نقرت على قطعة الشطرنج ذو شكل رأس الحصان بطرف إصبعها السبابة. قطعة شطرنج ترمز إلى فارس.

بالضغط على أعلى قطعة الشطرنج التي تشبه أسنان المنشار، فأنها ستميل قطريًا إلى الجانب.

دفع الإصبع قطعة الشطرنج ذهابًا وإيابًا، وبالكاد توقف قبل أن يسقط. وبعد ذلك، وبدفعة قوية، مال التوازن عندما سقطت القطعة محدثةً قعقعة، وتدحرجت على الأرض.

وبهذا مات الفارس. لقد كانت قطعة ألقيت بعيدًا للتبادل.

قامت الأميرة بينيا، التي كانت تجلس بمفردها بجوار النافذة، بتحريك قطع الشطرنج وهي تتنهد بهدوء.

مررت أصابعها خلال شعرها الأشقر البلاتيني قبل أن تربطه، فقط لفكه مرة أخرى، وتطلق تنهيدة أخرى.

شعرت بالاكتئاب.

الأخبار التي سمعتها للتو من رئيسة المرافقين كلير كانت عن وفاة إد روثستايلور.

على الرغم من أن القصة الدقيقة لم يتم تحديدها بالكامل بعد، إلا أنه وفقًا للتحقيق الأولي الذي أجرته الأكاديمية، يبدو أنها عملية اغتيال جاءت من قوات عائلة روثستايلور.

"كيف...انتهى الأمر بهذه الطريقة...؟"

بينها وبين إد روثستايلور... ربما كان أفضل وصف لعلاقتهما هو علاقة حب وكراهية. لكن حتى هذا أيضًا لم يكن تشبيها دقيقًا بشكل تام.

في الواقع، قد يكون من الأفضل القول إن الأميرة بينيا شعرت كما لو كان عليها دين يجب أن تدفعه تجاه إد روثستايلور.

بعد سماعها خبر وفاته، لم تستطع إلا أن تنظر للوراء إلى لقاءاتها السابقة معه.

منذ البداية، لم يكن لقاءهم الأول رائعًا. وكان الوقت الذي أمضوه معًا مليئًا في الغالب بالحجج وإثارة أعصاب بعضهم البعض.

إذا أعاد أحدهم إد روثستايلور من الموت وسأله عن شعوره تجاه الأميرة بينيا، فمن المحتمل أن يتحدث عن مدى فظاعة شخصيتها بحق، خاصة بالنسبة له.

كان هناك احتمال كبير أن إد روثستايلور لم يرى الأميرة بينيا أكثر من شوكة.

لكن، كانت الأميرة بينيا ما تزال الأميرة الثالثة لعائلة كرويل الإمبراطورية.

لم يكن تعبير السماء والأرض كافيًا لمقارنة الفرق في الطبقة الاجتماعية بينها وبين إد روثستايلور، الذي تم التبرؤ منه وتحول إلى مجرد شخص من عامة الناس.

كان من الغريب أن تشعر الأميرة بينيا رفيعة المستوى بالحزن على وفاة إد روثستايلور. هل جاء اكتئابها من حقيقة مدى تميز علاقتهما؟

مع ذلك, بالنسبة للأميرة بينيا، التي عاشت في حالة من الشك والريبة المستمرة تجاه عائلة روثستايلور... كان وجود إد، الذي قفز فوق السياج للهرب، سببًا كافيًا لها. على أقل تقدير، لم يكن شخصًا يستحق الموت عبثًا.

لذا، من أجل فك علاقتهما الملتوية والمؤسفة بطريقة أو بأخرى... قامت بتأخير وألغاء خططها السابقة مسبقًا لتوفير بعض الوقت لإجراء محادثة مناسبة معه.

كان موعد لقائهما الذي كان يقترب شيئا فشيئا هو غدًا. لكن عائلة روثستايلور لم تنتظر الأميرة بينيا.

گرررر.

فجأةً، ملأ الهواء صوت طحن أسنان.

تفاجأت الأميرة بينيا عندما أدركت أن مثل هذا الصوت جاء من فمها.

لا تفعل شيئًا، تجلس بهدوء بجوار النافذة وتلعب برقعة الشطرنج... كان الأمر كما لو أنها كانت كلب توسا مهزوم.

ما أهمية أن تُلقب بأميرة الخير ويحبها الناس؟

كلما فعلت الأميرة بينيا شيئًا ما كحاكم، لم يكن أي شيء يسير بالطريقة التي أرادتها.

السبب الوحيد الذي جعلها قادرة على كسب إعجاب العامة هو أنها لم تكلف نفسها عناء استخدام قوتها. كانت شقيقتاها الأكبر سناً، اللتان كانتا تهدفان إلى العرش بنشاط، تتعارضان مع إرادة العامة — وتدفعان بشجاعة إلى الأمام بما يعتقدان أنه صحيح.

في المقام الأول، كانت أغلب القرارات المتخذة سياسياً بمثابة سيف ذو حدين. إذا كسبت شيئاً، ففي كثير من الأحيان عليك أن تخسر شيئاً آخر.

وأثناء القيام بذلك، سيكون هناك أوقات لا حصر لها حيث يجب التضحية بالشخص.

تداخلت صورة إد روثستايلور مع الفارس الذي كان ملقى على رقعة الشطرنج.

كان انطباعها الأول عنه هو الأسوأ، ولكن مع مرور الوقت بدأ إد روثستايلور يظهر طبيعته الحقيقية... لو كان لا يزال على قيد الحياة، لكان من الممكن أن يصبح في الواقع شخصًا يمكنه تحقيق أي شيء دون حتى اقتراض نفوذ عائلته.

ولكن، ربما كانت وفاته عبثًا بالكامل.

حظيت الأميرة بينيا بفرصة.

كانت هناك فرص كثيرة لها لقضاء المزيد من الوقت في الاستماع إلى أفكاره، وتفكيك مشاعرهما المعقدة، والتخلي عن كبريائها، وتطوير علاقة أكثر جدية معه.

جداولها المزدحمة، وتدني احترام الذات، والثقة التي نفدت بعد الفشل المتكرر... كانت كلها أشياء منعتها من القيام بذلك.

أدركت هذه الحقيقة، وإن كان بشكل متأخر، وسرعان ما قامت بجميع مهامها المتأخرة — ووضعت المواعيد الزمنية المستقبلية جانبًا لمقابلته، ولكن... انتهى الأمر بنصل القدر القاسي إلى أن يكون أسرع منها قليلاً.

لقد كان ذلك فشلًا كبيرًا لا يغتفر لها. الأميرة بينيا نفسها لن تتمكن من التحرر من هذا الذنب.

"......"

أدارت رأسها لتنظر إلى مكتبها... كان مليئًا بالمواد المختلفة التي جمعتها على أمل أن تصبح رئيسة مجلس الطلاب.

جاء طلاب أكاديمية سيلفينيا من دول مختلفة. أرادت بينيا أن تصبح ممثلةً عنهم ولهم، وأن تتمتع بالسلطة الأكاديمية.

بالمقارنة مع قوة عائلة كرويل الإمبراطورية، كانت قوة ضعيفة بشكل مثير للشفقة. لكن على الأقل، في سيلفينيا ستكون قادرة على استخدام تلك القوة المستقلة.

لن تكون مجرد الأميرة الثالثة التي تعتمد على حماية العائلة الإمبراطورية. بدلاً من ذلك، ستكون قادرة على ممارسة سلطتها المستقلة كرئيسة مجلس الطلبة في أكاديمية سيلفينيا. ليس بسبب خلفيتها كعضو في العائلة الإمبراطورية، ولكن بسبب منصبها الخاص الذي حصلت عليه.

كان هذا هو الهدف الأول الذي كانت الأميرة بينيا تتطلع إليه.

"أنا... شخص لا ينبغي أن يكون في السلطة..."

وهي تخفض رأسها للحظة، وتمتم بهدوء، أغلقت الأميرة بينيا عينيها الخاليتين من الحياة.

دق, دق.

في تلك اللحظة تم سماع طرق على الباب.

بعد منح الإذن، فتح الباب ببطء مع صرير وظهرت مرافقتها.

وبجانبها... كانت تانيا روثستايلور، تلهث، وهي مغطاة برداء مبلل بالكامل بالمطر ومغطى بالطين.

* * *

عند المدخل الرئيسي لقاعة أوفيليس، توقف المطر تقريبًا بشكل كامل حيث بدأت النجوم تتألق عبر السحب. وقد تم حل الوضع إلى حد معين.

أولئك الذين تم تجميدهم في مكانهم مثل التماثيل بواسطة سجن لوسي الزمني، تم تركهم كما هم للآن. وذلك لأن إد ما يزال بحاجة إلى الوقت للتأكد من أن أولئك الذين يعرفون أنه على قيد الحياة سيكونون قادرين على مطابقة قصصهم.

كانت قاعة أوفيليس، التي تم إخلاؤها بالفعل، صامتة تمامًا. ربما كان هناك عدد قليل من الطلاب لا يزالون بالداخل، لكن لم يكن أي منهم مرئيًا في الوقت الحالي.

يبدو أن الخادمات المتبقيات اللاتي كن يساعدن الطلاب على الإخلاء قد اختفين أيضًا.

لقد حدث كل ذلك في لحظة. على الرغم من أنه لم يكن لديهم سوى القليل من الوقت للرد، إلا أنهم كانوا بالتأكيد مجموعة من النخب. حتى بعد تجميد رئيستهم، قاموا بسرعة بتقسيم من سيكون مسؤولاً عن أي منطقة وقاموا بإجلاء جميع الطلاب في حوالي خمسة عشر دقيقة. كان هناك احتمال كبير بأنهم أيضًا قد ذهبوا إلى المنطقة التعليمية وقدموا تقريرًا عن الوضع.

"حسنًا... الآن بعد أن أصبحنا جميعًا هنا..."

لم تكن قاعة أوفيليس، التي كانت تقع على مشارف المنطقة التجارية، قريبة من المنطقة التعليمية كما قد يتصور المرء.

بمجرد تلقيهم تقرير عن قاعة أوفيليس، سيستغرق الأمر عشر دقائق على الأقل للوصول، بغض النظر عن مدى إسراعهم.

حتى مع ذلك، بما أنه لم يكن هناك الكثير من الوقت، حاولت أن أشرح على الأقل جميع النقاط الرئيسية بسرعة... لكن ظروف كل من تجمعوا لم تكن طبيعية.

أولًا، كان كليفيوس فاقدًا للوعي. مع دعم الفيرا له، انحنى على عمود.

قامت بالجلوس بجانب كليفيوس، واحتضنت ركبتيها وهي تحدق بهدوء في المجموعة. لا بد أنها كانت منهكة، وكنت على يقين من أن لديها الكثير من الأسئلة حول ما حدث لينتهي الوضع بالطريقة التي حدث بها.

وبصرف النظر عن هذين الاثنين، كان هناك زيغ... الذي كان يحني رأسه ويعتذر باستمرار لينكار في زاوية المدخل الرئيسي. كان وجه ينكار بالكامل أحمر اللون بينما انتفخت خديها. يبدو أن زيغ تصرف بشكل غير طبيعي وقال شيئًا غير محترم لـ ينكار.

ثم كانت هناك لورتيل... التي كانت في الزاوية المقابلة، تغطي وجهها بكلتا يديها.

بدا أن هناك حرارة قادمة من كلا الجانبين.

"ماذا تفعلين يا لورتيل؟"

"......"

قامت لورتيل بسحب القلنسوة التي كانت ملفوفة حول كتفيها، وعدلتها. ثم نظرت إلى وجه إد وهي تبتسم.

"كما هو متوقع، أنت بخير تمامًا يا إد."

"نعم. أنا آسف لأنني جعلتكِ تقلقين دون سبب."

"لا. لم أكن قلقة. بالمنطق السليم، كان من الواضح أن شخصًا مثلك لم يكن ليموت بهذه السهولة. وبالتفكير في الأمر، كنت قد ذكرت من قبل صيغة إنتاج ساعة ديلهام الرملية. إنها مفيدة جدًا في إنقاذ حياة المرء."

ابتسمت لورتيل بفخر وهي تواصل الحديث.

"من المهم أن يحافظ التاجر دائمًا على رباطة جأشه وعقله. لقد كان سماع ذلك صادمًا، لكن لا ينبغي لي أن أفقد أعصابي وأتصرف بحزن دون حتى التحقق من الحقائق. أليس هذا صحيحًا, زيغ؟"

"......"

زيغ، الذي كان يتعرق بغزارة بجوار ينكار، فرك ذقنه للحظة حيث بدا مضطربًا.

"صحيح, زيغ؟"

"... اه، امم..."

"صحيح, زيغ؟"

"آه... نعم... لم يكن لدى لورتيل أدنى تغيير في المشاعر..."

هل تم الضغط عليه؟ واصل زيغ مسح وجهه وهو يتحدث.

"لكن... مع ذلك، بالنظر إلى الأدلة الظرفية، بدت تانيا مشبوهة للغاية. لذا، ضغطت على تانيا قليلاً. لكنها فعلت ذلك مرة واحدة فقط لمحاولة حثها على تسليم نفسها. وفي هذه العملية، قامت ببعض التهديدات الطفيفة، لكنها في الواقع لم تسبب لها أي ضرر جسدي."

"نـ-نعم... هذا ما حدث..."

استمر زيغ في إحداث ضجة بينما تصرف وهو ممتلئ بالقلق، كما لو كان خائفًا من شيء ما. كما استمر في النظر إلى لورتيل والخوف في عينيه.

"حقًا... هل هذا حقًا هو أسلوب حياة التاجر...؟ لا أستطيع معرفة ما إذا كان هذا صحيحًا حتى..."

كان رد فعل زيغ وكأنه لا يعرف ماذا يفعل، بينما ابتسمت لورتيل وردت بهدوء.

"هل اعتقدت حقًا أنني سأقلق بشأن موتك فقط بسبب شيء صغير كهذا؟ حسنًا، كنت قلقة بعض الشيء، فقط لأنني إنسان، ولكن..."

وقفت لورتيل وهي تسير إلى الأمام. ثم وقفت على أطراف أصابعها وأمسكت بـ إد من ياقته. ألصقت وجهها بالقرب من وجهه وألقت نظرة عليه.

"ذلك لأن اتخاذ القرار العقلاني لا يعمل دائمًا بالطريقة التي قد تفكر بها."

خفضت رأسها وابتسمت.

"في الواقع، رؤية وجهك عن قرب بهذه الطريقة تجعلني أشعر بالارتياح... أعتقد أنني في الواقع كنت قلقة بعض الشيء."

شعرت وكأن كل مخاوفها السابقة قد تم دفعها الآن إلى أعماق صدرها. تركت لورتيل الصعداء.

"بعد رؤية هذا، أعتقد أنه من الصحيح أنك جعلتني أقلق عليك يا إد. تمامًا كما أنه لا يوجد شيء مجاني على الإطلاق، بما أنك جعلتني أقلق كثيرًا، فمن الصواب أن تدفع لي المقابل."

"ماذا؟"

بعد قول ذلك، كانت لورتيل تستعد لعناقه عندما—

في اللحظة التي ذهبت فيها على أطراف أصابعها لتضع وجهها بجوار صدر إد، جاءت فتاة بينهما.

كان من النادر جدًا أن نرى لورتيل متفاجئة بصدق. نظرًا لأنها كانت قادرة بشكل عام على الحفاظ على رباطة جأشها، كلما أظهرت تعبيرًا متفاجئًا، فقد كان الأمر كله مجرد تمثيل.

ولكن، في هذه المرة كان ذلك حقيقيًا. لقد فوجئت تمامًا للحظة.

لوسي، التي قفزت بينهما ودفعت لورتيل بعيدًا، اتخذت موقفًا دفاعيًا ومدت ذراعيها.

كان تعبيرها مستاء، كما لو أنها تقول, 'لا تقتربي أكثر!'

... ذهلت لورتيل للحظة.

أي نوع من الأشخاص كانت لوسي ماريل؟ ألم تكن من النوع الذي كان دائمًا في حالة نعاس وتثاؤب، ونصف نائمة ولا تهتم بالآخرين؟

عند رؤية تلك الفتاة نفسها الآن تسد طريقها إلى إد، شعرت لورتيل بالقلق الذي كان نائمًا ومختبئًا في زاوية من صدرها قد استيقظ.

فتاة كانت تلوح بذراعيها وخدودها منتفخة... مهما نظرت إليها، كانت فتاة قفزت بينهما وهي لا تعلم كيف تتعامل مع الغيرة التي شعرت بها.

كانت لوسي تحدق الآن في لورتيل كما لو كانت تخطط للتخلص منها... ولكن عندما لمست مؤخرتها، التي كانت تبرزها أثناء اتخاذها لموقف دفاعي، جسد إد فجأةً — أصبحت مفزوعة. كما لو أن صدمة كهربائية مرت عبر جسدها، وقفزت بسرعة بعيدًا عن إد.

ألم تكن تلك هي نفس الفتاة التي تتشبث دائمًا بـ إد كلما استطاعت؟ نفس الفتاة التي تنام على بطنه وهي تمضغ قطعة من اللحم المجفف؟ ولكن، كان من غير الطبيعي تمامًا لمثل هذه الفتاة أن تقفز للخلف وخدودها حمراء زاهية من هذا المستوى من التلامس فقط.

"......"

ليس فقط لورتيل التي كانت تراقب ذلك، ولكن أيضًا ينكار التي كانت تتلقى اعتذارات متكررة من زيغ، بدأ لديهما شعور مماثل.

السبب وراء عدم إهتمام لورتيل وينكار بشكل خاص بلوسي ماريل هو لأنها تتصرف دائمًا كما لو كانت في عالمها الخاص... لقد بدت دائمًا وكأنها شخص يعيش في نوع من الابعاد الأعلى من أي شخص آخر... كان ذلك بسبب أن لديها ذلك الجو الغريب شبه الإلهي الذي يحوم حولها.

لقد كانت تتمتع بقوة سحرية قوية بشكل ساحق وكانت تحظى باحترام الجميع باستمرار. ولكن حتى مع ذلك فلم تشعر بأي شعور خاص بالإنجاز أو الفخر ولم تظهر أي رغبات... بدلاً من كونها شخصًا حقيقيًا، فقد بدت حقًا وكأنها نوع من الشخصيات الموجودة في الخلفية.

هل كان من الممكن حقًا لهذا النوع من الأشخاص أن يعتز بشخص ما، ويقع في حبه، ويحترس من شخص آخر؟ نظرًا لأن هذه الأشياء لا تبدو واقعية، توقفت ينكار ولورتيل دون وعي عن القلق بشأن لوسي.

كانت لورتيل، التي كانت معتادة على التفكير دائمًا في أصغر الاحتمالات، على علم بمثل هذا الاحتمال، لكنها... لم تتوقع أن يصبح حقيقة فجأةً.

"لـ-لوسي...أنتِ..."

بينما كانت ينكار على وشك قول شيئًا ما، وضع إد ذقنه فوق رأس لوسي، وأمسك بها.

ثم، كما كان يفعل دائمًا، سحب لوسي إلى جانبه واحتضنها بقوة. ثم وضع يده بلطف على كتفها.

كان هذا شيئًا أصبح شائعًا جدًا، بحيث لا يمكن اعتباره ملامسة رومانسية بالنسبة لـ إد.

في الواقع، بالنسبة لـ إد، الذي كان دائمًا يمتلك لوسي بالقرب من مساحته الشخصية، فإن الإمساك بها من كتفها وسحبها نحوه لم يكن أمرًا يعتقد أنه ملامسة.

لقد اعتاد بالفعل على تشبث لوسي به دائمًا.

مع ذلك، بالنسبة للوسي الجديدة، كان الأمر بمثابة هجوم مفاجئ كارثي.

لسوء الحظ بالنسبة لها، كانت لوسي قد غيرت للتو تصورها تمامًا عن إد روثستايلور.

لقد تم تثبيت الطريقة التي فكرت بها في إد بالكامل. الآن، من المستحيل عليها ألا تفكر بشكل ثابت في علاقتهما كصبي وفتاة.

ولكن، كان هذا هو الحال فقط بالنسبة الى لوسي.

بالنسبة لـ إد، كان من الطبيعي معاملتها بنفس الطريقة المعتادة.

"-----!"

دون أن تنطق بكلمة واحدة، اندفعت الحرارة نحو رأس لوسي وفمها مغلق كما لو كانت على وشك الانفجار.

بالتفكير في الأمر مرة أخرى، كان ذلك مثيرًا للسخرية. فتاة كانت دائمًا هادئة وذات وجه خالٍ من المشاعر، ولم تهتم بالمساحة الشخصية أثناء العيش معه. والآن، كانت تلك الفتاة نفسها واعية لكل حركة صغيرة، فمن منا لن يضحك على مثل هذا الموقف غير المنطقي؟

مع ذلك، عندما يتغير رأي المرء أو موقفه تجاه شخص ما، فإن تصرفاته وردود أفعاله تجاهه لا بد أن تتغير أيضًا. هذا ما يعنيه أن تكون إنسانًا.

"ما الخطب يا لوسي؟ لورتيل كانت تقول فقط كم كانت قلقة علي، لذا لا داعي لأن تشكِ بها كثيرًا. أنا أفهم أن مشاعركِ بدأت تستقر للتو، لذا فأنتِ غير مستقرة قليلاً، ولكن..."

لم يهتم إد بشكل خاص أو يلاحظ أي شيء يتعلق بقلب لوسي. لقد كان قلقًا فقط بشأن سلوك لوسي وكيف كانت تتصرف بحذر تجاه لورتيل...

لم تسمع لوسي حتى أيًا من هذه الكلمات. كل ما يمكنها فعله هو إبقاء قبعتها الساحرة الكبيرة مدفوعة بشدة على رأسها وهي تحاول السيطرة على قلبها.

سحب.

ثم بعدها قامت ينكار بسحب لوسي الى الجانب بعيدًا عن إد.

"أنتِ قريبة جدًا...!"

بصراحة، كان رد فعلها هذا مثيرًا للسخرية أيضًا.

كانت ينكار تدخل وتخرج دائمًا من مخيم إد كلما أتيح لها الوقت، لذلك فقد رأت إد ولوسي ملتصقين معًا بجوار نار المخيم مرارًا وتكرارًا.

برغم ذلك، لم تشعر ينكار بأي خطر بسبب سلوك لوسي غير المهتم... لكن اليوم، بغض النظر عن كيف تنظر إلى الأمر، كانت لوسي ماريل تتصرف بغرابة.

لذا، حدسها الداخلي جعلها تتحرك.

بعدها لوسي، التي ألقيت بين ذراعي ينكار... عادت أخيرًا إلى رشدها.

ثم اخرجت عواءًا، كما لو كانت لا تزال في حالة غير مستقرة، وقفزت بعيدًا عن ذراعيها وواجهتها وجهًا لوجه. كانت نظرة لورتيل باردة أيضًا.

"......"

ثم، للحظة في المدخل الرئيسي حيث وقف كل من ينكار ولوسي ولورتيل، ساد الصمت.

"هذا...!"

زيغ، الذي كان يراقبهم وذراعيه متقاطعتين، ابتلع لعابه بقوة. كان الأمر أكثر إمتاعًا بكثير من قتال الجلادين الذي ذهب لمشاهدته ذات مرة أثناء إقامته في قصر آصلان.

لم يكن يجلس في مقعد بعيد عن الحدث، بل كان هنا في الصف الأمامي. بعدها، عندما أصدر زيغ صوت 'أوووه؟' أثناء محاولته الجلوس، والتصرف كما لو كان من ضمن الجمهور...

"عفوًا-"

كسرت إلفيرا، التي كانت تجلس بجانب كليفيوس اللاواعي، حاجز الصمت.

"نحن... ليس لدينا الكثير من الوقت، أليس كذلك...؟"

"......"

كان ذلك صحيحًا. لم يكن لدى هذه المجموعة الوقت الكافي لتضييعه هكذا.

كان على إد أن يشرح سبب عدم تمكنه من نشر حقيقة أنه ما يزال على قيد الحياة، والاعتذار لكل من كليفيوس وإلفيرا... كان عليه أن يجد تانيا التي هربت، والتأكد من أن الجميع يمكنهم مطابقة قصصهم في حال كان عليهم أن يشهدوا أمام الأكاديمية فيما يتعلق بالوضع، وبعد كل ذلك... كان على إد أن يهرب من هذا المكان على الفور.

صفع زيغ ركبته ندمًا. ولكن، ما قالته إلفيرا كان صحيحًا.

"حسنًا. أعتقد أنه سيكون من الأفضل الإسراع والبدء في مناقشة كل شيء."

* * *

"آه، هننغ!"

عندما فتح كليفيوس عينيه، كان المكان الذي كان فيه هو حول البوابة الرئيسية لقاعة أوفيليس.

بسبب تعرضه للضرب حتى حافة الموت على يد لوسي... كان جسده في حالة يرثى لها.

"مـ-ما الذي...! ما الذي حدث...؟"

كانت الجروح على جسده قد تضاءلت إلى حد ما، وقد توقف النزيف. بدلاً من استخدام أدوية أو إمدادات طبية طارئة، كان علاجًا جاء مباشرةً من استخدام القوة السحرية.

نظر حوله وهو بالكاد قادر على رفع الجزء العلوي من جسده. عندما أدرك أن إلفيرا كانت تجلس خلفه مباشرةً، أطلق صراخًا على حين غرة.

"ما-ماذا بحق...؟!"

عند خدش كتفه، تم الكشف عن بعض شعر إلفيرا البرتقالي الطويل المتموج.

انطلاقا من الوضع، بدا كما لو أنه كان مستلقيًا مع الجزء الخلفي من رأسه في حضن إلفيرا لفترة طويلة من الوقت.

"لماذا تثير مثل هذه الضجة, أيها الغبي كليفيوس؟"

"...ما-ماذا حدث؟ هل... مت...؟ لقد انتهى بي الأمر ببذل الكثير من الجهد عديم الفائدة لدرجة أنني مت كالأحمق. ليس لدي ما أقوله على ذلك...!"

"توقف عن الثرثرة واجلس هنا. لقد سمعت بما حدث، لذا سأخبرك أيضًا."

كان المطر قد توقف تمامًا. كما لو أنها لم تمطر على الإطلاق، ارتفع القمر الكبير عالياً في السماء بينما أضاء ضوء القمر ما أسفله.

كان الليل مليئًا بالنجوم التي ملأت السماء مثل قطع الملح بينما تمر السحب الداكنة. تحت ضوء القمر، نظر كليفيوس وإلفيرا إلى السماء بهدوء تحت أشجار الحديقة.

"قريبًا، ستصل الهيئة التدريسة بالأكاديمية. وبعدها، يمكنك الإدلاء بشهادتك حول كيف قمت بإيقاف لوسي."

"ماذا؟ أنا؟ كيف يمكنني إيقاف هذا الوحش؟!"

"لا تكن صاخبًا جدًا. يا إلهي. لقد وافق الجميع على ذلك بالفعل. لاحقًا، سأشرح لك السبب بأكمله..."

أمسكت إلفيرا كليفيوس من شعره. تم جر كليفيوس من شعره، حيث أصدر صوتًا من الانزعاج بينما تقوم بإعادة رأسه إلى حجرها.

"...أنت، فقط احصل على قسط من الراحة."

"هاه؟ ماذا تفعلين...؟! آه-آآه...!"

لم يكن الوضع مريحًا تمامًا حيث أصدر جسده المصاب بعض أصوات الطقطقة... ثم دفعته إلفيرا للأسفل على جسر أنفه.

كان من المفاجئ أن تخفض لوسي رأسها بأدب اعتذارًا بعد تدمير جميع العناصر السحرية وضرب كليفيوس الى عجينة. حتى أنها قدمت الإسعافات الأولية لجسد كليفيوس.

بخلاف ذلك، كانت تلك مسألة تعويض وسرية. في الوقت الحالي، لم يكن هناك ما يكفي من النقود للتعامل مع كل شيء، وكانت تلك مشكلة. لكن في وقت لاحق، سيكونون قادرين بسهولة على الحصول على تعهد من شركة إلت للمساعدة في ذلك. تفاجأت إلفيرا تمامًا عندما رأت أن لورتيل كان على استعداد لضمان هذه الحقيقة.

الوضع الشخصي لـ إد روثستايلور، حيث كانت عائلته تطارده... لم يكن شيئًا لم تستطع فهمه.

حتى لو أراد أن يشرح لهم الوضع برمته بالكامل... فقد ظن أنه سيكون من الأفضل أولاً أن تستلقي إلفيرا وكليفيوس في مكان ما.

لم يعد بإمكان كليفيوس، الذي حاول لوي جسده ذهابًا وإيابًا عدة مرات، القتال ضد يد إلفيرا وهي تضغط عليه. سرعان ما استرخى جسده.

استلقى هناك في صمت لفترة... قبل أن يغلق عينيه.

"مرة أخرى، مع هذا... لا يسعني إلا أن أعتقد أن هذه هي البداية فقط..."

وهو مستلقي على حضن إلفيرا ينظر إلى السماء الصافية. بدأ كليفيوس في التحدث وأسنانه مشدودة.

"الحياة... هي بجدية قطعة من القرف..."

لقد أدرك كليفيوس هذه الحقيقة جيدًا من خلال تجربته.

عند التذمر بهذه الطريقة أمام إلفيرا، كانت ستقوم فقط بضربه وتطلب منه التوقف عن التذمر.

لكن، هذه المرة ابتسمت إلفيرا فحسب وهي تنظر إلى سماء الليل معه.

لم تكن حياة إلفيرا سهلة أيضًا.

يومًا بعد يوم، بينما تعيش كصداع لعائلة أنيستون، وتتعرض للمضايقات المستمرة من قبل أخواتها الأكبر سناً. دخيلة على جمعية الخيمياء والطالبة الأفضل في قسم الخيمياء.

حتى لو فكرت في محاولة شرح ايجابيات وسلبيات الحياة، لم يكن بوسعها إلا أن تعتقد أن فعل هذا سيكون أمرًا غبيًا.

ثم تحدثت بهدوء.

"أنت على حق, كليفيوس."

استمر الاثنان في النظر إلى السماء المرصعة بالنجوم لفترة من الوقت، حتى وصل أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية.

لقد اختفت الغيوم السوداء التي كانت تحوم فوقهم. الآن، فقط السماء المفتوحة ملأت وجهة نظرهم.

كانت البحار الشاسعة من النجوم بعيدة جدًا، لكن الضوء المبهر واللامع كان ما يزال مرئيًا بسهولة في أعينهم.

2023/09/04 · 619 مشاهدة · 3273 كلمة
نادي الروايات - 2024