الفصل 355 - ما يراه القلب [4]
----------
لقد كان البشر مخلوقات غريبة.
لقد عقدوا توقعات غبية فيما يتعلق بالآخرين دون أن يعلموا أن هذه التوقعات ستؤذيهم في النهاية.
'لماذا؟'
سؤال تردد صدى داخل قلب الفتاة المراهقة. سؤال جعل قلبها ينبض، سؤال جعلها تشعر وكأن الإبر تطعن في قلبها.
"لماذا أشعر بهذا؟"
لقد كان شعورًا بأنها غير قادرة على التعرف عليه. لماذا كانت تشعر به بهذه الطريقة؟
لماذا شعرت أنها لا تستطيع التنفس؟ وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء من هذا القبيل.
"لماذا أترك تلك الأفكار تسيطر على رأسي؟" وكانت تتساءل باستمرار عن نفسها. بدا العالم ضبابيًا، ومختلفًا عما كان عليه طوال الوقت. بطريقة ما، لم تكن قادرة على الشعور بوضوح كما كانت.
كانت حواسها المتطورة تخونها الآن، مما جعلها ذلك الجزء من العالم الذي لا تريد أن تكون فيه الآن.
في هذه اللحظة، أرادت أن تغلق نفسها. تمامًا مثل جهاز الكمبيوتر الذي تم إيقاف التيار الكهربائي عنه، أرادت أن تطفئ نفسها بنفسها.
لقد أرادت فقط أن تغمض عينيها، وتتكئ في مكان ما، وتضع حداً لهذه الأفكار.
"حقًا…..لماذا استمعت إلى اقتراحها في ذلك الوقت….."
لقد بدأ كل شيء هذا الصباح.
-يا….الشيطانة الناريّة…
لقد اقتربت منها تلك الفتاة المزعجة في الصباح. كانت هناك ابتسامة واضحة على وجهها، وهي ابتسامة تضايقها بطريقة ما عندما تراها.
-سيرافين.
-هل تمانع لو أخذته؟
لقد جاءت إلى جانبها بطريقة ما ثم تحدثت عنه من العدم. على الرغم من عدم ذكر اسمه، في اللحظة التي نظرت فيها سيرافينا إليها بهذه الطريقة وتحدثت بهذه الطريقة، عرفت من كان الأمر منذ البداية.
-ماذا قلت؟
-قلت وماذا قلت؟ هل تمانع إذا أخذته؟
كان سؤالها وقحًا، لكن كانت هناك نظرة معينة في عينيها. نظرة كانت تعرفها جيدًا.
كانت سيرافينا تبحث عن ضعفها. كانت تبحث عن شيء يمكنها استخدامه في المستقبل.
وكانت إيرينا على علم بهذه الحقيقة. وكانت تدرك جيدًا مثل هذه الأفعال لأنها شهدت الكثير منها، بل ورأت والدتها تتآمر.
لقد كانت لديها الكثير من المظاهرات بالفعل، على الرغم من أن تلك الأفعال جعلتها ترغب في التقيؤ. لقد كرهت خيانة الأمانة من الناس وكيف كانوا يرتدون الأقنعة دائمًا.
-افعل ما تريد. وهكذا، عرفت أنها بحاجة إلى الخروج بقوة. لقد تصرفت بلا مبالاة، على الرغم من أنها كانت منزعجة من ذلك.
-هذا جيد إذن. سأتحدث معه الآن. هل تريد الاستماع؟ ولكن بطريقة ما، يبدو أن سيرافينا لديها خطة بالفعل. كان ذلك منطقيًا، حيث كانت إيرينا تعلم أنها ليست شخصًا يمكنه التصرف دون الاستعداد جيدًا. في هذا الجانب، كانت على دراية به إلى حد ما.
-لماذا أستمع إلى حديثك؟
-ألا تشعر بالفضول؟ ألا تريد أن تعرف من سيختار؟
-لست بحاجة إلى إجابة أو أي شيء. -أوه؟ هل أنت خائف؟
-أنت! من يخاف ممن؟ هيا إذن، دعونا نرى ذلك! لم تستطع السيطرة على دوافعها. وهذا ما كان عليه الأمر. لكنها كانت أيضًا فضولية، وكانت تعلم أن سيرافينا كانت تمنحها فقط العذر للتصرف. على الرغم من أن الأمر بدا تمامًا كما خططت سيرافينا، إلا أن إيرينا قبلته ووضعته في يدها.
وبعد ذلك، عندما استقرت سيرافينا في المقهى تمامًا كما قالت، لم يكن بوسعها إلا أن تهز أذنيها. بالطبع، في البداية، لم تكن قادرة على الاستماع لأن سيرافينا كانت تضع مانا الخاصة بها لتغطية الجو.
لقد كانت تقنية يستخدمها السحرة بشكل عام. يمكنها أيضًا أن تفعل ذلك عن طريق التلاعب بدقة بالمانا الخاصة بها، لكن لم يكن لديها أي سبب لاستخدام ذلك من قبل. من خلال وضع المانا في المناطق المحيطة، يمكن للمرء حجب حواس المستيقظين، وتحويلهم إلى بشر عاديين.
-ما رأيك في إيرينا؟ ولكن بعد ذلك، يمكنها أخيرًا البدء في سماع المحادثة. بعد التدخل في حواسه، أزاحت سيرافينا الستار قليلاً حتى تتمكن إيرينا من تجاوز حواسها في المحادثة والاستماع إليها.
-إيرينا؟
-إيرينا... معقدة. إنها موهوبة بالتأكيد. ليس هناك من ينكر ذلك. لكن موقفها يترك الكثير مما هو مرغوب فيه.
-استمر.
- إنها متهورة ومندفعة، وغالباً ما تتصرف دون النظر إلى العواقب. غطرستها لا تعرف حدودًا، وهي سريعة في رفض آراء الآخرين إذا لم تتماشى مع آرائها.
-إنها مدفوعة بطموحها الخاص، ولن تتوقف عند أي شيء لتحقيق هدفها. ومع ذلك، فإن افتقارها إلى ضبط النفس وتجاهلها لمن حولها يجعلها في بعض الأحيان مسؤولية.
- ومع ذلك تحافظين على علاقة وثيقة معها؟
-إيرينا وأنا لدينا تاريخ، ولكن هذا لا يعني أنني أتغاضى عن أفعالها. في بعض الأحيان، يكون من الأسهل إبقاء شخص ما بالقرب منك لمراقبته بدلاً من المخاطرة بإحداث مشاكل في مكان آخر.
وبينما كانت المحادثة تجري أمامها، شعرت إيرينا بألم عميق في صدرها. كان الأمر كما لو أن خنجرًا حادًا قد اخترق دفاعاتها، وكشف نقاط الضعف التي دفنتها في أعماقها.
لقد كانت تعلم دائمًا أنه ماكر وبارد للغاية، ودائمًا ما يخطط ويخطط، لكن سماعه يتحدث عنها بصراحة شديدة بهذه الطريقة كان له تأثير أعمق مما اعتقدت في البداية.
ترددت الكلمات في ذهنها، وكل واحدة منها كانت بمثابة تذكير مؤلم بنواقصها.
موهوب ولكن متهور. طموح ولكن متعجرف. مسؤولية تجاه من حولها.
إن إدراك أن شخصًا تعتبره قريبًا يمكن أن يراها في مثل هذا الضوء هز إيرينا في أعماقها.
لقد وثقت به، ووثقت به، واعتقدت أنه يفهمها أفضل من أي شخص آخر. ومع ذلك، خلف ظهرها، كان يناقش عيوبها مع شخص آخر.
كان الشعور بالخيانة غامرًا، وسحق روحها بثقله. لقد كانت حبة دواء مريرة، مع العلم أن الشخص الذي اعتقدت أنه صديق يمكن أن يتجاهل مشاعرها بسهولة ويكشف نقاط ضعفها.
- من الصعب أن تفهم بوضوح ما الذي يجعلك تعمل معها. ولكن، مهما كان الأمر، أنا واثق من أنني أستطيع أن أقدم لك الأفضل في كل جانب.
- في النهاية، أنا أفضل بكثير من إيرينا، أليس كذلك؟ أكثر ذكاءً، وأسهل في التحدث إليه، وشخصية أفضل، وأكثر جمالاً، والأهم من ذلك، أقوى.
[المترجم: sauron]
-أنت بالتأكيد أكثر ذكاءً، ويبدو أنك تتمتع بشخصية أفضل.
وهذه الكلمات ضربت العلامة. بعد كل شيء، انقطع الاتصال من تلك النقطة، لأنها لم تعد قادرة على سماع ما كانوا يتحدثون عنه.
ولكن هل كان هناك سبب يجعلها تفعل ذلك؟
هل كانت حقا بحاجة لسماع المزيد؟ ألم يكن كل شيء واضحا؟
"أنا مجرد عبء، بعد كل شيء. أليس من الطبيعي أن يقبل شروطها؟ هل هي أذكى وأقوى ولديها شخصية أفضل؟
كان هناك غضب جوهري يتصاعد من أعماق قلبها في تلك المرحلة. لقد لكمت إحدى الطاولات وغادرت.
وبعد ذلك، بدأت بالتجول في أرض الأكاديمية. كان الطقس لا يزال باردًا، وكان الطقس في أواخر فصل الشتاء.
هددت الدموع بالاندفاع من عينيها وهي تكافح من أجل معالجة طوفان العواطف المشتعلة بداخلها.
كان الغضب يؤلمها، وشعرت بشعور عميق بالوحدة يغمرها مثل موجة مد، تهدد بابتلاعها بالكامل.
"لذلك، كان يعتقد لي من هذا القبيل...."
في تلك اللحظة، شعرت بالوحدة أكثر من أي وقت مضى. إن إدراكها أنه حتى أقرب الأشخاص إليها يمكن أن يخونوا ثقتها، جعلها تشعر بأنها تائهة، وتائهة في بحر من عدم اليقين.
"هذا ليس جيدًا...."
لقد علمت أنها دخلت حالة كانت تفكر فيها باستمرار في الماضي وأفعالهم معًا.
بطريقة ما، بدت كل هذه الأشياء مزيفة بالنسبة لها الآن. على الرغم من أن شيئًا بداخلها أخبرها بذلك، فإنها كانت تلعب في حيلة سيرافين وكانت بحاجة إلى التصرف بعقل أكثر هدوءًا، إلا أنها لم تستطع فعل ذلك.
الآن، كانت بحاجة إلى شيء للتنفيس عن هذه المشاعر في الداخل.
وكانت تعرف ما هو عليه.
"أحتاج إلى حرق شيء ما."
كلما أصبح رأسها معقدًا، كانت تفعل شيئًا واحدًا دائمًا.
أحرقت الأشياء حتى أحرقت أفكارها.
********
كانت سيرافينا، التي رأت أسترون يغادر، راضية.
"بعد كل شيء، حصلت على ما أردت."
منذ البداية، لم يكن هدفها أبدًا تجنيد اللغز المسمى أسترون ناتوسالوني. بعد كل شيء، لقد راقبته لفترة من الوقت ولاحظت أنه كان شخصًا حذرًا.
ولذلك، كان من المستحيل عليه أن يتأثر بها في مثل هذا الوقت القصير.
من خلال التقارير التي حصلت عليها والمعلومات التي عرفتها، كان أسترون ناتوسالوني قريبًا بطريقة ما من إيرينا، مما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لها للحصول على ما أرادت.
في العادة، على الرغم من أنها لم تكن قادرة على رؤية إحصائيات أسترون ناتوسالوني بصفتها، إلا أنها ما زالت لا تحظى باحترام كبير. بعد كل شيء، كان إيثان هارتلي وفيكتور بلاكثورن والعديد من الأشخاص الموهوبين الآخرين موجودين في الأكاديمية.
كان هذا مكانًا للوحوش. وهكذا، اعتقدت أنها مجرد سمة فريدة منه، تمامًا مثل سماتها.
لكن هذا التقييم تغير عندما تلقت رسالة والدتها. وكتب هناك، كن على دراية بأسترون ناتوسالوني.
بمعرفة صلاحيات والدتها والوضع الذي كانت فيه، عرفت سيرافينا أن والدتها لن تمزح بشأن مثل هذه الأمور. وهذا ما جعلها مهتمة بهذا الشخص المعروف باسم أسترون ناتوسالوني، ووضعت خطة لذلك. كان يجب أن تكون خطتها دقيقة، ومحسوبة، وقبل كل شيء، دقيقة.
بينما كانت تفكر في خطوتها التالية، كان عقل سيرافينا يتسابق مع الاحتمالات. كان عليها أن تجد طريقة لاستغلال علاقة أسترون بإيرينا دون إثارة الشكوك. لقد كانت عملية توازن دقيقة، تتطلب البراعة والدقة.
لكن سيرافينا لم تكن من النوع الذي يخجل من التحدي. لقد أحببت ذلك بالأحرى.
مع التصميم في قلبها والخطة التي تتشكل في ذهنها، شرعت في كشف الألغاز المحيطة بأسترون ناتوسالوني، مع العلم أن مفتاح نجاحها يكمن في فهم ما جعله بهذه الأهمية في عيون والدتها.
كانت خطتها قيد التنفيذ.
لقد خلقت صدعًا بينه وبين إيرينا. الآن، حان الوقت لنرى كيف سيكون رد فعله على هذا الموقف وتحليل نفسيته أكثر.
هل سيتخلى عن إيرينا ولن يتفاعل معها أم سيطاردها؟
ومن خلال فهم شخصيته وقراراته، ستقوم بعد ذلك بتقييمه.
بعد كل شيء، إذا كان شريرًا وسيشكل تهديدًا لها في المستقبل ...
أفضل قرار هو إبعاده عن هذا العالم.