مستحيل.
وزن هذه الكلمة ضغط على قلبها.
أثناء إقامتها في سيلفينيا كطالبة في السنة الأولى، شعرت تانيا بذلك بشكل أكيد.
إذا قامت بينيا بالترشح لمنصب رئيس مجلس الطلاب، فلن تتمكن تانيا من التغلب عليها بأي وسيلة مهما كانت.
تلك الصورة من الموثوقية التي بنتها أثناء إقامتها في السكن الإمبراطوري، والاعتراف الفوري الذي تلقته من كل مواطن في إمبراطورية كرويل لحظة ذكر اسمها. تتمتع بينيا بالفعل بشعبية هائلة بين طلاب السنة الأولى، وكان مقدار الدعم والأساس الذي كانت تتمتع به بينيا قويًا للغاية.
بغض النظر عما قد يحدث، ستكون فرص تانيا للفوز صفرًا.
لن تتمكن تانيا روثستايلور من التغلب على بينيا إلياس كرويل. وهذا التوقع لن يتغير أبدًا.
عرفت تانيا بنفسها ذلك أفضل من أي شخص آخر.
* * *
كانت الحقيقة والرومانسية مختلفتان تمامًا. عندما بدأت تانيا حياتها كطالبة، حُفرت هذه الحقيقة في قلبها مرة أخرى.
كانت تخيلات تانيا وأفكارها الرومانسية عن سيلفينيا قبل دخولها الأكاديمية بمثابة قلعة سحرية مكونة في خيالها.
ومع ذلك، بعد أن استيقظت، بدأت تلك الأحلام تواجه الواقع.
كان من المستحيل عيش حياة رومانسية طوال الوقت. الامور المهمة التي يجب الاهتمام بها على الفور، إلى جانب الواجبات المنزلية التي استمرت في التراكم مرة بعد مرة اثقلت كتفيها.
تانيا أصبحت وبشكل تدريجي شخصًا بالغًا. أول ما أدركته بنفسها هو أن الأحلام أحلام وأن الواقع واقع.
على الرغم من أن قبولها في سيلفينيا كان بداية رائعة، إلا أنها بعد أن بدأت في حضور الأكاديمية سرعان ما أدركت ضرورة نسيان فكرة أن كل شيء في العالم سيكون ممتعًا ولعبًا.
"هذا صحيح. ستكون هناك دائمًا أشياء لا تسير كما هو مخطط لها... لن تكون النتيجة دائمًا رائعة. حتى هنا في سيلفينيا، ليس هناك ما يضمن أنها ستكون مليئة فقط بالأفراد المثيرين للإعجاب. وليس كل زملائي الكبار سيحبونني."
بالتفكير في مثل هذه الأفكار، توقفت عن الشعور بالإحباط. بصفتها وريثة عائلة روثستايلور، يجب عليها دائمًا الحفاظ على صورتها كفتاة واثقة وأنيقة.
لم يكن التباهي بالجانب المهين والمشين مختلفًا عن جر اسم عائلتها في الوحل.
أومأت تانيا رأسها وهي تفكر في ذلك. بغض النظر عن مدى صعوبة حياتها المدرسية، فقد كانت منذ البداية مصممة على المثابرة بقناعة قوية.
وبطبيعة الحال، لم تسر حياتها المدرسية كما هو مخطط لها.
"أوه، تانيا. هل ستذهبين إلى الدراسات العنصرية؟ هل هناك أي شيء صعب في هذا الفصل؟ الطقس مختلف تمامًا في الليل عنه أثناء النهار، لذا احرصي على عدم الإصابة بالبرد. دعينا نتناول كوبًا من الشاي مع إلكا في وقت ما."
في طريقها إلى فصل الدراسات العنصرية مع زملائها، أتى زيغ لتحيتها. كان زملاؤها في الفصل يحدقون بهما وهم يهمسون لبعضهم البعض.
"أليس هذا هو زيغ؟ من المفترض أنه قوي جدًا ليس فقط بين طلاب السنة الثانية الآخرين، ولكن في الأكاديمية بأكملها..."
"يا إلهي، أظن أنها تعرف زيغ شخصيًا... أعتقد أن هذا منطقي، نظرًا لأنها الابنة الثانية لعائلة روثستايلور. صلاتها الشخصية ليست بسيطة."
"أنا سعيدة لأنكِ تبدين بصحة جيدة، تانيا. أخطط لعقد طاولة مفاوضات في المستقبل القريب بشأن صفقة الختم. متى سيكون الوقت مناسبًا لذلك؟ فقط أخبريني ما هو الوقت المناسب لكِ حتى أتمكن من ترتيب مقعد لكِ على الطاولة أيضًا."
عندما كانت تتناول الغداء مع زملائها في كافتيريا الطلاب، جاءت لورتيل إليها أولاً للتحدث معها بابتسامة على وجهها.
"هذا الشخص... أليست هذه هي طالبة المرحلة العليا لورتيل، وهي أيضًا رئيسة فرع شركة إلت في جزيرة آكين؟"
"واو، تانيا... إنها حتى على علاقة ودية مع الشخص الذي يملك السلطة في شركة إلت."
"يبدو أيضًا أنها حتى تجري معها عملية بيع شخصية أو نوع من الصفقات."
"واو... أنا في نفس عمرها، ولكن... يبدو وكأنها عاشت حياة أطول... أنا متأكدة من أنها على دراية بالفعل بكيفية الاهتمام بهكذا أعمال رسمية أو حتى كيفية التعامل مع الإمبراطورية..."
"أهلًا."
كانت في طريق عودتها إلى المسكن بعد الانتهاء من جميع فصولها الدراسية.
عند رؤية تانيا وهي تسير على الطريق مع أصدقائها، قبل أن تفترق الطرق. لوسي، والتي سارت مثل الزومبي المنهك, قامت بتحيتها.
لم تفعل أي شيء خاص. كل ما فعلته هو تلويح يدها الصغيرة لإلقاء التحية قبل مواصلة طريقها.
"هذا الشخص... أليست هذه لوسي ماريل؟ أعظم عبقرية في سيلفينيا؟!"
"لم أرها تتحدث من قبل. لكن أظن أنها تستطيع التحدث."
"سمعت أنها ليست ودودة مع أي شخص، ولكن عند رؤيتها تتبادل التحيات مع تانيا، لابد أنهما يعرفان بعضهما البعض. أستطيع تقبل أنها تمكنت من تكوين صداقات مع طلاب المراحل الاعلى الآخرين، ولكن كيف بحق السماء استطاعت فعل ذلك مع لوسي...؟"
"كما هو متوقع، شبكتها الاجتماعية مختلفة تمامًا عن الطلاب العاديين مثلنا... كيف أقول ذلك...؟ يبدو وكأن هناك جدارًا بيننا..."
بعد أن تركت خلفها الطلاب الآخرين الذين كانوا يقدسونها، عادت تانيا إلى مسكنها مع أصدقائها.
خلال الأيام القليلة الماضية، يبدو أن مكانة تانيا وتقييمها داخل الأكاديمية قد ارتفع بشكل سخيف.
خاصة بين زملائها في الفصل الذين يقدسون زملائهم الكبار، يبدو أن رؤية تانيا تقيم علاقات مع العديد من الأفراد المحترمين قد رفع رأيهم عنها في نفس الوقت.
بالطبع، لم يكن وضعها باعتبارها الابنة الثانية لعائلة روثستايلور بمثابة بطاقة عمل يمكنها استخدامها للذهاب إلى أي مكان وفعل أي شيء تريده. لكن مكانة تانيا قد ارتفعت أكثر بسبب ثقافة سيلفينيا الفريدة، حيث يتغير رأيك في شخص ما حسب الدراسة والإنجازات.
حتى 'التابعين' الذين يمكن اعتبارهم ضرورة؟ من أجل الفتاة التي قُدر لها أن تكون شريرة، تم صنعهم.
تبعت فتاتان، كايلي وتيري، تانيا عبر ممرات قاعة أوفيليس بينما كانتا تشابكان أيديهما وتتحدثان بفرح.
"كما هو متوقع منكِ، تانيا. على الرغم من أن لديكِ شبكة واسعة من الصلات، إلا أنك تستمرين في التصرف بكرامة دون التباهي... أنتِ رائعة جدًا...! لا بد أنكِ ولدتِ مع هذا النوع من النبل..."
"ليتني فقط أستطيع أن أكون بنصف نبلكِ. كم سيكون ذلك عظيمًا...!"
حتى لو كان هذا هو الحال مع تيري، فقد كان من المضحك التفكير في كايلي وهي تمشي في الارجاء مع هكذا نبل.
عندما وصلت إمام غرفتها، نظرت تانيا إلى الوراء لفترة وجيزة. كان من المستحيل عليها أن ترسم ابتسامة حيوية مع ضحكة نابعة من القلب، لكنها لم تستطع أن تظهر لهم مدى كونها مرهقة نتيجة اهتمامهم المفرط بها.
"أمم. لقد عملتما بجد اليوم أيضًا في التعامل مع جداولكما المدرسية. لا بد أنكما متعبتان حقًا، لذا يجب أن تعودا إلى غرفكما وترتاحا."
"بالطبع. لقد قمتِ أيضًا بعمل رائع اليوم, آنسة تانيا!"
"دعونا نعمل بجد غدًا أيضًا! سأتبعكِ الى أي مكان تذهبين إليه...!"
لقد كان شعورًا غريبًا أن ترى زملائها في الفصل من نفس العمر يتحدثون إليها بطريقة شرفية.
"أحتاج إلى مواصلة العمل الجاد غدًا لأصبح شخصًا أنيقًا وقادرًا مثلكِ تمامًا يا آنسة تانيا."
عند سماع تيري تتحدث، ردت تانيا بابتسامة فقط.
"من الرائع سماع ذلك. بالطبع، أنا أيضًا شخص يعاني من العديد من أوجه القصور، ولكن طالما أنني أواصل العمل على نفسي كل يوم، فأنا متأكدة من أنني سأصبح أيضًا طالبة عظيمة مثلكِ تمامًا. دعينا نبذل قصارى جهدنا غدًا يا تيري."
تاركة وراءها صديقاتها، اللتان كان في عيونهم بريق من الاحترام، دخلت تانيا غرفتها وأغلقت الباب.
ثم، بعد أن اسندت ظهرها إلى الباب، بدأت تتعرق بغزارة. بدأت عيناها تتجولان بسرعة، وهما غير قادرتان على إيجاد مكان تستقران عليه.
"لكنني... لم أفعل أي شيء حتى...؟؟؟"
عندما عادت تانيا إلى رشدها، أدركت أن هناك قاعدة جماهيرية لها قد بدأت بالفعل بين طلاب السنة الأولى.
"كـ-كيف حدث هذا حتى...؟"
في كلتا الحالتين، كان ذلك شيئا مباشرة من منطقة الشفق.
(المترجم: منطقة بين الحقيقة والحلم.)
عندما رفعت رأسها ونظرت إلى مكتبها، كان مليئًا بالملاحظات التي كتبتها قبل دخول سيلفينيا.
العناصر التي يجب تحضيرها عند الانتقال إلى قاعة أوفيليس. اللوازم المدرسية اللازمة لإكمال جدول مدرستها. المواضيع الضعيفة التي ستحتاج إلى التركيز عليها بشكل أكبر. نقاط لتذكير نفسها بعدم تقليل احترام أي من الطلاب الآخرين عن طريق الخطأ. وأشياء من هذا القبيل... كانت تلك هي كل الأشياء التي أعدتها تانيا وفكرت فيها بشدة قبيل دخول سيلفينيا.
تم انجاز معظم الملاحظات حيث أصبحت الآن عديمة الفائدة منذ أن بدأت حياتها المدرسية. والآن حان الوقت للتخلص من الأشياء الإضافية التي لم تعد بحاجة إليها.
من خلال النظر في الملاحظات، كانت ما تزال هناك ملاحظة حول إد روثستايلور.
عار آل روثستايلور. القمامة التي يجب الاهتمام بأمرها. بمجرد وصولها إلى سيلفينيا، كان هو أول شخص تحتاج إلى التخلص منه وبأي وسيلة ضرورية.
قبل أن تبدأ الأكاديمية، سجلت تانيا مجموعة من الإهانات الأخرى عنه. لكن عند النظر إلى المذكرات مرة أخرى... ابتلعت لعابها.
لم تكن متأكدة مما إذا كان إد روثستايلور قد تمكن بالفعل من فتح صفحة جديدة أم لا.
لم تكن الطبيعة البشرية شيئًا يمكن أن يتغير بهذه السهولة. ولهذا السبب أبلغت والدها بأنها ستواصل مراقبته في الوقت الحالي.
ومع ذلك... السبب وراء معاملة تانيا بهذا الاحترام خلال حياتها المدرسية... كان معظم ذلك لأن شقيقها الكبير، إد روثستايلور، قد لعب دورًا كبيرًا في هذا.
شعرت وكأنها قد ورثت جميع الروابط التي أقامها شقيقها الكبير مسبقًا.
إذا كان الأمر كذلك، اذن عند جعل إد روثستايلور عدوًا لها عن طريق إيذائه بطريقة ما أو حتى التمكن من طرده...
"ثم سأكون مجرد حفنة تامة من القمامة...!"
لقد كانت هذه مشكلة لها الأسبقية حتى على حقيقة أن رأي الناس بها داخل الأكاديمية سوف ينخفض إلى الحضيض. تانيا بنفسها ظنت أنه من الناحية الأخلاقية، فإن القيام بمثل هذا الشيء هو أمر لا يمكن تصوره.
في كلتا الحالتين، لم تكن تخطط لفعل أي شيء مجنون مثل جعل إد عدوًا لها. فقط بكونها أخته الصغيرة، فقد حصلت بالفعل على الكثير جدًا من الفوائد.
"هذا غريب...؟ في المقام الأول، لماذا أنا أناقش ما إذا كنت سأصبح قطعة قمامة أم لا...؟ الشخص القمامة... لم يكن أنا أبدًا، لقد كان دائمًا أخي الكبير...؟؟؟"
جلست تانيا على مكتبها، وهي تخدش رأسها بكلتا يديها.
"ماذا...؟ كيف حدث هذا حتى...؟؟ ماذا حدث بحق السماء...؟؟"
* * *
بعد يومين، وصل خادمان اثنان من عائلة روثستايلور. لقد كانت وجوههم مألوفة.
"تشرفت برؤيتكِ بعد هذه الفترة الطويلة يا آنسة تانيا. أنا سعيد برؤيتكِ بصحة جيدة."
"سمعتِ أنكِ تواجهين صعوبة في دراستكِ. ويسعدني جدًا أن أقدم لكِ أي مساعدة."
كانت أكاديمية سيلفينيا مليئة بالطلاب النبلاء.
إذا سمحوا لجميع الطلاب بإحضار مساعدين شخصيين وخادمات لمساعدتهم، فستكون الأكاديمية مليئة بالموظفين الخارجيين بحيث يصبح من المستحيل على الطلاب أن يتمتعوا بحياة مدرسية مناسبة.
ولهذا السبب يمنع منعًا باتًا جلب المساعدين الشخصيين أو الخادمات إلى المنطقة التعليمية.
بدلاً من ذلك، كان هناك قسم منفصل للخادمات في قاعة أوفيليس، وهو مركز موارد بشرية رفيع المستوى يعتني بجميع وسائل الراحة المعيشية للطلاب رفيعي المستوى.
وبالتالي، لم يكن هناك سوى طالبين فقط في سيلفينيا بأكملها متحررين من مثل هذه القواعد. الأميرة والقديسة.
ولهذا السبب كان من الصعب للغاية على خدم آل روثستايلور، الذين كانوا غرباء، الحصول على تصريح إقامة في أكاديمية سيلفينيا.
"يبدو أن والدي كان قلقًا إلى حد كبير. من الجميل رؤيتكما مرة أخرى. كاديك، نوكس."
سقط الخادمان، اللذان تم ذكر أسمائهما، على ركبتهما بينما كانا يحنيان رؤوسهما.
كانا كلاهما مساعدان موثوقان خدما عائلة روثستايلور منذ طفولتهما. حتى كريبن، رئيس العائلة الذي لم يعتمد على الناس بلا مبالاة، وضع ثقته فيهما واعتقد أنهما يستطيعان فعل كل ما هو ضروري.
شعرت تانيا بإحساس كبير بالامتنان لأنه أرسل هؤلاء الأشخاص إلى جزيرة آكين.
"في العادة، يُحظر إرسال مساعدين شخصيين للطلاب داخل الأكاديمية. ومع ذلك، نظرًا لأن لدينا أسباب تجارية للقيام بذلك، فقد حصلنا على الإذن. والأكاديمية على علم جيد بالصفقة والمفاوضات مع شركة إلت."
"هذا صحيح. لذا، بمجرد انتهاء المفاوضات واكتمال شراء ختم الحكيم، فمن المحتمل أيضًا أن نضطر إلى مغادرة أرض الأكاديمية."
كان الفصل الدراسي الجديد هو أكثر أوقات العام ازدحامًا لطلاب السنة الأولى.
كان هناك الكثير من الفصول والأحداث التي يجب الاهتمام بها، ولكن في الوقت نفسه، كان على تانيا أيضًا إجراء حملة لمنصب رئيس مجلس الطلاب، بالإضافة إلى قيادة المفاوضات لشراء ختم الحكيم.
حتى القيام بواحدة منها فقط سيكون أكثر من اللازم بالنسبة لتانيا كي تتعامل معها بنفسها. لهذا السبب كان من المنطقي أن تقدم عائلة روثستايلور الدعم.
"أنا، مساعدكِ المخلص كاديك، سوف أقوم بجمع المعلومات المتعلقة بسعر السوق لختم الحكيم استعدادًا للتفاوض. بالإضافة إلى معلومات تتعلق بالوضع المالي لشركة إلت. وسأؤكد أيضًا وأبلغكِ بالتفاصيل المتعلقة بالجدول الزمني للمفاوضات."
"شكرا لك، كاديك."
"أنا، مساعدكِ المخلص نوكس، سأكون مسؤولاً عن تنسيق حملتكِ الانتخابية لمجلس الطلاب بينما تركزين أنتِ على دراستكِ. في الوقت الحالي، تنتشر شائعات عن ترشيح الأميرة بينيا، لذا سأبحث في المعلومات حول الوعود التي قد تقدمها خلال حملتها الانتخابية..."
"هذا... لا عليك, نوكس."
"...عفوًا؟"
بينما جلست على مكتبها الشخصي لإصلاح شعرها، أطلقت تانيا تنهيدة عميقة.
توقفت اليد التي كانت تمشط شعرها للحظة عندما نظرت من النافذة. امتدت السماء الصافية في أوائل الربيع إلى أقصى حد يمكن أن تراه العين.
"بما أنكما قد وصلتما للتو، يبدو أن معلوماتكما ليست محدثة تمامًا. هذا الصباح فقط وصلت أخبار جديدة."
لقد كانت بالتأكيد أخبارًا جيدة من وجهة نظر تانيا.
لن يكون غريبًا عليها أن تقوم فجأة بشد قبضتها وهي تقفز في الهواء، وتهتف للسماء.
ومع ذلك، لم تكن تانيا متحمسة. وتانيا نفسها لم تكن تعرف السبب.
* * *
"قالت الأميرة بينيا إنها لن تترشح لمنصب رئيس مجلس الطلاب."
"...ماذا؟"
كان هذا ما يسمى بـ 'صاعقة من اللا شيء'.
كارثة ظهرت فجأةً دون سابق إنذار.
أكبر مبنى من بين المباني الثلاثة لمركز الطلاب هو قاعة نايل.
خلال الفصل الدراسي الأول من العام السابق، دمرته ينكار. ومع ذلك، بعد مرور عام أو نحو ذلك، تمت استعادته بالكامل وعاد إلى استخدامه الطبيعي.
خلال الفصل الدراسي، لم يكن مركز الطلاب أقل من سوق. وذلك لأن معظم الأعمال الإدارية الطلابية كانت تتم في مركز الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، توجد أيضًا جميع مرافق رعاية الطلاب هنا.
على وجه الخصوص، كان هناك العديد من المتاجر العامة الصغيرة ومحلات الشاي التي تتجمع حول هذا المكان. الخروج والذهاب إلى المنطقة التجارية فقط لشراء بعض الطعام كان مبالغًا فيه، لذلك توافد جميع الطلاب الذين أرادوا البقاء داخل المنطقة التعليمية على مركز الطلاب.
تم وضع كأسين من عصير الفاكهة مع ثلج يطفو في الأعلى على طاولة خشبية. كان هناك الكثير من الأشياء التي أدين بها لـ ينكار، لذا اشتريت واحدًا لها.
"من المفترض أن أحد المساعدين الشخصيين تحت العائلة الإمبراطورية قد أصدر هذا الإعلان اليوم...؟ قبل ساعات قليلة فقط، اصبح هذا هو الموضوع الأكثر سخونة. أعني، كان الجميع يتحدثون عنه."
ارتشفت ينكار العصير وهي تبتسم بشكل مشرق. كانت لديها أجمل ابتسامة في العالم وهي تشرب هذا العصير، على الرغم من أنني كنت متأكدًا من أنها ستقبل بأي شيء أشتريه له.
"إذن... هذا الإعلان... هل يمكنها فقط التراجع عنه...؟"
"حسنًا، اشتكى معظم الطلاب الذين كانوا يدعمون الأميرة وطلبوا منها تغيير رأيها."
ضيقت حاجبيَّ وأنا اغرق في تفكير عميق.
الزعيم الأخير في الأرك 4، كريبن روثستايلور.
إذا كنت تحاول القضاء على أحد أقوى وأعظم العائلات في القارة، عائلة روثستايلور، فقد كان الأمر صعبًا ما لم يساعد شخص يتمتع بالسلطة مثل الأميرة بينيا. فبعد كل شيء, كان هناك عدد قليل للغاية من الأشخاص والعائلات التي يمكن أن تتنافس على قدم المساواة مع آل روثستايلور.
نظرًا لأن رئيس العائلة، كريبن روثستايلور، قام بعمله على أكمل وجه تقريبًا، فإن معظم الناس لن يشكوا حتى في كونه شريرًا. وحتى لو كانت لديك شكوكك، لم يكن هناك أي دليل.
كانت الأميرة بينيا أول من لاحظ مثل هذه الشكوك حول كريبن وواجهته بسبب ذلك. ما بدأ كمجرد شعور بالحدس تحول إلى قناعة عندما بدأت تقابل كريبن رسميًا أكثر فأكثر كرئيسة لمجلس الطلاب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن السلطة الأكاديمية التي كانت تتمتع بها كرئيسة جلبت لها ميزة مطلقة عندما يتعلق الأمر بحماية الأكاديمية من هجمات كريبن. على الرغم من أن قوة العائلة الإمبراطورية كانت هائلة، إلا أنه كان لا يزال من الصعب التأثير على التفاصيل الصغيرة والثانوية التي تحدث داخل الأكاديمية.
القوة الإمبراطورية ضد القوة الأكاديمية. فقط عندما كانت بينيا تمتلك كلتا القوتين بين يديها، ستكون قادرة على قيادة دفاع الأكاديمية بشكل صحيح في معركة ضد كريبن.
"همم..."
من أجل هزيمة كريبن، كان من الضروري أن تكون الأميرة بينيا وعائلة روثستايلور على طرفي نقيض.
إذا تمكنت الأمور من أن تصبح على هذا النحو، فستصبح الأميرة بينيا حليفًا أقوى مما كانت عليه حاليًا. في الواقع، هكذا كان من المفترض أن يكون الأمر في المقام الأول.
"إد."
لقد كنت ضائعًا في أفكاري للحظة، لذا كان على ينكار أن تقفز أمام وجهي. ثم أخرجت رأسها ونفخت خديها، ومرمرت وهي تتحدث.
"أنت قلق بشأن شيء ما مرة أخرى. أنت تصنع ذلك التعبير القلق الخاص بك."
"ماذا؟"
"اسمع، إد."
نهضت ينكار بسرعة من مقعدها وأتت إلى المقعد المجاور لي، ثم جلست.
نظرت إليّ وهي تضع يديها على وركيها بتعبير غاضب. على الرغم من ذلك، نظرًا لأن ينكار نادرًا ما تغضب بشدة، فقد كان ذلك أقرب الى كونها تقوم بمجرد توضيح.
"لقد بدأت أشعر بهذا الشعور مرة أخرى. الشعور بأنك ستفعل شيئًا متهورًا مرة أخرى."
"مهلا... هذا..."
"مهما كان ما ستفعله، فهو اختيارك، لذا لا أستطيع أن أخبرك ألا تفعل هذا. لكن مع ذلك، لا أستطيع تحمل الأمر عندما تتأذى لوحدك وتبدأ في النزيف دون أن أعرف أي شيء."
واصلت ينكار الحديث مع خديها المنتفخين.
"إذا كنت تريد أن تفعل شيئًا ما، أخبرني. مهما كان الأمر، سأساعدك."
"ينكار. أنا بالفعل مدين لكِ بالكثير. مع السحر العنصري، والأعمال المنزلية في المخيم..."
"لا تفكر في الأمر كدين تحتاج إلى سداده. أنا منخرطة في الأمر باكمله أيضًا."
بدا الأمر وقحًا بعض الشيء، لكن عند النظر إلى ينكار، أستطعت القول إنها كانت صادقة.
"لا أريدك أن تتأذى أو تمر بمشاكل. أعلم أنه من المستحيل ألا تمر ببعض الصعوبات، لكنني لا أريد أن يكون الأمر أصعب من اللازم."
"......"
فكرت في الأمر لبعض الوقت، لكن كان من الصعب جدًا التظاهر بتجاهل ما كانت تقوله وهي تنظر إلي.
"أنا أؤمن بأنها ستكون فكرة جيدة أن تصبح الأميرة بينيا رئيسة مجلس الطلاب."
"...هذا... منطقي. لكن الأمر لا يتعلق بك وحدك، بل إن العديد من الأشخاص الآخرين يعتقدون نفس الشيء."
على الرغم من أنها كانت إجابة مفاجئة، بدا أن ينكار كانت راضية عنها.
"لكن من المفاجئ سماع ذلك. بعد كل شيء... لم تكن الأميرة بينيا لطيفة معك إلى هذا الحد. لم أتخيل أبدًا أنك ستقوم بدعمها."
"هل هذا صحيح؟"
تمت معاملتي كأحمق ودفعي إلى درجة أن يتم التبرؤ مني من قبل بينيا... رغم ذلك، في الواقع لم يكن ذلك بسببها، بل كل ذلك بسببي. حسنًا، ليس أنا حقًا لأنني لم أكن إد روثستايلور في ذلك الوقت.
"نعم. علاوة على ذلك، هناك أيضًا تانيا. كنت سأقوم بدعم تانيا منذ أنها كانت أختك. وقد فعلت لها شيئًا سيئًا أشعر بالأسف عليه، بالإضافة إلى أن سمعتها بين طلاب السنة الأولى كانت جيدة حقًا."
تحدثت ينكار وهي تلعب بشعرها المضفر.
"و... إذا كانت لا تريد الترشح، فماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟"
"هذا صحيح..."
في الأصل كان ينبغي على الأميرة بينيا الترشح لرئاسة مجلس الطلاب دون أي تردد.
ثم ستتنافس ضد تانيا فيما قد يبدو وكأنها معركة دامية، لكنها في الواقع فازت بفارق كبير في الأصوات.
لم تكن الفجوة بين تانيا وبينيا شيئًا يمكن تقصيره بسهولة. ويمكن القول إنه في اللحظة التي أعلنت فيها بينيا ترشحها، فقد فازت.
"على أقل تقدير، سيكون من الرائع لو تمكنا على الأقل من سماع سببها لعدم محاولتها."
"هذا لأنها قد فقدت ثقتها بنفسها."
صلصلة.
تم وضع مشروب آخر على الطاولة. كان الشخص الذي جلس أمامي هو زيغ إيفلشتاين، وهو طالب في السنة الثانية من قسم السحر.
"من المؤكد أنه الربيع الآن. أظن أنه لم تعد هناك حاجة لارتداء المعطف خلال النهار بعد الآن. أوه. لم أكن أدرك أن الجو سيكون حارًا جدًا لدرجة أنني سأبدأ في التعرق. وأيضًا، لماذا يوجد الكثير من الأشخاص هنا في مركز الطلاب؟"
خلع زيغ معطفه ثم امسكه بيد واحدة، وارتشف من شرابه باليد الأخرى. ثم أطلق زفيرًا عميقًا.
"زيغ؟"
"من الجميل رؤيتكما مرة أخرى. برغم ذلك، خلال النهار، ألا توجد الكثير من العيون عليكما؟ أليس الجو حارًا جدًا؟ ورغم ذلك، يبدو أنكما بخير مع الحرارة."
بقول ذلك، انزل زيغ كوبه.
عند سماع هذه الكلمات، وقفت ينكار بسرعة بشكل مستقيم وهي تبتعد عني بسرعة. عندها فقط أدركت مدى قرب ينكار مني قبل قليل.
"هم؟! هل كنت قريبة جدًا؟! لم يكن لدي فكرة...؟! أظن أنني كنت...؟ ربما كنت قريبة جدًا، لذا ربما أساء الناس الفهم...؟ ولـ-ولكن قول إننا كنا نشعر بالحرارة بجانب بعضنا البعض!"
قامت ينيكار بتهوية وجهها بسرعة وهي تتجنب أنظار أي شخص، وتنظر إلى الأرض.
"برؤية اثنين من زملائي الكبار يتحدثون بشكل حميم للغاية. أعلم أنه لم يكن من الأدب أن أتدخل، ولكن..."
وضع زيغ ذراعيه معًا وهو يأخذ نفسًا عميقًا.
"في المرة الماضية، كان هناك شيء أردت أن أخبرك به ولم أستطع أخبارك به بسبب موقف ما. لكن في الآونة الأخيرة، أشعر بمزيد من اليقين، لذلك اعتقدت أنه يجب علي إخبارك بذلك."
"ماذا؟"
"بما أنني في نفس عمرها، ونحن نذهب إلى العديد من الفصول الدراسية نفسها، فإنني أميل إلى رؤية الأميرة بينيا في كثير من الأحيان."
كان زيغ رجلاً قضى طفولته بأكملها يعيش في البرية في الأراضي العشبية الشمالية.
ولكن الآن، بدا وكأنه رجل نبيل عرف كيف يكون مهذبًا. كل قواعد الآداب التي تعلمها جاءت من العيش مع عائلة آصلان.
عاش حياة كوحش قبل أن يصبح إنسانًا. كان الحدس الذي أعطته مثل هذه الحياة لزيغ على مستوى أعلى من أي من الحواس البشرية الخمس العادية.
"هل سبق لك وأن رأيت ذئبًا زعيمًا فقد قطيعه, إد؟"
انخفضت نبرة صوته البليغة فجأةً.
"الزعيم الذي جرب قتل كائن من نوعه، وتأذى بعد اتخاذ القرار الخاطئ. الحياة التي استنزفت من أعينه... إنها مختلفة تمامًا عن العيون اللامعة والقاتلة والحيوية النموذجية لطفل الذئب. يصل الأمر لدرجة إذا لقوا فريسة لا يصطادون، وإذا لقوا وحشا آخر لا يظهرون عداوةً."
عندما رأيت زيغ يتحدث مثل هذه الكلمات وذراعيه متقاطعتين، أستطعت أن أقول أن ذلك جاء من تجربة.
أغمض عينيه وهو يفكر في وقت ما.
تجربة مقابلة ذئب به ندوب أكبر من جسده في زاوية من الأراض العشبية.
حاول الاستيلاء على سلاح بيديه، التي كانت ترتجف من الخوف، ولكن كان من الصعب العثور على أي غرض في المضي قدمًا.
"حتى عندما أمسكت بالقوس ووجهته، فإنه لم يتفاعل."
على الفور، فتح زيغ عينيه وتحدث بهدوء.
"كانت عيون الأميرة بينيا تبدو هكذا بالنسبة لي."
بعد أن قال ذلك، نهض من مقعده.
"آسف لمقاطعتكم. لقد مررت للتو ورأيتكم، لذا أردت أن ألقي التحية. سأذهب الآن."
"أنت لم تقاطع أي شيء. كان من الرائع رؤيتك أيضًا."
"سوف تمطر غدًا، لذا كوني حذرة عند مغادرة المهجع."
أمسك زيغ بكأسه الفارغ. وبعد أن حني رأسه وألقى الوداع، غادر مركز الطلاب.
تساءلت عما إذا كانت تعاني من الحمى، لكن ينكار استمرت في تهوية وجهها وهي تجلس بجواري... بدأت أعود إلى أفكاري الخاصة.
أسوأ الاحتمالات كان... أن الأميرة بينيا قد فقدت كل إحساس بالعداء تجاه عائلة روثستايلور.
إذا كان هذا هو الحال، كنت بحاجة للتوصل إلى سبب لإشعال شكوكها تجاه عائلة روثستايلور.
في هذه المرحلة... لم يكن من الممكن التوصل إلى مثل هذا السبب.
"أعتقد أنني سأضطر إلى التفكير في الأمر."
"هم؟ ماذا تقصد يا إد؟"
رئيس عائلة روثستايلور، كريبن روثستايلور.
السبب وراء استدعائه لميبولا الشرير في وقت أبكر مما خطط له في مثل تلك الحالة شديدة الضعف هو أنه لم يتمكن من تحمل كل الضغوط السياسية الذي تعرض لها.
السبب وراء كل هذه الضغوط جاء من القوة الإمبراطورية بقيادة الأميرة بينيا. إن مواجهة كريبن دون خلق مثل هذا الوضع سيكون بمثابة دخول منطقة مجهولة تمامًا.
لقد كان موقفًا يجب تجنبه بأي ثمن، ولكن إذا حدث مثل هذا الموقف... فلن يكون لدي خيار سوى مواجهته وجهًا لوجه.
"على أي حال، قال إنها ستمطر غدًا، لذا يجب أن تكون بيئة جيدة لممارسة التدريب مع الأرواح المائية."
كانت هناك شروط يجب الوفاء بها قبل أن أتمكن من اتخاذ أي إجراءات. لذا، يجب أن أفكر فيما يجب أن أفعله أولاً.
"إذا كان ذلك ممكنًا، فسيكون من الأفضل أن يكون بالقرب من البحر. سأحاول التعامل مع روح مائية متوسطة المستوى بالقرب من الجرف الشمالي غدًا."
"حسنًا، سأتوجه أيضًا إلى هناك بمجرد الانتهاء من فصل الدراسات العنصرية."
"حسنًا. شكرًا. يجب أن أعود إلى المخيم أولاً."
ابتسمت ينكار وهي تومئ برأسها.
على أية حال، حتى لو لم تكن تعتقد ذلك.... فأنا مازلت أدين لـ ينكار بالكثير.
* * *
"همم."
بالاستنشاق من طرف انفها, استطاعت شم رائحة الزهور المتفتحة. كان الربيع موسمها المفضل.
ضوء الشمس الدافئ والنسيم اللطيف الذي يدغدغ خديها. لقد أدفأ قلبها وجعل حتى مرور الوقت الأكثر روتينية يجعلك تشعر وكأنك مدفون في بطانية دافئة.
خطوة، خطوة
جاء صوت الخطى من مكان قريب من المخيم.
الفتاة المستلقية على سطح الكوخ وهي تنظر إلى السماء هزت قدميها. مع وجود بضع قطع من اللحم المقدد في فمها، همهمت أغنية، وفكرت في الاستلقاء في حضن ذلك الصبي.
فجأةً وصل شعور بالرطوبة إلى مؤخرة أنفها. هذا الشعور الغريب الذي شعرت به لم يكن خاطئًا أبدًا.
وضعت لوسي قبعتها بإحكام وهي تنظر إلى السماء مرة أخرى. على الرغم من أنه كان الربيع، يبدو أنه سيكون من الصعب الخروج غدًا.
"ستمطر."
أنا أكره المطر.
المطر الذي سقط على جسدها جعل لوسي تشعر بالاكتئاب. إذا هطل المطر، أتمنى أن يمر بسرعة.
عندما راودت لوسي مثل هذه الأفكار، قفزت نحو نار المخيم.
ثم استلقت بجوار النار، وحدقت بهدوء في الصبي ذو الشعر الأشقر الذي يمشي عبر العشب من بعيد.
نقرت بأصابعها مع صوت همهمتها.