كان من الغباء أن تضرب رأسك وأنت تفكر في فعل المستحيل.

إذا كان من المستحيل القفز فوق الجدار الموجود أمامك، فأن لديك العديد من الخيارات الأخرى. يمكنك أن تأخذ الطريق الطويل، أو يمكنك أن تستسلم فحسب.

الشخص الحكيم وذو الخبرة سيجد دائمًا طريقًا أخر، مهما كان الوضع.

ومع ذلك، كان هناك بالتأكيد سبب جعل جميع من في العالم يطلقون عليها مهمة مستحيلة.

* * *

رذاذ.

وصل المطر الذي سقط على سطح المقصورة إلى التربة في نهاية المطاف.

الفتاة، التي كانت تجلس وتتكئ على الجدار الخارجي للمقصورة، حدقت في السماء بهدوء. ثم أطلقت تثاؤبًا كبيرًا ومتعبًا.

كان السبب وراء عدم دخولها إلى المقصورة, وبدلاً من ذلك اختيار الجلوس متكئةً على الجدار الخارجي بينما تحدق في حواف السقف، واضحًا.

كانت الفتاة تنتظر عودة شخص معين إلى المنزل.

لم يكن لديها شيء محدد تريد القيام به، ولم تكن قريبة منه بدرجة كافية حتى يرحبا ببعضهما البعض بحرارة عندما يلتقيان.

بدون سبب محدد، واصلت لوسي ماريل انتظار إد.

عند رؤية الطريقة التي جلست بها في الخارج وهي تراقب المقصورة، بدا الأمر كما لو أنها كانت حارسة المقصورة. لكن في الواقع، كانت أشبه بضيف طفيلي أكثر من كونها حارسة للمقصورة. ولكنها لم تدرك ذلك بنفسها.

كان شعورًا غريبًا بالنسبة لها وهي تربط شعرها الفضي، الذي أصبح مجعدًا بسبب رطوبة الهواء، حيث قضت الوقت لا تقوم بشيء وهي تمسك بقبعتها الساحرة.

بالنسبة إلى لوسي، التي كانت كسولة في كل ما تفعله، فإن مجرد الانتظار سيؤدي بسرعة إلى شعورها بالملل.

ومع ذلك، جلست واتكأت على المقصورة بينما كانت تنتظر إد بهدوء... بدلاً من الشعور بالملل، بدا وكأن شعورًا بالراحة ملأ قلبها. ربما كان ذلك لأن المخيم نفسه كان له معنى مميز للغاية بالنسبة للوسي.

كانت حياة إد اليومية تتغير دائمًا، حيث كانت مليئة بالصعود والهبوط، ولكن في نهاية اليوم، سيعود ليستقر في المخيم والمقصورة.

سينتهي يوم إد بوجوده دائمًا في المخيم. لم يكن من الصعب التخيل.

يأتي من خلال العشب، ويتأكد من كون نار المخيم مطفأة، ويركل جذوع الأشجار في مقصورته عدة مرات للتأكد من أنها لا تزال قوية.

ثم يذهب إلى منشرة التجفيف للعناية بملابسه المبللة، ثم يجمع كل أدواته الموجودة في الخارج والتي بدأت تصدأ حتى يتمكن من إعادتها إلى الخيمة.

ثم يعود إلى مقصورته، ويمسح الماء الذي سقط على قميصه قبل أن يتجه نحو لوسي ويقول 'أوه، أنتِ هنا...' ثم ستومئ برأسها ردًا على ذلك.

ثم سيقوم بإشعال المدفأة داخل المقصورة بالإضافة إلى المصباح السحري، ويجلس على مكتبه ويبدأ في قراءة كتبه عن الهندسة السحرية.

بعد ذلك، ستستلقي لوسي بالقرب من المدفأة وهي تلف نفسها ببطانية وتنام.

سيكون هناك صوت المطر وهو يضرب النافذة وطقطقة المدفأة، بالإضافة إلى صوت تقليب صفحات كتب إد من حين لآخر.

تقطر. تقطر.

بووووم!

فجأةً، شعرت لوسي من وراء العشب بوجود شيء ما. وآثار للقوة السحرية التي لم تأت من شخص واحد فقط.

لوسي، التي كانت تجلس بشكل فارغ على الحائط، هزت طرف أنفها للحظة.

"......"

نادراً ما ذهب الناس إلى هذا العمق من الغابة الشمالية. علاوة على ذلك، كان الوقت حاليًا متأخرًا في الليل وكان المطر يهطل.

إذا لم يكن إد، فقط من كانوا وماذا كانوا يفعلون...؟ لم تكن لوسي من النوع الذي لديه فضول بشأن مثل هذه الأسئلة.

ومع ذلك، لم يكن شعورًا لطيفًا أن يقترب شخص ما من المخيم دون داعٍ.

إذا أعطى إد، صاحب المخيم، الإذن فلن تفعل لوسي أي شيء. ولكن، عندما كان إد بعيدًا عن المكان، لم يكن هناك ضمان بأن ليس هناك شخص سيتسلل لفعل شيء سخيف.

في الحقيقة، بينما كانت لوسي نائمة داخل الملجأ الخشبي، تسللت إليها الأستاذة المساعدة كليوه وحتى قامت بلمسها دون أن تدرك ذلك.

في الأساس، كانت لوسي تكره الغرباء. خاصة إذا كان هذا الشخص يحاول التسلل إلى عشها.

"همم..."

كان الأمر غير معتاد بالنسبة للوسي، والتي كانت غير مبالية ووجدت أن كل شيء في العالم يمثل ألمًا. وقفت، وهزت زيها الضخم عدة مرات وهي تقفز تحت المطر.

في كلتا الحالتين، لم يكن هناك أي خطأ في مطاردة المتسللين غير المرحب بهم. عند التفكير في إد وهو يعود، ويربت على شعرها، ويشكرها... لم تكن تلك صفقة سيئة.

ركضت نحو منطقة العشب حيث أتى الصوت. لقد كانت على بعد أكثر من مائة متر، لكن بالنسبة للوسي كانت تلك مسافة يمكنها تضييقها في لحظة.

كان هناك شخصان خلف العشب.

"آغغك!"

كان هناك فارس في منتصف العمر في حالة فظيعة، مغطى بالدم. كان يجلس على العشب، متمسكًا بفارس آخر فاقد الوعي.

"أغك..."

"......؟"

"أنـ-أنتِ...!"

كان كاديك ونوكس يهربان من المنحدرات الساحلية وهما متجهان نحو المنطقة التجارية بعد هزيمة إد.

من قبيل الصدفة، كان الطريق يمر بالقرب من مخيم إد.

رائحة الحديد القادمة من الدم لدغت أنف لوسي.

"سا-ساعدينا...! لقـ-لقد تعرضنا لأذى شديد...! أمم...في الغابة... تعثرت وتدحرجت إلى أسفل التل...!"

"......"

"و... اصطدم زميلي بحيوان بري عض حنجرته...! من فضلكِ، اذهبي إلى المنطقة التجارية وأحضري المساعدة الطبية... من فضلكِ أحضري المساعدة...!"

وقفت لوسي ساكنة وهي تنظر إلى نوكس. كانت هناك إصابات في جميع أنحاء جسده، لكن بدلاً من خدوش وكدمات... كان معظمها يشبه الحروق.

كانت هناك آثار واضحة للنار أو السحر المتفجر. كان الفارس يكذب على لوسي.

عادةً، الأشخاص الذين كانوا في مثل هذه الوضع المتطرف لن يجرؤوا على الكذب عند طلب المساعدة.

بعدها رصدت لوسي شعار النسر على رداء نوكس الممزق.

"عائلة روثستايلور."

بينما تمتمت لوسي بهدوء، ابتلع نوكس أنفاسه.

بعد اتخاذ قراره بسرعة، تحدث نوكس مرة أخرى بتعبير حازم.

"اسمي نوكس، خادم لعائلة روثستايلور. نحن لسنا أشخاصًا مشبوهين. ولمساعدة تانيا روثستايلور في مساعيها، دخلنا أرض الأكاديمية بإذن."

"......"

"إذا ساعدتينا، فسيكون هذا عملاً عظيماً ستعترف به عائلة روثستايلور. هل يمكنكِ مساعدتنا في العودة إلى المنطقة التجارية؟"

لقد أصبحت مهمة مزعجة أكثر مما كانت تتصور في الأصل. بدأت لوسي تدرك هذه الحقيقة.

على الرغم من أنها لم تكن تريد أن تنشغل بأي شيء كان من المزعج التعامل معه، إلا أن اسم روثستايلور دغدغ أذن لوسي.

كانت هي نفس العائلة التي كان ينتمي إليها إد روثستايلور. ومع ذلك، منذ أن تم التبرؤ منه، عاش حياة منفصلة تمامًا عنهم. بالنسبة للوسي، التي اعتقدت أن لديها علاقة غريبة بشكل خاص مع إد، لم يكن بإمكانها تجاهل هذا الاسم بسهولة.

بالتفكير في ما يجب عليها فعله... حدقت عيون لوسي فجأةً نحو رقبة كاديك اللاواعي.

كان ذلك مختلفًا عن هجوم حيوان بري عادي. كانت القوة السحرية لروح الماء باقية حول كاديك أيضًا. لقد كانت كمية صغيرة حقًا، لكن بالنسبة للوسي، التي كانت حساسة جدًا للقوة السحرية، فقد تمكنت من رؤيتها.

حتى بالنظر إليهم من لمحة، كان من الواضح أن هذين الفارسين لم يكن لديهما أي مهارة في الرنين الروحي. لذا، فإن الطاقة المتبقية للروح على جسده... ربما كانت آثار حديثة لمعركة ضد روح.

ثم نظرت لوسي إلى بقع الدم في جميع أنحاء جسد نوكس.

بدا بالتأكيد كما لو أنه قد وقع في سحر متفجر. لا يبدو أنه تعرض للطعن أو الجرح في أي مكان، لذا فأن بقع الدم الموجودة عليه كانت غريبة.

هل هي آثار الدم الذي سقط من جسد نوكس؟ ولكن، يبدو وكأنه قد سقط عليه من الأمام.

بعد التفكير في الأمر، خلصت إلى أن بقع الدم الموجودة على نوكس لا تخصه.

خدم عائلة روثستايلور، التي تبرئت من إد.

آثار معركة ضد روح.

بقع الدم.

والحقيقة الغريبة المتمثلة من أين أتوا وفي أي وقت كان ذلك.

بعد فترة وجيزة، خفضت نظرها إلى الأسفل نحو الجرح الموجود في الجزء الخلفي من ساق كاديك. كانت به آثار قوة سحرية، لكن الأهم من ذلك أنه كان جرحًا يبدو وكأنه قد جاء من شيء حاد.

على سبيل المثال، سهم.

بمجرد أن تمكنت من التفكير إلى هذا الحد، في أقل من لحظة سارت قشعريرة أسفل عمود لوسي الفقري.

ووش!

فقط بمجرد شد قبضتها، بدأت القوة السحرية تتحرك كما لو كانت جزءًا من جسدها. كان ذلك رنين المانا الذي وصل إلى مستوى يتجاوز الحد الطبيعي. لقد وصل إلى حد أنه أصبح من الممكن التعامل مع القوة السحرية كما لو كانت جزءًا من جسدها.

"آآآغككك!"

كما لو كان قد تم الإمساك به من ياقته، ارتفع جسد نوكس في الهواء.

نظرت لوسي، التي كانت تسير تحت المطر، إلى نوكس بينما تسأله.

"أنت...ماذا فعلت...؟"

شعور مشؤوم استقر بشدة على صدر الفتاة.

"ماذا كنتم تفعلون؟"

لم يستطع التنفس بشكل صحيح. أصبح عقل نوكس ضبابيًا.

كانت كمية القوة السحرية التي انفجرت من جسد الفتاة كافية ليشعر بها نوكس، الذي لم يكن على دراية جيدة بالسحر.

لم يكن هناك ترنيمة، ولا أدوات للمساعدة في التحكم في قوتها السحرية، وكانت تلك القوة السحرية نفسها في مستوى لا يمكن التعامل معه إلا من خلال مهارة الفرد الهائلة في الرنين السحري. تلك القوة السحرية كانت في مستوى هائل للغاية. لدرجة تجاوزت كل حس بالمنطق، مما أثار خوفًا عظيمًا.

قد يموت حقًا.

بعد التغلب على الموت مرتين، بالكاد تمكن من الفرار إلى الغابة الشمالية. ولكن الآن، كان ضد خصم لا يمكن هزيمته بحق.

"أجبني بشكل صحيح."

مع مستوى الرنين الضعيف، من الصعب أن تشعر بالقوة السحرية لشخص آخر. لذا، إذا كان نوكس، بمستوى مهاراته الضعيفة في الرنين لوحده، قادرًا على الشعور بالحضور الكثيف والثقيل للقوة السحرية في الهواء... إذن تلك الفتاة كانت ساحرة على مستوى يمكنها من إنهاء حياته في ايماءة واحدة, قبل أن يتمكن حتى من إصدار أي صوت.

"للتحدث بصراحة، سأقوم بمساعدتك. في كلتا الحالتين... بقوتك، لن تكون قادرًا على فعل أي شيء بنفسك."

على الرغم من أنها أثارت به مثل هذا الخوف، إلا أنها ما تزال تظهر القليل من الكرم.

لقد تمكن نوكس بالفعل من البقاء على قيد الحياة بعد أن مر بالعديد من العقبات، لذلك كان عقله منهكًا بالفعل.

بعد أن كان على حافة الموت، مرارًا وتكرارًا، بقي أمامه خيار أخير... خيار لا يمكن رفضه أبدًا.

في النهاية، اتخذ نوكس خيارًا لم يكن ينبغي له أبدًا أن يتخذه.

"أنا... قتلت شخصًا..."

* * *

على سفح الجرف، في ظل الرياح القوية والمطر، التقط فلوبين، أستاذ عالي الرتبة في دراسات الوحوش، خنجرًا تم تركه في مكان الحادث. عند إخراجه من غمده والنظر إلى السطح، بقت بوضوح اثار نقش أحمر داكن.

"يبدو وكأن مثل هذه الحوادث تحدث فقط عندما أكون في الخدمة."

خدش ذقنه الحليق النظيف، ثم قام بتحليل النمط المنقوش. لقد كانت آثار نقش عالي الجودة يصعب العثور عليه في العادة.

حقن السم المميت.

المستوى الذي, فقط بمجرد الطعن, يكون فيه الموت مؤكدًا. لم يشعر بأي قوة سحرية منه، وأظهرت الآثار المتبقية للنقش أنه تم استخدامه.

من ثم هذا يعني.... أن شخصًا ما قد مات. أطلق فلوبين تنهيدة عميقة. كما كان يعتقد، كان هذا حادثًا كبيرًا.

في الآونة الأخيرة، كان هناك العديد من الحوادث داخل سيلفينيا. لقد وصل الأمر إلى حد الشعور بأن في كل فصل دراسي فأن حادثًا كبيرًا لا يمكن السيطرة عليه سيحدث لمرة واحدة على الأقل.

في الطرف الشمالي من جزيرة آكين، بما في ذلك البروفيسور فلوبين، بقي خمسة من أعضاء هيئة التدريس الذي يرتدون الجلباب في مكان الحادث.

بناءًا على طلب طالبة قسم السحر من السنة الثالثة ينكار بالروفر، خرج العديد من أعضاء هيئة التدريس الذين كانوا يعملون في قاعة تريكس.

من بين أعضاء هيئة التدريس الذين كانوا في الخدمة الليلية، كان البروفيسور فلوبين هو الأعلى رتبة والذي أتى. لقد كان هو الذي اقترح أنه لم يكن حادثًا يمكن الاستخفاف به.

"لذا، عندما وصلتِ إلى مكان الحادث كان بالفعل...؟"

"نعم..."

كانت تلك صدمة كبيرة.

الشاهدة, ينكار بالروفر... أنزلت رأسها تحت الجلباب الذي أعطاه إياها أعضاء الهيئة التدريسية ليحميها من المطر. أخفت وجهها ولم تظهر تعابير وجهها.

لقد كانت طالبة مشهورة، لذا كان البروفيسور فلوبين على علم جيد بها. كانت دائمًا نشيطة وحيوية، ومحبوبة ليس فقط من قبل الطلاب ولكن أيضًا من قبل الأساتذة.

رؤية مثل هذه الفتاة ورأسها إلى الأسفل، لا تنطق بكلمة واحدة... كان مشهدًا صعبًا مشاهدته. برغم ذلك، لم يتمكنوا من رؤية تعبيرها.

"لتلخيص ما حدث... كان لديكِ موعد مع إد لمساعدته في تدريبه على السحر العنصري... ولكن عندما وصلتِ، كان إد قد تم طعنه بالفعل بسكين... هل كان هذا هو؟"

"نعم... كان هذا."

"و... بما أنها كانت محقونة بالسم القاتل... يبدو أن هذه كانت جريمة قتل مخطط لها."

بالقرب من الجرف، بقي قوس وزي ممزق يبدو أنه يخص إد. لقد كان دليلاً على نضاله.

"بعد أن أبلغ الأكاديمية بالأمر، سيبحثون عن جثته بمجرد شروق الشمس، لكن... فرص العثور عليه منخفضة."

ضربت الأمواج الجرف. نظم البروفيسور فلوبين أفكاره فيما يتعلق بالوضع، ثم نظر إلى ينكار.

كان من المؤلم حقًا رؤيتها ورأسها منخفض هكذا.

"على أي حال، سيتم الكشف عن حقيقة ما حدث قريبًا. هل رأيتِ وجه الجاني؟"

"نعم..."

تحدثت ينكار وهي تبقي رأسها للأسفل.

"خادما عائلة روثستايلور، كاديك ونوكس... قالوا أن هذه هي أسمائهم بالتأكيد."

"من المستحيل أنهما أبتعدا. على ما يبدو، أصيب كلاهما، ولن يكون من السهل عليهما الهرب من جزيرة آكين دون أن يراهما أحد. ينكار، يبدو أنكِ مصدومة للغاية. من فضلكِ، ارجعي واستريحي."

قرر فلوبين أن يأخذ الخنجر ويضعه بعيدًا. بعدها انتهى من فحص مكان الحادث.

"عندما تشرق الشمس، سأبلغ العميد بالأمر حتى نتمكن من إصدار إعلان عام. حتى بدون هذا الحادث، مع اقتراب موعد انتخابات رئيس الطلاب، فإن الوضع مشغول بالفعل. ويبدو أن الأكاديمية ستصبح أكثر انشغالًا الآن. حتى تشرق الشمس، دعونا نواصل البحث بشكل اولي في المكان بأنفسنا."

"يبدو أن يديك ستكونان ممتلئتين لبعض الوقت, أستاذ فلوبين."

"لا بأس يا أستاذ ماكس. لا يزال بإمكاني إدارة حجم العمل الذي تراكم حتى الآن. من الأهم أن نعتني بما نستطيع الآن، لذا دعونا لا نقلق بشأن مثل هذه أشياء."

في نهاية المطاف، لقد حان الوقت لهم للعودة إلى الأكاديمية.

على الجانب الآخر من الجرف، عند مدخل الغابة من بعيد، كان هناك شخص يقف بشكل مستقيم. نظر البروفيسور فلوبين نحوه مباشرةً.

* * *

الطريقة التي بدت بها كانت غريبة.

الفتاة التي كانت واقفة تحت المطر، بعيدًا في الغابة... كانت ممتلئة بالغضب البارد.

الغضب الذي تجاوز الحدود الطبيعية، وتحول من ساخن إلى بارد.

"هـ-هذه... هذه الطالبة...؟"

حتى الأستاذ المساعد الذي كان بجانب البروفيسور فلوبين قد لاحظ الفتاة من بعيد. الاثنان شاهدا الفتاة.

تم دفع قبعة الساحرة بشدة على رأسها. منذ متى كانت تلك الفتاة واقفة هناك؟

واصلت السير إلى الأمام، ممسكة بقبعتها في مواجهة الرياح العاتية والمطر. بالنظر الى مدى صغر حجمها، كانت خطواتها في المشي كبيرة بشكل غير معقول، كما لو أنها لا تتأثر بالجاذبية.

"لـ-لوسي...!"

تلعثمت ينكار وهي تنادي باسم الفتاة التي كانت تقترب من الجرف. كانت العيون التي تحدق من تحت قبعتها الكبيرة ترسل القشعريرة لكل من يراها.

عيناها، اللتان كانتا دائمًا نعسانة وفاقدة للطاقة، أصبحت الآن حادة وشديدة.

"أ-أنتِ... أنتِ هنا...!"

تلعثمت ينكار في كلماتها.

كان هناك الكثير من الناس حولها لكي تستطيع اخبارها بالحقيقة عما حدث. لم يكن الوقت أو المكان المناسب لإخبار لوسي بما حدث لـ إد.

دفعت لوسي قبعتها مرة أخرى بينما تجاهلت أعضاء هيئة التدريس، وتوقفت عند حافة الجرف.

نظرت إلى الأسفل نحو الأمواج المتلاطمة.

بالقرب من حافة الجرف، رأت قوس إد ملقى في الارجاء، بالإضافة إلى زيه الملطخ بالدماء.

بالتفكير فيما يمكن أن يحدث إذا طٌعِنَ شخص ما بخنجر محقون فيه سم مميت... كانت فرص البقاء على قيد الحياة قريبة من الصفر.

لم تستطع الشعور بأي من قوته السحرية. إذا كان جسده قد تم جرفه بواسطة الأمواج، فسيكون ذلك منطقيًا.

في الواقع، تم استنفاد قوة إد السحرية بالكامل لأنه استخدم عنصرًا سحريًا من الدرجة الأسطورية. لكن في هذا المرحلة، من المستحيل أن تفكر لوسي في مثل هذا الاحتمال.

نظرت ينكار إلى لوسي وهي تتصبب عرقاً بارداً. من المؤكد أن الطاقة التي تدور حول لوسي أظهرت أنها كانت مختلفة بالكامل عن طبيعتها المعتادة.

"......"

نظرت لوسي حول مكان الحادث قبل أن تلتقط قوسه من الأرض. كان القوس المنحني، الذي كان به قدر ضئيل من قوته السحرية، كبيرًا جدًا بالنسبة لشخص مثل لوسي.

التقطت زي إد الدموي مع القوس، ونظرت نحو الهيئة التدريسية بتعبير بارد.

"لـ-لوسي... اهدأي... لماذا لا نعود إلى المخيم أولاً وسأخبركِ بما حدث...؟"

"لقد قبضت على الجاني. إنهما ما يزالان على قيد الحياة."

متجاهلةً كلمات ينكار، تحدثت لوسي بهدوء إلى البروفيسور فلوبين.

"ما-ماذا...؟"

"كاديك ونوكس. هما من قتلاه. الخادمان اللذان جاءا إلى جزيرة آكين بحجة مساعدة تانيا في الصفقة التجارية المتعلقة بختم الحكيم."

المثير للدهشة أن الوضع قد تم حله بسرعة. بدا البروفيسور فلوبين مندهشًا وهو يحاول قول شيء ما للوسي... ولكن عندما رأى تعبيرها، لم يستطع إلا أن يبتلع لعابه بصعوبة.

لوسي... لم يتغير تعبيرها على الإطلاق. ارتدت قبعتها الساحرة بيد واحدة وهي تتحدث ببرود.

"لـ-لوسي...!"

صورة تانيا، التي كانت ممتلئة بالكراهية والانتقام الشديد نحو إد في كل مرة قابلتها، كانت محفورة في ذهنها.

يمكن أن يُنظر إليه على أنه شجار بسيط بين الأشقاء، لكن إحساس لوسي الشديد عندما يتعلق الأمر باكتشاف الحقيقة كان كافياً لتشعر بدرجة معينة من الصدق في كراهية تانيا.

مع ذلك، كانت تانيا ضعيفة جدًا ويبدو أن إد نفسه لم يكن يهتم كثيرًا، لذلك جلست ساكنة ولم تفعل شيئًا.

إذا لم يكن إد يهتم، فلا يوجد سبب للوسي لكي تهتم. كان هذا هو رد الفعل الواضح والطبيعي.

ولكن، من الواضح أن ما حدث قد تجاوز الحدود.

لم تعتقد أبدًا أنها ستحاول اغتياله، خاصةً بهذه الطريقة الفوضوية والواضحة.

لقد كان أكثر من مجرد قرار مفاجئ ومندفع. لقد كان أمرًا مجنونًا بشكل تام.

أشارت جميع الأدلة الظرفية نحو تانيا روثستايلور.

وباستخدام المنطق السليم، بدا من الواضح أنه من المستحيل أن يفعل خدم تانيا مثل هذا الشيء دون إذنها. على الأقل بالنسبة للوسي، هكذا بدت الأمور.

كان ذلك لأنه كان من المستحيل على لوسي إدراك تأثير كريبن وراء المسألة.

"لوسي!"

وهي تتجاهل نداء ينكار لها. بدأت القوة السحرية تدور حول لوسي.

فوووووش!

حاولت ينكار بسرعة الإمساك بلوسي، ولكن بحلول الوقت الذي أدركت فيه ذلك، كانت لوسي قد اختفت بالفعل.

"ما-ماذا..."

لم يبق شيء في المكان الذي هبت منه الريح القوية. لا لوسي، ولا زي إد، ولا قوسه.

ينكار، التي تمكنت أخيرًا من استجماع شتات نفسها، وسط الرياح الغزيرة والمطر... ارتدت بسرعة غطاء راسها.

تفاجأ البروفيسور فلوبين للغاية عندما رأى أن ينكار، التي كان يعتقد أنها ما تزال خائفة وفي حالة صدمة، كان لها تعبير طبيعي على وجهها.

"ينكار. ما الذي..."

"علينا أن نلحق بلوسي الآن! قبل أن تصبح الأمور أكبر!"

* * *

بووم!!

من أعلى, كانت قاعة أوفيليس تبدو بشكل قوس يحيط بحديقة الورود.

يتكون المبنى الكبير من ستة طوابق، بما في ذلك السطح، حيث كانت واسعة للغاية. حقيقة أنها كانت واحدة من المعالم الأكثر شهرة في أكاديمية سيلفينيا لم تكن بدون سبب.

في حديقة الورود التي كانت محاطة بقاعة أوفيليس، كان هناك شخصان سقطا على الأرض، ثم تدحرجا في وسط الساحة المركزية الكبيرة.

نقر, طقطقة.

"إ-إيغغك... كيوهك... (بلع)."

لقد كانا كاديك ونوكس اللذان تم تقييدهما بسحر لوسي. كان كاديك ما يزال فاقدًا للوعي، لكن نوكس كان ما يزال مستيقظًا.

سقط المطر على حديقة الورود.

عند النظر للأعلى، يمكنك رؤية المنظر الضخم لقاعة أوفيليس التي تتقوس حول المكان.

في زاوية الطابق الثالث كانت غرفة لوسي. وبجوارها كانت غرفة تانيا.

ألقت لوسي السحر المتفجر منخفض الرتبة انفجار على النافذة.

بووووم!

كان هناك انفجار هائل. تم تنشيط سحر الدفاع التلقائي لقاعة اوفيليس، برغم أنه في مواجهة سحر لوسي لم يكن أكثر من مجرد قطعة من الورق.

انهار أحد جدران الغرفة، مع دخول المطر والرياح نحو الغبار المتصاعد... ولكن في الداخل، لم تستطع رؤية تانيا في أي مكان. لم تكن في الغرفة.

كان ذلك متوقعًا.

نظرت لوسي حولها نحو بقية قاعة أوفيليس، وحافظت على تعبيرها البارد.

"ما-ما الذي! ما هذا الضجيج؟!"

"رئيسة الخدم! أجلبوا رئيسة الخدم! هناك شيء يحدث!"

"مـ-ما الذي؟ هل نتعرض للهجوم؟! هل يجب أن أهرب الآن؟!"

كما هو متوقع، صرخات ناتجة عن الفوضى جاءت من نوافذ قاعة أوفيليس. كان ذلك طبيعيا، نظرا لأن جزءًا كاملًا من المبنى قد انفجر للتو.

بعد تلقي التقرير، اندفعت رئيسة الخدم بيل مايا نحو حديقة الورود... وعند رؤية مظهر لوسي، ابتلعت اللعاب بصعوبة.

استمر المطر في السقوط على الحديقة.

في الساحة المركزية التي يمكن رؤيتها من كل نافذة في قاعة أوفيليس، الفتاة التي كانت ترتدي قبعة مدفوعة بقوة على رأسها وقفت مع زي رجالي كبير ممزق. على أحد جانبيها، كان هناك قوس منحني مصنوع يدويًا يطفو في الهواء.

كانت الفتاة غارقة في المطر، ولم تظهر تعابير وجهها... احتلت الساحة وهي تنظر بهدوء نحو قاعة أوفيليس.

"السيدة الشابة لوسي...؟ ما الذي تفعلينه الآن...؟"

بينما كانت تتحدث، كان لدى بيل حدس بطبيعة ما كان يحدث. لقد جاء ذلك من كونها الخادمة التي كانت تعتني بلوسي لفترة أطول من أي شخص آخر.

لقد كانت فتاة عاشت حياة من الكسل واللامبالاة، إلى درجة أن المرء سيتساءل عما إذا كان ذلك حقًا مقبولًا. ولكن حتى مع ذلك، فقد حرصت على عدم تجاوز الحد أبدًا.

على الرغم من أنها ولدت بموهبة في السحر أعظم من أي شخص آخر، إلا أنها لم تسئ معاملة الخادمات أبدًا، ولم تستخدم قوتها الهائلة لاضطهاد الآخرين أو مهاجمتهم.

نظرًا لأنها بدأت فجأةً في مهاجمة قاعة اوفيليس بالسحر المتفجر، حتى لو لم يعرف أحد ذلك، فقد كانت بيل مايا متأكدة من ذلك.

كانت هادئة، وصامتة، وساكنة...

لكنها فقدت كل احساس بالمنطق.

لم تعرف السبب وراء ذلك حتى الآن. ولكن، من الطاقة التي جاءت من تحت تلك القبعة، والتي تم دفعها بعمق على رأسها... كانت متأكدة من أنه سيكون من المستحيل التنبؤ بما سيحدث إذا ارتكبوا أي خطأ تجاهها.

رفعت بيل يدها لإيقاف الخادمات، اللاتي قفزن دفعة واحدة حاملات سيفهن في أيديهن.

"سيدة لوسي. ما الأمر؟"

بينما تقف لوسي تحت المطر... ضغطت على قبعتها وهي تتحدث بهدوء.

"أحضروا لي تانيا."

بدأت القوة السحرية في الازدياد مرة أخرى حيث تم سحب الخادمان في الهواء بواسطة ياقاتهم.

"كيواغك!"

بعد ترك نوكس معلقًا في الهواء وهو يكافح، كررت لوسي كلامها ببطء.

"أحضروا لي تانيا."

2023/09/03 · 646 مشاهدة · 3347 كلمة
نادي الروايات - 2024