعزف على آلتها الموسيقية وتغني.
لم تقابل أديل بعد، التي كان من المفترض أنها تحضر أيضًا الى سيلفينيا.
ومع ذلك، فإن تذكر صوتها الرومانسي الذي سحرها تمامًا... دفع كلاريس، التي كانت ممتلئة به، إلى العودة مرة أخرى.
فتحت النافذة مرة أخرى، هبت عاصفة من الرياح في الغرفة.
نظرت كلاريس خارج النافذة. على الرغم من أن الخادمة كانت تقوم بدوريات منتظمة خارج المهجع، إلا أنه كان من المستحيل مراقبة كل منطقة في هذا الطقس.
كان الطريق المؤدي إلى الحديقة خاليًا. ضغطت كلاريس على أسنانها بإحكام وهي ترتدي ملابسها ودبوسها سريعًا قبل أن تقفز للأسفل.
كانت ستقابل ذلك الرجل وتتأكد من الحقيقة.
عند انتظار انتهاء العاصفة الثلجية... ربما سيكون الأوان قد فات.