الفصل 6: - كسوف القدر [3]

---------

لقد كنت مخطئا.

الناس ليسوا لطيفين هنا ها أنا محاط ببحر من الوجوه، لكن من الأفضل أن أكون غير مرئي. الهمسات تتبعني كسحابة سوداء، وكلماتها السامة تسمم روحي.

أسمع الضحك والسخرية، ويتردد صداها في ذهني، ويذكرني بضعفي الملحوظ.

يقولون دائمًا أن "الأشخاص المستيقظين" أقوياء. لكنني غير قادر على أن أصبح أقوى بعد الآن. لقد وصلت إلى الحد الأقصى الخاص بي. أعلم أنني أعرف ذلك، لكن لماذا لا أستطيع فعل أي شيء؟

لماذا لا أستطيع أن أكون مثل ذلك الرجل إيثان؟ إنه يصبح أقوى وأقوى. لماذا لا أستطيع؟

إنه عذاب يومي لا هوادة فيه يخترق القشرة الهشة التي أحاول الحفاظ عليها.

إنهم يتحدثون عن كيفية رفع إحصائياتهم دائمًا، لكنني لا أستطيع ذلك.

في بعض الأحيان أريد أن أتوقف. النظر إلى نفس الشاشة مرارًا وتكرارًا....هذه الأرقام لا تتغير أبدًا...

لكن لا أستطيع…

كلما توقفت، ظهر وجهها في رأسي...

لا أستطيع التوقف…

لا يجب علي...

*********

لقد مر شهر بالفعل منذ أن بدأت الأكاديمية….إنهم يفترسوني؛ أستطيع أن أشعر بذلك... أسير في هذه الممرات، ورأسي إلى الأسفل، محاولًا أن أجعل نفسي أصغر حجمًا، وغير مرئي.

لكنهم يرونني.

إنهم يرون الضعف محفورًا على وجهي، وندوب الخسارة التي ترفض التلاشي.

لقد أصبحت هدفهم، وتجسيدًا للتسلية الخاصة بهم.

يسخرون مني، ويسخرون من ألمي، وكأن حزني أمر يستحق السخرية.

"يا سلة المهملات..."

أسمع نفس الصوت الذي كان يسبب لي الضيق.

"لا، ليس الآن..."

عندما أدير نظري، أرى جسدًا ممتلئًا بالضخامة. أحاول الهرب، في محاولة لزيادة المسافة.

"أين تعتقد أنك ذاهب؟"

لكن يداً تسد طريقي. والآن أمامي شخص آخر يقف هناك.

إنها فتاة، فتاة مختلفة عنها كثيرًا.

أحاول تجاوزها، لكن دون جدوى لأن يدي مقيدتان بسحر غريب.

عندما رأيت أنني لا أستطيع المضي أبعد من ذلك، أدرتُ رأسي إلى الخلف.

/سووش/

هناك، أستطيع أن أرى قبضة قادمة إلى وجهي….

جسدي يتفاعل من تلقاء نفسه.. أحاول رفع ذراعي بشكل انعكاسي.

/جلجل/

ولكن هذا ليس كافيا.

لم يكن الأمر كذلك أبدًا.

على الفور، اتصلت اللكمة بوجهي. وسرعان ما يهاجمني ألم مألوف. ألم مألوف كنت أشعر به منذ فترة.

"كو-"

الدم يسيل من فمي، لكنني أرفض أن أنحني لأسمع.

أكافح للحصول على اليد التي تمسك بي... لكنه قوي.... أقوى مني بكثير....

"لماذا لا تبكي أكثر أيها الطفل الباكي؟" إنهم يسخرون. يدفعونني، ويدفعونني جانبًا، ويشاهدونني أنهار تحت وطأة قسوتهم.

أنا محاصر في دائرة العذاب هذه، أنتظر دائمًا الضربة التالية، الضحكة التالية على حسابي.

"هاهاها!" "ستظل القمامة دائمًا قمامة، مهما حدث."

ويتردد صدى ضحكاتهم داخل رأسي. الوخز لا يختفي أبدًا. أنا أعرف؛ عقلي يفلت ببطء..

أنا أسأل نفسي باستمرار. ماذا فعلت لأستحق هذا؟ لماذا أنا ضعيف جدًا، ومن السهل أن يتم افتراسي؟ لماذا أنا لست مثل أختي؟

لقد كانت ذكية جدًا في الدفاع عن قريتنا... لماذا لا أستطيع أن أكون مثلها؟ لا أستطيع الاختباء. لقد تركت أشعر وكأنني فاشل، كيس ملاكمة لتسليتهم. أعلم أنني خذلت أختي، لكن لا أستطيع فعل أي شيء.

'لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟'

فقط لماذا…. لماذا لا أستطيع أن أصبح أقوى؟ يحل الظلام، وعيناي تفقدان بصرهما ببطء.

أشعر بألم في جسدي في كل مكان، لكنني لا أتزحزح. لا يهم بعد الآن. أستطيع أن أشعر أنهم يضربونني. إنهم يبصقون علي. لكن لم يعد أي من هذه الأمور يهم.

"نفاية." "نذل." "حتى والدتك تركتك" أسمع أصواتهم تصبح أضعف وأضعف.

أدرك أنهم سيتركونني مرة أخرى.

في أحلك لحظات حياتي، أتساءل، ماذا لو لم أكن موجودًا أبدًا؟ ماذا لو لم أكن هناك؟ ثم، هل سيكون بخير؟ أشعر وكأنك غريب، منبوذ لا ينتمي إلى هذا العالم.

لكن كلما أفكر في تلك الأشياء، يتبادر إلى ذهني وجه أختي.

أشعر بالاشمئزاز من نفسي المثير للشفقة. أعلم أن هذا خطأي، ومن ضعفي أنني لا أستطيع الوقوف هنا. هذا لأنني ضعيف.

في تلك اللحظة، أسمع صوتًا هامسًا صغيرًا بداخلي.

"أليست متعبة؟" صوت بسيط يتردد صداه في أعماق روحي.

"هل سئمت من الضعف؟ هل سئمت من عدم القدرة على فعل أي شيء؟" يتردد صدى الصوت في أعماق قلبي، صوت بارد.

صوت يذكرني بصوتي .

أشعر بقشعريرة تسري في عمودي الفقري بينما يتردد صدى الصوت في أعماق روحي.

للحظة، يصبح إغراء الاستماع أقوى.

"نعم،" أعترف، صوتي يرتجف. "أنا متعب. تعبت من الشعور بالعجز، تعبت من كوني هدفا لهذه القسوة".

أريد أن أبكي، أريد أن أسكب مشاعري. لكنني أعلم أنني لا أستطيع.

الصوت البارد والحساس يواصل التلاعب به. "ماذا لو كان بإمكاني أن أقدم لك مخرجًا؟ فرصة للتخلص من ضعفك وتصبح شيئًا أكثر. شيئًا أقوى."

أسمع الصوت، وهذا البرودة بداخلي يصيبني بالقشعريرة.

لم أكن أعلم أبدًا أن شخصًا مثل هذا موجود بداخلي. أشعر بالخوف.

"من أنت؟" أسأل ، لا أستطيع احتواء نفسي.

"أهاهاهاهاهاها!" في تلك اللحظة، انفجرت موجة من الضحك البارد. يرسل الرعشات أسفل العمود الفقري بلدي.

أريد أن أسأل ما المضحك؟ لكن لا أستطيع.

"هل يهم؟ أنا أنت... الشخص الذي كنت تقمعه...."

كلماته تتردد داخل رأسي.. لا أستطيع أن أفهم أي شيء…. هو انا؟ ماذا يعني؟

'لا. هذا ليس صحيحا. أعتقد عدم القدرة على احتواء الخوف.

"هل نسيت سبب وجودك هنا؟" لكن في تلك اللحظة دخل صوته إلى أذني. "هل تريد أن تخذلها؟ هل تريد أن يبقى دمها على الأرض؟"

هذه الكلمات تخترق قلبي، وتجلب ذكريات لا أريد رؤيتها الآن.

تغيرت ابتسامتها مع ثقب المخلب في صدرها.

"اقبلني... من أجلها.... لو كانت أمامك، هل يمكنك إنقاذها بقوتك الضعيفة؟"

كلماته تخترق أعماق قلبي مرة أخرى، وتكشف عن ندوب يصعب شفاءها.

في اللحظة التي خرجت فيها هذه الكلمات، ظهر أمامي ضوء لامع.

أستطيع أن أرى قلادة هناك. إنه يلمع باللون الخلفي مع هلال منحوت.

هذا يذكرني بأختي مرة أخرى.

في تلك اللحظة، شعور اليأس يملأ قلبي.

"أنا بحاجة إلى القيام بشيء ما، أريد أن أكون أفضل."

"لا أستطيع أن أبقى كما أنا دائمًا."

"أنا ضعيف، أنا لست قويا."

يدي ترتجف.. رؤيتي تتشوش..

الألم الذي كنت أتجاهله يعتدي من جديد، وجسمي يؤلمني في كل مكان..

الأماكن التي ضربوها كانت تجعلني أشعر باليأس..

"لا أستطيع حمايتها... ناهيك عن الانتقام... أنا لا قيمة لها...."

وفي يأسي، مددت يدي وأدركت الظلام، وقبلت الصفقة التي ستغير مسار حياتي إلى الأبد.

2024/10/18 · 439 مشاهدة · 944 كلمة
نادي الروايات - 2025